The Last Chapter

أعتذِر عن التأخر حصلت معي بعض المشاكِل خلت عقلي يوقف عن العمل لدرجة خلتني أسحب عن الكتابة.

إشتقت لكم مرة😭❤

بليز اذا في اي اخطاء اكتبو لي لأني ما صححته💕

🌻💜

••••••

ماذا تعني لكَ كلِمة إستسْلام؟

عِندما تقول، أنا أستسلِم، تعِبت، لا أستطيعُ الإكمالَ على هذا الحال، أنا أرفعُ علامة الإنسحاب من هذه المعركة فلتفعلوا ما شِئتُم لأنني لم أعُد أهتم!

لم تعُد تهتَم، هل أنتَ جاد و اللعنة؟

إنها ليست مسألة بسيطة حتى لا تهتم لأن الأمرَ يتعلّقُ بِك!

هل أنتَ راضٍ عن الحالة التي بِها و أنّك تُحاوِلُ إقناعَ نفسِك أن لا دخلَ لك بكُلّ هذا رغم أن كُلّ الأمورِ تدورُ حولَك؟

تِلكَ هي حياتُك الخاصة، قِصّتُك الخيالية، أيامُكَ الواقعيَةُ، مسارُ حياتِكَ المُثير للإهتمام!

ألا ترى أن الجميعَ من حولِك يجري حتى يكتُبَ التاريخَ و يصنعَ ما يجعلُ الجميعَ يذكُر إسمهُ و يؤرّخُ أعماله؟

لكنّك فقط تجلِسُ هناك و تُشاهِد من بعيد بإبتسامة باهِتة، تتمنى التوفيق لذاكَ لأن لديهِ إمتحاناً أو مُقابلة عملٍ في الغدِ، و تدعي للآخرِ حتى تُصبِحَ أمورُه السيئة على ما يُرام و تتحسنَ أحوالُه!

ماذا عنك؟

لمَ عليكَ أن تكونَ جاهِلا لمُستقبلِكَ و أحلامِك التي تستمّرُ في الأبتسامِ عليها و تخيلِ نفسِك أنكَ حققتها لكن الواقِع أنك نائِم و حسب و الأيامُ تمر!

لا فرقَ بينكَ و بينهُم صدّقني، أنتَ بمقدورِكَ أن تكونَ أفضَل مِنهمُ حتى!

فإن كانت لكَ القُدرة على تحمّل سماعِ مشاكِلهم و إعطاء حلولٍ لهم و حتى جعلهُم يشعرونَ بتحسن فأنتَ تتخِدُ زمام الأمور و تستطيعُ أن تكونَ قائِداً لهُم و لنفسِكَ أيضاً!

إذن لمَ لازِلت تهزُّ كتفيْكَ الآن بدونِ إهتمام رغم أنك تشعر أن كل هذا الكلام موجّهٌ إليك؟

هل أنتَ أعمى؟ لا تستطيعُ التحدّث؟ يدُكَ مقطوعة أو قدمُك؟

أنتَ كاملٌ تماماً و لديك كل شيئ فلِمَ لازِلتَ مُصّراً على الكسل؟

حتى من هم في حالاتٍ حرجة و حتى ذوي الإحتياجاتِ الخاصة تحدّوا حالاتهِم و حققوا المُستحيل!

لكنكَ تراهُم بإبتسامة فخورة و كأنك من فعلتَ ذلك هل تُمازِحُني؟

تُحاول أن تكونَ مُتحيّزاً و عادياً بحيث لست مُميزاً و لا سيئاً بربّك من تظن نفسَك؟

لِم عليكَ أن تُعيدَ جسدكَ، مشاعِركَ و أحلامَك التي تتطلعُ و تتأمل و تدعي أن تتحقق كُلّ يومٍ للخلف؟

هل تظن أنها ستتحقق إن لم تُحاول و لو لمرة واحِدة؟

أو أنك ستستيقِظ لتجد نفسكَ وصلتَ للقمة أو حتى أنك إلتقيتَ بجنية لتحقيقِ الأمنياتِ كما يحدثُ في القصص الخيالية؟

إستيقظِ فهذا الواقع الذي لن يتغير إلا عِندما تتغيرُ أنت!

إجعَل من أنامِلكَ العصا السحرية الخاصّة بِك، و إجعل من عقلُكَ البريقَ الذي يتحكّمُ بأحلامِك، و لا تنسى الإنصاتَ لقلبِكَ حتى لا تتعثر بطريقِك.

__

"هل ستكونينَ بخير؟"

سأل بهدوء بعدَ أن توقّف أمام منزِلها بسيارتِه ليضع يده على وجنتِها و هو ينظرُ نحوها بقلق.

"لا تقلق، سآخُد كُتبي و أعود للمنزِل بسرعة، أيضاً لا أظنهم موجودين في المنزل الآن قد يكونونَ بالمشفى"

أردفت بينما تضع رأسها على يده و تنظر له بإبتسامة ليعقد حاجبيهِ و يُزيل يده ليردف بجدية، حتى لا يستسلم لنظراتِها الجميلة و ينسى نفسَه.

"همم جيد، عودي للمنزل مُباشرةً و لا تنسي دروسك، عندما أعود بالمساء أريدُ أن أجِدك أكلتِ الكُتب مفهوم؟"

رمشت مرتيْن بينما تُحملِق بوجهه لترفع عُنق البلوزة التي ترتديها أكثرَ جاعلة من رقبتِها تختفي.

"و هل أنا دودة كُتب حتى أتناول الأوراق سيد ييشينغ؟ تذكر أنني لازِلتُ غاضبة مِما تسببته لي لذا "

"لِذا ماذا؟ آوه هيا أكمِلي، أخبرتُكِ أنني منحتُكِ بعض الحب، و هذا بعني القليل منه و حسب، لذا من الأفضل لكِ عزيزتي أن تقومي بتجهيز نفسِك للقادم لأنني تحمّلتُ بما فيه الكفاية همم؟"

أعاد خُصل شعرِها خلفَ أُذنِها بإبتسامة جانبية و قد قاطعها عن التحدث ليشعر بالحرارة تنبعِثُ من وجنتيها فوجهها كان كـ- لِم أنتَ واضِحٌ و جريئ لهذا الحد يا رجُل؟-

"هل ستقضينَ اليومَ كُلّه تُحدقين بي؟ هيا إلى منزِلك!"

ضرب وجنتها بخفة بيده لتفتح الباب و تخرُج دون أن تُغلقه لذا هو أردف بصوتٍ مُرتفع خلفها

"تعالي إلى هُنا! من الأدبِ إغلاقُ الباب بعد خروجِك سيارتي حساسة من البرد"

تجاهلت كلامه بينما تُكمل طريقَها ليزفرَ الهواء بسخطٍ و يُغلقه ثم حدق بمُقدمة سيارتِه ليُردف و هو يمسحُ على المِقودِ بخفة

"أليس كذلك مِيرسديس؟"

أعاد نظرهُ للنافدة حيث ذهبت ميلين ليجدها قد فتحت الباب ثم دخلت، لذا هو تحرّكَ حتى يذهب.

..

..

أغلقت الباب خلفها لتسريَ رائحة البيت المُعتادة مُداعِبةً أنفها و مُعيدةً كل الأيامِ التي عاشتها تحاولُ الإجتهادَ مُتجاهلة نفسَها و جسدَها الذي كان على وشكِ السقوط.

هيَ كانت تعلمُ جيداً أنه سيأتِ يومٌ تكونُ به قد تخلّصت من كل ذلك التعب و الهمّ الذي كان يُثقِلَ كتِفيها بشدة.

هي بالفعل لم يتبقى لها الكثير حتى تصِل لما تُريدُه فالطريقُ كان طويلاً جداً و ليسَ من السهلِ عليها تحمله لكنها إستطاعت ذلك لذا رُؤيتُها نحو مُستقبَلٍ مُشرقٍ بدأت تتوضحُ و كل ما عليها فِعله هو العمل أكثر بقليل فقط.

صعدت نحو غُرفتِها لكنها توقفت عندما سمِعت صوتَ أحدِهم، كان يبدو كصوتِ كريس و هو يتحدث بالإضافة إلى خُطواتِه بالغرفة.

فتحت الباب فجأة دون تردد و على شفتيها إبتسامة واسعة و كأنها أمسكته ليتوقف مكانه بأعيُن متسعة.

"ميلي.. ميلين أنتِ أتيتِ في الوقتِ المُناسب أنا متوتر حد اللعنة"

عقدت حاجبيها عندما أمسك كتفيها و قام بهزّها لتردف و هي تحاول تهدئته.

"تمهّل يا رجُل و أخبرني بما يُوتّرُك نحن سنجد الحل بكل تأكيد.. لكن مهلا! هل يُعقل أنك إنفصلت عن يومي أقسِم أنني سأ-"

أتسعت عينيها بشدة عندما صمتَ دون أن يقول شيئاً لتمسكه من ياقته و تقوم بهزّه، و حسناً مظهرُهما كان مُضحِكا بسبب فارق الطول الذي بينهُما!

"هيا تحدث كريس هل جرحت مشاعِرها؟ كيف لك أن تفعل شيئاً كهذا لها أنا-"

"أنا أريدُ طلبَ يدِها للزواجِ لكنني لا أعرف الطريقة المناسبة و عندما أخبرتني أنها تُريدني أن أذهب معها لتناول العشاء رفضتُ و هي أخبرتني أنها لا تريد رُؤيتي مُجدداً هل إرتحتِ الآن؟"

تصنّمت ميلين مكانها بينما تحدق بِه بأعين متسعة لتضع يدها على شفتيها و تبدأ بالضحكِ بسعادة

"هل قررتَ أخيراً الزواجَ منها؟ هذا رائع"

"ما الرائِع في الأمر ميلين، يومي لا تريد رُؤيتي و أنا قررتُ طلبَ يدها حتى تعودـ لي لأنني لا أريدُ التخليَ عنها لكنها حتى لا تُجيبُ على إتصالاتي و قامت بحظري من موقِعها أيضاً"

أردف بإنزعاج و هو يجلس على كُرسيه و يُمسك رأسه لتكتم ميلين إبتسامتها و تردف

"هل هذا فقط لأنك رفضتَ تناول العشاء معها؟ واه لم أكن أعلمُ أنها درامية لهذا الحد أعتقد أنها أخدت تلك الفكرة من المُسلسل الذي يعرضونَه في المساء، أتذكر أن الحلقَة الخامسة حدث نفسَ الشيئ كما يحدثُ معكما الآن!"

وضعت يدها تحت ذِقنها بينما تُحاول تذكر أحداث المُسلسل ليقف بغضب و يشير لها نحو الباب

"ميلين إن كُنت ستستمرين في المُزاح و السُخرية أخرجي لستُ في مزاج جيد أنا أتحدث بجدية"

رفعت رأسها تنظر له بهدوء بينما هو يتحاشى النظر لها حتى لا يستسلم أمام أعين الجراء التي تفعلها عادةً لكنها لم تتحرك من مكانها.

"أنا أيضاً لا أمزح كريس هيا إجلس الآن و إسمع جيداً لما سأقوله لك!"

أشارت للكرسي بينما تمسكه حتى تجعله يجلس لتسحب كرسياً أيضاً و تجلس أمامه مُباشرة، هو كان يقوم بهزّ رُكبتِه لذا هي ضربته حتى يتوقف و أمسكت رأسه لتردف

"إهدأ يومي سهلةُ المنال و ستوافق على الزواجِ مِنكَ و العودة لك فقط إن إتبعتَ ما سأقوله لك بالحرف و جهزّت حقيبتك المالية أيضاً أخي، مفهوم؟"

رمش مرتين ليضع يده خلف جيبه يحاول التأكد من وجودِ حقيبته ثم بعدها أومأ لها بسرعة لتبتسم بجانبية و تبدأ بالهمس له جاعلة منه يبتسم أيضاً.

..

"حسناً سأذهبُ الآن كريس، أعتني بنفسِك أراكَ بعد الإمتحانات لا تنسى ما أوصيتُك به همم؟"

وضعت حقيبتها على ظهرها بينما تتحدث ليهز رأسه بهدوء و هو يبتسم

"لم أكن أعلمُ ما علي فِعله لولاكِ أختي، أنتِ حقاً شيء ما!"

أردف بينما يحتضنها لتبادله بأبتسامة و ترفع الهاتف الذي بيدها.

"أيضاً شُكراً على الهاتف، سأتواصل معك و تاو من خلالِه و أخبرني بكُلّ جديد يحدث بينكُما حسنا؟"

وضعت الهاتف بجيبِها الخلفي ليعيد هز رأسِه كطفلٍ مطيع و على وجهه علاماتُ السعادة لتُلوح له و هي تضعُ يدها على مِقبض الباب.

"هل تناولت فطورَك؟"

أردفت عندما كانت على وشكِ المُغادرة ليضع يده على بطنِه و يردف

"لم يتسنى لي النومُ و لا حتى تناول الطعام بسبب التوتر لكنني أشعُر بالجوع الآن.."

"دعني أُعدُّ لكَ شيئاً لتأكُله إذن"

أنزلت حقيبتها لتغلق الباب لكنه أوقفها ليردف

"لا داعي لذلك سأتناول شيئاً في الخارج، لكن ميلين.. أهتمي بصحتك حسناً؟ لا تضغطي و أيضاً دعي الحب و ما إلى ذلك حتى يصل وقتُه المناسب"

مرر يده على وجنتها بخفة و قد رفع رقبة البلوزة التي ترتديها حتى يُغطي رقبتها لتشعر بقلبها يقع ببطنها.

هو بالتأكيد رأى كل شيء أليس كذلك؟

وجهها أصبح مُصبغاً بالأحمرِ تماماً كالبلوزة التي ترتديها و هي لم تستطع الإطالة في النظر لعيناه من الإحراج و الخجل لذا هزت رأسها و فتحت الباب لتخرُج بسرعة.

فرغم كل ذلك هي تحترم أخاها كثيراً و موقف كهذا سيجعلها تشعر بشعور مُريع.

..

"طبيب زانغ، هل تريدُ منا إحضارَ شجرة ميلادٍ كبيرة لنضعها هناك في المدخل أم عدة أشجار و نوزعها على الطوابِق؟"

أردفت وي وي و هي تحمل دفتر الملاحظات و تلحقُ الرئيس بخطواتٍ سريعة ليتوقف مكانه و يحدق في الفراغ للحظة عاقداً حاجبيه.

"أريدُ شجرة في كل طابق حتى يتمكن المرضى الذين لا يستطيعون النزول للأسفل من الإستمتاع، أيضاً قوموا بجمعِ الأطفال في قاعة اللعب و دعوهم يلعبون و يستمتعونَ بتزيينها معاً حتى ينسوا أجواء المرض"

بدأ يشير للأماكن التي سيضعون بها أشجار الميلاد المُزينة ليكمل خطواته واضعاً يديه خلفه لتقوم هي بتدوين كل شيء ليُضيف مُجدداً.

"بالنسبة للهدايا لا يجب أن يقوموا بتغليفها بنفسهم بالطبع، دعوا الأمر مُفاجأة لهم و إختاروا هدايا آمنة حسب أعمارهم و بجودة عالية!"

أومأت له بينما تُسجل مجدداً لتتوقف مكانها و تردف بإبتسامة جانبية و هي تنظر له من فوقِ نظاراتِها

"ماذا إن إرتديت ملابس سانتا و قُمت بتوزيع الهدايا عليهم بنفسك أيها الرئيس؟ سيكون هذا رائِعاً أليس كذلك؟"

توقف مكانه ليستدير نحوها بنظرة جدية ثم أردف جاعلاً منها تعتدِلُ بوقوفِها لأنها كانت تنحني قليلاً

"كأن نسبة الحماسِ إرتفعت بِك فجأة وي وي؟ إلا إذا كُنت تريدين فعل ذلك بنفسِك!"

رمشت عدة مراتٍ بتوتر لتقوم بتعديل نظاراتها و قد إتسعت عينيها لتردف بنبرة متقطعة

"أنا كُنت.. أمزح و حسب طبيب زانغ"

لحقته من الخلف بسرعة لأنه تحرّك ليردف

"نحن لسنا بمسرحٍ هزلي هنا وي وي كوني عاقِلة لديكِ أطفالٌ و زوجٌ بالفعل"

"طَبعا أيها الرئيس، و حتى إن طلبت مني أخد دور سانتا لإسعادِ الأطفال لا مانع لدي أنا هنا للخدمة"

أردفت بأعيُن مبتسمة لكنه تجاهلها ليُكمل إعطاء المهام لها و توبيخ كل من يقف بالرواق.

..

فتحت ميلين باب الشقة بعد أن أدخلت الرمز السري لها لتُغلق الباب خلفها و تتجه نحو غرفة الجلوس.

أحضرت قنينة مياه لتضعها إلى جانبها ثم وضعت كُتبها على الطاولة لتجلس و تحدق بالساعة التي كانت تُشير للعاشرة و النصفِ صباحاً.

"حسناً ميلين لم يتبقى إلا القليل لتخرُّجِك كوني قوية!"

ضمّت قبضتيْها معاً بينما تتكلم بصوت مرتفعٍ لترتشف القليل من المياه و ترفع شعرها نحو الأعلى حتى لا يُزعجها.

و عندما حدقت بالكُتب لمدة نصف ساعة كاملة حتى تستعيدَ آخر درسٍ ظلّت به بدأت بالكتابة و العمل بتركيز.

لم بأخُد منها الوقتُ الكثير من الأمر في الحِفظ لأنها كانت تُرتب و تلخص كل درسٍ حتى يسهُل عليها الحفظ لذا هي مرت للتالي بسرعة.

مدّت ذراعيها نحو الأعلى لتحدق بالساعة التي ترن و تجد أنها إنتهت في الوقت المناسب.

و هذا لأنها تقوم بتدريب نفسها على الإنتهاء في الوقت حتى لا تُسحب منها ورقة الإمتحان أو تتأخر في الإجابة.

"الدراسة بكثرة تُشعرني بالجوع"

أردفت و هي تضع يدها على بطنها ليرن الجرس و تتسع عينيها لتردف بسعادة

"أظن أن طعام الغداء قد وصل هذا رائِع!"

جرت بسرعة نحو الباب و دونَ أن تتأكّد من الشخص على الكاميرا فتحت الباب لتتلاشى إبتسامتها فور رُؤيتها لوالدة ييشينغ.

"ماذا هل كُنتِ تنتظرين أحدهم؟ أعتذر إن كُنتُ قد خيبتُ ظنّك!"

أردفت والدة ييشينغ و هي تقهقه بينما تضع يدها على شفتيها لتدخل و تغلق ميلين الباب بينما تبتسم بتوتر محاولة نفي ما توصلت له الأخرى من إستنتاج.

"لا.. أنا فقط تفاجأتُ من قدومِك، كيف حالك أمي؟"

جلست الأخرى على الأريكة لتحدق بكم الأوراق و الكتب الهائل الموضوعة على الأرضِ و الطاولة و حتى الأريكة.

"أنا بخير لكن ماذا عنك؟ يبدو أنكِ كنت تدرسين بجد عزيزتي أتمنى لك التوفيق!"

"شُكراً لك"

إبتسمت و هي تُعيد إحدى الخصل خلف أذنها و تقف أمامها بتوتر لا تعلمُ ما عليها فعله لتُردف والدة ييشينغ فجأة

"صحيح أخبريني مالذي حصل الليلة الماضية؟ لِم ييشينغ كان غاضباً هو لم يفعل شيئاً لك صحيح؟"

رمشت ميلين مرتين بينما تُحملق بوجهها و هي بالفعل لم تعلم ما عليها قوله.

تُخبرها أنه قام بتوبيخها بسبب التدخين؟

هذا مُستحيل فهذا الأمر سيُفسد صورتها البريئة أمام الجميع و هذا ليس لصالِحها!

بدأت الأخرى بالضحك فجأة لتقف و تردف و هي تتوجه نحوها

"لا داعي للخجل عزيزتي لا تُخبريني بشيء فييشينغ أخبرني، إسمعي إبني غيور جداً و حصولك على صديق مقرّب ليس أمراً جيداً خاصة أنكِ ستصبحين زوجتهُ قريباً!"

هكذا إذن؟

الطبيب زانغ كذب على والدته أيضاً حتى لا تعلم شيئاً و يبدو أن كذبة الغيرة و الصديق المقرب قد خدعت والدته بسرعة!

بدأت ميلين بالضحك لمُجاراتِها حتى لا تظهر أنها لا تعلم شيئاً لتقوم بهز رأسِها بتردد و تردف

"أجل.. ذلك صحيح"

"حسناً ميلين إرتدي معطفك و دعينا نخرُج قليلاً معاً همم؟"

تمسكت بها منتظرة رداً لكن ميلين أشارت لكُتبها لتردف بهدوء

"آسفة لكنني لا أستطيعُ الخروج لدي دراسة على إكمالها و إن عاد ييشينغ في المساء علي أن أكون قد أنهيتُ كُلّ ما طلبهُ مني"

أغمضت السيدة زانغ كِلتا عينيها لتقوم بهز رأسها بالرفض لتردف

"نحن سنخرُج و نعودُ بسرعة دون أن يعلَم بالأمر، أنا وحيدة تماماً و أحتاج أحدهم ليذهب معي من أجل التسوق أرجوك"

بدأت تصنعُ تعابير لطيفة على وجهها بينما تسحب يدها لتنظر ميلين نحو الكتب ثم نظرت لها مُجدداً لتردف بتوتر

"نحنُ لن نتأخر صحيح؟"

"أعِدك بذلك!"

صرخت بنبرة حماسية لتدفعها بخفة نحو الأعلى حتى تذهب لإرتداء معطفها، لتجري ميلين بتردد و تضع معطفها عليها.

وقفت أمام المرآة حتى تُلقيَ نظرة على رقبتِها و رغم أنها لا تظهر إلا أنها وضعت الوشاح عليها لتنزل و تحمل هاتفها.

أحاطت الأخرى يدها حول ذِراعها لتخرجا معاً و عندما نزلت هي وجدت سيارة سوداء بالكامل مع السائق الذي ينتظر أمامها.

دخلت لتجلس ثم لحقتها السيدة زانغ و هي بالفعل كانت تبدو سعيدة جداً لدرجة أشعرت ميلين بالريبة مِنها!

لم تتوقف عن التحدث طوال الطريق التي كانت تُؤدي إلى السوق حيث تريد شراء الملابس لذا عندما وصلوا له نزلت بسرعة لتصفق بكلتا يديها و هي تتطلع لردة فعل ميلين.

"نحنُ سنقضي وقتاً ممتعاً هل أنتِ مستعدة؟"

"أجل مستعدة بالطبع، لكن لا يجب أن نتجاوزَ الساعة و النصف حسناً؟"

أردفت ميلين و هي تحدق بهاتفها لتهز الأخرى رأسها و تسحبها نحو الداخل.

"لا تقلقي نحن لن نتأخر لأننا سنذهب لمكان آخر أيضاً"

و قبل أن تتحدث ميلين أخدتها نحو أحد المحلاتِ الذي كان يعرض بعض الملابس و الفساتين التي بدأت بشرائها.

"ميلين لِم لا تُجربين هذا الفستان سيُناسبك كثيراً"

أمسكت فستاناً بنفسجي اللون لتضعه على ميلين بإبتسامة لكن الأخرى تراجعت للخلف لتنفي بكلتا يديها بإبتسامة متوترة

"آوه لا داعي لذلك الفساتينُ لا تروقني كثيراً"

حملقت بِها الأخرى بأعيِن دائرية لتحدق بالفستان و تُردف

"لكنه جميل جداً و سيُناسبك أيضاً هو بلون ييشينغ المُفضل"

الفستان كان جميلاً حقاً لكنها لا تستطيعُ تجربته لأنها ستُضطر إلى فضح رقبتها و هذا أمرُ محرج!

"آسفة حقاً لتخييب ظنك بي!"

"لا تقولي هذا سآخده من أجلِك، أعلمُ أنّك تشعرين بالخجل من إرتدائه أمامي لذا لا بأس"

"أنا حقا لا أريدها أ-"

"يا فتاة! سنأخد هذا أيضاً قومي بتغليفه من أجلنا من فضلك"

"حسناً سيدتي"

أخدته عاملة المحل منها لتذهب و تلحقها ميلين بنظراتِها لتتنهد و تضع يدها على جبينها.

كل هذا بسبب ييشينغ!

..

"إذن أنتِ رفضت الذهاب معي لأي مكان آخر، لم أكن أعلمُ أنكِ عنيدة ميلين!"

"أنا حقاً آسفة لو لم يكن لدي مهام لقضيتُ اليوم معك، أعِدك أنني سأخرج معك لاحِقاً"

أردفت ميلين بحزن و هي تمسك بيدها لتهز الأخرى كتفيها و تردف

"أنا سأغادر خارج البلاد من أجلِ العمل و لن أراكِ مُجدداً إلا بعد إنتهاء عقد عملي.."

إتسعت أعين ميلين لتقضم شفتيها بحسرةٍ و تحدق في الفراغ لوهلة حتى ظنت الأخرى أنها لن تتحدث لتردف بإبتسامة

"حسناً سأقضي معكِ باقي اليوم بشرط أن تجدي سبباً يجعلُ ييشينغ يسامحني لأنني لم أدرس"

و حسناً هنا السائق كان قد قفز مكانهُ من صرخةِ السيدة زانغ بسبب سعادتِها!

..

"أيها الرئيس، لقد إستيقظَ مريضُ الغرفةِ مئة و هو يسألُ عنك!"

جرت إحدى الممرضات نحوه بينما كان يُعطي التعليمات للعُمال الذين يضعون الأشجار المزينة في الأروقة بينما الأطفال يساعدونهم ليومئ لها بهدوء و يتجه للغرفة.

فتحَ البابَ ليدخل و يجد الفتى الصغير يحدق بالسقف بهدوء دون حركة ليتجه نحوه و يمسك يده

"هل إستيقظت أيها البطل؟"

جلَس إلى جانبه ليتنبه له و يبتسم، هو وقف بسرعة و قام بإحتضان ييشينغ بقوة متجاهلاً ألمَ مكان الجراحة ليردف

"أنا سعيدٌ لأنني إستطعتُ رؤيتك مجددا طبيب زانغ، أنتَ أعدتني للحياة"

بادله الآخرُ الحُضن بإبتسامة بينما يربت على ظهره بحنانٍ ليردف

"تمهل يا رجل أنتَ إستيقظتَ للتو لا يجب عليكَ أن تُجهِد نفسك هكذا"

"أنا بخير تماماً و متشوق لرؤية ميلين، أين هي الآن هل أستطيع الذهاب لرؤيتها؟ هل هي تعملُ الآن؟"

إنهالَ عليه بالأسئلة بينما يحدق به بفضول ليبعثر ييشينغ شعره و يردف و هو يُعيدُه لسريرِه.

"هي ستكونُ هنا في المساء و سنحتفل جميعاً بدخول السنة الجديدة، هل تريدُ الخروج لترى كيف أصبحَ المشفى؟"

أومأ له الآخر بسرعة بينما يقف لكن ييشينغ أعاده للجلوس مجدداً ليردف

"ليس قبلَ أن تشرُبَ دوائَك و أُحضِر لك الكرسي حتى تخرُج إتفقنا؟"

"حسناً!"

أردف بحماس ليُعيد إحتضان ييشينغ بينما يردد كلمة -أُحبك- بطريقة لطيفة!

..

"لِمَ نحن بالمشفى أمي؟"

نظرت ميلين نحو النافدة حيث الأضواء الخاصة بالمشفى و الساعة كانت تُشيرُ للسابعة مساءً بالفعل!

"ميلين، أعتذر أنا لن أسافر خارج البلاد و كل ما قُلته كانَ كذِباً، دعينا ندخُل و ستعرفين كل شيء في الداخل!"

بدأت دقات قلبها بالتسارع خوفاً لأن العديد من الأفكار تكاترث داخل رأسِها خاصة أنها هنا و تجهلُ ما سيحصُل في الداخل!

طوال اليومِ كانت والدة ييشينغ تحاول إقناعها بإرتداء الفستان لكنها لم تفعل و فقط قامت بتصفيف شعرها و غسلِه و وضع بعض مساحيق التجميل بالإضافة إلى العناية ببشرة وجهها.

هي كانت ترتدي بلوزتها الحمراء القاتمة و سروالها الأسود الضيق بالإضافة إلى حذائِها ذا العنق الطويل و معطفها.

خرجت من السيارة بينما تحدق بشفاه منفرجة لتلمح وي وي تحدق بِها من الداخل، و فور رؤيتها تحدق بها أيضاً هربت!

"هيا دعيناَ ندخل!"

أومأت لها ميلين لتبتلع ريقها و تلحقها، توجهتا نحو الداخل ليُفتح الباب الأتوماتكي.

نظرت نحو الأعلى تلحقُ تلك الشجرة الكبيرة و المزينة في المدخل لتبدأ بالإبتسام فور لمحها لباقي الأضواء!

المشفى أصبحَ أكثر جمالاً و زينة الميلاد زادتهُ بهجةً أكثر مِما كان عليه!

سحبتها والدة ييشينغ بخفة نحو الأعلى لتتوجها نحو المِصعد، ميلين كانت تطرحُ العديد من الأسئلة لكن الأخرى لم تكُن تجيب عليها بل تبتسم و حسب دونَ أن تقولَ شيئاً.

فُتح المصعد في طابقِ قاعاتِ الإجتماع لتسمع صوتَ الحديث و الضجيج و يزداد توترها.

الجميع موجود هنا و هذا ما لا تحبه هي، أن تكون مصدرَ الإهتمام!

"هيا ميلين أدخلي!"

"أين هو ييشينغ؟"

أردفت بينما تفرك أصابع يدها المرتجفة بتوتر لتردف الأخرى بإبتسامة هادئة.

"بإنتظارِك!"

دفعتها نحو الداخل لأنها أطالت الوقوف لتلِجَ نحو الداخل و كادت تسقط لولا تمسكها بنفسِها.

و عندما رفعت رأسها مُعيدة خُصلها الناعمة عن وجنتيها توقف الجميع عن التحدث ليبدأو بالتهامس و في كل حديث هي سمِعت إسمها!

يديها كانت ترتجف بشدة لأنها كانت تقف أمامهم بصمتٍ و لا تعلم ما عليها فِعله!

الجميعُ كان يرتدي ملابس جميلة جداً و كأنهم هنا للإحتفال!

والِدتها، تاو، و حتى والِدها الذي يجلس على الكرسي المتحرك بالإضافة إلى الفتى الصغير كانوا أمامها يبتسمون بهدوء.

"هل هذا وقتُ تحضرينَ بِه يا آنسة؟"

أردفَ ذلك الصوتُ من خلفها فجأة جاعلاً منها تجفلُ مكانها بحيثُ جعلت الآخرين يُقهقهون على ردة فِعلها اللطيفة لتستدير و تحدق بِه بأعيِن متسعة.

"ييشينغ مالذي يحصُل هنا!"

سحبت قميصه الأسودَ الذي يرتديه بخفة و قد همست و هي تحدق بِه بينما يحاول كتم إبتسامته ليتجاهلها و يردف

"بما أن عددنا أصبحَ مُكتمِلاً الآن دعوناَ نبدأُ أُمسيتَنا"

لكنه إستدار نحوها ليُشير لها بالخروج و اللحاقِ به و هذا ما فعلتهُ بسرعة.

..

"ييشينغ أخبرني بمالذي يحصُل؟"

أردفت و هي تقف أمامه تائهة و لا تعلمُ ما يحصل، فهو ليس من النوع الذي قد يُقيمُ حفلاً أليس كذلك؟

إقتربَ منها بهدوء ليضعَ كلتا يداه على وجنتيها حتى تهدَأ ثم طبعَ قُبلة مُطولة على جبينها ليُردف

"حان الوقتُ ليعلمَ الجميعُ أن أميرةَ مملكتِي قد ظهرت و عليهم إحترامُها و تقديرها!"

"ماذا؟ مهلاً لستُ مُستعدة"

أردفت و هي تبتعد عن الباب لأنه أمسك يدها و حاول سحبها للداخل لكنه إبتسم و أردف

"فاتَ الأوانُ عزيزتي"

إنسحبتْ خلفه بكل سهولة نحوَ الداخل ليأخدها نحو إحدى الطاولات ثم أمرَ الفتى الذي يحمل المشروبات بالتقدُّم.

أخَد كوباً من عصير البرتقال ليضعه أمامها و يشير لها بحاجبيه و عيناه أن تأُخده.

"إشربي حتى تُجهزي حلقكِ للتحدث هيا"

نظرت له بإمتعاضٍ بينما كتفيها مُنكمِشان لتمد يدها حتى تأخُد الكوب و تشرب منه ببطئ حتى لا تُنهيه بسرعة.

تقدم هو نحو الأمام حيث يقف الجميع ليطرق بخفة على إحدى الطاولات حتى ينتبِه له الجميع.

"إنتباه من فضلِكُم!"

أردف بجدية بنما يُمرر نظرَهُ على أعينِ الجميع ليُحدّقوا بِه بصمت.

"كما يعلمُ الجميع، لم يتبقى إلى بِضعُ ساعاتٍ تفصِلُنا عن السنةِ الجديدة، و بِصفتي المُديرَ المالِكَ للمشفى قررتُ إقامة هذه المُناسبة حتى تبقى ذِكرى راسخةً في أذهانِ الجميع"

صمتَ لِلحظةٍ ثم أكمل بهدوء

"جميعُنا بدلنا جُهداً في العملِ طوالَ السنواتِ الماضية، سهِرنا لفتراتٍ متأخرة من الليل و حضرنا من منازِلنا بأوقاتَ كُنا غارقينَ في نومِنا بِها، مررناَ بالعديد من اللحظاتِ و شهدنا العديد من الأحداث معاً بهذا المشفى، جميعُ الأطباءِ و المُوظفين هنا تم إنتقائُهم ليكونوا ضِمنَ الأفضلِ في البلاد، هناك من طُرِدَ لأنه تعدى على حدودِ الإنسانية و هناك من يُعاقبُ حتى لا يكرر ما وقعَ بِه من خطأ، و هناك من جاء إلى هنا بهدفِ التعلُّمِ و نحن بالتأكيد لم نُقصّر من جهودنا حتى نُقدّمَ له ما يُشبع رغبتهُ في التعلم!"

"الجدية، الإجابية، النّظام، و الإخلاص.. جميعُها صِفاتٌ إتفقنا على الإلتزامِ بِها حتى يتمَّ تأهيلُكَ لتكونَ هنا معنا، هناك من واجهَ صعوبة في التأقلُم و هناك من رفض الإنضمام بسبب القوانين لكنني لم أكُن لأقومَ بتغييرِها يوماً لأنه لولاها لما وقفَ المشفى على أعمِدته و لما كان ناجِحاً بهذا القدرِ و مُؤهلاً للمراكِز الأولى، اليوم! حان الوقتُ حتى أقومَ بشُكر كل من عملَ بإخلاصٍ و جد، أقدم شُكري لجميعِ الأطباء المُتميزينَ الذينَ أثِقُ بهم و الذينَ تدربوا على يدي بالطبع، بالإضافة إلى جميع المُوظفين و العمال و الحراس و الطباخين و عاملي النظافة و المُساعدين و حتى المُتدربين، و على ذِكر المتدربين، أعلمُ أن هناك من تغيّب بسبب إمتحاناتِ التخرج و أتمنى لهم التوفيقَ جميعاً!"

لمحها بنظرة خاطفة عندما صمتَ لتغص بشُرب العصير و تعلمَ أنه سيبدأُ بالتحدثِ عنها لذا تمسكت بكوبِها بقوة.

"أكبرُ مِثالِ بالنسبة لي على المُثابرة في العمل و تحمِّل الصعاب بالنسبة لي، و أريدُ من الجميعِ أن يأخُدَ عِبرة منه هو أن تكونَ مُضطراً إلى الدخولِ في هذا المجال، أعلمُ أن بعضكم سيقول من الغبي الذي سيدخله و هو لا يريدُ ذلك لكنني سأخبرُكم أن هناكَ شخصاً واحِداً هُنا تحدى صعوبة الدراسة طوالَ السبعِ سنوات، لامَس أطرافَ الموتِ عدة مراتٍ و ذاقَ مرارة العذابِ رُغماً عنه، سهِرَ لأوقاتٍ متأخرة من الليل و حرِم نفسه من الطعامِ و الخروجِ و الحُرية و الحُب و حتى السعادة.. حتى يُرضيَ و يُحقق حُلمَ أشخاصٍ تمنوا الوصولَ له لكنهم لم يستطيعوا ذلك!"

أنزلت ميلين كوبها لتقضم شفتيها و قد إرتسمت تعابيرُ الحُزن على وجهها و وجهه الجميع مُنتظرين من الرئيس إكمال تِلك القصة المُحزنة.

والدُ ميلين أنزل رأسه للأسفلِ يحدق بأصابع يده ثم رفعها فجأة و قد مررها على وجنتِه حتى يمسحَ الدموعَ التي نزلت على خديه.

والِدة ميلين أيضاً لم تستطِع رفع رأسِها بسبب الشعور البشِع الذي إنتابها مُجدداً لذا هي شعرت بالعارِ كونها السببُ في ما يحصُل.

"تعرفون عن من أتحدّث؟ هوانغ ميلين تقدمي إلى هُنا!"

أشار لها ليستدير الآخرون بتفاجُؤ ينظرونَ نحوها بشفقة كبيرة!

هي تقدمت بهدوء من بينِ الجميعِ بينما تِنزل رأسها نحو الأسفلِ لتصعد على تلك المنصة القصيرة و تقف بجانبِه بينما تفرك أصابع يدِها المُتوترة.

وضعَ يده على كتِفها لينظر ناحيتها و يمد يده حتى يرفعَ ذِقنها لتُواجِه الجميع و قد همسَ بخفة

"إرفعي رأسَكِ عالياً ميلين أنتِ عليكِ أن تكوني فخورة بنفسِك حان الوقتُ ليعلمَ الجميعُ مدى قُوتِك!"

نظرت له بتردد ليبتسم و ينظر لهم مُحدداً ليُكمل كلامه.

"قد يكونُ الأمرُ صادِماً لبعضِكم لكن نعم، ميلين هي أكثرُ شخصٍ قوي تحمل هنا ما لن يستطيعَ أحدٌ تحملَه، هي أكثر شخصٍ يستحقُ أن أكونَ فخوراً به و أقولها أمام الجميعِ دون تردد، لِمَ أُخبِركم بهذا الآن؟"

توقف عن التحدث ليمد يده و يُخلل أصابعه بخاصتها جاعلا منهم يحملون هواتفهم و يبدأون بالتصوير على الفور!

نظر نحو أعيُنِ ميلين بحُبٍ لفترة مُتعمداً ذلك حتى يأخدوا الصور التي يُريدونَها ليردف بعد ذلك

"لأنني وقعتُ بحبّها بكل بساطة! حنونة، رقيقة، عنيدة بعض الشيء، بريئة كثيراً، قوية جداً و الأهم من كل هذا أنها تُحب الطب كثيراً.. أليس كذلك ميلين؟"

أردف بإبتسامة جانبية بعدَ أن تذكر اليوم الأول الذي إلتقياَ بيه لتقهقه بخجلٍ و يبتسم الآخرون أيضاً

"الحُب ممنوع في المشفى أيها الرئيس!"

صرخ أحدهم من الخلف ليرفع الآخر رأسه و يُردِف و قد شعرَ برغبة في الضحِك لكنه حاولَ البقاء هادئاً

"لن أجيبكَ لأننا خارجَ العملِ الآن، أيضاً لم أقُل أن الحب ممنوع علي! أريدُ من الجميعِ أن يعلمَ جيداً بشأنِ ذلك و لن أقومَ بإخفائِه بعد الآن، دخول ميلين لهذا المشفى و لحياتي و حتى لقلبي جعلني أشعرُ بالتغيير الذي لن تشعروا بِه إلا عندما تقوموا بتجرِبته، هيَ منحتني العديد من الأشياء و أظهرت لي العالم َ من جانِبها الخاص، لم أكُن أعلمُ يوماً أنني قد أُقبِل على هذا لكن ميلين أُخبِرُك و أمام الجميع اليومَ مُجدداً هل أنتِ مُوافقة على الزواجِ مني؟"

إتسعت أعينُ والِدتها و تاو بصدمة ليليها والدها الذي تفاجئَ من الأمر، فهُم لم يتوقعوا شيئاً كهذا!

تعالت أصواتُ الآخرين في الخلفِ مُصدرينَ كلِمة -آوه- تعبيراً عن إعجابهم بالأمر و تشجيعاً لميلين حتى تنظُر لييشينغ و تُوافق بسرعة.

قلبُها و يديها كانا يرتجفان بقوة، لِم هذا الشعور الآن؟ هي تُريدُ البكاء بشدة وإحتضانه و الإختباء بين ذِراعيْه حتى تُخفي وجهها المُحمر و عينيها الدامعة من كاميراتِ و أعيِن الجميع!

و مازادَ الأمر خجلاً بالنسبة لها، هو تأكيدُ ييشينغ لقولِه و إخراجهُ لذلك الخاتم من جيبِه، إنحنائُه بطريقة سريعة و جلوسهُ على رُكبة واحِدة.

مهلا ألن يخجلَ من فِعل هذا الأمر؟ هي لم تتوقع أن يِقدِم على هذا التصرف و أمامَ الجميع خاصة أن هذا الفيديو سيتصدّر ترند الويبو في أقلّ من ثواني!

كل ما كان يُفكر بِه عقلُها كان لا شيء فهو توقف عن العمل و كل شيء كان يمرُّ بصورة بطيئة مع أغنية في خلفية عقلِها حتى تُناسِبَ المشهدَ أكثر.

"هيا ميلين وافِقي بسرعة!"

صرخ الفتى الجالس على كُرسيه المتحرك بحماسٍ مُنتظراً لحظة مُوافقتها، و كأنه أيقظها من شرودِها جاعلاً منها ترمِشُ مِذرِفةً الدُموع.

هي قامت بهز رأسِها بقوة دون أن تتحدث أو تفتحَ شفتيها فهي كانت تبتسم و تُحاول إمساكَ نفسِها حتى لا تبكي!

مدت يدها و قد كانت تهتز قليلا و عندما وضعَ لها ذلك الخاتم و كاد أن يقِفَ هي أسرعت في إحتضانِه بقوةٍ جاعلةً من الآخرينَ يُطلقون قهقهاتٍ و تهاني من أجلِ الثُنائي المُميّز!

"أنتِ بخير ميلين، لا تقلقي أنا معكِ لا داعي للإرتجاف، لن يستطيع أحدهم الآن التحدث معكِ بِما يُزعِجك!"

..

كانت تقِفُ وحيدةً لأن ييشينغ ذهبَ لإحضار الحلوى الخاصة بالميلاد لأن وقتَ العدّ قد إقترب لتشعر بنكزةٍ على كتفها و تستدير بسرعة.

"تاو!"

أردفت بإبتسامة و هي تنظر له بخجلٍ فهو قد شهِد ما حصل و هو لم يراها تفعل ذلك من قبل و أيضاً لم تحكي له عن من تُحبه يوماً لذا الأمرُ كان مُخجلاً أمام أخيها.

"أختي الصغيرة قد كبِرت و أصبحَ لديها حبيب بالفعل"

قامَ بٱحتضانِها و قد بعثَر شعرها بخفة لتُعانِقه أيضاً و تنظم لهما والدتها حتى تقومَ بإحتضانِهما.

"أنا سعيدةٌ جداً من أجلِك يا إبنتي، السيد ييشينغ سيعتني بِك و يُقدرك و يمنحُكِ الحبّ الذي لم أمنحُه لك"

أردفت بنبرة باكية لتُجيبَ ميلين و هي تمسك يدها

"لا تقولي هذا أمي، يكفيني أنكِ منحتني الحياة للعيشِ و المرورِ بكل تِلك التجارب التي جعلتني أزدادُ قوة و ثقة بنفسي"

قامت بتقبيل يد والدتها بإبتسامة هادئة لتسمع صوتَ تقدُّم كرسي والدها المتحرك نحوهم، هو لا يستطيع المشي لمدة مؤقتة بسبب الصدمة التي تعرض لها لكنه سيُشفى قريباً كما أخبرهم الطبيب المسؤول عن حالتِه.

"ميلين هل يُمكنني التحدُّث معك؟"

تلاشت إبتسامتُها على الفور لتشيح بنظرِها بعيداً عن عيناه الحزينة و تُردف نحو والدتها و كأنها لم تسمع ما قالَه.

"سأذهبُ لأساعِدَ ييشينغ أمي.."

و عِندما إستدارت هي إصتدمت بِه بالفعل لأنه كان يقف خلفها مُباشرةً، هو هزّ رأسَه نافياً و كأنه يُخبرها أن ما تفعله غير لائق لكنها حقاً لم تكن تتحمل التحدث معه أو الجلوس معه أو حتى النظر لعيناه.

"إمنحيه فُرصةً أخرى، أعلمُ أن قلبكِ طيب ميلين.. هو والِدُك بالنهاية"

كوّب ييشينغ وجنتيها بين يداه بينما يُحادِثها بهدوء و لُطفٍ شديدينِ لتتنهد و تردف عاقدة حاجبيها.

"أليس من حقي الغضبُ أيضاً؟"

"من حقّك لكن ليس بتِلك الطريقة، على الأقلّ إسمعي ما يُريدُ قولَه، لكن لا تتأخري أريدُ أن تدخُل السنة الجديدة و أنتِ إلى جانبي"

أجابَها و قد لمح والدها بنظرة خاطفة ليجد تعابير الحُزن تكادُ تنهشُ وجهه المُتعب و الشاحِب.

إستدارت مُجدداً نحو والدها لتذهب خلف كُرسيه المتحرك و تدفعه نحو الخارج حتى تتحدث معه..

..

وقفت عاقدة يديها لصدرها بينما تحدق بالأرضِ بصمتٍ دون أن تنبِسَ بحرفٍ واحِد لتسمعَ تنهيدَته و تشعُر أنه يُحدق بِها.

"ماذا هل ستتحدثُ أم لا؟"

أردفت دون أن ترمُش ليمد يده و يُحاول إمساك يدِها

"أنا أشعُر بالخجلِ و العارِ من نفسي، قلبي مُتألم بشدة يا إبنتي.. لم يعُد بمقدوري رفعُ رأسي مُجدداً"

إبتسمت هي بهدوءٍ على كلامِه و قد لمعت كِلتا عيناها، لِم هي سريعة البكاء هذه الأيام على أي حال؟

"و لِمَ تشعرُ بالعارِ و الخجل؟ أنتَ يجبُ أنت ترفعَ رأسكَ و تفتخِر بإبنتِك لأنها في الطريقِ الذي تُريدُه! أم أنني لم أصِل للمُستوى الذي تُريدُه بعد؟"

"لم أقصِد هذا لكنني تسببتُ في كُل هذا و علاقتُنا لن تعودَ جيدة بعد الآن"

"و هل كانت جيدةً مِن قبل حتى تعود؟ تذكر أن وضعنا دام على هذا الحالِ مُنذ سبعِ سنواتٍ و كان يزدادُ سوءً يوماً بعد يوم!"

أردفت بينما تحدق بِه بعِتابٍ ليُنزل رأسَه و يغطي وجهه بكِلتا يداه و يتنهد ليرفعَ رأسَه و ينظر ناحيتها.

"مالذي عليّ فِعلهُ حتى تُسامِحيني ميلين؟"

تراجعت قليلا للخلف لتُردف بهدوء و هي تتجِه نحو الباب حتى تدخُل

"لا تفعل شيئاً أنا سامحتُكَ بالفِعل أبي، ما حصلَ قد حصل و لن نستطيعَ العودة بالزّمنِ حتى نُصلِحَ أخطائَنا لِذا توقّف عن الشعورِ بالذنبِ على ما مضى و فكّر بما هو قادِم و حسب"

دخلت لتبتسم بوجه ييشينغ الذي كان ينتظِرُ دخولَها بينما ينظرُ لساعتِه اليدوية.

هو بادلها الإبتسامة أشار للجميعِ بالإقترابِ من الكعكة، والدها دخل أيضاً و توجه نحو زوجتِه و تاو ليقِف إلى جانبِهما.

الجميعُ أمسك يد بعضِه البعض و ميلين كانت تُمسك يد الفتى المريض من جهة و يدَ ييشينغ من جهة أخرى و قد إنعكَست أضواء الكعكة على أعيِن الجميع.

"حان الوقت دعونا نبدأُ بالعد"

صرخت وي وي التي كانت تحملُ طِفلها الذي يبلغُ السنة بين يديها ليبدأ الجميعُ بالعدّ بصوتٍ مُرتفع.

"خمسة، أربعة، ثلاثة، إثنان، واحِد!"

أفلت ييشينغ يدَ الطبيب الذي كان يُمسكها ليُسرعَ بتقبيل ميلين على شفتيها عندما تسارعَ الآخرونَ لإطفاء الشموع المُشتعِلة!

إتسعت أعيُن ميلين بشدة و لأنّ القاعة كان مُظلمة لبِضع ثوانٍ هي إستغلّت الفُرصة قبل أن يقومو بتشغيل الأضواء.

--

"إذن أنتَ إتفقتَ مع والدتكَ حتى تُحضِرني للمشفى؟ أيضاً إتصلت بأمي و تاو ليحضروا؟"

أردفت و هي تضعُ حزام الأمانِ بعدَ ركوبِها للسيارة ليهز رأسه و يُردف

"إتصلتُ بأخيكِ الأكبرِ لكنه كان مشغولاً بشيء ما و أخبرني أنكِ تعرفينَ ما هُو!"

"إلهي تذكرت! كريس سيطلُب يد يومي للزواجِ اليومَ أيضاً واه يالها من صُدفة جميلة، لا أعلمُ كيف مرّ الأمر بينهُما، علي أن أتصل لأعرِف"

أخرجت هاتفها بسرعة لكنها توقفت فور رؤيتِها للساعة التي تجاوزت الثانية صباحاً لذا قضمت شفتيها و هزّت كتفيها بهدوء

"لا أظن أن علي الإتصال بهذا الوقتِ المُتأخّر!"

قام بتشغيل السيارة حتى يذهبا للمنزِل ليُردف عاقِداً حاجبه

"هل درستِ شيئاً في الصباحِ قبلَ قدومِ أمي؟"

"أجل فعلت"

أردفت بإبتسامة جانبية لتُكمل و هي تعيد شعرها للخلف بغرور

"و كُنت سأنهي الكثيرَ لولا قدومي للحفل.."

"هل تقصدينَ أنني قاطعتُ أشغالكِ و دراستكِ يا آنسة؟"

أردف دونَ أن يُبعِد عيناهُ عن الطريقِ لأنها كانت مُزدحِمة لذا هي أجابت

"أجل كما تعلمُ أنا فتاة مشغولة طوالَ الوقتِ و أيضاً لدي أعمالي الخاصة كان عليكَ إخباري حتى أُرتّبَ جدولَ أعمالي من أجلِك!"

إستدار ليُحدق بِها بأعيُن مُتسعة و كان مُتوقّفاً بإشارة المرورِ ليعقد ذراعيه و يردف

"آوه حقاً؟ هذا فقط لأنك تدرُسين ماذا إن أصبحتِ تعملين، أظن أنكِ ستمرين من جانبي في المشفى و لن تنظُري لي حتى!"

رمشت مرتين لتكتم إبتسامتها و تتقدم نحوه لتضربه بخفة

"مالذي تقولُه كُنت أمزحُ و حسب أنا لا أستطيعُ أن أفعلَ شيئاً كهذا مُطلقاً"

رمش مرتين بينما لا يزالُ يرمُقها بنظراتٍ مُستغربة لتبدأ بالقهقة بلطفٍ و هي تمسحُ على ذراعهِ التي قامت بضربِها للتو.

"هيا إنها الإشارة الحمراء"

أردفت بينما تستند عليه و تحدق في الأمام ليهز رأسه و يُكمِل القيادة.

..

"عِندما أتخرّج، مالذي سيحصُل؟"

أردفت و هي ترتدي جواربها بينما تجلس على السرير ليقومَ بتجفيف شعرِه و يُردف و هو يتقدم نحوَها.

"ستعودين لمنزل والديك لتُكملي حياتك و تبحثي عن عمل"

نظرت له بوجهٍ خالٍ من التعابير بصمتٍ ليقهقه و يقوم بإحتضانه حتى سقطت للخلف ليُردف

"إلهي كُنتُ أُمازِحُك، بالتأكيد سنقومُ بحفلِ زفافٍ كبير جداً و بعدها سنذهبُ في عُطلة إلى جُزر المالديف، ما رأيُك؟"

"عُطلة، و الطبيب زانغ؟ هذا يبدو شِبهَ مُستحيل، أخبرني كم مُدة العُطلة؟"

قبّل وجنتيها لأنه كانَ قريباً مِنها أو يعتليها بينما يتمددان على السرير ليُجيب

"كم تُريدين؟ هذا حسبَ مُدة إستعدادِك التام للعودة"

قامَ بغمزِها بينما يبتسم بجانبية لتعقد حاجبيها و تردف بإنزعاج

"مالذي تقصِدُه؟ لا تبدأ بالتحدث هكذا مُجدداً ييشينغ"

"حسناً حسناً أنا آسف، لكنني أخبرتُكِ بالحقيقة و حسب لأنني لا أحب الكذِب"

"هل تقصد أنني أكذب؟"

أجابت بفضولٍ و هي تحدق بِه بأعين ناعسة لأن الوقت تأخر و هي تشعر و كأنها ستغفو في أي لحظة

"هل قُلت ذلك؟ لم أقُل شيئاً صغيرتي أنا فقط أُخبرك أن الكذب غير جيد همم؟"

ماذا هل يُحاول التلميح لشيء ما الآن أم ماذا؟

"هل تقصد الكذِب الذي كُنت أقوله في بداية تدريباتي؟ آوه لا تخبرني أنك لا تزالُ تتذكر"

"لقد كان من الممتِع الإنصاتُ لكذِبك رغم معرفتي بالحقيقة أتعلمين؟"

تورّدت وجنتيها بشدة لتحاول الجلوس و إبعاده عنها لكنها لم تستطع ذلك لأن ذراعيه يُحكمان إمساكها.

"أنتَ تتعمّدُ إحراجي أليس كذلك؟ لدي دراسةٌ في الغد و لديك عملٌ أيضاً الوقتُ تأخّر و علينا النوم"

"أنظروا من يأمرُ بالذهابِ للنوم، أيضاً غدا سأقضي اليومَ معكِ هنا بالمنزِل لأنه يومُ عُطلتي و حتى أدرُس معك"

تنهدت بوجههِ ليِغمض عيناه و قد إرتفع شعره نحو الأعلى لتردف

"ألستَ مُتعباً؟"

هز رأسهُ بإبتسامةٍ لطيفة أظهرت غمازتهُ ليُردف

"لكنكِ تبدينَ كذلك، كُنت أنوي أن نسهرَ معاً لكن لابأس سنُعوّضُ كل شيء بالعُطلة حسناً؟"

أومأت له بهدوء ليقوم بطبعِ قُبلة سريعة على شفتيها ثم نهض من مكانه حتى يُغلِق الأضواء.

...

إستيقظا صباحاً بوقتٍ واحد بسبب هاتف ميلين الذي بدأ يرن لتُجيب بتعب، لكنه أبعدت الهاتف عن أذُنها بسبب صراخ يومي.

هي أخبرتها بعرض الزواج الخاص بكريس و كم هي سعيدة بذلك و أيضاً أنهما عُرضا للزواج بنفس اليوم، بالإضافة إلى الصور و الفيديوهات الخاصة بييشينغ و ميلين التي إنتشرت بالويبو بشكل شائع و أصبح الجميعُ يعلمُ بالخبر.

أغلقت الهاتف بعد ساعة من التحدث بعد أن أمرها ييشينغ أن تبدأ الدراسة لأنه لم يتبقى إلا خمسة أيامٍ على الإمتحان.

هي أغلقت الخط و ذهبت للحمام ثم نزلت للأسفل لتجد موتشي يجري بالمنزل دون سبب و هو يُخرج لسانه.

توجهت للمطبخ حتى تُساعدَه بإعداد الفطورِ ثم تناولاه معاً ليُصفق بكِلتا يداه عندما إنتهت و أمسكت هاتِفها تقرأ تعليقات الصور التي إنتشرت

"هيا إلى الدراسة، أعطيني ذلك الهاتف"

مدّ يده حتى يسحب منها هاتفها لتلحقه يدُها حتى تأخده لكنه وضعه بجيبِه الخلفي و أمسكها من ملابسها ليسحبها للخارج نحو غرفة الجلوس.

جلست بمللٍ أمامَ الكُتب و قد إنتابها شعور موحِش بشأن الدراسة لكنه إستمر بتشجيعها أنه سيأخدها لتناول العشاء في الخارج او فِعل كل ما تُريدُه.

لكنه رغم ذلك لم يمنع نفسهُ من ضربِ يدها بتلك العصا الصغيرة عِندما تُخطئ أو تقبيل يدها عندما تُجيب بشكلٍ صحيح.

مرّت الخمسُ أيامٍ بسرعةٍ كبيرة و ها هي الآن تحمل حقيبة ظهرِها و تمشي يمينا و يساراً بتوتر، تشعر بألمٍ في بطنها بسبب الخوفِ من الإمتحان.

هي تجهزت و إرتدت ملابسها و كانت تنتظر نزوله حتى تُخبره أنها ستذهب مع يومي و لا داعيَ لإيصالِه لها.

"ييشينغ، ستمر يومي لنذهب معاً لذا يُمكنك الذهاب للمشفى"

هو كان يضع ساعته اليدوية بينما ينزِل من السلالم ليُردف بهدوء مُتوجها نحوها

"حقاً؟ لكنني سأكونُ قلِقاً عليك، دعيني أوصلكما حتى أراكِ تدخُلين قاعة الإمتحان"

وضعَ يداه على وجنتيها و قد إحتواها عِطرُه الذي تحبُّه بشدة لتردف

"سأتصل بِك لأُعلِمك بوصولي، علي المرور للمنزل حتى أُلقيَ نظرةً على أمي بما أنه قد تبقى بعض الوقت لذلك"

"حسناً كما ترغبين، لكن توقفي عن القلق و التوتر حسناً؟ أنتِ بالفعلِ بذلتِ جُهدكِ في الدراسة و الإمتحانُ سيمرُ بشكلٍ جيد"

زفرت الهواء تحاول تنظيمَ أنفاسِها لتردف

"ماذا إن توقّف عقلي عن العمل و أُصبت بنوبة بكاء أو جنون و نسيتُ كُل شيء؟"

قهقه هو بخفة على كلامِها ليقوم بتقبيل جبينها و يُردف بينما يسحبُ وجنتيها بقوة

"ضعي كُل ما بيدِك و خُدي نفساً عميقاً، تذكري أنكِ مررتِ بالكثير و إمتحانُ بسيطٌ كهذا لن يُحطّمك، أيضاً تذكري الهدايا الكثيرة التي ستحصُلين عليها بعد تخرُّجِك، حاولي تخيل أشياء تجعلُكِ سعيدة و تُهدئ أعصابك"

"حسناً سأتخيلُك معي إذا، و عندما أواجه صعوبة في حلّ أحدِ الأسئلة سأعتبرُك تفكر بِه رغم أنك لا تُطيل في الإجابة، و عندما أحصُل على الإجابة بنفسي سأكتبها!"

قهقهَ مُجدداً على شكلِها و هي تتحدث بشِفاه مرتجفة، هو نزع وِشاحهُ ليضعهُ حول رقبتِها ثم أردف و قد قام بإحتضانِها

"أتمنى لكِ حظاً مُوفّقاً"

بادَلتهُ الحُضن بقوةٍ و هو بالفعل إستطاع الشعور بدقاتٍ قلبِها المتوترة و علِم أنها لا تزالُ متوترة بشدة!

..

مرّت لمنزل والديها و أخدت منهم بعض التشجيع بالإضافة إلى أخويها أيضاً، ثم ركِبت سيارة يومي لتبدآ بالتحدث طوال الطريق و الصراخَ و سماعَ الموسيقى حتى يُزيلا التوتر.

و عِند وصولِهما للكُليّة كُل واحدة عانقت الأخرى و توجهت لقاعتها الخاصة.

دخلت ميلين لتتوجه نحو الأعلى و تجلِس، وضعت قنينة مياه بجانبها و لوازِمها الخاصة ثم ضمّت الخاتمَ الذي يتوسّطُ إصبعها و أغمضت عينيها بقوة.

و بعد دقائِقَ كان الإمتحان قد بدأ بالفِعل و الجميعُ أنزل رأسَهُ على ورقتِه بتركيز...

..

"ميلين كيف كان إمتحانتُكِ النهائية يا إبنتي؟"

أردفت والدة ييشينغ نحو ميلين الشاردة، فهي كانت تُفكر في النتائج و هل ستنجحُ أم لا.

الجميعُ كان يجلِس في غرفة الجلوس، والداي ميلين و السيد و السيدة زانغ و كريس ثم يومي و تاو عدا ييشينغ الذي كانت لديه عملية طارِئة و لم يتسطع القدوم.

"جيدة.."

أردفت هي بهدوء لتلمح يومي بنظرة خاطفة و تجده تتحدث مع كريس بتواصل بصري سرّي.

"آوه أتمنى لكِ النجاح، يقولون أن النتائِجَ ستٌعرضُ بعد أسبوع أليس كذلك يومي؟"

تحدتث والدة يومي التي لاحظت خروج إبنتها عن حوارهم لترمش الأخرى مرتين و تقهقه بدل الإجابة لأن كريس كان يُحاول نزع حذائها الذي ترتديه من أسفل الطاولة.

"أجل أجل أمي!"

أردفت بسرعة عندما رمقتها ميلين بنظرة قاتلة جعلتها تبتلع ريقها بتوتر، فموضوع النتائج يُعتبر جدياً بالنسبة لميلين و يومي لا تهتم حتى..

ربما لأنها تعلمُ أنها ستنجح!

..

كانت تجلِس أمام الحاسوبِ بمُنتصفِ النهار بينما تهز قدمها بقوة، تُحدّق بالساعة ثم بالموقِع الخاص بالنتائج.

"صغيرتي لا يزالُ هناك ساعة على إنزالِهم للنتائِج لِم تنتظرين مُنذ الآن؟"

أردف ييشينغ المُتمدد على الأرض حيثُ كانَ يعلبُ مع موتشي الذي كان يقوم بعضه بخفة لتضع ميلين يديها على وجهِها.

"هُناك شيء داخل عقلي يُخبرني أن إجاباتي كُلها كانت خاطئة!"

"آه موتشي أصبحتَ تعُض بقوة يا فتى!"

أردف ييشينغ بنبرة منزعجة نحو الجرو مُتجِاهلا هلوساتِ ميلين لأنه إعتادَ عليه لكنه وقف بعد فترة ليجلس بجانبها و يُمسك كِلتا يديها حتى يقومَ بتشجيعها طوال ساعة الإنتظار.

لكنها رُغم ذلك لم تهدَأ.

"إلهي إنها الواحدة و دقيقة، هيا أدخل بسرعة ييشينغ لا أستطيع أن أفعل ذلك بنفسي سأذهبُ لهناك و أخبرني أنني رسبتُ بصوتٍ مرتفع!"

أغمضت عينيها بقوة لتجري بعيداً نحو المطبخِ لكنها ضربت رأسها بالباب و وقعت أرضاً.

"عزيزتي هل أنتِ بخير؟"

وقفت ليتجه نحوها ثم ساعدها على الوقوفِ، هو كان يحاول كتم ضحكته لأنها ستغضبُ و تُصبح درامية كثيراً

"لستُ بخير و اللعنة!"

"هل أصبحتِ تلعنينَ ببساطة؟ حسنا لن أقولَ شيئاً لأنكِ لست بوضعٍ يسمحُ لكِ بالهدوء، هيا إجلسي أمامي"

جعلها تجلِسُ في الجهة المُقابِلة له ليجلس هو في الجهة الأخرى أمام الحاسوب و يعقد حاجبيه ليبدأَ بفتحِ الموقع.

هي كانت تراقب تعابير وجهِه بأعين متسعة بينما تضع يديها أسفل ذِقنها.

هو فجأة بدأ بالتأتأةِ بينما يقوم بهز رأسِه لتردف بإنفعال

"رسبت؟ أليس كذلك، أنا رسبت؟ كُنت أعلم"

"مهلا أنتِ لم ترسُبي لكن الحاسوب يحتاج للشحن هذا فقط، أحضري الشاحن بسرعة!"

جرت نحو الأعلى لتبحث عن الشاحن ثم جرى هو نحو الباب بسرعة ليقوم بفتحِه و يدخل كريس و تاو و الجميع، والديها ووالداه و حتى يومي التي كانت تحمل باقة أزهار دوارِ شمس كبيرة.

هُم قاموا بالإختباء بأماكن إستعداداً لوصولِها و عندما تأكد ييشينغ من النتيجة نزلت هي لتخبره أنها لم تجد الشاحن.

"ييشينغ لم أجده، أمُتأكدٌ أنك وضعتُه في الغرفة؟"

"ميلين لقد ظهرت النتائِج"

أردف ببرودٍ لتشعر برُكبتيها كالهُلام، خاصة تعابير وجهه تِلك جعلتها تفقد السيطرة على الكلام.

"و ماذا أ- أيضاً؟"

وضعت يدها على صدرِها الذي بدأ يرتفع و ينزل بسبب أنفاسِها التي تسارعت، هو لاحظ أنها على وشكِ أن يُغمى عليها لذا قرر الإسراع في إخبارها.

"و النتيجة كانت، أنّك.."

"ناجِحة!"

صرخت تِلك الأصوات من خلفِها لتهرب نحو ييشينغ بسرعة و تتمسك بِه لأن ذلك كان و أخافَها بشدة.

إستدارت لتجد جميعَ من تعرفه يقفون خلفها و هي بالفعل لم تعُد لها القدرة على الوقوف لذا جلست أرضاً و بدأت بالبكاء لتُردف

"هل نجحت؟ أنا أصبحتُ طبيبةً الآن أليس كذلك؟"

"أجل نحجتِ ميلين، و أخيراً تخرّجنا!"

عانقتها يومي بعد أن جلست أرضاً أيضاً ليقوم تاو بمد يده نحوَها، و عندما فتحها نزلت تِلك المفاتيحُ لتنفرِج شفتيها بصدمة.

سيارة!

مرّ ذلك اليومُ بالإحتفال و إستقبال التهاني و الهدايا، هي لم تتوقع أن يقومَ والِدها بإحتضانِها كما أن تاو و كريس أخبرانِها أنه من زعَم على شِراء السيارة و لم يدعهما يفعلانِ ذلك!

صحيحٌ أنها كانت تُفكّر في كيف ستتحدث معه، لكنه من بدأ بعِناقٍ قوي مُردداً كلمات الفخر، لم ترى والِدها سعيداً بذلك القدر من قبل فهو لم يتوقف عن الإتصال بالعائلة و أصدقائِه ليُخبرهم أن إبنتَهُ قد تخرّجت و أصبحت طبيبة كما كان يُريد.

..

"هل ندخُل؟"

"تِلك النجمة التي تلمعُ بشدة، إنها تُشبِهكَ تماماً"

أشارت بيدِها نحو السماء ليقترب و يقوم بإحتضانها من الخلفِ بينما يُحدّق بالأعلى

"كيف ذلك؟"

سأل بهدوء بينما يتأمل الغُروبَ من أعلى التلة التي تُطّل على حقلِ أزهار دوارِ الشمسِ لتُردف

"هذا لأنكَ لامعٌ و مُضيئ دائِماً، أنت تُنيرُ قلبي بحُبّك كل يومٍ و أشعرُ أنك تفعل ذلك بطريقة مُختلفة كُل ثانية تمر و نحنُ معاً!"

"حبيبتي أخبرتُكِ هل ندخل؟ أم أنكِ لستِ مُستعدة بعد مُجدداً؟"

تجمدت مكانها بسبب كلامِه لترمش مرتين، لكن لم هو علي أن يقومَ بقمعِها في كُل مرة تحاول هي بِها الأعتراف له بعد صراع داخلي طويل؟

"لقد كُنت أُخبرك بكلامٍ رومانسي قبل قليل هل تجاهلتني للتو؟"

إستدارت لتردف بأعينَ ضيقة ليُقهقه و يُردف مُحيطاً كِلتا يداه حولها.

"و هل هذه هي المرة الأولى التي تتعمدينَ بِها تغيير الموضوع و مُقاطعتي عن التحدث؟"

"نحو بدأنا للتو بشهرِ عسلِنا لِم أنت مُتسرع لهذا الحد"

"مهلا مُتسرّعٌ على ماذا؟ عن ماذا تتحدثين؟"

توقفت عن العبث بقميصه لتحدق بِه بتساؤُل دونَ أن تقولَ شيئاً

"لقد قُمت بتجهيز العشاء لكن لا أظن أنك مستعة لتناوله مُجدداً أليس كذلك؟"

أردف بإبتسامة جانبية لتعقد حاجبيها و تصرخ بوجهه ثم جرت بعيداً

"أنا أكرهُكَ كثيراً تعلمُ هذا أليس كذلك؟"

بدأ بالضحكِ بقوة على شكلها و هي تذهبُ بعيداً نحو شاطئ البحر من الجهة الأخرى ليلحقها و هو بالفعل لم يتوقف عن الضحك

"أجلْ أعلم و لكن تعالي إلى هنا فأنا أُحبك و لن أسمحَ لك بالغضب و نحنُ بعُطلتِنا!"

"أم تُريدينَ مني العودة للمشفى؟ لا أظن أن وي وي ستتولى القيادة بشكلٍ جيد"

أمسكَها ليقوم بوضع يديه أسفل رُكبتيها ثم قام بحملِها بينما هي تعقِدُ ذراعيها.

"هل تريدين العودة؟"

أردف بإبتسامة و هو يأخدها نحو مسكنِهما ليدخل و يضعها على طاولة المطبخ.

"لِمَ لا تعودُ بنفسك، أنا لازِت بعطلتي لكنك المسؤول عن المشفى"

"حسناً أذا سمِعتُ أن هناكَ طائِرة في الساعة العاشرة، سأذهبُ لأجمعَ حقيبتي"

أومأ لها بعد أن أردف بجدية و هو يخرج من المطبخِ لتتسع عينيها بشدة و تجري لتقفز على ظهره مُطيحة ذِراعيها حول رقبته.

"أنتَ لن تذهب إلى أي مكان و إلا.."

"و إلا ماذا؟"

أردف بعد توقفه مكانه لتحاول النزول لكنه إبتسم بجانبية و أحكم إمساكَها ليُردف

"أظن أنه قد حان الوقتُ المناسبُ لتسديد الديون حبيبتي!"

"مهلا لا! كُنت أمزح ييشينغ"

بدأت بضربه على رأسه لأنه كان يتجه نحو غُرفتهما لذا هو أردف

"فات الآوان، كُل ضربة بعلامة"

..

"نظفّي هنا جيداً! و أنتِ تحركي لعملِك الوقوفُ في الرواق ممنوع!"

أردفت وي وي بصوتٍ مرتفع نحو الممرضة السمنية لتصرخ الأخرى

"و من أنتِ حتى تأمُريني بما علي فِعله؟"

توجهت نحوها وي وي لتحدق بها ببرود و تُردف

"المسؤولة عن المشفى في غياب الرئيس و زوجتِه، هل لديكِ مانع؟ هيا تحركي لعملكِ و إلا ستُعاقبين!"

صرخت بنهاية كلامِها لتجفل الأخرى و تذهب بعيداً نحو عملِها.

بالنهاية الجميعُ يجزى على أعمالِه في هذه الحياة.

و بقدرِ ما أُعطيتَ أنتَ ستأخُد!

مهما طال الوقتُ الذي تجري به في ذلك الطريق الطويل الذي تأملُ أن تصِل له فهو حتماً ما سينتهي و ستصل إلى ما تُريده.

مهما كَثُرت الصِعابُ و مهما تراكمت المشاكِل على كاهِلك تأكد أن بُقدرتِك إزالتُها بعملِك الجاد.

وقوفكَ أمام بابِ النجاح الذي لا يفصلُ بينكما سوى بِضع خُطواتٍ هو بمثابة التحدي الذي وضعتكَ الحياةُ بِه حتى تُظهِر للجميعِ مدى قوتك على تحمُّل ما لم يكُن بإستطاعتهم تحملُّه.

الأفضل، الأعلى، و الأعظم، لن تسمع تِلك الكلمات إلا عندما تدفعُ بخطوةٍ نحو الأمام بنفسِك.

ما تُريدُ و ما تطمحُ و تطمعُ بالوصول له لن يتحقق إلا بإرادتكَ و عزمِكَ على تحقيقه و ليس الحُلمَ بِه و تخيُّلَه.

لا تهتم لما يقولُه الآخرون عنكَ، سواء كانَ لقبُك دودة كُتبٍ أو المهووسَ بالدراسة أو حتى المُجتهدَ صاحِبَ النظارات.

دعهُم يقولون ما يشائون، دعهم يرشربونَ نخبَ الفشلِ و يحتفلون بمُناسبة الرسوبِ.

أُنظر لنفسِك، إسهر من أجلِ مُستقبلِك، جاهِد من أجلِ راحتِك، إتعب من أجلِ سعادتكِ، إفعلها من أجلِ إسمك و إبتعد عن من يُسبب لك فُقدان الأملِ فكُل ما يعرفونه هو رُؤيتك في مقامٍ منحط و ليس في مرتبة لم يطمحوا في الوصولِ لها.

كُن قائداً و زعيماً و واجِه الحياةَ في أي موقفٍ وضعتكَ بِه حتى تُثبِثَ لها أنك لست سهلاً و ضعيفاً كما يظُّن الآخرون.

ميلين بكت، تعِبت، جاهدت، تعرّضت للموت، لكنها كانت راضية على حُكمِ الحياة في النهاية و أتبثت لها أنها أقوى مِما تظن.

لا تقُل أنكَ لا تستطيع، بل حارِب لتجد نفسكَ قادِراً على خلقِ المُستحيل.

The End.

.💜.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top