15
"كُف عن التحديق بي" قُلتُ أُبعد نظرِي عنه.
"أنتظر مُبررًا منكِ يُخمد ذَلِك الشعُور بداخلي"
"ما هو ذلك الشعور؟"
"أشعُر برغبة في صفعك" نظر أرضًا.
"هكذَا أشعُر حيالك دائمًا" رددتُ مبتسمة.
أرتفعت مُقتليه لتحدق بي بإغتياظ.
"انا أعتذر، ليس لدَي مُبرر مُقنع" تابعتُ أتحمحم.
"إنهُ ليس خطأك، الخطب بي انا، إذا كُنتي تشعرين بالراحة برفقتي دون توتر لما رفضتي المكوث هُنا"
"أنتْ تُفسر الأمر على نحوٍ خاطئ!" صِحت.
"فسري لي اذًا" حدق بي.
"إنهُ معقد، انا حقًا أُحب تواجدك حولي ولكننِي لا أستطيع التوقف عن الشعور بالتوتر" تَلعثمت وعاد صوتِي لينخفض مرة أخرى.
"لمَا؟" سأل مُرتبكًا
"هُناك خطبٌ مَا بي، لما تظنِني أعيش بمُفردي اذًا؟"
"للدراسة والعمل؟" هو أجاب بغَير ثقة.
"لأننِي لا أشعُر بالإرتياح لوجود عائلتي حولى حتَى، بينمَا أشعُر كذلك برفقتك"
"اذًا لما تشعرين بالتوتر؟" عَاد لذات النُقطة.
التزمت الصمتْ.
"لا بأس، أشعُر هكذَا حول شخصٍ ما أيضًا" أفقتُ من شرودي حين تحدث ثُم لاحظتُ وجهه المُبتسم.
"انتِ بحاجة للنوم، هُناك غُرفة ب.."
"أُيمكننِي فقط الاستلقاء فوق الأريكة هُنا؟" سألتُ بهدُوء أبتلع غُصتِي.
حدق تايهيونج بي بصمت لعدة ثوانٍ.
"رجائًا؟"
"ب..بالطبع يُمكنك، أينما تَشعرين بالراحة" هو ردَّ سريعًا.
نهض من مكانهْ ثُم عاد بعد بُرهة بوسادة وغطَاء.
شكرتهُ فابتسم كرد ثُم أصطحب يونتَان لأحد الغُرف برفقته قبل أُن يغلق الضوء لأجلي.
-
"كَمْ تبقى من الوقتْ" سألتْ.
"القليل فقط" هو نظر بساعة هاتفه.
كان الوضع مُريعًا، غير مُريحٍ بالمرة ولا أعلم لما يتصرف كشريرٍ كريه.
أستيقظ كلانا من قيلولة قصيرة قبل بُرهة وعُدنَا لنُحدق ببعضنا بصمتْ؛ ولكنهُ كان يناظرنِي بسخط.
"هذا مريع" قُلتُ.
أومأ يوافقنِي الرأي.
"لما انت صامت؟" سألتُ بإرتباك.
رفع كتفيه لِي كرد.
"قُل شيئًا!" صحت بإغتياظ.
"قُل شيئًا!!" عُدت أصيح ثُم ألقيت بسماعاتي الطبية تجاهه فأصابت رأسه.
يستحق.
هو لم يتآوه حتى.
"تحدث إلي!"
نفَى برأسه ثُم عقدْ ذراعيه يُكمل التحديق بي.
"انتْ صديقٌ كريه" أشهرتُ سبابتي بوجهه.
"وانتِ ايضًا" ردّ.
"وأخيرًا" نطقتُ براحة.
"لنلعبْ شيئًا ما" قَال مُتحمسًا وظهرت ابتسامة صغيرة على وجهه.
نظرتُ لهُ ليتابع حديثه.
"كَم قيمة مُرتبك"
"هذا سر" تحمحمت.
"يُمكننَا أن نوجه الأسئلة لبعضنا البعض ومن يرفض إجابة أحد الاسئلة يدفع ثمن غدَاء الفائز، ايًا كان ثمن الوجبة"
"أوافق" ابتسمتُ باتساع.
"السيدَات أولًا" جَلَس بُقربي ليتشارك الغطَاء معي.
"يالك مِن نبِيل" قُلتُ ساخرة.
"من أكثر شخصٍ تُكن لهُ المشَاعر بالوقت الراهن؟"
لوجدتُ فكرة أفضل ولكننِي كُنت أُفكر بعدد الوجبَات التي سأجعلهُ يدفع ثمنها.
"سأكون صريحًا.." هو ردَّ بصوتٍ مُنخفض.
"هذا الشخص لَمْ يُمضي فترة طويلة للغاية ولكنهُ يعني لي الكثير، إنهُ يجلس أمامي الأن" ابتسمْ بنهاية حديثه.
"يُونتَان" اتسعتْ ابتسامتهُ يَنظُر بحبٍ لجروه الذي يجلس أمامه.
أتذكر حين قُلتُ اني ما عدتُ أكرهُ يونتان، انا أسحب كلامي، ذلك الجرو الكريه سَلَب منِي كُل حظِي بالحياة.
لن أغضب.
"ما أكثر ما تفضلينه بِي؟" سأل يُريح رأسه فوق كفه بشكلٍ ظريف.
"أُذنيك" ابتسمتُ بسخُف.
نظر لي بتقزز يُحاول فهم ما قُلت للتو.
"كما قُلت سابقًا تنتابُني رغبة بلكمك او صفعك كلما رأيت وجهك لذا بينما كُنت أُحدق بشيئٍ أخر لاحظتُ أن أُذنيك لطيفتان" شرحتْ.
"هذا لا يُفسر امتلاء حوائط غُرفتك بصوري" ردَّ بوجهٍ مُنزعج.
"هذا كَي أُمارس المُلاكمة"
يستطِيع أن يكُون مُزعجًا ولكننِي مُزعجة أكثَر.
"باليوم الذي صادفتك به، لما كُنت تركض؟"
آملتُ بشدة ألا ينسحب.
"لقدْ كُنت مُلاحقًا" هو أدار وجهه للجهة الأُخرى بتوتر.
"من كان يُلاحقك؟"
"انتهَى سؤالك إنهُ دوري" غَير مسار الحديثُ ثُم استدار لينظر لي مرة أُخرَى.
"أُكنتِ بعلاقة قبلًا؟"
"لا، الفتيَان مخلوقات مقززة" أجبتُ ببساطة.
"أشكركْ" ردَّ.
"ولكنكْ لستْ كذلكْ وهذا ما قادنِي للوجود معكْ" تابعتُ.
"أشكرك" قهقه بخجل.
"إليك سؤالًا مُهمًا، أخبرتني أنك تسكعت مع الكثير من المعجبِين ولكنك سئمت فلما لم تسئم مني حتَى الأن؟"
"لأننِي كُنت مُمتنًا لمساعدتك لِي بذلك الوقت، ولأنكِ لستِ مُزعجة" ردَّ مُبتسمًا.
"انا كذلك" أشرتُ لكوني مُزعجة.
"لا أقصد كشخص فإنتِ بالفعل مُزعجة كألمٍ في الرأس"
صريحْ.
"ما عنيتهُ أن أفعالك غير مُزعجة، لا تُثرثرين بأمور حولي وحول الفتيان طوال الوقتْ، لا تلتقطِين صورًا لي كُلمَا تنفستُ، لا تُحدثيننِي عُن خُططك بالزواج بِي، ولا تحاولين إثارة إعجابي، حتَى بدأتُ أشك أنكِ مُعجبة طبيعية"
وددتُ فعل كُل هذَا ولكننِي أُفضل التزَام الصمتُ او الغضب بلا سبب والتفوه بالهرَاء عوضًا عن التحدث كشخصٍ طبيعي لأننِي لستُ كذلك، انا مُعقدة للغاية حتَى اننِي أكاد لا أفهم نفسي ببعض الأحيان لذا يُصيبنِي الذهُول كُلما تذكرت أنهُ مازال لم يقطع صلتهُ بي.
حسنًا أود إخباره بكُل هذا أيضًا، ولكننِي لنْ أفعل.
"حسنًا" ابتسمتْ.
أكان علي قول هذا حقًا؟
"إن استطعتِ وصفي بكلمة واحدة ماذا ستكُون؟" سأل مُبتسمًا باتساع.
"خنزير" كَم أنتظرتُ لقول هذا.
رمش عدة مرات مُحدقًا بي بذهول.
"ماذا؟"
"توقعتُ شيئًا كـوسيم، لطيف، رائع، محبوب"
"الخنازير لطيفة، ومحبوبة من الجميع" رددتُ أرفع كتفاي.
"حسنًا" أعتبر هذا كإطراء.
"الصغير منها فقط كذلك، وانتْ لستْ صغيرًا" تابعتْ.
نظر لِي وكأنهُ على وشك لكمِي لذَا سارعتُ بسؤاله.
"قبل بضع ساعات أخبرتنِي أنك تشعر كمَا أشعر حول شخصٍ ما، من ذلك الشخص؟ ويونتان مستبعد من الإجابة" حذرتهُ بشأن يونتان قبل أن يقودنِي لضربه حقًا.
"انا لا أُريد الإجابة لأنكِ استبعدتِ عزيزي يونتان" تذمر.
صحتُ أقف فوق الأريكة" لقد فُزت! أستعد لتُنفق ثروتك كَاملة!" ابتسمتُ باتساع أنظُر لهُ فوجدتهُ يبتسم بدوره.
"لما تبتسم؟ لقد خسرت للتو" سألتُ بعد أن عُدت للجلوس بمكَاني.
"لم أراكِ تبتسمِين بذلك الاتساع قبلًا رُبمَا كان علَي فعل هذا بوقتٍ أبكر" ردَّ بوجهه المُبتسم.
"انتْ الأفضل" عانقتهُ مُبتسمة.
"أُحب الأمر حين تصبحين لطيفة" قَال يُبادلنِي العناقْ.
"ماذا تقصد بقولك هذا؟" دفعتهُ عنِي.
"ا..هل نذهب لشراء الطعام؟"
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top