Chapter°27°

احس بفراشات قبل لا أكتب البارت☹💓

••••••••

حركت يدها قليلا بعد شعورِها بذلك الدفئ الذي يُلامس طرف أصابِعها لتستدير على جانِبها الأيمَنِ و تفتح عيناها لتُقابِل شعرهُ المُبعثر و رأسه الموضوعَ على طرفِ السرير.

رمشت بهدوء لتنظُر ليدِه المُمتدة على السرير و أصابعه التي تلتفُّ حول أصابِع يدها لتتوقف عن الحركة لكي لا توقِظه.

لكن هو نام هكذا طوال الليل دون أن يضع عليه أي غطاء أو ينام بوضعية مُريحة و قد تتصلبُ رقبتُه!

هيَ لا تعلمُ ما عليها فِعله لأنها تشعُر بالفراغ و الخجل و التردد في إيقاظِه، لذا هي فقط ظلت بوضعيتِها تِلك تتأملهُ بهدوء بينما هوَ نائِم.

لمُجرد التفكير أنه دخل بتلك الطريقة و قام بإنقادِها و إبعادِ لوفين و أبراحِه ضرباً جعلها تشعِر أن الطبيب زانغ هو أول رُجل يُدافع عنها و يقوم بحمايتِها.

أنزلت نظرها ليدِه لتجد أنها مُحمرة قليلا و هذا بسبب لكمِه لِلوفين، هو حتى لم يضع على يدِه ضمادة ما و ظل إلى جانِبها طوال الليل.

ضمّت يدهُ أكثر بقليل بأصابِع يدِها لتهمِسَ بخفة و هي تبتسم بهدوء

"شُكراً لك ييشينغ"

حرّك هُو يداه ليُغمض عيناه بقوة ثم فتحهِما ليرفع نصف جسدِه عن السرير و يمد ظهره.

لكن قبل ذلك وقعت عيناه على عيناها اللتان تُحدقانِ بِه ليعقد حاجبيه، هي ظنت أنه سيُفلِتُ يدها لكنه أضاف اليد الأخرى ليمسكها أيضاً و يُردف

"أنتِ مُستيقظة! كيف تشعُرين؟"

رمشت مرتين لتهز رأسها و تُردِف

"أنا بخير"

إستقامت من مكانها لتجلس و ترمي نظرها ليداه و يدِها لكنها إنتبهت له فور تحدُّثِه

"هل تستطيعينَ تحريكَ أعضائِك جيدًا؟"

نظرت لقدميها لتقوم بضمّ ركبتيها لصدرِها ثم أعادتهما لتومئ له بهدوء و يتنهدَ هوَ براحة.

أفلتَ يدها لأنه إستدار ليأخُدَ كوبَ مياه ثم فتح علبة الأقراصِ الخاصة بالدواء ليمدها لها و تأخدها منه

"تناولي هذا لتستعيدي نشاطَك!"

مد لها كُوبَ المياهِ لترتشف القليل منه على ذلك القُرص ثم وضع هو الكوب جانِباً لتمسح شفتيها بيدِها.

نظر لساعتِه اليديوية ليجِدها تُشير للثامنة و النصف، هو مُتأخر بنصف ساعة على عملِه بالإضافة إلى أنه لم يُجهز فطورَه بعد و لديه ميلين هنا عليه الأعتناءُ بِها حتى يتأكد أن صِحتها و نفسيتَها أصبحت بخير!

"طبيب زانغ أنتَ تأخرتَ عن عملِكَ بسببي"

أردفت لتصلها رسالة على هاتفها حيث أخبرتها يومي أن كريس سيأتي لأخدهما معاً لذا إتسعت عيناها بشدة

"إلاهي علي أن أذهبَ الآن"

"ماذا؟ لِماذا!"

أردف هو بإستغراب بينما ينظر لها تقف و تُبعد الغطاء عنها لكنها شعرت بالدُوار فور وقوفِها بتلك السُرعة لذا عادت للجلوس لتضغط على رأسِها قليلا

وقف هو ليتجه ناحيتها فورَ جلوسِها ليجلس إلى جانبها و يُردف

"إرتاحي قليلا، سأغيرُ ملابسي و أوصِلك"

أومأت له ليقف و يخرج من الغرفة ليتوجه نحو غُرفتِه على الفور، أمسكت وجنتيها لتضربهما بخفة.

هذه هيَ مرتُها الثانية التي تنامُ بِها هُنا بمنزل الطبيب زانغ و هيَ بالفعل تسائلت عن مالذي يُحاول القدرُ فِعله بالضبط؟

دخل موتشي مُسرعاً ليصعد على فخِديها و يبدأ بالصعودِ نحوَ كتفيها، هي قهقت بخفة لأنه قام بدغدغتِها لذا عانقته حتى يتوقف عن ذلك.

وقفت لترتدي حذائها الذي أحضره لها موتشي و كان يبدو سعيداً جداً لأنه فعل ذلك لذا هو إستمر بهز ذيلِه.

رفعت نظرها عند إنتهائِها من ربطِ حزام الحذاء لتجد الطبيب زانغ يقف بالباب و ينظُر ناحِيتها.

"أنا جاهزة"

أخدت حقيبتها لتتقدم نحو الباب و يسبِقها هو حتى تنزلَ أولاً و عندما وصلت لباب المنزلِ أوقفها بينما يدخلُ للمطبخ.

توجهت نحو المطبخ ليفتحَ الثلاجة و يُخرج عُلبة حليب، و عُلبة أخرى للفواكه ليمدها لها و يُغلق باب الثلاجة ليردف

"تناولي هذا في الطريق"

همست بخفة شاكرة له مُتحاشية النظر لعيناه المُمركزة عليها لتخرج من المطبخ و تتجه نحو الباب.

توجها نحو مِرآب السيارات المُِظلم عبر المِصعدِ ليُغلق عليهما و يقِفا إلى جانِب بعضهما البعض.

وضعت القشة داخِل عُلبة الحليب لتبدأ بالإرتشافِ منها بهدوء و صمتٍ إلى أن يصِلا للأسفل.

بدأ هو بالتحدث على الهاتِف و الإطمئنان على المُستشفى حتى وصلا للأسفل ليتوجه نحو سيارتِه و تتبعه.

ضغط على المفتاحِ لتُصدر صوتَ الترحيب ثم دخلت ميلين لتجلس و تضع حِزام الأمانِ ليقودَ نحو منزِل يومي فور أخدِه للموقع.

طوال الطريق كان الوضعُ مُريباً بشدة، كانت تُريد التحدث و قول كل شيئ بداخِلها لكنها لم تستطِع صياغة ما بقلبِها.

لمحت يدهُ المُتضرِرَة بطرفِ عينها عندما كان يقود لتتوقف عن إرتشافِ الحليب و تُردف

"هل يدُكَ بخير؟"

إنتبه هو ليدِه و كأنه للتو علِمَ أنه مُصابٌ بِها ليهز رأسهُ بهدوء دون أن يقولَ شيئاً.

تذكرت هي شيئا لتستدير ناحية حقيبتها و تُخرِج تِلك الاصِقة لتشعر بالتوتر في طلب يدِه منه.

توقفَ في إشارة المرور ليمُّد يده نحوها و تبتلع ريقها لتستدير و تُمسك يدهُ حتى تضع له الاصِقة.

رفع عيناه حتى يرمُقَ وجهها ليجِد أن هناك جُرحاً صغيراً بالقُربِ من رقبتِها و كدمة زرقاء اللون بجانِب فكها.

لذا هو فجأة رفع يدهُ جاعِلاً منها تتجمدُ مكانها، توقفت بينما لا تزالُ تمدُّ كِلتا يديها معاً.

هيَ شعرت بقُشعريرة خفيفة فور وضعِه لأصابِع يدِه أسفل ذِقنها ليرفعهُ قليلا و يُدير وجهها برفقٍ حتى تتضح الكدمة له.

شعرت بالحرارة تصعدُ نحو أذنيها و تتجه لوجنتيها ليُصبِح لونُهما ورديًا، دقاتُ قلبِها بدأت بالتسارع لدرجة أنها شعرت بقلبِها يصعدُ نحو حلقِها مُطالِباً بالخروج.

توقف عن النبضِ هكذا و اللعنة!

عقلُها قام بالترديد العديد من المراتٍ آمِراً ذلك الشيئ الصغير الذي يكمُن بجانِبها الأيسر.

"لا تشعُرين بالألمِ بأي مكانٍ أليس كذلك؟"

سألها هو بجدية بينما يُعيد يدهُ للمقودِ تاركِاً أياها تُصارع لإستعادة أنفاسها التي إنقطعت لجُزءٍ من الثانية.

"أشعُر بِه.."

أجابت بشرودٍ ليعقد حاجبيه و يُردف

"أين بالضبط؟"

رمشت العديد من المرات لتتسع عيناها بشدة و تتراجع قليلا للخلف و كأنها إستيقظت للتو.

هي كانت ستُشير لقلبِها و تُخبره أنه يستمر في الدق و لا تعلمُ السبب حتى!

"أعني..أشعر بالتعبِ و حسب، لكنني سأتحسّنُ قريباً!"

هز رأسه بعدما زم شفتيه ليبدأ القيادة من جديد بعد ظهور الإشارة لتنظر هي نحو النافدة ساندة رأسها على الكُرسي.

وصلت أمام منزِل يومي لتنزِعَ حِزامَ الأمانِ و ترتدي حقيبة ظهرِها لتنظر له و تُردف بإبتسامة هادئة

"شُكراً لك طبيب زانغ، لا أعلمُ مالذي كان سيحصُل لي البارحة لولا مجيىُك، أنا حقاً مُمتنة لك"

إنحنت قليلا رُغم جلوسِها ليُردف هو بينما يضع نظاراتِه الشمسية

"إعتني بنفسِك!"

هزت رأسها لتخرُج و تغلق الباب لتنحني العديد من المرات حتى إختفى عن أنظارِها بسيارتِه.

"صغيرتي!"

إستدارت لتجد يومي بأعين لامعة و قبل أن تقول ميلين شيئا عانقتها الأخرى و على وجهِها علاماتُ القلق.

أبعدتها قليلا لتُحدق بعيناها ثم عادت لتُعانقها بشدة

"هل أنتِ بخير ميلين؟ كيف تشعُرين، هل فعل لكِ ذلك المريضُ شيئا؟"

"أنا بخير يومي، دعينا ندخُل أولاً قبل أن يأتي كريس و يجِدنا هنا!"

أومأت لها الأخرى بسرعة لتُمسك يدها و يدخُلا نحو الداخل مُباشرة لغرفة يومي.

جلسا معاً على السرير لتضع ميلين علبة الفواكه و تفتحها لتبدأ بتناولها بينما تنظر لها يومي بحيرة

"أنا هُنا قلقة و أنتظر منك التحدث و أنتي تأكلينَ ببرود!"

أردفت بإنزعاج و هي تأخد منها العُلبة لتبتسم ميلين و تصرخ أيضاً

"يا! أعيديها الطبيب زانغ أخبرني أن أتناولها الآن لأستعيدَ قُوتي"

رمشت يومي مرتين لتمد شفتيها و هي تُعيد لها العلبة لتقترِب و قد تحولت نظراتُها المُنزعجة إلى الفضول القاتِل فجأة

"أنظروا إلى هذه الجائعة هُنا، آحم..! ماذا أخبركِ أيضًا؟ أعني.. مالذي حصل ستُخبرينني كُل شيئ أليس كذلك؟"

هزّت ميلين كتفيها و هي تستديرُ للجهة الأخرى لتقترب منها يومي و هيَ تتمسكُ بذِراعها بينما تُحدق بها بأعين الجراء خاصتها.

"آه توقفي سأخبرك كُل شيئ، لكن لا أريد التحدث عن الآخر مُجدداً أرجوك، أنا لا أعلمُ حتى كيف أنسى ما حصل"

"لن نتحدث عن إبن العاهرة ذلك أعدك بذلك!"

صرخت يومي بحماس لتتسع أعين ميلين بشدة و تهمس

"والِداكِ هنا و اللعنة يومي!"

بدأت يومي بالضحك لتستدير ميلين نحوها و تبدأ بسرد ما حصل هذا الصباح، هي تحدث لها عن ما شعرت بِه ليس فقط اليوم بل و حتى قبل أيامٍ عدة.

الأخرى لم تتوقف عن عض وسادتها و أصابِعها لما تتحدثُ عنه ميلين لأنها توصلت للإجابة و صرخت بِها قائلة.

"إنه الحُب! أنتِ تُحبينه يا إلاهي أحلامي بالفعل تتحقق"

"عن أي حُب تتحدثين؟ لن أغوصَ بتِلك التفاهات مُجدداً مهما حصل الأمر، ذلك الرجُل جعلني أفقد ثِقتي بنفسي و بمشاعِري لأنني أحببتهُ و بدأتُ أميلُ له لكنه كان..آه لا أريد تذكرهُ مُجدداً أيضاً لا تذكري لي الحُب مُجدداً فأنا بالكاد علي أن أنسى الآخر"

أردفت قاصدة لوفين و قد تحولت ملامح وجهها للإنزعاجِ لتختفيَ إبتسامة يومي و تصمُت أيضاً

كِلتاهُما كانتا صامِتتان و تُحدقان في الفراغ، إلى أن رن هاتف ميلين بإسم كريس لتُجيب

"مرحباً أخي، أجل نحن جاهزتان لكننا سنذهبُ حتى العاشرة..الفطور؟ حسناً"

أغلقت الخط لترمي هاتفها جانباً و تُردف بملل

"سيأخدنا كريس لتناول الفطورِ في الخارج هيا جهزي نفسكِ يومي"

أومأت لها الأخرى لتقف و تذهب لإرتداء ملابسها بينما ميلين حملت هاتفها لتقومَ بحضرِ لوفين من جميع المواقع التي كانت تتحدثُ معه عليها، أيضاً هي حذفت الصُور التي نشرتها معه سابِقاً و حتى التي إلتقطتها في مواعيدِهما ما عدا صورة واحدة.

تِلك الصورة أخدتها معه في اليومِ الذي أنقدها بِها من التقرير التي قامت بحذفها و لولاه لكانت الآن بدون تدريب أو عمل.

هيَ فقط تجاهلت تِلك الصورة و أخبرت نفسها أنها ستقوم بحذفِها لاحِقاً!

..

مرت أيامُ الإمتحانات، السهرُ لوقتٍ متأخر و الدراسة لوحدِها في غرفتها!

لم ترى الطبيب زانغ مُنذ ذلك اليوم!

أمسكت هاتفها لبعض الوقتِ حتى ترتاحَ قليلاً من الدراسة لتجد نفسها تدخُل لصفحتِه.

هو مُتصل بهذا الوقتِ من الليل كالعادة و يبدو أنه عاد من المُستشفى، هي لم تتحدث معه و لم تُراسله و هو لم يفعل أيضاً

تنهدت بهدوء لتضع هاتفها جانباً و تُحدق بالأوراق و هي تشعر بألم بعيناها من شدة التحديق في الكُتب طوال اليوم.

ظهرُها بدأ يُؤلمها بسبب الكرسي و هي شعرت بالجوع لكنها لم تتناول شيئا خوفاً من تضييع الوقت.

والِداها عادا بالفعل و هي عادت لروتينِها ذلك، كلامُ والِدها في كل صباح و عند جلوسهم لتناول الفطور.

حتى أنها بدأت تأكل بوقتٍ متأخر حتى لا تجلس معه في الطاولة، وكأنه يرى عدوّه أمامهُ و ليس إبنته.

أخدت المرآة التي بجانبها لترمش مرتين و تلمس الهالات التي أسفل عيناها، هي لا تعلمُ متى كانت آخر مرة نامت بِها لستة ساعات كافية!

تعلمُ جيدا أنه لا يزالُ خلفها الكثير و هذه سنتُها الأخيرة و لم يتبقى لها شيئ حتى تتخرج و تُصبح طبيبة.

لكن بزاوية ما بقلبِها، هناك جُزء صغير يشعر بالحُزن و الألم لأنها لولا إصرار والدها لما كانت الآن تدرُس كل هذا!

كل هذا التعب و كل تلك الأوراق و البحوث و الفوضى و المُصطلحات التي عليها أن تُحفظَ و الإحتمالات التي عليها أن تُتخد قبل إجراء أي حركة.

طُرِقَ بابُها لتستدير و يدخُل والِدها فجأة ليُغلق الباب خلفه، قلبت عيناها لتستدير نحوَ كُتبها ليجلس هو على سريرها و يُردف

"الإمتحاناتُ مُستمرة من الأفضلِ لكِ أن تكوني على إستعداد لها بدل التهاون"

ضمت القلم الذي تُمسكه بيدها ليُكمِل

"عليكِ أن تنجحي بتفوق و لا تُفوتي أي حصة إضافية هل تسمعينَ كلامي؟"

ضغطت على القلمِ الذي بيدِها حتى إنكسَر لتضرب يدها بالكُتب و تستدير نحوه لتُردف

"هل هذا كُل ما تستطيع فعلهُ عندما تشعُر بالملل؟ أليس لديك شيئٌ آخر لتفعله غير المجيئ لغُرفتي و تكرارَ نفسِ الكلام؟ لقد أصبحَ الوضعُ مُملا لذا توقف عن تذكيري بما علي أن أفعل، أنا من تدرُس هنا و أنا من تتعبُ و تسهرُ و تتخلفُ عن وجباتِها فقط لإرضائِك لذا توقف فأنا أعلمُ بِما أفعل!"

وقفت لتتوجه نحو باب غرفتها ثم فتحتهُ على وُسعه لتردف و هي تَشير نحو الخارج

"أخرج من غُرفتي فبدل التحدث معك هكذا و تضييع الوقتِ يجبُ أن أدرس حتى تكونَ أنتَ سعيداً بنجاحي، خمسُ دقائق ذهبت من وقتي الثمين و لا أريدُ تضييع المزيد"

حدق هو بِها بصمت ليقف و يخرُجَ من الغرفة لتُغلق الباب بالمفتاح خلفه و تُخلل يداها بشعرها لتعود للجلوسِ مكانها بينما تهز رُكبتها بعصبية.

بدأت تشعُر بالإختناق و تريد الخروج لإستنشاقِ الهواء، الساعة كانت تُشيرُ لللتاسعة لذا هي حدقت بنافدة غُرفتِها بشرود.

هل تفعلُ كما في الأفلام و تسللُ للخارج من نافدتها؟

توجهت نحو خزانة ملابِسها لتفتحها و تُخرجَ هودي بأكمام طويلة باللون البنفسجي، إرتدته مع شورت جينز و حذاء أسود رياضي لتصعد على سريرها و تُحدق بالسلم الموضوع خارج نافدتها.

وضعت قدمها في الخارج لتتمسك بالسلم و تنزل بهدوء لكنها توقفت لأن هناك نافدة بِها غرفة الجلوس حيث يجلس تاو و والِدها.

إن إستدار والدها بضع إنشاتٍ و حسب سينتهي أمرُها، لمح تاو أخته أمامه تُحدق بِه بأعينها المتسعة ليقفز مكانه و يجلس أمام والده و هو يمد كِلا ذِراعيه نحو الأعلى حتى لا تظهر النافدة.

أسرعت في النزول لتقفز أخيرا و تنفض العُشب عن ملابسها ثم وضعت سماعاتها لتخرج بهدوء متوجهة نحو بيت الشاي.

دخلت لتجده مُمتلئا بالفعل و لأنها أرادت الهدوء فهي أخدت كوب الشاي معها إلى الخارج لتبدأ بالتجول في شوارع بكين المُكتضة بالناس بينما ترتشف من كوبِها.

مرت بجانِب البائعينَ المُتجولين لتشتريَ بعض السمك و تبدأ بتناوله و هي تتجول و تُشاهد العروض القائمة هناك.

لفت إنتباهها بائع الحلوى القُطنية حيث رائحتها كانت تبدو شهية جداً لذا هيَ جرت نحوه لتأخد الصف.

أخرجت حقيبتها المالية لتبدأ بالبحث عن المالِ ريتما يصلُ دورُها و عندما وقفت مباشرة أمام البائع وجدت أن لا مال لديها و هو لا يقبل البطاقاتِ الإئتمانية!

"أعتذر آنستي أنا لا أقبلُ بالبطاقة"

تقوست شفتيها لتُعيد بطاقتها لحقيبتها ثم أردفت بإبتسامة

"لا بأس.. في المرة القادمة!"

"كم تُريدين؟"

إستدارت لترفع نظرها نحو ذلك الشخصِ الذي أردف فور وقوفِها بجانبها لتُبعد قبعة الهودي عن رأسِها حتى تتضح لها الرؤية.

إنه الطبيب زانغ!

إنفرجت شفتيها بينما تُحدق بِه، لقد مضى وقتٌ طويل على رُؤيتِه حقاً!

"أعطِيها أربعة من فضلِك!"

مد ييشينغ المال للبائع تحت أنظارِها ليأخد منه الحلوى القُطنية و يمدها لها لتُبعد أكمامها الطويلة و تأخدها منه بتردد.

إستدار هو ليذهب و تلحقهُ بهدوء بينما هناك مسافة بينهما، حدقت هي بالكيس و بتلك الحلوى الوردية لتنظر له و تُردف

"شُكراً لك، سأعيد لك المال لاحِقاً"

وضع هو يداه بجيبِه ليهز رأسه بهدوء و تُخرج هي إحدى الحلوى لتمدها له بإبتسامة

"تفضل"

نظر ليدِها ليهز رأسهُ بالرفض و ترمش هي مرتين بسبب يدِها المُمتدة فهذا مُحرِج!

إستدار عندما سمع صوت جريَ أحدهم ليسحب يدها نحوه و ينسِحبَ جسدُها أيضاً لترتطم به.

الشارع كان مُكتظا بالناس و بعض الشباب الآخرين كانو يلعبون بألواحهم الإليكترونية و يجرونَ بين الناس لذا هو أردف بينما ينظر لها بجدية

"إنتبهي في المرة القادمة!"

يدُها التي تُمسك الحلوى كانت قريبة من شفتيه و رائحتها كانت زكية، هي كانت قريبة منه وو جهها بالكاد تشعُر بأنفاسِه.

هو إقترب حتى يلتقِط قطعة الحلوى تِلك من يدها ليُفلت يداها و يُكمل سيرهُ بينما تركها هناك تُصارع دقاتِ قلبها!

جرت مُجدداً لتبدأ بالأكل أيضاً ليُردف فجأة

"كيف حالُك؟"

"أنا بخير، ماذا عنك؟"

أجابت و هي تنظر للأمام بينما تمشي إلى جانبه ليُردف بهدوء

"بخير أيضًا، كيف تُبلينَ مع الإمتحانات؟"

توقف لينظُر لها، لمَ هيَ تقول أنها بخير لكنها لا تبدو كذلك؟ وجهُها و جسدُها الذي أصبح هزيلا بعض الشيئ يُتبث أنها تكذِبُ و لا تقول الحقيقة.

"أنا أبلي جيداً أيضاً"

إبتسمت مُجدداً لتعود للمشي نحو الأمام بينما هو ظل واقِفاً قليلا يُحدق بِها من الخلف.

إنها ترتدي لونهُ المُفضل و يبدو لطيفاً عليها!

تقدم أيضاً ليُكمل مشيه في صمت، الجو كان بارداً قليلا لكنها لم تكُن تهتم فهي سعيدة بالخروج، الأضواء هنا تنعكِسُ على عيناها و إبتسامتها الواسعة التي تُقابلُ بِها العروض التي أمامها كانت ألطف و أجمل شيئ رأتهُ عيناه!

شعرت بِه ينظر لها لتتورد وجنتيها لكنها تجاهلته لكي لا تنظر له و تقع في الخطأ!

لا تعلمُ هل تُودعه لتذهب و تُكمِلَ تجولها أم تتجول معه؟

"آه.. هل ستذهبُ لمكانٍ ما؟"

توقفت لتُبعد بعض الخُصلِ عن شعرِها ثم تنظر له بينما تُمسك كيس الحلوى لينظر حوله و يتذكر لما هو كان هُنا

"لقد ضاع موتشي مني و نحن نتجول لذا كُنت أبحث عنه"

إستدار حول نفسِه لترمش مرتين و تتسع عيناها لتردف بقلق

"يا إلاهي قد يكون خائِفاً الآن، أينَ كُنت معه آخر مرة؟"

حك رقبتهُ ليُشير من حيث جاء لتذهب و يلحقها ليبدآ بالبحث عنه، هي كانت تُناديه بينما تنزل نحو الأسفل بين أقدام الناس لأنه صغير و لن تستطيع رُؤيته إلا إن فعلت ذلك.

لكن فجأة، هي تذكرت أن هُناك مقهى للكلاب لذا أسرعت نحوه لتدخل و تجد موتشي هنا يقف وحيداً بهدوء.

و عند رؤيته لميلين وقف ليجري نحوها ثم صعد بين يديها ليبدأ بهز ذيلِه لأنه سعيد برُؤيَتِها.

دخل ييشينغ ليعقد حاجبيه و يُردف بغضب مُوبخاً موتشي

"كلبٌ سيئ، كيف لك أن تركُضَ هكذا و تذهب بعيداً؟ أنا لن آخُدك بنزهة بعد اليوم"

حدقت ميلين بييشينغ و جروِه الذي إختبئ بين ذراعيها و كأنه يفهم ما قاله الآخر لتبتسم و تمسح على فروه بهدوء

"لابأس لابد أنه كان يُريد اللعب هُنا لكنه ضاع عنك، لقد كان يبدو خائفاً لاداعيَ لتوبيخه، أليس كذلك صغيري؟ أنتَ كلبٌ جيد"

رفعته أمام وجهِها لتقوم بتقبيله عدة مراتٍ تحت أنظارِ الآخر الذي إنفرجت شفتيه بسبب تِلك الإبتسامة الجانبية.

مدّ لها الطوقَ الخاص بموتشي لتضعه له ثم أمسكت بالحزام لتخرج و تجري قليلا جاعلة من الجروِ يتحمسُ و يقفِز.

تأخرَ الوقتُ بالفعل فقد تجولا كثيراً معاً إلى أن أتصل بِها تاو حتى يُخبرها أن تعودَ للمنزل.

مدت الحزام الخاص بموتشي لييشينغ ليأخده منها و ينظر لساعته اليديوية ليُردف

"ستذهبين؟"

أعادت خُصل شعرها خلف أذنِها لتبتسم بهدوء و تُعيد قُبعة الهودي على رأسِها ثم أومأت بهدوء لتنزل قليلا نحو موتشي و تُردف بنبرة لطيفة

"أراكَ لاحِقاً أيها الصغير، لا تذهبْ هكذا فجأة مُجدداً و تترك والِدكَ قلقاً"

عادت للوقوف لتنظر للطبيب زانغ و تردف

"عمتَ مساءً طبيب زانغ، أتمنى لك ليلة هنيئة!"

لوحت له بأصابع يدِها التي تظهر بسبب الأكمام الطويلة ليُلوح لها أيضاً و تذهب هي بسرعة حتى إختفت بين الناس عن أنظارِه.

و هيَ لم تراه منذ ذلك اليوم أيضاً فقد مر أسبوعان و إنتهت إمتحانتُها و حان الوقتُ لتعود للمُستشفى من أجلِ آخر تدريب قبل التخرُّج و الإمتحاناتِ النهائية.

إستيقظت صباحا لتُحدق بملابسها التي جهزتها البارحة، بنطالُ جينز ضيق و كنزة صوفية باللون البُرتقالي.

إرتدتها لتضع بعض مساحيقِ التجميل ثم رفعت شعرها نحو الأعلى على شكلِ كعكة مُنتفخة قليلاً لترتدي حذائها.

حملت حقيبتها و مِعطفها الطبي لتأخد نظرة على موقعها و بُرجها اليومَ لأنها كانت تشعر بالتوتر لأنها ستراهُ اليوم.

لا تعلمُ لماذا، لكنها مُتشوقة لرؤيتِه بشدة! هل رُبما إشتاقت لرؤيتِه أم له شخصيًا؟

قلبِها كان يدق بقوة كلما إقتربت سيارة يومي من المشفى و كأنها المرة الأولى التي ستراهُ بِها.

دخلت مجموعة المتدربين في صفّ طويلٍ ليقفوا إلى جانب بعضهم البعض بمعاطِفهم الطبية الناصعة البياض و بطاقاتِهم التي يُعلقونها برقبتِهم.

هُم طُلاب اليومِ و أطباء المُستقبل الذي سيرفعون راية الأمان و الشفاء على كل الذي يعانونَ من الألم و المرض، يقِفونَ بثقة حيثُ ينتظرونَ رئيسهم الذي توقفت سيارتُه أمام باب المُستشفى ليخرُجَ و ينزع نظاراتِه الشمسية.

يحملُ حقيبته و معطفه الطبي كالعادة بيديه و يدخُل بإتزانٍ و ثقة مُقطباً حاحبيه لينحنيَ له صفُّ المُتدربين بهدوء مُلقين التحية من أجلِه.

و فورَ رفعِها لرأسِها وقعت عيناها على ذلك الخاتمِ الذي يتوسطُ إصبع الخنصرِ خاصته لتُصعقَ و تشعر و كأن قلبها أُخترِقَ بسهمٍ حاد!





يُتبع...💜

الحين نقدر نقول إنو دراماتنا بدأت بجد 😀 و الأحداث الكبيرة و الحقيقية و التلفزية الجدية الواقعية الدرامية الحزينة المُخيفة يلي رح تخلي قلوبكم معلقة بدأت😀

3000 كلمة و يلي تقول قصير انفخها للمريخ🙂💔

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top