Chapter°5°


•••••

Meilin Pov:

تِلك الغبية يومي أحيانا تُفكر من مكان آخر غير عقلِها، ثُم ماذا؟ أتقرب إلى الطبيب زانغ وأصبح حبيبته!!

هي أخدت ركلة على مؤخرتها مني بقدمي بعدما بدأت بوصف ما يجب أن أفعله ليَتصرف معي بشكل جيد، لا أريد ذلك تشه..

هي أخبرتني أن أُغريه وأتصرف بتغنج وأحاول التقرب منه لكنني لست بتلك الجرأة حتى أفعل ذلك وسأرضيه بالعمل الجاد مِثلما يُريد فهذا أهم بكثير..

لا يهم عدد الساعات التي سأعملُها أو كم سأتعب لكنني أريد أن أُتبِث له أنني لست غبية كما يراني..

صحيح أنني مُجبرة على العمل والدراسة بهذا التخصص لكن لا حلّ آخر غير الإستسلام والضغط على نفسي!

أخدت بعض الصور للطعام كالعادة فلدي بصفحتي على الويبو مجموعة لا بأس بِها مُعجبون بما أتناوله وأضعه كوني طبيبة تتناول الأطعمة السريعة!

رُغم أن العديد من الأطباء ينصحون بالإبتعاد عن تِلك المأكولات لكنني أرفض تِلك الفكرة، فقط أخبروني كم سنعيش حتى لا نفعل ما نشاء؟

دخلت للمنزل ولم أجد كريس وأظن أنه ذهب لِلعب كرة السلة مع أصدقائه، أمي وأبي لم يكونا موجودان لِذا أنا فقط فتحت تِلك الغرفة لأجد تاو يجلس على الأريكة ويلعب ألعاب الفيديو وهو يصرخ بالسماعة التي برأسه..

تاو هو أخي الأوسط وكريس الأكبر وأنا الصُغرى، تاو يعمل لدى مجلة للأزياء وهو عارضهم الخاص ويجني ماله الخاص لكنه يلتصق هنا بالمنزل ولا يريد الذهاب للسكن وحيداً بسبب أنه يخاف من أن يظل لوحدِه بالمنزل لِذا هو فقط ينتظر شريكة حياته أن تظهر وتعيش معه!

أما كريس فهو يصنع الموسيقى من أجل إحدى الوكالات وطوال الوقت بغرفته غير نهاية الأسبوع فهو يخرج لإكتشاف العالم و الحيوانات..

قد تستغربون لما نحن ثلاثة أبناء بالصين.. لكننا لم نولد بِها بل خارِج البلاد لأن أبي كان ينتقل كثيرا بسبب عمله لكن الآن نعيش هُنا..

ماذا عني؟ أنا مجرد آخر العنقود الغير مُدللة و المُلتزمة بالدراسة الجادة والعمل الشاق، أحياناً أفكر أنني لست إبنتهم لكنني أتراجع عن ذلك عندما أتذكر أنني إبنتهم بالفِعل..

كريس وتاو توجها للذي يُريدانه وفعلا ما يُحبان، لكنني وقعت في الحُفرة التي حفرها أبي والذنب الذي يشعر بِه..

أمي كانت تريد دراسة الطب وكانت تتمنى أن تُصبح طبيبة لكنها لم تستطع الوصول إلى ما تريد بسبب رفض والديها..

وعند زواجها بأبي هو وعدها أن يجعل إبنتهما تدرس الطّب فقط ليُحقق لها رغبتها في الوصول ورؤيتي أصبح طبيبة ناجحة..

ما ذنبي حتى أولد فتاة واللعنة؟

هو لا يعلم أن هذا يُحطمني، أمي تخبره أنها لم تعد تريد ذلك لكنه يملك رأساً يابِساً ولا يريد التراجع عن قرارِه..

في المرة الأولى التي صدمني أنني سأصبح طبيبة المستقبل رفضت وعاندت وقُمت بشرب مجموعة من الأدوية حتى غِبتُ عن الوعي..

الأمر أنني لا أريد أن أُسجن بتلك الدراسة وأضيع مُستقبلي بشيئ لن أنجح بِه، لكنه عاند رُغم أنني كنت على وشكِ الموت..

أحياناً أفكر بالهرب بعيداً لكنني لست بتلك الشجاعة حتى أتخد قراراً خطِراً كهذا، كنت أبكي كثيرا بالليل عندما أرى أصدقائي يخرجون مع بعضهم البعض وهم يُحبون ما يفعلون لكنني بدل ذلك مُلزمة بتناول الكتب من الحِفظ حتى يُرهق تفكيري وأصبح نحيلة بشدة..

لطالما كنت أتمنى أن أصبح رسامة مشهورة لأنني أحب ذلك بشدة وأعطي بِه أكثر فتِلك هِوايتي بالنهاية، لكن بدل ذلك.. القدر أخدني بطريق أخرى رُغماً عني...

End Pov.

دخل لمنزله بعد إغلاقه للباب و هو يحمل هاتفه بيدِه ليردف بهدوء بسماعة الهاتف..

"همم أسمعُك! هل أخبرتيهم أننا خرجنا لتناول العشاء الأسبوع الماضي بالفِعل؟ لكنني مشغول تعلمين أنني المسؤول عن كُل شيئ.. هل ستعودين قريباً ؟ فهِمت، إلى اللقاء!"

أغلق الخط ليبتسم نحو موتشي ويحمله ليبدأ باللعب معه ثُم وضع له الطعام ليعيد حمل هاتفه وتفقد صفحتِه الخاصة وبعض الأسئلة من المرضى الذين يُتابعونه..

لكنه توقف فور لمحه لصاحبة صورة الخنزير وأزهار دوار الشمس قد قامت بنشرِ صُورٍ للأطعمة المُضرة مُجدداً..

دخل لغُرفته ليقوم بتشغيل المُكيف ونزع قميصه ليتمدد على سريره بهدوء واضِعاً إحدى يداه أسفل رأسِه..

كانت هي تتمدد على سريرها وتحمل هاتفها ليصلها إشعار بأن أحدهم قام بإعادة نشر منشورِها..

عقدت حاجبيها لتدخل إلى الإشعار وتتسع عيناها فور وجودها للطبيب زانغ قد قام بإعادة نشر المنشور الذي يحمل صُور الطعام وكتب فوق كل صورة عدد السعرات الحرارية و كمية الدهون والأضرار والسكر التي تحملها تلك الأطعمة..

"ما شأنه الآن ليتدخل بشيئ لا يخصه بحق الجحيم؟"

جلست مكانها وهي تُبعد قناع الوجه المُرطب الذي كانت تضعه لتبدأ التعليقات بالتوافِد وحتى الأشخاص الذين يُتابعونه قامو بإعادة نشر لتِلك الصور مع تحذير للآخرين بعدم تناول الطعام السريع..

"هل هُم يعبدونه أم ماذا؟"

صرخت بنفادٍ صبر وعصبية لا تعلم ما عليها فِعله حِيال هذا الأمر ليبدأ الأشخاص الذين يتُابعونها بالتعليق أسفل ذلك المنشور

"تباً هل هذا ما كنتِ تريدين إطعامنا طبيبة ميلين؟"

"يقولون أنها لم تصبح طبيبة بعد، هي مُجرد متدربة يا رِفاق هل تُصدقون الأمر؟"

"أنا لن أقوم بمتابعتك مرة أخرى، الطبيب زانغ يعرف ما يُفيدُنا أكثر مِنك أيتها الفاشلة"

"هي تتناول ما تشاء ولا يزيد وزنها وتكذب أنه لن يحصل لنا أي مكروه، هل تعيشين معنا؟"

"لول أتمنى رؤية وجهها الآن!"

ضغطت على الهاتف لتقوم برميه حتى إرتطم بالخزانة وإستمرت الإشعارات في التزايد لتقف مُجددا وتذهب لإحضارِه لتحدق بِه وتبدأ بالكِتابة..

"لم أكُن أعلم أنكم لا تعلمون أن هذه الأطعمة غير صحية لكنكم كنتم تحاولون إقناع أنفسكم بالعكس، لا يهمني إن لم يتابعني أحدهم هذه صفحتي وسأنشر ما أريد، ليس من حق أي أحدهم في التدخل فيما أتناوله، ذلك جسدي و أنا أحق بِما أفعل!"

أصابعها كانت تكتب بسرعة وغضب والشرار يتطاير من عينيها لذا هي فقط ضغطت على جهة الإرسال ليكون منشوراً عاماً يصل الجميع ثُم قامت بتسجيل الخروج بعدما حذفت الصور لكي لا يصلها أي شيئ مِنهم لتذهب للنوم فعليْها الإستيقاظ بعد أربع ساعات للذهاب للمستشفى..

إبتسمَ هُو بجانبية بعد رُؤيتِه لرد فعل الجميع وردة فعلها ليهمس بهدوء..

"تعملين لدي وتنشرين القذارة؟ مُستحيل! من الآن وصاعِداً أنتِ مُراقبة آنسة ميلين، لن أسمح لكِ بتشويه سُمعتي!"

ضغط على زر المُتابعة وتشغيل وضعية الإشعارت ليصله أي شيئ تقوم هي بنشرِه ليرمي هاتفه جانباً ويقوم بتشغيل التِلفاز الذي بغرفته ليذهب للإستحمام..



°°

الهاتف إستمر بالرنين بصوت تاو الذي وضعتْه ميلين كمنبه لتنزعج و تستيقظ وهذا ما حصل بالفعل وأغلقته قبل أن يوقِظ الجميع..

نظرتْ للنافدة لتجدَ السماء لا تزال مُظلمة لتشعر برغبة في البكاء، هذا هو اليوم الأول وحسب وتشعر وكأنها تريد العودة لسريرها وإحتضانه..

ماذا سيحصل في الأيام القادمة؟

توجهت نحو الحمام لتغسل وجهها وتنظر للمرآة لتجد أعينها مُنتفخة، هي تشعر أنها تريد النوم أكثر وهذا أمر مزعج بحق!

رفعت شعرها القصير نحو الأعلى لتسقط الخصل الأخرى على رقبتها وجبينها لكنها لم تهتم ووضعت مُرطباً لشفتيها..

هي حتى لا تعلم أين وضعت حقيبة المكياج خاصتها آخر مرة لذا لم تعطي أي لعنة للبحث عنها وبدأت بإرتداء ملابسها مُغمضة العينين دون أن تضع مساحيق التجميل على وجهها غير المُرطب..

إرتدت حذائها لتحدق ببلاهة في الغرفة وتحمل معطفها الطبي وحقيبتها لتنزِل و تخرج من المنزل لتتفاجئ بوقوف تاو مع سيارته ونظاراته الشمسيةوملابسه المُلونة فور فتحها للباب..

أغمضت عينيا بقوة لتعيد فتحهما ورمشت مرتين لتردف

"هل هذا أنتَ تاو أم أتخيل!"

"أنه أنا ميلين هيا إركبي سأوصلك، لدي طائرة لهاواي بعد قليل.."

"حسناً ولكن لِم ترتدي نظارات شمسية والشمس لم تُشرق بعد؟"

رمش مرتين ليرفع نظاراته نحو الأعلى ويفتح الباب ليبتسم

"شُكرا لك تاو تاو"

رفعت يدها لتبعثر شعره وتدخل ليُغلق الباب ويدخل أيضاً ليقوم بإصالِها وتوديعها ليذهب من أجل جلسة تصوير بهاواي..

توقفت أمام المشفى لتتنهد بعُمق وخيبة و تعبٍ وكل المشاعر السيئة لتسمع صوت سيارة إسعاف قادمة من بعيد وتعود للخلف قليلاً..

خرج الأشخاص الذين كانو بالداخل لتظهر إمرأة في الثلاثين من عمرها مع رجل يبدو كزوجِها ومعهما طِفل مُمدد على السرير وغائب عن الوعي وقد وُضِع قناع الأكسجين على أنفه..

"أرجوكم أنقدو طِفلي بسرعة هو يموت"

صرخت الأم بصوتٍ باكي ليحاول الأب تهدئتها لكنها استمرت في البكاء لذا أسرعت ميلين نحوهم وإرتدت معطفها الطبي لتسأل المُمرض عن حالته..

"إسيقظ ليلا وسقط من أعلى السلالم على رأسِه، هُناك إحتمال أن يكون قد حدث لهُ نزيف داخلي ونحتاج لإقافه على الفور!"

صرخت والدته أكثر لتنظر لها ميلين وتردف بتردد

"إهدئي أرجوكِ سيدتي، إبنك سيكون بخير نحن سنفعل ما بوسعِنا لإنقاده!"

دفعت السرير مع الممرضين بسرعة نحو الداخل ليتعبهما والدي الطفل وتصرخ ميلين فور دخولها..

"فلتقومو بتجهيز غرفة العمليات على الفور، الطفل لديه نزيف داخلي.."

أومأو لها ليبدأو بالإسراع وتجري هي نحو الأرقام الموضوعة للعاملين بالمُستشفى لتجد رقم الطبيب زانغ وتتصل عليه من هاتفها ويداها ترتجفان بشدة..

"مرحبا ؟"

أردف بصوتٍ ناعِسٍ لتردف هي بسرعة و خوف، قلبها كان يضرب بقوة شديدة أيضاً

"أيها الطبيب زانغ هناك حالة طارئة نحن نحتاجُك ولا يوجد أحد هُنا!"

أتسعت عيناه ليرمي الغطاء عنه بسرعة ويردف وهو يرتدي ملابسه بينما يضع الهاتف على كتِفه..

"إبقي معي على الخط، ما هي حالة المريض.. هل قُمتِ بالإجراءات الازِمة؟"

"طلبتُ منهم تجهيز غرفة العمليات، هو طفل في الحادية عشرة من عُمره سقط من أعلى السلالم على رأسِه وهناك إحتمال أن يكون لديه نزيف داخلي.."

أردفت وهي تتوجه نحو الغرفة لتطرق الباب على مكتبِ لو فين النائم بالداخِل لتوقظه بسرعة..

"طبيب لو فين إستيقظ بسرعة!"

"ميلين دعيكِ منهم جميعاً وإسمعي ما سأقوله لك!"

صرخ هو بالجهة الأخرى لتتصنم مكانها وتنفرج شفتيها مستعدة لمَ سيقوله ليردف وهو يدخل لسيارته ويغلق الباب ليُسمع صوت المُحرك..

"أريد منكِ تهدئة الوضع هناك، أسرة الطفل يجب أن تكون مُرتاحة، أخبريهم أنني قادِم وأطلبي منهم تجهيز كل شيئ"

"ماذا إن حصل شيئ للطفل قبل قدومِك؟"

أردفت هي بنبرة قريبة للبكاء لتسمع تنهيدته وصوته الهادئ بعدها

"ثِقي بي..سأكون هُناك بعد ثلاثِ دقائق!"

هزت رأسها لتأخد نفسا عميقا بعدما أغلق الخط لتنظر لِفين الذي إستيقظ وبدأ بالتحديق بِها لتردف

"هيا فين هناك حالة طارئة!"

سحبته من ذِراعه ليتبعها وتبدأ بتنفيد ما أمرها الطبيب زانغ بفعله، هو كان يسوق بسرعة كبيرة ولم يتأخر لأن منزله ليس بعيداً عن المُستشفى ودخل فوراً ليجد عائلة الطفل متواجدون بالفعل وميلين تحاول تهدئة الأم بقنينة من الماء..

رفعت نظرها لتجده قادماً و تتنهد براحة  لتضيع نظراتُها بشعره العشوائي والمُبعثر نحو الأعلى، أزرار قميصه الأولى المفتوحة، أكمامه المرتفعة، وجهه الضائع وليس الجاد كالعادة..

هي تمنت لو أنها قادرة على أن تقوم بالعملية لتجعله فخوراً بِها لكنها ليست مُؤهلة من أجلِ ذلك بعد!

مر من جانبِها بطريقه نحو غرفة العمليات ليضع يده على كتفِها ويهمس بخفة

"أحسنتِ عملاً!"





يُتبِع...💜

✨💜✨

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top