put your head on my shoulder







لا أومن بالصدف..أومن بالمصير

وبحكم القدير

أؤمن بما تجترحهُ أيدينا، لا أتكأ على كتفِ التمني
أنا أعمل بينما أتوكأ عصاهَ التمني

مهما بدا الأمرُ عصيًا
ومهما تكاءد النجاح علي
سأبلغُ القمة في النهاية

سأبلغُ الهامة وعلى مرأى ناظري الجميع
أولئكَ الذينَ جحدوا مُستقبلي
.أنا أجحدُ ماضيهم السحيق..والذي يلاحقهم أينما كانوا..وسيظل يلاحقهم أينما صاروا

___

أزف وقت رحيل الشمس، لكنها لم ترحل بعد
ما زالت ترتقبُ موعدًا ما..موعدًا سطرهُ القدر مسبقًا في سجله

وهو الأن على وشكِ الوقوع

في تلك الحين، عندما مشت مينا شطرَ الشرفة، ثم فتحتَ بابها لتَمتع عينيها بمشهدِ تماوجِ المياه

ثقفت عينيها رجلًا في الطابق السفلي

..رجلًا تعرفهُ جيدًا

وقد حفظت سماتَهُ لا إراديًا

.لذا وعلى الرغم من كونها لاتَرى سوى دبره إلا أنها تمكنت من التعرف عليه

استثار فضولها بسبب آلة التصوير التي ما فتئ يضغطُ زرها لتلتقط صورةً وراء أخرى

لاحظت كذلك أنهُ يتبعُ تلكَ الطيور البيضاء التي تحلقُ بعيدًا بعدسةِ آلة التصوير خاصته

تنافرت خصل شعره القاتمة سويًا في لحظة هبوب الرياح، حتى أن قميصهُ الأبيض قد ارتفع فبانَ جزءٌ من بشرته

هو لم يكترث لذلك..عكسها التي ضبت حاشية فستانها القصير، رغم أنهُ لا أحد هنا قد يرفع رأسهُ ويلقط شيئًا ما منها

وفي أثناء ذلك تغافلت عن الشال الشفاف الذي كانت تضعهُ حول كتفيها، فطار

.وحلق كما تحلق الطائرات الورقية..فمدت كفها بغرض التقاطه لكن محاولتها قد باءت في الفشل

حتى سقطَ في البحر..رأته وزمجرت مُنزعجة

وكانَ صوت زمجرتها عاليًا رغم رقة خامة صوتها

..تلقائيًا استدارَ ليراها

كانت تبدو عابسة وكانت شفتيها مزمومتين كدلالةٍ على ذلك، بدت لطيفة للغاية..وقد لمحتهُ عينيها

وما حب تفويتَ تلكَ الصورة أبدًا

:فُوجئت عندما رأته يلتقطُ الصور لها، ونددت صوتها تُصرح بالرفض 

" !!هي توقف"

حينها لوَى شدقهُ ساخرًا ولم يتوقف عن تصويرها

..وأنذاك

لم تلبث واقفة بلا حراك، بل ركضت مُسرعة نحو الطابق السفلي

وعندما وصلت إليه رفعَ يدهُ عاليًا كي يحيها مما جعلها تجفل وتستنكرُ فعلته التي تجدها تافهة

! لم أسمح لك بتصويري لذا توقف"
"..رجاء لا تقم باستفزازي سـ

جحظت عينيها عندما رأته يخلي مساحة بينهما فجأة؛ لأجل التقاط صورة جديدة لها من زاوية مُمتازة

وعندما لاحظت جثوه على ركبةٍ واحدة تسمرت متفاجئة، ثم جمعت ذراعيها مستاءة مما فعل

وهو لم يبدو عليه أنهُ يبالي بالاستياء البادي على مُحيّاها

" اعذريني آنستي..أنا لا أستأذن الأشياء قبل تصويرها"

أخذت السماء حينها تغمضُ جفنها ببطء..وفي تلكَ الحين تلونت السماءُ بحميمية تُخالف الاحتدام الحاصل بينهما

" ما الذي تعنيه بالأشياء؟
أنا لستُ شيئًا !، أنا انسان
لذا ينبغي عليكَ استئذاني قبل تصويري"

:ابتسمَ مُتهكمًا، وتقدمَ نحوها ثم مد آلة التصوير لها قائلًا

 ..قومي بمسحها إذًا "
"كل ما في الأمر هو أنني لا أحب تفويت المشاهد الجميلة عادةً

قال بينما يمررُ بصره عليها

هي التي بدت كحورية بحر بفستانها الأزرق القصير كلون المياه الضحلة، وشعرها الذي يتطايرُ اثر هبوب الرياحِ المستمر

اندهشت مما قال حد تباعدِ شفتيها

شعرت بالتوتر فاكنتزت وجنتيها حمرة خفيفة بسبب الخجل الذي اكتسحها

لا تعلم لماذا..لكنها تشعر كما لو أن عينيه تتمشى في رحابها لا تنظرُ إليها فقط

انتشلت منهُ الآلة وجعلت تُقلب في الصور من فرطِ التوتر، ثم توقفت فجأة

..وأرجعتها إليه

" لا يهم، لا شيء مدهش في صوري بكل حال "

ضحكَ بتهكم..ودحرجَ مقله ممتعضًا

كيف تجرؤ على التقليل من هذا الجمال الذي يتمركز فيها؟

وقبل قوله لحرفٍ أخر هي تلاشت من أمامه وتناثرت في الفراغ

لماذا دائمًا يبدو التقاطها صعبًا هكذا؟

كريشة..تطفو

كهندباء..تتمايل وتتناثر اثر الرياح

كأثير..يراهُ يضوي لكن ليسَ له حيلة للامساكِ به

في جهةٍ أخرى استوعبت هي نفسها لثانية

فشهقت ثم أسرعت إلى غرفتها كي ترى نفسها في المرأة

غطت شفتيها على الفور، وطالعت نفسها باستياء

أيمكن أنها خرجت بهذا الفستان القصير؟ هذا الفستان عاري الاكتاف ذو فتحة الصدر الواسعة؟

تأملت ساقيها وانحناءات جسدها كأنها شيء تخجلُ منه

وقد تذكرت في الوقت نفسه أن سيهون قد رآها بهذا المنظر، فزادتها تلك الذكرى خجلًا واحراجًا

لكن لم يدم ذلك الشعور إلا لبضع دقائق قد مرت كما تمر ساعاتُ الصبح، سريعة..بالكاد نراها حتى تُستبدل بساعاتِ الظهر الحارة

تحيرت من حقيقة انه امتدحها بطريقة غير مباشرة

وأعادت كرة النظر لنفسها عبر المرأة

" هل أنا جميلة؟"

تساءلت..وكان الجواب في نظراتِ سيهون
وفي كيفية حرصه على التقاط الصور لها

وتذكرت كذلك تلكَ المرة

تلك المرة عندما أجرت جلسة التصوير بالملابس الداخلية فقط

حينها كوبت وجنتيها وارتمى جسدها في السرير كما ترتمي الثمارُ بعدَ نضوجها

"! انهُ لا يعبث معي صحيح؟"

تساءلت بحيرة..وكانت تشعر أن صدرها مُضطرب

.بالضبطِ كتلكَ الأمواجِ أسفلهما


---



عم المساء..وعمت الموسيقى في الأرجاء
وقد تسيد كل من الكمنجةِ والتشيللو المعزوفات التي تبدو كموسيقى تصويرية خلفية لهذا الحفل المنتظر

وكانت هي..أكثرهم حماسًا وترقبًا

خصوصًا لأنها لم تحضر لهكذا مناسبات من قبل

هي جديدة في هذا العالم..هذا العالم الذي يجتمعُ روادهُ في مناسبات كهذه تجري طوال العام

لسبب أو لدونه

يجتمعون ويتباهون ويتناقشونَ في أعمالهم

وكانَ أحد أولئكَ المنشغلين بالتحدث عن أعمالهم فقط سيهون، والذي يُعتبر المدعو الأبرز لهذا الحفل

ولأنها لم تكن تعرف بأسماء المدعويين مسبقًا تفاجأت بوجوده

وعلى عكسها هو كانَ يعلم بكل أسماء الحضور..وبالنسبةِ له كانت هي الأهم

كانَ يقف برفقةِ رجال أخرين يثرثرون في مواضيع لم تكن تعنيه كثيرًا خصوصًا وأن ذهنهُ مشغول باحداهن

لم يدخل قاعة الحفل، بل حبذ أن يستقبلها ثم يدخلا سويًا ليحجزها عنده في طاولة خاصة بهما فقط

ولذا.. هو لا يزال يقف بينما يحملُ في يده كأس الشراب الملون، والذي لم يرتشف منهُ إلا القليل

كانت عينيه تراقب الداخلين والخارجين لفترة، وقد قرر الرجال الذين يقفون بجواره الدخول بعد تلك الفترة

..أما عنهُ هو

فقد ابدى رغبتهُ بالتريث قليلًا..وما استطاعوا حزرَ الشيء الذي ينتظرهُ هو بكل هذا التوق حد توهج عينيه

عرفوه أعزبًا..وعرفوه كذلك بعيدًا عن العلاقاتِ مع النساء في اطارِ عالم الاقتصاد

ان سمعوا عنهُ في علاقة..فستكون بكل تأكيد عابرة

حد أنهم بالكاد سيذكرون اسم تلكَ الواحدة التي رأوها معه، كما ينساهن هو عادةً

لذا..أخر ما توقعوه هو أنهُ كان ينتظر مينا موي

تلكَ التي حضرت متأخرة..تقريبًا كانت هي أخر من يدخل القاعة؛ وهذا بسبب الخلافاتِ التي جرت داخلها بشأن ما ستلبسه

تواصلت مع سانا..وكانت الأخرى مصرة على أن تلبس الفستان الأسودَ ذو القصة الكلاسيكية

أخبرتها أنها ستبدو راقية جدًا فيه..ولكن مينا لم تكن مقتنعة بما تقوله

وظلت مترددة بينَ ارتداءه أو ارتداء فستانٍ أخر يطمسُ نورها بقصته المملة وكُمِّيه الطويلين

وهكذا تسيب الوقتِ من أصابعِ كفيها كما تتسيبُ حبات الرمل الناعمة

حينها قررت أن تقوم بقرعة، وبناء على تلك القرعة هي ستنتقي الفستان الذي سترتديه..ثم انتهى الأمر بفوزِ اقتراح سانا

لذا استسلمت وارتده، ثم أضافت بعض الحلي الذي جعلها تبدو أبهى

صبغت شفتيها بلون القرمز وصففت شعرها ليبدو مُتماوج بطريقةٍ طبيعية

انتعلت الكعب العالي ثم استلت حقيبة صغيرة رقيقة مثلَ هالتها بالضبط

استوعبت أنها تأخرت في أثناء سيرها إلى القاعة

ثم فوجئت عندما رأت سيهون يقفُ عندَ المدخل كمن يرتقبُ شيئًا ما أو شخصًا ما

جفلت عندما رأت عينيه تستهدفانها

ثم لاحظت كيف أخذ يسيرُ باتجاهها هي بينما يمررُ عينيه على هيأتها من الأعلى للأسفل

" لقد استحق الأمر التأخير"

" عفوًا؟"

استغربت كلماته ونظراته..واستنكرت ذراعه التي عقفها كي تتأبطها

لكن ردعًا للاحراج الذي سينتج عن رفضها وافقت بينما ترسمُ بسمةً باهتة

وعندها سارا سويًا نحو الداخل، وقد توجهت أنظار الجميع إليهما كما لو أن الضوء مُسلط من الأعلى عليهما

دعاها بإيماءاته لتجلس برفقته عند الطاولة المحجوزة خصيصًا له

فلم يسعها الرفض..وهكذا جر الكرسي لها ثم جلسَ قبالها مباشرةً

!وهذا قد جعلها تشعرُ بقدرٍ كبير من التوتر، والخجل

حاولت تفادي نظراته من خلال أخذ بصرها في جولات سياحية حول المكان

لكن باءت محاولاتها بالفشل

كل شيء في الحفل كان مُبهرًا، لكن هو

..كان مستوى أخر من الابهار

لا يشبهُ أي رجل أخر موجود هنا، استثنائي

كل شيء فيه مُختلف وجذاب بطريقة تجعلُها تستغرب وحدانيته

عبثت بأصابعها مُرتبكة، وقد لاحظَ ذلك جيدًا

:مما حرشهُ على النطق قائلًا

" !أرى اصبعكِ حُرًا"

:ابتسمت من فرطِ توترها وفركت قفا رقبتها قائلة

".. حدثت بعض المشاكل و"

سكتت قليلًا ثم استذكرت شيئًا ما

" أنت تعرف ما الذي حدث صحيح؟"

" ربما..؟"

:زمت شفتيها ولم تنبس بحرف مما دفعهُ لقول المزيد

" كل ما عرفتهُ هو أن صديقتكِ قامت برمي الخاتم
..وكانت كذلك تنعت خطيبكِ بـ"

:زفرت وقاطعته قائلة

" لا اريد الحديث عن الأمر..من فضلك
أنا هنا للاستمتاع الليلة"

وفيما كانت تبدو غارقة في أتراحها كان يبدو هو مُستغرقًا في أفراحه

يراها مكسورة..وهذا دليل على أن العلاقة بينها وبين خطيبها على شفا حافةِ الهلاك، وربما تكون قد هلكت بالفعل

! كل ما تحتاجه هو أن تحمل الدافع القوي لكسر تلك العلاقة، سيعملُ هو ليكون ذلك الدافع

عليها أن تَرى كيفَ يكونُ الرجل مُذهلًا عندما يدللُ إمرأةً مثلها

ليس لأنها تدعي القوة يعني أنها ليست بحاجة إلى من يشعل أنوثتها ويجعلها تضطرمُ شغفًا لأجل اللحظاتِ الحلوة

صعدَت فرقة غنائية على المنصة وشرعوا في الغناء مُستمتعين، ثم وبعد مضي ثلاث أغاني ملأ لحنُ أغنيتها المفضلة الأجواء

فلاحظَ كيف قد ابتسمت حد تلألأ مقلتيها

"! انها اغنيتك"

:علق فردت عليه بعدما مررت عينيها من الفرقة إليه

" !يالها من صدفة"

:نبرة المرحِ والسعادة استولت على خامةِ صوتها الفريدة، فأردف سريعًا ليصحح ظنها

".. ليست صدفة، أنا من أخبرتهم أن يغنوا هذه الأغنية"

"لأجلك"

وفيما كان ينطق جملته التي استرعت انتباهها، أخذ يرتشف من كأسهُ بهدوء

وعندما طرقَ الكأس بالطاولة..لاحظ كيف برقت عينيها

أكثر ما يميز مينا

هو أن كل شيء يتوضح من نظراتها فقط

ان تمكنت من قراءة عيونها فسيكون الأمر سهلًا

سهلًا للغاية

" ما بك؟"

سرقت الدهشة صوتها..وركضت بعيدًا

لم تستطع الامساكَ بها إلا بعدما تلعثمت مُرتبكة

" لا أعلم..فقط شعرت بالغرابة"

ضحكت ضحكةً بلهاء قد أكدت له أنها تكذب

لم تشعر بالغرابة..شعرت بشيء أخر لكنها تخفيه


put your head on my shoulder



" انظري..انهم يرقصون"

" أجل صحيح"

حولت بصرها للتجمهر الذي حدث وفضلت أن تعلق بصرها بهم حتى لا ترتبك أمامه من جديد

لكنهُ وبطريقةٍ سحرية أعادَ نصب انتباهها عليه، أي عندما مد كفه لها كدعوةٍ للرقص

" لن تُخجليني وترفضي طلبي المتواضع هذا "

..بالتأكيد لن تفعل

رغم عدم رغبتها بالرقص، خصوصًا معه!؛ هالتهُ تثيرُ رهبةً في قلبها

تزعزع أشياء ثابتة..راسخة

لا ينبغي عليها السقوط أبدًا أمامه

وضعت كفها على راحةِ يده، ثم اقتادها إلى حيثُ يتمايل الجميع

لم تحبذ شعور يده الأخرى على ظهرها

أرسل قشعريرة لكل أطرافها عندما فعل ذلك

وقد كان حريصًا على عدم تفويت أي تعبير يعكسُه وجهها الحلو في هذه الحين

عكسها هي التي كانت تنتبذ بعينيها إلى كل البقاع حولها

شعر بالضجر..وشدها مما ادى لارتطامها به وهذا قد جعلها تشهق

وفي المقابل ..رسمَ هو ابتسامةً خافتة

راقتهُ شهقتها تلك جدًا

حفزتهُ أكثر للقمها المزيد من المفاجآت

ردات فعلها مُغرية، رغم برائتها

شيء فيها يركِّع رجولته عندها

شيء فيها يجعل أهدابه تسجد تبجيلًا لها

" مما خُلقتِ أنت؟ أيعقل أنكِ بشرٌ مثلنا؟"

كلماته جعلتها تجفل وتبصره مشدوهة حد تفرق شفتيها

انتابته رغبة شديدة برتق تلك الشفتين بخاصتيه، يثلمها ويعيدُ لملمتها كيفما يشاء

" أنتِ تُزهقين روحي
!أريدُ العدالة"

حتى انتقاءه للكلمات فريد

فريدٌ جدًا حد جعلها تذهل وتعجز عن قول أي حرف

مرر أناملهُ على بشرةِ ذراعها الناعمة

" !كل شيء فيكِ يُصيبني بالدهشة"

!بل كل شيء فيه يصيبها بالدهشة

أخذ يدنو ويدنو فيما كانت هي مُتجمدة

وقد ظنت أنهُ سينهب قبلة من شفتيها لكنه لم يفعل

بل قبّل خدها ثم عاد أدراجه للوراء

حينها كانت الفرقة قد توقفت عن الغناء

وكما يبدو أن وقتَ العشاء قد حان

لم يكن يرغب بتناول أي شيء في تلك اللحظة، هي بدت له وجبة دسمة لو التهمها فلن يطلبَ المزيدَ أبدًا

..تبدو مُشبعة حد التخمة

خصوصًا عندما تهربت منه متخذة أعذار واهية عشوائية

تركها تهرب..وراقبها كيف انسلت نحو الخارج

هو بالتأكيد لن يفوت فرصةَ خلوة بعيدة عن الأنظار معها

كل ما حدث الأن شيء وما سيحدث بعد قليل شيء أخر

لوى شدقه باسمًا، فالحماس قد بدأ

والقبول تُطرق احتفاءً بالانجاز الذي سيحققهُ تاليًا

تجاوزَ كل الموجودين متخذًا طريقه نحو الخارج، ثم عثر عليها واقفة عندَ الحاجز تتأملُ البحر شاردة

هل كان هو السبب في شرودها؟

راقه ذلك كثيرًا ..ثم انطلق صوبها

وقبل ابداء أي حركة أو اطلاق أي صوت انتزع سترته ودثرها بها

كان من المتوقع أنها ستلتفت متفاجئة..وستنظر لهُ جاحظة العينين ككل مرة يباغتها بأمور غير متوقعة

" مـ..ما الذي تفعله هنا؟"

" ما الذي تفعلينه أنتِ هنا؟"

من الجيد أنها لم ترمي بسترته بل عبست وأشاحت وجهها عنه

قهقه متهكمًا واتكأ بكوعه على الحاجز بجانبها

وبعد مضي دقائق من تأملهِ الساكن لها، انتفضت وقررت أن تريه وجهها الجاد هذه المرة

" ما الذي تريده مني سيد آوه؟"

تآزف حاجبيها بغضب ..وبالنسبة له كانت تبدو ظريفة لا غير

:لذا فرق حاجبيها بسبابته وقال

" لا أريدُ شيئًا أكثر من رؤيتكِ تبتسمين الأن"

احتارت من رده ..واسترسل بينما يداعبُ خصلات شعرها

" هل يمكنكِ فعل ذلك لأجلي؟"

لم يكن بمقدورها الابتسام بينما يعبث بها هو هكذا

" !توقف سيهون أرجوك"

قالت وأخذت تبصر موطئ قدميها بائسة

ادهشهُ أنها لفظت اسمه هكذا..متجردًا من كل الرسميات

لم تكن تدري أن هفوتها هذه سترعشُه حد جعله عاجزًا عن المقاومة أكثر

هي فجأة حصلت على لثمة، فتراجعت خطوتين للوراء مذعورة

" لقد أحببتُ اسمي كثيرًا من فاهك"

".. حصل هذا بلا عمد مني..أعتـ"

:قاومت الحرج وبررت مُتلعثمة، لكنه سد فاهها بأنامله ونبس

" ناديني باسمي..مرةً ثانية"

لم تفعل بل ظلت ترتجف في محلها

:حسر المسافة بينهما عندما حاصرها بذراعيه هامسًا

".. نادني باسمي"

اعتصرها تقريبًا، وكأنهُ يشدد عليها تكرار ذلك

اضطرت لأن تنفذ مطلبه أملًا في تحريريها

ولكن عبثًا، لم يكن ليفعل ذلك

" سـ..سيهون "

كان يلقي غاراتَ عينيه على ساحاتِ وجهها أبابيلًا، وكانت هي تحاولُ ابعادَ بصرها عنهُ من فرطِ التوتر والضيق الذي أشعرها به

" ارجوكَ دعني سيهون"

" سأترككِ بعدما أحظى بقبلةٍ أخرى من هذا الثغر الجميل كصاحبته"

حينها تواصلت أعينهما في لحظة صمتٍ منقطة، كما لو أنهما الشخصين الوحيدين في هذا العالم

كما لو أنهُ لا يقف على هذه الأرض غيرهما

وكما لو أن الكون كلهُ يمتحور فقط حولهما

اسدلَ جفنيه ببطء بالتزامن مع ميلانِ رأسه، وقد ألقى عليها تعويذةَ اغلاق العيون في تلك اللحظة

ففعلت مثله..ثم حظى على تلكَ القبلةِ التي انتظرها طويلًا

!وعندما ابتعدَ قليلًا ..وجدها تبدو كمن أغشى النوم عينيه، وقد خاضعة جدًا له 

" هل ستهربين مني الأن ؟"

وبعدما فتحت محارتي عينيها ببطء كلم تلك اللؤلؤتين الماكثتين داخلهما

وقد تمكنت من التحرر منه لحظتها لتعود بضع خطوات إلى الخلف

" لا يبدو لي لفظُ الهروب صحيحًا، أنا فقط سأذهب لأغفو قليلًا..ليلة سعيدة"

أخذت تضحك وتمتم من فرطِ الرجفة التي شعرت بها داخلها بسببه

وختمت جملتها تلوح بكفيها..ثم وبسرعةٍ قررت الانسحاب من ساحته، انهزمت ولا تود الانهزام ثانيةً

لذا قررت الانسحاب لا الهروبَ كما يزعمُ هو

راقبها تختفي ببسمةٍ يبطن تحتها نوايا أخرى

هذه فقط مقبلات..أمامهُ مائدة كاملة لم يتناول إلا من قدحٍ واحد فيها

!لم يكتفي بالطبع، وقد كانت حجتهُ موجودة بالفعل

كأنما الأمور تسيرُ على هواه هو فقط

نسيت ارجاع السترة له، وقد تعذر بذلك عندما طرق باب حجرتها

تلفت حوله..لم يكن هناك حس لأحد

فالكل منغمر في جو الحفل المُبهر هناك

لكنها كانت أشد ابهارًا من كل شيء يحيطُ بهذا المكان

فتحت الباب..ثم شهقت عندما رأته واقفًا يرتقبُ اقبالها عليه

" مـ..مالذي تُريده؟"

" سُترتي "

قال ..لكن عينيه لم تقل ذلك

حسنًا"
"..انتظر قليلًا

.!استدارتوقد أخطأت كثيرًا بترك باب الحجرة مفتوح




~


عبرو..رأيكم


.❤ ولنلتقي 

ز

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top