42 - جروحٌ غائرة




__


..وكأنكَ اول حُب دخل الى قلبي، فاستعمره ثم دمره

الألم الذي قصفتني به جديدٌ كُليًا علي، نسيتُ أنني قبلكَ قد خُذلت

الخذلان من قبلكَ كان اشد قسوةً علي، ربما لأنني في مرحلة ما..لُمتني

ربما لأنه عندما تؤذني انت افكر دائمًا بأنني السبب، وأنني أنا التي اتحتُ لكَ تلك الفرصة

أفكر بأنني ربما وبطريقة ما لا أعلمها كنتُ أتحرشُ بك، وأهبش كرامتك..ادفعكَ مُرغمًا على التطاول علي

.رجلٌ بمثل أُنفك، لا يقبل أن تُداس كرامته من قبل أنثى، ولا من قبل أي احدٍ كذلك

..


 انه لمن المخجل، ان اكونَ اخر من يعلم بشأنِ موهبتك، ألهذه الدرجة كنتُ مقصيًا من حياتك؟"

" كيف يمكن أن تحبيني دون أن تثقي بي ولا تخبريني عن محبتكِ للرقص؟

كيف تحبه ولا تفضي له بكل ما في جعبتها؟ لا يجدُ رابطًا بين الامرين، أطرق بسؤالٍ مُفخخ كهذا

يشكك في مصداقيتها هو، يلمزها بعينيه..يتحرى الاضطراب الذي تسبب به بداخلها معكوسًا على وجهها

تبدو وكأنها في مأزقٍ حقيقي، تتلفت حولها باحثة عن منجى، عن أي شخصٍ تلتجيء إليه هروبًا من سيهون الواقف بمحاذاتها

شعرت وكأنها مخطوفة من قبله، اختار حيزًا معزولًا كي يحتجزها به، رغم انهما في شارعٍ واسع..لكن عدم تواجد حركةٍ فيه يجعل من الموقف مهيبًا، تتساءل بغباوة عن سبب اتباعها له كل هذا الطريق إلى هنا

أخرجها من القاعة وسار بها متخطيًا حشودَ الناس والسيارات ليصل بها الى هذه البقعة

! والأن هو يستجوبها بصرامة، رغم انه يتحدث بنبرٍ هاديء..كانت نظراته متوقدة

عندما حاولت التفلت من قيدِ نظراته، اجتذبها إليه بجفوة من ذراعها، وحينها تقابلت اعينهما في لقاء مصيري

" !!أجيبيني..كُفي عن التصرف بهذه الطريقة معي"

بدأ يستاء من تجنبها المستمر له، هي تغيظه..وتقدحُ ناره

لا تعلم بانه يحاول كظم غيظه قدرَ الامكان حتى لا يشتعل امامها ويزيدها رهبةً منه

 سيهون، لم تكن هناك فرصة لاخبرك"

لكنني لا افهم سببَ استياءكَ مني..لا افهم لماذا تعاتبني على تكتمي وانت لم تسألني يومًا عن ما احب أو اكره

تمعن في كلماتكَ قليلًا فقط، وتذكر كيف اننا بالكاد كنا نتحدث

"انت تعلم كيف كانت علاقتنا تبدو فلماذا تستغربُ تحفظي هكذا؟

افلتت يدها من اسره، ونفضت على معطفها مُنزعجة

!تمقت تحكمه بها بهذه الطريقة الاضطهادية، وكأنها دمية يقودها معه

" !ثم أنكَ أيضًا لم تخبرني عن أي شيء يخصك"

دوَّر عينيه لا مباليًا بتبريرها، كل هذا لا يهمه في الحقيقة..ما يغيظه هو سلوكها تجاهه

كيفَ تنزاح باستمرار عنه، وتجر روحها الفاترة منقذةً اياها من الهلاك فيه

كيف تجرؤعلى انقاذ نفسها منه؟

" ألهذا ظللتِ مصرة على الانفصال مني؟ حتى ترقصي؟"

استنكرت سؤاله وردت على سؤاله بسؤال اخر مباشرةً: ما علاقة هذا بذاك؟

بلا هناك ما يربطُ بين انفصالكِ وبين شروعكِ في تحقيق انجازاتكِ الشخصية"

وكأنني انا المُعيق، وكأنني كنتُ العقبة التي تحدكِ على فعل ما تريدينه بحياتك

! انت فجأة قمتِ ببيع شركتك، واصررت على عدم اخبار أي أحد بالسبب..ثم اتضح أنكِ كنتُ تخططين لشيء اخر

..اتساءل..ما علاقة كل هذا بي؟ ولماذا كلما طرحت عليك فكرة البقاء معًا رفضتِ بشدة وكأنني سأفسدُ حياتك

"!كنتِ دائمًا تقولين باننا لا نستطيع البقاء معًأ، كان هذا هو سببكِ اذًا

ان تبدو سعيدة كلما ابتعدت عنه، أمرٌ يجعله يشتاط غضبًا

لم يرى امرأة اخرى تُسعد ببعدها عنه، وتقاوم لتنجو من قاعه المُظلم، حيث يكون نورها الوحيد هو

جميع ضحاياه، تركت على أوجههن اثار التعاسة..كل أولئكَ الجميلات، يبتسمن بحزن عندما يرونه

ويتذكرون تعلقهن المضني به، وكيف تركَ قلوبهم معلقة وأفل مُغترًأ

اغلقت عينيها بيأس، تعلم في سريرة نفسها بأنها لن تصلَ الى شيء ان خاضت هذا النقاش العقيم المرهق معه

كلاعب كرة سلة ماهر، بيده الكرة..والهدف جلي لعينيه لكنه يستمر بالمراوغة

وتضليلها عن أسبابها الحقيقية في رغبتها بالانفصال عنه

! لكنها ليست بذلك الغباء لتموه من قبله ولتضل عن هدفها

" سواء كان ذلك صحيحًا ام لا، سينتهي كل شيء بيننا"

زفرت بقلة حيلة وواجهته مُصيبة الهدف في قدحتيه السوداويتين

 ليس القرار بيدكِ وحدك، لقد امهلتكِ فرصة لمراجعة افكارك وحاولت التلميح لك بأن الامر لن يكون سهلًا من جهتي"

"لا اود الدخول في مأزق عائلي بسبب طلاقنا

! بجدية..سيهون انت لا تهتم برأي أي احد عندما تود فعل شيء ما"

ليس لانك تبغض فكرة سماعهم يتحدثون بشأن حياتكَ الشخصية مرة اخرى انا سأبقى معك، وحدكَ المُستفيد من كل هذا

لماذا انت اناني للغاية؟ كف عن تسليط الاضواء على نفسك

" انا اعاني بسبب ارتباطي بك، تفهم ما اقوله رجاءً



تعانين؟ هل اجبرتكِ على شيء ولو لمرة واحدة؟..ما مدى سوء تأثيري على حياتكِ يا تُرى؟"

انتِ ايضًا انانية مينا، لانكِ كذلك لا تفكرين إلا بنفسك فقط

 ..تقولين بانكِ تحبينني مرة ثم تدفعيني عنكِ بقوة كعدو يشكل خطرًا على امنك

"انا ايضًا اشعر بانه يتم التلاعب بي من قبلك، هل تعبثين معي ام ماذا؟

أدهشتها مدى براعته في اللف والدوران حول النقطة الأساسية دون الوصول اليها، في كل كلماته التي تُجرمها في هذه القضية كانت الأدلةُ مدسوسة وراء تلك الكلمات، يتزعم المُوقف ويتصيدُ الاخطاء ثم يجمعها ليعرضها عليها ويجعل منها مُتهمًا، يحيق بها من كل الجهات فيتركها مُشتتة في موقفٍ ضعيف..حتى تعترف وتتلبس الجريمة كاملة

" عندما كنتِ بحاجتي ..هل خذلتكِ مرة؟"

هو أيضًا يُجرعها الذنب على دفعات، لقد سأمت من لومِ نفسها كل مرة

امضت حياتها في لومِ نفسها على كل خطأ يرتكبه الاخرون بحقها، وعلى كل مُصيبة تقع فوقَ رأسها يتسبب بها غيرها

حتى في هذه اللحظة هي تلومُ نفسها على هذا التدرجِ الانحداري في علاقتهما

لو أجابت عليه..تذكره بجفائه ومدى قساوةِ نهره لها، وطرده لها من حياته اول مرة..فأيضًا سيلصقُ شريطَ الأسباب على جبينها كي تقرأه كل مرة وهي تنظر لوجهها امام المرأة، سيذكرها بما فعلته بلا عمد..سيذكرها بأنها آذته كما آذاتها

ولذا بدًلا من الخوضِ في معركة جدالية وحده الفائز بها ردت عليه تحضُ كل الأسباب الوهمية التي يشتتها بها والتي لم تقل يومًا بأن احداها تخصها، جملة واحدة فقط اكتفت بقولها لقشعَ كافة الضباب

" انت لا تحبني..وانا لا استطيع الثقة برجل لا يحبني"

علمَ بأنها تجره الى عنق الزجاجة، حيثُ يكون وحدهُ المتأزم من سوء موقفه

 بينما لا تمانعين الثقة برجل يوهمكِ بالحب، ويحتنككِ مُهدرًا سنين حياتكِ في وعودِ كاذبة واهية"

"!لا تمانعين التلاعب مع الحقيقة، والواقع.. في مقابل عيش وهمِ الُحب المقدس لديك

مُلخص الحديث..هو يسخرُ من المشاعر، ويحقر من عظمةِ الحب الذي تؤمن به هي، ولا تتمنى الا العيشَ مكتنفة به، تتفيأ بشجرته الخالدة

!احلامها جميعًا تتحطم بواسطة أيدي الرجال القاهرة، عجيبٌ كيف أنهم بارعونَ في تفتيتِ رواسخِ آمالنا نحن النساء

"افضل العيشَ وحدي اذًا..بلا رجل"

تمكنت اخيرًا من مواجهةِ عينيه الفذتين، ونظراته تلك التي تخرمُ بالونَ ثقتها

صمتَ يحد بصره عليها في محاولةٍ سلمية اخيرة بتمزيقِ غشاء الثبات الذي تُغلف نفسها به

ابتسمَ مُتهكمًا وقال: ما دمتِ مُستمرة على التفكير بلا منطق هكذا

 رغم سوء تجربتكِ السابقة والتي ذرفت من عمركِ سبعَ سنين

 ستلتقين مجددًا برجلِ أخر..يلتمسُ غباوة العشاق فيكِ، يتلاعب بك ويدخلكِ في متاهةٍ من الأكاذيب

ثم ضحكَ ضحكةً مُستفزة واكمل مُسترسلًا: كرجل أعلم ما يدورُ بأنفسِ بني جنسي، أنا انصحكِ بأن تكوني اكثر واقعية وان تتركي تلك الأوهام..وايضًا سأنوهكِ على نقطة مهمة

اقترب يهمس عندَ اذنيها: من الصعبِ ان تجدي رجلًا واضحَ الغاية، منطقي للغاية..مُتفقه بالحياة

ثم تراجع للوراء ولازالت تعابير الحذلقة تتسيدُ ملامح وجهه

" الحياة فرص إما ان تكتنزيها أو أن تتصدقي بها لغيرك، فتجدين نفسكِ متحسرة لاحقًا"

هل يقول بطريقة ما بأنه فرصة، وأنها لو اضاعته فسيذهب الى غيرها؟ مقاصده المبطنة تستفزها

وفي الختام، هو يحسبُ التوقعات للمستقبل وكأنه قارىء طالع، في الحقيقة هي ليست متفاجئة مما يهدر به

هذه هي شخصيته منذ ان عرفته، لم تعهده الا فيلسوفًا متغطرسًا، مُقتدٍ بهرمان هسه..وأشباهه من الفلاسفة المُتعنتن

كيف يجبرون الناس على التصديق بنظرتهم للحياة، يضعونكَ في خيارين لا ثالث بعدهما

! اما ان تتبعَ نهجم بالحياة او يلقبونكَ بالشقي الأغبى

لقد بدأت تشعر بالارهاق والألم، لقد تلاعبَ بها كفاية

سُميٌ هو رغم كل اللذة التي يُقدمها لها على طبق من ذهب

 لازلتُ مصرة على موقفي، متشبثة بطلاقي"

"متحررة منك ومن كل قيدٍ أخر يعيقني عن الوصول إلى سعادتي

هي تود ان تكون سعيدة، هي واحدة من أولئكَ الذين يكافحون ويفعلون المُستحيل للوصول الى الغاية الأسمى ألا وهي السعادة

الحبُ المثالي، جزءٌ من السعادة الكاملة، لكن وان لم تحصل عليه..لا يعني بأنها ستذوي تعيسة

شدد على قبضته مُكفهرًا، هو مدرك تمامًا لكونها لن تنعمَ براحةِ البال ولا رضى النفس ما دامت مُقيدة برجل ذو كبرياء شاهق مثله

!لن يتواضعَ لأجلها مهما ادعت الأسباب

لكن ذلك يدك بكرامته، يغضبه بلا أي مُبرر!!..فيكتشف انه كسائر ذرية قابيل، شديدي الذكورية

لا يقبلونَ ترفع النساء عنهم، ولا استغنائهن عن حاجتهن إليهم..رغم الخصائص البشرية الغرائزية التي تجعل منهن في حاجةٍ للذكور كما هم في حاجةٍ اليهن، لكن من سيعترف؟ هل قال ذكرٌ بعاهةٍ نرجسية أنه بحاجةٍ الى أثنى يومًا؟ يستحيل أن يفعل

!أولئكَ الذين يستعلون في الحقيقة هم أكثر الباحثين عن ارضاء ملذاتهم، بلا حياء

 انتِ واثقة للغاية مينا..بكل الاحوال لا أمانع الانتظار"

لقد جُبلت على الصبر، سأنتظركِ لترجعي منقلبة على عقبيك..ولن أسخر منكِ حينها، لا تقلق بشأن ذلك

"سأتقبلُ رضوخكِ بكل رحابة صدر

استطاعَ بمهارة لجمَ نفسه والسيطرة عليها ليرد بكل هدوء، فتستعير هي

!وتضجر من محاولاتها اليائسة في ضبط أعصابها حتى لا تُفسدَ جمال هذا اليوم بقبحِ مشاعر سوداء ستتلبسها بسببه

اذًا انتظر حتى اخر يوم في حياتك..لا يهمني امركَ بتاتًا، والان دعني وشأني من فضلك"

"لدي ماهو اهم منكَ لأشغل نفسي به

ثم استدارت مُدبرة بعدما زجرته بقوة كما لم تفعل قبلًا، صوتها الذي تبقيه خفيضًا دائمًا ارتفع عن مستواه الليلة وقد جفل للحظة يحاول استيعاب انها تطاولت عليه بلا حياء او خجل

" مينا ..سأتجاوزُ عن كل ما قلتيه، هذا ما تفعله العائلة بكل الأحوال"

توقفت قدميها عن المضي في طريق خلاصها منه، استغربت زجه لمصطلح العائلة وسط كلماته

التفت ترمقه باستنكار وثارت قائلة: نحن لم نكن عائلة يومًا

ظنت بأنه يستعطفها بنقطةِ ضعفها الأكبر، وبأكثر ما تفتقده في الحياة

!ارتباط اسمها باسمه لا يعني ابدًا بانها جزءٌ من عائلته

" ربما قد نصبح ..لا تستعجلي المصير"

 نصبح؟" تقدمت نحوه تحاول استخلاص مقصده"

فرفعَ حاجبيه بسذاجة مصطنعة واردف: اووه ربما نكون كذلك دون ان تدري

 ..لا اعتقد بأنكِ قد انتبهت على نفسكِ بسبب انشغالكِ بملاحقة احلامك وكل هذا

تطلب منها الأمر فترة من الصمت كي تفهم، وتحلل كلماته المُشفرة ..ضحكت بصخب، ثقته الشديدة أشبه بمسرحية كوميدية بالنسبة اليها

" سيهون..هل تظنني بلهاء لأقع في الخطأ ذاته مرتين؟"

كيف قد جرأت على تشبيه الموقفين ووضعهما متجاورين في جملة واحدة؟، حملها من يوقيوم هو قضية مُختلفة تمامًا من وجهةِ نظره وكل ماحدث لم يكن بإرادتها

وقد فار التنور، عجز عن ابقاء لابة صدره مكنونة بداخله اكثر

" !!تأكدي من اقراص المانع اذًا، ثم جادليني بعدها"

شهقت بفزع وغطت فمها مُستدركة لفعلته الشنيعة، انبجست الدموع من عينيها

شعرت بالمقت الشديد تجاهه في تلك اللحظة..عندما ضحكَ هو الضحكة الأخيرة، مُطلقًا شرارة فوزٍ ساحق

لم تتحمل..ولا كان بمقدورها أن لا تهيج وتندفع بحركة لا تشابه طباعها الهادئة

ما ثارت يومًا هكذا من فرطِ الغضب، ولا استعرت حد تعديها على احدهم بالضرب

!!لقد صفعته

وقد صُدم هو للغاية، ممسكًا بخده الذي ألهبته بصفعتها

لكن اكثر ما صدمه هو وجهها المتهيج حمرةً، كالجمر كانت مُحترقة..لم تبدو نادمة على الإطلاق بشأن صفعتها تلك

!!أنت حقير..أنت اكثر سفالة مما اعتقدت حتى"

انت احقر من كل شخص قابلته في حياتي، كيف تجرؤ؟ كيف تجرؤ على تخطي حدودك معي بهذه الطريقة؟

"!!هل تعلم شيئًا؟..لا ألومك ..فأنا الحمقاء البلهاء التي سمحت لكَ بإهانتي واستحقاري لهذه الدرجة

رغم كل الغضب الذي استشرى بداخله ما كان ليرد لها الصفعة، ولكنه شدد على طواحنه وتوعدها زافرًا: سوف تندمين على ما فعلته

يظن ان تهديده لها سيولج فيها الرهبة، لكنها لم ترتجف إلا نتيجةً عن ازدياد سخطها

"!لاشيء سأندم عليه اكثر من زواجي بك ..والتقائي بكَ في المقام الاول"

..لقد اوخزته تلك الكلمات، شعر بشعور جديد كليًا عليه

وقد التمسَ في كلماتها بغضًا شديدًا زرعه وفجره اليوم فيها، لم يكن بحوزته الوقت ليراجع نفسه ومدى سوء فعلته

كرامته كانت تحرضه ليدافع عنها بقوة، وكما تفجرت هي تفجر هو، وامسكَ بمعصمها يجرها بغلظة معه

" !اتركني ..سيهون دع يدي حالًأ"

"!!الى اين تريد اخذي؟، دعني والا فسأطلب الشرطة"

لم يلتفت الى صراخها ولا لمحاولاتها في انقاذ نفسها من صلابة قبضته الآسرة ليدها، بينما يجرها وراءه الى بئس المصير

لاول مرة ينالها كل هذا الخوف منه، لقد بدا في اشد حالاته حلكة

وكلماته الأخرى التي تلت صمته المهيب قد أرعشتها ذعرًا

" !!الشرطة لن تحاسبني على ما سأفعله بزوجتي"

ثم دفعها نحو سيارته فارتطمت ببابها ولم يبالي بأنينها الناتج عن ذلك

"!تعالى صوت انفتاح الابواب وقد أمرها فيما يزأر في وجهها" ادخلي

لم تتمكن حتى من النظرإلى وجهه، حجب عن عينيها الرؤية ..وما كان بوسعها الا تنفيذ أوامره

شعرت بضعف شديد، كل تلك القوة التي اكتنزتها قد تسربت منها في لحظة واحدة بسببه، مجددًا هي تضعف أمام رجل استشعرت سوء نواياه دون ان تتمكن من الجهاد لحماية هذه النفس التي تخصها، النفس التي بضربة صوتٍ أشد من ضربة سوط قد تردت أرضًا أمامها

دفعها كمخطوفة إلى داخل سيارته، شعورها الأولي وريبتها منه كانت في محلها

ليتها لو لم تقبل منذ البداية بالمشي وراءه..دائمًا ما تلوم نفسها في النهاية

عجزت عن فعل شيء غير الاستسلام لرعشة جسدها الشديدة، والبكاء صامتة حتى لا ينهرها بزجرة اخرى

علمت بأنها سترى اسوأ جوانبه بل اشدها حُلكة، كسماء هذه الليلة..لن ترى الا السواد فيها

ما تخيلت يومًا ان سيهون الرجل الذي لا يُحقر من النساء قد يُحقًَر منها لهذه الدرجة، الرجل الذي يحافظ دومًا على صورته الأنيقة وافكاره المتحضرة يتصرف بلا تحضر وهمجية هكذا، ربما كرامته هي الحد الفاصل بين الحفاظ على رشده أو فقده لصوابه! لقد ادركت ذلك مُتأخرة..وبكل الأحوال فات الاوان، استسلمت لمصيرها ايًا كان..لكن وقبل احتلاله لمقعده وانطلاقه بها نحو مسعاه الخاص، اوقفه صوتٌ قد تردد على مدى الشارع، فلتفت فيما يشهق ويزفر كوحش

!!ثم ضيق عينيه يدقق ببصره حتى يتعرف على هوية الرجل الذي صاح: هي انت توقف

..لم يتطلب منه الأمر الا جزءً من ثانية ليعلم من يكون هو

.فترك الباب واغلقه ثم مشى مُستعدًا لمواجهة ذلك الدخيل عليهما



يأتينا الحب كعابر سبيل، يسأذننا ليقيمَ فينا يومًا وليلة..نستضيفه نحن في البداية

 نعتقدُ انه مجرد مشاعر مؤقتة ستزول بمجردِ رحيل  ذلك الزائر

.. ثم نجدُ انفسنا لاحقًا متشبثين به، نوقفه في اثناء عبوره لعتبة الباب راحلًا


كان الحبُ مشاعرًا خفيفة كالطل، والذي حال إلى وابلٍ غزير

كلما استظل محتميًا من هطوله الشديد فوقه، هبت ريحٌ عاصفة..حلقت بمظلته بعيدًا وتركته مُبللًا بالحب

عندما اعتقدَ بأنه سيقدر على عدم زحزحةِ مكانته كصديق لها، اكتشف بأنه عاجزٌ كليًا عن تخبية مشاعره وكتمها كما فعل في الماضي، شعر بأن الفرصة التي ضيعها فيما سلف..قد وهبه القدر اياها مرةً اخرى الأن، بصورة مُثالية

بعد مرورها بتجربة حُبٍ فاشلة، ستستشعر هي حبه القيم، وستقدره بلا ادنى شك

ستحتفل  جذِلة لأنها واخيرًا ستنال ما تستحقه، وسُتدلل كأميرة عندَ ذلك الأمير الذي نذرَ نفسه لها

قرر بان يلملم كل ذرة حب متوزعة داخل صدره في صرةٍ واحدة ليقدمه لها كاملًا، كمهرٍ يستحقها به

لكن الليلة..وقعت تلك الصرة ارضًا وتناثرَ كل الحب الذي اقتناه لأجلها

جفل مصدومًا لفترة وقد استطاع كل من مارك وسانا ملاحظة ردة فعله الواضحة على الحقيقة التي سمعها

 ألم تخبركما بأنها متزوجة من قبل؟" سألت سانا متفاجئة من تلبس الصدمة لسولقي وقريبها الواقف بجوارها"

بينما لم يحبذ مارك الطريقة التي استقبل بها ذلك الشاب، جونغ ان، الخبر

ولماذا عليه ان يكون مصدومًا هذا الحد؟ الأبله فقط هو الذي لن يلاحظ انفطاره وتمزقِ شغافه حد ترقرق عينيه

فيما يبدو ضائعًا فجأة..وكأنه أُسقطَ في بيداء مترامية الأطراف، لا يجد ما يستدل به حتى

حسنًا هذا ليس مهمًا بكل حال.."اجابت سولقي مُبتلعةً صدمتها"

 ثم دفعت بذراع جونغ ان تنبهه على تمالكِ نفسه والسيطرة على تعابيره، ضحكت بتوتر ثم اردفت في اثناء جرها له معها: سنذهب نحن الأن، وداعًا

راقبهما مارك مُضيقًا جفونه فيما شعرت سانا بحيرةً شديدة : لا اعلم لماذا قد اخفت مينا عنهما كونها متزوجة؟

ثم التفت تجتذب انتباه مارك إليها: ربما لانها قد اتخذت قرار الانفصال منه بلا رجعة، هي لم ترغب بالتحدث عنه، أعتقد هذا يساعدها على تخطيه

فركَ مارك وجهه بانزعاج ثم أدلى برأيه اخيرًا: بصراحة..السيدة اوه تخطيء كثيرًا هذه المرة، سيهون لم يتمسك بإمراة قبلًا مثلما يفعل الان معها..اخبريها بأن تخفف من دفاعاتها ضده، هو لن يؤذيها ابدًا ولن يعيقها عن تحقيق مرادها او احلامها

!حاولي ايصال هذه الفكرة لها، قبل ان يضجر سيهون ويعتبرها عدوًا يتطاول عليه

جحظت عيني سانا بتفاجؤ وفقدت تمامًا السيطرة على اعصابها

 هل تقول بأنه سينقلب عليها ان استمرت بموقفها ضده؟ هل يعتبر الامر تحديًا او معركة؟"

"! لا تكون العلاقات هكذا ابدًا يا مارك، هو لا يتمسك بها بل بكرامته ..هو لا يحبها وانت ايضًا لا تستطيع انكار هذا

 اهدئي سانا، اعلم انكِ تهتمين بشأن صديقتك ولكن سيهون أيضًا يهتم بأمرها، لستُ ادري ان كان ذلك حُبًا او لا..لكن عليها بأن تمهله فرصةً اخرى، وايضًا..سيهون قد يعتبر رفضها له تحديًا في وقت ما، لانه تنافسيٌ للغاية..عندما يود الحصول على شيء سيفعل المستحيل ليحصل عليه، لكن وعندما يشعر بأنه لن يقدر على الفوزِ به، سيدمره

"!!انني اخشى من أن يحول الأمر ألى كارثة كبيرة بالنهاية

انتَ ايضًا متحيزٌ لسيهون يا مارك!!، علاقتهما ليست آمنة على الاطلاق"

!مينا لا تستحق ان تعامل كغنيمة ابدًا، هل تدركَ حتى ما تعنيه هذا النوع من العلاقات؟

"..!الان فقط تمكنت من فهمِ رغبتها الشديدة بالابتعاد عنه

دور عينيه منزعجًا، لا يود خوض شجار معها لأجل اثنين بالغين عاجزين عن حل مشاكلهما الخاصة دون تدخل أي يد مساعدة، والتي كلما تمتد إليهما يبتراها كليهما معًا بطريقة ما

زفر ممتعضًا وغير دفة الحديث إلى موضوعٍ اخر

!ولكنني لا افهم لماذا بدا ذلك الشاب متفاجئًا بهذه الطريقة..ردة فعله لم ترقني ابدًا"

"ما مدى عمق علاقة هذين الاثنين بالسيدة اوه يا سانا؟

هي أيضًا لا تعلم الكثير عنهما، رفعت كتفيها وجاوبت على قدرِ معرفتها" هما يكونان صديقين قديمين لها، التقت بهما في اثناء تدربها بداخل المعهد..ثم افترق ثلاثتهما عن بعضهما البعض و الان التقت بهما مجددًا

تلفت مارك حوله بحثًا عن سيهون الذي اختفى بمينا ولم يعد كليهما حتى الان، اخذ سانا معه لخارجِ البوابة ثم قال: هل نذهب نحن أم ننتظرهما؟.. وقد كان هاتفه مشغولًا بالاتصال على سيهون، والذي لا يجيبُ عليه بتاتًا

" لقد جئنا بسيارة واحدة، لماذا يتجاهل اتصالاتي؟"

فعلت سانا المثل ولم تتلقى ردًا، زفرت بعدها ضجرة وحثت مارك على اخذِ مسارهما الخاص، لم تشعر أن هناك داع للقلق، ربما يكون من الأفضل عدم التدخل بينهما كما أدلى هو سابقًا

بينما في الجهة الأخرى، كانت سولقي تبذل كل ما بوسعها لإعادة جونغ ان إلى رشده، تربت عليه..وقد تضربه ان دعتها الحاجة الى ذلك، لكنه يظل عاجزًا عن اجابتها بحرف، نُهب صوته..وزاغت عينيه في الأفق

متكومًا كمن تلقى خبر الفجيعة على حافة السلم، دفعةٌ أخرى من الحياة وسيهوي هو إلى قاعها

جونغ ان هذا يكفي..لا تفعل ذلكَ بنفسك"

لقد مضت سنين طويلة وانا لم اكن اعلم عن أحوالها أي شيء، ولا حتى انت كنت تعلم

لم نكن مقربين منها كفاية ..." اختلجها العجز لدى رؤيتها له يغطي وجهه، يذرف دموعًا بغزارة

لقد اقتلع نفسه من هنا حتى ينساها، وعندما رجع..لم يتعمد ابدًا لُقياها، لكنه التقاها..وقد دبر له القدر تلك المكيدة فقط حتى ينكأ جرحه فينزف من جديد

" لماذا لا تراني هي؟ لماذا ترى الجميع باستثنائي انا؟"

اكتفى بقول ذلك وقد تعينَ الغضب على وجهه فجأة، بدا مستاءً من بذاءة القدر معه

وكأنه يشحذ سيوفه مستعدًا ليباري الحياة

نهض فجأة ودمدم مُغاضبًا..تبعته هي بقلة حيلة، كانت خائفة عليه بشدة..لكنها واهنة وعاجزة كليًا عن مواساته هذه المرة

حُب مينا كارثي، التعلق بها مدمر..يجعل الواقعين فيها يخرجون عن طورهم، يتحولون من شكل إلى اخر

وفي اثناء خطاهم العشوائية تلك في الشارع، انعطف كليهما الى طريق اخر..ثم تسمر جونغ ان بغتة فاستغربت سولقي وقفته المفاجئة تلك، تقدمت نحوه لترى في أي حهةٍ قد علقَ بصره..ثم ربى الخوف بداخلها زيادة

"! جونغ ان..من فضلكَ لا تفتعل شيئًا احمقًا"

" انظري إليه..هل هذا هو الذي اصطفته من بينِ رجال الدنيا لتكون زوجة له؟"

من الجلي أنهما يشتبكان في حوارهما كإثنين يقتتلان في ساحةٍ حامية، يشهر كل واحدٍ منهما أسلحته على وجه الاخر..حتى انتهى بها الحال تصفعه، هنا صُدم كليهما وادركَ جونغ ان أن زوجها ذاك قد أساء اليها كثيرًا حد تعديها عليه، كليهما يعرفان سجية مينا..يستحيل أن تفلت هكذا

 لا اعتقد انه ينبغي علينا التدخل.." قيدت سولقي ذراعه تحضه على الرجوع للوراء، لكنه أبى التزحزح من محله"

.. تريث ليرى نهاية شجارهما المحتدم، حتى تحينت اللحظة وفار لما رآه يدفعها بتلك الطريقة الهوجاء


حينئذ، تواجه كليهما بأعينهما المتلظية

" !!من تكون انت؟ من الافضل لكَ ان لا تتدخل فيما لا يعنيك"

هذا الشاب الذي مقته منذ اول لقاء، هو الان يراه كعدو ويستخدم معه نبرته الغليظة، النبرة التي يُهدد بها ويرهبُ بها أنداده دائمًا

فيما يواجهه جونغ ان بكل شجاعة، لا مباليًا بتلك التعابير الواجمة التي يبديها سيهون على وجهه

" !!بلا مينا تعنيني ! ان لم تكن تعلم من اكون أنا فهذا يخصكَ وحدك"

ثم تخطاه بعدما اوقده بلفظه لاسمها بلا أي ألقاب، كدليل على مدى قربه منها..ثم انه يمقت بشدة ان يتجاهله احدهم بهذه الطريقة، يشعر وكأنه يتطاول عليه..بل يتعدى!، حينها ومباشرة سيعطي نفسه احقية الرد بالوسيلة الأنسب اليه

مشى جونغ ان مُسرعًا ليفتح الباب ويحرر مينا التي كانت غائبة عن الوعي لفترة، تواجه الخوف كما كانت تفعل في عُمر طفولتها، تنكمش مُرتعدة وتغلقُ ستائر عينيها بقوة وكأن الظلام سيحميها من الشر

"فجأة جرتها يدٌ نحو الخارج، صدحَ صوت صاحبها بالتزامن مع تحريره لها: " هل انتِ بخير؟ هل فعل لكِ ذلك المُختل شيئًا؟

ثم رأى وجهها وعيونها المتورمة التي تنظرُ اليه بتفاجؤ، شفتيها ترتجفان، دموعها دافقة..منظرها رثٌ للغاية

ابتعد عنها الان!!" لم يبالي سيهون بأسى منظرها، كل ما غاظه هو اقتحام ذلك الشاب خصوصياته بهذه الطريقة"

 وعندما هاج مندفعًا ليبعده عنه..جرها جونغ ان لوراء ظهره وجابه هيجانه بكل بسالة

 لن اسمح لكَ بأذيتها هل تفهم ما اقول؟!" صاح جونغ ان يصد صدر الأخر بكفه"

 والذي استعر زيادة وحاول التقاطها من وراءه لكن كلما سعى اليها خبأها جونغ ان أكثر، واحتمت هي وراءه كجدار منيع

"!! انها زوجتي لا شأن لكَ بما يحدث بيننا!! انها ملكي وحدي ابتعد عنها الان والا فسترى ما لا يحمدُ عقباه"

" !!لا يهمني تهديدك مينا ليست ملكَا لأحد أيها المعتوه!، افعل ما تود فعله ان كنتَ تجرؤ حتى"

سمعت مينا كل غارة يسقطانها الاثنين على بعضهما البعض وهي ترتعد في محلها، وكان الحال مشابهًا بالنسبة لسولقي التي غطت فاهها بفزع ولم تعرف ما الذي ينبغي عليها فعله في تلك اللحظة..كيف قد تفك اشتباكًا بين رجلين يبدوان ثائرين كمفترسين يكشران عن انيابهما

" !!أنت لا تعلم مع من تتحدث، انا اوه سيهون سأدهسكَ بقدمي وأمحيكَ عن وجه الأرض لذا تنحى حالًا"

زجر في وجهه بعدما جر تلابيبه، ظن بأنهُ يدغم الذعر فيه بتلك الطريقة

"!لكنه لم يقم الا باستفزازه زيادة وحثه على التشابكِ معه في عراكٍ يدوي " لا يهمني من تكون، انا لن اسمحَ لكَ بلمس شعرةٍ منها

 ما الذي تعتقدُ انكَ قادرٌعلى فعله اذًا؟ ان لمستها بسوء او لا فهذا شيء لا يخصكَ ابدًأ"

"! لا تحشر نفسكَ فيما لا يعنيك حتى لا تندم

" !!اجعلني اندم!، وسأقتلك ان ادعى الأمر لذلك"

شرعت سولقي بالاتصال على سانا وهي تلهث وجِلة، حاولت البحث قبلًا عن اي شخصٍ يمكن ان يتدخل ويفصل بينهما لكن لا احد قد مر من هنا

عندما اجابت الأخرى عليها اخبرتها بالمختصر واغلقت الهاتف ثم سارت متقدمة لما رأت مينا تتجاسر أخيرًا، وقد تخلت كليًا عن فكرة الاحتماء وراء جونغ ان، فأي سوء قد يصيبه ستكون هي المتسببة به..تفضل أن تتلقى الأذى وحدها بدلًا من أن يغتالها الذنبُ والأسى لاحقًا على غيرها

!!لكن مالذي ستقدر امراة على فعله لايقاف شجار بين رجلين؟ خصوصًا وان كانت هي السبب في بدئه من الاساس

" !سيهون دعه وشأنه..خصامكَ معي انا وليس هو"

جاءت من جهة سيهون ترمي بخوفها جانبًا وتحاول بقلةِ حيلة جره من ذراعه الملتفة حول عنقِ الاخر، قليلًا فقط وسيخنق كليهما بعضهما البعض بضراوة

وبالفعل، كان قد أفلفته بعدما دفعه بخشونة على الأرض..لكنه التفت عليها يصرخُ متفجرًا: " من يكون هذا؟ ما علاقتكِ به حتى ينتشلكِ مني ويناديكِ باسمكِ هكذ؟!ا من يكون اخبريني الان!!" تراجعت للوراء مذعورة واختنق صوتها داخل حنجرتها

جرتها سولقي إلى ذراعيها وضمتها تخفف عليها هول الموقف، لا مبالية بذلك الذي يكاد ينقض عليها

!فهي تعلم انه لا يستطيع تخطي حدوده عليها هي أيضًا

عندما سقط جونغ ان على الأرض بفضل لك الدفعة، سقطت العلبة من جيبه كذلك..ولما نهضَ كان اول ما فعله هو التقاط تلك العلبة وادارة سيهون بقوة ليريه إياها

انا اكون الرجل الذي أحبها لدهر، وكرس مشاعره لأجلها فقط"

 عرفتها قبلك..احببتها قبلك، كنتُ الرجل الوحيد في حياتها

كنتُ ولازلت ذلك الفدائي..انا مستعد للتضحية بكل مافي حياتها لأجلها

!لكن من تكون انت؟ لاشيْ..هي حتى لم تخبرني بشأنك قبلًا، لانكَ لا تعنيها

"!!انت لا تستحقها، ولا هي تستحق ان تكون لرجلٍ مُتغطرس بغيض مثلك

كل كلمة قالها كانت اشبه بسهم يثقبه، خلفت جروحًا غائرة فيه..لم يصدم من كلمات ذلك الرجل بقدرِ صدمته باهتزازه الداخلي، ضُربت جدرانه حتى كادَ يُهدم، وبدلًا من ان يتراكم كالرميم امامهم دافعَ عن كرامته بلكمة شديدة سددها لجونغ ان قد جعلته يهوى نازفًا، شهقت كليتهما بفزع..وتفاجؤ مينا بكلمات جونغ ان قد جعلها تجفل في محلها..لم تستوعب حرفًا مما قاله

لكن ضربة سيهون لجونغ ان قد أشعلت نيران الخطر، والتقط سيهون ذلك الخاتم المتردي ارضًا ليعود حاملًا اياه اليها

" ألهذا تركتني؟"

واجهها بالخاتم ..مُستشهدًا بكلمات جونغ ان التي لازال صداها يتردد في الأجواء حولهم

" ألهذا كنتِ ترفضين البقاء معي؟ لأن لديكِ خيارٌ اخر غيري؟"

سكتت هي، عجزت عن قول حرف وظل لسانها معقودًا هي بحد ذاتها لا تفهم ما يجري حولها

ولا كلمات جونغ ان تلك..اعترافه الذي جاء متأخرًا جدًا..وكل هذا الموقف المهيب، ذهنها مُشتت تركيزها مُتصدع

ومشاعرها في حالةِ انهيار..لم تعرف كيف ترد وعلى من تجيب، وهل تنكرُ أم تسكت معترفةً بارتكابها لذنبِ هي بريئة منه

الطريقة التي يستجوبها بها، يعزلها بأسئلةٍ مصيرية..يواجهها بنبرةٍ خفيضة كحوارٍ جدي يدور بين اثنين فقط، لقد كان هذا هو اسلوبه دائمًا...لا يحب تدخل الغرباء في خصوصياته، ولأجل هذا لم يجهر بسؤاله علنًا بل اختصها به

فيما كانت جفونه ترتجف، يحتجزها بنظراته الحادة الثابتة، مقاومًا الدمار الذي يحل داخله، ضعضعته الباطنية ومدى غرقه في البؤس

هزت رأسها بلا ..هذا فقط ما استطاعت قوله، تكتم شهقاتها عن الاندلاع

تقاوم دموعها التي تنهمر باستمرار..والتي كرهها بشدة هو

سولقي تساعد جونغ ان لينهض، والذي كان يمسحُ نزيف شفتيه..نهض هو مرةً اخرى

حاولت سولقي ايقافه لكن فشلت وهو ما كان ليهدأ الا ليسترد حقه، كان يود ضربه منذ البداية لكنه امسكَ نفسه قدر الامكان، الان يحق له ان يسحقه لا ان يرد له اللكمة فحسب

ولذا جره من ياقته ورد له اللكمة فيما يشتمه، صرخت كلتيهما عندما ترديا على الأرض وكانت الغلبةُ لجونغ ان في البداية قبل رميه المزيد من رماحه صوبَ صدرَ سيهون

غضب كل تلك السنين التي قضاها متعذبًا لأجل حبها، حرر اسره اليوم

عبر عنه بأسوء الطرق..كان مستعدًا ليهدرَ بأي شيء حتى يجعل من انفصالهما محتمًا

حتى يدمر علاقتها بزوجها للأبد، استدرك بأن رجل بمثل انفة سيهون وغروره لن يقبل بأن يستمر زواجه بإمرأة تخونه، وقد تجاهل حقيقة انه يؤذيها هكذا..يقذفها باتهامات باطلة، ويجعل منها امرأة غدارة ماكرة " اجل لقد تركتكَ لأجلي!، سوف تنفصل عنك لتكون معي!! " ثار سيهون ودفعه ليهجم على عنقه ويطوقها بيديه قهرًا " اخرس والا اسكتكَ بنفسي للأبد" كل كلمة يقولها جونغ ان تقدح نارًا فيه، تحرقه وتجعله يتلوى من الألم ..لقد التمس جونغ ان ذلك، لقد اراد ان يغيظه ويحرقه كما احترق قلبه لأكثر من مرة فداءً لهذه المرأة

 :لم يهتم بانحسار الانفاس عن رأتيه..بصقَ الهواء، وتحدث رغمَ صعوبة ذلك

 هل تعرف..كنا معًا قبل بضعة ايام، نرقص بداخل شقتها "

"ولم تذكرك أبدًا على لسانها 

من فرطِ صدمته تراخت يديه عن جيده، شعر بالتيه للحظة وقد تمكن جونغ ان من التحرر حينها لكن لم يسعه ضربة مرةً اخرى لأن مارك قد جاء بالفعل، وحينها تمكن من فصل كليهما عن بعضهما البعض

يستمر جونغ ان بقدح الشرار بنظراته المترصدة لسيهون فيما بدا الأخر خاملًا فجأة، فورانه قد تلاشى..مارك هنا يحاول تداركَ الموقف بعد انتهاء الحدث الأهم

يسأل سيهون عدة مرات عن ما جرى، لكن شفتيه ظلتا مطبقتين بقهرٍ شديد

حول بصره من جونغ ان لمينا والتي جمدتها الصدمة، عاجزةٌ هي عن تصديق ما تفوه به جونغ ان قبل قليل

ثم تبادلت النظرات مع سيهون، ارتعشت من سوء وقعِ تلك النظرات التي حملتها الذنب، لم تستطع البقاء مكفوفة الأيدي رغم علمها بخطورة الاقتراب منه في تلك الحين

تجاوزت الكل وامسكت على ذراعيه بعيونها الدامعة " سيهون..انت تعلم انني لستُ كذلك، هو صديق لي فقط..لم اكن اعلم انه يكن لي المشاعر، كل ما جرى بيننا ليسَ علاق..." اسكتها بكلمة واحدة قد رماها عليها" خائنة" ثم ودون ان يرمشَ نهر يديها عنه وألقى بوعيده عليها

 " !ستندمين على اهانتي بهذه الطريقة، لن اغفرلكِ ما حييت"

ثم دفعها عنه واستدار مدبرًا..متجاهلًا نظرات الكل والخراب الذي حل ..بدا وكأن العالم يتهاوي من حوله وهو السائر الوحيد الذي يتخطى الهلاكَ واقفًا على قدميه..هكذا هو كان، لن يخر راكعًا ولو غُدر بضربة سيف من دُبر

تمامًا كما يشعر به الان، ولأجل هذا ما كان يثق بالحب..ولا بالمشاعر، ولا بالنساء الهائمات به

.رغم تجنبه الشديد للوقوع ضحيةً للأذى، آذته هي في النهاية..وكل دفاعاته تلك كانت لاشيء أمام ضربة غدرها به



____



هاي ذيررر

لقد رميتُ القنبلة اخيراا

يلا عبرو..واحكو 

توقعاتكم للقادم؟

احب تفاعلكم الجميل على الرواية

بقد ما يجيني احساس اوقف الا انو تعليقاتكم واراءكم تدعمني للاستمرار

!!احس انو للتو رح تبدأ التغييرات الجذرية

.❤يلا سلام..ولنلتقي



Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top