3

"لدَينَا مرِيضّ مُهم، وهو علَى وشك الوصول، إحرصِي علَى إستقباله جيدًا، ولَا تُعطِي أي معلومَات شخصية حَوله، لا تُشعريه بعدم الراحة، لا تصرخي أو تصيحي أو تطلبي توقيعه، إن حدث خطأ صغير، سأطردك" أخبرتُ موظفة الإستقبَال كمَا فعلتْ مع كُل الموظفين بالمشفَى.

لأتأكد من سلامته الشَخصية.

-

" هَلْ الطَبِيبة فَطِيرة هُنا؟"

"عفوًا؟"

"..پاي، أعنِي پَاي" عَاود تَايهيُونج الإبتسَام مُكملًا حدِيثه بطبيعية.

"هَلْ يُمكننِي رؤية بطَاقة هويتك؟" سألتْ موظفة الإستقبَال فَنَظرْ تايهيُونجْ بالفرَاغْ أمَامه، لمَا تُرِيد بطاقة هوية وهيَّ تعلمْ من هو؟

"لا!"

وَجَدْ تَايهيُونج أحدهم يُمسك بيده وكَانت پاي التِي تُنَاظر المُوظفة أمَامها بحدة.

"لَنْ تَفعلِي.." تَابعت حدِيثهَا قَبلْ أنْ تُمسك بيد الوَاقف قُربها لتجذبه خلفهَا للدَاخل.

-

"تبدِين لطِيفة بهذَا الردَاء" أثنَى تَايهيُونج جَاعلًا منِي ابتسمْ له.

"هَل فقدت وعَيك مُجددًا خلال هذَا الإسبوع؟"

أومأ لِي بصمت.

"هَلْ تتبَع حِمية؟" أبعدتُ سمَاعاتِي الطبية عَنْ أُذنَاي.

"لا، لمَا؟" رفع نظرهُ لِي.

"حِين جلبتك إلَى منزلِي كَان نَبضْكَ ضَعيفًا، ومَازال كذلك"

"وماذا يعنِي هذا؟" نظر لِي بوجهٍ حَائر، زفرتُ الهواء وأغمضتُ عينَاي لثوانٍ

"أنت لا تحصل علَى غذَاء كافٍ!!" صِحت بغيظ أُشهر سبابتِي بوجهه، ولَم ألحظ أنِي أستقمتُ عَنْ مقعدِي مِن شدة غَضبِي بينمَا هُو ترَاجع للخلَف بذُعر.

"أعتذر" أبعدتُ إصبعِي من أمام وجهه ثُم وضعت يدِي فَوق جبِيني بإستياء.

"هل تِلك عَادة لديكِ؟"

نظرتُ له بتساؤل.

"وضع يدك فَوق جبينك." أشار بعينه ليدِي فابعدتها سرِيعًا

"إنهَا كذلك" ابتسمتُ له ففعل المِثل.

"أنصت جيدًا" كَان صوتِي صَارمًا، حَاولت مَنع نفسِي ولكنْ لا يُمكننِي سوَى الشعُور برغبة فِي لكمه علَى وجهه الوسِيم كُلمَا تذكرتُ أنهُ لا يعتنِي بنفسه.

"أيًا كَان الشيء الذِي كُنت تركُض بسببه هاربًا ذلك لَمْ يكُن مَا جعلك تَفقد وعيك، أنت تبذُل مجهُودًا كبِيرًا، عليك الإعتنَاء بنفسك، أتعلم مَا سيحدُث إن لَم تفعل؟" سألتُ بخفُوت فِي النهَاية فهز رأسه نَافيًا.

"تَفقد وعيك مُجددًا! أتعلَم مَا يحدُث حِين تَفقد وعيك مُجددًا؟" سألتُه مرةً أُخرَى فعاد يهُز رأسه نَافيًا وقَد ترَاجع للخلف مرةً أُخرَى حِين عُدت للصياح.

"سيرتطم وجهكَ بالأرض كثِيرًا ولنْ تعُود وسيمًا"

وضع يدهُ علَى وجهه بصمتٍ ناظرًا لِي بصمت فأومأت لهُ "حسنًا انا أُبالغ ولكنك تَفهم مَا أقصد"

أومأ لِي بتفهم، نهض عَنْ مكَانه ثُم وقف أمَامِي ليضع يديه علَى كتفَاي يُعيدنِي للجلُوس علَى مقعدِي.

"رُبما قَدْ تكُون هُنَاك أسبَاب أُخرَى" شبكتُ يدَاي معًا ناظرتًا لوجهه الذِي أعتلَاه التساؤل منتظرًا منِي الشَرح.

"لنهتم بغذَائك أولًا، إنْ ظللتْ تَفقد وَعيك يُمكننَا فَرض أسبَاب أُخرَى"

لَمْ يُعطِيني تَايهيُونج ردًا هُو فقط ظَلْ يُمعن النظر بوجهِي بصمت.

"هَل تستمع لِي حتى!" أرتفع صَوتِي فجأة فرأيته يجَفلْ وابتعد بكُرسيه للخلف.

تحمحم ثُم نظر مباشرتًا لِي "اسمعي، فطيرة.."

"پاي." قاطعته مُتجهمة الوجه عَاقدتًا ذرَاعاي.

"اسمعي پَاي، انا لا أتبع حمية؛ ولكنْ لا يُمكننِي الإهتمَام بغذَائي بالطريقة التِي تُريدينها انتِ، عملِي لا يسمح ب.."

"انا لا أهتم بعملك!" عُدتُ أصِيح بغيظٍ واَضح ونهضتُ عَنْ مقعدِي لأُعزز أجوَاء الغَضَب فنهض هُو بدوره ليُعيدنِي لمقعدي.

نَظَف حَلقهُ للمرة الثانية وعَاد ينظر لوجهِي
"عملِي لا يسمح لي.."

"انا، لا، أهتم، بعملك" وضعتُ ابتسَامة صفرَاء.

"أنتْ هُنا كمرِيض لا غَير، لذَا فلتنسَى أمرْ عملك، أنتْ هُنا لكَي أهتمْ بك" حَاولتُ جَعلْ ردِّي هادئًا لرُبمَا يَستطِيع فهمي.

"أُرِيد الإنتقَال للأسبَاب الأُخرَى" ردَّ وَاضعًا ابتسامة صفرَاء كتلك التِي علَى وجهِي.

"لَا" أجبتهُ أُعاود الإبتسَام.

"لمَا؟"

"هذَا شيء خَاص بِي كطبيبة، وأنتْ كمرِيض يجب أنْ تُنصتْ" عقدتُ ذراعاي معًا ثُم بدأتُ أناظره بحدة.

"وإن لَم أفعل؟" قَال رافعًا حاجبيه.

زفرتُ الهوَاء أضع يدِي فَوق جبِينِي مرًة أُخرَى، أغمضتُ عينَاي لثوانٍ أُحَاول التخفِيف من غضبي.

لمَا أنا غاضبة حتى؟

"أنتْ لا تَملكْ خيارًا، وستأتِي مُجددًا" أجبتهُ بوجهٍ خالٍ منْ التعَابِير.

"لا أمَانع" رفعْ كتفيه مُبتسمًا.

أومأت برأسِي ثُم عُدت أُحَاول فِهم مَا قاله.

"مهلًا..حقًا؟؟" قُلتُ بتفاجئ مُقتربة منه، ابتسَامة صَغِيرة نَمتْ علَى وجهِي فرأيتهُ يضحك.

"ماذا؟" سألتُ أبتعد عنه.

"مزاجك يتغَير سرِيعًا" أجَاب وَاضعًا ابتسامة لطِيفة.

"هذَا بسببك" أجبتُ سرِيعًا فرأيتهُ يرفَع حَاجبيه كإشَارة لمُتابعة حدِيثِي.

"لأننِي أهتم لأمرك" تابعتُ وللمرة الأُولَى نظرتُ مُباشرة عَينيه التِي أختفت جُزئيًا بالتدرِيج لأنهُ عَاود الإبتسام.

إلهَي؛ كَمْ أحبه!

لا يجب أنْ أفقدْ صوَابِي الأن.
لا أُريده أن يشعُر بعدم الرَاحة ويفر هَاربًا منِي.

أبعُد نظرهُ عنِي ومَازال مُبتسمًا ،رأيتهُ يعبث بسماعاتِي الطبية التِي لَمْ ألحظْ متَى وصلت ليديه

إستقَام عَنْ مقعده، تأكد من وضع قنَاع الوحه ونظاراته ليُحَاول إخفَاء أكبر قدرٍ مُمكن من وجهه، ثُمْ ذهب تجَاه البَاب وألتفتْ ليلوح لِي مُبتسمًا قَبلْ أنْ يَخرج ففعلتُ المِثل.

بمجرد أن خرَجْ تفقدتُ سماعاتِي التِي كَان يعبث بهَا فرأيتْ تَوقيعه.

هو قَدْ وقع علَى سماعاتِي للتو!

"إلَى فطِيرة، تايهيونجxx"

___________________________

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top