00
_________________________________________________
في تلكَ الحانة التي جمعت بينَ اثنين شديدي الاختلاف
..مختلفين، لكن كليهما ينضوي لعالم واحد
!عالم الوحوش
الوحوش الذين يرتدون بدلات راقية
ويرتشفون النبيذ العتيق بتباهي
أولئكَ الذين يملكونُ السوق ويتحكمون بأرقامِ البورصة
' عالم الاقتصاد '
..هي
للتو قد ولجته
..وهو
كان مخضرمًا فيه
But I can't help
Falling in loveWith ..you ~
غنت المرأة التي تعتلي المنصة
المرأة ذات الشعر المصبوغ بلون الكستناء، والمتعرجِ على كفة واحدة كمظهرِ الستينات
بينما تغني بلحنِ جازٍ قديم، يضفي روقًا هادئًا على الأجواء
الانارة خفيضة، والأفواه بالكاد تهمس
بينما تصدحُ أصوات الكؤوس التي تطرقُ بالطاولة، أو ببعضهما البعض عندما يقومونَ برطمها قائلين' نخبك '
ترى العشاقَ يتأملون بعضهم بسرحان
وترى الأصدقاء يفضونَ أسرارهم ويتسامرون بوئام
وترى الصامتين يستمتعون بالسهرةِ كأن ليس من حولهم فردٌ من الأنام
هكذا يبدو الجميع، وكأن صدورهم يملأى بالاطمئنان
..ولكن ذلك ليسَ صحيحًا
كانت المرأة الوحيدة التي تجلسُ دون نديم أو نديمة في الحانة
وكان هو الرجل الذي يختلسُ النظر إليها، ليسَ اعجابًا انما فضولا
وجهها مألوف، فقد مر عليه في أخبار الاقتصاد
وما يعرفهُ عنها أنها تملك شركة ' ملابس داخلية نسائية ' صاعدة قد بدأت تدخل السوق باندفاع، مبيعاتُ منتجاتها مرتفعة ولذا صارَ المستثمرون يتجهون صوبها الواحد تلو الأخر
..إلاه
هو الذي يسمونه بالوحش الصغير
رجل الثلاثينات الذي أينما حل التهمَ بنهم
لا يمكن أن تعقد معه صفقة دون أن تخرجَ منها رابحًا، وفي المقابل سيقاسمكَ الربحَ ولو لم يبذل أي مجهودٍ ذكر معك
اسمهُ وحده يكفي كدورٍ في الشراكة، ليس مضطرًا لأن يكدحَ مع شريكه أبدًا، هو فقط سيدخل كمساهم وسيربحَ كليهما لكن بالتساوي
ولذا يسمونه أحيانًا برجل الـ
%50
يقولونَ أنهُ رجلٌ لبيب جدًا، حذق
ولا يمكن لأحدٍ أن يخدعهُ أو أن يفكر بإيقاعه في فخٍ قد حضره لأجله
يكشفُ أعداءه بسهولة، ويصنعُ لهم وكرًا خفيًا كي يوقعوا أنفسهم فيه
يقربهم إليه زُلفى، حد جعلهم يعتقدونَ أنه قد شد رباطَ ثقته بهم
وهذا ما يجعلهم يتلقونَ صدمة قوية، عندما يكتشفون أنهم بقدر ما كانوا مقربين منه كانَ هو الذي يتربصُ شرهم قبلَ خيرهم، وكانت كل الأربطة التي تجمعهم به مهلهلة وقابلة للتمزق في أي وقت
هو الذي يعمل بمبدأ ' اجعل عدوك أقرب '
وكذا يؤمن بنظرية العلاقاتِ المبنية على المصالح فقط. جميع رفاقه كألبسة ينفضهم ليرىَ ما يخفونه في جيوبهم سرًا، ثم يرتديهم كيفما يشاء، ويعلقهم في مشذبِ الصورةِ الاجتماعية فقط، ثم يتجردُ منهم في غرفةِ نومه
راقبَ تلك المرأة الصامتة، بهية الطلعة
بقدرما كانت حسناء كانت تبدو حزينة
في عينيها غشاوةُ الشجون، كأن الودق يتهافت ليسقطَ من جفنيها..لكنها تأبى الاستسلام لها، تلكَ الدموع..
في حين أن أصابعها تعبثُ ببعضهما البعض، كما تعبثُ مشاعرها الشعواء في نفسها
هي التي كانت تُدخل الخاتم في اصبعها تارة، ثم تخرجهُ تارةً أخرى
بتردد ..وتشكيك
ومن خلال هذا المشهدِ الذي يتكرر وحده، تمكن من قراءة تقرير مفصل عن حياتها العاطفة واستطاع كذلك تقدير هشاشةِ علاقتها مع ذلك الرجل المجهول بالنسبةِ إليه
كل ما يتطلبهُ الأمر هو قرار منها
أو فعلة حمقاء ومتهورة منه تدفعها لاتخاذ ذلك القرار
ابتسمَ بتهكم وحول عينيه عنها
لا تهمهُ حياة الأخرين
لكنهُ يهوى تحليلَ الناس بهذه الطريقة
مهاراتهُ في قراءة الأوجه وايماءات الجسد تجعلهُ قادرًا على فهمِ الناس وتجنبِ ألاعيبهم الماكرة، وفي المقابل سيدفعهم للعب معه لعبةً خاسرة
- سجل تلك الطاولة على حسابي
اشار للنادل وأمره بذلك، ثم هب يحملُ أغراضهُ راحلًا
وعندما حانَ دورها هي لتغادر استوقفها النادل عن دفع الحساب وقال:
- هناك رجل محترم قد دفعَ حساب طاولتك
..بالطبع
!لم تكن سعيدة بذلك
:تجولت عينيها بحثًا عنه فأجابها النادل دون انتظار سماع السؤال يخرج من فاهها
- لقد غادر
- هل تعرف اسمه؟
أشر برأسه نافيًا
- إذًا، هل يراود الحانة كثيرًا؟
سألت لأنها تعتبر زبونة مواظبة على المجيء لمرتين في الأسبوع على الأقل
:وقد أردف النادل مُفسرًا
- كلا، كانت هذه هي المرة الأولى التي أراه فيها هنا
أومأت إليه ثم سارعت بالمغادرة
.!فخطيبها قد أزعجَ هاتفها بالاتصالات المتواترة
________
لَنا أن نتعثر بالحب
أم نجعل الحب يتعثرُ بنا؟
الحب هو لغةُ اللامنطق
..وأبعدُ مرادفاتها هو الوعي
هذا ولأننا لم نكن نعي عندما جرفنَا الحب، كنا فقط نعيش..كما يعيشُ أي اثنين تحتَ ضغوطاتِ الحياة
نحسبُ حسابًا لكل شيء يحدثُ حولنا إلا قلوبنا، أبدًا ما ظننت..ولا كنتِ تظنين، هكذا هو الحال
هكذا تكونُ الغفلةُ مدهشة عندَ لحظة استدراكها
.لكن ماذا لو كانَ استدراكها ذاك قد حل بعدَ فوات الأوان؟
_________________
.مآلهُ تلك الحِداق، قطعًا لَا إنكار
القصة بدات كتابتها من اشهر لكن ما تشجعت انشرها بالاضافة انها للان ما تعتبر مكتملة لكن في عدد فصول وفير منها
سبب نشري لها هو دعم صديقتي العزيزة، وحبها لكوبل المينهيون اللي مدري كيف ألفته أنا زمان وصار كوبل محبوب من قبلنا نحن الاثنين
ثينكيو مرمر لوجودك دايما حولي وبجانبي ولسؤالك علي ولكونك قريبة جدا مني لدرجة حتى بنسى احيانا انو ما في يوم تقابلنا في ارض الواقع وانو علاقتنا تقتصر عالنت
T.T
..يلا سلام
.ولنلتقي
♥
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top