35 - مساءلاتُ الحُب
هذا الخاتم الذي يمسكُ به هو، ويمسكُ هو عليه بشدة
لا يعلم لماذا لا يخلي سبيله، فيخلي سبيلها
عودة ذلك الخاتم بعد نزوحه من إصبعها إليه، تعني شيء ما
لقد لمّح له الكون..وهو لبيب كفاية لكي يدرك أن الكون لا يبعث الرسائل الا لأولي النهى
لكن المعضلة تكمن فيه هو..كيف سيترجم اشارة الكون له ؟
وعلى أي نهجِ سيسير، ما الذي سيتبعه غير نفسه الأمارة بالسوء يا تُرى؟
لقد مضت عدة ايام بالفعل
كان يخوض خلالها معركة فكرية عصيبة أشغلته عن هموم الدنيا الأخرى، وقد تربعت هي ذلك العرش في النهاية
..أما عن اليوم
كان في عرشه الجليل لابثًا، يقلب خاتمها الذي ألقته في سلة المهملات داحل غرفته، لولا تنبه الخادمة لوجوده أثناء تنظيفها للغرفة لما وصل هذا الخاتم إلى قبضة يده
لقد جاءتهُ إلى بيته الخاص حثيثًا، تحمل خبرين لا واحد
ما كانت من النوع الذي يستطيع مسك لسانه، لكن لسانها لا ينطق الا ان لاقى ما يرضيه أولًا
لقد رشاها لتفضح مستورًا غُيَّبَ عن ناظريه
وعندما حكت له عن ذلك الحوار الذي انصتت إليه سرًا من وراء الجدار، استوعب هو كل شيء
وفهم اخيرًا سبب تعنت زوجته الزائد
هو كان مستنكرًا لفعلتها، ما اقتنع بأنها غادرت البيت صباحًا فقط تهربًا من رؤيته، ولأجل ماذا؟ خلافاتهما الدائمة تلك؟
كان واثقًا من أن لديها سببٌ أخر، لكنه كان أبخل من أن يعطها أمانًا لكي تبوح له به
لقد ضغط عليها في حين أنها كانت ساخطة ومستاءة جدًا من الإهانة التي تلقتها من عائلته
ثم ابتاعت كرامتها عندما رحلت وأعلنت لهم تخليها عن ابنهم المقدس
كان بامكانه سؤالها بطريقة أخف..دون أن يعتصرها مُجبرًا اياها على الرد
ّ!لكنه سيهون، لا يجعل الامور تمضي على نحو سهل أبدًا، ذلك العسر
حكت له الخادمة كيف أن أمه باغتت زوجته في الممر عندما كانت خارجة من الغرفة، فيما كانت هي قد انتهت من تنظيف غرفةٍ أخرى..ولما فتحت الباب التقتط عينيها مشهد قدوم السيدة آوه الكبيرة باتجاه السيدة آوه الصغيرة، فكرت بالتواري خلف الباب المفتوح نسبيًا فقط، ثم عبر الكلام المبعوث من أمه إلى أذنيها
" أتمنى بأن الاقامة هنا كانت مريحة لأجلكما"
تفاجأت مينا لدى رؤيتها للسيدة آوه تتقدم نحوها متقصدة اياها، شعرت بالرهبة ..وقد اتسمت ام زوجها بملامح مشابه له، بل تعابيرها بحد ذاتها كانت تشبهه الى حد كبير
لكنها لم تتوقع أن تشابهه حتى في جفائه وقسوته، بيد أن أمه تبدو كالمصدر الخام
" أجل، شكرًا لاهتمامكِ أمي"
لقد راقبت كيف تناديها ميون زوجة أخيه الأكبر بأمي.. ففعلت المثل، لم تكن تدري أن مناداتها بذلك اللقب لن يروقها بهذا القدر
حد زوال ابتسامتها المزيفة من وجهها
" ما رأيكِ بأن تنتقلا للعيش هنا معنا؟"
ارتبكت مينا، وتمنت لو أن تتحول لذرات هباء كي تتلاشى من أمامها
!نظراتها الحادة التي تثقبها، تمامًا كولدها، تزيدها ربكة
فتساءلت سرًا..ما بال هذه العائلة؟ هل ورثو حدة البصر من أبائهم الأولين يا تُرى؟
ماذا عن كل هذه الأنفة والاستعلاء الذي يمتازون به، هل لهم أصول من العائلة الحاكمة؟ لماذا يبدون متسلطين هكذا؟
" صحيح أن البيت هنا قد أعجبني، ولكن الرأي يعود لزوجي"
" ماذا عن رأيكِ أنتِ؟"
تحمحمت مُجيبة: أعتقد بأن ذلك غير ممكن..أماكن عملنا بعيدة عن هنا وهي أقرب لمنزلنا هناك
همهمت الأم تحول بصرها لنقطة اخرى، حيث أنها لاحظت ذلك الباب الموارب مما جعلها تبتسم ابتسامةً خفية لتلج مباشرةً في عقر الموضوع الذي جاءت لمحادثتها به
" لدي سؤال واحد واتمنى منكِ بأن تجيبيني عليه بكل صراحة"
استغربت مينا وأومأت لها تحثها على ستئناف كلامها
" ما الذي تسعين اليه بالضبط ميوي مينا؟"
جفلت ازاء السؤال الذي باغتتها به، وكيف نطقت اسمها مجردًا من لقب عائلتهم
بالطبع أنتِ تمتلكين اهدافًا وقد حققتِ بعضها بالفعل"
قمت باستغلال ابني جيدًا ليدعم مشروعك، ثم وبعد الانتكاسة التي حدثت لشركتكِ قام هو بحملها على أكتافه كي لا تسقط
"يبدو بأنك قمت باصطياده بدقة، وهو كان مخدوعًا بك، لكنه وبالطبع سيعلم حقيقتكِ عما قريب
!تلك الغارات الكلامية التي أسقطتها عليها جعلتها تخرس، حد عجزها عن الدفاع عن نفسها من فرط الصدمة
اسمعي مينا..ابنائي قد ربيتهم جيدًا وانا اعرف ما الذي يصب في مصلتحم وما الذي يتعارض معها
ولأجل ذلك تمنيت من ابني الزواج وحثثته على ذلك حتى يعيش حياة عائلية مستقرة، وان ينضم للعيش معنا هنا
كنت قد اخترت له عروسًا تناسبه وتليق بمقامه..لكنني لم اكن لأمانع لو اختار هو عروسه بنفسه، ما كنت لاعترض ما دامت العروس تناسبنا وتناسبه أيضًا
أنا متفاجئة حتمًا..من المستوى الذي هبط إليه عندما اختارك"
ختمت جملتها تمرر عينيها طلوعًا ونزولًا على مينا الجافلة والمذهولة
وقد بدأت عينيها بشحن الدموع بالفعل، مشاعرها في فوضى كبيرة..لكنها عاجزة تمامًا عن التعبير
ابتسمت ام سيهون فخورة بما انجزته بمينا لدى ملاحظتها لشحوب وجهها وتبدد تعابيرها
" لقد كشفتك على حقيقتك، وسيكشفكِ ابني ايضًا"
لكنني لن انتظر منه ذلك حتى لا يربط بينكما شيء اخر مرة أخرى..سأحرص على أن أبعدكِ عن طريقه
"وحتى تتجنبي كل الخطر الذي سيحيق بكِ لو تحديتني، غادري بكرامتك وانفصلي عنه بنفسك
ثم ربتت على كتفها تبتسم بهدوء كما لو أنها لم تفجر مدنًا عامرة بداخلها، لتذرها قاعًا صفصفا
استدارت مبتعدة ..تاركةً اياها تتخبط فزعًا
حاولت التنفس لكن الهواء بدا لاسعًا، فكانت تحتنق وتتألم في الوقت ذاته
ثم انتهى بها الامر تنفجر باكية وتدلف الغرفة لتصك الباب وراءها
كان هذا كل ما رأته الخادمة، والتي سدت فاهها متفاجئة جراء ما سمعته
تطلب الامر منه فترة كي يستوعب حقيقة ما حدث، وقد اعتراه غضبٌ عارم لدى استيعابه أن عائلته كانت تكن كرهًا لمينا، وقد فُضحت نواياهم تلك عندما غادرت وصار كل واحدٌ منهم يسخر بطريقته الخاصة، عدا جايهيون بالطبع
كان موقفهم موحدًا مسبقًا، وقد احترفوا التمثيل الليلة التي تسبقها لأجل الضيوف، وقد تذكر كذلك كلمات أخوه الأكبر المشفرة والتي لم يفهم مقصده منها جيدًا
ظن بأنه يحاول تقليل ثقته بنفسه وبكونه قد انفصل عن العائلة وبدأ في مشاريعه الخاصة، وقد اتضح له بأنه يعني مسألة زواجه بالأخص
غمرته الشكوك بشأن معرفة أمه للانتكاسة التي مرت بها شركة كاميلياز بيوتي، لابد أن جونميون هو الذي أوصل الاخبار لها فهو أيضًا ضليع بعالم الاقتصاد والأعمال
فكر بأن يبحث في الأمر أكثر ليكشف كل مستورٍ توارى عن ناظريه، دون مواجهتم بذلك بعد
وقد وكَّل مارك بالتقصي وراء كل خبر وفحص السجلات القديمة والتي أوضحت له سببًا غفل عنه هو تمامًا فيما سبق
تقاعس العاملين واهمالهم وتعمدهم في صناعة منتجات منخفضة الجودة مع اضراب أصحاب المحلات عن استلام البضاعة الجديدة وهو الشيء الذي لم يحل تمامًا حتى الأن
كانت هناك يدٌ مدبرة قد افتعلت هذا الفساد كله، لم يدرك ذلك قبلًا لأن أياديهم لم تلوث بالفعل، لكنه أدرك الأن معاني ملامح وجه أبوه الجامدة كالحجر، وهو أعلم بقساوة أبوه ..والتي أورثها لأخوه
ربما هو أيضًا قد ورث منها البعض لكن من النادر أن يعترف بينه وبين نفسه بذلك..ربما مؤخرًا فقط شعر بأنه أفرط في جفائه مع مينا حتى ما عادت ترغب بالرجوع إليه، فلا تتأذى..رغم الحب الذي تكنه له والذي قرأه في صحيفتي عينيها
لا يعلم ان كانت صدمته بكل التدابير التي فعلوها من ورائه لمحاربة زواجه من مينا، أكبر من صدمته بكونهم كانو يكتمون كل هذا الحقد والغل، والان هم قامو بشن حرب حقيقة معها، ولعلمهم أنه لا يسمح لأحد بالتدخل في حياته اختارو محاربتها من ورائه
ثم قررت أمه كشف موقفها لها في النهاية
كان يفترض بمينا أن تخبره، لكن ولأنهما غير متفقين أساسًا وأن علاقتهما متأرجحة على حافةِ الانفصال كانت تلك هي الشعرة الفاصلة بينه وبينها
لم يكن هناك أي شيء بينهما يستحق لأن تحارب لأجله حتى تبقى على ذمته، وكأن الشيء الذي كانت تريده قد حصل ولكن بطريقةٍ مؤذية جدًا
كم كانت تشعر بالاستياء والضغط لحظتها؟ حتى قررت الخروج بتلك الطريقة ورمي خاتم الزواج معلنةً انسحابها من حربهم
ثم وتبع ذلك موضوع بيعها لشركتها، ربما هي بالفعل كانت تشعر بالضغط الكبير ثم نخفة هواء صغيرة جعلت كل شيء يقع لتتخذ هذا اقرار والذي لا رجعة فيه
بعد مضي ما يقارب أسبوع على أخر مرة قابلها فيها يفتح مارك الآن دفة الحوار متحدثًا: لا أريد التدخل في حياتك الخاصة معها..ولكن اتمنى بأن تخبرني بشأن ما تخطط له، وهل ستواجه عائلتك بالأمر؟ حتى لو قمت بمواجهتهم هم يعتبرون فائزين فالسيدة آوه قد أعلنت عن عدم رغبتها بالمشاركة في هذه الحرب
دوّر سيهون القلم في اصبعه وقال فيما يسهب بصره في أفق بعيد: لست أثق بكَ لأصارحك عن أفكاري يا مارك، خصوصًا بعد اعلامكَ لي عن لقاءكَ العجيب مع الانسة ميناتوزاكي
:تذمر مارك مُردفًا
" ما شأن سانا بما نقول الان؟"
هل تتساءل حتى؟ تبدو منجذبًا لها وقد أتوقع أي شيء منك"
"ان ارتبط بها ذات يوم فأنا متأكد بأنك ستنقل لها كل شيء مثل ساعي البريد
ادرك مارك بأنه ارتكب خطأً فادحًا لما اخبر سيهون عن لقائه الاخير بسانا وكيف بدا ممتنًا لأنها قامت بتخليصه من قيوري
من الصعب أن يحبس شيئًا اذا أفضى بحديثه لسيهون ولذا هو فضح كونها تسأله عن حالهما وانها لا تعلم عن جديد حياة سيهون ومينا
" بربك فقط قل ما الذي تنوي فعله..لمح لي على الاقل..قليلًا قليلًا فقط"
حاول وتدلل عنده كطفل صغير لحوح لكن لم يفد الأمر مع سيهون والذي ألصق شفتيه سويًا بغراء صمته القوي
وشرع في تسجيل بيانات على حاسوبه بتركيز شديد، اقتطعه صوت طرق مساعدته الشخصية على الباب
" هناك زائرة تود رؤيتكَ سيدي"
" من تكون؟"
" يو كارينا "
تقابلت اعين الاثنين في تعجب، اي مارك وسيهون
.وقد تمنى مارك في تلك اللحظة أن يرفض سيهون مقابلتها، لكنه وعلى عكس أمانيه قد وافق يدعوها للدخول بكل رحابة صدر
" !لا أصدق انكِ لازلت مصرة على معارضتي في هذا القرار"
كانت مينا وميراي تجهزان أغراض الشقة الجديدة التي قامت مينا بإستئجارها أخيرًا، وكانت الاغراض قليلة جدًا مقارنة بما تحتاجه لأجل الشقة
ارتدت قميصًا أبيضًا مريحًا بنصف أكمام مع سروال جنز مريح حتى تتحرك بسهولة لأجل دفع الصناديق والاغراض
فيما كانت الأم تتكاسل محتجةً بألام ظهر لم تظهر الا اليوم فقط
لكن لم تكن المسألة هنا، بل كونها معترضة على قرار مينا والذي ستشرع بتنفيذه اليوم..بمجرد انتهائها من هنا ستبدل ملابسها ثم ستغادر قاصدةُ مكتب السيدة باي
" وسأظل أعارضكِ حتى تتراجعي عنه"
زفرت مينا بثقل بعد دفعها لصندوق ثقيل، ثم جلست فوقه لتأخذ قارورة ماء وتجرع منها
بعدها ما استجمعت قوتها أكملت في حديثها الجاد مع أمها
" أمي أنا بحاجة الى ذلك، تفهمي الامر رجاءً"
" اذا كنتِ بحاجة إلى المال فقولي ذلك وحسب "
دحرجت عينيها وسألت بجدية: حسنًا ليس المال وحده ما أحتاجه، ولكن ان سألتكِ فهل بحوزتكِ ما يكفي لاعارتي منه حتى أكمل تأثيث شقتي؟
" !اوه هذه الفتاة تنوي بالفعل الاكمال في هذا"
تمتمت ميراي مع نفسها بتلك الجملة، والتي أثارت استغراب مينا حد نزوحها من محلها لتتجه إلى الجالسة بارتياح على الكرسي الوحيد الموجود هنا
" عفوًا..لم أفهم ما قصدتيه؟"
كانت تعبث في هاتفها بتلك الحين، وقد حاولت تجاهل الرد على مينا ولكنها أصرت عليها لتبوح بمقصدها لها
اوه حسنًا اذا كنت تودين ان تعلمي فسأخبرك"
ِمينا انت متزوجة وبيت كل زوجة هو بيت زوجها، لماذا لا تحاولين حل الامور معه بدلًا من اللجوء الى حلول كهذه؟ اسمعيني..انت بحاجة اليه ووضعكِ الحالي ليس مشابهًا لما كنتِ عليه من قبل، لقد أجرت شقتكِ لعائلة وانت لن تقدري على طردهم بعدما استقروا في الشقة
خسرتِ الكثير في الفترة الفائتة وسيهون قد حمل شركتكِ من الانهيار
اعلم بأنه فرط في حقكِ كثيرًا لكنه اعترف بخطئه، ويبدو لي بأنه مستعد لاصلاح وضعه معك..حسنًا لأكون صريحة هو قد حدثني عبر الهاتف لاحثكِ على ترك أمر الشقة والعودة الى بيته، قد تتساءلين عن سبب عدم اخباره لكِ بذلك مباشرةً..لكنه يعلم بأنكِ اتخذت موقفًا حازمًا ضده ولأجل هذا هو يحاول بطريقةِ أخرى
اعطيه فرصة، كل انسان يستحق أن يحصل على تلك الفرصة..ولا تربطي المشاكل التي تجمعكِ معه بإداراتكِ للشركة، جربي أن تشاركي حياتك مع غيركِ حينها سيخف الضغط الذي تشعرين به كثيرًا بنيتي
صمتت مينا تحبس فيض مشاعرها الهائجة غضبًا لا سعادة
بالطبع لن تفرح باختلاف موقف امها تجاه ما يجري بينهما، بعدما كانت أكبر داعمٍ لها
تساءلت ساخطة ..كيف له أن يقنعها بهذه السرعة؟ أم أنها لم تكن مقتنعة منذ البداية؟
" امي لقد اخبرتك كيف قامت عائلته بازدرائي! وعلى الرغم من هذا لازلت تودين مني العودة اليه؟"
ليست والدته وحدها من حدتها بسكاكين لسانها ذلك اليوم، بل حتى شقيقته قد لاقتها في اثناء خروجها من بيتهم كناجية
" ..انتظري"
بعدما أصبحت خارج اطار المنزل متجهةً الى البوابة، بينما تخطو خطى مزلزلة مهرولة
سمعت صوت اخته من الاعلى، فللتفت لتراها واقة عند احد النوافذ تشاهدها من الاعلى
" لقد نسيت فستانكِ هنا"
ثم ألقته من الاعلى ليسقط على عشب الحديقة، تسمرت مينا مذهولة حد عدم قدرة جفونهاعلى التلاقي برمشة
ضحكت الاخرى ضحكةً خبيثة واستأنفت هازئة: اما عن تبرعاتي التي ترتدينها، احتفظي بها..يليق بكِ دور المتسولة
ثم صكت النافذة بقوة وقد ارتعشت مينا في تلك اللحظة جراء قوة الاهانة العاصفة بمشاعرها
امسكت صيحتها بصعوبة وهرعت للملمة فستانها الذي جرده هو منها ليلة امس، تمنت لو أنها قاومته رافضة
لما كانت ستشعر بكل هذه الاهانة بينما تحمل فستانها بين يديها..فمن من ميله هو يتلاعب بها لاجل ارضاء ملذاته، ومن ميلة اخرى هم يستحقرونها ويستبيحون اراقة دماء كرامتها
! كيف يتشابه الاثنان رغم الاختلاف
جميعهم يرون ضعفها لا قوتها
ولاجل هذا أحتمت على نفسها أن تصارع لاجل تشكيل ذات قوية تردع أي شخصٍ من انهتاكها
هم ليسو اول من يستغل ضعفها هذا، ضعفها الذي هو طيبة خُلقت بها، من الصعب أن تزيلها منها مهما حاولت، يوقيوم ايضًا قد استهلكها كلها في ما سبق
نوائب الدهر تلك لا تود امهالها فرصة للراحة، ربما لاجل هذا عليها هي بأن تصنع هذه الفرصة
والتي يبدو أنها ستشق طريقُا وعرًا جدًا لتتمكن من الحصول عليها
،ليس لك شأن بعائلته فانتِ تعيشين معه هو"
"! ثم أنه لم يعلم بعد وانتِ لم تخبريه ابدًا بشأن ما جرى هناك في منزل عائلته قبل مغادرتك
مجددًا أصبحت الملامة على كل شيء
شهقت عميقًا وقررت تهدئة نفسها والهبوط على الارض، بعدما كانت تهتز رجليها اثر الغضب الذي استشرى فيها
" بحوزتي سؤال امي"
" ..تفضلي"
انتِ كنت تحبين ابي..ولكنكِ لم تستمري معه"
والان انتِ تعيشين مع رجل تواعدينه منذ عشر سنين، لكنكِ لم تتزوجيه
"هل بامكانك اعطائي تفسيرًا لهذا؟
لقد تجنبت طرح هذا النوع من الاسئلة عليها من قبل، رغم انه يحق لها البحث وراء الاسباب حتى تفهم
لم تتضايق ميراي كما توقت مينا..بل سارعت بالتوضيح حتى لا تضع مينا نفسها في مقارنة مع وضعها، فالأوضاع تختلف والظروف لا تتشابه ابدًا
قد تعتقدين ان معضلتي مع ابوكِ كانت تتمحور حول خلافاتنا فقط، كلا..هو لم يكن يمتلك عملًا ثابتًا..كان يتوقف عن العمل باستمرار محتجًا بكونه اجنبي في هذه البلد، فكنت اضطر انا للعمل والعناية بشؤون المنزل في آن واحد
كانت المسؤولية باكملها تقبع على عاتقي..شعرت بأنني سأفقد شبابي من شدة الهم الذي كنت اعيشه، لذا لم احتمل الامر وانفصلت عنه..لكن لم يكن معي ما يكفي لاربيكِ ولاخذكِ معي
اعرف بان تلك لا تعتبر حجة كافية لاترككِ لاختي، لكن الظروف كانت سيئة جدًا حينها
والان انا في توافق مع شون لكنني لستُ واثقة من كوننا سنتحمل بعضنا بعد الزواج
اما بالنسبة لكِ انتِ وسيهون، انتِ محظوظة برجل مسؤول مثله في عصر قل فيه أمثاله من الرجال
ثم انه يستطيع توفير كل شيء لك، حتى لو استقلت عن العمل ستعيشين مرتاحة
وإما بالنسبة لاختلافكما فانتما كنتما متفقين سابقًا، وكما تمكنتما من التفاهم قبلًا ستتمكنان الان
"!..فقط تجاهلا هذه النزاعات وليتنازل احدكما لاجل الاخر
!يرى الناس دائمًا ذلك الرابط الخفي بينهما..والذي لا تعجز عن رؤيته هي..ويتغاضى عن رؤيته هو
"!!انتِ لا تفهمينني حقًا"
تمتمت تنهض من محلها حتى تستعد للذهاب في مسعاها
لكنني اريد أن أفهمكِ هذه المرة، كوني صريحة معي"
"لا بأس ..لا تخجلي مني فأنا أعلم منكِ بالعلاقات
اوقفتها تمسكها من عضدها، ثم ادارتها لتراقب عينيها اللتان ترقان من هوجِ المشاعر
" أنتِ تحبينه أليس كذلك؟"
لم تستطع الانكار..كل ما فعلته هو ادارة وجهها لجهةِ أخرى بينما تضغط على شفتها السفلى
" حسنًا في هذه الحالة، يعتبر الحب هو أهم شيء"
ألم تقل قبل قليل أن الحب لا يكفي؟ أم أن في قصتها يكون الحب كافيًا للاستمرار؟
ضحكت مينا تهزأ من الحالة التي هي عليها، وقد حثتها ميراي على أن تقول شيئًا بدلًا من التكتم هكذا
".. وهذا هو المفقود بيننا"
كيف علمتِ بأنه لا يبادلكِ الحب؟ فقط لأنه لم يقل ذلك؟ حسنًا زوجكِ من ذلك النوع المتغطرس، ليس من السهل بالنسبة له الاعتراف لك، كان عليكِ فهمُ ذلك من تصرفاته
هذه أيضًا مشكلة كبيرة امي!! لماذا لا يستطيع أن يكون متواضعًا معي؟ من يحسبُ نفسه؟"
"..أنا أيضًا لن أستطيع التعامل مع شخصٍ يستعلي علي
!!شعرت بالاكتفاء عند هذا الحد ولم ترغب بالاكمال في هذا الحوار الذي قد ينتهي باقناعها
لو اقتعنت فذلك يعني نسيانها لأمر الدفاع عن كرامتها التي يهمش هو أمرها تمامًا
وقبل ادبارها ختمت كلامها موضحةُ السبب الاساسي الذي يمنعها من العودة إليه
." هو لا يشعرني بالامان"
....
" ما الذي جئتِ لأجله آنسة يو؟"
سألها جامعًا أصابعه تحت ذقنه، فيما يرسمُ على وجهه ابتسامة ساخرة
رفرفت الاخرى شعرها بدلال ثم وضعت ساقها فوق الاخرى
" هل تعلم أنني أصبحت اليد المساعدة للسيدة باي؟"
" أجل أعلم..أنتِ طموحة للغاية و هذا متوقع منك"
" اذًا لن تهنئني؟"
" ..لا اعتقد بأنكِ بحاجة الى تهنئتي آنسة يو"
ثم استطردت وقد بدا هو يتنهد متلملًا : هل حقًا قطعتِ كل هذه المسافة لأجل قول هذا فقط؟
دحرجت عينيها تزفر ضجرة وردت عليه
" بتأكيد كلا..لقد جئت لأراك، تعلم أننا كنا اصدقاء في وقت ما"
"..وها قد رأيتني"
غاظها كيف أنه يحدثها بطريقة توحي لها بالرحيل
كما لو أنه لا زال يعاقبها على الموقف الاخير الذي وضعته فيه مع زوجته
" !صحيح..كيف حالك مع السيدة آوه؟ لازلت مصدومة حتى الان من اقتناعكَ بالدخول في سجن الزواج"
حاولت اخفاء غيظها وحنقها على هذا الامر، فهي ترى نفسها أقرب صديقة أنثى له
وهي التي قضت معه أوقات خاصة تشاركه احزانها وأفراحها، لو كان سيتزوج من اي امرأة فهي أولى به من غيرها!، لازالت تستنكر زواجه السريع من امرأة قابلها في فترة قصيرة
!هذا لا يبدو كسيهون الذي تألفه أبدًا
نحنُ بأفضل حال..لا تنصدمي كثيرًا، كلنا تتغير قناعتنا مع مضي الوقت يا آنسة يو"
"أنتِ أيضًا ينبغي عليكِ أن تغيري قناعاتكِ ولو قليلًا
أعجب بتبدل تعابير وجهها، فسخر بداخله يكتم ضحكة مجلجلة
بجدية، ألا تستحي هي؟ كيف تقابله مرة أخرى بعد ما نهرها تلك الليلة في لذك الحفل؟
والسؤال هو..هل تغيرت قناعات سيهون في الحقيقة؟ أم أنه فقط قد غير المسميات من زواج دائم إلى علاقة مؤقتة مع امرأة واحدة ؟
من سيقنع غير نفسه بشيء كهذا؟ والغريب بأن تدابيره تلك لم تتغير مع اخر التطورات، بل هو سيتخذ من كراهية اهله لها سببًا لعنادهم والاستمرار في علاقته معها حتى أجل معين هو يحدد لا غيره
لا يحق لا لها هي ولا لأهله التدخل في قرارته
لأجل هذا لم يرد على مارك، هو بتاكيد لن يخبره أنه سيرد الضربة لعائلته مستخدمًا مينا!، وكيف سيفرض وجودها ضمن العائلة سواء قبلو بذلك أو رفضوا..والمواجهة ستكون بينه وبينهم، هي فقط البيدق الذي يحركه لأجل توسع رقعته في الساحة
وعلى هذا المنوال، هل ستتحول علاقتهما الى مناورات عسكرية؟
حسنًا دعنا ندخل في صلب الموضوع"
في الحقيقة..لقد وصلني خبر بأن رئيستي ستشتري شركة زوجتك، لقد صُدمت لدى معرفتي بذلك
"حتمًا..أتنوي تبديل دورها الى ربة منزل؟ حسبتكَ لا تحب هذا النوع من النساء يا سيد آوه
أزعجه كيف أنها تهينها بطريقة غير مباشرة، هو في الحقيقة ينزعج ان تمادى أي أحدٍ عليها
كما فعلت عائلته، أذيتها تعني أذيته هو أيضًا ..مادامت على ذمته، وكأنهم يتعدون على أملاكه الخاصة
وكل من يتعدى على حدوده سيرى وجهه الأخر
"! لا اعتقد أن هذا يخصك، ثم أنه لزوجتي حرية الاختيار..وانا سوف أدعمها في كل القرارات التي تتخذها"
شعرت كارينا بسخف موقفها لكنها لم تستلم بعد واردفت بالمزيد: لقد علمنا عن الانتكاسة التي مرت بها، هل كان هذا السبب يا تًرى؟ ان لم تكن كفوءة لتقاوم وتتحمل الضغوط في عملها فهي لن تكون كفوءة لتتحمل أي شيء أخر، تبدو لي عديمة المسؤولية"
شعرت بالرهبة لدى رؤيتها لرمحي عينيه البارقين، قليلًا فقط وسيثقبها بهما
سكوته وجمود تعابيره يعني ترويعها وتوعدها بالويل ان لم تخرس وتلملم نفسها مبتعدة عن هنا
" !لم أقصد الاهانة صدقني"
قالت تدور عينيها مرتكبة وكأنها لم تقم بقول أي شيء خاطيء
" كارينا..انتِ تشعرين بالغيرة منها صحيح؟"
اختصر هو كل الخصام والجدال في مواجهتها في الحقيقة التي صفعتها، حتى شهقت مباشرةُ ولم تستطع تمالك نفسها
" بالتأكيد كلا!..لماذا أغار من هذه؟ ولأجل ماذا أغار؟"
" !لأنني تزوجتها هي وليس أنتِ"
!رماحه لا تحيد أبدًا عن الهدف، قناصٌ هو
ثم مجددًا شعرت بالاختناق واستقامت من محلها
".. كلا..بالطبع..عن ماذا تتحدث أنت!..أنا"
بدأت تتخبط في كلامها في ما ظل هو يراقبها فخورًا بجزيل صنيعه
ثم لم يستمر حوارهما المضني هذا أكثر بفضل اقتحام مينا لهذه الحجرة بعدما دفعت الباب دون أي استئذان
!يبدو الموقف مشابهًا لشيء قديم مُغبر، أوليس؟
يدها لازالت معلقة على مقبض الباب ترمق الاثنين بغل فيما تشهق وتزفر كمن سينقض لينهش كليهما
ومن وراءها تدخلت المساعدة تبرر كيفية دخول زوجته للمكتب بهذه الطريقة
"..أعتذر سيدي لقد اخبرتها بأنه لديك ضيف ولكنها لم تن"
أوقفها سيهون عن قول المزيد فتبريرها ليس مهمًا أبدًا الان
الموقف مدهش بحد ذاته، وكارينا التي كانت مرتبكة..انتحلت دور الواثقة، تتحداها بنظراتها كعدو
فيما سيطرت مينا على تعابيرها حتى لا يسعد ذلك الهادئ وسط أعاصيرها هي
نعم، كان صامتًا يتفرج المشهد باستمتاع شديد..هي تثبت له أنها لم تتجاوزه بعد كما تدعي
المواقف تفضحها دائمًا، والأقدار تؤكدُ له أن ابتعادها عنه هو مسألة وقت فحسب
" اوه لديك زائرة..اعتذر عن دخولي بهذه الطريقة"
اخيرًا تحدثت مدعية اللامبالاة بينما ترسم ابتسامةً مزيفة لكليهما
" بامكانكِ الحضور بأي وقت سيدة آوه"
قال وقد وجه نظرة لكارينا التي التفت نحوه ترمقه باسرة، ثم استأنف هو : اعتقد ان حديثنا قد انتهى، لنلتقي في وقت لاحق
ثم وقف ومد كفه ليصافحهأ، ففعلت بينما تحد نظراتها عليه ثم بدلت تعابيرها مجددًا عندما استدارت بغية الخروج
" يسرني لقاؤك"
قالت في اثناء مرورها بجانب مينا التي لم تجاملها بالرد بل تركتها ترحل حتى أغلقت الباب من ورائها
اجتاحتها رغبة عارمة في مساءلته عن سبب وجود هذه المرأة هنا..متذكرةً كيف اشتعلت هي لما رأتها تدلف مكتب سيهون بعد خروجها من المصعد
توقفت لحظتها عن المضي في طريقها إليه واخذت تقاوم الهواجس التي تنال منها فيما تلمح الباب عدة مرات
العديد من السيناريوهات التي أبدعت مخيلتها بتشكليها في اثناء انتظارها على جمر لتخرج كارينا من عنده، لكنها لم تحتمل في النهاية وسارعت بالمضي تجاه مكتبه
حاولت مساعدته الشخصية منعها من الدخول دون اخذ الاذن لكن محاولتها قد باءت بالفشل عندما تجاوزتها مينا تمامًا لتدلف اليه وتقبض عليه بالجرم المشهود
عدم تحقق تخيلاتها كان مريحًا لها بيد أن وجود كارينا عنده سيظل يؤرق فكرها
حسنًا..بعدما حرمتني من رؤيتكِ لأسبوع ها انتِ ذا تزورينني بنفسك"
"لم تحتملي الابتعاد عني صحيح؟
استرخي على الكرسي بينما يستهزئ مستدعيًا جانبها المغتاظ والذي يجده ظريفًا مرة اخرى
" ..انت واثق من نفسك جدًا سيهون"
وقد التمست هي السخرية في تعابيره مما دفعها لتمالك اعصابها ثم تتقدم بكل ثقة نحوه
" اذًا ..اخبريني، ما سبب زيارتكِ المفاجئة لي؟"
استكانت على الكرسي توغل اصابعها في خصلها التي شذبتها مؤخرًا متنهدة، وقد بدت مثيرةُ جدًا في عينيه تلك اللحظة
" مفاجئِة؟"
ثم ضحكت هازئة ضحكةً أسكرته على حين غفلة منه واضافت قائلة: يبدو بأنني قد اقتطعت حدثًا مهمًا بمجيئي
رفع كتفيه لا مباليًا وأردف: لكِ أن تتخيلي ما تشائين
رمقته حينها وادعى هو انشغاله بالاوراق أمامه، بيد أنه يعلم بشأن التعابير التي تبينها معالم وجهها
تجاهلت هي الرد عليه وفضلت الخوض في هذه المسألة، وحبت الادلاء بما لديها
وضعت الملف الذي أسفرت عنه من قلب حقيبتها أمامه، ثم شرعته لتريه قسمين مختلفين من الاوراق
" لقد وقعت عقد البيع مع السيدة باي، وهذه هي اوراق مساهمتك في شركة كاميلياز بيوتي
ان كنت تود الاستمرار معها فوقع هنا، وان لم تكن ترغب فوقع هنا وسوف تصلكَ ثمن مدفوعاتك على الفور"
انتشل الملف منها وتمعن قراءة الأوراق بعدما اخرجها من الظرف الشفاف الموضوعة فيه
لاحظت كيف أنه اتخذ قراره بسرعة وشرع في توقيع انسحابه من الشركة
" بالمناسبة ..لا أريد استرداد أي شيء، اتمنى بأن تحترمي رغبتي وتتقبليها"
تيبست ملامحها فتعليقه هذا لم يروقها ابدًا
" لماذا؟ لقد اخبرتك مسبقًا أنني لا أريد أن أكون مديونة لك في حياتي"
زفر ضجرًا وأغلق الملف يدفعه باتجاهها
ها نحن ذا ندور في نفس الحلقة"
"!مينا ألم تنتهي بعد من حربكِ المتواصلة معي؟ اذا كنتِ تودين معاقبتي فهذا يكفي
رمشت مستغربة فهذه ليست الفكرة التي ايصالها له أبدًا، هي لا تحاربه بل تلملم شتاتها ومتعاها راحلةُ عن حياته كما أراد منها بالضبط
" لستُ أعاقبك..أنا أنفذ رغبتك، والتي توافق رغبتي"
ردت عليه بهدوء فسألها بهدوء هو أيضًا: كيف علمتِ برغبتي؟ تعلمين أن الانسان عندما يكون غاضبًا يخطيء..وانا انسان أيضًا
لقد تأخر كثيرًا ليقول شيئًا كهذا، ثم أن نبرته لا تبين لها ندمه ولا حتى تعابيره تستعطفها
لماذا يبدو متكبرًا حتى حين اعترافه بالخطأ؟
" اذًا ما الذي تريده بالضبط؟ العبث بي؟ ثم رميي لاحقًا؟"
" انت تحبين تخيل الاسوأ دائمًا، خيالكِ معطوب..شاهدي المزيد من الافلام الرومنسية "
نكهة السخرية التي يُتبل بها كلماته تجعلها غير قادرة على استساغة أي شيء مما يقوله
" سيهون، ليس هناك بيننا ما يستحق لأن نبقى معًا لأجله، زواجنا بُني على اتفاق وسينتهي على اتفاق أيضًا"
أنتِ قلتها..على اتفاق، وانا لا اوافقك، لذا ارخي دفاعاتكِ واسقطي مرساتكِ عند هذا الحد"
"!أنت تبحرين بعيدًا جدًا هذه الايام
أشاحت ببصرها بعيدًا عنه تتلافى النظر اليه حتى لا تنفجر ساخطة في وجهه
وقد حبذ هو تليينها قليلًا بدل من تركها تتزمت في موقفها ضده أكثر
" ..لقد علمت بشأن ما فعلته عائلتي لك، لقد اوصلت لي الخادمة الاخبار"
ادارت حينها رأسها باتجاهه لتراه، وقد بان على وجهها أثارُ الخراب الذي افتعلوه فيها
" !وأيضًا علمتُ بشان هذا"
ثم اخرج الخاتم المحفوظ في الدرج القريب منه ليضعه أمامها، فأطلت عليه دون ابدائها لأي تعبير معين..غير الصمت الذي اكتساها
أحقًا ستواجهين كل من يتعدى عليكِ بهذه الطريقة؟ ألا وهي الانسحاب؟..ثم لماذا لم تشكيني؟ هل اعتقدت بأنني سأسمح لهم بالتمادي معك؟ وأنني لن أدافع عنكِ أمامهم ؟
لماذا ربطتِ مشاكلنا معًا بما حدث، الاهانة التي تعرضت لها هي اهانةٌ لي أيضًا..من قال لكِ بأنني سأسمحُ لأي أحد بالتعدي عليكِ بهذه الطريقة؟
لم ترد عليه حيث أن صيحتها باغتتها مرةُ أخرى..وعندما يحدث لها هذا، تفضل سد مناهلها بالسكوت حتى لا تنهمر
لقد وضعتني في موقف سيء معهم لعدم علمي بشأن ما جرى، وبكل الاحوال انا لا ألومكِ على التصرف بهذا الشكل فقط اتمنى منكِ بأن لا تعاقبيني انا على ما فعلو هم
ولأن الامر برمته يضايقها بشدة حبت تغيير دفة الموضوع وسؤاله عن شيء اخر
" لماذا لا تود ان تكون مساهمًا مع السيدة باي؟ انها ناجحة وذات خبرة عالية جدًا، ستربح الكثير لو عملت معها"
استطردت في حديثها مما بتر فرصته في تلوين كلماته بالمزيد من الألوان التي يمكن أن تغير رأيها عنه ، ولكن لا فرصة للاستلام معه..الألوان يمكن ان تضاف على اي حوار اخر يدور بينهما
" !بالطبع لن أعمل معها، سبب دخولي الاساسي في شركتكِ كان أنتِ"
لقد فضح لها حقيقة انه لم يكن مقتنعًا بمشاركته في عملها حتى صارت هي هدفًا يسعى للوصول اليه، لا تعلم ان كان يبنغي عليها الشعور بالسعادة ام الغضب
صمتت مندهشة وابتسم هو راضيًا عن التعبير الذي اكتساها
ثم ومن دون ان يضيف المزيد من الكلمات عديمة المعنى والمغزى..وقف واخذ يتقدم نحوها بصورة مفاجئة، وكالعادة..كان حضوره قويًا حد عدم مقدرتها على الحراك
لماذا دائمًا يبرع في تثبيتها هكذا؟ تجلد نفسها دائمًا على اذعانها لاغوائه المتعمد لها، من خلال نظراته التي تلقي تعويذة ما عليها
سحبها من كفها لتقف وحينها تبادلا نظرات صامتة، ينظر هو في عمق عينيها التائهتين في مجرتيه القاتمتين، فيما تضيع حروفها في فضائه الواسع
!وبحركة خفيفة ادخل الخاتم باصبعها دون ان تحس، فقد كانت ساهية في نظراته المعقدة والتي تحاول فهمها وحل جبرها
." !فكري مليًا..وانا لن استسلم، ضعي ذلك في بالكَ"
---------------
احب قارئي هذي القصة
لانها مقربة من قلبي
تعرفو ايش يعني تقرأو وتحبو شي مقرب لقلبي ؟
اسمعو الاغنية فوق تستحق
.❤سلام..ولنلتقي
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top