14

_

..الرابع عشر




في أحيان كثيرة تتمنى بأن تكون مثله

!وفي أحيانٍ أخرى..تشكر الرب لأنها ليست مثله

في هذا الوقتِ الحالي الذي جمعَ بينهما داخل الطائرة، بينما تجاورهُ هي الكرسي الضخم في طبقةِ رجال الأعمال الخاصة

..تمنت بصدق أن تتجاهلهُ كما يفعل هو

وكأنهُ في خصامٍ معها..لا ينطق ببنت شفة، ولا يمدها بنظرةٍ واحدة حتى

كانَ الاعتراضُ جليًا عليه..لكنه لم يقدر على الاحتجاج

!ماله سلطانٌ ليفعل

لكنهُ وبطريقته هذه يُبين أنه لن يكون متفاعلًا أبدًا، وأن كل هذا الأمر لا يخصه

ان ارادت الاستمتاعَ بالرحلة فهذا أمرٌ راجع لها

كنت تستمر بانتقادي لأنني بدوتُ حزينةً في أول يوم زواجٍ لنا، لكن انظر لنفسكَ وكيف لم تمسك نفسك من الانفعال أمام مارك يومها 

" مينا هل يمكنكِ السكوت؟ "

تفرقت شفتيها من فرط الصدمة ولم تستطع أبدًا لجمَ غضبها منه لذا انتفضت ومالت إليه متجهمة

" أتعرف أنكَ تجعلني أكرهك كل يوم أكثر من اليوم الذي يسبقه، وأنكَ تجعلني أشعر بالندم لأنني وافقت على الزواج منك؟"

كانت في أوجِ ثورانها بينما ظل هو راكدًا يرمقها بهدوء وبرود

" واذا؟"

اوقدها زيادة لدرجةِ ضربها لمسندِ اليدين بقوة بينما تمج غيظها منه في الهواء

" !يا الاهي ما هذه الورطة التي وضعتُ نفسي بها؟"

وضعَ الساق فوقَ الأخرى كما وضعَ يدهُ تحت ذقنه بينما ينظرُ لها نظرةً هازئة

" اذا اخرجي نفسكِ من هذه الورطة "

التفت اليه من جديد..وحينها تبادلا نظراتٍ صامتة ومحملة بالمقت من قبلها هي فقط، لكن بالنسبةِ إليه فلم يكن الأمر كذلك..وكأنه كانَ يتسلى بها

" هل تحتاجان إلى أي شيء سيد وسيدة آوه؟"

قطعَ شرار النظراتِ هذا صوتُ المضيفة الرقيق. لم تبادر مينا بالرد بل جمعت ذراعيها وحولت بصرها إلى النافذة..ستفضل أن تَرى  الغيوم على تأمل وجهه الحلو والبغيض في الوقت نفسه

" لا اعتقد ذلك..شكرًا لكِ يا آنسة "

مباشرةً بعد انسحابِ الخادمة تمتمت مينا بصوتٍ خفيض ساخرة

" واو اذا انت تجيدُ التحدث بأدبٍ ولباقة "

.لم يكترث لما قالته وفضلَ عدم المجاهرةِ بضحكته التي حرشت حنجرته على فضحها

_

..كان الجناحُ رحبًا ومريحًا للغاية

وأكثر ما أعجب مينا فيه هو تلكَ الشرفة الكبيرة والمطلة على الشاطئ

هرعت إليها وفتحت بابها لتجدَ مصطبة خشبية بها طاولة وكرسيين مع مظلة فوقهم، وعلى نهايةِ تلك المصطبة تلتقي رمالُ الشاطئ بقدميها لتأخذانها في رحلة سلامٍ روحي توصِلُ بخطاها إلى البحرِ الأخاذ

انتزعت حذائيها مباشرةً ومرغت باطنَ قدميها بالرمال لتغمضَ عينيها ولتشعر أنها تحلقُ مع هذه الريح التي نسمت

" بالمناسبة .. يوجد سرير واحد فقط "

انتزعَ صفاءَ فكرها عندما تحدثَ واقفًا جوارها

فتحت عينيها والتفت مباشرةً إليه

هي حتمًا لم تسمع صوتَ خطاه..وكيف ستفعل إن كانَ صوتُ موجِ البحر يطغو ؟

" هل جئتَ لتعكر مزاجي؟"

ازدادَ عتو الرياحِ فصارت خصلها ترقصُ بهوجٍ واضطراب

بدت وكأنها لقطة من مشهدٍ احترفَ المخرجُ تصويره

تمنى لو كان بحوزته آلة التصوير، حينها لم يكن ليفوتَ اللقطة أبدًا

ولكن السؤال هو، هل كانت لترضى؟

 أعلم..انتِ حامل وتحتاجين إلى الراحة"
"لكنني لن أتنازل عنه لأجلك، فأنا لستُ معتادًا على النومِ فوق الأرائك

هو دائمًا ما يجعلها تجفل مذهولةً من وقاحته

لم يكن هكذا قبلًا..كما تعتقد، بدا وكأنه يتعمد انتهاجَ هذا الأسلوب معها

لا تعلم ما الذي يحاول الوصول إليه..أو أنهُ يحاول ايصال فكرةٍ ما لها، ربما هو يشعرُ بالخفاء بالضيق من والندم

!ربما هو يود الرجوع بالزمن وسحبِ تلك الكلمة من فمه

عندما فكرت هكذا..أسدلت جفونها بقهر

وجمعت ذراعيها مُستاءة، ثم ما اعطت لوجوده اي قيمة وأبقت شفتيها مضمومتين

" اذا ليس لديكِ مشكلة بذلك؟"

:التوى شدقها بتهكم وشزرته قائلة

" وان كان لدي ماذا ستفعل؟"

ثم استدارت تنتعل حذائيها وتعودُ للداخل

!حسنًا، هذه المرة الأولى التي تتصرف مثله بالضبط

بالطبع قد ازعجه ذلك ..وعندما رجع للجناحِ غلّق باب الشرفةِ بقوة بينما يرمقها، لكنها وبالمقابل لم ترفع ناظريها إليه قط

.بل ظلت منكفئة في أغراض حقيبتها

____

..في وقتٍ لاحق

" هاي..سأذهب لتناول الغداء، ان اردتِ القدوم معي فهلَّم"

كانت تتصفحُ مجلةً موضوع أعلى الطاولة الزجاجية، بينما تستلقي على الأريكةِ البيضاء الناعمة والمريحة

وبعدَ صمتٍ طويل دامَ لساعاتٍ بينهما بادر هو بالكلام، أو أنه قد فعل فقط لأنه ذاهب الى المطعم والذي يُعتبر جزءً من الرحلة التي نسقتها والدته لأجلهما

لم يتلقى أي ردٍ منها مما جعلَ حاجبيه يتعاقدانِ باستنكار

هل تنتقمُ منه أم ماذا؟

"!لا يليقُ بكِ التصرف بطفولية"

وجهت نظرةً حادةً إليه دون أن تتحرك من محلها

" لا يخصك، اذهب انت ولا شأن لكَ بي"

" !أنا المخطئ لأنني أراعيكِ"

" !اووه اذًا أنتَ تتمنن علي الأن "

تركت المجلة جانبًا ونهضت كمن يستعد للشجار

هز رأسه يهزأ من تصرفاتها

" حسنًا انتِ حرة، لا أحب التشاجر مع الحوامل "

اصطكَّ صفي اسنانها وشدت طرف شفتيها وكأنها تتوعدهُ بالموت، حتمًا كانت نظراتها تنعى له بالوفاة

دحرجَ عينيه وتجاوزها كأنها لا شيء

لم تستغرب ذلك بل عادت تستلقي كما كانت

..لكن معدتها ظلت تقرقر وتحثها على أن تملأها بسرعة

لم تشعر بالندم على ما فعلته، هي بالفعل لا تود مقابلة وجهه الكئيب في المطعم

هناك حل..ولطالما كانت مسؤولة عن نفسها

لماذا قد تحتاجه حتى؟

بدلت ملابسها المريحة بأخرى تناسب للخروج، سروال جينز قصير وقميص أبيض مريح يكشفُ اكتافها بتصميم ساحلي

اعتمرت قبعة خشبية لتكمل المظهر، مع انتعال حذاء مسطح لن يتعب أقدامها

سابقًا..كانت تأخذ وقتًا طويلًا في انتقاء ملابسها لكن الأن وبعدما تعالجت معظم جروحها المتروكة من علاقتها السابقة..أصبحت ترتدي ملابسها بأريحية، ولا تتردد كثيرًا قبل انتقاءها

توجهت إلى المطعم متتبعةً موقعة على شاشة هاتفها

وبما أن الكوبونات موجودة برفقة سيهون ستضطر إلى الشراء من مالها الخاص، من الجيد أنها قامت بتبديل مبلغ معين إلى الدولار قبل سفرهم

..فعلت ذلك احتياطًا

!هذه الاحتياطاتُ لازمة وتفيدك في كثيرٍ من الأحيان

اتخذت لها موضعًا ومكثت وسطَ حشد الطاولات وحيدة، وهو كان كذلك

يجلسُ وحده في موقعٍ بعيد عنها، لكنها قادرة على رؤيته..وكذلك سيفعل هو لو مرر بصره فقط

لم تكن مهتمة بشأنه..كانت مهتمة فقط بقائمة الطعام الموضوعة أمامها

هي تجيدُ التحدث بالانجليزية، وحتى قائمة الطعام كانت بالانجليزية..وكذلك العامل يفهم الانجليزية جيدًا

كل شيء كان سهلًا..اذًا لماذا الرجال يصعبون الحياة هكذا؟

!انشغلت بتناول الطبق الشهي، وهي بالطبع لم تكتفي بواحد..كانت تأكل لأجل شخصين لا واحد فقط

اخر ما تفكرُ به هو وزنها! قد تندم لاحقًا وقد لا تفعل

وفي اثناء جرعها لكأس العصير الطازج تلاقى بصرها معه، هو حتمًا كانَ يُبصرها وكانت عينيه تحملانِ نظرة استنكار واضح

..تجاهلته وهذا قد جعلهُ يتفاجأ أضعافًا

وعندما انتهت من تناول طعامها نهضت بكل هدوء وأدبرت راحلة، لم يلبث قاعدًا في محله بل نهضَ وتتبعها، هي التي ظلت تتمشى في الأرجاء مُستمتعة بالأجواء الساحلية اللطيفة

هل تشعرُ بالأنس والسعادة بينما هو هنا يشعرُ بالانزعاجِ لكونه قد جاءَ مُرغمًا إلى رحلة شهر العسل هذه؟

اكثر ما اثار استغرابه هو كونها تلوح للسياحِ الذين يلوحونَ لها بالمثل

كيفَ يمكنها أن تحي أي شخصٍ غريب تقابله بهذه الطريقة ؟

الاختلافاتِ في شخصيتيهما جذرية، لكن وبقدرما تبدو سلوكياتها هذه مُحببة إلا أنها تجعلها غير محصنة من شتى أنواع الأذية التي قد تتلاقاها من الناس

تُرى هل يتوقف عن تتبعها؟..أراد الالتفات والذهاب في سبيله..لكنهُ لم يستطع، تجولها وحدها يجعلهُ يشعر بالمسؤولية والقلق

لو حدث لها أي خطب ولو خدش صغير فقط فسيكون وحده الملام على ذلك

قادتها قدميها إلى احدى الحانات فاستغرب دخولها هناك، أيعقل بأنها ستشرب؟

كانَ يمشي باتئاد حتى دلفت الحانة وحينها مشى حثيثًا وتقصدها مباشرةً هذه المرة

لبثت أمامَ البار فوقَ احدى تلك الكراسي الدائرية، وعندما قدمَ الساقي كأسًا من الشراب الفوار تقدم سريعًا ودفعَ به جانبًا باسرَ الوجه

جفلت متفاجئة كما فعلَ الساقي الذي ظل يحدق به منتظرًا تفسيرًا لفعلته

" !انها حامل لا تعطها شرابًا"

" ولكن هذا الطلب ليس لها بل للزبون الذي يقف بجوارك "

انتبه للتو أن هناكَ شخصٌ أخر تقدم لأخذ طلبه وحينها دحرجَ عينيه وشعرَ بقدرٍ كبير من الاحراج

لم تستطع كبتَ ضحكتها مما جعله يغتاظ زيادة ويجلسُ قبالها مستعدًا لخوض شجارٍ محتدم معها

" ماذا؟ هل تجدين ذلك مضحكًا لهذه الدرجة؟"

تلاشت ضحكتها تدريجيًا بسبب سوء لهجته وحدتها، وعلى الرغم من تحدثهما بالكورية كان واضحًا بالنسبةِ للساقي أنهُ يتحدث بلؤم معها

مما جعلهُ يعبسُ مستاءً

ليس من الائق أن تحدث أي امرأة بهذه الطريقة، ماذا لو كانت زوجته اذًا ؟

 اولًا، اخفض صوتك وتحدث بأدب معي"
"وإلا فلن أرد عليك

" هذا ما تفعلينه منذ الصباح على كل حال"

" كنتُ فقط أتعامل معكَ بنفس أسلوبك، هل أخطأتُ بهذا؟"

:ضحكَ ساخرًا وقال

" هل تعتقدين أن بامكانكِ التجول هكذا وحدكِ في بلدٍ أجنبية؟ "

" آووه اذا أنتَ كنت تتبعني؟ هل يا تُرى تشعر بالقلق علي؟"

لم تتعثر أبدًا بكلماته المتواترة، بل ظلت على حالها هادئة ترد له الكلمة بأخرى تطيحُ بها

اغلقَ عينيه كمن وصلَ حده وعندما فتحهما تطاير الشرار منهما وجر معصمَ يدها يجتذبها إليه بقوة، تلقائيًا أطلقت آهة وتغضنت ملامحها

" لو جرى لكِ أي شيء فسأكون أنا المسؤول عنكِ، هل تفهمين ذلكَ أم لا؟"

انتزعت يدها من قبضته بقوة وقبل أن تهيج فيه تدخل الساقي

" عفوًا ولكن لا تتشاجرا في الحانوت هنا امام الزبائن، من فضلك سيدي لا تتعدى حدود الأداب العامة "

سحبَ بصره منها إليه، وبدا وكأنه سيدخلُ في عراكِ مع الساقي أيضًا

" !لستُ بحاجة لأتعلم الأدب منك "

!قال في أثناء تمريره لبصره عليه طلوعًا ونزولًا وهذا قد أفزعَ مينا حقيقةً

" هيا اتبعيني "

امر ودفعها من ظهرها لتتبعه إلى الخارج، كانت مضطرة لأن تسير برفقته حتى لا تزعجَ الأخرين والذين صاروا يشاهدونهم كمسرحية حية

وعندما وصلا إلى الخارج توقفت عن السير والتفت إليه متجهمة

" ما الذي عنته نظراتك هذه منذ قليل؟ هل كنتَ تترفعَ عليه؟ أم تهينه؟ أم تستصغره لأجل عمله ؟"

" آه مينا ومبادئها التي لا تنتهي "

سخرَ يزفرُ نحو السماء وحينها لم تحتمل وقامت بجره من ياقته لينظرَ إليها

 لقد تخطيتَ جميع حدودكَ اليوم"
"أنتَ أسوأ مما تخيلت، حتمًا تذكرني بيوقيوم 

كما لو أنها صفعته بتشبيهه بيوقيوم، هو حتمًا ذُهل وجفل ..وهي علمت أنهُ سينتج عن كلماتها ردة فعل كهذه

ابتعدت عنه وأشهرت سبابتها كسلاح قاطع أمام وجهه

 من الان وصاعدًا أنا وأنتَ في خصام دائم"
"!سأحجزُ في أقرب رحلة إلى كوريا، وعندما نلتقي هناك سننفصل مباشرةً 

:رمشَ مندهشًا وقال

" ..ولكن"

:فأسكتته مباشرةً

 صدقني الاعتراف أمام الجميع بهذه الخدعة وكذلك الاعتراف ليوقيوم بحقيقة هذا الطفل أهون بكثير من مقابلة وجهك والتعامل مع بغيض مثلك 

:هو ومن فرطِ ذهوله لم يرد بحرف وأما عنها هي فقد ولته ظهرها وقالت في أثناء سيرها

" سأحجز غرفة منفصلة كذلك لترتاحَ في جناحكَ الفاخر يا سيد آوه "

وهكذا اغلقت معهُ كل أبوابِ الجدال والشجار والحديث

..هي دائمًا تصدمه، وتفاجئه 

قد تبدو له رقيقة وضعيفة، قد تبدو له متسامحة وطيبة..لكن عند حد معين هي ستتحول إلى شخصية أخرى شديدة الحزم

!لا تعطي فرصةً لأحدٍ كي يهينها

تنفسَ بعمق وتأمل السماء شاعِرًا بالسوء الشديد

كانت هذه المرة الأولى التي يشعرُ بأنه قد فرطَ في حق أحدهم وحتى يرممَ كل هذا الخراب الذي افتعله عليه أن يعتذر

.ولكن السؤال هو، هل كانت لتقبل باعتذاره هذا؟


___

-

" مينا توقفي عن لملمة أغراضكِ ولاتجعلي من الأمر قضيةً كبيرة "

توقفت يداها عن الحركة لهنية، لا لأنها توافقه الرأي

"بل لأنها استنكرت لفظه جملة "قضية كبيرة

تشدقت دون أن تلتفتَ إليه..واستأنفت فِعلها

" لا تتصرفي بعناد هذا لن يكون في صالحك"

أرادت أن تُكمل في وضعِ التجاهل لكن لم تقدر على عدم الرد عليه فكلماته حتمًا تستفزها

استدارت تجدلُ ذراعيها وتشزرهُ بعينيها

" لستَ أنت من يتحدث عن مصلحتي الشخصية، تعلم كم أنكَ أناني ولا تهتم لأحد غيرك ..لذا كف عن التحدث وكأنك تهتم "

لم يعجبه ما قالته لكنه لن ينفعل فهذا قد يزيدُ الأمر سوءً

 لا تتحدثي بناءً على معرفتكِ الشحيحة بي"
"أنتِ لا تعرفين عني الكثير لتتحدثي هكذا

" يكفني ما رأيته منك"

" أهكذا تحكمين على الناس اذًا؟"

ضحكت ساخرة وردت بالموافقة، فقط لتغيظه ولتؤكدَ له صلابة موقفها

" أجل هكذا احكم على الناس هل يضايقكَ ذلك سيد آوه؟ اسفة لا استطيع تغيير نفسي لأجلك "

ثم وقبل أن تستديرَ لتكمل توضيب أعمالها أوقفها بيده التي اسرت عضدها

" !لا تلمسني"

صرحت بجهارة فرد عليها بكل هدوء

" !لكنني زوجك"

" تذكرت أنكَ زوجي الأن فقط؟"

تركَ يدها وحشرَ كفيه بجيوبه يزفرُ تعِبًا

" هنا تكمن المعضلة"

:تواطأ بصرهُ مع الأرض فترةً وفي تلك الحين سألته مستنكرة

" عفوًا؟"

"..عندما اقترحت الزواج لم التفت إلى الجوانبِ العاطفية أبدًا"

:ثم قصدها بعينيه مُردفًا

 تدرين أنني كنتُ في وقتٍ ما ألاحقكِ كهدف، كانَ الذكر بداخلي يترصدُ شيئًا ما بك..كنتِ فاتنة للغاية ولازلتِ!. لقد ترفعتُ عنكِ سابقًا عندما رفضتني..وكان ذلك مُهينًا في الحقيقة، لم أكن لأنسى كيف وضعتِ خطيبكِ الأخرق ذاك حائلًا بيننا، اعتقدتُ أنني سأكرهكِ بعدها لكن لم يحدث..ولأختصر أنني أعاني من تناقض داخلي يجعلني أتصرف معكِ هكذا مُكرهًا، لستُ أتسلى بأذيتك 

هذا ليسَ من شيمي ولذا سأعتذر 

لم تتلاقى أهدابها حتى..كانت مشدوهةً من تصريحاته هذه، والأخيرة هي أنهُ شتتها زيادة عندما شدها لتركزَ في ملامحه ..عساها تقرأ بيانَ تبرأته من كل اتهاماتها

:وضعَ كفيه على كتفيها ودنى نحوها قائلًا

" ! من فضلكِ لا تشبهيني بذلك المعتوه مرةً ثانية، كان أهون بالنسبة لي أن تصفعيني بدلًا من قول ذلك"

..زمت شفتيها وانكست رأسها

..لم تكن تعني فعليًا قول ذلك لكن لأنهُ غاظها كثيرًا، فركت رأسها تنوي الاعتذار لكن ناطقها توقف

فلو فعلت ستهدمُ كل أسوارها المنيعة التي بنتها في وجهه قبلَ قليل

تركها وأقبل على حقيبتها يرجعُ الأغراضَ لمحلها في الخزانة

سيهون، بقدرِ ما يبدو جافًا فهو أكثر ليونةً من الأخرين الذين آذوها في حياتها، أولئكَ الذين يصطنعون اللطف والابتسامة ويجعلون منها تعتقد أنهم الأقرب والأكثر مرعاة لها..ثم يفاجؤونها بقسوتهم الشديدة عليها

عندما تذكرت كل الأوجاعِ الماضية..والتي يفترض بأنها قد تعالجت من معظم آثارها، بكت بسهولة..وكأن تلكَ الدموع كانت تقفُ معلقة فوقَ مآقيها، وتنتظرُ دفعةً أخيرة لكي تهوي على منحدرِ خديها

الأخر قد فهمَ أنه السبب..وحتمًا شعَر بالورطة

اعتقد بأنها لم تسامحه وأن فيضَ مناهل عينيها راجعٌ إليه

كانَ ينظرُ إليها مشدوهًا وهو يفكر بالحل الأمثل لسد تلكَ السيول

تفاجأ أكثر عندما جرت بدرامية وسقطت فوقَ السرير الوثير تغطس وجهها في طياته

.هل سيظل واقفًا كعامود كهرباء معطل عديم النفع يا تُرى؟


______



بخصوص التشبيه؟

معليش عالاهانة يا سهسهة بس انت كمان جبت العيد والبنت في حالة دراما حوامل مو ناقصتك


.❤سلام..ولنلتقي



Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top