أغـفـري لــي
أربع مائة و ثلاثون يوماً مرت من دونكِ
مرت من دون أن أتنفس
رحلتِ و تركتنـي إلى الأبد ..
منذُ هجرانكِ لـي ما رجعتُ إلى بيتنـا
ذكرياتنـا به تخنقنـي ..
لستُ بخير أبداً
و أنا أعني ما أقول
و كيف لي أن أكون و أنا لا علم لي عن مكانكِ
عيناي لم تراكِ منذ محكمة طلاقنـا
الكثير تغير في غيابكِ
فأنـا لم أعد أنـا
بتُّ شخصاً لا أعرفنـي ، شخصاً غريباً حتى لنفسي
أتعلمين ماذا حدث بعد شهر فقط من طلاقك ؟
رحلت أمي
و إلى الأبد ..
تركتكِ لأجلها فلما هي الأخرى تتركنـي !
لم يعد لي أحد أعيش لأجله ..
ستقولين والدي ..
أجيبكِ أن عليَّ الرحيل فقط لأجله !
ألا تلاحظين أني أجلب البؤس و التعاسة لمن أحب !!
لا أنتِ و لا والدتي سلمتم منـي ..
لا أريد أن أخسر أخر فرد في عائلتـي
اليـوم ..
و حينما كنت أتمشى كما هي عادتي في الليل
رأيتك !
بعد كل هذه الأيام و الأشهر رأيتك !
ضننت أن لـ الشراب الذي في يدي مفعولاً في ما أراه
و لكنني لم أثمل بعد !
لا أعلم ما خالجنـي حينها و جعلنـي أدمع لدى رؤيتك
أهو الحنين ؟ الإشتياق ؟ الشوق ؟
أم جميعهم ؟
كنتُ سأتوجه لكِ ، بل سأركض نحوكِ
رغم أن لا علم لي عما يجدر بي الحديث به معكِ
و لكن فلنتحدث عن أي شئ و إن كان الطقس مثلاً
المهم أن أسمع صوتك الذي إشتقت
و لكنـي توقفت و شعرتُ بقدماي ترتعش
لـ-لما تحملين طفلاً بين أذرعكِ ؟
و من ذاك الرجل الذي يتمشى بجانبكِ و تقهقهين معهُ ؟
أتراكِ بدأتي حياة جديدة لكِ و تخطيتني ؟
بهذه السرعة .. ؟
ركضتْ
و لكن ليس نحوكِ بل بعيداً عنكِ
و بعد كل هذه الأشهر توجهت نحو منزلنـا القديم و في يدي المزيد من قنانـي المشروب
أود أن أنسى ما رأيت
فقد قتلنـي
و لكن جزء صغير للغاية بي سعيد لأجلكِ
أنكِ على الأقل و على عكسي وجدتي السعادة بغيري
للأسف أنا لا سعادة لي سوى معك ..
كان المنزل يملأه الغبار حد جعلي أسعل قليلاً
لمحتُ أريكة المعيشة و طاولتها
حيث جلست و بعقل مسلوب و وضعت ورقة الطلاق التي لا أعلم من أين جلبتها
لثمالتي ضحكت
و لكن ليس بمتعة
كنت سأتوجه و أجلس هناك غير أن شيئاً إرتطم بقدمـي جعلني أنزل عيني له
قطبت حاجباي حينما وجدت ورقة مغلفة كنت سأتجاهلها و لكن راودني فجأة الفضول لأراها
ليتنـي ما فعلت
ليتنـي بقيت على جهلـي
ليتنـي ما علمت أنكِ و في اليوم الذي طالبتكِ بالطلاق كنتِ قد أتيتي و بسعادة لتخبريني عن حملكِ
عن أني و أخيراً سأصبح أباً
لا أعرف على من ألقي اللوم
أعلى الدنيا التي لا ترحم
أم على نفسي التي تواصل إقتراف الأخطاء
لا أعلم ما أقول
و لا قدرة لي لكتب ما أشعر به
ها أنا و بحبر قلمـي أكتب لكِ يا من مازلتِ تحملين قلبي هذه المذكرة ، عساكِ فيها ترين ما قد يلين قلبكِ عليّْ فتغفرين لي أخطائي التي لا تنتهي بحقكِ
أعلم أن من كنتِ تحملينها في يدكِ كانت إبنتي و من صلبي
لن أقول لكِ أن تخبريها أني والدها ، فأنا أشعر بالعار من نفسي هي لا تستحق أن يكون لها والد مثير لـ الشفقة مثلي
و لكن أرجوكِ إحكي لها عني و إختلقي لها قصصاً عن كوني كنت شخصاً جيداً في حياتكِ
دعيها تجلب لي أزهار بيضاء حينما تزورنـي
إن جلبتِ لي أنتِ أزهار حمراء سأعلم أنكِ أخيراً قد غفرتِي لي و سأرتاح
في قبري.
أعتذر على رداءة خطِّـي
يـداي ترتعـيشان ..
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top