Chapter°42°
-تنزل من فوق ديناصور التايريس الوردي الطائر-
نانا تُحييِكم!🍷
أتمنى الكل يكون واضع حزام الأمان عشان ما تطير ملابسكم زي المرة يلي فاتت😳😂🔥 اتخيلو وصل عندي شورت بيه صُور باربي الكافرة استغفرالله🌚!
••••••
أمسكت برقبتِها بعد أن جلست على الأرضية لتسعُل بقوة و هي تننفس بصعوبة.
مُستحيل! كيف علمت تِلك الممرضة بذلك و هي متأكدة أن لا أحد قام برُؤيتِها على ما تظن!
لكنها بالفعل رأتها عندما دخلت لمكتبِه بذلك اليوم!
هي شعرت بالخوفِ كثيرا و الألم بجميع أعضاء جسدها لذا وقفت لتخرُج بسرعة لدرجة أنها كانت تجري نحو مُستودعِ الأدوية!
فتحت الباب بيديها المُرتجفة لتبدأ بالبحث عن أي دواءٍ مُهدئ يعجلها تسترخي قليلاً.
هي لم تُلاحظ أنها تُسقِط كل ما حولها و فور لمحِها لعُلبة الدواء التي كانت تتناولُها سابِقاً أخدتها لتقوم بفتحِها بينما يدُها تهتز!
أخدت حبتينِ لتقومَ بِبلعِهم ثم إرتشفت القليل من الماء من الصنبور الموجودِ هناك لتجلس على الكرسي بهدوء تأخُد أنفاسَها.
"لم أكُن أريدُ العودة لك لكن لا حلّ آخر!"
أردفت و هي تمسك بالعلبة بقوة لتضعها بجيبِها، و عندما شعرت أن أعضائها إسترخت و لم تعُد مُتشددة و مُنضغطة وقفت بخمولٍ لتبدأ بترتيب ما تسببت به من فوضى لتخرُج من المستودع و تصعد نحو الأعلى بخطواتٍ ثقيلة.
"ميلين إذهبي للكشفِ عن مريض الغُرفة رقم ثلاثمئة و قومي بتغيير ضمادتِه!"
مدت لها تلك الطبيبة الورقة لكن الأخرى رفعت يدها لتردف بهدوء.
"أعتذر لكن لدي الكثيرُ من المهامِ علي أنهائُها حتى أُقدم التقارير للرئيس!"
أخدت خطواتِها مُبتعدة و هي تضع يدها على الحائِط حتى لا تسقُطَ لتُكمل عملها.
هي مرت من جانب غرفة الفتى الذي تحدث إليها آخر مرة و وجدتهُ يجلسُ وحيداً هناك.
فتحت الباب لتدخل و تبتسم له لتتسع عيناه و يقف ليتوجه نحوها حتى يُعانِقها.
"طبيبة ميلين إشتقتُ لكِ كثيراً"
"طبيبة كلمة كبيرة جداً علي، ناديني ميلين فقط، إتفقنا؟"
أردفت و هي تُبادله العناق ليومئ لها و تتوجه حتى تجلِس على طرفِ سريره.
"كيف حالُك اليوم؟ هل تتناول وجباتِك و أدويتك بشكلٍ جيد؟"
"أجل أفعل! أنا أنتظِرُ ألعابَ الفيديو"
أردف و قد تمسك بمعطفها الطبي بينما ينظر لها بأعيُن الجراء لتبتسم و تمسحَ بيدِها على شعرِه لتُجيب.
"لقد طلبتُه من أجلك قبل يومين و سيصِلُك الليلة إلى غُرفتك لكن لا تسهر كثيراً حتى لا تتعب"
"لا أحب أن أسهر طوال الليل لأنني أشعر بالوحدة، ماذا عنك؟"
"عني أنا؟"
أشارت لنفسِها لتحدق في الفراغ و تُردف بعد أن تذكرت الأيام التي لم تنم بِها بشكل مُتواصِل.
"لا بأسَ معي بالسهر فقد إعتدت على ذلك، لا أشعُر بالوحدة لأنني أغرقُ و أشغلُ تفكيري كثيراً لذا لا بأس معي، لا يهم حتى لو سهِرتُ لأسبوع لا أحد يهتم"
هزت كتفيها بينما تبتسِم بهدوء لينظر لها بصمت، لمَ هي تبدو و كأنها على وشكِ البكاء في أي لحظة؟
مُجرد نكزة و ستنفجِر، لكنها تُقاوِم!.
"هل أنتِ بخير؟"
أردف بهدوء بينما يُدقق بملامِح وجهِها لتنظر له بأعين متسعة و لامعة و هي تقِف
"نسيتُ أن علي إكمالَ عملي، أراكَ لاحِقاً حسنا؟"
لوّحت له لتخرُج بسرعة ثم أغلقت الباب لتستنِد عليه و تضع يدها على صدرِها.
هيَ لن تبكي.. لن تفعل لأنها يجبُ أن تكون أقوى أكثر بقليل من ما كانت عليه من قبل.
لكنها تشعرُ أنها وصلت للحدّ، للسقف و لا يُمكنها الصعودُ أكثر!
تُريدُ حقاً أن تكونَ شُجاعة أكثر بقليل لكن الأوضاع من حولِها تُسقِطها نحو حُفرةٍ عميقة لا نهاية لها.
و كلما تظن أنها وصلت للقاعِ تجد نفسها تخطت مرحلة طويلة و لا يزالُ أمامها الكثير و لا زالت صامِدة.
"كُل شيئ سيكونُ على ما يُرام ميلين، أنتِ ستتخطيْن كل ذلك لوحدِك و دونَ مُساعدة أي أحد!"
أردفت بعد أن تنهدت براحة مُحاولة إخماد ما أُشعِل بقلبِها لتُخرج تلك العلبة و تأخد حبة أخرى لتقومَ بِبلعِها و الإنطلاقَ نحو العمل حتى تُكمِل المهمات.
و هي كانت تفعل ذلك بعقلٍ نائم و غائب عن الحاضِر بسبب الدواء الذي يجعلها تُصبِحُ أقلّ كلاماً و أكثر رغبة في الوحدة.
"هيا إذهبي و قومي بهذه المهمات التي كتبتُها"
وقفت الممرضة أمامها لترمي تِلك الورقة عليها و تُمسكها الأخرى بهدوء لتُحدق بها.
أعمالٌ خاصة بالتمريض و هي تدرُس الطب الجراحي، رائِع!
إستدارت حتى تذهب بخطواتٍ هادئة لتنظر لها الممرضة بإستغراب و تتقدم حتى تدفعها لتُسرعَ لكن الأخرى سقطت على رُكبتيها.
نظرت لها بأعين متسعة فهي سقطت بكل سهولة لأن رُكبتيها كالهُلام و مجرد لمسة بسيطة جعلتها تركعُ على رُكبتيها.
إبتسمت بجانبية لتجلس القرفصاء أمام وجهِها و تُردف بسخرية
"هل هذه هي الطبيبة التي ستجعلني أغادِرُ المشفى؟ يالكِ من ضعيفة هيا قفي حالاً أنتِ تجلسين في الممر و هذا ممنوع!"
دفعت رأسها لكن الأخرى لم تكُن لها القدرة للرد عليها و وقفت بصمتٍ لتُغادر لإنجاز تِلك المهام!
..
أرتشفت بعض المياه عندما أنهت عملها و تبقى لها التقارير، جلست بالمكتبة أمام الحاسوبِ و قبل أن تقوم بتشغليه لمحت إنعكاس وجهها عليه.
لِمَ هي تبدو هكذا؟ شاحبة و مُرهقة و هالاتُها السوداء بدأت بالظهورِ بعد أن إختفت منذ مدة!
"سأُخيفُ المرضى هكذا لا أُشعِرهم بالراحة!"
أردفت بسخرية و هي تقوم بتشغيل الحاسوب لتبدأ بالكتابة بسرعة حتى تنتهيَ باكِراً و تعود..
توقفت لِلحظة لتتذكر أنها ستعودُ للمنزل!
"لا أريد الذهاب للمنزل"
همست بخفة لتحدق بالساعة و تجدها تُشيرُ للثامنة و النصف مساءً لذا يبدو أن يومي إنتظرتها كثيراً و رحلت أيضاً.
"لن أذهب!"
أردفت و هيَ تسترخي على كُرسيها و تُغمِضُ عينيها بهدوء محاولة أخد قسطٍ من الراحة و يبدو أنها بحاجة للكثير من النومِ بالفعل!
"هوَ حتى لم يُرجِع لي هاتفي، يظن أنني سأذهبُ له حتى آخُده لكنني لن أتحدث إليه مرة أخرى..."
عادت للكتابة على الحاسوبِ مقاومة النومَ الذي بِها حتى أنهت كل التقارير لتقف و ترتدي وِشاحها ثم مِعطفها حتى تخرُج.
حملت حقيبتها على ظهرِها لتخرج من المكتبة و تأخُد طريقها نحو الأسفل بهدوء إلى أن وصلت للباب.
"أراكِ غداً ميلين!"
أردفت وي وي بإبتسامة لكن الأخرى مرت من جانبها دون أن ترد أو تقولَ شيئاً.
أخدت دراجتها لتُغادِر المشفى و تبتعِد عن طريق منزلها متوجهة نحو الأسواقِ حيث النهر و الشوارع التي تعج بالناس و المحلاتِ الكبيرة و عرباتِ الطعام.
نزلت من دراجتِها لتبدأ بالتجول بهدوء و هي تدفعُها بخفة بينما تمر من أمام البائعين بخطواتٍ ثقيلة حتى يدومَ وجودها هناك لأطولِ فترة ممكنة.
رفعت الوشاحَ السميك حتى تُغطيَ أنفها و شفتيها بسبب البرد لتتوقف فورَ لمحِها لتلك الفتاةِ التي تحملُ سيجارة بين شفتيها أمام البائع الذي يمد لها الولاعة.
تقدمت لتحدق بِها بإستغراب فهي نادراً ما ترى الفتياتِ يُدخننَ و هذا أمرٌ غير جيد بالنهاية!
"إلى ما تنظُرينَ يا فتاة؟ هل تُريدينَ شراء شيئ ما؟"
أردف البائع و هو يمد لها علبة السجائر الوردية تِلك.
هل أصبحت السجائر مُزينة أيضاً؟
قهقهت الفتاة الأخرى بسخرية لتُغادر المكان و تعقد ميلين حاجبيها لتدفع دراجتها و تترُك يد البائِع مُمتدة في الهواء.
"تعالي لدي سجائر إليكترونية من النوعِ الخاص هي رائجة هذه الفترة بين الشبابِ ستُعجبك!"
تجاهلت كلامهُ لتُكمِل طريقها لكنها توقفت لِلحظة لتستديرَ مُجدداً جاعلة من إبتسامتهِ تتسعُ أكثر!
عادت لتقف أمامه و تحدق بتِلك الطاولة الموضوعِ عليها الكثير من أنواعِ السجائِر لتُردف و هي تُنزل وشاحها عنها قليلاً.
"هل لديك نوعٌ يجعلني أنسى كُلّ ما مررتُ بِه؟"
"و بنكهة الفراولة أيضاً!"
مد لها عُلبة كاملة لتضم يدها التي تضعها بجيبِها، لا بأسَ بالتجربة لمرة واحدة أليس كذلك؟
إن كان ذلك سيُنسيها ما يحصل حولها فهي مستعدة لدفعِ أكثر من ثمنهِ الأصلي!
..
جلست على حافة الجسر حيثُ الصخور لوحدِها لتُخرِج سيجارة واحدة و تقوم بإشعالِها.
نظرت للدخانِ الأبيضِ الذي تصاعَد منها لتلعق شفتيها و تقومَ بتقريبِها حتى تضعها بين شفتيها.
أخدت كل ذلك الدُخان لتشعرَ بالفوضى تتخللُ رِئتيْها و صدرها لتبدأ بالسُعالِ بقوة بينما تُمسِكُها بين إصبعيها.
"سُحقاً ما هذا الطُعم السّام؟"
أردفت عاقدة حاجِبيها و هي تبتلع ريقها حتى تُبلل حلقَها الجاف لتُعيدَ وضعها بين شفتيها و أخدَ نفسٍ آخرَ لكنها شعرت برئتيها تحترِقُ هذه المرة لأنها كانت تبتلعُ ذلك الدُخانَ لا تُخرِجُه.
نظرت للعُلبة و التعليماتِ المكتوبة عليها لتبدأ بتطبيقها، و عندما كانت على وشكِ إكمالِها لتلك السيجارة شعرت بجسدِها يرتفع في الهواءِ و كأن أحدهم أمسَكها.
"مالذي تفعلينهُ و اللعنة؟"
صرّ على أسنانِه بعد أن أردفَ بحدة أمام وجهِها و هو يُمسكها من ملابسها و قدميها بالكاد إرتفعت عن الأرضِ قليلا حتى ظلت أصابِعها من تلمس الصخور.
نظرت له بأعيُن ضيقة ثم أطلقت
-تشه!- ساخِرة جاعلة من ذلك الدُخانِ الأبيضِ يخرُج من بين شفتيها الوردية و يِداعبُ وجههُ الغاضِب.
"رائِع، البائِعُ مُحق و أنا بدأتُ أرى أشياء من المُستحيلِ وقوعهُا!"
أردفت بإبتسامة جانبية و لم تُبعِد عيناها عن خاصته ليقومَ بهزّها بقوة
"ميلين مالذي يحدثُ معك، كيفَ إنتهى بِك الأمرُ هكذا، مالذي تناولتيهِ بالضبط!"
عقدت حاجِبيها بغضبٍ لتبدأ بمُحاولة الفكّ من بين قبضتيه لتُردف بصُراخ و نبرة ثقيلة
"إبتعد عني هذا ليس من شأنِك!"
دفعته عنها و كادت تسقُط للخلف لولا إمساكُه لها مجدداً لكنها إستمرت بالإبتعاد و دفعِه إلى أن رفع يده و قام بصفعِها حتى توقفت.
لحظاتٌ من الصمت...
شعرُها كان يُغطي وجهها المُستديرَ للجهة الأخرى و هو شعر بالصدمة مِما أقدمَ عليهِ و لم يقصِد حقاً ضربها.
لكن رؤيته لها تقومُ بالتدخين هو أكثر شيئ أشعلهُ و أصبحَ و كأنه بركان هائِج، فمن المُستحيل أن يسمحَ لها بأن تذهب بذلك الطريق مهما كانت ظروفُها التي لا يعرفُ عنها شيئاً.
كتفيها بدآ بالإهتزازِ لأنها بدأت بالضحك بينما تضعُ يدها على وجنتِها، نظرت له بأعيُن مُمتلئة بالدموع بينما بدأت إبتسامتها تختفي و تُخلّفُ بعدها شهقة من البُكاءِ!
"ميلين أنا لم أقصِد-"
"لا بأس! يُمكنك ضربي و الصُراخ بوجهي و إهانتي كما يفعلُ الجميع، فأنا إعتدتُ على الأمر و أظن أنني بدأتُ أتأقلم مع الوضعِ الذي أنا بِه"
أمسكت بيدِه لتبدأ بضرب نفسِها بِها لتُردف
"لِم توقفت؟ هيا قُم بصفعي مُجدداً، قُم بالصُراخ بوجهي و أنتَ لا تعلمُ شيئاً هيا إدفعني حتى أسقُط و أشعر بالألم أكثر مِما أنا عليه!"
صرخت بوجهِه و هي تدفع يده و تُعيد دفعهُ لتُشير لنفسِها و تُردف
"أترى هذا الوجه؟ أنا.. قاومتُ حتى كدتُ أموت، سهِرتُ بنفسي و درستُ لوحدي و شعرتُ بالألمِ لوحدي و سأستمّرُ في المُقاومة إلى آخر نفسٍ و حتى أصِل إلى النقطة التي أريدُ الوصول لها، تجاهُلك لي و عدم مُعاملتك لي كالآخرين و تصرُّفاتُك الوقحة معي تطعنُني بشدة لكنني لن أقول أنني إكتفيت لأنني أعلمُ جيداً أنني لا أهمُّك!"
"أنتِ تهُمِنني ميلين!"
أردف بهدوء لتُخلل يدها بشعرِها و تُشير له لتُردف ببرود
"إبقى بعيداً عني إذن!"
أمسكت دراجتَها لتُغادِر المكان تارِكة إياه هناك يقفُ دونَ أي حركة أخرى.
زفرَ الهواء بسخطٍ لأن الأوضاعَ معها تُصبِحُ أكثر سوءً و هذا أمرٌ لم يُفكّر بِه من قبل.
..
دخلت للمنزِل لتجد عائلة يومي هناك، تنهدت بحسرة قبل ظهورِها أمامهم فهي الآن مُضطرة إلى أن تبتسم و تتظاهرَ أنها بخير رغمَ أنها عكسَ ذلك!
"لقد عُدت!"
أردفت بصوتٍ مسموعٍ و لا يخلى من البحة بسبب أخدها للهواءِ البارد و الجارِح في الخارج لتبتسم و هي تتقدمُ نحو غرفة الجلوس.
"مرحباً بِكُم!"
إنحنت بإحترامٍ لتعانق يومي و تجلس إلى جانبها على طاولة الطعام لأنهم كانوا يتناولون العشاء.
وضعت لها والِدتُها الطعام ليُكمِلوا ثرثرتهُم و ضحِكهم بينما هي كانت تضعُ يدها على وجنتِها و تلعبُ بالملعقة داخِل الصحنِ الخاص بِها.
"كيف كان يومُكِ ميلين؟"
سأل والِدُ يومي بإبتسامة لكنها لم تتمكن من سماعِه لأنها كانت شاردة مما جعل الجميع يتوقفُ عن الطعامِ و ينظُر لها مُنتظراً ردّها.
"ميلين؟"
وضعت يومي يدها على كتِفها لترفع الأخرى رأسها و تجدهم يُحدقون بِها لتردف بهدوء.
"هاه!"
"سألكِ أبي كيفَ كان يومُك؟"
أردفت يومي بإبتسامة لتعيد الأخرى خصلاتِ شعرها خلف أُذنِها بخجلٍ و تردف
"آه أعتذر، لقد كان جيداً و مُتعِباً بعض الشيئ"
"أنتِ تبدينَ مُرهقة لم لا تنامينَ قليلا؟"
أردفت والِدتها لتهز هي رأسها نافية و تُردف بإبتسامة
"أنا بخير أمي، العشاء لذيذ أيضاً سلِمت يداك!"
بدأت بتناول الطعام رغم أن رغبتَها بِه قليلة لتُحدق بها يومي بإبتسامة باهتة هي و كريس، تاو لم يكُن موجوداً لأنه ذهب في رحلة و سيعودُ في الغد و والِدها كان ينظر لها من زاوية الطاولة بينما لم يلمِس من طعامِه إلا القليل.
جلسوا معاً لتناول الحلوى و هي كانت تريدُ فقط الذهاب للنومِ حتى تستطيعَ الإستيقاظَ باكِراً، و أخيراً وقفت عائلة يومي لتقومَ بتوديعهم.
"أراكِ في الغدِ ميلين!"
لوّحت لها يومي بإبتسامة و هي تُغادر مع والدها لتلوح لها أيضاً و تصعد نحو غُرفتِها.
هي وجدت أنهم وضعوا الستائِر في الباب و الحمام و حول حوضِ الإستحمام.
حدقت بغُرفتها بهدوء لتدخُل للحمام و تُطلق المياه الساخنة، ملئت الحوض بالصابون لتدخل و تُدخل رأسها أيضاً إلى أن شعرت أن أنفاسَها ستنقطِعُ ثم عادت للصعودِ حتى تأخد هوائاً تُنعِشُ بِه رئتيها المُدخّنة.
بدأت بالتحديق بأصابِع يدها و أظافِرها بينما تجلس بالمياه لتُردف بهدوء.
"هل كُنت قاسية عليه؟ لا أعلمُ كيف تفوهتِ بكل ذلك الكلام أتمنى أن لا يأخدهُ على محملِ الجد.."
هي بالفعل ليست من النوع الذي يقسو على أحدهم و تندمُ لمجرد إنتهاء الأمر، تشعرُ بالذنبِ رغم أنها المُخطئة و تلومُ نفسها وهذا يجعلُ قلبها يمرضُ و يُصبح أكثر ضُعفاً و أشد همـًّا!
"حتى أنني لم آخُد هاتِفي!"
ضربت وجهها بالمياه لتُكمل إستحمامها و تخرج حتى تغير ملابسها، إرتدت بيجامتها الصوفية و جواربها لتذهب لسريرِها.
حملت حاسوبها لتحدق به، تريد الدخول لموقعها و إمضاء الوقت في التحدث و نشرِ الصور لكن رغبتها بذلك ضعيفة لذا فقط أغلقته لتستديرَ و تنام.
ظهر رأسُ والِدها ليحدق بها و هي نائِمة و تستدير لجهة الحائِط.
تقدم بهدوء ليرفع الغطاء حتى يُغطي كتفيها ثم وضع مفاتيحَ سيارتِه بجانب رأسها مع ملاحظة صغيرة.
•خُدي السيارة و إذهبي بِها، الجو يكون بارِداً صباحاً على الذهابِ بالدراجة!•
غادرَ الغرفة بهدوء كدخولِه ليتوجه لغرفته و ينام، لكن عقله كان مشغولاً بالتفكير فيما آلت إليه الأمور مُؤخراً.
..
الآخرُ لم يستطِع النوم و صورتها و هي تنفِثُ الدُخان من بين شفتيها أمام عيناه جعله يتنهدُ للمرة المئة بهذه الليلة المُثلجة.
وقف أمام نافدته الكبيرة عاقداً ذِراعيهِ لصدرِه ليُبعد أحد يداه فجأة و ينظر لها، تِلك اليدُ التي إمتدت و قامت بضربِ وجنتِها الباردة.
لم يسمح لوالِدها بصفعها و ها هو الآن يلوم نفسهُ لأنه قامَ بذلك.
هو فقط كان يُفكر فيما تفعله هي الآن، و مالذي تُفكّرُ به و كيف تشعرُ بعد تصرفه.
حتى أنه نسِيَ إعادة هاتفها لها و الذي لم يستطِع التفتيشَ بِه أكثر، حتى أنه لم يجد الوقتَ الكافيَ ليفعل ذلك.
أخرجَهُ من الدُرجِ ليقوم بفتحِه ثم وقفَ إصبعه أمام لائحة الصُور.
لا يملكُ صوراً لها على هاتِفه و على الأقل سينعمُ برؤية جميعِ صورها و أخدها حتى يحفظَها لديه.
دخل لمعرِض الصُور الخاصة بها ليتمدد على سريره و بدأ بمُشاهدتها الواحدة تلو الأخرى بإبتسامة خافتة.
أدارَ المزيدَ من الصور ليجدَ صُوره، متى أخدت تٓلك الصِور؟
"هل كُنتِ تأخدين الصور بالسّر؟"
أردف بهدوء و هو يُحدق بصورتِه و قام بإرسال جميع صورها إلى هاتفه إلى أن وصل لتِلك الصورة و إعتدل بجلوسِه عاقِداً حاجبيه.
"مالذي تفعلهُ صورة هذا السافِل هنا؟"
أردف بغضبٍ ليقومَ بحذفها على الفورِ و هو تمنى حذف ذِكراهُ من ذاكِرتها أيضاً حتى لا تعودَ للتفكيرِ به مُجدداً!
إستند على وسادتِه حتى ينامَ بمللٍ و هو بالفعل تمنى مرورَ الليلِ و وصولَ الصباحِ بسرعة حتى يتمكن من رُؤيتِها!
..
إرتدت ملابِسها في الصباحِ لتلمح المفاتيحَ و الرسالة، هي ظنت أن كريس من قام بكتابتها لذا أخدتهم لتنزِل للأسفلِ و تجد الفطورَ مُعداً و لا أحد موجود بالمطبخ!
توجهت بهدوء و هي تنظر بكل الجهات لتجلِس على الكرسي و تسحب كأس الحليب الكبيرَ ذلك لتقوم بشُربه دفعة واحدة ثم تناولت الخبز المُحمص بعد أن وضعت عليه بعض المُربى.
خرجت من المنزل لتتوجه نحو السيارة ثم دخلت لتضع المفاتيحَ و تُديرَها، هي لم تقُم بالقيادة منذ مدة و قد يبدو الأمر و كأنها المرة الأولى لديها.
بدأت القيادة بهدوء مُتوجهة نحو المشفى و لأن الوقت مُبكّر هي وجدت سهولة لأن الطريق لم تكُن مزدحمة كما تكون في السابعة و السادسة صباحاً!
وصلت لتخرُج و تحمل حقيبتها بعد أن ركنت السيارة في مكانِها الخاص لتدخُل و تُفاجِئها وي وي بنبرة مُستغربة.
"يالها من سيارة رائعة، هل قُمتِ بشرائِها؟"
"صباحُ الخير أولاً!"
أردفت بهدوء و هي تحدق بِها لترمش الأخرى مرتين و تُردف
"هل تعلمين أن الرئيسَ هنا؟ لقد حضرَ باكِراً اليوم عن غير العادة!"
"حقا، جيد!"
أجابتها بهدوء عكس نبرتِها الفضولية لتتخطاها و تذهبَ بعد أن أخدت لائحة المهمات.
إرتدت معطفها الطبي لتقوم برفع شعرِها نحو الأعلى و وضعت حقيبتَها بخزانة وجدتها بمُستودعِ الأدوية.
خرجت لتبدأ من الطابقِ الأول لكنها تصادفت معه و تمنّت أنها لم تفعل!
هو كان قادِماً من الإتجاهِ الذي هي ذهبت بِه يضع يداهُ بجيوبِها.
و لم تستطِع منعَ نفسِها من أخدِ لمحة حتى تراه!
ملامِحهُ الباردة عادت من جديد و هو أكملَ طريقهُ و كأنها غير موجودة و حتى أنه لم ينظُر لها و هذا جعلها تشعرُ بشعورٍ فضيعٍ جداً!
أكملت خطواتِها لتبدأ عملها و طوال الصباحِ و هي تتلقى الأوامِر من الممرضاتِ و لم تستطِع الرفض أو قول كلمة لا أمامهُن حتى تظل الأوضاعُ هادئة.
حضرَ زُملائُها ليمروا من جانبها عندما كانت مشغولة، لوحت لها يومي بإبتسامة لتبتسم لها ميلين بهدوء.
الطبيب زانغ كان معهم و أدخلهم إلى القاعة حتى يبدأ معهم تدريبات اليوم لذا هي وقفت خلف باب قاعتِهم و أمسكت كِتاباً و قلما بيدِها حتى تبدأ بتدوينِ ما إلتقطتهُ أذنيْها.
لم تجِد حلاً غير ذلك فهي تركت المهمات الأخرى من أجل حضور ما يقولُه و تمنت لو أنها كانت بالداخِل أيضاً.
و عندما شعرت أنه أنهى ما كان يقوله و بدأ بإستقبالِ الأسئلة غادرت بهدوء حتى تُكمِل عملها.
إستمر نفسُ الوضع طوال الأسبوعِ و نفس الروتين، تدخُل للمنزل بساعة متأخرة و تتناولُ وجبة أو وجبتينِ في اليوم، تقومُ بالتدخين أو تناوُلِ الدواءِ كُلما شعرت بصدرِها يضيق و تعملُ كثيرا تحت خدمة المُمرضات و تتلقى التجاهُل من الطبيب زانغ.
هو لم يعُد يحومُ حولها و لا يسألها بل تركها و شأنها و كأنها غير موجودة مُطلقاً و ذلك كان يُؤلِمها بشدة.
بيومِ السبتِ، و فترة الظهيرة اليوم كان الأخيرَ بالتدريب هو كان عليه توقيعُ أوراقِ المُتدربينَ حتى يتمكن أستاذتُهم من التعرف على مكان و صاحِب التدريب.
الجو كان مُشمِساً و لم تكُن لديها رغبة في الذهاب لذا كانت تريد إرسال أوراقِها مع يومي لأنها لا تريد رُؤيته.
و لأن إمتحاناتِ التخرج قريبة هي لن تراهُ مُجدداً و لا تريد رُؤيتَهُ حتى اليوم.
"يومي أرجوكِ أنا حقا لم أعُد أريد وضعَ قدمي بذلك المشفى و رُؤيةَ من فيه!"
أردفت بتعبِ و هي تقفُ على آلة الوزنِ لتجد أنها فقدت سِتة كيلوغراماتٍ بأسبوع واحِد.
"آه حسناً حسناً لا تنفعينَ لشيئ سأذهبُ بنفسي!"
نزلت لترمي هاتف والدتها بعيداً لأنها لم تشتري واحِداً جديداً بعد لذا تتحدثُ مع يومي عن طريقِ هاتِفِها لكن الأخرى رفضت لأن عليها الذهاب بنفسها!
قامت بتغيير ملابِسها لتضع قبعتها الصوفية مُخفية شعرها القصير داخلها لأنها لم تقُم بتسريحه.
خرجت من المنزل بعد إرتدائِها لمعطفها الطويل لتركب السيارة و تخرُجَ مُتجهة للمشفى.
وصلتْ بعد مدة و كان وقتَ الظهيرة حينها، هي إلتقت ببعض زُملائِها الذين خرجوا و هم يحملون أوراقهم المطبوعة بحيث وضع لهم الطبيب زانغ مُلاحظاتِ و علامة إمتياز على عملِهم الجاد.
دخلت متجهة نحو الداخِل لتجده يقف بعيداً و يتحدث مع أحدِهم تقدمت بتوتر حتى تتحدث إليه و هي تتمسك بحقيبتِها لكن أحد المُممرضات وقفت أمامها لتُردف بهمس.
"لِمَ لم تحضُري اليومَ صباحاً حتى تقومي بالعمل الذي كلّفتُكِ به؟"
"أنهيتُ تدريبي.."
أردفت هي بهدوء لتُقهقه الأخرى بسخرية و تنكُزَها على جبينِها.
"و هل تظنين أنني إنتهيتُ منك؟ أنتِ ستأتينَ كل يومٍ إلى هنا حتى تقومي بعملي مكاني هل تفهمين؟"
أردفت بنبرة مُستفزة لتتسارع دقاتُ قلب الأخرى و تضم قبضة يدِها.
الأمرُ بدأ يزيدُ عن حدّه و هي لن تعودَ لهذا المكانِ مُجدداً و لن تكون عبدة هنا!
"لا أفهم، لن أنفّد ما تقولينه و إفعلي ما شِئتِ!"
أردفت بنبرة مُنفعلة و يدُها ترتجف بسبب الأعصابِ التي تتوترُ لديها ليعقد الآخر حاجبيه و يتوقف عن التحدث.
"لِم خرِسَ لسانُكِ الآن؟ تُريدينَ إخباره؟ هيا أخبِريه!"
إتسعت أعين الممرضة عندما رمقتها ميلين بنظرة مُخيفة بالإضافة إلى هالاتِها السوداء و وجهِها الشاحِب ليتقدم الآخر و تردف هي ناظرة نحوه.
"هيا إنه أمامك! أم أُخبره بنفسي؟ حسناً أنا من قُمت بحذفِ ملفّاتِ الموظفين الذين تم طردُهم، لستُ خائفة بعد الآن فليعلم الجميع بالأمر و أنتَ أيضاً يا رئيس.. و بما أنه لم يتبقى لي الكثير هنا أريد فضحَ كُلّ شيئ! حتى تكوني الفائِزة، هل هذا ما كُنتِ تُريدينه؟ جعلي أستسلمُ و أرحلُ من هنا، فلتفرحي الآن لأنني سأغادر و سعيدة لأنني لن أرى وجهكِ اللعينَ مُجدداً!"
صرخت بآخر كلامِها لتشير لمجموعة المُمرضاتِ و تُردف جاعلة من الجميع يجتمعُ حولها و يحدق بِها بصدمة، فصوتِها لم يُرفع من قبل بهذا المشفى!
"مجموعة العاهِراتِ تلك جعلنني أخدِمهن و أقومُ بكُلّ العمل لوحدي بالإضافة إلى مهماتِكَ السخيفة، أنا لستُ آلة حتى أتحمّل كُل تِلك المهماتِ على كتفاي، و أغلبُ الموظفينَ كل ما يهُمهم هو إبعاد العمل عنهم حتى يجدون أقرب فُرصة للراحة على ظهري، أنا إكتفيتُ من كل هذا الإستغلال و الحقارة التي تنبعِثُ من قلوبِكُم، حتى أنني لم أفكّر يوماً أنني قد أكونُ هنا!"
"أنا مُرغمة على دراسة الطبّ و مع ذلك أحاول جاهدة إعطاء أفضل ما لدي، أُحاول أن أبدو بخير أمام الجميع و أحاول التعلُّم و أنا مُكرهة على ذلك، لا أحد مِنكم جرب ما قُمت بتجربتِه و لا أحد منكم مرّ من الفترة التي مررتُ بِها! أنا إكتفيتُ من كوني أحاول الصعودَلسبعٍ سنواتٍ لكن الجميعَ يستمر في دفعي نحو الأسفل، لم أعد أريد الدخول لهذا المكان و البقاء بهذا التخصص و لا بهذه الحياة اللعينة التي تمقُتني و بشدة!"
إنفجرت باكية لترميَ معطفها الطبي على الأرضِ و جميعَ أوراقِها أيضاً لتعود للخلفِ و تتجه ناحية الباب لكنها إصتدمت مع والدها الذي كان واقِفاً هناك و يحدق بها بصدمة.
حاول إمساكها بعد أن هتفت شفتيهِ بكلمة -إبنتي- لكنها أبعدت يدها عنه قبل أن يقوم بلمسِها لتصرخ بوجهِه.
"إبتعد عني أنتَ لستَ والدي و لا أريدُ رؤيتَك مُجدداً!"
خرجت بسرعة تجري لتدخل السيارة و تقودَ بجنونية تاركة خلفها سواد العجلاتِ على الأرضِ و الدُخان المُنبعث من السيارة.
يُتبِع....🔥
احنا بنضيع يا عماد😳😭😂😂😂🌚
كح كح شقولكم غير انو هذا اكثر بارت تحمست له من بداية الرواية وكنت انتظر اكتبه و بقوة🔥🌻💜
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top