Chapter°4°
••••
"طبيب زانغ!"
نادته بعدما أسرعت بخُطواتِها قليلا لتلحقُه لأنه كان يمشي وفور ندائها له هو توقف ليستدير نصِف دورة بجسده و قد عقد حاجبيه...
إنحنت بهدوء لترفع رأسها وتُردِف
"صباحُ الخير"
"لِمَ أنتِ هُنا مُجددا؟"
رمشت مرتين بسبب نبرته الجادة لتضغط على الأوراق التي بيدها وتبتلع ما بجوفِها لتتكلم أخيراً
"أنا هُنا من أجلِ العمل معك"
مدت كِلتا يداها بالملف بإبتسامة مُعاقة ليحدق بِه ويستدير ليُردف بينما يأخد خطواته بثقة نحو مكتبِه..
"إلحقي بي!"
ظهرت إبتسامة جانبية على شفتيها بغير تصديق لتهز رأسها بقوة وترفع رأسها بثقة أيضا لتلْحَقَ به بهدوء..
وصل للمكتبِ ليقوم بفتحه وتقِف هي بإنتظاره ليتقدم نحو الداخِل ويرتدي معطفه الطبي بعدما وضع حقيبته..
جلس على كُرسيه ليضع يداه على المكتب ويُشير لها بالجلوس، أغلقت هي الباب خلفها لتتقدم وتضع مِلفها على المكتب لتعقِد أصابع يدها بتوتر وتحدق بيداه لأنها تشعر بالتوتر عِندما تصنع معه تواصُلا بصريا..
بدأ بقراءة ما قامت بِكتابته بتلك الأوراق بينما يضع يده على أسفل ذِقنه واليد الأخرى ينقُر بِها على المكتب..
شعرت بِه يهز رأسه لتُلقي نظرة خاطفة لوجهه وتجده يقرأ بتركيز و ملامح وجهه غير مقروءة، أنت حتى لا يمكنك معرفة فيما يُفكر!
"هل قُمتِ بأخده من الأنترنيت؟ هذا أكثر جُهدا بقليل من كتابة ثلاثة كلِمات!"
إتسعت عيناها لتهز رأسها بقوة وتُردف بتوتر
"لا لم أفعل! لقد كتبتُه بنفسي"
تصنمت بنظراتِها عندما حملق بِها بعُمق وكأنه يقرأ أفكارها لتهرب عيناها للبعيد مُجددا، لما هي لا تستطيع النظر له واللعنة؟
"هل تكذبين آنسة ميلين؟"
أردف بهدوء وهو يُغلِق الملف ليقف من مكانه ويضع يداه بجيوبِه بعدما أعاد جيوب المِعطف الطبي للخلف ليجلس على المكتب بالقُرب من الكُرسي الذي تجلس عليه..
"هل ترغبين بالعملِ معي بشدة؟"
أضاف وهو يميل برأسه بحيث ينظر لها لأنها تحدق في الأرض لكنها لم تنبِس بحرف لِذا أكمل..
"هل أنتِ مُستعدة لتحمُّل العواقِب؟"
"أنا أريد أن أتعلّم مِنك.."
تمتمت بخفة دون أن ترفع رأسها ليقضم شفتيه ويهز رأسه ثُم تنهد بهدوء ليُردف
"جهزي نفسكِ لإعادة ضبطِ المُصطنعِ إذن!"
عاد لمكتبِه ليُمسِكَ الملف و يُسمع صوت تمزيقٍ لتِلك الأوراق جاعِلاً مِنها ترفعُ رأسها بسُرعة..
السيرة الذاتية التي سهِرت عليها هي وكريس أصبحت مُجرد قِطع عشوائية!
قام برمي تِلك الأوراق المُمزقة بالقُمامة ليسحَب قلمه الذهبي من جيبه وتوجه نحو ورقة كانت مُعلقة على الحاىط ليبدأ بكتابة شيئ ما..
ضيقت عيناها تحاول قراءة ما يكْتُب بقلمِه بينما لا يزال يضع الأخرى بجيبِه لتتسع حدقتيها فور رمقِها لإسمها بتِلك الائحة..
والتي كانت الائحة السوداء الخاصة بالطبيب زانغ!
°°°°
تجلِسُ بالكافيتيريا الخاصة بالمشفى وهي تضع كِلتا يداها على وجهها وتُغمض عيناها بهدوء لتشعر بنكزِ أحدهم لها على كتِفها..
إستدارت لتجده شاباً يبتسم بينما يحمل كوبين من القهوة المُثلجة ليُردف بهدوء
"هل يُمكنني الإنضمامُ لك؟"
أومأت دون إعتراض ليقوم بتقديم أحدِ الكوبين لها وتأخده منه لتردف بإبتسامة
"شُكراً لك"
"أظن أنكِ تمُرين بوقتٍ سيئ هُنا آنسة.. ميلين!"
نطق إسمها عندما رمقه على البطاقة التي تُعلقها برقبتها مع صورتها الخاصة لتهز رأسها وتُردف
"هل أنتَ مُتدرب أيضا؟"
هز رأسه نافِياً ليرتشف القليل من قهوتِه ويُردِف
"أنا أعمل هُنا، أُدعى لو فين طبيب تخدير"
مد يده نحوها بإبتسامة جانبيه لتحدق بيده وتصافِحه بتردد لتبتسم أيضا، هو كان وسيماً بشعر بني فاتِح وأعين كحباتِ اللوزِ بشكلِها..
و هيَ حقا شعرت بالراحة لأنها تحدتث معه وأخبرته ما حصل معها وهو كان مُتفهما جِداً، ولأنها كانت فترة راحة هُما تبادلا الحديث وتعرفا على بعضِهما البعض..
"هل أطلُب منكِ شيئا؟"
همس بخفة وهو يضع يده بجانب شفتيه لتقترب بهدوء وتومئ بحماس
"نحن يُمكننا خرق القوانين لنُصبح أصدقاء أليس كذلك؟"
وضعت يدها على شفتيها لتهمِسَ أيضاً
"نحن خرقناه بالفعل وأصبحنا أصدقاء"
قهقه ليقف وتقف هي أيضاً لتتفقد هاتِفها ويُردف بعدما نظر لساعتِه
"سُعِدتُ بالتحدث معك ميلين، أتمنى أن نتحدث كثيراً في المُستقبل"
هزت رأسها بقوة دون أن تخفي إبتسامتها ليُلوح لها وتفعل المِثلَ ليذهب وتنظر هي حولها لتجد المكان فارِغاً..
أعادت الكرسي لمكانه لتحمل كوب القهوة الفارغ وتقوم برميه بسلة القُمامة لتأخد طريقها نحو وي وي التي أخبر الطبيب زانغ أن تُعطيها ورقة الأسئلة لتُجيب عن بعض الأسئلة..
هي مرّت بجانب غُرف العمليات ووجدت زُملائها يتدربون و صديقتها يومي أيضاً كانت تفعل..
الطبيب زانغ كان معهم يُريهم كيف يتصرفون عند بداية العملية الجراحية وهم كانو يدَونون مُلاحظاتٍ بينما هُناك دُمية أمامهم حيث يقوم الطبيب زانغ بتوضيح الأمر عليها ليسهل الأمر عليهم..
وضعت كِلتا يداها على الزُجاج تُحدق بهم بأعين شارِدة لتتذكر ما قاله لها عند تدوينه لإسمها بالائحة السوداء..
"وجودكِ على هذه الائحة لا يعني أنكِ فعلتي شيئاً خارجاً عن القانون بل لأنك تسخرين حتى قبل أن تُصبحي هُنا، وهذا يُثبِت الأخطاء التي ستقومين بِها مُستقبلاً لِذا أي شيئ سيكون له عِقابٌ مُناسِبُ وأولهم حضورك بساعة قبل الجميع، الإطمئنان على المرضى والكشف عن حالاتِهم والتأكد من تناول طعامهم، لن تمري للتدريبات التطبيقية إلا بعد أن أتأكد أنكِ مُستعدة لذلك و بهذا زُملائكِ سيسبِقونكِ بالفعل"
تنهدت بعُمق لتبدأ بضرب جبينها بالنافدة الزجاجية دون أن تشعر بذلك وهي تُتمتِم..
"قالو أن بُرجي اليوم سيمر بيوم هادئ، لِم علي أن أستيقظ بساعة عن المُعتاد، لِم علي أن أتحمل كُلّ هذا، لِم عليه أن يكون دقيقاً جدا حتى يكشف أمر السيرة الذاتية!!"
توقفت عندما سمِعت صوت طرق على الزُجاج لترفع نظرها وتجده يحدق بِها بغضب ونظرة تبدو ك-ألم تتعلمي الدرس بعد؟-
إتسعت عيناها بصدمة لتجد صديقتها تحدق بِها بخيبة أمل وهي تهز رأسها، إنحنت لتستدير وتخرج لكنه فتح الباب بسرعة ليبعد قِناع الوجه ويصرخ بحدة
"تعالي إلى هُنا!"
توقفت مكانها ليتجمد الجميع عن ما كانوا يفعلونه وتستدير هي ليُردف
"هل أنهيتي المُهمات التي طلبتها مِنك؟"
شعرت بالتشنج ببطنها والتوتر لأن الجميع يُحدق بِها لتهز رأسها تنفي كجواب لسؤالِه..
"ساعتين قبل الوقتِ المُحدد للعمل، لتتعلمي اللعب في الجوار.. هيا عودي إلى عملك"
ماللعنة!
ساعتين قبل الموعد المُحدد للعمل، هل هذا يعني أنها ستأتي بالخامسة صباحاً ؟
إنحنت وقد وصلت كُل الهمسات التي ترددت فور صمتِه إلى أذنيها ليدخل هو ويغلق الباب خلفه..
"هذه المتدربة الجديدة تُحاول جذب أنتباه الطبيب زانغ"
"منذ يومها الأول جعلته يغضب و يضمها لقائمته السوداء.."
"إنه اليوم الثاني بالفعل وهاهي تحصل على عِقاب، تُرى ما الذي سيحصل في الأيام القادمة"
"إن إستمرت بجعله يغضب سيُفرغ كل أعصابه علينا!"
تراكمت الأحاديث حولها بينما تسير في الممر مُطأطأة الرأسِ لتصتدم بـِلو فين وترفع رأسها لتعتذِر له ويبتسم لها بلُطف..
"أنتِ بخير؟ هل تحتاجين إلى المُساعدة؟"
أردف بينما يحملق بملامح وجهها المُبعثرة والغير مقروءة لتتنهد وتردف
"لن أكذِبَ وأخبركَ أنني بخير، أنا فقط علي إنهاء عملي قبل أن ينتهي اليوم"
زم شفتيه ليُومِئ لها وتذهب هي بسرعة..
أجابت عن الأسئلة التي أعطتها إياها وي وي ثُم بدأت بالتجول في المُستشفى والمرور على المرضى المُصابين بالكُسور أو الإصابات الطفيفة..
هي كانت تتصرف مع المرضى بلُطف وتبتسم لهم وتعمل بجد أيضاً لكن المُمرضات كُن يعامِلنها وكأنها خادمة لديهم، هم إستمروا في إمطارِها بالمُهمات و لم تذهب لتناول الغداء حتى!
..
"تعِبت"
همست بتعبٍ وهي تدلّك كتفيها لتجد الساعة تُشير للسابعة والنصف وبطنها بدأ بإصدار أصواتٍ تدل على جوعِها..
كما أن الكعب الذي ترتديه جعلها تشعر بأن أقدامها مُحطمة وهي تشعر بالندم لأنها إرتدته!
"ميلين!"
إستدارت عندما نادتها صديقتها يومي لتحتضنها وتمسح على ظهرها بخفة
"لم تتناولي شيئا اليوم صغيرتي"
أردفت يومي وهي تُمسك وجه ميلين بكِلتا يديها وتنظر لها بقلق لتبعدها الأخرى وتردف
"يومي أنا بخير، إذهبي أنتِ الآن أنا لم يحِين موعد خروجي بعد، إن رآنا الطبيب زانغ نقف هنا ونتحدث ستقعين بالمشاكل معي أيضاً"
تقوست شفتيْ يومي لتحدق بِها بحزن وتهز رأسها لتردف
"إتصلي بي عند وصولك للمنزل ودعينا نتحدث حسنا؟ لا تُغلقي هاتفك سأتصل بـكريس وأزعجه إن فعلتي ذلك"
"هو سيُحب إزعاجكِ له، هيا إذهبي الآن!"
أرسلت لها قُبلة طائرة لتبتسم ميلين بتكلُّف وتستدير لتذهب لكنها توقفت عندما وجدت مُمرضةً تقِف وتحدق بها لتُردف بصوتِها الغليظ والمُزعج..
"الوقوف في الرواق ممنوع، هيا تحركي وإلا ساُخبر الطبيب زانغ !"
"مالذي يحصُل هُنا!"
ظهر فجأة فور ذكرِ إسمه لتتسع أعين ميلين وتشعر بالخوف من أن يقوم بإضافة عقاب آخر لها
"هذه المُتدربة كانت تقِف بالرواق دون سبب وهذا ممنوع"
أردفت المُمرضة السمينة دُفعة واحدة وهي تحدق بميلين وتهز حاجبيها بإستفزاز ليرمقها بنظرات مُتسائلة منتظراً مِنها أن تجيب..
"لم أقِف دون سبب، حذائي كان يُؤلِمني لأنني إرتديته طوال اليوم وأيضاً لم أتناول الغداء لهذا توقفت لأدلك قدمي قليلاً"
عقد هُو حاجبيه لينظر للمُمرضة ويُردف
"ألم تُعطيها أحذية المشفى؟ ماذا عن الطعام، ألستِ المسؤولة بتزويد المتدربين به؟"
رمشت الأخرى مرتين لتشعر بالتوتر وتُتمتِم لكن قبل ذلك هو قاطعها بنبرة حادة..
"تعالي معي، وأنتِ عودي لمنزلك..لكن تذكري أنكِ ستأتين في الغد ساعتين قبل الموعِد المُحدد!"
أومأت له بتردد لينظر نحو الممرضة ويشير لها أن تلحقه بنظرات غاضبة..
إبتسمت ميلين لتنزع حذائها وتجري بسرعة لتلحق يومي قبل خروجِها لتذهبا معاً أو توصِلها بسيارتها..
"يومي إنتظري!"
أردفت وهي تلهثُ وكانت الأخرى على وشكِ التحرك بسيارتها الخضراء الصغيرة تِلك لتتوقف وتفتح لها الباب..
"ماذا حصل؟"
"الطبيب زانغ سمح لي بالذهاب عندما علم أنني لم أتناول الغذاء والممرضات تعمدن ذلك"
أردفت بإبتسامة وهي تضع حقيبتها على فخديها لتبتسم الآخرى أيضاً وتُردف بعدما أدارت مِفتاح السيارة
"آوه أنظرو لهذه الإبتسامة، على الأقل بقلبِه بعض الرحمةِ ليدعكِ تذهبين، نحن طوال اليوم نتدرب ونقوم بتقارير ونُقدمها له.. هو جاد في كُل ما يفعل بالفعل!"
ضمت الأخرى شفتيها للأمام لتردف وهي تفُك ذيل الحصان لتعيد جمع شعرها بشكل عشوائي وتُردف بتذمر
"أنتِ لا تعلمين أنه عاقبني بالقدوم ساعتين قبل الوقت المُحدد وأمطرني بالعديد من المهام، إنه قاسٍ جدا، أنا علي أن أكون في المستشفى في الخامسة صباحا.. الوقت يكون مُظلما حينها هذا يجعلني أشعر برغبة في البُكاء!"
سحبت يومي أحد وجنتيها لتردف وهي تنعطف عن مسار المنزل
"لن يطول الأمر أنا متأكدة، عليك فقط جعل قلبِه يُصبح أكثر رقة ليعلم كيف يتعامل معك!"
إستدارت ميلين لتنظر لها بملل وتُردف
"مالذي تقصدينه؟"
"أقصد أننا سنذهب الآن للمطعم لنقوم بإسكاتِ بطنك المُزعج و بعدها نُكمل كلامنا"
إتسعت عينا ميلين لتنظر لها نظرة بريئة تبدو كالجِراء لشدة لطافتها لتردف وهي تضُم كِلتا يديها معاً
"تعلمين أنني أحبك أليس كذلك؟"
"توقفي عن النظر لي هكذا وإلا قد أشتري المُثلجاث أيضاً عند عودتنا"
رمشت الأخرى عدة مرات عند صراخ يومي لتُردف بلطف
"لِمَ عليكِ أن تكوني فتاة يومي؟ لو كنتِ رجُلاً الآن لتزوجتُكِ رُغماً عنك"
هزت الأخرى رأسها بخيبة أملٍ لتبتسِم ميلين بإتساع و هي تضع كِلتا يديها على وجنتيها وتتخيل الطعام الذي ستأكُله!
"لو كان فقط الطعام يجعلك تسمنين قليلا ميلين، أنتِ تأكلين كثيرا ولا أعلم أين يذهب ذلك الطعام حقاً أنا أحسُدك!"
توقفت أمام أحدِ المطاعِم لتخرج ميلين أولا وتتمسك بذراع صديقتها ليدخُلا معاً ويطلبا الطعام لتُجيب
"هذا لأنني أتحرك كثيراً.. بالمُناسبة كم هُو عُمر الطبيب زانغ؟"
أنزلت الأخرى قائمة الطعام لتبدأ بالتفكير وتُفرقع أصابع يدها لتردف بحماس لأنها تذكرت
"هو في السابعة والعشرون من عُمره، واه لا يبدو عليه ذلك حقاً!"
"ماذا! السابعة والعشرون؟ هو أكبر مني بثلاثة سنوات"
بدأت بالعد بأصابِع يدها وعِندما توقفت ورفعت رأسها وجدت يومي تنظر لها بإبتسامة مُريبة..
"مـ..ماذا؟"
"هو يتاعمل معكِ بشكلٍ قاسٍ أليس كذلك؟"
هزت ميلين رأسها بتردد لتضع يومي يديها أسفل ذِقنها وأردفت دون أن تُخفيَ إبتسامتها
"ما رأيكِ أن تجعليه يتصرف معكِ بشكل خاص إذن؟"
يُتبِع...💜
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top