Bonus Part •Happy Birthday Dr, Zhang•

دخووووول بركاننيييي يسلخخخ الجلللد علللى العظظظم😳🔥

-تأخرت بالتنزييل!!-

-تقف و هي ترتدي ملابس سباحة مع نظارة شمسية مستعدة لتلقي الطماطم الفاسدة و كرات زق الحمام-

قريت تعليقاتكم و انتم خايفيين على ييشينغ و ميلين لا يتشاجروا كييووت😂😂

+اشوف انكم تعلقتو بيهم كثير :'( ❤

بس رغم كذا ما رح اسوي جزء ثاني لاني وحدة حقيرة و شريرة هنهنهنهنهنه👹🔥

-الفصل غير معدل تجاهلو الاخطاء الاملائية-


°°°

إستيقظت صباحاً باكراً في المشفى لأن كانت لديها مناوبة ليلية، و أول شيء قامت به هو أخدُ مفاتيح السيارة و مغادرة المشفى.

إرتدت نظارات شمسية ثم وضعت قبعة على رأسها لتفتح السيارة و هي تنظر هنا و هناك بحذرٍ شديد.

"طبيبة زانغ، صباح الخير!"

إنكمشت حول نفسها فور سماعها لصوت أحد المتدربين لتتجمد مكانها لأنه كان يقترب راكضاً

إستدارت ببطىء حتى تحدق به عاقدة حاجبيها لتنظر للساعة و تردف بجدية

"ما هذا الوقت؟ ألم أخبرك أن تأتي باكراً أنت تأخرت ثلاث ثوانٍ بالفعل"

نظرت لساعتها اليدوية قبل أن تنطق بجملتها الأخيرة ليتوتر بالفعل و بدأ يعتذر

"هيا! عقابك سيكون.. همم إحضار كعكة الأرز لي كل صباح!"

أردفت بتردد لأنها لا تعلم حقا ما عليها قوله أمام نظراته المصدومة و البريئة، هو إبتسم و بدأ بالضحك ليهز رأسه حتى تبعثرث خصلات شعره بالكامل

"هيا إذهب الآن، أنتَ لم ترني هذا الصباح و لم تلتقي بي و نحن لم نرى بعضنا!"

حذرته بصوتٍ هامس و هي تقترب منه ليهمس أيضاً رغم أن لا أحد موجود سواهما و رجل الأمن الذي يقف في الباب.

"حتى الطبيب زانغ؟"

توسعت عيناها بشدة عندما لمحت الطبيب زانغ قادماً فهزت رأسها بسرعة و ركبت السيارة قبل أن يخرج و يراها.

بدأت تدخل المفاتيح و هي تراقب زجاج النافدة، هي إستعارت بسيارة يومي حتى لا يلاحظ ييشينغ شيئاً

أخدت الموقع و سجلته ثم بدأت القيادة و هي تدعي أن لا يكون بعيداً، وصلت بعد خمسٍ و أربعين دقيقة للمكان و كان بعيداً بالفعل عن المدينة.

الحي الذي نزلت به كان أحد الأحياء الفقيرة في الصين، وجدت بعض الأطفال يلعبون بقنينات بلاستيكية فارغة و هم حافيي الأقدامه.

بالإضافة إلى بعض الشبان الذين يقفون في مجموعات، نظرت للهاتف و المنزل كان قريباً من هذا المكان لذا هي قررت سؤال أحدهم

"المعذرة، أنا أسأل عن هذا المكان"

وقفت أمام مجموعة من الشباب و كانو أربعة أشخاص يتحدثون فتوقفوا عن الكلام و نظروا لها، تقدم أحدهم لينظر لها من رأسها لأخمص قدميها ثم أطلق قهقة ساخرة.

هو كان يرتدي قميصاً بدون أكمام و يبدو متعرقاً

"ماذا؟ ما الذي تفعله فتاة جميلة مثلك بهذا المكان"

نظرت له بهدوء و لأنه كان يبدو من كلامه أنه يسخر منها و لن يفيدها بشيء إستدارت حتى تذهب.

لكنها توقفت فور وضعه ليده على ذراعها لتستدير و تحدق به بحدة

"أبعِد يدك يا هذا"

بدأو بالضحك جميعا و هي بالفعل كانت تشعر أن ركبتيها ترتعشان و قلبها على وشكِ التوقف

"و ما الذي ستفعلينه إن لم أبتعد يا هذه"

أجابها بنبرة إستفزازية لتُدخل يدها بجيبها حيث تخبىء سلاحها السري، قرّب وجهه من وجهها و هو لا يزال يمسك ذراعها فقامت بإخراج الرشاش الحارق بسرعة و وجهته نحو عيناه و عندما أفلتَ يدها أمسك بذراعه و قامت بلويهاَ خلف ظهره لتركل مؤخرته و تدفعه حتى وقع وجهه في الوحل.

زفرت الهواء لترفع نظرها و تجد الآخرين يحدقون بها بصدمة بينما توجه نحوه الرشاش الذي بيدها

"إن كنتم تريديون أن تُصابوا بالعمى فليجرؤ أحدكم على لمسي"

عادت للخلف قليلا بإتجاه السيارة دون أن تستدير و هم بالفعل لم يستطيعوا التحرك من أماكنهم.

ركبت السيارة بسرعة ثم أدارت المفتاح و غادرت بسرعة كبيرة تاركة الكثير من الوحل يتطاير خلفها.

توقفت في حيّ قريب من ذلك الحي فوضعت رأسها على المقود و صرخت بقوة ثم بدأت بالضحك مُعيدة خصلات شعرها الطويلة للخلف بأيدي مرتجفة.

"لقد كان ذلك جنونيا،أنا نجوت بأعجوبة إن علِم ييشينغ بما حصل بالتأكيد سيكون فخوراً بي!"

أردفت و هي تقهقه لكنها توقفت عن ذلك فجأة واضعة يديها على شفتيها

"هو لن يعلم، ما الذي أتفوه به الآن؟ إن علم هو سيصفع مؤخرتك حتى لن تستطيعي الجلوس عليها أيتها الغبية"

ضربت جبينها عدة مراتٍ ليتحدث جهاز الموقع الخاص بالسيارة قائلا أن الموقع الذي هي به خاطئ و عليها الإنتقال للحي الذي بجانبها.

خرجت من السيارة فوجدت أن الحي الذي هي به مشابه للذي كانت به قبل قليل غير أن به عجائز يجلسون و يلعبون الشطرنج أمام أحد المنازل.

تقدمت نحوهم بتردد و سألتهم عن منزل الموقع ليُجيب أحدهم مُشيراً لأحد منازل الصفيح التي بالجهة اليُمنى

"إنه منزل السيدة لو المُقعدة، يقع هناك"

شكرته ثم تقدمت نحو المنزل لتجد طفلا صغيراً يلعبُ بالوحل القابع أمام المنزل و ملابسه متسخة بالكامل.

رفع رأسه نحو ميلين التي تحدق به ليصرخ

"أمي المرأة المسؤولة عن الجمعية هنا!"

عقدت ميلين حاجبيها بإستغراب فركض الطفل نحو الداخل مبعداً الستار الذي يأخد دور الباب بينما يكرر نفس الجملة

"هل يعقل أنهم ينتظرون أحداً؟"

سمعت صوتاً قادما فإبتعدت قليلا عن الباب منتظرة الشخص الذي سيخرج، ظهرت إمرأة كبيرة بالسن قليلا تجلس على كرسي متحرك و أبعدت الستار عن الباب لتردف

"هل أتيتِ أيتها المُراقبة؟ تفضلي بالدخول"

رمشت ميلين مرتين ثم نظرت حولها لتتقدم و تدخل، لحقت بها نحو الداخل لكنها توقفت حتى تنزع حذاءها

"دعيه و حسب لا داعيَ لإزالته"

نظرت للطفل الذي كان حافي القدمين و حتى والدته لذا هي هزت رأسها بإبتسامة و نزعت حذائها لتضعه جانباً

"لم أكن أعلم أنكِ ستأتين اليوم، لذا لم أحضر شيئاً للطعام فنحن أشخاص عاديون جداً كما ترين"

أردفت المرأة المُقعدَة لترفع ميلين رأسها و تنظر في الأرجاء، المنزل كان عبارة عن غرفتيه و مطبخ  صغير جداً يتسع لشخص واحد و حمام في مقدمة المدخل.

هم ظنوا أنها مسؤولة أو مراقبة لشيء ما لذا هي إستغلت الفرصة حتى تسألها

"هل هذا طفلك؟"

أردفت بهدوء و هي تمسح على شعره الطفل الذي يمسك قطعة بلاستيكة متسخة بيده و يلعب بها لتنظر له والدته و تردف

"نعم هذا إبني..و"

"هل يذهب للمدرسة؟"

سألتها ميلين بينما تنظر لها لكن الأخرى أنزلت نظرها قليلا نحو الأسفل، هي بدت و كأنها تُحاول كبت بكاءها..

"أرجوكم لا تأخدوه مني، أنا سأحاول جاهدة إدخاله للمدرسة، أنظري أنا أخيط هذه المناديل و أبيعها بالسوق"

تحركت بكرسيها المتحرك و فتحت كيساً من الثوب لتخرج منها ما تصنع من مناديل لتُريها لميلين التي لمحت يديها المتورمة قبل المناديل.

عيناها كانت مرهقة بشدة و جسدها هزيل أيضاً.

"هل تظنين أن هذه المناديل هي ما ستجعلك تعيشين و إبنك بزمنٍ كهذا؟ أليس لديك زوج أو أبناء آخرون يحملون هذا العبىء عنك؟"

أردفت ميلين و هي تقترب من الأم و تمسك يديها لكن الأخرى أنزلت رأسها نحو الأسفل صمتت لبعض الوقت قبل أن تُجيب محاولة الوقوف من على كرسيها لكنها سقطت أرضاً لأنها لا تستطيع.

ميلين لاحظت قدميها المنتفختان و اللتان أصبح لونهما قريبا للبني او الأحمر الداكن.

"لدي إبن يُدعى لوفين، لقد كان يعمل كطبيب في أحد أكبر المستشفيات و كان يتقاضى مبلغاً كبيراً، لكنه إقترف خطأ جعله يفقد عمله، أخدوا منا المنزل و كل ما نكسبه بعد دخوله للسجن، هذه المناديل هي الشيء الوحيد الذي إستطعت به أن أشتري هذا المنزل، و لأنني لا أستطيع المشي فأنا محرمة من المشي إلى الأبد"

بدأت بالبكاء ليبدأ الطفل بالبكاء أيضاً محتضنا قدم والدته

"لا تأخدوني بعيداً عن أمي، إذهبي أيتها الشريرة!"

دفع ميلين لتنظر له بحزن و تسأل الأم بهدوء

"و أين هو إبنك الآن؟ هل خرج من السجن؟"

"هو يعمل بصالون للحلاقة، لكن الأموال التي يجنيها لا تكفي لتسديد ديوننا حتى، رغم ذلك أعدك أن أدخل إبني الأصغر للمدرسة، من فضلك أخبريهم  و تصرفيّ بخصوص الأمر"

حدقت ميلين بالطفل المتمسكِ بوالدته بحيث يخفي وجهه عنها لتعيد النظر للأم التي إنطالت عليها الخدعة.

هي قامت بهز رأسِها و خرجت دون أن تقول كلمة أخرى لكن قبل ذلك توقفت لتفتح حقيبتها المالية و مدت النقود بطريقة سرية للأم التي حاولت الرفض في البداية.

من خلال دخولها للمنزل، هي لمحت شهادة لوفين معلقة بأحد أركانه، أيضاً حالة الأم و الطفل لا تبدو و كأنها تتصنع الأمر فعلى ما يبدو أن المراقبة لم تكن ستأتي اليوم و كانت تنتظرها في يومٍ آخر، لذا المنزل كان في حالة فوضى!

دخلت للسيارة و هي تفكّر في الأمر كثيراً، تلك الأم مُقعدة و تحتاج لرعاية طبية قدماها بالكاد إنتهى أمرهما بالفعل و إن إستمرت على ذلك الوضع قد يحدث لها مكروه ما.

الطفل من الممكن أن يتشرّد و لوفين قد لا يعلم كيف يتصرف معه بما أنه يقضي أغلب وقته في العمل بذلك المكان.

تلك الأحياء تعج بالعصابات الخطيرة حيث قرأت على الأنترنيت أن العديد من الأعين هناك على الأطفال الصغار بإعتبارهم تجارة ممتازة للأعضاء البشرية.

زفرت الهواء يحيرة معيدة خصلات شعرها للخلف، هي رأت كل شيء يعينيها و إن تجاهلت الأمر ستشعر بالذنب كونها لم تساعد.

إعادة لوفين للعمل و إخبار ييشينغ بالأمر أصعبُ شيء قد تواجهه اليوم، لكن عليها المحاولة على الأقل.

تحركت بالسيارة بإتجاه المشفى و توقفت لتنزع نظاراتها و ما كانت تضعه على رأسها، أخدت نفساً عميقاً ثم فتحت الباب لتخرج.

إتجهت بخطواتٍ رزينة نحو الباب و دخلت لتُلقي وي وي عليها التحية، لكنها كانت شاردة و تفكر في طريقة لإخباره.

لحقت بها وي وي بسرعة لتوقفها فإستدارت ميلين بتفاجؤ

"لقد سأل عنك الرئيس، هو كان يبحث عنكِ في الأرجاء و عندما لم يجدك أخبرني عند قدومك الذهاب لمكتبه"

كلام وي وي أفزعها بشدة، هي لم تكن تخطط أن تسير الأمور بهذه الطريقة، لم تكن تريد أن يعرف ييشينغ بأمر إختفاءها!

"حسناً شكرا لك وي وي سأذهب الآن"

أومأت لها وي وي بإبتسامة و عادت لعملها في حين أن ميلين أخدت المصعد و قلبها يخفق بقوة، تشعر بالتوتر الشديد، ماذا إن شكّ في الأمر؟

وصلت أمام مكتبه و حاولت تنظيم أنفاسها و ضربات قلبها لتطرق الباب بخفة و تفتحه أخيراً،

هو كان يحمل هاتفه و يضعه على أذنه و عندما فُتح الباب إستدار لينظر لها قائلاً

"أين هاتفك؟ أتصل بكِ منذ ساعة!"

وضعت يديها بجيوبها و لكنها لم تجده و ظنت أنها نسيته في السيارة لذا أردفت بإبتسامة متوترة

"آوه، أظن أنني تركته في-.."

توقفت عن التحدث ليُكمل كلامها مباشرة و هذا جعل عقلها يفكر بشيء لقوله لكنه كان متوقفا بالفعل عن العمل

"أين تركتيه؟ أين كُنتِ ميلين، خرجت في الصباح الباكر دون إخباري و ذهبت لمكان ما سراً ما الذي تحاولين فعله؟"

إنفرجت شفتيها و هي تحاول التحدث بينما ترفع يدها مشيرة له بالتمهل

"هل يمكنك أن تهدأ قليلا و سأشرح لك كل شيء"

جلس على مكتبه عاقداً يداه لصدره و ناظراً نحوها منتظراً ما ستقوله كإجابة لكل أسئلته.

فركت أصابع يدها ببعضها البعض ثم أعادت إخدى خصلات شعرها خلف أذنها و قد بللت شفتيها بنفس الوقت

"حسنا.. في الواقع أنا ذهبت لزيارة أحدهم"

"أحدِهم؟ و من يكون"

أجاب بسرعة فنظرت لجميع أنحاء وجهه بضياع، عيناها بالفعل كانتا تتحركان كثيراً تهربا من صنع تواصل بصري مباشر

"ليس شخصاً واحداً فحسب بل شخصين، أنا ذهبت لتحقق من أمرٍ ما، إنها مسألة حياة أو موت ييشينغ أرجوك لا تغضب حسنا؟"

زفر الهواء بضيقٍ واضعاً إحدى يديه على جبينه يمرره عليه و قد أغمض عيناه لذا هي إقتربت قليلا حتى تقف أمامه مباشرة.

"الأمر يخص شخصاً تعرفه جيداً، أنا ذهبت لزيارة عائلة لوفين"

فور نطقها لإسم لوفين توقف عن تمرير يده حول جبينه ليفتح عيناه و يرفع نظره مباشرة نحوها

"هل ترين الوقت مناسباً للمزاح؟ كم مرة أخبرتك أن لا تذكري إسم ذلك المجرم"

كلامه صعب عليها الأمر أكثر، هي لعنت لسانها مراراً و تكرارا كونها تسرعت في الدخول بالموضوع، و هو الآن فقط لا يصدق ما تقوله.

هي صممت على مساعدة تلك العائلة و ليس مساعدة لوفين بنفسه، هي فقط تريد أن تفعل شيئاً تطوعياً كإعطاء الأموال لكنها بالفعل لن تستطيع فعل ذلك للابد لأن لوفين هو إبن و رجل تلك العائلة و هو من عليه تحمل المسؤولية.

"ييشينغ أنا لا أمزح، ذهبت لمنزل لوفين و دخلت و رأيتُ والدته التي فقدت القدرة على المشي، أتعلم أن لديها طفلاً حُرم من الدراسة؟ هو لا يذهب للمدرسة حتى و منزلهم في حالة سيئة ج-"

"ميلين!"

صرخ بصوتٍ عالٍ و قد سُمع صوته خارج المكتب جاعلاً من كان يمشي هناك يقفز مكانه بخوف.

توقفت عن الكلام رافعة نظرها نحوه تحدق به بصدمة دون أن ترمش، هو رفع إصبعه السبابة أمام وجهها و لم يسبق له أن فعل ذلك منذ الوقت الذي كانت تتدرب به في السنة الماضية

"إياك، إياكِ و أن تُضيفي كلمة أخرى"

تقدم حتى يخرج من الغرفة لكنها ضمت قبضة يدها ت صرخت قائلة

"ماذا؟ هل تريدني أن أصمت و أدع عائلة صغيرة على وشكِ الإنهيار بسبب خطأ قديم إرتكبه إبنهم المجرم؟ أنا لم أخبرك أنني سامحته بل أردت منك وحسب التغاضي عن فعله من أجل تلك الأم و ذلك الطفل، أعلم أنك لا تحب الظلم ييشينغ لكننا بتجاهلنا لأمر كهذا بالتأكيد نحن سنظلم أشخاصاً ليس لديهم أي ذنب!"

فتح الباب بعد أن أنهت كلامها ليغلقه خلفه بقوة تاركاً إياها تجلس هناك دون حراك، رن هاتفها فجأة لتجدها يومي.

"مرحباً يومي كيف حالك؟"

أردفت بنبرة هادئة فأجابت يومي  بحماس

"ميلين لن تصدقي أين أنا الآن"

عقدت الأخرى حاجبيها لتردف بتساؤل

"ماذا هناك هل أنتِ بخير؟"

"أنا في عيادة أمي"

"هل حدث معكِ خطبٌ ما؟"

وقفت بقلق لكن الأخرى بدأت بالضحك لتصرخ جاعلة من ميلين تبعد الهاتف عن أذنها

"ميلين أنا سأصبح أماًّ قريبا"

إتسعت أعين ميلين لتضع يدها على شفتيها و قد بدأت بالصراخ مع يومي بنفس الوقت لتسمع صوت كريس

"كريس أعطيني كريس بسرعة أريد إغاضته"

"حسنا"

مدت يومي الهاتف لكريس الذي كان يعلم ما ستقوله أخته بالحرف الواحد

"من كان يقول أنه لا يحب الأطفال آوه؟ من هو الشخص الذي كان يكره تواجد الأطفال الصغار حوله و يتهرب منهم؟ إنه كريس! لقد فعلتها يا رجل إلهي أنا سعيدة و فخورة بك يا عمود إنارة العائلة"

ضرب جبينه لأن والدة يومي كانت تسمع صراخ ميلين و تبتسم بهدوء بينما تحتضن يومي

"لا تقولي عن زوجي عمود إنارة أيتها القزمة!"

"من هي القزمة؟ سنرى من سيصبح كيس رمل ببطنه المنتفخ"

أجابت ميلين لتصدر يومي أصواتاً منزعجة قائلة

"آوه لا تنسي أن دورك قادم، أين أنتِ الآن؟ لمَ لا نجتمع بالمساء للإحتفال بهذا الخبر، أخبري ييشينغ أيضا حسنا؟"

إختفت إبتسامة الأخرى عندما تذكرت شجارهما قبل قليل ثم أردفت بهدوء

"لا أظن ذلك، لدي عمليتان اليوم، و ييشينغ مشغول أيضا تعلمين هذه الايام الإصاباتُ كثيرة بسبب الإضراباتِ التي بالمدينة"

"آوه، هل كل شيء على ما يرام؟ نبرة صوتكِ لم تعجبني"

سألتها يومي بعد أن أدركت أن صوتها تغير بالفعل لكن الأخرى غيرت الموضوع بسرعة، و بعد إنتهاء المحادثة أغلقت الخط، وقفت حتى تخرج من المكتب و تعود للعمل.

لم ترى ييشينغ لباقي الصباح و المساء أيضاً و لا تعلم أين إختفى و حتى هاتفه غير مشغّل، هي كانت تتجول و تراقب المتدربين فإصتدمت بأحدهم مسقطة علبة الأغراض التي بيده.

"آوه أعتذر لقد كنت شاردة"

نزلت حتى تأخد العلبة فتوقفت فور لمحها للحذاء، رفعت رأسها بهدوء حتى تكتشف الشخص فأمال رأسه بإبتسامة

"مُفاجأة!"

حدقت به لثوانٍ غير مصدقة لما تراه عيناها فنزل أيضاً حتى يبدأ بجمع أغراضه

"ما الذي تفعله هنا؟"

سألته عاقدة حاجبيها و هي تقف بسرعة فقضم شفتيه بتوتر

"أعتذر لإخافتك أنا-"

"قلت ما الذي تفعله هنا، إن رآك ييشينغ سيقتلك هيا غادر الآن"

صرخت مقاطعة لكلامه، هو أيضاً كان يرتدي معطفه الطبي، نظر لها بصدمة بسبب صوتها المرتفع الذي سيجلب الأنظار فوقف و عاد للخلف قليلا بتوتر

"أرجوكِ تمهلي ميلين، و دعيني أشرح لك الأمر"

"لوفين لا أريد سماع أي كلمة منك، هيا إرحل و إلا سأتصرف بنفسي و أجعلك تغادر بالقوة"

"ييشينغ هو من طلب من العودة للعمل، لقد تحدثنا معا لذا لا داعي للصراخ أرجوك"

رفع كلتا يداه كعلامة للإستسلام لتعقد حاحبيها بغير فهم، في الصباح هو كان على وشكِ أكل وجهها من الغضب و الآن هكذا فقط أعاده؟

العديد من الأسئلة كانت تحوم حول رأسها و المزيد من علامات الإستفهام، كيف و متى، لماذا و أين؟

"و الآن فلتعذريني طبيبة زانغ، علي تجهيز مكتبي الجديد حتى أبدأ العمل"

إنحنى بهدوء ثم غادر تاركاً إياها تقف هناك بصدمة، رمقت ييشينغ يمر في نهاية الممر فركضت نحوه بسرعة قبل أن يختفي لأنها لم تره منذ الصباح.

"ييشينغ"

نادته عندما وصلت للطابق المخصص بالأطفال فتوقف و إستدار نحوها

"ماذا هناك؟"

سألها بهدوء بعد أن أنزل نظره نحو القائمة التي بيده يتفقدها و يكتب بقلمه الذهبي عليها لتمد يدها نحو ذقنه و ترفعه

"ما الذي تقصده بماذا هناك؟ أنا من علي سؤالك، لماذا أحضرته لهنا؟"

"أليس هذا ما كنتِ تريدينه؟"

سألها بسؤال آخر بدل جواب مباشر لتعقد حاجبيها و تزفر الهواء
قائلة..

"هل تخفي عني شيئاً؟ ردة فعلك في الصباح لم تكن إجابية و على الأقل كنت ستفكر في الأمر لأسابيع قبل أن توافق أو ترفض، أو ربما تتوقف عن التحدث معي و الغضب مني أيضاً"

إبتسم بخفة ثم هز رأسه ليضع يداه على وجنتيها بعد أن جعلها تُمسك الائحة

"كلامك كان صحيحاً، أحيانا علينا منح فرصة أخرى للأشخاص الذين يفتعلون الأخطاء، ثم إنني لا أستطيع التوقف عن التحدث معك لأنني سأصاب بالجنون"

شعرت بالراحة أخيرا تُدفئ قلبها، هو ختم كلامه بقبلة على جبينها ثم ذهب حتى يزور الصغار قبل نومهم، و هي عادت بوجنتين متوردتين و إبتسامة خجولة نحو الأسفل حتى تُكمل عملها!

...

مرت الأسابيع و الأشهر، و لوفين كان مُجداً بعمله، هي كانت تراقب تحركاته من الألف إلى الياء، مع الأطباء و الممرضات و المتدربين أيضاً.

هو كان نشيطاً جداً و أحضر والدته لتُعالجَ بالمشفى حتى تكون تحت أنظاره، و ميلين كانت تمر لرؤيتها كل صباح، الطفل الصغير عاد للمدرسة و الأمور كلها أصبحت بخير.

يومي أصبحت في شهرها الثالث و هي توقظ كريس كل ليلة ليذهب لإحضار التفاح بالعسل من أجلها و هذا يجعله يتصل بميلين و يشتكي لها عن حاله.

تاو أحضر معه حبيبته الأسترالية إلى الصين و والده يرفضها كونها لا تعلم اللغة الصينية و لا تفهم شيئاً في التقاليد لأنها ترتدي الملابس القصيرة كثيرا و حتى إن كان الجو بارداً!

لكن رغم ذلك تاو لم يكن يريد التخلي عنها لأنها من كانت ترافقه في رحلاته للخارج و ترشده في جلسات تصويره.

ييشينغ سافر هذا الأسبوع خارج البلاد لمدة يومين من أجل حضور إجتماع رؤساء المستشفيات الكُبرى في آسيا و ثِقل المشفى ظل على عاتقها.

هي ليست المرة الأولى التي يسافر بها لوحده أو تسافر هي بها لوحدها لكنه قرر الذهاب هذه المرة لأنهم قاموا بدعوته شخصياً.

"مرحبا لوفين"

جلست ليقفز مكانه بفزعٍ لكنه أدرك أنها ميلين و حسب لذا إبتسم و أجاب

"آوه مرحباً طبيبة زانغ، كيف حالك؟"

هزت رأسها بهدوء دون أن تجيبه ثم نظرت للطاولة التي يضع عليها آلة حاسبة و بعض الأوراق

"ما الذي تفعله؟"

سألته عاقدة حاجبيها ليحمل القلم بتوتر و ينقر عليه بخفة قائلاً

"أنا أقوم بحساب الأموال التي أتقاضاها هنا، و التي أجمعها من أجل شراء سيارة جديدة لأن منزلي بعيد قليلا عن المشفى، أيضاً أنا أفكر بالزواج قريباً لذا.."

أنزل رأسه بإحراج لترمش مرتين، هي لا تريد الإبتسام أو التحمس معه أو حتى إظهار ردة فعل واضحة و إجابية

"هذا جيد، إنه الوقت المناسب لبناء حياتك الجديدة، بالتوفيق"

وقفت حتى تذهب لكنه تمتم قائلاً

"مـ-مهلا، هل يمكنني سؤالك؟"

عادت للجلوس مكانه كإجابة على الموافقة ليسأل بهدوء

"أرى أنك لازلت تتحاشين النظر لي، و لا تريدين إطالة الكلام معي أيضاً، هل لازلت تملكين حقداً عليّ؟ إن كان كذلك أخبريني حتى لا أزعجك بتواجدي أوقات العمل أو شيء من هذا القبيل"

ما الذي يتفوه به هذا الأحمق؟ هذا ما نبس به عقلها في حين أنها حدقت به بوجه خالٍ من التعابير، كيف ستفكر بالحقد عليه و عقلها مشغول بييشينغ و العمل طوال الوقت؟

"آوه ذلك، لا تفكر في الأمر حسناً؟ إنه ليس كذلك"

"حقا؟ سأطلب قهوة من أجلك إذن، أريد أن آخد بعض النصائح منك"

وقف بسرعة متجها نحو آلة القهوة لتراقبه و تجلس على طاولة الكافيتيريا بدل الكرسي، عاد ركضاً و كاد يسقط و هذه المرة إبتسامته كانت تصل لأذنيه بالفعل.

هما تحدثا عن العمل و بعدها عن الفتاة التي سيطلب يدها للزواج، أراها صورتها و هي أعطته رأيها أيضاً و أخبرته أن يعتني بها لأنها ظلت متمسكة به حتى بعد الأفعال التي قام بها.

...

عاد ييشينغ ليلة الأحد و هو اليوم الذي يأخده عطلة بطلبٍ من ميلين، هي أخبرته أن يذهبا للإحتفال مع يومي و كريس و العائلة للتعرف على جنس الجنين أخيراً و يومي كانت في قمة السعادة للكشف عن الأمر.

ٱجتمعوا حول الطاولة و قفت ميلين و هي تحمل صندوقاً بيدها، النتائج كانت ستظهر حسب لون الدخان عند فتح الصندوق، إن كان لون الصندوق ورديا فهي فتاة، و إن كان أزرق اللون فهو فتى، و ميلين الوحيدة التي كانت تعرف النتائج لأن الفكرة فكرتها.

"هل أنتم مستعدون؟"

أردفت بإبتسامة لتضع يومي يديها على شفتيها و هي متوترة جداً في حين أن كريس كان يجلس كالصنم يضع نظاراتٍ شمسية رغم أضواء الغرفة، هو فقط كان لا يريد الكشف عن دموع فرحته حتى لا تذهب هيبته مع الرياح!

"هيا عزيزتي بسرعة!"

أردفت والدة يومي و هي تحمل الكاميرا و تقوم بالتصوير في حين أن ييشينغ يبتسم و هو يجلس على طرف الكنبة

قامت ميلين بإشعال الفتيلة التي تخرج من ثقبٍ صغير موضوع في الصندوق ليصمت الجميع منتظرين لون الدخان لكن النار إنطفأت بسرعة فتنهد الجميع بتذمر.

"أعتذر، لابد أنني لم أتبثها جيداً"

قامت بإشعالها مجددا لتضم يومي يديها معاً منتظرة النتيجة و هاقد ظهر دخان أبيض في البداية ليتغير لونه شيئاً فشيئاً و يصبح وردياً

"إنها فتاة!"

أردف كريس بنبرة قريبة للبكاء لتلمع أعين يومي و تقوم بإحتضانه بينما تبتسم، الجميع بدأ يبارك لهما و تاو بدأ يتشاجر مع والده حول من سيسمي الطفلة تاركين يومي و كريس و كأنهم ليسا معنيان بالأمر.

"إذن متى سنفرح بكما أيضاً؟"

أردفت جدة ييشينغ عندما كانو يتناولون الكعك لتبدأ ميلين بالسعال و إتسعت أعين ييشينغ فمد لها الماء بسرعة

"الجدة معها حق، كريس و يومي أسعدانا بهذه الأخبار، ماذا عنكما ألا تنويان أم ماذا؟"

أكملت والدة ييشينغ ليحدق بها ييشينغ بأعين متسعة، مهلا لما عائلته من تتحدث و حسب؟ هذا ليس عادلا!

"ماذا ألستِ موافقة على كلامة سيدة هوانغ؟"

وضعت الأخرى الكوب الذي بيدها لتردف بصوت مرتفع

"إذا لم تنجبا طفلاً عن قريب فلا تضعاً قدميكما في هذا المنزل مجدداً!"

"والدتك محقة، أنا أريد رؤية أحفادي قبل موتي"

أكمل والد ميلين لتردف بتذمر

"توقف عن قول هذا الكلام أبي!"

"والدك محق، ماذا عنا؟ لم يعد لي و الجدة إلا القليل بهذه الحياة، على الأقل نريد إمساك حفيدنا بأيدينا قبل وفاتنا"

أكمل جد ييشينغ ليبدأو جميعاً بقول نفس الكلام و تكريره، فيومي تطلبها حتى يصبحا حوامل معاًو يذهبا لدروس اليوغا و كريس يريد أن يصبح خالا بسرعة أما تاو يريد أخده معها للخارج في رحلاته حول العالم.

"بربكم تخيلو فقط شكل إبن ييشينغ و ميلين، سيكون وسيما و لطيفا و لديه ملامح جدية في نفس الوقت، إلاهي أنا أتوق لرؤيته"

"و من أخبركم أنه سيكون فتى؟"

أردف ييشينغ عاقداً حاجبيه فإستدارت ميلين عاقدة حاجبيها أيضاً

"ماذا، أنا أريده أن يكون فتى"

"لا بل فتاة!"

أجاب ييشينغ بحزم يضع شوكة الطعام لتضع السكين الذي ييدها و هي تنفخ فتحات أنفها

"لا بل فتى، ذكر، رجُل"

"و ما العيب إن كانت فتاة؟"

أجاب بملامح غيى مصدقة و قد صمت الجميع ينصتون لذلك الشجار  اللطيف الذي يدور بين هاذين الإثنين

"لأنني أريده أن يكون فتى أولا و بعدها فتاة، حتى يقوم بحمايتها و الدفاع عنها"

ضربت يومي بقبضتها على الطاولة لترمق كريس بحدة و تردف بصوتٍ مرتفع

"نحن لم نفكر بالأمر، هل رأيت؟ أخبرتك أن علينا القيام بوضعيات مختلفة حتى يكون فتى!"

حدق الجميع بهم بصدمة لينظر لها كريس بصدمة أيضاً و أعاد النظر لها ليبدأ بالضحك واضعاً يده على كتفي يومي حتى يجعلها تقف بينما يكرر قائلاً

"إنها هرمونات الحمل، هاهاها، أجل هرمونات الحمل، أنتِ بحاجة لإستنشاق بعض الهواء عزيزتي"

خرج بها مسرعاً بسبب الفضيحة التي قالتها للتو أمام العائلة فوقف ييشينغ أيضا لتردف الجدة

"إذن هل فكرتما بالأمر؟ نحن نريد سماع أخبار جيدة الأسبوع المقبل"

إبتلع لقمته الأخيرة بصعوبة ليمسك يده ميلين هامسا بجملة -لقد جن جنونهم- هزت ميلين رأسها و أخدت حقيبتها لتردف

"لدي عملية صعبة جداً يوم الإثنين و علي الإسترخاء قليلا لأرتاح، تصبحون على خير!"

هز ييشينغ رأسها بسرعة ليردف

"المتدربون سيغادرون هذا الأسبوع ت علي ملأ دفاتر ملاحظاتهم، عمتم مساءً"

سحب ميلين خلفه بسرعة ليهرباً نحو الخارج و يركبا السيارة، تنهدت ميلين و هي تقوم بربط حزام الأمان لتردف

"ما الذي تناولوه هذه المرة حتى يصبحوا هكذا؟ إلهي هل رأيت لوجوههم و هم يقولونها؟"

صمت ييشينغ و هو يحدق بالمقود لتنزل رأسها قليلا و تنادي إسمه، أعادت ندائه واضعة يدها على كتفه بقلق ليصرخ واضعاً يديه حول وجنتيها فصرخت أيضاً بخوفٍ
لكنها بدأت بالضحك لأنه بدأ يدغدغ رقبتها.

"إلاهي لوهلة ظننت أنهم أثروا عليك أيضاً"

بدأ بالضحك ليبعد خصلات شعرها الطائشة و ينظر لها بأعين مبتسمة لا تبشر بالخير، هي في خطر. و هو يخطط لشيء ما هذه الليلة!

"توقف عن النظر لي هكذا!"

ضربت وجهه بيدها بخفة ليغمض عيناه و يقوم بإحتضانها قائلاً بهدوء

"أتعلمين، حبي لك يزيد اليوم أكثر من البارحة، و في الغد أضعاف الأيام الماضية، ما الذي علي فعله؟"

وجنتيه الناعمة لامست رقبتها لأنه تقريباً نام، فتلك عادته، في كل مرة يكون بها على وشك النوم هو يقول شيئاً حلواً كالعسل تماماً.

...

توقفت أمام المصعد حتى تذهب لإحضار طفلة مصابة يالورم، و هي كانت متوترة بعض الشيء فهذه العملية من الصعب أن تنجح و حياة الطفلة معرضة للخطر.

دخلت للمصعد و قلبها يدق، هي قررت التحدث إليها حتى تهدأ قليلا و بنفس الوقت تطمأنها، الساعة كانت تشير للرابعة صباحاً، أُغلق المصعد و نزلت للطابق الثالث لأنها كانت تنتظر هناك، أضواء المصعد بدأت تتخافت شيئاً فشيئاً بسبب المصباح الخاص بالمصعد..

نظرت للأرقام فوجدت أنه لم يتوقف بالطابق الثالث بل إستمر بالنزول نحو الاسفل و سرعته بدأت تزيد أكثر.

إتسعت عيناها بشدة و تراجعت للخلف في حين أن قلبها بدأ يخفق بقوة، هي بدأت تضغط على زر الإستغاثة مراراً و تكراراً بينما تصرخ بصوتٍ عالٍ لكن لا أحد تمكن من سماعها لأن أبواب المصعد عازلة للصوت.

"فليساعدني أحدهم، ييشينغ!"

صرخت بإسمه و هي تبكي و قد جلست أرضاً منكمشة حول نفسها، إن وصل المصعد للأسفل ستشتعل النيران في المخزن دون شك!

إرتطم المصعد بالأرض بقوة و صرخت لتنظر نحو الباب و تقف بسرعة، هي بدأت تشم رائحة الإحتراق و بدأت تضرب الباب عسى أن يكون أحدهم في المخزن.

سمعت صوتاً فجأة و يبدو أن أحدهم كان يحاول فتح باب المخزن فاستعادت أنفاسها منتظرة الشخص الذي سينقدها

"ساعدوني"

ظهر جسد أحدهم و هو يحاول فتح باب المصعد بقطعة حديدة ليتبين بعدها أنه لوفين، عيناها إتسعت بشدة عندما وجدته يفتح الباب و هو متعرق و يحاول جاهداً فعل ذلك

"هل تستطيعين الخروج من الأعلى؟"

أردف من شق الباب لكنها هزت رأسها نافية، هي لا تستطيع الوصول للأعلى و الخروج بسبب قصر قامتها الذي لن يساعدها.

"حسنا إبتعدي قليلا حتى لا تُصابي"

عادت هي للخلف فبدأ يدفع بكل قوته، لكن صوت الإرتطام بالأعلى كان قوياً، و يبدو أن شيئاً ثقيلا على وشك السقوط و إحراق كل شيء

"لوفين أرجوك ساعدني"

أردفت بنبرة باكية و هي تقترب من الباب و تدخل يدها محاولة الخروج لكنه بدأ بالضحك فجأة بعد أن رمى القطعة الحديدية التي بيده.

ضغط على الزر الذي بجانبه ففتح الباب بسهولة، هي وقفت مصدومة تحدق به بغير تصديق.

هو بدأ يقهقه بهسترية و قد أدار وجهه عنها لكنها لم تفهم ما يحصل حقاً لذا خرجت لتنظر للمخزن.

هو كان عاديا و ليس به أي شخصٍ غيرهما

"لوفين أرجوك ساعدني، مُثيرة للشفقة!"

عقدت حاجبيها تحدق بملامح وجهه التي تغيرت لتصبح مخيفة بالفعل، هو لماذا يتحدث بهذه الطريقة؟

"مـ-ماذا؟"

أردفت بصدمة لا تزال لم تستوعب الحالة التي هي بها ليسقط جسم ثقيل داخل المصعد و بدأت النيران بالإشتعال

"ما الذي يحصل، نحن سنموت هنا أيها الأحمق و أن تتحدث و تضحك"

صرخت بوجهه فتوقف عن الإبتسام ليرمقها بنظرات حادة و قد إنعكس ضوء النار على عيناه

"أنتِ من ستموتين هنا حُلوتي، أما أنا؟ فميت منذ اليوم الذي أدخلتني به للسجن"

بدأ يقترب منها في حين أنها بدأت تعود بالخلف بتوتر

"أنت مريض، لقد أحسنت بك و أعدتك لعملك لكنك-"

"إخرسي!"

صرخ بوجهها و هو يمسك رقبتها بقوة لتسمع صوت صفارات الإنذار بالحريق، شعرت بيديه تضغط على رقبتها بالقوة فأمسكت يده محاولة إبعاده

"لا تعلمين كيف أمضيت السنة في السجن، لقد طعنت بالسكين عدة مراتٍ و كدت أموت، مرضت لأشهر معدودة و واجهت العديد من الأخطار و كله بسببك!"

أخرج سكيناً من جيبه و غرسه بقوة بفخدها حتى شهقت و شعرت أن روحها على وشكِ أن تُسلب فبدأ يبتسم و أزاله ليعيد غرسه بنفس المكان قائلاً يضغط على أسنانه

"ما رأيك؟ مؤلم أليس كذلك؟ هذا قليل بحقك أيتها المُنحطة!"

نظرت له لتردف بصعوبة تصنع معه تواصلا بصرياً بإبتسامة مستفزة

"هل هذا كل ما لديك؟"

رمى السكين الذي بيده ليمسك بيده الملطخة بالدماء رقبتها يضغط بقوة أكثر

"آوه هذه البداية و حسب، أنا مصمم على تزيين جسدك بالكامل سيدتي"

إبتلعت ريقها بصعوبة لتردف جاعلة من غضبه يشتعل أكثر

"أجل سيدتك، و إن كنت مصمما على تزيين جسدي منذ البداية، فأنا مصممة على تشريحه و حشوه الرمال، ربما سأستعمله ككيس ملاكمه لي و لزوجي ما رأيك؟"

رفعت قدمها اليمنى و الغير مصابة بين قدميه حتى تركله فصرخ و إنحنى على ركبتيه لتركض لكنها سقطت بسبب فخدها المصاب، أخدت العصا الحديدة المرمية على الأرض فركض نحوها بعد أن حمل السكين و صرخ و هو يتوجه نحوها لكنها حاولت الوقوف بصعوبة و ضربت رأسه بالعصا فأصاب ذراعها بالسكين لتصرخ بألم

"لا أحد سينقذك مني اليوم، حتى لو تطلب الأمر موتنا معاً"

أردف و هو يسحبها من قدمها بينما يعتليها لتسحب العصا معها و تبدأ بضربه لكنه أخدها منها و رماها بعيداً

"سأنقذ نفسي بنفسي، أنا مررت بأمور أقسى من هذه على أن أخشى من حثالة مثلك"

بصقت على وجهه فأغمض عيناه و صرخ و هو يرفع يده التي يحمل بها السكين و كاد يخترق رقبتها لولا إمساكها به لكنه قام بخدش مجدداً على رقبتها كذلك، هي بدأت تفقد طاقتها بسبب فخدها المصاب و ذراعها أيضاً

بدأت يقرب السكين أكثر من رقبتها بينما هي تقاوم أكثر حتى تقلبه عليه لكنه كان يضحك بشدة بينما رأسه ينزف

"أنت ستعود للسجن مجدداً لتعاقب أكثر و  عائلتك ستتشرد"

أردفت بصعوبة فتصنع الصدمة و هو يحكم يديها معاً بيد واحدة و الأخرى أخرج بها إبرة من جيبه، أزال غطاءها بأسنانه ليبصقه بعيداً فإتسعت عيناها بشدة، ذلك اللون لا يبشر بالخير و إبتسامته لأنه علم أنها تعلم جيدا ما قد يتسبب لها حقنة كتلك جعلته يشعر بلذة الإنتصار!

"مابك؟ هل الطبيبة الممتازة خائفة من فقدان القدرة على المشي و الكلام و الحركة، أم من الموت البطيء؟"

قام بتمزيق قميصها حتى تظهر عظام الترقوة فإتسعت إبتسامته أكثر ليقترب و يستنشق ذلك العطر

"أليس هذا عطر الطبيب زانغ؟ ياله من مسكين، هو لا يعلم أن القهوة التي شربها ستجعله يغط في نومٍ عميـق"

هنا، و فوى نطقه لتلك الجملة هي شعرت أن قلبها يهتز أكثر من أي شيء آخر، ييشينغ لا يعلم بشيء مما يحصل لها، و ربما هو قد يكون مات أو شيئاً من هذا القبيل!

لا تعلم من أين حصلت على تلك القوة التي باغتثها فجأة عندما أمسكت بيده و قلبت الوضعية لتغرس الإبرة برقبته و عندما حاولت إفراغها و الضغط عليها هو هرب حتى يبعدها لكنها قفزت على ظهره و أدخلت أصابعها بعيناه مانعة إياه من الرؤية.

"اللعنة عليك فلتمت أيها المجرم"

أفرغت الإبرة برقبته ليسقط أرضاً و يبدأ بالتحرك محاولاً الوقوف على قدميه، أعادت شعرها للخلف لتركض ناحية المصعد لكن النار كانت قادمة من ذلك الإتجاه فعادت لتركض بينما تعرج أمامه و قد أمسك قدمها بيده

"دعني!"

هي بدأت تدهس يده بقدمها المصابة و تشعر بالألم الشديد فجلست على الأرض بلا حول لها و لا قوة.

بدأ يبتسم بينما ينظر لها في حين أنها تحاول الإتصال بييشينغ لكن الإشارة كانت منعدمة.

"سنموت معاً، أليس هذا رائعا؟"

تجاهلت كلامه الثقيل و هي تفكر في حل لكن فجأة سمعت صوت أحدهم من نافدة التهوية الصغيرة الموجودة بأعلى الحائط

"هل يوجد أحدٌ هناك؟"

أستدارت بسرعة لتبدأ بالصراخ فتمكنوا من سماعها ليجيب أحد المسعفين

"سيدتي هل يمكنك التقدم إلى هنا؟"

"أنا مصابة لا أستطيع التحرك و النار على وشك أن تحرق كل شيء أسرعوا من فضلكم!"

هي أجابت بينما تسعل بسبب الدخان فبدأ لوفين بالسعال أيضاً و مد يده نحو السكين بصعوبة لتحدق به

"أنا لن أعود.. لذلك السجن مجدداً"

"ما الذي تحاول فعله؟"

أردفت و هي تحاول إبعاد تلك الفكرة التي قفزت إلى رأسها فجأة و عندما رفع يده هي أسرعت حتى توقفه لكنه إستجمع كل قوته و قام بغرس السكين مباشرة في قلبه

"لا! لوفين، لوفين!"

صرخت بأعلى صوتها و يدها الموضوعة على شفتيها ترتجف بشدة هي زحفت لتجده قد مات بالفعل بعض أن نظر لها للمرة الأخيرة، بدأت بهز رأسها مراراً و تكراراً بغير تصديق و هي تبكي بشدة

لم يسبق لها و أن حدث شيء كهذا من قبل، هي لم تتخيل أن يقوم بالإنتحار و ينهي حياته هكذا لأنه لم يستطع هزمها!

"آنستي إبتعدي قليلا عن الحائط نحن سنقوم بتدميره"

أردف المسعف من النافدة لكنها كانت لا تزال تحت وقع الصدمة، تحدق بالجثة الهامدة التي أمامها ناداها كثيراً لكنها لم تكن تجيب.

...

"الطبيب زانغ شرب شيئاً ساماً و نحن بحاجة للقيام بعملية سريعة قبل أن يفوت الأوان"

بالجهة الأخرى الجميع كان يركض بجدية نحو عمله، هناك من يتصل بالشرطة و هناك من يخرج المرضى بسبب الحريق و هناك من ينبه باقي الموظفين و أكبر الأطباء يتوجهون بسرعة بييشينغ المغمى عليه نحو غرفة العمليات.

الجدية عن الفوضى، الجميع علم أن هذا أهم شيء كان يوصي به الطبيب زانغ، و اليوم علموا المعنى الحقيقي له بالفعل!

دخلوا لغرفة العمليات و أغلقت الأبواب، المروحيات كانت في الخارج تحوم حول المشفى و الصحافة في كل مكان، والدي ميلين و العائلتان معاً كانا في الخارج، ينتظرون إخراجها من المخزن و لأنهم يحفرون للوصول لها إستغرق الوقت طويلا.

هناك بعض الأدوية القابلة للأشتعال و ميلين كانت تواجه الدخان الذي أذاب ما تبقى من أكسجين صالح للإستنشاق و هي بدأت تفقد وعيها إلى جانب لوفين.

"ييشينغ أرجوك كُن بخير"

أردفت بصعوبة تقاوم عيناها اللتان تغلقان و قد شعرت بحرارة النار القوية التي بدأت تلهب جسد لوفين..!

...

كِلاهما كانا في حالة خطرة، ييشينغ يواجه الموت في غرفة العمليات و هي تنتظر خروج آخر أنفاسها.

تذكرت في الصباح أنها لم تقم بإحتضانه لأنها كانت غاضبة منه بسبب أنه رفض تناول الفطور، و هي شعرت بالحزن الشديد فبدأت بالبكاء لأنها لن تراه مرة أخرى.

"أنا آسفة ييشينغ، أنا أحبك كثيراً"

...

في غرفة العمليات كان الأطباء يقومون بأقصى جهودهم لإنقاذ رئيسهم  تحت ضغط قوي بسبب أن المخزن يحترق بالأسفل و قد وصلتهم أخبار أن ميلين موجودة هناك...

بدأت آلات الهدم تكسر الحائط محاولين الوصول ليتمكنو من صنع حفرة دخل رجال الإطفاء منها و بدأو بالبحث عن ميلين لأن المخزن كبير جداً و به غرف كثيرة، بدأو بإطفاء النيران التي أمامهم ليلمح أحدهم معطفها الطبي

"أظن أنني وجدتها، هناك شخصان! فليقم أحدكم بنزع كاميرات المراقبة و إخراجها قبل أن تحترق!"

صرخ رجل الإطفاء ليقومو بحمل لوفين الذي إحترقت قدماه و ميلين التي كانت غائبة عن الوعي.

...

"لقد عاد النبض لوضعه الطبيعي"

أردف مراقب جهاز القلب ليزفر الباقون الهواء براحة، هي كانت عملية سهلة و صعبة بنفس الوقت، لكنهم تمكنوا من السيطرة على الأمر بسرعة قبل فوات الأوان بثلاثين ثانية!

"راقبوا مؤشراته جيداً، سننقله لغرفة لإنعاش الآن و سأذهب لتفقد الحريق"

أردف الطبيب المسؤول و خرج حتى يتفقد الأوضاع في الأسفل.

أخرجوا ميلين و لوفين بعد أن خمدت النيران على الأسرّة المتحركة لتركض عائلتها نحوها

"ميلين إبنتي"

صرخت والدتها بصوت منهار لكنهم أبعدوها مسرعين لإنقاذ حياتها، توقفت والدة لوفين تحدق بجثة إبنها التي أغلقوا عليها الكيس لكن قبل ذلك هي منعتهم لتمسك وجهه بين يديها و تحتضنه بينما تبكي بشدة.

هي لم تكن تريد لكل هذا أن يحصل، الشرطة حضرت للمكان و بدأو بالتحقيق في أسباب الحريق لكنهم شاهدوا كل شيء في كاميرات المراقبة.

في الأعلى، الجميع كان يتحسر على حال ميلين، فجسدها كان مليئاً بالطعنات و رقبتها كانت ملونة بعلامات الضغط عليها في محاولة خنقها.

إجتمع جميع الأطباء أيضاً و دخلوا لإجتماع طارئ و سريع ريتما يتم تجهيز غرفة العمليات، هم فرقوا المهام حتى يقوم كل منهم بواجبه و بعدها دخلوا لغرفة العمليات مسرعين.

...

Meilin pov:

في كل مرة تشرق بها الشمس معلنة عن بداية يوم جديد، أهنئ نفسي على صبري، أشكر نجوم حظي على ما أهدتني إياه، و أتمنى أن أستمر نحو الأفضل إلى آخر يوم لي.

أمنح الحب لمن يستحق و حتى لمن لا يستحق، أحرم نفسي من أمور أتمناها و أهديها لشخص تمناها أيضاً.

أجوب باحثة عن من بحاجة للمساعدة و أهم مسرعة لتلبية الطلب، تغلب علي حنيتي و قلبي.

قد أبدو ضعيفة هكذا، لكنني رغم ذلك آخد دروساً بالمقابل، هناك أشخاص لا يجب عليك أن تضعهم محل ثقة حتى و لو أظهروا لك ما يخفونه تحت جلدهم..

End pov.

Yixing pov:

طوال فترة شبابي، كنت أحرم نفسي من السهر في الخارج و الذهاب مع أصدقائي لقضاء وقتٍ ممتع.

كانت متعتي بين الكتب و الدراسة لأنني كنت أعلم أنها الوسيلة الوحيدة التي ستريحني في المستقبل، العمل و القيام بمشروع بسيط.

عندما كنت متدرباً، كانت لدي روح التنافس و لم أكن أهتم للحب حينها، الجميع كان يخرج ليلة الجمعة للذهاب بمواعيد غرامية في حين أنني كنت أقضي وقتي بالمشفى آخد مناوبات المتدربين.

و عندما فتح لي والدي عيادتي الأولى، كنت أتمنى نشر سعادتي في العالم بأجمعه، أضطررت لعدم العمل بها لأنني ذهبت لإكمال دراستي في الخارج حتى أتخصص في الطب الجراحي، لكن عند عودتي، قادني والدي لمكانٍ يتم بعه بعض من أعمال البناء لشيء ما

غضبت عندما أخبرني أنه قام ببيع العيادة، لكنني صدمت عندما أخبرني أنه سيبني مستشفى صغيراً هنا و سيساعدني أصدقاءه الأطباء.

الأمر بدأ يكبر شيئاً فشيئاً حتى أصبح مشفى دوليا و أصبحت طبيبا مشهوراً كاملاً ينقصه الحب و حسب

لطالما ظننت أن تلك الأمور تافهة و ليست بتلك القيمة، لكنني أدركت بعد لقائي لميلين التي كانت تخاف من النظر لي مباشرة أنها الشخص الذي شعر قلب بالإطمئنان ناحيتها

إنه ليس كيف و متى، بل القدر الذي يخبرك برسالة مخفية أن الوقت قد حان لفتح قلبك، بمجرد رؤيتك لذلك الشخص أنت فوراً ستشعر أنه المنشود الذي ستكمل معه باقي حياتك!

End pov.


فتحت عيناها و قد شعرت بأحدهم يحتضن ذراعها، إستدارت لتجده ييشينغ، هو كان بملابس المشفى و قد سحب المغدي الخاص به معه و نام بجانبها، رفعت يدها لتضع عليهما الغطاء لكنه إستيقظ بسبب حركتها.

رفع رأسه لينظر لها بصدمة غير مصدقٍ أنها فتحت عينيها بسرعة، هي توقعت منه إحتضانها لكنه جلس مكانه و غطى وجهه بكلتا يداه، ظنت أنه لا يريد رؤيتها أو شيئاً من هذا القبيل لكن كتفيه بدأ بالإهتزاز فجأة لتعلم أن يبكي بالفعل!

"توقف، سأبكي أيضاً"

رفعت نفسها بصعوبة و قد بدأت عيناها باللمعان  لتجلس و تبعد يده لكنه رفض لذا تقوست شفتيها و بدأت بالبكاء بينما تمسح على ظهره بخفة

"أنا بخير، هيا أنظر إلي"

هز رأسه نافيا فقامت بإحتضانه من الخلف تنصت لبكائه كطفل ضائع، هي تعلم أنه الآن يُحمّل نفسه ما حصل لها رغم أن لا ذنب له بذلك

"لقد رأيت كل شيء بكاميراتِ المراقبة، رأيتك و أنتِ تطعنين بالسكين لكن رغم ذلك كنت تقاومين"

أردف و دموعه قد بللت رموشه، هو كان يبدو حزيناً جداً، أمسكت وجهه بين يديها و مسحت دموعه الكثيرة تلك التي لا تريد أن تتوقف

"كنت أقاوم من أجلك، كدت أموت من الخوف عندما علمت أنك بخطرٍ أيضاً،"

"أنا لم أقم بأي شيء لإنقاذك، و هذا يعني أنني لا أستحقك، كنتِ معرضة للموت و أنا لم أكن أعلم شيئاً عن معاناتك هناك"

أكملت مسح وجهه بإبهامها بينما تهز رأسها نافية لتقوم بتقبيل جبينه و إحتضانه فبادلها بقوة

"ها أنت ذا قلتها، لأنك لم تكن تعلم، برأيك إن علمت هل كنت ستتركني هناك؟"

تكلمت بهدوء و هي تمسح على خصلات شعره ليقوم بهز رأسه نافياً فأكملت

"رأيت؟ هذا يعني أن لا ذنب لك"

"لكنني من وافقت على عودة ذلك الشخص للعمل"

تذكرت إنتحار لوفين أمام عينيها فإقشعر بدنها، شد ييشينغ الحضن أكثر عليها عندما علم أنها تتذكر ما حصل لتتنهد

"هل يمكننا أن نمحي هذه الذكرى من عقولنا؟ و نفتح صفحة جديدة بعيداً عن الماضي، عدني أن لا نسمح لكل ما حصل أن يفسد علينا حياتنا أو يجعلنا نبتعد عن بعضنا البعض"

إبتعد قليلا و قام بطبع قبلة على شفتيها و أخرى مطولة على جبينها حتى أغمضت عينيها ممسكة بيداه معاً و قد إبتسمت

"أنا آسف، لأنك عشتِ ذلك اليوم السيء، و قد وعدتك سابقاً أنكِ ستكونين سعيدة معي كل يوم و إلى الأبد"

ضمت شفتيها بينما تهز رأسها لتهز يديهما معاً قائلة

"توقف عن الإعتذار، نحن لا نعلم ما قد يخبئه القدر لنا لذا لا تقل ذلك مجدداً، بالنسبة لي هذه الذكرى ستظل خالدة في رأسي، و سأكون سعيدة في كل مرة أتذكرها لأننا قاومنا الموت معاً من أجل بعضنا البعض، أليس كذلك؟"

نظر لها مطولا يتعمق ملامح وجهها الشاحبة بسبب الدماء التي ضاعت منها و بسبب كل ما تعرضت له ليقوم بهز رأسه مكوباً وجهها بين يديه

"تعلمين أنا لم أندم لأنني تعلقتُ بك مُطلقاً"

"و أنا لم أندم لأنني عدت لإقناعك بسيرتي الذاتية، رغم طردك لي في ذلك اليوم"

إبتسمت بنهاية كلامها ليفعل أيضاً، كلاهما بدأ يحفر بين طيات الماضي، يحكيان لبعضهما البعض ما كانا يفعلانه في كل مرة يعودان للمنزل.

هو إعترف لها أنا بدأت تشغل تفكيره منذ اليوم الذي بدأت تفرق الأزهار به، و هي لا تزال تحافظ على عادتها تلك ليومنا هذا حتى أصبح المتدربون يتميزون بالأخلاق العالية قبل العمل.

و هي إعترفت له أن يومي من دفعتها لإغرائه حتى يحبها لكنها فاشلة في تلك الأمور لذا تصرفت على طبيعتها و حسب.

بالنهاية الجميع عليه أن يتوقف عن التصنع و الإختباء تحت أقنعة شخصيات مختلفة، لكل منا طباعه الخاصة و لكل منا شخصيته الحرة و الواقعية، كل ما علينا فعله هو التصرف على طبيعتنا.

لا تكونوا أبداً متسرعين من ناحية الحياة أو الحظ أو الحب، فكل شيء يأتي بوقته مهما طال مرادك!

إنها ليست النهاية أو كلمة يتبع هذه المرة، فالأبطال ذهبوا ليعيشوا حياتهم كما عاهدوا و أنتم ستفعلون نفس الشيء!

...

"إذن سيد لوهان، هل يمكنك أن تخبرني سبب إختيارك لهذا التخصص؟"

أردفت ميلين و هي ترتب نظاراتها الطبية نحو المتدرب الجديد الذي يبدو متوتراً و خجولاً بحيث يقف أمامها ينزل رأسه فأردف قائلاً بإبتسامة.

"لأنني أحب الطب!"

.💜.


و أنا أحبكم💜  شكراً لقراءتكم لهاذي الرواية المقربة لقلبي🌻

إنتهت يوم: 19/09/2019.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top