12

"پاي، إنهُ المريض الأخِير لليَوم يُمكنكِ الذهَاب للمنزل بعدهَا"

نبهتنِي الموظفة.

كُنت أبدُو كچثة عادت للحيَاة، لَم أحصل علَى القدر الكافي من الطعام أو النَومْ.

كَانتْ رُأسِي تستندْ فَوق المكتب أمَامِي ولَمْ أملك الطاقة للإعتدَال والتحدث إليهَا لذَا أشرتُ لهَا بيدِي أنْ تدعهُ يدخُل.

أمُل أن ينتهِي هذَا بسُرعة.

تنسفتُ بعُمقٍ قَبلْ أن أرفَع رأسِي ثُم أستقمتُ عنْ مقعدِي مُستعدة لإستقبَال مَريضي الأخِير.

"مرحبًا پَاي" صدر صوتٌ هادئ من خلفِي.

عجبًا، لَمْ أتوقع قدُوم تايهيُونج.

ظننتُ فقطْ أنهُ لنْ يرغب برؤيتِي مرة أُخرى.

نظرتُ للأسفل سريعًا مُغمضتًا عينَاي بينما أتذكر شجار البارحة.

"مرحبًا، استلقِي لأتمكن من فحصكْ رجائًا" رددتُ أُغطِي أُذنَاي بسماعاتِي الطبية.

لُمْ أرِد النظر بوجهه لأنِي سأبكِي حتمًا وقد ألكمه إلَى أن يبصق الشطيرة التِي أعطيتها لهُ البارحة، إن لَمْ يضعها بالقمامة.

"كَيف تشعُر في الأونة الأخِيرة؟" سألتُ وأنا أجُر مقعدي لأجلس أمام سرير الفَحصْ.

"ذَلِك الإسبُوع حِين ذهبتُ لزيارة عائلتِي، لَمْ أفقد الوَعي؛ ولكنْ حَدَث الأمرُ مُجددًا البارحة" أجَابنِي وبدَى صوتهُ بائسًا.

أومأتُ لهُ مُتفهمة ثُم بدأتُ بفحص صدرهُ وأثنَاء قيَامِي بذَلِك رأيتهُ يبتسمْ ناظرًا للسماعَاتْ الطبية والتِي كُنت أستعملهَا لفحصه.

لَقَدْ كُنتْ أستعمل تِلك التِي وقعهَا لِي عَنْ طَرِيق الخطأ.

شعرتُ بحرارة وجهِي ترتفع ما إنْ لاحظتْ وأردتُ إخفَاء وجهِي بشدة.

لا ترمقنِي بتلك النَظرة رجائًا، قد أنهَار باكية.

"تَوقعتُ أنكِ ستصرخِين بوجهِي غاضبتًا ثُم تطلبين منِي الخرُوج لأنكِ لا تعلمين منْ أكُون"

لَمَح إلَى حديثي البارحة ثُم عقد ذراعيه بوجهٍ غاضب.

"مَا كُنت لأفعل هذَا، أنتْ مرِيضِي، لا يُمكننِي رَبط العمل بالمشَاكل الشخصية" رددتُ ببسَاطة بعدْ أن نهضتُ منْ امامه.

"انا لَمْ أعُد أعلَم، لَقَدْ حَاولتُ بكُل الطرق لمعالجة الأمر ولكنكْ تستمر بفقدَان وعيك، رُبمَا الخطأ بِي..." ضربتُ رأسِي بسطح المكتب الزُجاجِي أمَامِي.

كُنتُ علَى وشكْ البُكَاء، أشعُر بالحُرقة دَاخِل مُقلتَاي بالفعلْ.

انا صديقة فاشلة، وطبيبة فاشلة أيضًا.

شعرتُ بيده تَستقر فَوقْ رأسِي، هُو مررهَا برفق ضِد شعرِي ليجعلنِي أنظُر إليه.

"لا تبكِي، حسنًا؟ إنهُ لَيس خطأك، لقد زُرت الكثِير من الأطبَاء قَبلك بالفِعل؛ ولكنْ أُنظرِي للجَانب المُشرق! لقد أمضيتُ اسبوعًا كاملًا بشكلٍ طبيعي بفضلك، رُبما علَي الخروج أكثَر"  أخبرنِي مُبتسمًا.

"أيُمكنكِ الجلُوس هُنا؟ لدَي شيء لأُعطيهُ لكِ" هُو أشَّر علَى المقعد أمَامه ففعلتُ مَا طَلَبْ.

هُو أنحنى ليصل لحقيبتهُ ثُم أخرَج شيئًا مَا ليضعهُ بينْ يدَاي.

كَانتْ عُلبة مُتوسطة الحَجَم ذَات لَونٍ أزرق مَع شريطٍ أبيضْ.

رفعتُ نظرِي إليه فأشَار لِي أنْ أفتحهَا.

إنهَا حتمًا ليست خاتم زواج لأننَا كُنا علَى وشك لكم بعضنَا البعض ليلة أمس.

بدأتُ بإبعاد الشريط برفق ثُم أبعدتُ غِطَاء العُلبة لأضعهُ فَوق سَطح المكتب بقُربِي.

كَانْ أَول مَا قابلتهُ عيني دَاخل العُلبة هي بطَاقة صغيرة.

«فَطِيرة إلَى فَطِيرة»

لَمْ أستطع إخفَاء الابتسَامة الكَبيرة فَوق وجهِي حتَى إن أردت.

أظنُ أن عضلَات وجهِي ستتشنج.

أسفلْ البطَاقة كَانتُ هُنَاك فَطِيرة صَغِيرة، وهيَّ بالتأكِيد ألطف مَا رأيتهُ يومًا.

قررتُ رفع وجهِي أخيرًا لأنظُر لتَايهيُونج الجَالس أمَامِي، والذِي كَانْ مُمسكًا بهاتفهُ صَوب وجهِي.

"أردتُ حِفظْ اللحظة، إنهَا المرة الأولَى التِي أُعد بهَا فَطِيرة بالمنزل" قَال حِين لاحظْ تحديقِي به.

هُو بدأ بحك مُؤخرة رأسه يُفكر بمَا سيقُوله تَاليًا "لَمْ أَعلمْ ما أُحضر ثُم خطرتُ ببَالي الفطائر،اعتذر إن لَمْ يكُنْ هذَا جيدًا" هُو ضَحِكْ بخجل فِي النهَاية.

"تِلك من أرَوع الهدَايا التِي حَظِيت بهَا" رددتُ سريعًا أضع ابتسامة فوق وجهي.

"هذَا بمثابة إعتذَار" تحمحم نَاظرًا للأرضْ.

"لتجاهلك إياي؟ أم لمعاملتي كالقُمامة؟ أم لصياحك بي؟ أمْ نعتِي بفتاةٍ غير طبيعية؟ أم جعلي أكره طعامي المفضل؟ أم إفساد وجبتي البارحة؟" عقدتُ ذراعاي ناظرتًا لهُ بوجهٍ صارِم.

هو أبعد نظرهُ عنِي وبدأ ينظُر بأرجاء الغُرفة بتوتر

"أنا أيضًا أعتذر لأنِي غضبت البارحة." تَابعتُ أنظُر بقُربِي

"انتِ دائمًا غاضبة" ردَّ فنظرتُ لهُ سريعًا أستمَع لرده الصَريح.

"لَيس عليكِ الإعتذَار، انا من أساء التصرُف" هُو تَابع بصوتٍ هَادئ.

" أنتِ تعنِين لِي الكثير، وانا أهتَم لمشاعرك؛ ولكنْ يبدُو أننِي دفعتك لحَافة الغَضبْ حقًا" هُو قهقه فِي النهَاية."حِين تشاجرنَا بالسادسة صباحًا لَقَدْ صُدِمتْ حِينْ رفضتِي مُعناقتِي، أعلَمُ كمْ تُحبين فِعل هذَا"

شعرتُ بحرارة وجهِي ترتفعُ حرجًا وأردتُ الإختفَاء مرة أُخرَى

"انا لا أفعل." صِحتُ مُعارضتًا إيَاه ثُم نهضتُ عنْ مقعدِي ففعل هو المثلْ.

"أُصدقكْ" سمعتُ قهقهته قَبلْ أن يقترب ليُنهي المسافة بيننَا بعناق مُبتسمًا.

رُبما هو محق، رُبمَا أُحب فِعل هذَا.

لَمْ أحصل علَى خاتم زواج.

ولكننِي حصلتُ علَى فطيرة، وهذَا رائع.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top