الفصـل الثَّـانـي.


المرحَلة الأولـى: تفكـير مُشَـوَّش.

______

"أنـِت ماذا؟" صاح لِيون بصدمةٍ. صوتِه تأرچح بأركان المقهى الصَغير والجَميع رنّح عيناه نحو طاوِلتنا في حيرةٍ وتطلُعٍ خفيٍ.

"لقد سمعتني بوضوح. سَوف أتولى قَضية إنجريد، وأنتَ لا تستطيع فعل شيء حيال هذا." صرحتُ، ريثما أهِز كتفاي نحوِه بلُطفٍ. أنا لا أعلَم لمَ يقوم بتضخيم الموضوع وهو لا يستحِق، لَيس وكأنني حديثة على ذلِك العَمل أو ما شابه.

"حقًا لا أستطيع فِعل شيء؟
لأنني أستطيع الخُروچ من ذلُك الباب اللَعين مباشرةً نحو مكَتب كريس." ثقبنّي بعينيه، وهو يُشير نحو الباب الزُجاجي الأقرب إلينا. "وثقِ بي حينما أُخبركِ بأنه سَوف يُنحيكِ عن هذه القَضية فور أن يسمَع ما سأقولَه."غمَز،عاقِدًا ذراعيه وهو يتراچع في مقعدِه براحةٍ.

كان هُناك نظرة حادة بعينيه البُنيتين، وهو يجلِس بمكانه يتفرَس بكُل إنشٍ بملامحي مترقِبًا حركتي التاليـة. أنا أعرف لِيون جيدًا، وأعلَم بأنه لَن يُعارِض شيئاً بدون سبب، بدون تفسيـر.

"أنا فقَط لا أفهم لمَ تصنَع معضِلة من لا شيء." دحرچتُ عيناي، وأنا أحتسي قهوتي الساخِنة بتحفُزٍ. " هدِئ أعصابكَ، لِيون. لَيس وكأنني جديدة على كُل هذهِ الأمـور."

"بِالطَبع لستِ كذلك." تابَع، وهو يُحاول بوضوحٍ الحفاظ على هدوءِه.
"ولكِن كاثي، هذهِ القَضية أُغلقت منذُ عامٍ الآن، ولا فائِدة من البَدأ بها من جَديد. بِجانب ذلك، أنا لا أفهم لمَ تضطرُكِ قضيةً ما لتذهبِ خارج البلدة لشهرٍ كاملٍ!"

سعلتُ قهوتي فور أن إستوعبتُ كلماتِه الأخيرة، قبل أن أُحوِل رأسي نحوه وعينايّ متسِعة بتفاجُئٍ. "كيف علِمتَ بشأن هذا؟"

"لـَديَّ مصادِري الخاصة." تحاذَق.

آه، كريس اللَعين آيسِنبُرج، أنتَ منتهي.

كان مِن المُستحيل أن يعلَم بأمر رِحلتي الصَغيرة خارِج البلدة إلّا إذا كان قدّ تحدث مع كريس، على الرَغم مِن طلبي مِنه بوضوح بالبارِحة ألا يُثرثِر بكلمة واحِدة عن إختفائي القادِم مع أي شَخص في القَسم. هذهِ القَضية نوعًا ما غامِضة، وأنا مُستعِدة على نهجِها بشكلٍ مختلفٍ.

"إذًا؟"رفَع لِيون حاجِبه بترقُبٍ.
"..هل كُنتِ تنوين قَط إخباري بشأن خُططكِ؟"

"رُبما." تحدثتُ، صوتِي كان مفعمًا بعدم تأكيدٍ.

حدَّق ليـون بي للحظاتٍ، قبل أن يتنهَد بأنهزامٍ،
"حسنًا، أبمكانَكِ على الأقل إخباري الآن؟" سأل، وسبحَت تِلك النظرة بعينيه مُملِئة ذهني بشعورِ الذنب الغير المرغوب بِه.

"إسمَع لِيون، لَيس وكأنني لا أُريد إخباركَ، ولكِن..أنا فقط لَم أُرد إقلاقكَ عليّ لكَونـي سأسكُن في بلدةٍ صَغيرةٍ مجهولةٍ حيثُ لن تستطيع الوصول إليّ بسهولةٍ." فسرتُ، مُنتقية كلِماتي بحرصٍ.
"..ولكِن، بمَ أنكَ الآن تعلَم -بشأن رِحلَتي-، فأعتقِد بأنه من الأفضلِ أن أُطلِعكَ على أغلبِ التفاصيل."

خِلال الساعتين المُتلاحقتين، تحدثنا وتناقشنا حتي في أتفَهِ التفـاصِيل المُتعلِّقة بقضيِّة إنجريد.

إختفاؤها المُفاجئ لم يكُن منطقيًا أبدًا بالنسبةِ لي، والشَريط جعل الآمور مُعقـدة أكثر. وِفقًا لجميع الشهود اللَذين يعيشون بالبلدةِ معها، فإنجريد بدّت بخيرٍ تمامًا باليَومين الأولَين، وبالأسابيع التالية، بدأ الناس يلحظون التغيُر.

لم تعُد تتجول ببُقعتِها المُعتادة بالحَديقة أو بأي مكانٍ في البَلدة.
وصَف أحد الجيران حالتِها بذلِك الوَقت بـ'الكئابـة' مع بعض الحقائِب المُتكدِسة أسفل جفونِها و أعيُنٍ دمويةٍ. كانت تتجنَب بخوفٍ أي تفاعل مع أي شخصٍ، كانت تنظُر وترحَل بعيدًا ببساطةٍ في صمتٍ.

كما قالَت مُديرة متجَر البِقالة بأنها -إنجريد- كانت تأتي لتبتاع السجائِر، الجعة والقَليل مِن الطعام وحَسب.

وبِمرور الأيام، أبلَغ الجيران عن كونِها عدائية للغاية وعنيفة لفظيًا. رفضَت إدخال أي شخصٍ إلى بيتِها خلال اليوم، وبِحلول المساء، صرخاتٌ داميةٌ وعويلٌ خارِق للُاذن كان يُمكِن سماعِهما من قاع منزِلها.

وذات لَيلة، أبلَغ أحد الجيران عن الحادِثة لأحد أقسامِ الشُرطة القَريبة، فأرسلوا مأمورًا للتحقُق مِن الآمر. ولَم يمر الكثير مِن الوقت حتى رُأى المأمور يصرُخ هارِبًا من منزِلها، مُستقِلًا سيارته دون النَظر إلى الخلف لمرتين.

قال المُراسِلون خارِج البَلدة بأنهم لم يروا سيارةً تمُر بأي وقت خِلال اللَيل، والمأمور المِسكين لم يُعثر عليه أبدًا. فأيًا كان ما رآه بالداخِل، حتمًا لم يكُن شيئًا جيدًا.

لم يتِم رؤية أحد بعد ذلِك يمُر بجانِب منزِلها إلّا وإبتعد بأرتعابٍ مما يُمكن أن يره بالخطأ. لم يعلَم أحدٌ أبدًا ما الَذي كان يحدُث داخِل المنزل، ومِن الواضِح بأن لا أحد كان يرغب بأن يعلَم.

ومع ذلِك، كان الشريط قِصة مُختلفة تمامًا. بِقَدر ما يُمكِن التصديق بأنه قد ساعد في الكشفِ عن حقيقة إنجريد في أيامِها الأخيرة قبل أن تختفِ، فلَقد دعم حقيقة بأن إنجريد رُبما قد قتَلت نفسها كما قد ذكَرت في كلماتِها الأخيرة بالشريط.

فبطريقةٍ ما كان يُمكِن لِأضطرابها أن يدفَعها إلى فعل شيءٍ خطيرٍ كالِأنتحار. ولكِن كان هذا إحتمالًا غير مؤكدًا حيث لم يتِم العثور على جُثتِها بأي مكان في البلدة.

في حين، إختار مكتَب التحقيقات الفيدرالي ان يتعامل مع الواقِعة كحادِثة إنتحار عادية، رافِضًا التحقيق في الآمر أكثر مِن هذا.

كان هذا حتى زرتُ رئيس المباحثَ، كريـس آيسِنبُرج، بالبارِحة وأطلَعته عن شكوكي حول تِلك القَضية والَتي وافق عليها بصعوبةٍ.

لم يكُن لدي سوى شهرًا واحدًا وحَسب لأجمع كُل القِطع المفقودة، فهكذا أمهَلنـي كريس من الوقتِ. وهذهِ المرة، أنا لا أنوِي التعَامـلَ مع القَضية بالطَريقة التي إتبعها المُحقِقون السابِقون، التمسُم بِالأدلة. فكُل ما خرچوا بِه كان مُجرد شريطًا بالكاد يُثبِت أي شيء عدا حقيقة بأنها كانت تُعاني مِن بعض..المشاكِل.

لِذا، إكتشفتُ بأن الطريقة الوحيدة الَتي ستجعلَني أجمع كُل القِطع المفقودة هِى مُحاكاة ظروفِها، رؤية الأشياء مِن وجهة نظرِها.

وبالطَبع ما كان هذا ليحدُث والجميع بالبَلدة يعلَم بأنني المُحقِقة التي تتولى قضيتِها. لِهذا، كان عليّ التظاهُر بأني خريچة حديثة تنتقِل إلى البلدة بعد مِرورعامًا كامِلًا على الحادِث.

آتمنى بأن أستطيع معرِفة كُل شيءٍ، قبل إنقضاء الشـَهرِ.

__________

"حسنًا، لنُلخِص كل شيء بسرعةٍ." بدأ ليـون الحديث، وعيناه مثبَّـتةٌ عليّ أثناء طريقَنا بالممراتِ المؤدية إلى مكتَبي. كُنا قد عدنا إلى مركَز الشُرطة للعِثور على ملفَـات القضية؛ علّنا نجِد تفاصيل مُمكِنة فاتتني قد تُساعد في حل هذا اللُغز.

المكان كان ملبدًا بضجةٍ عاليةٍ وصوت خطوات تتردد بالأروِقة ريثما يمُر بعض الضُباط أو زُملاءِنا ملقيين التحية بَين الحين والآخر.

"تابع." قلتُ، مُحِثة إياه على الِأستمرار، بينما نتوقف امام المِصعد بأنتظارٍ.

"إذًا، إنجريد مفقودة منذُ ما يُقارب.. عامًا للآن، لأسبابٍ غير معروفة. وفقًا للمدينة فقدّ إنتقلت مؤخرًا، الچيران إعتقدوا بأنها قد فقدت صوابِها تمامًا، في حين، عائِلَتها رفضت أن تُصدِق أي شيء قيل بذلِك الشَريط وبِالتالي رفضوا أن يُصدِقوا حقيقة أن تكون قد قتلت نفسِها بالفعل."

"..ومَكتب التحقيقات الفيدرالي رفَض بأن ينخرِط بالقضية أكثر مِن هذا، حتى قيّضوها كقضية إنتحار عادية.
ثُـم، هناكِ أنـتِ، كاثرين، الَتي تصدق بمعچزةٍ أنها-إنجريد-لاتزل حَية بمكانٍ ما، وهذا معتمِد على كُل شيءٍ سمعتيه. فكما تَقولين 'لايزل هناك أكثر مِما رأته العَين'. تمهَلِ، هل قلتُ هذا بطريقةٍ صَحيح—"

وصَل المِصعد مُزيحًا أبوابِه المعدنية إلى الچانِب، مما أتاح لي الفُرصة لسَحب ليون إلى الداخِل قبل أن يُكمِل ثرثرَته.
رنّ المِصعد مُجددًا وبدأ يصعد إلى الطَابِق الثالث، حيثُ يقبت مكتَبي.

"بجديةٍ، ما الَذي نفعله هُنا؟ ولمِاذا أنتِ تعملين بجُهدٍ في تلك القَضية، خاصةً الآن؟"تهكَم، حاچباه إنعقدا بحيرةٍ وعيناه البُنية تتراقص بين خاصتي بحثًا عن إجابةٍ.

"سوف أصِل لذلك الجُزء فور أن نصِل إلى مكتَبي."صرَحت.

سمِعته يتأفأف مِن خلفي مُتنفِسًا، ولم يستغرِق الآمر طويلًا حتى سمِعنا رنةً أخرى تليها إنفتاح أبوابَ المِصعد ببُطيءٍ كاشِفة الرواق الطويل بالأمام.

زيَنت النوافِذ الزُجاجية المكان مِن حولَنا، حيث مررنا بالعديد مِن المكاتِب والغُرف المُضيئة. أسدَل بعضهُم الستائِر فلَم نتمكَن مِن رؤية شيء. إلتقطتُ كريس چالِسًا بمكتبِه وهو يُلقي بعض الآوامِر لشخصٍ ما عبر الهاتِف، بأنزعاجٍ واضحٍ. لم أتمَكن مِن سماع شيءٍ بسبب النوافِذ والأبواب العازِلة للصوت، ولكِن يُمكنني التكهُن بموقِفه المتوتِر.

هرَع إلى باب مكتبَه بمُچرد أن رصَدتنا عيناه، أخرَچ رأسه خارِچًا بينما يضَع يده على هاتِفه، وتَمتم لِليون بخفوتٍ. "مكتَبي، حالًا."

سريعًا ما سَحب-كريس-رأسه للداخِل، قبل أن يُغلِق بابه بصوتٍ عالٍ، مُستمِرًا بمكالمتِه الهاتِفية.

"رُبما يتعلَق الآمر بشِهادة عائلـة اللانجويـد، فقَط أعطِني عشر دقائِق."

"لا مُشكِلـة." أومأتُ.

إستدرتُ بمكانِي قبل أن أُمسِك مقبَض الباب وأفتَحه والِجة إلى الداخِل.
أغلقته خلفي مُباشرةً وألقيت بنفسي فوق كُرسيّ.

رحَبت بي الستائِر البراقة، ثلاثة جُدران مطلية بطلاءٍ أبيضٍ، نافِذة شفافةٌ وزوج مِن أشجار النَخيل-الصِناعي-المكسوة بالحياة في الزاوية.

تكدَس چانب مكتَبي بمچلداتٍ كثيرةٍ، كل واحدٍ منهم هو لُغز لم يُحل، ركَضت أصابعي أسفلهم بحذرٍ، قبل أن أسحب المُجلد الذي أردتَه.

إنجـريـد چَيـن هُـلت.

عيناي أبحَرت إلى الأسفَل عبر السِطورَ، ملتقِطة سطورًا معينةً.

ضَحية الِأنتحار ذات الأربَعة والعِشرون عامًا.

الأصل:- مَيـامِي.

الجَسد:- لم يُعثر علَيه.

تقلبتُ بين الصفحاتَ التالية، باحِثة عن المَزيد مِن التفاصيل.
بعض الكلِمات مثل 'إبنَه'، 'غَير مُستقِرة' أو 'هَلوسة' عبرت داخِل رأسي، بالإضـافة إلى كُل ما قُلته لِليون ذلك الصَباح.

الكَثير مِن التقارير ومُدخلات الشُهود دُست داخِل المَلف مما چعلني أعلَم المزيد عن الموضوع. على ما يبدو، فإن إنجريد لم تكُن أميرة والِدها الصَغيرة؛ فعندما كانت بسِن العاشِرة، أُرسل والِدها إلى السجن بتُهمة الِأعتداء على الأطفال، وحُكم عليه بالسَجن لسِتة سنوات.

ترَكت بِها التجرُبة الصادِمة بعض الِأصابات الخَطِرة، هلوَسة وحالة شَديدة مِن القَلق والِأكتئاب. تلقَت سنواتٍ مِن العلاج، وفي وقتٍ لاحقٍ عادت بنفسٍ مؤهلةٍ من جديد بسِن السادِسة عَشر، وإن لم يدُم ذلك طويلًا حيثُ هلَّ وقت خروچ والِدها من السِجن.

ومع ذلِك، وفي يوم الإفـراچِ عنه، وُجِد معلقًا مِن نافِذة زنزانتِه بواسطة ملاءتِه-منتحِرًا-. كانت صدمة للچميع بما في ذلك العائِلة.

ذكَرت والِدة إنجريد بأنها نادِرًا ما تعود إلى حالتِها المُتضرِرة التي كانت تُعاني مِنها؛ أحلامٌ سيئة، هلوسةٌ..وغيرهُما.

أغلقتُ الملَف وأخذتُ أحدِّق بمكتبي بتفكيرٍ متعمقٍ. إذًا إنجريد لم تكُن سليمة تمامًا عندما إنتقلَت إلى المَدينة.

ربما كانت تكذِب بشأن إنتكاساتِها، رُبما كانت تعاني مِن الأضطراب بين الحين والآخر ولِهذا قررت الِأنتقال إلى مدينة جديدة مما سيُساعِدها على تجاوز حالتِها، ومِما أيضًا يضمن عدم مُحاولة والِدها للعودة إلَيها.

ولكِن كما يبدو، لم تسِر الآمور كما خُطِط لَها، حيثُ إنحدَرت حالتِها إلى أسفل التَل. ولكِن لماذا؟ ما الَذي يمكِن أن يكُن سيئًا للغاية بشأن الانتـقال إلى مدينةٍ جديدةٍ؟

هل كان المنزِل؟ الچيران؟ هل يُمكِن أن تكُن قد شعرت بالذَنبِ چهة والِد—، لَا لَا، هذا غير منطِقي. لابُد بأنها كرهت كُل نسيجٍ منه لِمَ فعله بِها، وأنا متأكِدة بأنها قضَت الكثير مِن السنوات في محاولة التكيُف مع ذلـك.

إذًا، ما الَذي چعلَها تفقِد عقلَها تمامًا؟ ولِماذا لم يوجد دليلٌ واحِدٌ بإستثـناء ذلك الشَريط اللَعين؟ هل يُعقل بأنها قُتِلت؟ فعلى كُلٍ، لقد بدّت منزِعجة تمامًا من ذلِك الشَخص في غُرفتِها بينما كانت تُسجِّل الشَريط.

لَا، تصحيح.. لقد كانت مرعوبةً مِنه.

بدَت طريقَتها بالحديث عنه جعلَت الآمر يبدو وكأنه كان 'يومِها'، أو بالأدَق كأنه يُحضِر چحيمها إليها خِلال حياتها اليَومية.

رمِقتُ ذلك الصُندوق أسفل مكتَبي بفضولٍ. الشَريط كان بالداخِل، چنبًا إلى چَنب مع بعض الأغراض الأخرى التي إمتلَكتها إنجريد.
الشَريطُ هو دليلِـي الوَحيد، وحتمًا يعني شيئًا ما.

ومَضت عيناي فچأةً إلي الساعة المُعلقة على الچدار قريبًا.
خمسة عشر دقيقة قد مروا بالفعل، وليون سيأتي بأي وقتٍ الآن، وأنا لم أكُن مستعِدة لأستجوابٍ آخرٍ-منه-.

أعني، لقد أحضرته إلى هُنا ليساعدِني في القَضية وكُل شيء، ولكِني بدأت أعتقِد بأن هذه كانت فِكرة سيئة.

رچَع عقلي إلى حديثه مسبقًا وسؤالِه ليّ. "بجديةٍ، ما الَذي نفعله هُنا؟ ولمِاذا أنتِ تعملين بجُهدٍ في تلك القَضية.."

"خاصةً الآن؟"

رنَّـت جملته الأخيرة بأُذنـي. حاولتُ الهروب مِن الإچابة الحَتمية-والحقيقية- للسؤال. أنا لا أستطيع، لا أستطيع إخباره، هو لَن يصدِقني.

هو لَن يصدِق أحلامي.

ذهبَت أصابِعي لاإراديًا نحو ساعديّ رافِعة أكمامِي إلى الأعلى، كاشِفة عن بعض بُقع الدِماء المرسومة أسفل الضِمادة الحديثة المربوطة حول ذِراعي مؤخرًا.

برَقت صورة ما حدَث ليُسبِب هذا بعقلي، مما آثار صورًا للمشهد الشَنيع الذي إستيقظتُ عليه بالصَباح. غطَت الچروح والشِقوق ذراعيّ وفخذايّ، مُقطعة عميقًا بجسدي.

"لَقد كان مُجرد حلمًا آخرًا."تمتمتُ إلى نَفسي، وأصابِعي تدور حول مِرفقي ببُطيءٍ. "مُجرد حلم، كاثرين."همستُ، ولكِني كنت أعلَم..أعلم أنـه لم يكُن حـلمًا.

لأنه لو كان كذلِك-حُلم-لمَا كنت عازِمة على حلّ هذه القَصية اللَعينة.
ولم أكُن لأستطيع أذية تفسي بتلك الطَريقة البَشِعة. إلَهي، كيف يمكِنني الأستيقاظ دائِمًا دون أن أتذكَر أي شيءٍ مما حلِمتُ به؟

الدِموع تجمَّعـت في عيناي و حارَبت ضد محاولاتي الضَعيفة لكبحِها، والخوف كان يتآكل ببطيءٍ بمؤخرة ذِهني. بطريقةٍ ما كل مرة أستيقِظ من نومي، لا أستطيع أن أتذَكر سِوى شيئًا واحِدًا.

شخصٌ ما، شخصٌ ما كان يُراقِبني في أحلامي، كما لو كان عازِمًا على السَيطرة على كُل إنشٍ بي. ولكِن هذا لم يكُن أسوء جزءً حتى الآن، لأن حتى عندما أستيـقِظ، مازِلتُ أشعر بِه..

يُراقِـب.

_____________

رأيـكم يا حلويـن؟ + جاهزيـن للي جـاي؟ 👀

أي انتقـادات للشابتر؟

أي اسئـلة؟

متنسـوش الڤوت و الكومنتس من فضلكم 💞.

صباحـكم جميـل 💛🌸.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top