| 1 | طفولة قاسية ..

- October, 2005 -

" يا ابنة العاهرة! "

التفتت خلفها عابسة لتسمع الفتيان الأكبر يقهقهون بعدما تلفظ بذلك أحدهم، أشاؤوا إليها بسخرية ثم رحلوا وهم يضحكون لتزفر هى بقوة مغمضة عينيها وتكمل طريقها إلى صفها .

هى ليست أول مرة يتم نعتها بذلك! هى بالفعل اعتادت على لقب ( ابنة العاهرة ) أو ( ابنة الحرام ) منذ انكشف سر والدتها أمام الجميع حين رفع والدها القضية وانفضح الأمر.. كانت على وشك البكاء من تخابط أفكارها حتى قاطعها اصطام احدى الفتيات بها ، نظرت لها نظرة اشمئزاز مبتسمة ابتسامة جانبية ثم رحلت

تابعت هى طريقها الى الصف، ما ان فتحت الباب حتى توقف الشغب بالصف وأرسلوا اليها نظراتهم المعتادة لتبادلهم نظرات باردة ثم اتجهت الى مقعدها في نهاية الصف بهدوء.. أسوأ مقعد بالصف.. قذر, يصدر صريرًا مزعجًا, ومنكسر.. أخرجت كتبها من الدُرج وما ان رفعت رأسها حتى اصطدم بوجهها ورقة مبتلة ..

" أنـــت!! " صاحت بانزعاج وهى تزيح الورقة عن وجهها بتقزز لترى ذلك الفتى البدين ذو الملابس المهترئة والرائحة الكريهة يقف على مقعده وبفمه الشاروقة ليبصق الأوراق بوجهها " توقف عن ذلك!! " صاحت بغضب .

" توقف عن ذلك.. " قال الفتى بنبرة ساخرة ليضحك الطلاب بشدة " لما لا تخبري أباكِ بذلك؟ أووه تذكرت.. لا أب لكِ " أكمل ليزداد ضحك الطلاب أكثر وهى تضغط على أسنانها بقوة وما قطع سخريتهم وضحكهم دخول المعلمة الى الصف فجلسوا بأماكنهم بصمت بينما أخفضت هى رأسها لتعبث بأصابعها حابسة دموعها وأحد الطلاب ينظر خلفًا إليها بشفقة ثم تنهد واستدار بوجهه نحو المعلمة .

" يا أولاد, هناك اجتماع غدًا للآباء وعلى كل منكم أن يحضر ولي أمره.. " قالت المعلمة لتقاطعها أحد الطالبات برفع يدها وتعقّب المعلمة: أجل, كيم؟

" نيلي لن تتمكن من اصطحاب والدها من أجل الغد " قالت كيم .

نظرت المعلمة لها بتعجب عاقدة حاجبيها ثم نظرت نحو نيلي " هل هذا صحيح؟ " تساءلت لتوميء لها نيلي بخزى " وما السبب؟ " أكملت ليعقّب البدين سريعًا: ليس لديها أب!

ليعود ضحك الطلاب وتقلب المعلمة عينيها بتملل " حسنًا حسنًا.. اصمتوا جميعًا " قالت بصرامة لينصاعوا لأمرها " لا بأس, نيلي.. يمكنكِ احضار والدتكِ " قالت بلطف لتهديء نيلي لكنها لتأطيء نيلي رأسها من جديد بحزن وتنقلب ملامح وجه المعلمة .

- An hour later -

انتهت الحصة وانتظرت نيلي خروج الجميع ثم نهضت وضمت كتبها اليها، سارت للخارج متجنبة كلام الطلاب وسخريتهم واتجهت الى خزانتها، ما ان فتحتها حتى سقط غداء المطعم منه بعد أن ملأوه لها .. نظرت بصدمة الى كتبها المتسخة بالطعام وهنا تصاعدت ضحكات من حولها لتلتفت لهم بغضب وهم ملتفون حولها

اقترب منها ذلك الفتى البدين من الصف من جديد ثم دفعها لتسقط أرضًا على ما سقط من الخزانة " بائسة " قال بسخرية ثم قام بركلها وضحكاتهم مستمرة أو ينعتونها بألقاب نابية عدا ذلك الفتى الذي كان ينظر لها في الحصة.. فقد كان متوقفًا بعيدًا ينظر لها بشفقة امتزجت بلا حيلة هو فقط أضعف من أن يفعل شيئًا ولا يدري ماذا يصنع ..

جاءت المعلمة من مكتبها ورأت من بعيد التفاف الطلاب فاقتربت بهدوء لترى ما حدث.. عندها فقط اشتعل غضب نيلي ونهضت عن الأرض، بكل ما أوتيت من قوة لكمت الفتى بوجهه ليسقط أرضًا وتسقط احدى أسنانه وبأعلى صوت جاءها صرخت: اللعنة عليك انت يا ابن العاهرة!!

صمت تام بين الجميع وهم ينظرون نحو نيلي بخوف, يقاطع ذلك الصمت صوت شهيقها وزفيرها العنيف وهى تضغط على أسنانها وحدقتا عينيها قاحظتان وقد احمرتا للدموع المتراكمة بها وهى تحدق بالفتى.. ظل غطى ضوء المصباح عن وجه نيلي بسبب فارق الطول فالتفتت لأعلى وقد هدأ غضبها او احتال إلى خوف بمعنى أدق فقد كانت معلمة الصف من توقفت أمامها.. عابسة الوجه, مكتفة ذراعيها وتوجه لها نظرات توبيخ قاسية ، مدت يدها وأمسكت بيد نيلي بكل عنف ثم سارت وسحبتها خلفها إلى مكتب المدير .

------------------------------------------------

خرج الجميع من المدرسة الى الحافلة التي تقلهم إلى منازلهم ركضًا أو سيرًا وهم يتحدثون ويضحكون, وصلوا لها وصعدوا صادمين نيلي بأكتافهم وما ان صعدوا جميعًا حتى همت هى بالصعود لكن إحدى الفتيات دفعنها لتسقط أرضًا فنظرت نيلي لها بتعجب " عذرًا, لا يستقل حافلتنا حثالى مطرودون من الحافلة " قالت بسخرية ليضحك الطلاب ومنهم من ينظرون لـ نيلي عبر النافذة وهى تنظر لهم بلا حيلة .

صعدت الفتاة وأغلقوا باب الحافلة وساروا في طريقهم بينما الطلاب يلقون على نيلي بعض الأشياء كالأقلام أو ثمار التفاح وهم يسخرون منها حتى ابتعدت الحافلة وهى تنظر لهم بصدمة وهنا فقط انفجرت باكية ..

طفلة في العاشرة من عمرها, ما ذنبها أنها ضحية خطيئة؟ وما ذنبها أن يتم معاملتها بتلك الطريقة لذنب لا يد لها فيه ؟

نهضت عن الأرض وأكملت طريقها عائدة للمنزل وهى تنظر للأرض باكية وتمسك بذراعي حقيبتها المراختين على كتفيها .

------------------------------------------------

" لما تفعلون بها هذا ؟ " تساءل الفتى المشفق على نيلي باستياء لينظروا لها وتدحرج الفتاة التي دفعتها عينيها بعيدًا .

" صمتًا, لويس " قالت بتملل .

" لا ذنب للفتاة بما حدث! هذا ذنب والدتها, لما تهاجمونها هى ؟ " تساءل متجاهلًا كلام الفتاة .

" لأنها نكرة " قالت الفتاة بسخرية .

" وما أدراكِ أنكِ لستِ ( نكرة ), دانييل ؟ " تساءل رافعًا حاجبه لتصمت وتطيل النظر به " انكشف سرها بسبب والدها الأحمق! لا تسخري منها اذًا.. فلا أحد يعلم كيف جئتِ وقد تنجبين طفلة في المستقبل بلا أب " أكمل ليأتي الفتى البدين ويقف أمامه ليرتفع له لويس ببصره .

" هاي.. ما مشكلتك أنت؟ " تساءل بانزعاج .

" أنا لا أتحدث اليك " قال لويس محركًا رأسه بالنفي بتملل وهو يحاول دفع الفتى لكنه أمسك بملابسه بقوة ورفعه لينهض ويقف أمامه والأول ينظر له بخوف لكنه عمِل على عدم اظهاره .. وفي الواقع فإن فارق الحجم بينهما يعطيه الحق الكامل في الذعر .

" عندما تكون تلك الحثالة مشكلتك.. تكلم, اتفقنا ؟ " قال بصوت خفيض لينظر له لوي بحدة دون أن يجيبه ثم أفلته الفتى من يده بأمر من السائق فنظر له لويس بغضب ثم قام بترتيب ملابسه والتفت إلى السائق .

" انزلني هنا " قال بخفوت .

" يجب أن أوصلك إلى المنزل وإلا.. " قال السائق ليقاطعه لويس: سأشتري بعض الحاجيات لأمي.. فقط توقف

ما كان من السائق إلا أنه صدقه وأوقف الحافلة لينزل لويس ويكملون هم طريقهم بينما زفر هو بقوة متمتمًا من بين أنفاسه: " مغفلون! " ثم أكمل طريقه سيرًا إلى منزله .

------------------------------------------------

فتحت نيلي باب المنزل ودلفت ببطء بينما الموسيقى تعمل في الجوار, أغلقت الباب بهدوء والتفتت حولها لتجد فتاة أخرى تجلس على الأريكة أمام التلفاز تشاهد برامج الكارتون وعلى الجانب الآخر شابة تقف في المطبخ وهى تعد الطعام وتدندن مع الأغنية, زفرت نيلي بهدوء ثم سارت تجاه غرفتها وهى تنزل حقيبتها عن ظهرها وتجرها أرضًا ..

" نيلي! " قاطعها الصوت لتغمض عينيها وتلتفت خلفها وتنحني السيدة لتطالها وتقبلها على وجنتها " أخيرًا أتيتِ! لما تأخرتٍ كل هذا الوقت ؟ " تساءلت .

" تم طردي من المدرسة.. ولم يسمحوا لي بركوب الحافلة معهم " أجابت .

" أوه.. آسفة حقًا, نيلي.. " قالت باستياء لتردد نيلي مع نفسها: ألن تسألي حتى عن السبب؟

لكنها لم تقل.. فقط اكتفت بالنظر لها بصمت حتى قاطعها ظهور احدهم فجأة " هاي.. جاكي! " قال بخفوت مبتسمًا لتنظر له جاكي - الشابة - وأبعدته بهدوء لأنه حاول تقبيلها ثم التفت إلى نيلي " هذه نيلي؟ " تساءل لتوميء له جاكي بالايجاب .

" نيلي, أريد أن أعرفكِ بـ تريفور.. امممم.. رفيقي " قالت جاكي لتوميء لها نيلي بلا مبالاة ثم تتجه إلى غرفتها .

دلفت وألقت بجسدها على السرير لتتبعها الفتاة الأخرى وتجلس خلفها " نيلي, أنتِ بخير ؟ " سألت بخفوت .

" أجل.. " أجابت بسرعة .

صمتت قليلًا وهى تنظر حولها ثم التفتت إلى نيلي من جديد " هل التقيتِ بـ تريفور؟ " تساءلت بحماس لتغمض نيلي عنيها بقوة " إنه حقًا لطيف و.. " أكملت لتقاطعها نيلي وهى ترفع الوسادة على رأسها قائلة: أريد البقاء بمفردي, كريستي..

صمتت كريستي قليلًا ثم أومأت لها " حسنًا " قالت ثم خرجت سريعًا من الغرفة وأغلقت الباب .

------------------------------------------------

Nelly P.O.V

كانت تلك آخرة مرة في كل شيء.. كنت نائمة على الأريكة بالخارج بعد العشاء ورحيل ذلك تريفور أشاهد الأفلام المتحركة ولكن غلبني النعاس.. استيقظت على صراخ كريستي وتبعه صراخ أمي.. نهضت بفزع وما ان فتحت عيناي حتى رأيت الضوء قادمًا من الحديقة ..

----------- Stop -----------

إيه رأيكم في البارت ده .. ؟!

دي مجرد بداية أكيد ..

تفتكروا ايه اللي حصل آخر الشابتر ؟

يارب القصة تعجبكم 💜

Vote and comments, please

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top