2

خَمس دقَائق مرَّت وانا فقط مُتسعة العَينين بصدمةٍ أنظُر للجَسد المُلقَى علَى الأرض أمَامِي.

"ماذا يجب أن أفعَلْ!" صِحت لنفسِي وأنَا أجذب شعرِي للخَلف.

"حسنًا، لنُفَكِر بالخيارات المُتاحة أولًا" حدثتُ نَفسِي مرة أُخرَى وبدأت أُفَكِر إلَى أين يَجِب أن أخذه بهذَا الوقت من الليل.

المَشفَى العَامْ بعيدٌ للغاية عَنْ هُنا.
وانا غَرِيبة لا أمُتْ بصلة له.
لَا أَستطِيع فَتح هَاتفه للإتصَال بشخصٍ مُقرب منه، وهذه مُشكلة أُخرَى.

كَانْ خيَارِي الأخِير هو أخذهُ لمنزلِي حَيث أنهُ يقع علَى بُعد شارع مِنْ هُنا، يُمكننِي القيَام بالإسعَافَات اللازمة هُناك.

رأيتُ ضوئًا لسيَارة أتية من بدَاية الشَارع، سرِيعًا  خلعتُ قنَاع وجهِي ووضعتهُ لتايهيُونج وكذلك قُبعتِي السودَاء ونظاراتِي الطبية قَبلْ أنْ تَصِل السيارة أمَامِي.

"عُذرًا، حبيبي فَقَدْ وعيه هَلْ يُمكنك مُساعدتِي لنقله دَاخلْ السيَارة؟"

إنْ عَلِم تَايهيُونج إنهُ أصبح حبيبًا لحبة بطَاطَا مثلِي لألقَى بنفسه مِنْ فَوق حَافة جَبَل.

سريعًا أومأ سائق السيارة وتَرَجل خَارج السيارة ليُساعدنِي بنقله للدَاخل قَبلْ أنْ نَتَحركْ.

-

لِحُسن حَظِي، كَان السَائق مُتقدمًا بالعُمر، لذَا لَمْ يُعر انتباهًا لتايهيُونج.

رُغم أنِي أُغطِي وجهه بالكَامل تقرِيبًا إلَا أننِي كُنت أشعُر بالتوتر.

حِين وصلنَا كَان السائق لطِيفًا كفاية ليُساعدنِي بنقل تايهيُونج حتَى وصلتُ إلَى بَاب شقتِي ثُم رَحَل.

أرحتُ جَسَدْ تايهيُونج برفق علَى الأرض لأتمكن من البَحث عَنْ مفاتِيحِي.

بعد دقائق من البحث فتحتُ البَاب بُسرعة، ثُم بدأت بسحب جسده للدَاخل.

"أنت أثقل..ممَا تبدُو.." همستُ بألم بينمَا أُتَابع سحبه تجَاه غُرفتِي، أفلتُه حين كُنتُ أمَام سريري بالفِعل.

خلعتُ سترتِي وألقيتها بعيدًا، زفرتُ الهواء ناظرة له ثُم صعدتُ فَوق السرِير لأجذبهُ لأعلَى.

أختل توازنِي أثنَاء سحبِي لجسده وسقطت مُواجهتًا الأرض بقربه.

نهضتُ للمرة الثَانِيَة لأصعد فَوق السرِير وأعاود المُحاولة حتَى نجحتُ بجعل جسده مُستلقيًا فَوق السرِير.
خلعتُ حذَائه ووضعتهُ أرضًا ثُم أخفيت جسده أسفل الغطَاء وذهبتُ لخارج الغُرفة.

بعد مُدة كافية من التظاهر بالشعُور أننِي طبيعية أَود الصرَاخ.
كُل مَا كَان يدُور برأسِي أن كِيم تايهيونج مُستلقِي فَوق سريري، بغُرفتِي، بمنزلِي.

وضعتُ يدِي فَوق رأسِي ناظرتًا بالفرَاغ أمَامِي.

رُبمَا هيَّ هدية القدر لِي لأُقبله وأحتضنه كمَا أشاء.

سأُصبح مُتحرشة حِينهَا لذا سأكتفِي بتأمله بينمَا أبكِي.

أدركتُ ما يحدُث ثُم ضَرَبتُ جَبِينِي وذهبتُ لدَاخل غُرفتِي باحثة عَنْ صندُوق الإسعَافات الأولية وذهبتُ لأقِيس حرَارته.

كَان حرارتهُ مُنخفضة ولاحظتُ وَتِيرة نَبضه البطِيئة، كمَا يُوجد جرحٌ بجَانب وجهه كمَا يده.

رُبمَا أُصبح درَامية ولكننِي شعرتُ بالألم لرُؤية حالته هكذَا.

بالنهَاية قررتُ تركه والنَوم فَوق أريكتِي بغُرفة المَعيشة وضبطتُ مُنبه الهَاتف لأستيقظ بَاكرًا.

-السادسة صباحًا-

-

لَمْ يستَيقظ تَايهيُونج بَعد فكُنت أملك مُتسعًا مِنْ الوقت لترتِيب منزلِي وصُنع وجبة كَاملة مِنْ أجله.

أُجِيد الطبخ ولكننِي أعجز عَنْ ممارسته بشكلٍ دائم بسبب عَملِي.
لذَا كَانت يدَاي مُمتلئتان بالجرُوح.

أتممتُ كُل شيء، وحَانْ وقت جُزئِي المُفضل؛ الجلُوس بقربه، تأمله والبُكَاء، إخبَاره بكَمْ أُحبه وكَمْ سأكُون زَوجة مثَالية وعَنْ أسمَاء أطفالنَا التِي اخترتهَا مُسبقًا.

وأحضرتُ لاصقَات الدُب معَي من أجله ثُم جلست أضعهَا فَوق كُل خدشٍ صَغِير أرَاه.

"تبًا.." همستُ حِين رأيتُ مُقتليه تبدأن بالتحرك نظرتُ بهَاتفِي أتفقد مظهرِي سريعًا.

مازلت أبدُو كـحبة بطاطا لما أُحاول حتَى؟

"مرحبًا.." قُلتُ بصوتٍ خَفِيض حِين قَابلت عينيه خَاصتِي.

"مرحبًا" رد بالمُقابل وبدأ يتفحص المكَان حَوله ثُم أعتدل فِي جلسته.

إلهِي هذَا مُحرج..
وضعتُ يدِي فَوق جبِيني أُفكر فِيما سأفعل، نظرتُ إلَى الطعَام بقُربي والذِي بدأ يفقد حرارته.

"هل أنتْ جائع؟"

بدوت حمقَاء، حتمًا أنهُ يرَانِي كأكثر شخص أحمق بالعَالم.

رفَع حاجبيه لِي فتحمحمت ثُم وضعت صينيه الطعَام أمامه.

أظنهُ كَان يشعر بالإحرَاج أيضًا ممَا جَعل الأمر أكثر إحرَاجًا.

وددتُ البُكَاء، والصيَاح، ولكنْ جَانِب الطبيبة منِي منعنِي منْ فعلْ هذَا، هُو مريضٌ ومُرهق بالفعلْ.

تنهدتْ، انَا لا أُريدهُ أنْ يشعُر بعدمْ الرَاحة.

"كَيف وصلتُ لهُنا؟" سأل ينظُر لِي.

"لقَدْ فقدت وعيك أمَامِي البَارحة؛ فأحضرتُك إلَى هُنا.." أجبتُ سرِيعًا أنظرُ بكُل الإتجاهات عدا إتجاهه.

تَنفسِي پَاي، تنفسِي، لا يَجبْ أن تفقدِي وعيكْ أمامه.

"ما اسمك؟" وضع ابتسَامة صَغِيرة وهو يُشبك يدَيه معًا.

"پَاي"

عقد حَاجبيه ناظرًا لي فزفرتُ الهوَاء واضعة يدِي فوق جبيني مُجددًا.

"مَاذا يعني؟" تَابع السُؤال وبدا صَوته طبيعيًا أكثر؛ لرُبما يُحاول تلطِيف الأجواء.

"إنهُ فَطِيرة بالإنجليزية" أجبتُ مُبتسمة وانا أحَاول مَنع نفسِي من الضحك ورأيته يفعل المِثل.

"اذًا هَل أُنادِيكِ فَطيرة؟"

"لا، انا فقط پَاي!" عارضتُ، كَانْ مِنْ المفترض أنْ أكُون غَاضبة لأننِي أكره حِين يُنادِيني أحدهم بهذَا، ولكننِي لا أستطِيع سَوى الإبتسَام أمامه.

مرتْ ثوانٍ ورأيتُه يَنهض عَنْ السرِير "علَي الرحِيل، شُكرًا لمَا فعلته مِنْ أجلِي" ابتسم بوجهِي حِين وقف أمَامِي.

وددتُ البُكَاء مُجددًا..
ألا يُمكنهُ فقطْ البقَاء.

"مهلًا!" أوقفته حِين كَانْ علَى وشك الرَحِيل.

وضعتُ يدِي بجَيب سُترتِي أُخرج بطَاقة عَملِي مِنْ جَيبِي ثُم أعطيتهَا له.
"أُيمكنك القدُوم بالإسبُوع المُقبل لأفحصك؟"

نظر لِي مطولًا فشعرتُ بالتوتر وبغُصة في حلقِي فتحمحمت "فقط لأطمئن.."

"لَا أُمانع، شُكرًا مجددًا" ردَّ مُبتسمًا، شعرتُ بتوترِي يهرب بعيدًا وبرغبة فِي احتضَانه.

"وداعًا فطِيرة"  لَوح لِي فَور أن خَرج مِن البَاب.

_______________________

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top