Special Part

دددخووللل جذااااببب كله بكاء و صياح😭💜🔥🌻

إشتقت لكم😭💜 وللرواية و للطبيب زانغ و لميلين و يومي و تاو و سيد و سيدة زانغ و الجدين و موتشي و عائلة  هوانغ و كريس و لوفين و المستشفى و الهندي الواقف بالشارع و ماله دخل😭💜

كيفكم؟😭💜 أتمنى تكونوا كلكم بخير أحبائي😭💜

جست أريد أقولكم إني نشرت رواية جديدة و البارت الاول راح ينزل بكرا سو جهزو نفسكم😭🦋💛

و بلا كلام طويل يا نانا خليهم يقرأو البارت و إنقلعي😭💔 سلامز نلتقي بالرواية الجديدة و شكرا طبيب زانغ وصلت لـ 500k وتفاك؟😭💜 رقم خيالي😭💜

و شي ثاني حلو😭 كيكة الكرز🍒 حقتي بيونا رجعت برواية جديدة حريقة لبيكهيون بعد انقطاع طوييل عن الكتابة😭❤ لوف يو بيتش😭🖤 Byuna_S 💚💗

ويت شوضعي مع ذا الايموجي؟ -😭- 🙂؟؟ اوك سوري إبدأو القراءة🌶

••••

عِندما تجتمعُ الرّقةُ مع الصّبر و سُرعة التعلُّم و الصرامة ثم الإجتهاد و المُثابرة فالعاطِفة و القلبِ الحنون.

تتكوّنُ لتُصبِحَ أُنثى قوية لا تُهزَم!

زانغ ميلين! المرأة التي لُقّبت بملاكِ الرّحمة لشدّة تمسُّكها بالأملِ و إيمانِها القوي بالوصول إلى ما خططت له مهما طال الطريقُ إليه!

سيّدةُ العاطِفة، مَلِكَةُ إمبراطوريّة الشّفاء، ذاتُ الأنامِل العجيبة، و هُناكَ من يُطلِقُ عليها لقبَ تِرياق الحياة!

لا عجب أن كُلّ تِلك الألقاب ستبدو مُبالغةً لكن فقط من حرصَت على عِلاجه إستطاعَ معرِفة قُدرتِها على إيصالِه إلى حياةٍ جديدة خالية من التعاسة و المرض القاتِل.

لن تستطيعَ مقاومة إبتسامتِها الهادئة تِلك فور ندائِكَ لها بإسمها فهي لن تتردد في الإستجابة و العملِ على حلّ ما يصعُب الوصولَ له.

كِتابُها الذي قامت بنشرِه مُؤخراً تحكي بِه عن مُعاناتِها مع الطّب و المشاكِل التي مرّت بِها بالإضافة إلى قّصتها العاطفية مع زوجِها الذي نعرف جميعُنا من يكون سببت لها شُهرة كبيرة في أنحاءِ البلاد!

و هذا جعل ردة فِعل القراء غير مُتوقعة بالنسبة لها فقد فاقت جميعَ توقعاتِها من رد فِعلهم الإيجابي و عزمِهم القوي في تحقيق أحلامِهم بإعتبار زانغ ميلين قُدوتَهم بعد الطبيب زانغ الذي سرٓقت منه الأضواء في الأشهُر الأخيرة.

"أليس كذلك طبيبة ميلين؟ أم أُناديكِ بالسيدة زانغ! في الواقع أنتِ سيدة صغيرة"

أردفت المُذيعة و هي تبتسِمُ بعد إنتهاء التقديم الذي عُرِضَ على شاشة العرض الكبيرة التي خلفها لتنزل الأخرى رأسها قليلا بإبتسامة خجولة ثم تمسكت بالمايكرفون لتُردف

"لقد مرّ الوقتُ بسرعة، أنتِ لخّصتي حياتي و السنة الماضية بثوانٍ قليلة!"

إبتسمت لها المُذيعة لتهز رأسها و تُردِف رافعة إحدى حاجبيها.

"في الواقع، كُل ما ذكرناه لم يكُن كافياً في وصفِ روعتِك طبيبة ميلين، جميعُنا نعلمُ أنّ شخصاً مِثلك تزوج من زانغ ييشينغ و الذي يُعتبَرُ الطبيبَ الأول في البلاد، كيف هو شُعورُكِ"

"هل تقصدينَ شعوري كوني تزوجتُ زانغ ييشينغ ذو المرتبة العالية بنظرةٍ أخرى أم زانغ ييشينغ الشخص الذي قدّم لي كُلّ الحُب و الإحترام؟"

أردفت بهدوء و هي تنظر نحو المُذيعة لتُرمش مرتين و قد شعرت ببعض التوتر، هيَ قهقهت بينما تحدق بالكاميرا لتردف

"أعتذر عن هذا السؤال إن كانَ قد أزعجكِ بعض الشيء"

"لا داعيَ للإعتذار فأنا لم أفهم قصدكِ و حاولتُ تفسيراً حتى أستطيعَ الإجابة"

أجابتها ميلين و هي تُعيدُ خُصل شعرِها خلفَ أُذنها دون أن تُخفيَ إبتسامتها الهادئة من على شفتيها.

"رائِع صغيرتي جعلتها تخرِسُ من السؤال الأول!"

صرخت يومي و هي تضرِبُ رأسَ كريس بينما تجلسُ أمام التلفاز لتتسعَ عيناه و ينظُر نحوها بصدمة واضِعاً يده على رأسه

"و.. ولكِن ما ذنبُ رأسي حتى تقومي بضربِه هناك العديد من الوسائد حولَك!"

تذمّر بنبرة مُنزعجة لتحدق به و هي تقهقه و قد إقتربت منه حتى تُقبّل جبينَه لتُردف

"آسفة أنا حقاً لم أقصِد عزيزي، لكنني سعيدة من أجلِ ميلين ألا ترى أنها أصبحت ناضِجة؟"

رفع رأسه عن هاتفه ليُحدق بالتلفاز لوهلة لكنه وقع على المقطعِ الذي كادت ميلين بِه تُسقط كوبَ المياه على ملابس المُذيعة، هي بدأت تبتسم بخجلٍ و قد توردت وجنتيها!

إبتسم بسُخرية ليهز رأسه و يعيد نظره لهاتِفه ليُردف

"لا أظنُّ ذلك!"

حملقت يومي بوجهه بإمتعاظِ لتأخد منه هاتِفه و تنهال عليه بالضرب بواسطة الوسادة التي كانت تستند عليها.

هُما حتى نسِيا إكمال مُشاهدة البرنامجِ الذي يعرِضُ مُقابلة ميلين الأولى على التلفاز!

..

"هل تقصِدُ أنّ هذا هو الحل الوحيد؟"

أجابَ على الهاتف عاقِداً حاجبيه بينما يدهُ تُغلق القلم الذهبي الخاص به و تُعيد فتحه.

هو كان يقضِمُ شفتيهِ بينما يتحدث مع الطرفِ الآخر، تنهدَ بحيرةٍ ثُمّ وضعَ القلم ليمسحَ بيدِه على وجهه رافِعاً خُصلاتِ شعرهِ نحو الأعلى ثم أكمَل قائِلاً

"و كيف هو الحالُ الآن؟ أعني.. هل هُناك حالاتٌ خطِرة؟"

طرقت وي وي الباب لتهُمّ بالدخول و يُشيرَ لها هو بإصبعِه حتى تعودَ بوقتٍ لاحِق.

نظرت لملامحِ وجهه الحائرة و المُتوترة مُعلّقةً نظرها بِه قبل أن يختفي وجهه فورَ إغلاقِها للباب.

"فهِمت، سأُعيد الإتصال بِكَ في المساء، تأكّد أن قراري سيكونُ عِند حُسن ظنّك، أنا فقط أحتاجُ لبعضِ الوقت.. تعلم ما أقصد!"

أغلقَ الخط ليضع الهاتف على المكتبِ ثم نزع مِعطفه الطبيّ حتى يقومَ بتعليقِه.

إستدارَ نحو النافدة العريضة لينظُر نحو السماء، لكنهُ سمع الباب يُفتحُ مُجدداً ليستديرَ بغضبٍ ظناً منه أنها وي وي مُجدداً.

لكنها كانت ميلين بإبتسامتِها المُشرقة كما العادة!

هدأت ملامحُ وجههِ الغاضبة و تلاشت لتظهر مكانها إبتسامة هادئة، هو إتجه ناحيتها قبل أن تصل إليه و قامَ بإحتضانِها بقوة.

"هل أنتَ بخير؟"

أردفت و هي تُبادلُه الحُضن و تمسحُ على رقبتِه بيدها ليهز رأسه دونَ أن يبتعِدَ عنها

"إشتقتُ لك، ماذا لا تُريدينَ مني إحتضانَك؟"

إبتسمت بينما تبتعد عنه قليلا لتضع كِلتا يداها حول وجنتاه ثم أردفت

"إشتقتُ لكَ أيضاً، حاولتُ الإتصالَ بِك طوال اليوم لكنك لم تكُن تُجيب، كُنت قلقة كثيرا، أيضاً أنت لا تبدو لي بخير!"

أغمضَ عيناه و قد أمال برأسه حتى يضعه على يدِها بصمتٍ دون أن يقول شيئاً لتحدق بِه بصمتٍ هي أيضاً مُنتظرة منه التحدث.

لم يفعل لذا هي إرتفعت قليلا حتى تقومَ بتقبيلِه جاعلة منه يفتحُ عيناه بإبتسامة!

هو إقترب حتى يقوم بتقبيلها أيضاً لكنها إبتعدت عاقدة حاجبيها لتُردف

"أنتَ تُخفي عني شيئاً، دقاتُ قلبِك تفضحُك ييشينغ لذا من الأفضل لك التحدث و إخباري بالأمر الذي جعلك لا تُجيب على إتصالاتي و لا تُشاهِد مقابلتي الأولى أيضاً"

"إلهي نسيتُ أمرَ المُقابلة، أنا حقاً لم أتعمّد عدم مُشاهدتها لكنني إنشغلتُ بالتفكير طوال اليوم، أيضا كانت لدي عملية في الصباح و سيحضُر بعض المُتدربينَ الجُدد من الخارِج قريباً بالإضافة إلى الكثير من الأوراق التي عليّ إلقاء نظرة عليها.."

أردف بتذمر يينما يمد شفتيه و يشتكي من الموظفين لتدفعه قليلا حتى يستطيع الجلوس على كُرسيه ثم جلست أمامه لتردف

"حسناً أنا أتفهّمُ الأمر شينغ، أظن أنّك مُتعب لذا دعنا نعودُ للمنزل و سأعد لك العشاء حتى نتناولهُ معا همم؟"

أمسك يدها التي تضعها على كتِفه لتيقوم بتقبيلها من كلتا الجهتين و وقف ليُردف

"لا أستطيعُ العودة للمنزِل و تركَ كل هذا خلفي ميلين، أنا حقاً لدي الكثير لفِعله و أظن أنني سأقضي الليلة في المكتب"

"سنأخُد كل ما تحتاجُه للمنزل و ستعملُ هناكَ بعد أن ترتاح قليلا، أنا لن أدعك تقضي الليلة هنا و كأنّ لا منزِل لك، هيا لنذهب الآن"

أردفت عاقدة حاجبيها و هي تسحبه ليستسلم و ينسحبَ خلفها، لكن قبل ذلك هُما أخدا كُل ما يلزمهما من أجلِ العمل في المنزِل.

..

"موتشي! تعالَ و أعطيني قُبلة صغيري!"

فتحت ميلين الباب و نادت موتشي الذي ركضَ بسرعة نحوها ليقفز نحو ييشينغ مُتجاهٓلاً ميلين.

هو بدأ بلعق وجهه و كان يبدو و كأنه يريد إحتضانه و التخفيف عنه لكن ييشينغ عقد حاجبيه و أردف بنبرة جدية

"ميلين نادتكَ ألم تسمعها؟ هيا إذهب لها!"

نظرت ميلين لييشينغ بقلق فهو يبدو بمزاج سيء و متقلب هذين اليومين، و الآن يتحدث مع موتشي بهذه الطريقة الحادة!

مدّ موتشي نحوها لتُمسكه و يدخُل هو ليصعد نحو الأعلى..

هي نظرت نحو الجرو و بدأت بتقبيله لتردف

"هل أنتَ جائع صغيري؟ والِدتُك ستعد لك الطعام و بعدها سنزعج ييشينغ حتى يعترف بما يُغضِبه إتفقنا؟"

رفعته نحو الأعلى لتعيد إحتضانه بقوة ثم أغلقت الباب لتتوجه نحو المطبخِ و تضعَ له الطعام، فتحت الثلاجة لتُخرجَ ما يلزمها ثم بدأت تُعّدُ العشاء.

..

رنّ هاتِفهُ لكنه كان يستحم لذا لم يتمكن من سماعِه، هو كان يرن و يتوقف ثم يعودُ للرنين مُجدداً حتى خرج من الحمام.

ميلين كانت ستدخل الغرفة لكنها توقفت حتى تسمع ما يقولُه على الهاتِف، هو كان يتحدث بهدوء و هي كانت تُلصق أُذنها بالباب حتى تتمكن من إلتقاطِ ما يخاطب بِه الطرَف الآخر.

"مرحبا! أنا مشغولٌ الآن سأعيدُ الأتصال بِك لاحِقاً"

"طبيب زانغ! أرجوك نحنُ بحاجة إلى إجابتِك في أسرعِ وقتٍ ممُكن، تفهّم أمرنا"

أردف الطرفُ الآخر بنبرة مُترجية ليتوقف هو عن مسحِ شعرِه بالمنشفة و أردف عاقِداً حاحبيه

"أين أخبرتني أنكم بحاجة إلى المُساعدة؟"

"فَلسطِين!"

قام بتشغيل التلفاز على الأخبار التي يقومون بعرضِها ليظهر له ما يحصُل هناك من حربٍ و ضياعٍ للأنفُس!

"إسمعني جيداً.. أريدُ منكَ نقلَ كُلّ المُصابينَ لمكانٍ يكونَ آمناً على الأقل، أنا قادِمٌ بالغد و سأفعل كُلّ ما بوسعي لأقدم المُساعدة و الدعم، لا داعي لإحضارِ أي شيء من عِندكم و تأكّد من تهدئة عائِلات الأشخاصِ المُصابين، سأُرسل فريقاً لمُساعدتكم في الغد صباحاً و أنا سأُسافِرُ بالليل حتى أصل لهناك حسنا؟"

"حسناً طبيب زانغ، أنا شاكِرٌ لك حقاً لا أعلمُ كيفَ أصِف لك مدى سعادتي الآن"

دقاتُ قلبِها بدأت ترتفع تدريجياً فور وقعِ تِلك الكلماتِ على أُذنيها كالصاعقة، و كأن قلبها قُبض و تم نزعُه من مكانِه.

ييشينغ سيُغادر البلاد لمكانٍ آخر لا يتوقفُ بِه الخطر.

ييشينغ ذاهبٌ إلى حربٍ لا تعلمُ هي سيعودُ مِنها آمِناً أم لا!

زوجُها سيذهبُ للحرب.

فتحت الباب بقوة و قد أغرورقت عينيها بالدموع ليستديرَ و يجدها تنظر لها بغير تصديق.

هو بالتأكيدِ علِمَ أنها سمِعت كُلّ شيء!

"هل هذا ما كُنت تُخفيه عني؟"

"ميلين أنا.."

أردف لكنها أغلقت الباب خلفها مُقاطعةً إياه لتتقدم نحوه و تُشير للتلفاز لتُردف بنبرة باكية

"هل كُنت تنوي الذهاب إلى هناكَ بالغدِ دونَ إخباري؟"

"صغيرتي أنا كُنت سأُخبرك.."

أمسك وجنتيها بين يداه لتُبعده و تُردف

"متى كُنت ستُخبرني آوه؟ هل تريد الذهاب و أخد قلبي معكَ أيضا؟ أنا لن أترُكك تذهبُ وحيداً ييشينغ أتسمَع؟ نحنُ سنذهب معاً و إن مُتنا سنموتُ معاً لأن لا حياةَ بعدك!"

صرخت و هي تشير لقلبِها ليتنهد و يقترب منها حتى يقومَ بإحتضانها رغم أنها حاولت الابتعاد عنه مُجدداً لكنه أحكم ذِراعيه حول كتِفيها.

"ميلين إهدئي الآن و دعينا نتحدث برويّة!"

"كيف لي أن أهدأ، أنتَ قررت الذهاب هكذا و حسب دون إخباري بالأمر أو مَشاركتي بما تُفكّر بِه طوال البارحة و اليوم أيضاً، هل تظن أنني لم أُلاحظ مِزاجك؟ أنا أعرفك جيداً ييشينغ و أشعُر بِك حتى لو حاولت إخفاء الأمر عني"

زمّ شفتيْه ليطبعَ قُبلة مُطوّلةً على جبينِها ثم مرر أصابِع يده على وجنتيها حتى يمسحَ دموعها بلُطف.

هو نظر لها بإبتسامة ليُردف بنبرة مُستفزة

"هل تُحبينني لهذا الحد؟"

رفعت أعيُنها الواسعة و المُحمرّة لترمُقه بنظرة غاضبة و قد تقوست شفتيها ليُقهقه بخفة بسبب شكلِها

"بل أكرهُك بشدة!"

إحتضنته مُجدداً متمسكة بقميصه ليُردف

"و أنا أحبّك ميلين، لا داعيَ لكل هذا البكاء أنا لن أظل هناك كثيراً، أسبوع واحِد و سأعود لكِ عزيزتي"

إنقبض قلبُها أكثر و شعرت ببطنها ينكمش من الألم لتحاول كتم دموعها، هي تعلمُ جيداً أن ما يقوله يفعله و هو لن يتردد في التراجع عن قراراتِه.

و هذا يُؤلم قلبها كثيراً لأنها لا تستطيعُ إقناعه بالذهاب معه فهو لن يدعها بكلّ تأكيد.

"أرجوكَ دعني أذهبُ معك، أنا سأكون إلى جانِبك طوال الوقت و أساعِدك أيضاً دعنا نخوض هذه التجربة معاً أيضاً سأكون سعيدة بتقديم المساعدة لأنهم بحاجة إلينا"

رفعت رأسها تنظر له و هي لا تزال تتمسكُ بِه ليحدق بالساعة التي تُشير للثامنة مساءً

"هل العشاء جاهِز؟ أنا جائعٌ جداً"

تركها تقف ليخرج من الغرفة لكنها لحقت بِه من الخلف حتى تحتضنه من الخلف بينما تحلقه للأسفل.

هي تعلّقت بظهره و أحاطت يديها حول رقبتِه و قدميها حول خصره

"أنا لن أدعك تذهبُ بدوني، أنا سألحقُ بِك لهناك حتى لو ذهبت بنفسِك"

دخل للمطبخ ليفتح الأطباق التي قامت بتغطيتها حتى لا تبرُد لذا هو أبعد الكرسي حتى يجلس لكنه لم يستطع لأنها تتمسك بِه.

"ميلين تعالي هنا و دعينا نتناول الطعام"

أمسك يدها حتى يُنزِلها لكنها رفضت لذا هو وقف حتى يبدأ بتناول الطعام دون أن يجلِس.

"ييشينغ أرجوكَ، دعني أذهب معك، أعدك أنني سأكون بخير و أعمل بجُهدٍ كما تُريد تماماً آوه؟"

همست بصوتٍ حزينٍ و هي تنظر له يتناول الطعام بهدوء لتُكمِل

"مالذي تُريد مني فِعله حتى تقبل مني الذهاب معك؟ أرجوك ييشينغ"

وضع المِلعقة جانباً ليسحبها جانبياً من ملابِسها بسُرعة عندما تأكد أنها لم تعد تتمسك بِه بقوة!

هو جعلها تجلس على الطاولة لينظر لها بجدية و يُردف

"ميلين ذهابُك معي لن أوافِق عليه و إنتهى الأمر لِذا لا تُحاولي طلب ذلك مني، إن كُنتِ ثتقينَ بِي فأنتِ ستظلين هُنا و تأخُدينَ مكاني في المشفى إلى حينِ عودتي، أريدُ منك أن تكوني قوية بغيابي و تُظهري للجميع أنك قادرة على تحمّل المسؤولية و كأنني موجود هناك! سأتصّل بِك كُلّ يوم و أتحدث معك قبل نومِك أيضا و لن يطول الأمر لأنني سأعود بعد إنتهائي للعمل، توقفي عن التذمر و البكاء و تعالي نتناول الطعام لأن لدي عملاً بعد ذلك"

كانت ستبدأُ بالبكاء مُجدداً و التحدث لكنه قام بتقبيلِها حتى تصمُت ثم ملأ المِلعقة بالأرز ليضعها داخل شفتيها و يُكمِل إطعامَها بينما يُشبع عيناه بِها لأنه سيغيبُ عنها لمدة أسبوع!

"عِدني أنّك ستتصل بي كُل يوم! لا بل كُلّ ساعة أو أترُك هاتفهك مفتوحاً أريد سماعَك و أنتَ تعمل"

أردفت و هي ترفع خُصلاتِ شعره للأعلى بيديها ليبتسم و يهز رأسه نافياً

"أعِدك، لكن ليس طوال اليوم الجميعُ سيقول أنني تزوجتُ طِفلةً لا تستطيعُ إنتظاري أسبوعاً و حسب!"

"أنا بالكادِ لا أستطيعُ الإبتعاد عنكَ ليوم فكيف لأسبوع؟"

أردفت بعد أن توقفت عن إعادة شعرِه للخلف ليزفر الهواء و يعقِد حاجببه ليردف بنبرة جدية

"يكفي ميلين، هيا إذهبِ للنوم غداً لديك عملٌ بالمشفى و عملية بعد العصر، تذكري أن عليك أن تكوني مُرتاحة البال حتى لا تتسبيي في الكوارث!"

أنزَلها من على الطاولة ليدفعها برفق نحو الخارج حتى تذهب للأعلى، لكنها توقفت لتُردف

"حسناً فلتذهَب، و لكن تأكّد أنني سألحقُ بِك إن لم تعُد بعد أسبوع أو لم تُجب على إتصالاتي"

نظر لها بدون تعابير على وجههِ لتُسرع نحو الأعلى و تدخل الغرفة بعد أن أغلقت الباب خلفها و إتصلت بيومي على الفور.

مسح هو على وجهه بعد أن تنهّد لينظر لهاتفه ثم ذهب ليسهَر على عملِه الذي كانت ستقوم بِه ميلين طوال غيابه.

لكنه فضّل السهر عليه و إنهائه حتى لا تتعبَ هيَ بِه.

..

جلست على السرير بينما تقضم أظافرها و تهز قدمها بسُرعةٍ لتزفر الهواء و تقف حتى تبدأ بالمشي يميناً و يساراً.

هي تذكرت كلامَ يومي حيث أخبرتها أن تتوقف عن الخوفِ عليه بشدة لأنه يعلم جيداً ما عليه فِعله، و يتحمل المسؤولية أيضاً بالإضافة إلى أنه يضعُ جميعَ الإحتمالاتِ و يكون جاهِزاً لأني شيء قادم.

هيَ مُحقّة بكل شيء قالته، بإعتبارها زوجته عليها أن تقف إلى جنبِه و تُشجعه على أي خُطوةٍ يأخدها مهما كانت قراراتُه، لكنها رغم ذلك هي ضعيفة عندما يتعلق الأمرُ بإبتعادِه.

"أنا علي أن أساعِده، لن أدعه يذهب و هو غاضِب مني"

أردفت بينما تضع يدها على قلبِها لتخرُج من غُرفتها و تتجِه نحو مكتبه الذي كان مفتوحاً

ألقت نظرة من خلف الحائط بينما تضع يدها على الباب لتجده مُنهمِكاً في العمل بينما يتحدث على الهاتف بنفسِ الوقت.

هي عادت للأسفل حتى تصنعَ له مشروباً يُساعده على البقاء مُتيقظاً ثم عادت لتطرُق الباب و يرفع رأسه عن أوراقِه.

"ألم تنامي بعد؟"

أردف و هو يُزيلُ نظاراتِه الطبية لتضع الكوب أمامه و تهز رأسها و هي تقف أمامه.

"أردتُ البقاء إلى جانبك، هل أستطيعُ مُساعدتكَ بشيء ما؟"

حدّق بِها مُطولاً و شفتيه مُنفرجتان ليحدق بالأوراق التي أمامه ثم لها مُجدداً ليُردف

"هل أنتِ مُصرّة على البقاءِ إذن؟"

هزت رأسها بقوة ليفعل أيضا و يُشير لها بإحضار الكرسي حتى تجلس بجانبه، لذا هي أسرعت بالتنفيد و ألصقت كرسيها بكرسيه ثم إحتضنت ذراعه.

رمشَ مرّتين بينما يُحملق بوجهها ليردف و هو يحاول أخد القلم

"ميلين عزيزتي، كيف سأكتُب و أنتِ تُحكمينَ إمساكي هكذا؟"

نظرت لذراعه بتفاجُؤ لتبتعد بسرعة و تعتذِر له، هو قهقه بخفة ثم سحب وجنتيها ليرتشف القليل من كوبِه و يُكمل عمله بينما ظلّت تُحدق بِه إلى أن غفت على مكتبِه!

..

حلّ الصباح لتستيقظَ و هي فزِعة! و أول شيء فعلته هو مُناداتُها له بإسمِه

"ييشينغ!"

نظرت حولها لتجد نفسها في غُرفتهما و هو لم يكُن موجوداً! و هي بالفعل شعرت برغبة في البكاء بسبب ذلك.

رمت الغِطاء عنها لتجريَ نحو الحمام و تقوم بفتحِه لكنه لم يكُن موجوداً، إتجهت نحو الأسفلِ بسرعة و على وجهها علاماتُ الصدمةِ لتجد الجدة تجلس بهدوء و هي ترتشف من كوبِ القهوة.

"آوه صباحُ الخيرِ جميلتي إستيقظتي مُبكراً!"

نظرت لها ميلين بإستغراب لتردف و هي تتوجه نحوها بعد أن أمسكت يدها

"جدتي أينَ ذهب ييشينغ؟ أرجوكِ لا تُخبريني أنه رحَل دون توديعي"

إبتسمت الجدة بهدوء لتُعانق ميلين ثم إبتعدت عنها لتُجيب و هي تُخرج ورقة من جيبِها.

"هو لم يكُن يريد رُؤيتكِ تبكين و كأنه سيذهب دون عودة، لِذا تركَ هذه الرسالة من أجلِك"

مدّت يدها لتأخد الورقة منها ثم جلست على الكُرسي حتى تقرأَها و يدُها ترتجِفُ بشدة.

-أنتِ ستبدأين بالبكاء الآن أليس كذلك؟ آسف لأنني ذهبتُ هكذا و حسب، لكن ميلين تعلمين أنني أحبك كثيراً صحيح؟ أنا لم أرغب في رُؤيتكِ تبكينَ عند ذهابي لذا حفِظت صورتكِ و أنتِ نائمة داخل رأسي، أيضاً إلتقطتُ العديد من الصُورِ لكِ الليلة الماضية في حين إشتقتُ لك و أردتُ رُؤيتَك! لا تقلقي سأتصل بِك فورَ وصولي حتى دون أن تفعلي ذلك لأنني سأكون أول من يشتاقُ لسماعِ صوتِك، طلبتُ من جدتي القدومَ للبقاء معك، إعتني بالمشفى جيداً طييبة زانغ!-

ضمّت تِلك الورقة لها لتمسحَ دموعها و تنظر نحو الجدة بإبتسامة

"هل لديكِ طريقة حتى أجعلَ الأسبوعَ يمَرُّ بسُرعة جدتي؟"

بادلتها الجدة بإبتسامة حنونة لتُردف و هي تمسح على رأسِ ميلين بخفة

"لا تُفكّري بالوقتِ و سيمر كطَرفةِ عين، إفعلي ما طلبه زوجُكِ منك و إهتمي بالعمل، الطعام و كل ذلك دعيه لي فأنا إشتقتُ للجلوس معكِ و الطبخ من أجلك"

"أنا سعيدة لأنكِ هُنا بجانبي"

أردفت ميلين و هي تضع الورقة بجيبها ثم ذهبت للحمام حتى تجهز نفسها و تتناول الفطورَ من أجلِ الذهابِ للعمل!

..

خرجت من السيارة لتقوم بالضغط على المفتاح حتى تُغلقها، نظرت للمرآة حيث عدّلت خُصل شعرِها ثم أخدت خُطواتِها نحو الداخل.

هي كانت ترتدي نظاراتِها الشمسية و تحمل معطفها الطبيّ معها و حقيبتها.

فُتِح بابُ المشفى ليُسمعَ صوتُ كعبِ حِذائها العالِ على الأرضية الرُخامية.

"صباحُ الخير طبيبة زانغ!"

أردفت وي وي بإبتسامة لتهز الأخرى رأسها و تردف بهدوء

"صباحُ الخير وي وي، إن كان هناك أي بريد قد وصل هذا الصباح أرسليه من فضلِك"

تخطّتها لتصعد نحو الأعلى بعد أن أجابت وي وي بالمُوافقة لتتجه ميلين نحو السلالِم، لكنها توقّفت فورَ لمحِها لبعض المُمرضاتِ اللواتي يخرُجنَ من المصعدِ الخاص بالحالاتِ الطارئة و هن يتدافعن و يضحكن.

عقدت حاجبيها لتنزل بهدوء لكنهن تمكّن من سماعِها بسبب صوتِ كعبِها.

"أُنظري خلفَك!"

أردفت ميلين نحو إحداهُن و التي كانت تضغط على زر المصعد و تعيدُ فتحه و إغلاقه!

شعرنَ بالتوتر و قد تجمدن مكانهُن لتزفر ميلين الهواء و تنزع نظاراتِها الشمسية لتُردف

"لقد قُلت أنظري خلفَكِ هل لديكِ خللٌ بالسمع؟"

إستدارت الأخرى بتردد لتحدق بالخلف ثم تقدمت ميلين لتُمسِك وجهها و تجعلها تنظر نحو الافتة التي تُشير إلى أن المصعد مُخصص لحالاتِ الطوارئ و حسب.

" ما المكتوب هناك؟"

أردفت و هي تُشير لها نحو الأعلى لتبتلع الأخرى ريقها بتوتر و تردف

"طـ..طوارئ"

"هذا المصعد مخصص لحالات الطوارئ و حسب، ممنوع على المُوظفين و العاملين هنا الدخول له، ماذا لو أحضورا مريضاً على وشكِ الموتِ و كانوا مُضطرين إلى إحضاره للأعلى لكن المصعد كان مشغولاً و بسبب من؟ بسبب تفاهتكن و لعبكن بأزراره! أنتُنّ خالفتُنّ القوانين، و عِقاباً لكُّن ستقُمن بالنزول للمُستعجلاتِ و تنظيف سياراتِ الإسعافِ جيداً، أريدُ أن أرى إنعكاسَ وجهي عليها هل هذا مفهوم؟"

نظرن لبعضهن البعض بصدمة لتعيد بنبرة حادة و هي تقترب من وجه إحدى المُمرضات

"هل كلامي مفهوم يا آنسة؟"

"مفهوم طبيبة زانغ"

أردفن بصوتٍ واحد لتُعيد نظاراتِها الشمسية و تصعد نحو الأعلى دون أن تقولَ شيئا آخر!

لكن سُرعان ما وصلت للمكتب هي وضعت يدها أسفل ذِقنها لتُردف بتردد

"هل كُنتُ قاسية قليلا؟ لا أظن ذلك ماذا لو كان المُسعفون في حاجة ماسّة للمصعد، هم عليهم حِفظ القوانين و من قام بإختراقها سيُعاقبُ حتى لا يُعيدَ نفس الخطأ مرتين!"

فتحت الباب الخاص بالمكتب لتتفاجئ بِباقة الأزهار الملونة الموضوعة أمامها، هي حملتها لتستنشق رائحتها الزكية ثم إبتسمت لتقرأ ما كُتب على البطاقة الصغيرة الموجودة داخِلها.

"حتى يكونَ صباحُك جميلاً مِثلكِ تماماً"

من غيرُه؟ هو لا يتوقفُ عن جعلها تبتسم طوال الوقتِ و الآن أحضر لها أزهاراً أيضا!

أغلقت باب المكتب خلفها حتى تتمكن من إرتداء معطفها الطبي و تجهيز نفسها ثم خرجت لتبدأ عملَها.

هي كانَ لديها عمليةٌ اليومَ لذا أغلقت هاتفها، هو إتصل بِها كثيراً عندما وصل لأول بلدٍ حتى يأخد طائرة أخرى لكنها لم تُجِب على الهاتف.

لذا إتصل بجدته حتى يطمئن عليها و يُخبرها أنه لم يصِل بعد و أنه سيتصل بميلين حينَ يصل.

خرجت هي من العملية التي كانت مُدتها أربع ساعاتٍ مُتواصلة لتمسح جبينها و تتوجه إلى الحمام فورَ إخبارِ عائلة المريض أنه بخير.

قامت بغسل يديها و وجهِها ثم خرجت لتحمل هاتفها و تجد أربعَ مُكالماتٍ فائتة من ييشينغ، هي شعرت بالحُزن الشديد لأنها لم تتمكن من الإجابة عليه لكن الجدة إتصلت بِها بعد دقائِق لتُخبِرها بما أخبرها!

ذهبت لتناول الغداء مع مجموعة الأطباء و هم لم يتوقفوا عن التحدث و الثرثرة بشأنِ عيد ميلاد أحدِ زملائهم فقد كانوا يُجهزونَ مُفاجأة من أجلِه.

لكنها فقط كانت تتمسك بالخاتم الذي تُعلقه على رقبتِها و شاردة نحو الطعام.

"ما دُمتِ تحدقين بالطعام لهذا الحد لمَ لا تأكلين طبيبة ميلين"

أردف أحد الأطباء الكبار في السنّ و هو يضحك ليقهقه الآخرون و تستيقظ هي من شرودِها.

"أم أنّك تتبعينَ حِمية من أجلِ رشاقة جِسمك؟ أنتِ رشيقة بالفعل لا داعي لفعل ما يفعله الفتيات هذه الأيام"

"هُنّ يستمررن في الضغط على أنفسهن من أجلِ الحصول على جسد رائع و ينسون أهمية الطعام!"

بدأوا بالتحدث عن ذلك الموضوع جميعاً و هم يتناولون الطعام و يدفعن الفواكه نحوها لتردف

"أنا لا أتبع أي حمية، فقط ليس لدي شهية للأكل"

"إن كُنت قلقة من أجلِ الرئيس فتوقفي عن ذلك هو سيكون بخير، من الجيد أن يذهب حتى يأخد تجربة جيدة، أنتِ لا تعلمين كم هو مقدار الأموال التي سيربحُها من خلال تِلك الرحلة"

بدأ أحدُ الأطباء بالضحك ليبتعه الآخرون فور نُطق أحدهم بذلك الكلام لتعقد حاجبيها و تردف بغضب و قد ضربت بيدها على الطاولة حتى توقفوا عن الضحك

"لا يهمني هل تسمع؟ لا يهمني المال الذي سيجنيه بقدرِ ما يهمني هو! أنا لا أهتم إن حصل على مالٍ بقدر ما أهتم لحياتِه و صحّته، أيضاً هو رفضَ تلقي أي مبلغٍ مالي لأنه ذهب لهناك من أجلِ تقديم الدعم و ليس من أجل ما تقوله، في المرة القادمة تأكد من صحة معلوماتِك قبل التحدث بالترهات!"

أنزل رأسه بعد أن إعتذر لتُغادر الجلسة بسرعة، إبتسمت الطبيبة الشقراء بينما ترتشف من عصيرها بهدوء لتُردف

"هذا جزاء من يُحاول التحدث عن الرئيس بغِيابه، في المرة القادمة ضع لاصِقة على شفتيك طبيب ليام!"

حاول الآخرون كتمَ قهقهاتهم ليُكمل هو طعامه بصمت..

..

جلست أمام الهاتف بينما تنقر بأصابعها على طاولة المطبخِ ليرنّ أخيراً و تحمله بسرعة جاعلة من الجدة التي تِعد العشاء تضحك.

"ألم تكُن ستذهب ليلا؟ كيف لك أن تغادر هكذا، أنا غاضبة عليك ييشينغ هل تسمع؟ أنت أناني لأنك فكّرت بنفسك و حسب أنا لن أسامِحك!"

أردفت بنبرة مُنزعجة ليقهقه هو خلفَ الهاتف بينما يتمدد على سريره و يُردف بهدوء

"حسناً تُصبحين على خير إذن"

إتسعت عيناها بشدة لتردف بسرعة خوفاً من أن يُغلق الخط حقاً

"مهلا!"

"ماذا ألستِ غاضبة و لا تُريدين التحدث معي كما أنكِ لن تُسامحيني؟"

أردف بنبرة ساخرةٍ لتتقوس شفتيها و تُردف

"تعلمُ أنني أقول هكذا فقط لأنني غاضبة منك، لكنني أريد التحدث معكَ أيضاً، لِم صوتُك يبدو هكذا هل أنتَ مُتعب؟"

"همم، أنا فقط وصلتُ للتو و الجو رائِع هنا حقاً، في المساء سأذهبُ للمُعسكرِ الطبي لذا لن أستطيعَ الإتصال بك"

"إلهي، هل تناولت طعامَك؟ هل كُل شيء على ما يُرام معك؟ كيف كانت رِحلتك؟"

"لقد كانت جيدة، ماذا عنك؟ هل مرّ اليوم بشكلٍ جيد معك؟ كيف حال جدتي؟"

"تُرسل لك سلامها! أنا بخير لا تقلق و كل شيء يمر كالمُعتاد، لكن أرجوك إعتني بنفسك و إحضى بقسطٍ من النوم قبل أن تبدأ العمل حسنا؟"

"حسنا أيتها الرئيسة، و الآن سأغلق الخط"

أردف بينما يبتسم ليعلم أن هذا لن يروقها لكنه متبوعٌ بالكثير من العمل!

"بهذه السُرعة؟ حسنا.."

"نامي جيداً! أحبك"

"أنا أيضاً"

أردفت بصوتٍ هامِس ليُغلق الخط أولاً و هي بالفعل شعرت أنها لم تشبع من التحدث معه كثيراً كما كانت تريد.

تناولت العشاء و شاهدت التفاز مع الجدة و ايضاً لعِبت مع موتشي قليلاً ثم ذهبت للنوم.

هي إنتهى اليوم لديها، و هو بدأ بالفعل بعمله لأنه كان يقوم بتجهيز مُعداته مع فريقه الجديد حتى يذهبوا للمكان الخاص بالعمل.

--

إستيقظت صباحاً و أول شيء قامت بِه هو إتصالُها بِه، تحدثت معه ثم ذهبت لعملها.

و عند عودتِها في المساء إتصل هو بِها..

مرت ثلاثة أيام بشكلٍ عادي فقد كان يتصلُ بِها بشكلٍ مُتواصل، لكنه لم يفعل في اليوم الرابع إستمرت بالإتصال بِه لكنه أرسل لها رسالة يخبرها فيها أنه مشغول جداً و لا يستيطيعُ حملَ هاتِفه!

الأمرُ الذي جعلها تقلق، هُو تواصلَ معها بالرسائل و كانت تُحاول إمساك نفسها كونه قد تبقى ثلاثة أيام و حسب حتى يعود.

لذا رغم ذلك إستمرت بمُراسلته على هاتِفه رغم أنه لم يكُن يرى تِلك الرسائِل.

"ميلين؟ ميلين، يا ميلين!"

صرخت والدتها عبر سماعة الهاتف لتنتفض هي مكانها، فقد أجابت على المكالمة دون أن تشعر و كانت تحدق بصورة ييشينغ الموضوعة على مكتبِه.

"نعم أمي كيف حالك؟"

"كيف حالُكِ أنتِ أولاً! هل لا يزالُ زوجُك لا يُجيب؟"

سألت والِدتُها بقلق بينما تشيرُ لزوجها بالهدوء لأنه يريد التحدث مع إبنته

"أجل أمي، لكن لم يتبقى إلى ثلاثة أيام و سيعود، لذا أنا سأنتظره.. كيف حالُكما؟"

أردفت و هي تضم قبضة يدِها لتُجيب والدتها

"نحنُ بخير، تعرفين تاو جيداً لن يدعَ مكانا إلا و قد أخدنا إليه، آوه والِدُك يريد التحدث إليك"

إبتسمت بسبب كلام والدتها، فتاو أخدهما في رحلة معه إلى هاواي حتى يُغيرا الجو قليلاً.

"مرحبا يا إبنتي، كيف حالك هل تهتمين بنفسِك؟"

"أنا بخير أبي، و سأصبح أفضل عند عودة ييشينغ، هل تستمعُ بعُطلتك؟ لا تنسى إحضار هدية لي معكَ من هناك آوه؟ و لا تنسى ذلك الفستان الوردي المزين بقطع البطيخِ الأحمر!"

بدأ والِدها بالضحكِ لتبتسم أيضاً و يُردف و هو ينظر للهدايا التي قام بشِرائِها

"إشتريتُه بالفعلِ وجدت فساتين أخرى عليها فواكه و أزهار و أخدتها أيضا مُتأكد أنها ستُعجبك، لم أنسى ييشينغ فقد أحضرت له بعض القُمصان التي تُشبه فساتينك حتى تكونا مشابهين في الملابس"

"رائع، شُكراً لك أبي متشوقة لرؤيتها! بلّغ سلامي لتاو و إستمتعوا بعُطلتكم!"

أجابت ليقوم والدها بتوديعها ثم أغلق الخط لتضع الهاتف جانباً، حملت صورة ييشينغ لتحدق بِها ثم إستدارت للنافدة بكُرسيها حتى تُحدّق بالسماء.

..

يومانِ آخرانِ دون رد، و هذا جعلها لا تُغمِض عينيها طوال الليل، الأمرُ أصبح مُشوّشاً بالنسبة لها و جدّته شعرت بالقلق أيضاً

حتى والِداه لا يعلمانِ بذهابِه!

ميلين حاولت الإتصال بِه كثيراً لكن هاتِفه كان مُغلقاً و هي تكادُ تُجن لأنها لم تسمع عنه اي خبرٍ مُنذ آخر مرة تحدثت بِها معه!

"جدتي أظن أنني سألحقُ بِه، لا أستطيعُ البقاء هكذا أكادُ أفقد صوابي و أنا لم أسمع منه أي خبر!"

أردفت بينما تمشي يمينا و يساراً بغُرفة النوم لتفتح الدُرج الخاص بِها باحثة عن جواز سفرِها

"لم يكتمل الأسبوع بعد، رُبما هاتفه قد ضاع أو شيء من هذا القبيل!"

أردفت الجدة و على وجهِها علاماتُ القلق و الخوف لكنها كانت تحاول البقاء هادئة قدر الإمكان حتى لا تزيد الطينَ بلة و تُخيفَ ميلين أكثر.

"جوازُ سفري غير موجود! متأكدة أنني وضعته هنا!"

بدأت بالبحث و هيُ تُخرج كل ما وجدته أمامها لكن لا أثر له، رفعت شعرها نحو الأعلى تحاول تذكر آخر مرة وضعته بمكانه.

لكنها تذكرت أنها أخبرت ييشينغ بلحاقِها به إن لم يعد أو يُجب عن إتصالاتِها!

"هل تذكرتِ مكانه يا إبنتي؟"

أردفت الجدة بفضولٍ و هي تنظر نحوها لتزفر الأخرى الهواء و تهز رأسها بـلـا!

"لن أجده حتى لو تذكرت مكانه، يبدو أن ييشينغ أخده من هُنا حتى لا ألحق بِه"

جلست أرضاً بينما تُمسك رأسها بحيرةٍ لا تعلمُ ما عليها فعله لتهز الأخرى رأسها بحيرةٍ أيضاً.

..

"أنا سأعود بالغدِ حبيبتي!"

قفزت مكانها حالَ وصولِ تلك الرسالة لتهرع ناحية الهاتف الموضوع بالشاحن، الجدة كانت تقرأُ كِتاباً ما لكنها رفعت رأسها عنه و نظرت من فوقِ نظاراتِها بعد أن توقفت عن القراءة لتسألها بفضول

"هل هذا ييشينغ عزيزتي؟"

إبتسمت ميلين بسعادة لتستدير نحوها و هي تجلِسُ على رُكبتيها قُرب الشاحِن.

"نعَم! و هو عائِدٌ في الغد"

"هذا رائِع أتمنى أن يصِلَ بسلام، لِمَ لا تتصلين بِه؟ سأذهبُ أنا لإعداد الشاي"

نزعت نظاراتِها الطبية لتضعَ الكِتاب جانباً ثم توجهت نحو الباب لتخرُج و تُغلِقَه خلفها.

مررت ميلين رقمَ ييشينغ حتى تتصل بِه و قلبُها يخفق بشدة بسبب توترها و إشتياقِها له، هي كانت مستعدة للصُراخ بوجهه حتى تُريهِ أن لا يترُكها هكذا دون خبرٍ عنه.

بدأَ الهاتف بالرنين و الرنين إلى أن إنقطعَ بنفسِه، هي إستمرت بالاتصال و الهاتِف إستمر بالرنين دون أن يُجيب.

"إلهي لِمَ يتجاهلني هكذا؟"

أردفت بينمَا تقضِمُ شفتيها، أصابِع يدها كانت تعبثُ بأزرار قميصها الغير مُنظمة بحيث نصفها مغلق و الآخر لا!

لكنها حقاً لم تُكن تهتم بقدر إهتمامها بردّه على مُكالمتها!

"تمهلي ميلين، على الأقلّ أرسلَ لكِ رسالةً و في الغد سيعود، قد يكون مشغولاً كثيراً!"

تمتمت بحُزنٍ و هي تتمسّك بخاتم زواجها الذي تضعهُ كقلادة برقبتِها لتقوم بتقبيله بخفة ثم تنهدت لتضعَ الهاتِفَ جانِباً.

طرقت الجدة الباب لتدخُل و هي تحمل كوبين من الشاي بينما تبتسم لتُردف

"ماذا هل أنهيتِ المُكالمة بتوبيخه بسرعة؟"

ظهرت إبتسامة خافتة على شفاهِ ميلين لتجلس على السرير بينما الجدة جلست بجانِبها و مدت لها كوب الشاي

"بل لم أسمع صوتهُ حتى، هو لا يُجيب جدتي"

إرتشفت الأخرى من كوبِها لتضع إحدى يديها على كتف ميلين و تردف

"قد يكون مشغولاً و حسب، فلننتظِر قدومَه بالغد و أعِدك أنني سأقوم بتوبيخِه على جعلِك قلقة هكذا، هيا إبتسمي جميلتي"

أومأت لها ميلين لتردف عاقدة حاجبيها

"غداً لن أنتظِرهُ في المنزل! سأذهبُ للعمل و إن طلب مني التحدث معه  سأخبره أنني مشغولة و لا وقتَ لدي حتى يفهم ما جعلني أُعاني منه"

قهقت الجدة بخفة لتهز رأسها بِكلتا الجهتين ثم أكملت الإرتشاف من كوبِها.


..

حلّ الصباحُ و كانت مُستيقظة بالفعل و موجودة بأعلى سطحِ المشفى، تُحاول إقناع نفسها أنها تستنشق الهواء و لا تنتظر رُؤيته قادِماً لأنها غاضبة منه!

سمِعت صوت سيارة الإسعاف قادمة من بعيد لتعقد حاجبيها و تُسرع في النزول بسبب صوتِها القوي الذي يُنذِرُ بإقتراب الخطر!

و يبدو أن العمل سيشغلُها عن إنتظارِه كما كانت تقول!

وصلت للطابق السُفلي بينما تجري بسُرعة حتى تتفقد ما يحصل و تُساعدهم لتجد المُمرضين ينتظرون في الخارج.

فتحت الباب لتقف بإنتظار المُسعفين أن يفتحوا باب سيارة الإسعافِ، ليفتحو بالفِعل و تردف هي

"كيف هي حالة المريض؟"

نظر نحوها الرجُل المُسعف بأعينَ مُحمرّة ليخرج بسرعة مع رفيقه و يقوما بإنزال السرير المتحرك أمامَ عيناها.

و كأّن قلبَها  قد إخُترِقَ بسيف حادًّ و مُشتعل فور لمحِلها لوجهه المُلطخِ بالدماء.

"ييشينغ!"

تسارعت دقاتُ قلبي و لم تعُد تعلمُ كيفية التنفّس لأن صدرها بدأ يرتفع و ينزل بقوةٍ بعد تحريك شفتيها بإسمِه.

ركضَ الآخرون نحو الخارج بسبب صرخة إحدى الممرضات لتقترب منه ميلين و تُمسك وجهه و كِلتا يديها تهتز بقوة لدرجة أن رأسه لم يتبث مكانه، ثم بدأت بندائِه!

"ييشينغ أجبني.. ييشينغ أرجوك هل تسمعِني؟ إفتح عيناك.. أنا هنا إلى جانِبك"

يداها تلطخت بالدماء و هُم قاموا بإبعادها لكنها دفعتهم و صعدت على السرير المتحرك لتصرخ بإسمه مرارا و تِكراراً و عينيها تفيضُ بالدموع الساخنة!

تكادُ تفقِدُ عقلها، هو كان عائداً بخير، أرسل لها رسالة و كأن لا شيء يحصلُ معه، مالذي حصل؟

هُم كانوا يدفعون السرير نحو الداخل بينما هي تبكي بشدة و تتمسك بيده المجروحة.

هو كان مُصاباً بِبطنه و على رأسِه و أيضاً لديه بعض الكُسورِ بضِلاعه، هذا ما أخبرها بِه المُسعف!

البناية التي كان بِها ييشينغ قد دُمرّت بالكامل لكنه لم يخرُج إلا عندما أنقد الأطفال الموجودين بالداخل مع رِجال الإسعاف الذين وجدوا صعوبة في النزول أسفل الحُطامِ المُتراكم، هو أُصيب بطلقٍ ناري على كتِفه قبل يومان لكنه تعافى و وقف حتى يبذُل قُصار جهده!

حاول فريقه إسعافه لكن الأوضاع هناك لم تسمح لهم بالبقاء، أرادو أخده إلى أحد المستشفياتِ لكنه كان يردد إسمَ ميلين لذا حضروا مُباشرة إلى هُنا!

وضعت يدها المُرتجفة على شفتيها تحاول كتم شهقاتِها بينما المُسعف يصف لها حالته السيئة!

وصلوا للمصعد و الجميع كان يجري يحاول الإسراع في تقديم و تجهيز كل ما يلزم، هي كانت لا تستطيع حتى فتح عينيها بسبب البكاء لكنها تذكرت أحد تِلك القوانين التي قام بتعليمها لها بنفسِه

صوتُه و هو يقول ذلك سابقاً عندما كان يقوم بتدريبها تخلل أُذنيها جاعِلاً من أعيِنِها تتسع بشدة

"النّظامُ عند الفوضى ميلين، لا تنسي أخدَ زِمام الأمور بين يديك! سقوطُ الرئيس يعني فشلَ المُنظمة بأكمَلِها، تحمّل المسؤولية و الأخدَ بزمامِ الأمور، التحلي بالقوة حتى يثقَ الفريقُ بنفسِه أيضاً و يشعُر بالأمانِ معك، كوني قائِدةً لا تتزحزحُ عن كُرسيها مهما حصل الأمر!"

مسحت دموعها المُختلطة بدمائِه لتسحب ما بأنفها و تنظر حولها، ما هذه الفوضى؟ الجميعُ يكاد يفقد صوابه و إن دخل أحدهم للمشفى فجأة سيظن أن عِصابة ما قد إقتحمته!

نزلت من على السرير لتتجه نحوهم لأنهُم كانو بالممر الرئيسي يصرخون على بعضهم البعض!

"فليهدأ الجميعُ الآن!"

صرخت حتى يتمكنوا من سماعِها لينظروا نحوها بأعين متسعة ثم أردفت نحو السرير المتحرك حيث يتمدد عليه بسكون.

"الرئيس في حاجة لنا جميعاً لكنكم هنا تستمرون في الصراخ و الهلع دون فائدة! هل نسيتُم ما علّمه لنا؟ هل نسيتم أنه أخبرنا باإلتزام الهدوء و النظام في الحالاتِ الطارئة حتى لا نتسبب في الفوضى؟ هيا من لديه عملٌ فليعُد له و من تركَ مقعداً فليذهب للإتخاده لا أريد رؤية أحدٍ يتجول هنا! الفريق و أنا سنقوم بجعل الرئيس يعود لنا.."

نظروا لبعضهم البعض بحيرةٍ لتحدق بفريق الأطباء الذي معها ثم أردفت و هي تضغط على قبضة يدِها بقوة

"مالذي تنتظرونه؟ هيا تحرّكوا إلى العمل"

إستدارت لتعودَ للمصعد ثم قاموا باللحاقِ بِها على الفور، رُغم أن قلبها كان يرتجف بشدة بسبب حالتِه التي تراها بِه الآن إلا أنها كانت تحاول أن تكون صبورة قدر الإمكان رغم أن هذا صعبٌ جداً!

قاموا بقياس دقاتِ قلبه و التي كانت ضعيفة!

دخلت لتقوم بغسلِ يديها المهتزة و هي قامت بصفع نفسها بالمياه الباردة حتى تتيقظ جيداً.

وضعت قناعها على وجهها ثم أمسكت بالخاتم المعلّق على رقبتها بقوة و هيَ تدعي أن تمر العملية على خير، فبعض أضلاعِه التي إنكسرت قامت بالتسبب له في الجروح الداخلية مما أدى إلى حدوث نزيف داخلي له!

"هل كُل شيء جاهز؟"

أردفت بينما تدخل غرفة العمليات ليردف أحد الأطباء بقلق

"هل أنتِ متأكدة أنكِ تستطيعين القيام بهذه العملية؟"

نظرت نحوه بينما تقف أمام ييشينغ المُمدد على السرير حيث قاموا بتخديرِه لتردف و هي تتأكدُ من قُفازاتِها الطبية.

"لم يُطلق عليّ لقبُ تِرياقِ الحياة عبثاً، و إن كُنت الشخص الوحيد الغير متأكد من قيامك بهذه العملية فيُمكنك المُغادرة أنا لن أُجبِرك على ما لا تُريده، كل من شعرَ بعدم الراحة أو لا يريد خوضَ هذه المعركة معي فليتفضل بالخروج، ييشينغ لم يقُم بتدربي على التراجُع عن خُطوة إتخدتها لذا أنا أعلمُ ما أفعله و أتحمّل المسؤولية بأكملها على عاتِقي!"

لم يلاحظوا أنها بدأت في إتخاد خطوات بداية العملية إلى جانب الطبيبة الشقراء التي معها و مُساعِدها الذي كان يستمع بتركيز لما تقوله.

هُم لم ينبِسوا بحرفٍ واحد بعد ذلك و إنظموا لها دون تردد، فالتأكيد لن يُغادروا و يتركوا رئيسَهم يواجه الموت هكذا!

"الرئيسُ سيكونُ فخوراً بِك بعدَ إستيقاظه، هو محظوظ لأن لديه زوجة مِثلك، أنا أحسُده حقاً"

أردف المساعد الذي بجانبها لتلمع عينيها مُجدداً فور تخيلها له و هو يستيقظ، هي تنتظر تلك اللحظة بفارغ الصبر.

"طبيبة ميلين دقاتُ قلبِه بدأت تعود لطبيعتها!"

أردفت مساعدة أخرى بجانبها و هي تمسحُ العرق المُتصبب عن جبين ميلين لتزفر الهواء براحة و تهز رأسها بينما عينيها على عملها

"هذا جيد"

..

"متى سيستيقظ؟"

أردفت الجدة و هي تنظر من زُجاج الغرفة  حيث ينام لتجيب ميلين بأعيُن ذابلة و هي تضعُ يديها بجيبِها.

"لا أعلمُ حقاً من المفروضِ أن يسيقظ بعد إنتهاء مفعول المخدّر لكنه إستغرق ثماني ساعاتٍ في النوم مع أن مُؤشراتِه الحيوية طبيعية"

إستدارت الجدة نحوها لتعانقها بقوة و ينضم لهما الجد الذي حضر من المنزل

"ييشينغ قوي و سيستيقظ قريباً، أنتِ تبدين مُتعبة جداً لِم لا تأخدينَ قِسطاً من الراحة؟"

أردف الجد بينما يمد لميلين عُلبة حليبٍ بالموز لتأخدها منه و تُجيب

"راحتي بإستيقاظ ييشينغ، أرجوكما عودا للمنزل تأخر الوقتُ كثيراً إنه مُنتصف الليل بالفعل!"

أومآ لها و لأن الجدة تعِبت هي تمسكت بذراع زوجها لتخبر ميلين أنهما سيعودان في الصباح حتى يطمئنا على ييشينغ.

لوّحت لهما بإبتسامة هادئة لتضع علبة الحليب على الكرسي ثم قامت بمسح وجهها الشاحِب و المُتعب بكِلتا يديها

الممر كان هادئاً و كأن شيئاً لم يحصل، هي سمحت لبعض الأطباء بالعودة للمنزل حتى يرتاحوا قليلاً و آخرون أخدوا مكانهم لكنهم يرتاحون أيضاً بغُرفهم الخاصة بالمشفى.

وي وي عادت للمنزل من أجلِ طِفليها و حضرت الفتاة التي تقوم بالمناوبة الليلية.

المشفى كانَ ساكِناً بشكلٍ مُخيف و الهدوء يُخيّم بين ممراته و غُرفه.

هي شعرت ببعض الخوف و البرد لذا حملت علبة الحليب لترتشف منها القليل ثم وقفت لتفتح باب غُرفته و تدخل بعد
أن أغلقته خلفها لتتجه نحو الكرسي الذي بجانبه و تجلِس

"ألا تنوي الإستيقاظ بعد؟ أم أنّك مُصّرٌ على جعلي أستمر بالتفكير بِك"

أمسكت يده تِلك لتُخالف أصابعها بخاصته و تضعها على وجنتها لتردف بنبرة مهتزة.

"هيا أمسِك يدي كما كُنتَ تفعل ييشينغ، أنت تضغط عليها بخفة حتى لا أُفلت منك و نحن نمسك ببعضِنا لِمَ لا تقوم بذلك الآن؟"

قامت بتقبيل يدِه و قد تقوّست شفتيها لتهمس بخفة

"أنتُ تقومُ بتقبيل يدي في كل مرة أتحدث معك بِها و تُخبرني كم أنك تحب ذلك لأني أبتسم بخجلٍ و أتوقفُ عن التحدث، لكنني من ستفعل ذلك الآن حتى أرى عيناك و هي تنظر نحوي مُباشرة، أرجوكَ إن كنت تسمعني قُم بحركة واحدة على الأقل حتى أعلمَ ما بِك"

إنتظرت منه حركة واحدةً وحسب لكنه لم يقُم بأي ردّ فِعلٍ تُجاهها و هذا أحبطها بالفِعل!

"هل تعلَم؟ موتشي وجدَ له رفيقةً و أظن أنه سيكونُ زوجاً رائِعاً، أليس هذا لطيفا؟ تخيل كيف سيكون صِغاره! أنا أخدته لمقهى الكِلاب و هو تعرفَ على الكثير من الجِراء اللطيفة"

تحدثت بينما تمسح على شعره بيدها الأخرى و هي تبتسم بهدوء لتُكمل

"أنا أنتظر إستيقاظَك بفارغ الصبر، أبي إشترى العديد من القمصان و الفساتين من أجلنا و متحمسة لتجربتها معك همم؟"

أمالت برأسِها بنبرةٍ مُتسائِلة لتتنهد و تُردف

"آسفة بسبب تِلك الرسائِل الغاضبة التي وجدتها مني عندما فتحت هاتِفك، كنتُ أظن أنكَ تتجاهلني لكنك كُنت بخطرٍ حينها بينما أنا أتخيل أشياء أُخرى يالَـغبائي!"

إبتسمت بسُخرية على نفسِها لتُغمض كِلتا عينيها و تضع رأسَها على سريره بينما تتمسك بيدِه فهي شعرت برغبة في النوم بسبب التعب.

"هل إلتقيتَ بفتياتٍ جميلاتٍ هُناك؟ سمعتُ أن الجمالَ ينبُع من ذلك البلد و شعرتُ بالغيرة من أن تقومَ بتغيير رأيِك"

تمتمت بِثُقلٍ بسبب سيطرة النومِ عليها لتشعُرَ بيدِه تضغطُ علي يدِها بخفة!

"كيفَ تسمحينَ لنفسِك بقولِ كلامٍ كهذا؟"

عقدت حاجبيها لترفع رأسها بسرعة و تجده ينظر نحوها عاقِداً حاجبيه.

"إلهي أنتَ مُستيقِظ!"

أسرعت بإحتضانِه مُسببة له في إطلاقِ تأوهٍ خفيف بسبب شعوره بالألم لأنها فعلت ذلك بقوة مُتناسية جسدهُ المُنهك!

"على مهلِك ميلين أنا إستيقظتُ للتو هل تريدين مني العودة لـ-"

إبتعدت عنه لتُمسك وجهه بين يديها و تقوم بطبعِ قُبلٍ على وجهه، وجنتيه و أنفِه و حتى شفتيه و كل مكان.

"آسفة، أنا حقاً آسفة! هل تشعُر بالألم بأي مكان ما؟"

إبتعدت بعد أن أردفت بنبرة قريبة للبُكاء ليحدق بِها و يُردف بعد أن قام بهز رأسه و وضع يدها على قلبِه

"أجل، طوال السنة التي مرت على زواجنا لم تقومي بتقبيلي هكذا حتى اليوم، و قلبي يُؤلمني لأنني عِشتُ من أجلِ هذه اللحظة!"

كتمَ إبتسامته في آخر كلامه لتقوم بضربه لكنها وضعت يدها على شفتيها لتعتذر منه مُجدداً و تطبعَ قُبلة على كتفه الذي قامت بضربِه

"أظن أنكِ مُصرة على جعلي أعود للنوم مُجدداً"

أردف و هو يحاول القيام من مكانه حتى يستطيع الجلوس لتردف

"حتى و أنتَ مريضٌ تسخرُ مني، لو رأيتَ حالتي و أنا أصرخ حتى يلتزم الجميع بالهدوء لغيرت رأيك!"

مدت شفتيها و هي تُعدل الوسادة من أجله لتعقد ذراعيها و قد عبست بشدة

"ماذا؟ هل تقصدينَ أنكِ من قُمتِ بإنقادي و القيام بالعملية؟ لا أصدقك مُستحيل!"

أردف و قد إتسعت عيناه ليهز يده نافياً و تنظر هي نحوه بصدمة لتردف بينما تضع يدها على صدرِها

"كيف لك أن تقول هكذا؟ أنا من قُمت بالعملية بالتأكيد هل تظنه أحداً آخر؟"

هز رأسهُ نافياً و كأنه يحاول إستفزازها أكثر لتقف و تردف

"دعنا نسألُ الباقين إذن! كاميراتُ المُراقبة قامت بتسجيل كل شيء و ستندم على كلامِك سيد زانغ ييشينغ!"

إستدار نحوها بأعينَ دائرية ليضعَ يدهُ على صدرِه و يردف

"تعنينَ أنكِ من قُمتِ بذلك؟ إلهي علي أن أقومَ بفحصٍ للأشعة! أخشى أن تكوني قد نسيتِ مقصاًّ بداخلي"

تراجعت قليلا للخلف بينما تحدق بِه لتصرخ و هي تضرب قدمها بالأرض

"هل تقول الآن أنني غبية لهذا الحد؟ ظننتُ أنك ستكون فخوراً بي بدل الشك بأنني قد نسيتُ مقصاً أو رُبما مِقلاة بداخلك!"

"المقلاة كبيرة جداً على أن تدخُلَ عزيزتي"

نظرت نحوه بنفادِ صبرٍ بينما هو يبتسم و يحدق بِها، هل أصبحَ مجنوناً أم ماذا، هي لم تعد لديها القُدرة على الكلام!

"إقتربي!"

همس بعد لحظاتٍ من صمتِه و هو يُطبطبُ على السرير لتقترب و هي تعقد حاجبيها بإنزعاج.

جلست ليمد يده قليلاً و يسحبها من يدها حتى يقومَ بتقريبِها منه لتقوم هي بإحتضانه دونَ شعورٍ منها

"هل أنتَ فخور بي؟"

أردفت دون النظر لهُ ليبتسم و يمسح على رأسِها، هي كانت تستطيعُ سماع دقاتِ قلبه لأنها تضع رأسها على صدرِه!

"بل تكادُ تنمو لي أجنحةٌ من الفخرِ بك ميلين، أتعلمينَ صرختُكِ تلك عند وصولي للمشفى و كلامك مع الأطباء و أنتِ تحاولين تهدأة الأوضاع جعلني أشعر برغبة كبيرة في إحتضانك بقوة، أنتِ لا تعلمينَ كم إشتقتُ لك"

أحاط ذِراعيه حولها رغم أنه شعر ببعض الألم بأنحاءِ جسده لكنه كان يريد القيام بذلك و بشدة لأنه إشتاق لها كثيراً

رفعت رأسها لينزل نظره و ينظر نحوها، هي بدأت تحدق بوجهه لينظر نحوها مُتسائِلاً ثم قال بتعجب

"ماذا؟"

"فقط أنظُر لك لأنني إشتقتُ لرؤية وجهِك!"

أردفت هي بإبتسامة لتتلاشى قليلا و بدت و كأنها على وشكِ البُكاء

"ظننتُ أنني لن أراكَ مُجدداً، لا تعلمُ كم كُنت خائفة و أنا أراك مُتمدداً أمامي و بتِلك الحالة بعد أن إعتدتُ على رُؤيتِك قوياً و صامِداً طوال الوقت، لقد كانت أطول فترة بحياتي و أكثر فترة شعرتُ بِها بالضعُف و القوة بنفس الوقت، إنه شعور موحِش بحق!"

أنهت كلامها و هي تعود للإستناد عليه ليبتسم و يمسح على رأسها بخفة ثم رفع الغِطاء ليضعه عليهما و يُردف بهدوء.

"كوني أبدو قوياً طوال الوقتِ لا يعني أن لا أكون ضعيفاً يوماً، جميعِنا نمر بفترة نسقُط بِها حتى نزداد قوة بعد ذلك ميليناه~"

إبتسمت و قد أغمضت عينيها لتردف بنبرة ناعِسة بسبب يده التي تعبثُ بخُصلاتِ شعرِها

"أنا سعيدة لأنني وُلدتُ حتى أكونَ هنا إلى جانبك"

"أنا سعيدٌ أيضاً، لكن أتعلمين؟ أتمنى الحصول على طفلٍ مِنك حتى تكتملَ سعادتي أكثر!"

أردف لتفتح عينيها و ترفع رأسها لتحدق بِه بأعينُ متسعة

"هل تُريدُ ذلك حقاً؟"

"و بأسرعِ وقتٍ مُمكِن، رُبما الآن؟"

قهقهت بخفة بسبب لطافة نبرتِه و هو يتحدث لتردف

"أنتَ تمزحُ صحيح؟"

إعتدل بجلوسه ليبتسم بجانبية و تجلس لتحدق بِه بإستغراب، هو إقترب حتى يسرِقَ قُبلة منها ثم أردف بينما ينظر نحو شفتيها و كأنه يرسمُ طريقَاً بمُخيلته  لمَ ينوي فِعله بينما لا يزالُ يبتسم

"حتى لو كان الأمرُ مُجرّد مُزحة، فأنا أريدُ ذلك بشدة خاصة أنني إشتقتُ لكِ كثيراً!"

عادَ ليقوم بتقبيلها لكنها قامت بقرصِه على ذِراعه جاعلة منه يتوقف و ينظر نحوها عاقِداً حاجبيه و متألّماً

"عليكَ أن تُفرّقَ بين الطعام و بيني أيها المريض فشفتاي ليستا طعاماً حتى تقومَ بتقبيلي بهذه الطريقة!"

قبّل جبينها برقّة ليضم يداه و يردف بنبرة هامسة و لطيفة

"حسناً أنا آسف!"

رمشت مرتين لتعقد حاجبيها و تُردف و هي تشيرُ لوسادتِه

"هيا للنوم، أنا مُتعبة!"

"ماذا عن الطّفل؟"

أردف و هو يسحبها من طرف قميصِها لتُمسكَ يده تلك و تجعله يتمدد على سريرِه ثم قامت بإحتضانِه لتُردف

"فليُشفى الطفل الكبير أولا و بعدها سنحصلُ على طِفلينِ إن أردت!"

إبتسم و بدأ يُقهقه لتضحكَ هي أيضاً و تُغلق ضوء الغرفة و تُغمض عينيها لكنها شعرت بيده تتسلل أسفل قميصها لذا أردفت بنفاد صبر

"ييشينغ!"

توقفت يده على ظهرِها ليردف بسرعة و هو يُغمض عيناه بقوة

"حسناً آسف، أُحبّك!"


النهاية💜 .

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top