37- يَتامى حُب
أنت لم تكن أول الحب ولا آخره
لكنكَ كنتَ أجمله
كنتَ أشقاه
كنتَ أكثره
كنتَ تلك العاطفة التي لا تموت أبدًا
وكأنَّ الإحساس بكَ قد شرب من ماء الخلود
- ظننتهُ حُبًا -
.كانت الغنيمة الوحيدة لحربنا، هي الشوق
" هل تعتقدين ان خطتنا ستنجح؟ "
سأل الذي يجلس مقابلًا لسانا بداخل الحجرة الصغيرة والتي ترتفع وتدور ببطء في حلقة كبيرة، تسمى بالعجلة الدوارة
أين هما الان بالضبط؟ مدينة الألعاب..هنا يكون موعدهما الرومنسي الأول بناء على اختيارها هي
بينما كان مارك يبدو متأزمًا وكارهًا للمكوث بداخل هذه الحجرة التي ترتفع عاليًا جدًا بالنسبة إليه، كانت هي تبدو مرتاحة وربما متفائلة الى حد كبير بشأن الخطة التي نسقاها معًا فيما سبق
" بكل تاكيد ستنجح، أنت تقلق على لاشيء يا مارك"
ثم غطت فمها تمنع ضحكتها عن التفجر، فهو يبدو منكمشًا بذعر، ويترقب صبورًا لحظة توقف العجلة – البطيئة بالمناسبة – عن الدوران ليهبطوا على الارض
" لم اكن أعلم انكَ تهاب المرتفعات، لماذا لم تخبرني قبلًا؟ لم أكن لأجبركَ على صعودها بكل تأكيد"
تشه..من قال لكِ بأنني خائف؟ أنا فقط قلق لأجل الموعد الذي دبرناه لهما، سيقتلني سيهون لاحقًا وفي المقابل لن تفعل آوه مينا لكِ أي شيء
لازال متمسكًا بكرسيه وكأنه سينفك من محله بأي لحظة، لم تستطع كتمان ضحكتها أكثر وقالت في اثناء تفحصها لوجهه العابس كطفل صغير
كلا لن يقتلك أنا واثقة من أنه سيكون شاكرًا لك، انظر..هو لم يتصل بكَ على الرغم من مضي ساعة تقريبًا، وكذلك الامر بالنسبة لمينا..أعتقد بأننا قمنا باعطائهما تلك الفرصة التي كانا يحتاجان لها..
ولكن لحظة، ألم تقل لي أن لا نشغل بالنا بهما وأن نقضي وقتنا لأجلنا نحن فقط؟
!اذًا لما تتحدث عنهما فجأة؟ أنت فقط تضللني عن خوفكَ من هذه اللعبة بذكر ذلك الموضوع
!دحرج عينيه منزعجًا لأنه كُشف من قبلها، فنبهته تهز سبابتها أمام وجهه : انبهكَ من التحايل علي، انني اذكى بثير مما تعتقد
اوه حسنًا لو كنتِ بذلك الذكاء لما اقترحت علينا ركوب هذه اللعبة بعد تناولنا الطعام مباشرة
" ألا تخشين أن نفرغ ما بمعدتنا هنا؟
ضحكت بنزق لتتركه يغمغم متذمرًا حتى لحظة توقف اللعبة ونزولهما من عليها
" !من بين كل الاماكن لماذا اخترت مدينة الالعاب؟ انت طفولية"
كانت سعيدة بالالعاب المحشوة التي ظفرت بها جراء فوزها بالألعاب والتي لم يفلح مارك بالفوز بها لأجلها، كان من الواضح انه مستاء لأجل ذلك بينما هي تتباهي بقدراتها امامه في اثناء حملها لهذه الدمى المحشوة بفخر هكذا
" اهدأ يا عزيزي..في المرة القادمة، انت اختر المكان"
" !بالطبع انا من سيختار"
تلقى ضربة من احدى دماها فرده لم يعجبها، كان عليه ان يقول انهما سيختاران المكان لاحقًا معًا
بكل الاحوال، لقد مضى الوقت بالفعل..والموعد على مشارف النهاية. راقب مارك الساعة المعقودة حول معصم يده مستاءً، عكس حالته البهيجة التي كان عليها سابقًا
مضت فترة منذ شعوره بهذا القدر من المتعة والمرح، رغم رهابه من المرتفعات وفشله في الاحتياز على تلك الألعاب لأجلها، ما يهمه هو أنها راضية وسعيدة وهذا الذي استدركه عندما التفت في اثناء قيادته ليسترق النظر نحوها، أزعجه قليلًا أنها كانت منشغلة بدُماها عنه ثم استوعب لاحقًا بأنها تشغل نفسها عمدًا حتى لا تتوتر وتُحرج من هذا الصمت الغائم بينهما
" ماذا ستفعلين لدى عودتكِ للمنزل؟"
كسر حاجز الصمت وتحدث سائلًا، همهمت قليلًا ثم ردت عليه: ليست لدي أي خطط في الحقيقة
"أوه اذًا ستنامين؟"
!هزت رأسها بالنفي وقالت: لستُ نعسة، ربما سأشاهد بعض الافلام..لو اردت فتعال لنشاهدها معًا
رفع حاجبيه متفاجئًا، لم يتوقع أن تدعوه لمنزلها بهذه السرعة..هل هي مرتاحة معه هذا الحد؟
لم يمانع ذلك، بكل الاحوال
.لقد أحب قضاء المزيد من الوقت معها بدلًا من العودة لشقته والبقاء وحيدًا
...
اكثر ما يطلبه الرجال في النساء هو أن يكن جميلات جدًا وأن يبتسمن طوال الوقت
وأن لا يطلبن منهم الكثير، وان يكون كل ما يهمهنه هو إرضاء أزواجهن فحسب
!في الوقت الحالي، من الصعب أن تجدَ امرأة يمكن أن تفني حياتها لأجل رجل، حتى ولو كانت تحبه
من الغباء أن تضع اعتمادكَ على انسان اخر، بينما لا ينقصكَ أي شيء لتكون مثله، أو لتكون قادرًا ومستقلًا على الاقل
! الرجال يفهمون ذلك جيدًا..بدليل أنهم لا يعتمدون الا على أنفسهم بالعادة
أصبح مفهوم القدرة أكثر رواجًا الآن
بينما التعلق الأعمى يجعل المرأة عاجزة، أصبحن النساء يكرهن العجز
ذلك العجز الذي يٌمكن أن تحاسبكِ الدنيا عليه فجأة، عندما تباغتكِ بتغيير قدرك
عندما تخزيكِ في من تحبين، عندما تدركين أنكِ كنتِ عالة وكائن طفيلي لا يعيشَ الا على غيره
!يمكن للحب أن يجعلكِ حمقاء لهذه الدرجة، ويمكن أن يجعلكِ أرقى وأذكى
عندما يصبح الحب شهوةً تبتغيها نفسك، في حين أنكِ تدركين جيدًا أنها من الممكن أن تصبح مستحيلة، ويمكن أن تكون مؤقتة ويمكن أن تكون شيئًا أنتِ تتحكمين به بدلًا من أن يتحكم بك
لماذا لا تعطيه ما يريد وتحصل هي على ما تريد دون أن تتأثر طريقة سير حياتها؟ والجواب هو أنه لا يريدها أن تكون لنفسها فقط، هو رجلٌ مستحوذ..لن يسمح لها بأن تكون لنفسها، وفي هذا يختلفان، فهي أيضًا لن تسمح لنفسها بأن تكون كلها له، من الغباء أن تكرر أخطاء الماضي وجروحه التي لا زالت ندوبها باقيةً في جوفها
ما يميز الرجال حقًا، هو أنهم أكثر أنانية من النساء، فقط لو توقفوا عن قول " أنا " دائمًا واستبدلوها ب" نحن"..ربما لم تكن نسبة الطلاق مرتفعة هذا الحد هذه الايام
!لا اصدق..أنتَ حتمًا رجلً استثناني"
بامكانكَ استخدام كل الوسائل المشروعة والغير مشروعة لتحقيق غايتك
"!! انكَ مبدأ بحد ذاته
ابتسمَ معجبًا بهذا الانتقاد الذي يجده مدحًا وتقريظًا، بيد أن الموقف لا يوافق ما تقوله..حيث أنها تتهمه زورًا ولا تعطيه فرصةً للانكار أو للدفاع عن نفسه
كان هادئًا في حين أنها كانت مهتاجة، كالعادة..هو يعلم أنها تنتهج الهجوم كدفاع عن النفس، لأنها ليست بارعة ذلك الحد بالدفاع عن نفسها عندما تتلقى هي الهجوم
كل ما فعله هو انه ارتشف القليل من النبيذ ليرجع الكأس في محله على الطاولة المزدانة بالمفرش المخملي الخمري وسأل: هل فرغتِ؟
استفزها سؤاله فدوّرت عينيها في الأرجاء منزعجة، وغمغمت متذمرة فالموقف بأكمله قد أفسد مزاجها
هي التي جهزت نفسها لحضور الموعد الذي أخبرتها مساعدتها السابقة ليا بشأنه
لازالت تتذكر تفاصيل لحظة تلقيها المكالمة الطارئة، عندما كانت مستلقية على الأريكة تشاهد مسلسلًا تلفزيوني، بينما تتناول الوجبات الخفيفة
هي ليست كسولة وعاطلة عن العمل، هي فقط تاخذ فاصلًا من الراحة لتعيش فوضى الحياة دون أي ضغوطات لتتحملها، قليلًا فقط وستنهض لتلبية نداء شغفها الخاص والذي أسكتت السنين صوته الذي يدندن داخلها، الأن فقط اصبح بامكانها الانصاتُ الى تلك الموسيقى ترن داخل اذنها دون توقف كما كانت في صغرها
سمعت صوت هاتفها المتروك على الطاولة يرن، فنهضت بصعوبة لتجد الاتصال من تشوي ليا والتي كانت مساعدتها الشخصية فيما سبق
تلقت ليا خبر ترك مينا للشركة كصدمة قوية لكنها تفهمت هي وبقية الموظفين لاحقًا أسباب مينا والتي دفعتها لترك منصب المديرة وفض تلك المسؤولية من على عاتقيها
" اجل ليا كيف حالك؟"
"انا بخير، ماذا عنك سيدتي؟"
ضحكت مينا لدى سماعها لذلك وقالت : انا لم اعد سيدتكِ في العمل، تذكري هذا
"لن استطيع، لقد اعتدتُ ذلك..من فضلكِ انني مرتاحة مع ندائكِ بسيدتي"
ابتسمت وكأنها تراها امامها وعادت لكرسيها قائلة: حسنًا كما تريدين
" انني احملُ لكِ اخبارًا سارة"
همهمت باستغراب وسألت: حقًا؟ وماذا تكون؟
" هناك صحفيون من بيوتي سيكرتس يودون عمل لقاء معك!، ليقوموا بضمكِ في قائمة اكثر نساء مؤثرات لهذا العام في آسيا"
" َ!أوه حقًا"
شهقت مينا فيما تقف تاركةً محلها، وأكدت الاخرى لها ذلك لترسل لها الموعد والموقع الذي حددوه لاحقًا
لا أحد يدري كم كانت متحسة ومتشوقة لأجل ذلك اللقاء، ظلت تتدرب على مدار ثلاثة ايام امام المرآة على طريقة حديثها، خصوصًا بعدما قامت ليا بإرسال نسخة من الأسئلة التي سيقومون بطرحها عليها
ومن وراء ذلك كانت سانا قد قامت بزيارة ليا في وقت سابق، لتخبرها بشأن الخطة وتطلب منها مساعدتها حتى يبدو الأمر حقيقيًا قدر الأمكان
تخوفت ليا من الخوض في هذه الخطة التي يمكن أن تُغضب مينا منها لاحقًا، لكن سانا أكدت لها انها ستتحمل عواقب كل ذلك وحدها
هذا من ناحية مينا، أما عن سلطان زمانه سيهون فقد كان الأمر مشابهًا، لقد تمكن مارك من تنسيق كل شيء ليبدو وكأنه موعد لقاء مهم لأجل صفقة عمل
في ذلك المطعم الراقي اجتمع كليهما في موعدٍ مدبر
ارتدت مينا فستانًا اسودًا بلا اكمام طويل وضيق بحيث يفصل منحنيات جسدها، ذلك الشق عند ساقها اليمين قد جعله فاخرًا رغم البساطة التي يبدو عليه، مع دثار الفرو الذي غطت به كتفيها حمايةُ من البرد وأيضًا كإضافةٍ أنيقة تجعل من طلتها أكثر بهاءً وفخامة
بالطبع فضلت لم شعرها للأعلى وتركت خصلات غرتها الخفيفة تنسدل على جبينها برقة تشبهها، مع ذلك الحلي الالماسي على كلتا أذنيها
كانت مضطرة لارتداء خاتم الزواج حتى لا يتساءل الصحفي او الصحفية المسؤولة عن لقائها بشأن علاقتها مع زوجها السيد آوه، فتبدأ تلك الشائعات بالتكاثر بعشوائية في كل مكان
صعدت بكعبها العالي درجات سلم المدخل ليستقبلها الموظف وتعطيه اسمها، فيؤكد لها الحجز على الطاولة المعنية
تنفست الصعداء ثم مشت بخيلاء لتكسر ذلك التوتر الذي أحاط بها
فيما كان يتبعها الموظف الذي يدلها الى الطاولة، كانت هي تتأمل الارجاء بافتتان وفرحة يتمازجان مع شعورها بحماس كبير يجعل من الابتسامة تنير وجهها البهي
حتى لحظة رؤيتها له ماكثًا هناك يرتقب شخصًا ما هو ايضًا على ذات الطاولة
كان يجلس جلسته الاستقراطية تلك بينما يسترق النظرات الى ساعة يده بوجه جامد التعبير، فهو لا يحب التأخير في المواعيد وكاد يشعر بالضجر لولا التفات عينيه نحو الجهة التي جاءت هي منها
انصدم هو ايضًا لدى رؤيته لها لكن تعابيره لم تفضح دهشته عكس تعابيرها الواضحة، تبدلت ملامحها فورًا إلى عبوس جلي فيما سنح هو لنفسه فرصة تأمل مظهرها الأسر للعينين بامعان اكبر
كادت تدبر راحلة لكنها ارتدت عائدة لتجلس وتواجهه بكلماتها الحازمة
اما عنه هو فقد فهم كل شيء بسرعة رجل حذق، وعرف بأنها خطة قد دبرها مارك، وربما تكون بإتفاق من صديقتها معه لأجل حشرهما معًا في مكان واحد، وفي عشاء رومنسي بداخل مطعم راقي
بصره الذي تجاهل بتلات الورود المنثورة قد أدركها الأن، وعلم بأن هذه هي تدابير عشقية مبتذلة لكنها مسلية إلى حد جعله يبتسم هازئًا، ربما من نفسه كذلك
!فهو لم يخرج في موعد رومنسي مع امرأة قبلًا، نعم..لم ترتقي هذه المواعيد الى مستواه ولم ينخفض هو الى مستواها من قبل
!لكن ربما يكون الامر مختلفًا معها، التجربة تستحق
سيهون بجدية، هل استفزازي مسلٍ بالنسبة اليكَ لهذه الدرجة؟ ولماذا تبتسم ساخرًا؟ "
"كيف أبدو أنا بنظركَ لتتلاعب بي بسهولة هكذا؟
شابكَ اصابعه معًا وارخى ذقنه عليها فيما يتأملُ زوجته عن قرب أكثر، ملامحها الغاضبة لا تفسد جمالها الذي يشع باستمرار وكأنه شمعةُ خالدة، تبدو وكأن هذه الشموع موضوعةٌ لأجلها؛ لأجل أن يمارس المرء عبادة تأملها والتفكر بها
" انني اكلمك.. لماذا لا ترد علي؟"
عندما لم تعثر على رده، توترت واخفضت صوتها الذي ارتفع لتسأله بنبرة اخفض، بينما تحاول فهم ما ترمي به نظراته المبهمة هذه
" ..لقد شردت، اعذريني"
لو كانت امرأة اخرى لسعدت بتغزله اللا مباشر هذا، لكنها مينا..مينا التي تترصده في كل ما يفعله، لكي تعلم ما غايته بالضبط
تنهد واعتدل بجلسة ثم تكرم اخيرًا بالحديث معها: غريب بأنكِ لم تعرفي ذلك عني حتى الان، أنا لستُ من النوع الذي يحب الطرق الملتوية لو أردت دعوتكِ للعشاء لسألتكِ مباشرةً
رمشت مستغربة..وتساءلت بصمت عما تعنيه كلماته
:ثم استأنف هو
" اعترف انني منبهر، كيف فكر من دبر لنا هذا الموعد بشيء كهذا؟ وكيف علم بأننا لم نخرج في موعد ما معًا من قبل!؟"
شردت هي قليلًا تفكر في كلماته، وعندما استوعبت مقصده فرقت شفتيها في دهشة
! ثم دحرجت عينيها بانزعاج وغمغمت بينها وبين نفسها : انها افعالكِ سانا، سأريكِ لاحقًا
تمكن سيهون من التقاط تلك الكلمات المموهة وفهمها ليحبس ضحكته داخل نفسه
!ثم قال: لم يخيل لي ابدًا أن مارك قد يميل الى فتاة من نوع صديقتكِ تلك، يبدو انهما على وفاق
" ..عن من تتحدث؟ تقصد سانا ومارك!!هذا مستحيل"
ردت متفاجئة تنكر ما يقوله، فليس هناك اي اثبات على ما يدلي به بناء على المعلومات الناقصة التي لديها
ثم فكرت للمرة الثانية مع نفسها لتسترجع بذاكرتها أحداث الأسبوع الفائت، وكيف بدت سانا كمن يدس شيئًا ..مع تغيّرها الجلي وهدوئها اللامنطقي، ودعمها المريب لعلاقتها مع سيهون
هكذًا اذًا.." لم تكن لتسأله وتستفسره هو عن ما يخص مارك وسانا، فالمسألة لا تخصه من وجهة نظرها"
ان ربطت بين ذينك الاثنين علاقة فستنتظر من صديقتها أن تخبرها بشأنها لا سيهون
انا فضولي حول الوهم الذي نسجوه لكِ حتى تجهزي نفسكِ للمجيء الى هنا"
" مع من كنتِ ستلتقين؟ ومن ذاك الذي جئتِ بكامل حسنكِ لتقابليه؟
لماذا تحوم حول سؤاله هالة الغيرة، هل هو منزعج من تجملها بهذه الطريقة لمقابلة غيره؟
:ضحكت ساخرة ثم قالت بينما تمد يدها لكأس لماء حتى ترطب حلقها
" اتعرف، كنت أنوي الرحيل لكنني جائعة ..سأبقى لاتناول العشاء"
هل يخيل له أم أنها قامت بتجاهل سؤاله؟
ضيق جفونه يحد بصره عليها، وتحاشت هي نظراته تلك بشجاعة بينما تتلفت حولها بنوع من الاستمتاع
قررت أن تستمتع بهذه الأمسية وهذه الاجواء الجميلة المحيطة بالمكان، فيما تنصت لتلك الموسيقى الكلاسيكية التي يملأ عبقها الأرجاء
Ben E. King - Stand By Me
تنظر كذلك لكل أولئكَ العاشقين الحالمين والذين يتأملون بعضهم في حب ويتحدثون بود عكسهما
هل ينبغي عليها أن تحسدهم؟ ربما كانت تحسد الأحباء المتوافقين فيما قبل، لكنها الآن لا تحسدهم بل ربما تشفق عليهم..لعلمها أن ذلك الاتفاق هو وهم منسوج من قبل كليهما، فيظل ستار اختلافاتهما مسدولًا حتى لحظة كشفه في المستقبل
ربما قد يتقبل احدهما الاخر وربما لا يفعل...وينصدم ثم يحاول تدارك الأمر فيفشل
تشرد في افكارها بعيدًا هكذا ثم تسخر من فكرها الذي يصور قصتها في حياة الجميع، والحقيقة هي..أن العلاقات مختلفة بقدر ما تتشابه، والقصص أيضًا مختلفة بقدرما تحتوي على عناصر متشابهة الى حد ما
"عفوًا ولكن هل تتجاهلينني؟"
ضحكت بصورة مفاجئة ثم أعادت بصرها اليه وأخذت تعبث بقرطها الألماسي
لقد ادركت للتو أنني لستُ بذلك الذكاء، وأنني انظر للأشياء دائمًا من وراء الاغلفة ولا اتعب نفسي لإزالتها"
"!انني بتلك السذاجة الكافية لاخطأ في كل مرة..بجدية، لقد اعتقدتُ أنني أصبحت أذكى
سكت يتمعن في كلماتها محاولًا فهم ما ترمي أليه بالتحديد، هل يمكن أنها تعنيه هو أم انها تحاوط كل ما مرت به بصورة عامة؟
تنهدت بعمق وقالت: حسنًا انا قد تركت عملي وتخليت عن مكانتي ولم أعد مؤثرة ولا بأي شكل من الأشكال في المجتمع، كيف انطلت علي خدعة اللقاء هذه يا تُرى؟ كيف فكرت بأنه يمكن ان يعقدوا لقاء معي ليقوموا باضافة اسمي في قائمة اكثر النساء المؤثرات لآسيا في هذا العالم؟
بدت وكانها تخاطب نفسها أكثر من كونها تخاطبه هو تحديدًا، لكنه قد فهم..واستطاع معرفة نوع الحيلة التي استخدموها معها
ربما لم يفكرو جيدًا قبل تخطيطهم واختيارهم لهذه الحيلة، لانهم لو علمو انها سوف تجرحها وتخذلها من نفسها بهذه الطريقة لتراجعوا على الفور
" !انت لستِ بحاجة للحصول على توثيق وجائزة من أحد لتثبتي لنفسكِ انكِ امرأة تستحق التقدير"
لوت شدقها بطريقة هازئة وأردفت : لستُ ادري ان كنت تدلي برأيكَ أم أنكَ تحاول نيل اعجابي بكلماتك، لكنني لستُ مهتمة برأيكَ عني في الحقيقة
ابتسم هو ايضًا مثلها ورد مباشرةً: لقد شحذتِ لسانكِ كثيرًا لاجل قتالي به
هزت سبابتها نفيًا بينما تمسك بكأس الشراب: مخطأ..أنا لا أحاربك
"لستُ من محبي العنف والعراك، لو كنتَ تدري
اقتطع حوارهما المشحون هذا النادل والذي جاء لأخذ طلبهما
كانت تلك فترة استراحة قصيرة ستليها العودة الى خضم الجدال البارد مرة اخرى
" اذًا، متى سأحصل على طلاقي؟"
سألت مبتسمة تتباهى بسهولة نطقها لذلك
:فاسترخى هو في جلسته وبادلها الابتسامة مُجيبًا
"ارفعي أنتِ القضية، اذا كنتِ مستعجلة لتلك الدرجة"
كلا لن افعل..تعلم أن الطلاق لا يتم الا برضاء الطرفين، وانا لا اضمن سلوكك لو فعلت"
ستعتبرني كمن تجرأ واطلق ضربته الهجومية عليك، وحينها..ستردها لي بطريقة ما
"لستُ حملًا للتنازل معك
ضيق جفنيه يتفرس وجهها وتلك العينين المملؤتين بالثقة
تقول بأنها غبية، لكن كلماتها تبثت العكس وطريقة تفكيرها المنطقية والمبنية على دراستها له تثبت العكس ايضًا
لم يخطر بباله ان يجيء ذلك اليوم والذي يلتقي فيه بإمرأة تصبح قادرة على تجميعه في عقلها بدلًا عن قلبها فقط، تركبُ قطعهُ التي جمعتها منه خلال الأيام التي قضتها في تجربتها إياه، لتتضح صورة كاملة عنه لها
هي مجددًا تجعله يشعر باختراق امني داخل نفسه، فيما يسهب النظر فيها محاولًا الوصول الى ما تبقى منها، ذلك القاع الذي لم يسبح إليه بعد
هو الذي اعتقد بأنه استكشف بحرها بالكامل، لا يدري أنها بحد ذاتها تتفاجأ من مكنوناتها المختبئة وشخصها الذي تصير عليه كل يوم وراء الاخر
هل ينبتغي عليه ان ينفر، وان يشرد بما تبقى له حتى يحافظ على غموضه وسرية افكاره؟، ام ينقاد وراء ذلك الاعجاب الخفي الحاصل في لحظة استيعابه لمدى روعة هذه المرأة؟
كل ما كان يبتغيه منها هو ظاهري، لكن باطنها يبدو إكثر اثارة بالفعل
الغوص في الباطن، لا يضمن له امكانية التحرر لاحقًا بسهولة
هل يمكن ان يعلق بها فجأة؟
هل عليه الانسحاب عند هذا الحد يا تُرى؟
" سيهون؟ مابك؟ لماذا تحدق بي على هذا النحو ..هل انت حاقد علي أو ماشابه؟"
ان كانت قادرة على فهم طريقة تفكيره فهي حتى الأن تعجز عن تفكيك شفرة نظراته، عيونه بالغة السرية
ولقد ضجرت فعليًا من محاول الدخول في سرادبه العميقه
" ..ولماذا احقد عليك؟ سؤالكِ غريب"
أشاح ببصره عنها يدس ارتباكه الداخلي باحتراف
.فهمهمت مستنكرة ثم تركت لنفسها حرية الاستمتاع بوجبتها التي انتظرتها بفارغ الصبر
اذًا لقد انتهى الموعد المدبر بدون اي خسائر بشرية او نفسية"
"هذا جيد الى حد ما، صحيح؟
كلمته في اثناء خروجهما من بوابة المطعم، لقد أحبت كسر جدار الصمت المنيع والذي بناه هو فجأة بينهما في لحظة وتركه يفصل بينهما حتى الأن
التفت نحوها يلقي عليها نظرة سريعة ثم لم ينبس بحرف وقد ازعجها ذلك لكنها لم تبالي كثيرًا وتركته يسكت براحته
أليست هذه طبيعته بكل الاحوال؟ لا شيء يجعلها تقلق بشأنه صمته الغامض هذا ان كانت لا تهتم بما قد يفكر به، لن تهتم الا في حالة رغبتها في العودة إليه..لكنها ترفض ذلك بإصرار، رغم كل مشاعر الود الذي تكنها له
تعلم أن العطاء بلا مقابل هو استنزاف لبطارية نفسها، سيستهلكها حتى لا تصبح قادرة على العيش لا العطاء فحسب
" أين سيارتك؟"
بعدما نست حتى نبرة صوته سألها يوقف مشيها باتجاه الشارع
التفت نحوه وابتسمت ببلاهة: لقد تعطلت هذا الصباح
" اذًا، انت تنوين ايقاف سيارة أجرة؟"
" بالضبط!..هل يبدو هذا غريبًا؟"
" كلا ولكنه مهين بالنسبة لي ان اتركك تذهبين بسيارة اجرة لذا تفضلي معي اذا كان ذلك ممكنًا"
!حبست ضحكتها وراء كفها ثم ربتت على كتفه مُعقبة : انت تتحدث معي برسمية شديدة هذا رائع، يذكرني بلقاءاتنا الاولى
ثم نفضت غبارًا وهميًا عن معطفه الذي يبدو فاخرَ الخامة: كنتُ حذرة جدًا معك وقتها
"ليتني لو بقيت على ذلك الحال، لتفاديت كل اصطداماتي معك
رغم انها تضحك بعفوية الا أن نبرة الحزن تختلط مع نبرتها العادية الرخيمة،
!كمن يداوي نفسه من السقم، بينما يتناول علقمًا مُرًا مَريرًا، وهو راضي
نعم هي محقة، ليت القصة انتهت هناك، في ذلك الملهى..لو رفض مقابلتها لأجل صفقتها تلك لما أولعَ بها تاليًا، ولاحقها لاهثًا
ولما اتقدت شعلة الرغبة فيه ابدًا، لقد كانت عادية جدًا بالنسبة إليه..لقد ابتدأ الأمر برغبةِِ جسدية فقط وسينتهي على ذلك الحال
حتى وان لم تنطفئ شعلته النارية تلك بعد، سيطمسها بإصبعه، حتى لا تحرقه كله لاحقًا
لن يكون غبيًا كبقية العاطفين الذين يشوون أنفسهم في لهيب العاطفة، ثم يتفحمون قهرًا عندما تخزيهم الحياة فيها
بيد أنها لن تخزيه ابدًا لو تلظى في نار عاطفة لأبدية معها، لأنها مخلصة ..مخلصة وفدائية لأبعد
" ..مينا"
هتف باسمها ممزقًا الصمت الحائل بينهما بداخل السيارة مختلفة النوع، والتي يقودها سائق هذه المرة لا هو
" أجل؟"
التفت اليه بعدما كانت تتأمل اضواء الشارع الليلية العابرة للوراء، ككل شيء جميل عبر في حياتها
..مثله تقريبًا
:وبعدما توقفت السيارة اسفل المبنى الذي تسكن به هو أدلى
." أظن أن الإنفصال هو الأفضل لكينا"
..
لأنني جربتُ ألم الفقد، ما عدتُ ألتصق بالارواح
فالفقد الذي يلي التعود يؤلم أرواحنا كثيرًا
يحولنا إلى يتامى حب
فبعض الحكاية حنونة..كأب وأم
-ظننته حبًا-
" اذًا، هل أجرب الاتصال عليهما؟"
سأل مارك المتكئة على كتفه، بينما يشاهدان ذلك الفلم معًا
فرفعت رأسها عن كتفه ورمقته بحدة حتى ارتجف فزعًا : الساعة الثانية عشر..هل تعتقد انه وقت مناسب لنتصل عليهما؟
" اه صحيح، سيكون سيهون نائمًا في هذا الوقت..لن يرد علي بكل حال"
صفعت جبينها ضجرة وشعر بالفزع هو مرة اخرى
" !!يالهي ..ماذا تهذي به انت؟ نحن لم نجرع شرابًا حتى"
" سانا اهدئي وتحدثي على مهل، انني لا افهمك"
" حقا!؟"
انقضت عليه فجاة تمسكه من تلالبيه لتجعله يتسطح فوق الاريكة، فيما تنفذ هي وضعية الهجوم التي اتخذتها عليه
!ألا تفهم أنهما سيكونا في السرير معًا الان؟"
" هل تريد أن نستقطع وقتهما الخاص بفضولنا وحشريتنا؟
تجمد هو في محله يرمش ولا يحرك طرفًا، بالكاد استطاع التكلم متلعثمًا حتى يهديء من ثورانها
" اسف لم استوعب ذلك اعذريني..و..ألن تنهضي عني؟"
رغم انها ليست بثقيلة الوزن الا انها اخضعته حد عدم مقدرته على التحرك، هي تشعره بعجزٍ شديد لا يستطيع استيعابه حتى
:بدلت تعابيرها في ظرف ثانية، وابتسمت ابتسامة واسعة كأولئك الأشرار في افلام الخيال العلمي، لتقول بعدها
" كلا، لقد أعجتني الوضعية..وايضًا هذا الفلم ممل، لنفعل شيئًا اخر غير مشاهدته"
جفل حد عدم قدرته على الرمش، ثم جعلت تقرب وجهها منه حتى احتدمت أنفاسهما
ٍومن فرط ما اضطرب سكن واستسلم لقربها المباغت يغلق عينيه كمن أغشي عليه، فضحكت هي بصخب وابتعدت عنه تنهض بشكل كامل
" !قضاء الوقت معك مسلٍ حقًا مارك"
استمرت بالضحك فيما تشهق وتشخر، بينما بالكاد تمكن هو من استرجاع نفسه واستجماع أنفاسها
ظل ينظر لها ضائعًا، هل عبثت معه للتو ام يخيل له ذلك؟
" !هذا ليس مضحك سانا"
علق بجدية ولم تبالي هي بنبرته الجادة تلك بل توجهت إلى المطبخ لتأخذ علبة المثلجات من داخل الثلاجة
" ..ياه انني اكلمك"
استقام ليجرجر قدميه
" ..لا تكن حساسًا"
"بلا أنا حساس وجدًا، عليكِ أن تعلمي ذلك"
" اذًا ماذا الأن، هل سنتشاجر؟"
دحرج عينيه منزعجُا ثم تقدم مسرعًا وانتشل علبة المثلجات تلك ليضعها جانبًا ويغلق باب الثلاجة
تجمد هي ببلاهة..ولم تستوعب أنه يحاصرها في تلك اللحظة بينما يصب بصره عليها في قربِ شديد
" ..اوه هذا يبدو كالأفلام"
لم تستطع قول المزيد حيث أنهه قد أخرسها عندما شرع يمرر أصابعه على شعرها المتماوج بينما تنزلق نظراته على معالم وجهها
" !أنتِ لا يمكنكِ إثارتي ثم التراجع"
" !هل أنت ثور ما شابه؟"
لم تستطع مسك سخريتها تلك والتي ابتلعتها تاليًا عندما وجدته حازمًا الى حد ثبوت نظراته عليها
حسنًا وإن لم يكن يعلم، هي جريئة كفاية لتقيد عنقه وتبادر هي في تقبيله
فهي لا تحبس شعورًا يباغتها، صراحتها مع نفسها تجعلها جريئة في تحررها من قيود الرغبة والتي يمكن ان تقيد امراة كمينا بحبل متين، وتربطها في محلها لتكون هي التابعة دائمًا
تترك الخطوة الأولى دائمًا لغيرها، حتى عندما همت به وقالت : هيت لك
لم تبتدئ هي ملحمة تقبيله بل تركت له سلطة القيادة، لأن الخجل يشبهها جدًا والخضوع لمشاعرها يجعلها مرتخية الأطراف عاجزةً عن ابداء أي إيماءة او حركة واحدة
بالضبط كما الأن، عندما مدت يدها صوب يده لتطوي أصابعها في تراجع بينما تنفضح كل أنوار عينيها التي تلألأت في لحظة حزن مباغتة
" أليس هذا ما أردته؟"
لم يستغرب هوجَ عواطفها ولا انبجاس عينيها، كان تفاجؤها منطقيًا جدًا بالنسبة إليه
لكنه حبذ ان يسأل حتى لا يوجه الإتهام له على أنه هو المعتدي في حربها العاطفية هذه
" بلا..أنت محق"
قالتها فيما تقاوم تدافع دموعها والتي تساقطت عبثًا في النهاية، حاولت مسح اثارها من أمام عينيه لينسى سريعًا هذا الانكسار اللحظي التي تمر به هي
" اذًا، لماذا تبكين؟"
لقد شعر بضيق شديد في تلك اللحظة، بدا الجو خانقًا..العاطفة تخنقه وتنذر بعطبِ داخلي يكره الشعور به
على هذه المسرحية ان تسدل ستارها الأحمر سريعًا، وتغشي عينيه عن مشاهدتها
" لا تهتم سيهون..واجل أنت محق هو افضل لكلينا، ستكون عائلتكَ سعيدة جدًا بذلك"
تهربت من النظر إليه وهرعت لتغادر السيارة، ظنت بأنها ستنهي المشهد عند هذا الحد قبل ان يرى دموعها المُهدرة بإسراف لدى ادبارها
خطواتها المسرعة جعلتها تتعرقل لتسقط على ركبتها
كان السقوط قويًا ليس لأن حافة درجات السلم هي التي استقبلتها بجفوة، بل لأنها سقطت كلها..حتى داخلها ذاك الذي ظلت تبنيه لبنة لبنة في الايام التي حرمت نفسها منه، لتكون ذلك الصرح الشاهق والمسلة التي لا تحني ولا تدنو..لكها الأن تهوي وتنكسر، لتشعر في النهاية أنها اشد ضعفًا مما اعتقدت حتى
" هل أنتِ بخير؟"
لماذا عليه ان يلحقها وأن يتصرف بشهامة الان؟ لماذا يساعدها على لنهوض بعد اذا تسبب بهذا السقوط القوي لها؟
لقد استسلمت، هو قضى عليها ..انها الحقيقة
لقد كانت ضحية لغاراته، أدركت ذلك قبلًا لكنها لم تستوعب ابدًا أنه قد ألقى عليها قنبلة نووية
! كانت تعيش حالة انكار ما بعد الصدمة والأن هي تنهار لدى تصديقها بحقيقة تلك الصدمة
مينا ما بك؟ لماذا تبكين هكذا..أنتِ من كنتِ تطلبين مني ذلك!، انت من رفضتِ العودة إلي"
"أليس هذا ما اردته بالضبط!؟
عندما رفعها ونظر إلى وجهها المحمر والملتهب اخذ يسأل مستنكرًا، فأجابته بعدما تمالكت نفسها وانفاسها المضطربة مثلها
" !..أجل هذا ما أردته من فضلكِ دعني وارحل، انا بخير حسنًا"
دفعته عنها ليرتد خطوتين للوراء فيما تحاملت هي لتمشي بنفسها، راقبها منقبض الصدر،لا يدري ان كانت تلك شفقة شديدة عليها أم انه بالفعل مستاء من انتهاء علاقتهما بهذه الطريقة
ارجعت له ذاكرته حواراته الفكرية والتي أوهمته أنه سيكون فرِحًا عندما يراها تتألم بعدما يقتلعها من حياته لاحقًا، عندما ظن أنه سيتمكن من استدراجها لترجع إليه فتتعلق به وبحبه حتى يصبح تخليه عنها كالموت بالنسبة لها
لكن الأن، الموقف مشابه إلى حد كبير..الفرق هو أن خطته لم تنفذ
وأنه لم يتعمد لا جرحها ولا اقتلاعها منه
لأن هذا هو ما كانت تسأله إياه طوال الوقت، انفصالها عنه
نعم هكذا هن النساء، يطالبن بالإنفصال ثم يبكين بشراهة لما يحدث
ربما لانهن يشتركن جميعًا في شيء واحد، هو أنهن عندما يحببن يعتنقن الحب
أن الحب كالعقيدة التي يصعب على المرء الانعتاق منها
عندما تعي أن عقيدتكَ خاطئة وأنك تمشي في طريق الضلال، لا يكون الانعتاق منها سهلًا..ستخوض الكثير حتمًا لتتركها، وستتمى لو ان عقيدتكَ تلك كانت صحيحة منذ البداية، لأنه لو كان..لما استهلكت كل هذا الكم الجائر من المشاعر منك لاحقًا
رآها تعرج بسبب تأذي ركبتها، وإن لم يخطيء فهو قد لاحظ أنها جُرحت، مما زاد شعوره بالسوء ولم يستطع تركها تصعد وحدها
.حتى لو نهرته عنها مرارًا وتكرارًا فلن يفعل..بدا ذلكَ مستحيلًا كإستحالة طلوع الشمس والقمر معًا في سماء واحدة
.....
T.T ما ادري كيف ما بيتأثر لمن يشوف دموعها الكرستالية
مسكينة كل ما تحسب حالها انها رح تقدر تتجاوزه تنصدم من حقيقة مشاعرها وهو مافي احساس ولا شي بس يادوب يحس بشفقة عليها
والله لاقهرك مثل ما قهرتها رح تشوف
اني واي بتأكد من اعماركم قبل لا انشر الفصل الجاي
يعني فيه مقاطع تعتبر جريئة نوعا ما هيهيهيهي
:اقتباس
كانت أحاسيسًا فريدة من نوعها، لم يكره وقعها عليه البتة وما كره شدوهه المستمر بهذه المرأة..كيف أنها لا تُشبعه مهما ابتلع، ولا ترويه مهما اجترع!، تتركه منتشيًا بولع..فيعتقد أنه اكتفى، ثم بعدما يفيق يجدُ أنه لازال سغِبًا كما هو بل ربما اشد هذه المرة، ولا ننسى أنها تُصيبه بالظمأ أيضًا، على الرغم من أنها لا تبخل في رويه
.لا تجدب شفتيها عنه ولا تغلقُ بتلاتها كي تمنعه من رحيقها
.❤يلا سلام..ولنلتقي
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top