.يوم الزفاف
~
لا يفوتُ الواقع فرصةَ ايقاعنا في مأزق
حتى وإن تخطينا هفواته الكثيرة..سيضع هفوة جديدة على حين غفلةٍ منا لنا، ويتركنا نتعثرُ عوضًا عن كل
هفواتنا السابقة
..الفصل الثاني عشر
تلاشَى شعور المهابةِ منها تدريجيًا في أثناء تعرفها على عائلته التي بدت مُسالمة كما وصفهم
لكنهُ عادَ مجددًا عندما مرت بجانبِ غرفة اجتمع بداخلها الأم وابنها، ليسَ من عادتها التنصت إلى أحاديث الناس لكن هذا حدثَ صدفة
وبما أن الموضوعَ يخصها ما استطاعت أبدًا سد اذنيها والنزوحَ بعيدًا عنهما
..قبلَ ذلك
استقبلتها العائلة بحفاوة، وكانت طلائعُ الحماسِ بادية على محياهم
لقد تشوقوا كثيرًا لمعرفة هوية المرأة التي تمكنت من جعلِ ابنهم هذا يخرجُ عن طوره المعتاد، ويدحض بكل مفاهيمه الخاصة
!المرأة التي اصطفاها لتكونَ شريكة حياته
هذا الرجل صعبُ المراس العنيد والذي لا يؤمن بمفهوم العلاقات طويلة الأمد
!الرجل الذي لطالما كانَ عازبًا، ما عرفوا له صديقة حتى
!لابد أن تكون امرأة عظيمة حتى تتمكن من اعادةِ تركيبِ عقلهِ لتجعله يقتنع بشيء كهذا
دلفت إلى بيتهم ذو التصميم العتيق والمشابه للمنازل الكورية التقليدية مذعورة
كانَ طابع منزلهم يعكسُ بالضبطِ الصورة التي شرحها لها سيهون عنهم، وعلى الرغم من تصميمه العتيق كانَ يملكُ طابعًا فاخرًا، تفوحُ منه رائحة الأصالة
تحفهُ حديقة ملأى بالزهور، وحدها تلك الزهور قد أولجت الراحة لقلبها
استقبلتها خادمة ترتدي ' الهانبوك ' وكانَ ذلكَ فريدًا من نوعه بالنسبةِ لها
قبلَ دخولهما استبدلا احذيتهما بأخرى منزلية مجهزة، بالطبع، فنحنُ لسنا بأمريكا هنا!
وبمجرد دخولها رأت الأثاث الفاخر والمساحةَ الرحبة، وتلكَ اللوح البيضاء والتي تحتوي على رسوم نباتية بحبرٍ أسود، من الواضحِ أنها رسمت على يدِ فنان يعشقُ الرسوم القديمة..ولم يستعمل إلا الريشة الرفيعة
كل شيء كانَ مذهلًا..وابتسامة والدته التي رحبت بها مذهلة جدًا أيضًا، بدت للوهلة الأولى ألطف منه
لكن وعلى عكسها كانَ لوالده وجهٌ جافٍ، وتعابير جامدة..أكثر من تعابير ابنه حتى
كذلك استقبلهما اخوته الثلاثة، أنثى واحدة وذكرين أحدهما متزوج والأخر يبدو يافعًا ومشاغبًا بعضَ الشيء
كانوا مريحين جدًا، ومَرحين كذلك
لذا تدريجيًا أخذت تهدأ، وعندما اجتمعوا حول مائدة العشاء بدأ مارثون الأسئلة، كانوا يطرحونها بينما يبتسمون بطريقة تجعلها لا تشعرُ بالضغط كثيرًا
" !لا أعرف كيف ستتزوج واحدة بمثل لطفها برجلٍ بغيض كأخي"
تمتم الشقيق الأصغر لشقيقته ساخرًا بخفوت، ولكن جميع من في الطاولة قد سمعه حقيقة!
انفجروا ضاحكين عداه، سيهون..والذي لم يجد في مزحةِ اخيه جايهون أي شيء مُضحك على الاطلاق
" !انظروا الى وجهه انه لايجيدُ الضحكَ أبدًا"
" لا تتحدث عن ابني هكذا "
دافعت الأم عن ابنها الاوسط محتجة، لكن سيهون لم يكن مهتمًا بكل هذه الاجواء اللطيفة التي تغمرُ عائلتهم
استغربت مينا ذلك لكنها لم تعلق ولا تظن أنها ستعلقُ يومًا أو ستسأله لأن ذلكَ لا يخصها أبدًا
كانت شقيقته فضولية جدًا تجاهها ولذا انتشلتها بعدَ العشاء مباشرةً لتبدأ في خوض ثرثرة نسائية معها
شعرت بالارتياحِ لها وفي أثناء انغمارها بالحديث معها لاحظت مكوثَ سيهون جنبَ طفل أخيه الأكبر ذو الخمس سنين تقريبًا
صدمها ذلك ولنقول الحق لقد شردت في مشهدِ انغماسهِ معه دونَ سواه، بدا وكأنه يفضل التسامر معه على التسامر مع بقيةِ البالغين هنا
" أوه أرى أنهارَ الحب تفيض من عينيكِ "
علقت شقيقته سوزي على مظهرها الشارد والذي قد يبدو للغير أنها هائمة بِه
الابتسامة التي لم تبرح محياها قد دلت على ذلك
!انتفضت عندما تحدثت أخته متفاجئة، ثم قهقهت لأن ليسَ بوسعها نكران ما قالته..سيبدو هذا غير منطقيًا بما أنهما سيتزوجا
كل ذلك قد مضَى بسلاسة حتى حانت هذه اللحظة والتي أثارت ذعرها وجعلتها تتجمد في محلها جاحظة العينين
عزيزي أنا لا أرفض هذه الفتاة أبدًا، لا تفهمني بشكل خاطئ هي لطيفة وأليفة لكن لا أفهم تسرعكَ بالزواج، اعني لماذا كل هذه العجلة؟ لماذا الاسبوع القادم؟، تعلم ان هناك تحضيرات كثيرة قبل الزواج وأيضًا نحن لم نتعرف عليها كثيرًا بعد..بالاضافة الى كونها من جنسية أخرى، هل نسيت هذا؟
" امي في الحقيقة..مينا حامل "
فغرَ فاهها لدى سماعها لذلك
شعرت وكأن سكينًا قد وخزَ صدرها، أيعقل بأنه سيخبرها بالحقيقة؟ اجتاحها الغضب والكره في لحظة لكنهُ سرعانَ ما استشرى في العدم عندما سمعت تتمةِ كلماته
" !!آوه يا الاهي لم أتوقع شيئًا كهذا منك!، لقد ربيتكَ جيدًا يا ولد"
تمتمت الأم بخفوت بينما تهديه ضربةً خفيفة على كتفه، فأخذ يتذمر كطفل وغمغم
" أسف أمي لقد حدث ذلك وانتهى لذا من فضلكِ تفهمي موقفي ودعينا نتعجل بالزواج"
حسنًا بُني لا تقلق بهذا الشأن"
"سنبدأ بتحضيراته من الغد
تنفست بعمق شديد ثم انسحبت بخفة لكنها لم تفلح بالهربِ قبل أن تلتقطها عينيه
ذهل لمّا رآها تحاول التسلسل وراء المنعطف، لم يتجاهل ذلك بل تبعها إلى حيث ذهبت، أي حديقة منزلهم عندَ تجمع الزهور، ثم وقفَ بجوارِ الأنثى التي بدت وكأنها واحدة منهم
تحمحم يجتذب انتباهها، تفاجئت والتفت نحوه
" آاه انت هنا "
" كلا لم أكن هنا قبل قليل..واظنكِ تعرفين أين كنت"
تسمرت ذاهلة..وقد بانت تعابير الورطة على وجهها
أسفة..لم أقصد استراق السمع لكم"
"لقد كنت مارةً من المطبخ وهذا ما حدث
حشرَ كفيه بجيوبه وهمهم متفهمًا ثم أسهب بصره في الفراغ صامتًا، وفي أثناء ذلك ظلت هي شاردة في تفاصيله بينما تستذكر فعلته..وكيف قد حملَ الموضوع على عاتقه وكأن هذا الطفل طفلهُ هو
" !حتمًا لم أتوقع منكَ أن تنسبَ الطفل لك"
لم تحبس ما في جوفها بل باحت به وحينها بادر بالرد عليها
" كان من المتوقع أن أتعرض للمساءلة من قبلِ والداي خصوصًا أمي لذا جهزتُ الرد مسبقًا"
حسنًا..لن يكون سيهون اذا لم يقم بترتيباته المسبقة
دائمًا يُذهلها بطريقته في تطويق كل شيء حوله، مثله لا يقعُ في الورطات أبدًا..الورطاتُ لا يقعُ فيها إلا الغافلين، وهو في حالةِ صحوةٍ دائمة
" علمني كيفَ أصبح مثلك "
:قالت بنبرةٍ مرحة، وقد سايرها على الفور
." لكِ ذلك"
_
" مينا لا أستطيع استيعاب الأمر حتى الأن! لكن ان كانت هذه رغبتكِ فسأدعمكِ وسأدعمُ زواجكما بكل تأكيد"
كانَ هذا ردُّ سانا المندهشة عندما أخبرتها مينا عن زواجها بآوه سيهون، كان الأمر صادمًا جدًا لكنه في الوقتِ نفسه يبدو كخبرٍ سعيد
.خصوصًا أن الذي سترتبط به رجلٌ أخر غير يوقيوم الذي تكن بغضًا شديدًا له
ماذا؟! بجدية؟! هل أنا في حلم؟
كيف..كيف يعقل أن يحدث هذا؟ كلا سيدي لكن أظن أنه قد تم استبادلك برجل أخر بالخطأ!، هل قررت الزواج أخيرًا؟ ما الذي حدث
لكَ لتقرر الزواج فجأةً؟ ومن الآنسة موي!؟
استمر مارك بالثرثرة بينما يحوم حوله، كانَ مصدومًا بشدة ولم يستطع أبدًا استيعاب ذلك لكنهُ يعلم أن سيهون رجل جدي بالعادة لذا صمته كانَ دليلًا على حتمية زواجه من مينا
ما كان بيده إلا أن يدعمه لأنه يعتبر صديقًا له أكثر من كونهِ موظف يعمل عنده
.ثم أنهُ يروقهُ كيف يبدو هذا الثنائي متلائمًا من وجهةِ نظره هو، لذا تحمسَ كثيرًا للحظة رؤيته لهما متجاورين كعروسين أمام القس
_
" هل انتي بخير؟"
سألت سانا صديقتها التي تبدو وكأنها تعيشُ حالةً حرجةً من التوتر، جلبت لها كوبَ ماء كي تجرعَ منه وظلت تنظرُ لها بقلق وحيرة؛ فتوترها مبالغ جدًا به
كانت يدُ الأخرى ترتجف في أثناء رفعها للكأس كي يصلَ شفتيها، ارتشفت القليل وكادت تسكبُ الماء على الفستان لذا سارعت سانا بحمل الكوب منها
راقبتها بعينين تملأوهما الحيرة ولم تحبس سؤالها
" اخبريني مابك؟ لما كل هذا التوتر؟"
:دعكت الجالسة جبينها بينما تزفرُ بعمق وقالت
" انه يوم زفافي كيف لا أكون متوترة؟"
" أجل.. ولكن ألا تعتقدين أنكِ تبالغين قليلًا؟ إهدأي فحسب وسيمضي كل شيء على ما يرام"
أومأت لأجلها لا لأجل نفسها فالأمر ليس بهذه البساطة بالنسبةِ لها
المسألة هي أنها ستلجُ في خدعة كبيرة تشمل جميع من حولها وحوله هو، ضميرها يؤنبها لأنها ستكذب على الجميع وتنسبُ هذا الطفلَ لأبٍ غير أبيه الحقيقي
سيسجلُ باسمه لاحقًا..وستظل تلك الحقيقة مُخبئة لتجنبِ تدخل يوقيوم في حياتها مرةً أخرى، لكن هل ستظل مخبئة لمدى العمر؟ وما نتائج قول خدعة كهذه على مستقبل طفلها؟ كيف سيشعرُ تجاهها وتجاه نفسه؟
ألن يغضب منها؟ ألن يشعر بالاستياء لانها سجلته باسم أبٍ غير أبيه الحقيقي؟
ماذا عن يوقيوم؟ ماذا لو عرفَ يومًا بالحقيقة؟
عندما تصلُ أفكارها لهذه النقطة تلقائيًا تختنق، وهذا قد دفعها لفتحِ النافذة المطلة على الساحة الخارجية
كان هناك ضجيج بسيط لم تنتبه له لأن اللغط الحادث بعقلها أكثر صخبًا من أي شيء أخر حولها
وعندما فتحت النافذة..رأت ما قد أوقع قلبها إلى قدميها
! مينااا..ميناا كيف تفعلين هذا بي؟
مينا أنا الذي يُفترض به أن يتزوجك! مينا أنا حبيبكِ وخطيبك الذي بقى معكِ لسبعة سنين!، سبعة سنين ونحنُ ننتظر يومَ زواجنا بفارغ الصبر..لماذا ستفعلين شيئًا كهذا بي؟ كيف يمكنكِ أن تكوني قاسية هذا الحد؟
..مينا اذا كنتِ غاضبة مني فاعلمي أنني متأسف ونادم على كل ما فعلته
كان يصرخ ويبكي كالمجنون بينما يحاول الحرسُ جرجرته نحو الخارج
سواء كان صادقًا أم لا فقد فاتَ آوان اعتذاره هذا، لقد تأخر كثيرًا جدًا..وفي الحقيقة، حتى لو بكر باعتذاره لم تكن لتسامحه على أخر ما فعل
تغشت عيناها الدموع فقد أربكتها فعلته وشعرت أن هناك كارثة حقيقية ستحدث لو علمَ الحضور بمجيء هذا الشخص إلى هنا!
" هي أنت! ارحل من هنا الان..ما الذي تظن نفسكَ فاعلًا أيها الحقير؟"
ظهرَ مارك من حيثُ لا تدري وأصبحَ يأمر الحرس بأخذه ولو بعدَ ضربه إلى الخارج، ثم جاءت سانا مندفعة كصاروخ وقامت بصفعِ يوقيوم صفعةً قوية قد جعلت جميعهم، أي الحرس ومارك ومينا، يتجمدونَ مندهشين
أيها السافل الحقير، أين كرامتكَ هاه؟.أتعرف أنني أنا من أضعتُ الخاتم عمدًا؟
!أنا لن أسمح لكَ بافسادِ حياة صديقتي بأنانيتك وطمعك
يوقيوم بحد ذاته كان مصدومًا، يضعُ كفه على خده الذي التهب جراء عظيم صفعتها
أخرجت من حقيبتها الصغيرة بضع ورقات من المال ورمتها على وجهه
" !!هذا هو ثمنكَ أيها الرخيص! هيا غادر"
هاجَ يوقيوم واندفعَ إليها لكن مارك قد تصدى له مباشرةً واضطر في النهاية إلى أن يُشهر سلاحًا في وجهه
وقد أثار ذُعر جميعهم في هذه اللحظة
" ارحل من هنا..هيا ارحل فأنا لن أتردد باطلاق رصاصةٍ عليك"
انكتم يوقيوم يرفعُ كفيه مُرتجفًا، ورغم الرجفةِ التي سرت في جسدِ سانا عندما شاهدت سلاحًا حقيقيًا لأول مرة، فقد أعجبها ذلك كثيرًا..ويبدو أنها ستفكر بالتحدث مع هذا الشاب الوسيم لاحقًا
" مارك أنزل سلاحك لا حاجة لذلك أبدًا"
تحدثت مينا أخيرًا مما جعل ثلاثتهم يرفعونَ رأسهم باتجاهها
" ..مينا أنا أحبكِ صدقيني"
:أسكتته عندما رفعت كفها كعلامة توقف، ثم أردفت قائلة بعدما استجمعت صوتها المتناثر
اذا كنت تحبني بالفعل فارحل من هنا
واذا لم تكن تحبني فأيضًا عليك أن ترحل، أنا سأتزوج اليوم من آوه سيهون ولا شيء سيوقفني عن ذلك، انتهى
هكذا انهت كلماتها ترسمُ الجلفة والقوة على سحنتها، ثم وبكل هدوء أغلقت مصراعي النافذة ..غير مبالية بالرجل الذي يتمزق مقهورًا بالأسفل
بفعلته هذه جعلها تتأكد من قرارها، وجعل ترددها هذا يتلاشى كالهباء في العدم
.أبدًا ما كان ليقدر على السيطرة عليها من جديد
_
كملاكٍ أبيض..تجلت هي بفستانها النقي كقلبها الذي ما وجدَ الحب الحقيقي أبدًا..كنفسها التي لم ترغب يومًا بإيذاء أي أحد، ولأن الطيبونَ لا يعيشونَ بسلام في هذه الأرض، ما توانى القدرُ عن تعذيبها بمصائبه. الحزنُ يلحقها كعاشق مهووس
والهموم تنسدلُ كهذه الطرحةِ التي تتبعُ خطاها على السجاد، خطاها الوئيدة كأنغام موسيقى هادئة تُريحُ النفس
..التفتَ الجميع ليراها مذهولًا
كانَ جمالها يفيضُ حد اعتقادكَ أنها سبحت في نهرِ الجنة قبلَ مجيئها إلى هنا
رقت عينا سانا بالدموع، فكانت تلكَ واحدة من أكبر أمانيها ..وواحدة من أكثر اللحظات التي تنتظرُ قدومها
رؤية مينا بفستانٍ أبيض كما حلمت طوال السنين الفائتة، لكن ذلكَ الحلم قد تحطم بفضلِ خطيبها
ولأجل هذا..كانَ الشجونُ يكحلُ عينيها الغارقتين في الوجع، لكن ابتسامتها الخفيفة تجعلُ الناس يعتقدون أن بريقَ عينيها هذا ناتج عن هيامها وعن دهشتها بهذا اليوم الذي يُعتبر أحلى يوم في حياةِ كل أنثى
لم يكن يجاورها أي قريب كالعادة، ولذا تولى مارك مهمةِ زفها لسيده في العمل، ولصديقهِ الأقرب في الحياةِ العادية
وكانَ هو، أي سيهون، يقفُ على المنصة مشدوهًا بيد أنهُ لم يبدي ذلك على سحنته
كانَ في أحلى هندامه، مع زهرةِ ليلي صغيرة لابثة في جيبِ سترته الأنيقة، والتي تتسق بلونها الأبيض مع قفازيه
هو وسيم..هذه حقيقة مُسلم بها
لكنه اليوم بدا كأبهر رجلٍ في الكون، وكانت الفتياتُ يحسدنها بشدةٍ على الحظي به
فضلت تعليق بصرها به، وجهه يبدو مريحًا هذا اليوم أكثر من ذي قبل
ربما لأن بينهما سرٌ دفين، يحفظانه سويًا
وعلى كليهما أن يثقَ بالأخر ..ليس بيدهما شيء إلا الاعتمادِ على بعضهما البعض
عندما وقفت عنده، أو جواره
لم يقدر على حبسِ ابتسامته الطفيفة، وكانَ ذلك مفاجئًا جدًا لها
اعتادت عليه خاويًا..أو باسمًا بسمةً تهكمية
!لكن لهذه الابتسامة طابعٌ مختلف، ومُربكٌ للغاية
وعندما حانت لحظةُ السؤال المصيري، أي السؤال الذي يفرضُ عليهما نذرًا وعهدًا مع الرب
توترت هي..وشعرت أنها ترتكب خطيئة لأنها ستتحايل على الرب، وستقسم ثم ستنحث بقسمها عمدًا لاحقًا
!لكن الرب وحده يعلم
" أجل موافق "
هكذا أجاب ..ثم التفت اليها ينتظرُ جوابها الذي تأخر
توترها الجلي قد أصابَ الجميع بالحيرة، أما عنه هو فقد شكَّ بأنها ستتراجع
!لو فعلت هذا الأن..فهو حتمًا لن يسامحها على ذلك
أكثر ما يكرهُه هو الانسحابات المفاجئة كهذه
" أجل موافقة "
استغرق الأمر منها فترة..لكنها نطقت بالموافقة بالنهاية وهذا قد جعل الأمر يمر بسلام
" بامكانكَ تقبيل عروسكَ الأن"
أدلى القس وتلقائيًا استدار إليها وضمها إليه في قبلةٍ خفيفة الوقع ظاهريًا فقط، لكن بداخلها لم تكن خفيفةً أبدًا
مرت قاطرة الذكرى لتأخذها إلى تلك الليلة
بالنسبة إلى قبلاته الجامحة والمليئة بالرغبة، كانت هذه مختلفة بحق!
" سوف نُكشف ان استمريتِ في الارتباكِ بهذا الشكل، تماسكي رجاءً حتى لحظة رحيلنا "
دنى وهمسَ في أذنها بذلك ثم وقبل اعتداله مرر أنامله على وجهها باسمًا لكي يعتقد الحاضرون أنه قد تغزل بها فقط
كانت عينا أمهُ تراقب بتمعن، وكذا والده الذي بقدرِ صمته كان الرفض جليًا على محياه
أومأت له وادعت رسمَ ابتسامةٍ واسعة
" بالمناسبة تبدين جميلة "
علق فجأة وفاجأها..تعمدَ قول ذلك لكي ترسم ابتسامةً أكثر صدقًا، وقد فلح!
هي ابتسمت بخجل وهو لم يكذب بما قاله
.!وهكذا مرت هذه اللحظات سريعًا حتى حانت لحظة انعزالهما عن العالم الخارجي ودخولهما في عالمها الصغير، أي بيته
......
.❤ سلام ..ولنلتقي
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top