الفصل الواحد و الأربعين
الصدمة و الكثير من الصمت هو ما عاش به ذاك الفريق و الذي شهد تواً على رحيل فرد آخر من أفراده !..
و مُجدداً كل ذلك وقع أمام أبصارهم و تواجدهم معاً مُتحدين تقريباً لا تفصلهم سوى بضع خطوات عن بعضهم البعض .
جزء صغير بأعماق كيفين أشعره بأنها كانت غلطته لبدء ذاك النقاش ، هم تفرقوا بفضله و امكن عدوهم من إيجاد ثغرة جيدة يهاجمهم بها ! .
الأغلب لازالت أنظارهم مُتجهة لآيزاك و من معه ، جيف و ريك بالفعل انطلق كل منهما للجلوس بجوار زاك بينما القلق رُسم على ملامحهم بدقة ! ، ريكايل أخفض رأسه دون أن يتحرك بعد أن اخذ نظرة سريعة لجيس !
طاقة آيزاك تتزايد و هو قد يفقد سيطرته عليها بأي لحظة ، يثق أنه و سيده ليسوا الوحيدين ممن لاحظ ذلك و إن لم يتوقف هذا فقد تحدث مأساة أخرى هم بكل صدق لا يحتاجون لها .
تقدم منه بخطوات مُترددة فبأي حق سيحاول جعله يهدأ ؟ بل بما سيخبره أساساً فهل هناك أي مواساة بهذا العالم قد تُبعد الألم ؟ لاسيما لصديق قدم حياته لأجله !؟
رفع ريك وجهه يحدق بتوأمه الذي وضع يده على كتف آيزاك بينما ينطق بنبرة بذل الكثير حقاً لتكون هادئة دون إظهار أي شفقة أو تعاطف ربما :" من فضلك عليك إيقاف ما تفعله ، آيزاك تعلم أنه إن فقدت سيطرتك على نفسك فنحن ... "
صمت دون أن يكمل فهذا مُستحيل حرفياً عليه ، لا يمكنه أن يهدد شخص يراه بحاجة له ، مع ذلك يعلم أنهم جميعاً هنا ليسوا أصدقاء ، مسألة تقبلهم أن كلاهما هجين نابعة من حاجتهم لكل فرد بالفريق الآن !
شهقة ضعيفة صدرت من زاك الذي ابتعد عن رفيقاه يقترب من توأمه مُحتضناً إياه من الخلف ! ، دموعه كانت تنهمر بألم لحال شقيقه فهو يُدرك أن نيو هو كان أحد أهم الأسباب التي جعلت آيزاك حي لليوم .
هو نطق بنبرة ما حاول إخفاء ألمها حتى :" أرجوك يا أخي توقف ! أتوسل إليك ، لقد وعدتني صحيح ؟ ألن نعود لتدمير من دمر حياتنا منذ البداية ؟ دعنا ننتقم له ثم نعود ننتقم لأمنا و أنفسنا موافق ؟ "
عباراته تلك لم تكن متشابكة حقاً بل تسلل بينها شهقاته و دموعه ، لم يعد مُهتماً بذاك الإنتقام لكنه يريد فقط أن لا يفقد شقيقه نفسه !.
إيكاري عجز عن الحديث حتى كل ما تمكن من فعله هو إمساك يد رفيقه الأكبر بقوة شديدة مُخفضاً رأسه بألم غير قادر على إيقاف دموعه و لو لثانية .
الكثيرون حقاً انسحبوا تقريباً لأماكن بعيدة نسبياً ، ليس و كأن التدخل يحق لأي منهم ، و ربما لا صداقة تجمعهم حقاً لكن بحق الإله أيمكن لأحد فقط تجاهل مثل هذه المواقف ؟ أن يحافظ على مزاجه الجيد و شخص ما فقد أمامهم !؟
و الأهم ربما أن هناك خيط رفيع للغاية بدأ يتكون و يربطهم جميعاً معاً ، مهما كان الأمر فهي مُغامرة يتشاركون بها المصير ذاته !.
آيزاك فتح عيناه الزرقاوتين بذبول تام و قد بدأت طاقته تخفت تدريجياً حتى عادت لطبيعتها ، هو شد على قبضة يده التي يمسك إيكاري بها بقوة و كأنها حبل نجاة ، بينما رفع الأخرى يعبث بها بشعر توأمه الذي أمال رأسه على كتفه يحاول منع المزيد انهمار المزيد من دموعه !.
البكاء حقاً آخر ما يمكنه فعله ، لا يشعر أساساً قد يخف من حدة النيران التي تلتهم روحه ، مُجدداً !
ابتسامة مُنكسرة رُسمت على شفتيه بينما ينطق بهمس :" ألم تقل أنني من سأختفي أولاً ؟ ألست أنت من قال أنه مع شخصيتي هذه و حماقتي ستصل لأيام لن تتواجد كتلة الجليد بجوارك ؟ "
أخذ نفساً عميقاً يرفع رأسه للسماء بينما ازداد بكاء من يتشبثان به و هو حقاً لا يدرك كيف يمكن له أن يواسي أي منهما و هو بحد ذاته بحاجة لمن يفعل ، لكن لن يجد قط لإنه ببساطة ليس شخصاً قد يستمع لأي كلمة مواساة بل يلقي بصاحبها بعيداً !.
إنتهى الأمر بابتعاد زاك عنه عندما ألقى إيكاري بجسده بين يدي آيزاك ينطق بنبرة مُتألمة :" لقد رحل ! آيزاك أخونا الأكبر رحل حقاً ! "
و الأكبر بينهما الآن احتضن الأصغر بقوة يمسح على خُصلات شعره بينما تلك الكلمات تمزق روحه أكثر و بلا أي رحمة ! فهو حقاً غادر تاركاً إياهم خلفه .
•••••
اجتمع الأربعة خارج تلك الغرفة التي احتضنت واحد منهم بمشاعر قلقة ، خائفة و البعض امتلك الكثير من الحيرة !
أليكس منذ فترة يرفض تماماً أن يشاركهم بأي عمل ، هو لا يشاركهم الحديث حتى ، مع هذا ظهر فقط ليُلقي بجسده أمام سليفر .
حالته لم تستقر و حقاً إن كان هو قد أصيب بكل هذا فسيلفر كان ليصبح ميتاً دون تواجده ، هو أدرك ذلك على الأغلب .
أصغرهم سناً كانت تبكي بشدة بينما تقف خلف الباب مُباشرة ، هي تريد اقتحام تلك الغرفة الآن و الجلوس بجوار شقيقها الأكبر ، ترغب بأن تمسك بيده و تعبث بُخصلاته حتى يتحسن !
كايلي اقتربت منها تحتضنها بخفة بينما تنطق بنبرة هادئة لم تُخفي سعادتها و فخرها ربما :" لا داعي للبكاء ، أنظري أليكس قوي صغيرتي هو حقاً بطل لقد قام بإنقاذ سيلفر "
ألقت بجسدها من فورها بين أحضان الأكبر تومأ إيجاباً ، هي بالفعل فخورة به هو لم يترك أحد أفراد أسرته يموت فقط لإنه غير موافق فحسب على ما يفعلونه !.
كلاي كان يستند للخلف يغمض عيناه بهدوء ، طاقة أليكس بدأت تستقر و هذا أراح قلبه و أخيراً ، حقاً تلك اللحظات كانت مُخيفة ، هم فقط أعطوهم تلك القوة شبه واثقين بسخرية أن أي منهم لن يضحي بحياته .
كيف يمكنهم التغافل عن أن بعضهم أصدقاء حقاً كأُسرة واحدة تماماً مثلهم هم !؟ حرفياً لا يشعر بأنه قادر على تخيل ردة فعله لو أن سيلفر مات !
كولين كذلك كان يقطب حاجبيه بضيق من كل ما حدث ، هم بالفعل ارتكبوا غلطة كادت تودي بحياة أحدهم ، و بسببها أليكس أُصيب بشدة ، لم يفكر أي منهم بأن واحد منهم قد يخدش حتى ، ثقتهم تلك أودت بهم للغرور و دفعوا الثمن لذا حتماً لا أخطاء كهذه بعد الآن .
•••••
الهدوء كان يسيطر عليهم ، نوع من الاكتئاب و الإحباط بات يتسلل لأعمق نقطة بقلوبهم ، كيف يفترض بهم مُجابهة مثل تلك القوة ؟
أي منهم لا يمكنه أن ينكر بأن عددهم أقل بكثير مما يفترض أن يكون لمواجهة خمسة أفراد من الهُجناء ! هم بالكاد قادرون على قتل إثنان و لن ينجو منهم سوى القليل !
و بالوقت ذاته ماذا حققوا هم للآن ؟ لم تزد معلوماتهم و لو بمقدار بسيط ، هناك حاجز يتشكل كل أسبوع ، تختلف التضاريس و المخلوقات مع إعادة تشكيل الحاجز ، يضعف الحاجز فجأة لسبب مجهول ، المكان بإمكانه الدفاع عن نفسه ضد السحر بواحد أقوى ، يفترض بأنه مكان حقيقي و افتراضي بآن واحد !
أي معلومات هي هذه ؟ لن تفيد أي منهم ، و إن عادوا الآن و قرروا إغراق القارة عن بُعد مثلاً كيف يمكنهم الوثوق بأن الحاجز لن يحميهم مما سيؤدي لإطلاق أولئك الهُجناء عليهم دفعة واحدة !
حينها قد ينجحون بقتلهم لكن أي نوع من الأضرار و الأرواح سيكلف ذلك ؟! ، جيس أسند رأسه للخلف مُفكراً بالشاب الذي ظهر فجأة من العدم لإنقاذ زميله ، هالته ليست طبيعية و إن كان هجين !
هو كز على أسنانه بقوة فهو قريب و بشدة لتلك الطفلة ، هذا يجعل مهمتهم شبه مستحيلة ! لا يمكنهم النجاة ، تلك الفتاة وحدها قادرة على مسحهم من الوجود بحركة يد واحدة !.
لذا تواجد من هو يمتلك ذات قواها كفرد بالغ أمر يدعوه حقاً للاعتقاد بأن لا فائدة من إكمال مثل هذه المهمة ، مع هذا لا يفهم السبب الذي يجعلهم يعبثون فحسب دون قتلهم ، تلك الصغيرة قامت بحماية ريك مرة هو رآها ، و لا يمكنه نسيان تلك الليلة بالكهف عندما أتت إليه .
الكثير يحدث و لا وقت أو مجال لهم لتردد ، عليه أن يجد طريقة للوصول لمقرهم ، بما أنهم لم يقتلوهم إذاً هناك طلبات ما يرغبون بها صحيح ؟!
كيفين أفكاره لم تكن بهذا البُعد عن جيس ، لم يخفى عليه هالة ذاك الهجين الذي أُصيب إلا أن عدم رؤيته للطفلة من قبل لم تعطه صورة كبيرة كما الحاكم ، لكن هو شعر بتلك التموجات لعدة ثوان ، شيء ما يوشك على الانفجار و قد لا تكون هذه القارة فقط هي الضحية !.
إذاً إن كان ما شعر به صحيح ألا يعني أنهم أعلنوا عن ظهورهم بسبب تلك المشكلة ؟ لكن لما هذا القتال إذاً ؟
سخر قليلاً بأعماقه فلو أتى أحدهم إليه بمملكته لقام بقتله فوراً و لو أشعل حرب كبيرة بها ، آمال ببصره حيث يجلس التوأم الهجين ، منذ متى هو قرر أن لا يقتلهم ؟ ربما عندما وقف آندريه أمامه معارضاً لرأيه و أوامره لأول مرة بحياته !
أهو عديم الرحمة إذاً ؟ لكن بحق لو قرر هذان الهجوم على مملكة البشر أو الجان لتمكنا من قتل الكثير و إحالة المنازل و المدن لدمار ، هجين واحد يعتبر بقوته بجيش كامل ! لم تخلق تلك القوانين من فراغ .
آيزاك كان يستند لصخرة ما خلفه يغمض عيناه عن كل ما أمامه ، أفكاره لازالت متوقفة عند تلك اللحظة التي اختفت بها جثة رفيقه ، هذا يؤلمه بحق الإله و بشدة ، لما حدث كل ذلك ؟ هو كيف لم يخبره عن تلك اللعنة مُبكراً ؟ لو فعل لما سمح له بالقتال يقسم !
لما تصرف كطفل صغير ! أليس ما حدث ذنبه ؟ لو لم يضعف ما كان رفيقه ليُقدم على حركة متهورة كهذه ، و فوق كل ذلك يشعر بالعجز الآن و عدم الأمان ، نيو كان دائماً من يُنقذه بمواقف كهذه ، ليس مُغفل يمكنه الشعور بنظرات البعض عليه و على توأمه !
يدرك تماماً أن معاملتهم لهما ستختلف من الآن و إن كان الأمر لا إرادياً ، رؤيتهما يتألمان ربما لن تحرك الكثير فالجميع يعتبر المُهجنين وحوش و من سيهتم بالألم الذي يتعرضون له ؟
و قطعاً هو ليس بشخص قد يمكنه شرح أنه يشعر بالألم كما البقية تماماً ، الخوف و الحزن ، لم يستطع إظهار كل ذلك بطفولته فهل يمكنه توضيح هذا الآن ؟ لأجل زاك على الأقل فهو حقاً اعتاد على معاملة كتلك قبل أن ينقلب نيو لصفه !.
و بجواره عينا زاك عادتا لذرف الدموع ، هو كان يتكئ على كتف توأمه يستمع لأفكاره فقط ، يدرك أن تقبل موت نيو صعب عليه لاسيما بظروف كهذه ، هو بأمس الحاجة لشخص يقف إلى جواره يطمأنه لكنه فقط فقد من شغل هذا المنصب تواً ، و الأسوء أنه يحمل نفسه مسؤولية موته .
ابتعد قليلاً عنه يرفع يده اليُمنى حيث قلبه ينبض بعنف ، هو يتألم بحق و يفترض للقلادة أن تمنع هذا من الحدوث ! أهي نهايته ؟ و الآن ؟ لا يمكنه ترك آيزاك بموقف كهذا ! ماذا سيحدث له إن هو أيضاً اختفى فجأة ؟
عض على شفتيه بقوة يخفض رأسه بينما يده تشد على موضع قلبه عل الألم يخفت أو يندثر فحسب ، هو حرفياً كان يتوسل لجسده بأن يصمد قليلاً بعد ! لا يمكنه الهرب ، عليه أن يُمسك بيد شقيقه لفترة أطول فهو بحاجته !
دموعه ازدادت و هذه المرة بسبب ضعفه ، بصره تشوش بالكامل و الألم يزداد بشدة ، يشعر بأن وعيه يُسلب منه تدريجياً و هذا يُرعبه ، رفع يده بصعوبة شديدة يحاول وضعها لجذب انتباه شقيقه الذي لم يفتح عيناه حتى عندما ظهر صوت الحاكم من خلفه :" مارش أأنت بخير ؟ "
هو نظر للخلف حيث ظهر جيس يحدق به دون أن ينتبه أن عبارة الأكبر لفتت انتباه جميع المتواجدين !
آيزاك فتح عيناه سريعاً يتأمل وجه شقيقه الشاحب و المليء بقطرات العرق و الذي كان ينظر للخلف دون القدرة على الحديث لتتسع عيناه برعب ينهض من مكانه و يضع كلتا يديه على كتفي شقيقه و هو ينطق بشحوب :" ما بك ؟ أأنت بخير زاك ؟ أتشعر بالألم ؟ "
هو جعله يستلقي سريعاً يضع رأسه بين يديه و إحداهما تحركت فوق موضع قلبه ينقل من طاقته إليه !
إيكاري ، جيفري و ريك أسرعوا بالإحاطة بهما بقلق شديد ، قطب جيسي حاجبيه فدقات قلب من أمامه لا تصبح أفضل بل العكس هي تصبح أكثر بطئاً و وعيه يوشك على الاختفاء !
شهقة قوية صدرت من المُتألم قبل أن ينهار جسده بسكون أمام أعينهم و البلورة الخاصة به بدأت بالتشقق !...
جيف و ريك تحركا سريعاً يرفعان جسد ذاك الذي فقد وعيه تواً و قد كانت ملامحه تدل على شعوره بألم فظيع ، جبينه مليء بقطرات العرق بينما أنفاسه غير مُستقرة البتة .
آيزاك حدق به بصدمة أولاً يتراجع للخلف قليلاً ، لا يمكنه رؤيته يموت مُجدداً ! حقاً هذا أكثر من أي قدرة تحمل يمتلكها ، جسده ارتجف بينما وجهه بات بشحوبه ينافس وجه شقيقه الفاقد للوعي .
وضع ريكايل يده على كتفه و كأنه يمده بطاقته و هو ينطق بنبرة قلقة :" آيزاك ، تمالك نفسك أرجوك "
تدارك نفسه بنوع من الصعوبة و قد أسرع بأخذ شقيقه من بين أيديهم يتأمله برعب ، وضع يده فوق قلبه يغذيه من طاقته مُجدداً و هو ينطق بنبرة بان بها الرعب و التوسل :" زاك يا أخي ! انهض أرجوك "
عض جيف على شفتيه سريعاً بينما ينطق :" هي القلادة صحيح ؟ لابد انها السبب مع كل ما حدث هو كان ليصاب بنوبة قلبية منذ فترة لكن هي راكمت ذلك دون أن يشعر "
حدق آيزاك به و قد بدأ الحقد بقلبه يكبر ، لكنه ليس الوقت المناسب لذلك لذا أعاد بصره لشقيقه يحيطه بيديه بعناق قوي و هو يهمس بصوت ما وصل لمسامع المطلوب :" أتوسل إليك زاك لا تفعل هذا بي يا أخي ، أرجوك تعلم أنني لن أحتمل ذلك ، ألم ترى ما فعله غيابك بي المرة الأولى ؟ كيف الآن ؟ و بعد أن فقدت نيو أيضاً ! لذا أرجوك عليك أن تصمد أتوسل إليك "
تقدم كل من آرثر و آرون ينطق الأول بحذر :" أهو مصاب بمرض ما بقلبه ؟ "
أومأ له جيف بينما كز ريك على أسنانه بقوة ، بحق الإله لما لم يعد عندما فعلوا به هذا ؟ هو أخبره أنه إن تعرض لأي أذى ليعد و ما كان ليُعيده لهم و لو قامت حرب كاملة بسبب خياره ذاك ! لم يكن ليسلم أخ آخر مهما كانت الظروف .
تقدم كِلا الساحران سريعاً لينطق الأكبر بينهما مُجدداً :" تلك القلادة يجب إزالتها ، بأي حال لم يعد هناك سبب لبقائها فهي على الأغلب وضعت لئلا يُكشف الأمر صحيح ؟ "
شد آيزاك على جسد شقيقه قليلاً يحتضنه بقوة ، أيثق بهما ؟ أيمكنه حقاً فعلها ؟ رفع رأسه ينظر لهما بنوع من التردد ، عيناه بالفعل أصبحتا باللون الأحمر بفعل تلك الدموع المُتجمعة ، لديه تلك الرغبة بإلقاء كل كرامته بعيداً و التوسل إليهم أن لا يؤذوه ، أن يعامله بلطف كما فعل عندما أعاد له ذاكرته خائفاً من أي ذرة ألم بسيطة !
آرون بطريقة هو يجهلها ابتسم بنوع من اللطف و كأنه رآى كل ذلك بعيناه لينطق :" لسنا بأوغاد يمكنك الثقة بنا ! لن نستغل موقف كهذا لِنُسبب له الألم "
أخفض رأسه لعدة ثوان فقط قبل أن يُرخي قبضته سامحاً لهم بغعل ذلك ، إزالتها قد تعني أن الألم اليومي و الضعف سيعود له لكنه لازال أفضل من سقوطه هكذا فجأة ! ، أفضل من رؤيته يحتضر صحيح ؟
لذا هو أمسك بيديه بعد أن مسح على شعره قليلاً ، آرون إنقلب حاله سريعاً فعيناه كانتا تفيضان بغضب ، حرفياً هو يشعر بأنه اكتفى من هذه المُهمة و كل ما يتعلق بها ، لديه رغبة بالعودة و التأكد بنفسه من قتل كبير تلك الأسرة ، هو كغيره كبر على كره الهُجناء ، لكنه بالماضي واجه أحدهم و النتيجة كانت كارثة تمنعه من أن يخطو للأمام .
و الآن هو أمام مجموعة منهم و إثنان على وشك أن تكتمل معرفته بهما شهر ، يدرك سبب كره القبائل لهم فهو شاهد بعيناه تلك القوة التدميرية الذي يمكن لواحد فقط أن يتسبب بها ، إذاً بحق الإله لما تتحول رموز عظيمة كالوالدين لسبب مأساة صغارهم ؟ كيف يمكنهم ببساطة إلقاء صغارهم لمصير قاسٍ كهذا ؟
آرثر ركز بالكامل على ما يقوم بفعله و الألم كان واضحاً على تقاطيع وجهه خاصة إن ظهر صوت يدل على ألم ذاك الفاقد للوعي ، حاول حقاً أن لا يؤلمه لكن أيُمكنه ؟! هو لن يفكر قط بالتسبب للألم له ، لا يمكنه ذلك أساساً و ذاك الذي قاتلوه من قبل لازال الذنب ينهش قلبه يومياً بشأنه !
و بطريقة ما هو بات يفهم وجهة آرون ، لا هو حقاً كان يدركها مُنذ البداية لكنه الآن يشعر أنه أقتنع بكل تلك التصرفات ، لم يكن يجدر بهم قط أن ينفذوا الأوامر بحجة أن لا إرادة لهم ! لكن هل إدراك ذلك مُتأخراً قد يجعلهم بريئين من تلك الدماء ؟ فلا هو و لا رفيقه و لا كل أسرتهم التي ماتت قد فكر بالانسحاب بل هم أكملوا عملهم حتى آخر رمق .
ابتعد أخيراً عن ذاك الذي بات ظاهراً على وجهه الشحوب و قد اضطربت أنفاسه رغم أنه ما عاد فاقداً للوعي ، يده كانت قد تسللت تمسك بيد توأمه بقوة لئلا يقاوم ربما ؟ فالألم بالنسبة له ما كان يُحتمل و رغب حقاً بإبعادهم عنه سريعاً !
الأكبر أمسك بتلك اليد و قد انخفض يضع جبينه على جبين توأمه و يده الأخرى تعبث بخصلاته علّ ذلك يُلهيه قليلاً عن شعوره بالألم ، آرون أعطاه هو الآخر من طاقته بهدوء قبل أن يبتعد كلاهما ! ..
كيفين كان قد أشاح بوجهه عنهم منذ لحظة بدأ إخراجهم للقلادة بينما شد على قبضته ، لسبب ما ذكره والدهما بوالده هو ، تلك نتيجة قد تظهر حقاً بتواجد والد لا يهتم سوى بنفسه و سُمعته .
يمكنه أن يفهم الآن لما جيسي أراد التصرف مع والدهم أولاً ، هو بات يُغيظه حقاً ! تنفس بعمق عله يغير أفكاره ليلتفت لخادمه الصامت ، عيناه الفضية كانتا تُحدقان بالفراغ بشرود تام ، لم يبدوا عليه التأثر بأي مما يحدث و هذا جعل كيفين يدرك بأن آندريه فعلياً كان شارداً طوال الوقت بأفكار بعيدة سلبته وعيه و انتباهه لكن بماذا ؟ أحدث شيء ما له ؟
زاك كان يسند جسده بجسد توأمه يضع رأسه على كتفه بينما يد آيزاك وضعت على رأسه تعبث بخصلاته ، الأكبر أنفاسه لم تهدأ حقاً للآن و لا جسده الذي ما توقف عن الإرتجاف بقوة ، هو الآن من يحتاج للطاقة !
زاك همس بصوت خافت :" آسف أخي "
التف الآخر إليه بينما يجيبه بالكاد :" لا تكن كذلك ، أعلم أنك حاولت الصمود لأجلي ! "
إيكاري جلس أمامهما يحدق بهما بقلق شديد مما دفع آيزاك لمد يده اتجاهه يبعثر له شعره قليلاً قبل أن يضع رأسه على رأس توأمه ، يشعر بأن طاقته لليوم قد انتهت ! و دون أن يدرك هو سقط نائماً بعمق دون ان يتخيل قدرته على النوم بظل ظروف كهذه .
ليون كان يحدق بهم بمشاعر متفاوتة ، هو للآن لم يتجاوز صدمة كونهما هجينان ، ثم موت نيو و كل ما حدث بعدها ، لا يعلم كيف يفترض به أن يشعر لكن إن أعطاهم فرصة ألا يجعلهم هذا مجبروين لإعطاء بقية المهجنين فرصة ؟ ألن تكون كارثة حينها ؟
شهق بنوع من القوة عندما يد ما ضربته بقوة على رأسه بينما نطقت صاحبتها بصوت وصل للثلاثة من قبيلتها :" من يفكر بإيذاء وسيمان مثلهما عليه أن يتجاوزني أولاً ! أنظر إلى الألم الذي عانياه ! ثم ذاك الوسيم من فريق المهجنين قال ان احدهما تعرض للتجارب ! هذا غير اخلاقي "
هو مسح على رأسه بينما ينطق :" ما هي مشكلتك ؟ هل أخرجت سلاح ما ؟ الرحمة ! هل الجميع وسيم بالنسبة لك ؟ ما رأيك أن نعقد مع بقية الهجناء صفقة أيضاً لأنهم وسماء و نتجاهل من مات منا للآن ؟ "
أجابته سريعاً :" لما لا ؟! الان ما أريد إيصاله قد وصلك صحيح سيدي الأمير ؟ "
تنهد بتعب :" حسناً ، و توقفي عن اطلاق لقب الأمير او سيدي "
آلبرت أسند جسده للخلف يبتسم بخفة على من أمامه ، تلك الفتاة بالفعل إستثنائية هي تجاوزت صدمتها سريعاً ! و نيرو حقاً ما كان مهتم لكل ذلك !
إيما جلست بجوار شقيقها قليلاً قبل أن تهمس له بنوع من الاستنكار :" هل حقاً أنت قررت العفو عنهما ؟ كيف تفعل ذلك ؟ هل نسيت ما تعلمناه عنهم ؟ "
حدق بها بطرف عينه قبل أن يجيب :" أجل ، أنظري للأوضاع جيداً ! ليس من مصلحة أحد موتهما الآن ! "
هي أومأت إيجاباً بنوع من الهدوء الذي استغربه شقيقها فهي بالعادة ما كانت لتصمت بل ما كانت لتتحدث بهمس !؟
•••••
عيناه و التي حملت ثلاث ألوان بطريقة نادرة فُتحت بإرهاق و أخيراً ، هو و قبل أن يتمكن من فتحهما شعر بتلك اليد الصغيرة و التي كانت تعبث بخُصلاته الفضية ، أدار بصره ليحدق بشقيقته الصغرى و التي شابه لون عيناها عيناه لينطق بهدوء :" لا تبكي أنا بخير "
ابتسمت الصغيرة بخفة بينما تمسح دموعها قبل أن تلقي بجسدها الصغير فوقه تحتضنه بكل قوة و هي تتحدث :" أخي أليكس أنت مُذهل حقاً ! حمداً لله على سلامتك "
رسم ابتسامة طفيفة على شفتيه بينما امتدت يده تعبث بِخُصلاتها بخفة ، عيناه حملتا الكثير من المعاني غير المفهومة ، أدار بصره بهدوء لسيلفر الذي تقدم بابتسامة ممتنة لطيفة و هو يتحدث :" استيقظت أخيراً ! قلقت عليك بالفعل ، شكراً لك لإنقاذي أليكس "
هو حدق به قليلاً قبل أن ينظر للبقية و قد رسم ابتسامة شبه ساخرة على شفتيه بينما يتحدث :" ماذا ؟ أي نوع من النظرات هي هذه ؟ أعتذر لأنني خيبت ظنكم بي و لم أقف أرى أحدكم يموت فقط "
قطب سيلفر حاجبيه بانزعاج بسيط بينما تقدم كلاي منه يضربه على رأسه و هو ينطق بضيق :" أغلق فمك ! توقف عن لعب دور الضحية هنا أليكس ! أنت فقط من ابتعدت عنا جميعاً لذا طبيعي أن نشعر بنوع من الدهشة بعد أن باتت نظراتك لنا مليئة بالعتاب و كأننا سرقنا منك كنز ما "
ابتسامة كسيرة رُسمت على شفتيه بينما يده امتدت تمسح على شعر شقيقته الصغرى التي نظرت لهم بقلق لينطق :" ليس بعد لكن ستفعلون ، و بوقتها لن أستطيع لوم أحد فقط نفسي ، لن أتمكن من الغضب حتى و لا الشعور بالحقد لذا دعني الآن أعبر عن كل تلك المشاعر التي لن أتمكن من التعبير عنها كلاي "
أجابه كولين بنوع من الانفعال :" ألا ترى أنك الوحيد الذي استسلم ؟ لما نقوم بكل هذا برأيك ؟ نحن لا نريد لأسرتنا أن تتدمر ، تعلم انه كان يمكننا العيش بسلام بهذه القارة للأبد دون معرفة أحد عنا ! لكن لما برأيك كشفنا عن أنفسنا ؟ "
حملت كايلي الصغيرة بين يديها و هي تكمل عن شقيقها :" المُستقبل سيبقى مجهول حتى وقوعه أليكس "
أنهت عبارتها لتغادر و الجميع الغرفة لتتقدم منه من كانت كأم لهم منذ سنوات طويلة تضع يدها على خُصلاته بينما نطق هو بهدوء :" أليس وضع الثقة و تحطُمها أسوء من تحقق شيء ما تتوقعه ؟ "
أجابته بابتسامة حزينة :" لكن ألا يخفف الأمر معرفتك بأنهم بذلوا الكثير بالفعل و اختاروا الطريقة الأطول ؟! "
هو حدق بها قليلا قبل أن يتنفس بعمق يغمض عيناه سامحاً لها بحقنه بمنوم لتتحدث مُجدداً :" بأي حال إصابتك للآن لم تلتئم أنت بحاجة للراحة ! "
•••••
يد ما امتدت اتجاهه ينطق صاحبها بنوع من الرسمية :" اسمي هو نيو ، كينيدي نيو تشرفت بمعرفتك "
تلك اليد هو تجاهلها فهناك ما كان يشغله ، أنفاسه المتوترة و أعصابه التالفة كانت تخبره أن توأمه بحاجة إليه لذا لا وقت لديه للتعرف على أحد !.
لم تستطع حواسه مع كل ذلك القلق أن تلتقط حروف نيو المنزعجة من طريقته الوقحة ربما بتجاهله ؟
طاقته التي تفجرت ما إن دخل ذاك المرسول يُبلغهم أن توأمه ما عاد موجوداً بالحياة هو لم يعلم ما هي !؟
فقط أراد ما يخفف عنه ألمه و هول تلك الصدمة ، لذا حتى وعيه سُلب منه بلا إرادة و آخر ما شهدته عيناه هو اتساع أعين الحاضرين و تلك النظرة المرعوبة التي اعتلت ملامحهم ، و سقف المنزل الخشبي الذي بدأ ينهار فوق رؤوسهم .
كم غاب عن الوعي وقتها ؟ لا يعلم حقاً ! لكنه عندما فتح عيناه الزرقاوتين بنوع من الذبول لم يكن يذكر الكثير ، فقط يشعر بأن رأسه يؤلمه ، قلبه يوشك على الانفجار ، حدق بالمكان حوله قبل أن يصل لمسامعه صوت نيو الذي نطق :" هجين ! سيد مارش أنت تمتلك ابن هجين أتعلم ما معنى هذا ؟ سيتم قتلك و إياه فور أن ترفع شكوى ضدك و لن يحتفظ التاريخ باسم مارش بعد اللحظة "
شد والده على يديه بقوة شديدة قبل أن ينطق بنبرة شبه ساخرة :" و من هو الذي سينشر خبر كهذا ؟ لم يتبقى أي شاهد على ما حدث سواك بالفعل ! تخيل خلال أقل من ربع ساعة تم التخلص منهم و طفل مثلك لن يكون عائق ! أنت لا تريد ان يموت الوريث الوحيد لأسرة كينيدي صحيح ؟ أسرتك لم تفرح بك و بإنجازاتك بعد "
و بقية الحوار عقله ما عاد يستوعبه حقاً ! ما كمية المعلومات التي اكتشفها فقط الآن ؟ أهو هجين ؟ و توأمه ؟ ألم تقل إحدى المعلمات لهم يوماً أن المهجنين هم وحوش مرعبة ؟ ليسوا لطفاء و لا يشعرون بالألم ، مجرد مُجرمين و غلطة لم يكن يفترض بها التواجد !
لكن أهو هكذا ؟ يمكنه الشعور بالألم و السعادة ، الجوع و الخوف إذاً كيف يكون هجين ؟ و زاك ؟ شقيقه لطيف حقاً و لا يمكنه إيذاء أحد إذاً ربما هو فقط الهجين ؟ لكن أهو وحش ؟
و الأهم زاك ! اتسعت عيناه برعب و هو يذكر آخر ما سمعه قبل أن يفقد وعيه فتجاهل كل ما فكر به لينهض سريعاً يتمسك بيد ذاك الرجل و الذي لم يستوعب عقله بعد أنه والده الحقيقي :" دعني أذهب لأخي الآن ، أرجوك ! خذني لرؤية زاك انت وعدتني بأنك ستعتني به صحيح ؟ "
حدق الأكبر به بعينان مُشتعلة فكل هذه المشاكل بسببه هو ! أبعده عنه بقسوة و هو يهتف :" أغلق فمك اللعين ! لقد مات و انتهى الأمر ! ماذا تريد رؤية جثته ؟ حسنا لا لما لا ؟ لتتوقف عن الغرق بأحلام اليقظة ! "
تنفُسه اضطرب و ملامح وجهه أُحيلت للشحوب ، أحقاً سيرى جثة بلا روح ؟! ألن يجد توأم روحه واقفاً بإنتظار عودته ؟ يُعاتبه على تأخره بيوم ميلادهما ؟ يستاء منه لإنه تركه وحيداً ؟ ثم يبتسم و يحتضنه فهو لا يمكنه البقاء غاضباً منه صحيح ؟
بل حتى لو استقبله بتلك الدموع التي تؤلمه سيقبل فهو سيمسحها له ! سيحتضنه و يحيطه بالدفء إذاً لا بأس صحيح ؟!
لكن أحلامه و كل ذلك تبخر باللحظة التي وقف بها أمام ذاك السرير الذي حمل جسد أهم شخص بالنسبة له ! ، هو أسرع يبعد قطعة القماش البالية عن وجهه ليرى تلك الدموع العالقة بين جفنيه ، تلك التي مهما حاول مسحها له لن يهتم و دفء يده ما كان ليصل مهما حدث إليه ، كيف يمكنه محو ملامح الألم عن وجه صغيره ؟ لقد فات الأوان ! هو تركه بوقت كان بأمس الحاجة إليه !
بكى فوق صدره كما لم يفعل قط حتى عند رحيل والدته ، بكاء شعر بأنه أخرج مشاعره بأكملها به !
فمع كل دقيقة كان شعور الألم يختفي ، ملامحه تزداد ثبوتاً و برودة حتى توقفت دموعه عن الانهمار كما توقف قلبه عن إيلامه !
و بكل برود إستدار يُغادر سريعاً ، شيء بأعماقه بذاك الوقت كُسر للأبد ، شعر بضيق شديد فكيف له التوقف عن البكاء ؟ أحقاً هذا فقط مقدار حُبه لزاك ؟
أهكذا هو يغبر عن وفائه ؟ هذا زاد بأعماقه يقينه بأنه هجين بلا مشاعر ! وحش ضار من الخطأ أن يوجد ، دون أن يعلم بأن أقسى مراحل الألم تُحيل قلب أياً كان لجليد ان لم يجد من يمسك بيده !
عدة أيام قد مرت و نيو كان يومياً يرافقه ، يعطيه معلومات حول المدينة و والده و مكانته و غيرها !
و آيزاك بالبداية شعر بنوع من الحيرة ، فلماذا قد يرافقه وريث أُسرة عسكرية ؟ هو سمع اعتراضه بشأن كونه هجين ! فلماذا الآن غير رأيه و بات يساعده ؟
إلا أن تلك الحيرة ما لبثت أظن تحولت لسخرية عندما أدرك أنه خائف من أن يقتله والده ! أدرك أنه ليس سوى عبء على الفتى ، و أنه لو استطاع لتخلص منه بيديه !
الأيام هي شيء ما عاد آيزاك يهتم بها ، شخص ما نفذ من قبضة والده أوصل للمحكمة أنه هجين و خبر كهذا حقاً أسعده ! فهو يعني أنه سيموت ، سيتبع والدته و توأمه و سيتم قتل والده الذي أخذه من شقيقه بآخر لحظات حياته ليختفي و هو غاضب عليه .
تلك المُحاكمة التي كان يفترض بها أن تكون راحة له و لقلبه تحولت لكابوس حقيقي عندما قرر والده أن عليه إخفاء أي دليل على كونه هجين !.
و طريقته المُثلى اتخذت هيئة تلك التجارب التي أصبحت تجري على جسده بشكل يومي ! الألم لم يكن يطاق ، مع ذلك هو كان يتخيل زاك يصارع الألم وحده قبل رحيله فيجبر نفسه على عدم الصراخ أو الشكوى !
أقنع ذاته أنها عقوبته لإنه فشل بحماية شقيقه ، و أن الوحوش مثله لا يحق لها الشعور بالألم ، و بالرغم من كل ذلك بنهاية اليوم هو كان يعجز عن النهوض حتى .
لا أحد كان هناك ليقلق عليه ، بل كان الجميع ما إن ينتهون من العبث به يطالبونه بالنهوض سريعاً ، عيناه مُلئت باليأس ، لكن ذات اليد التي تجاهلها بأول لقاء بينهم امتدت مُجدداً .
هو أمسك به يسند جسده المرهق إليه ، كان يوصله بكل يوم للمنزل ، يتأكد من تناوله للطعام يعبث بخصلاته حتى يغفو دون أن يتمكن جسده من المقاومة أكثر !
لم يفهم لما كل هذه العناية به و هو من يكرهه ؟ بالنسبة لنيو هو ليس سوى عمل ثقيل عليه أن يُكمله للحفاظ على حياته !
قبل المحكمة بليلة واحدة هو أعاد طلبه للمرة المئة ربما بذات النبرة الخالية من الحياة :" كُن رجلاً و اعترف بالحقيقة ! أخبر أسرتك بتهديد والدي هم سيعتنون بك ! سيقتلوننا إن شعروا بأي تهديد إتجاه وريثهم فوراً و قبل الغد ! التجارب و نتائجها لتؤكد لهم أنني كنت هجين "
و كعادته لم يُجبه سوى بعبارة واحدة لم يفهم آيزاك حقاً معناها :" لا يُمكنني المُبايعة على إسم و شرف أسرتي لأجل لا شيء حتى لو كانت حياتي "
مع هذا هو اعتبرها موافقة منه ، بأنه لن يكذب فإن كان يعتبر أن أسرته أولاً حياته ستصبح لا شيء أمام ذلك القسم صحيح ؟
لذا هو فقط كان يقف بالمحكمة بنوع من السكينة ، لم يكن مُهتم حقاً بما يحدث بل نفسيته تم تهيأتها إلى أنه سيقتل اليوم مع والده و البقية ! لن يهتم بالطريقة حقاً ، لم يعد خائفاً من كل ذلك و كأنه ليس طفل لم يصل للتاسعة من العمر بعد .
حدق للأمام عندما تقدم نيو ينطق بنبرة هادئة رسمية :" أنا وريث أسرة كينيدي ، نيو أقسم بشرف أسرتي و مكانتها على أن ما سأقوله هو الحقيقية ! و إن كشفت الأيام عكس ما سأقوله سأتحمل عقوبة الإعدام و أُسرتي ستفقد رمز النبالة "
هو صمت يأخذ نفساً عميقاً قبل أن يُردف بذات النبرة السابقة :" السيد مارش لديه الكثير من الأعداء ممن قد يفتعلون مثل هذه الأكاذيب ، ما حدث كان انفجار لقلادات الطاقة فحسب "
هو أنهى عبارته ليغادر المنصة و قد صعد والده ليقسم على تحمل كلمات ابنه إن حدث و ظهر أنه كذب بها !
خلال كل ذلك عينا آيزاك كانت مُتسعة و بشدة ، لقد كذب ! هو قال أن أسرته أولاً و شيء رخيص كحياته ليس سبباً بنزع مصداقية و عراقة أسرته من التاريخ ! هل شعر بالخوف إذاً فتراجع ؟
لذا ما إن تحريره هو أسرع لنيو يُمسكه من ياقة قميصه بينما ينطق بغضب و استياء :" أنت كاذب ! و جبان ، شخص أناني ، ماذا ستفعل عندما يكتشف الأمر ؟ ستموت معي أهذا ما تريده ؟ "
أبعده عنه قليلاً بينما يبتسم بنوع من الخفة و هو ينطق :" أنت مُخطأ لم تكن حياتي هي السبب ! أخبرتك أسرتي لا تستحق أن يتم محوها لأجل شيء كهذا لكن حياة صديق أمر يستحق "
هو مد يده مُجدداً يهتف بنوع من المرح النادر :" إذاً دعنا نفعل ذلك بشكل صحيح هذه المرة يا كتلة الجليد ! أنا اسمي كينيدي نيو أرغب بأن نصبح أصدقاء "
جسده إرتجف بقوة ، تلك المشاعر التي ظن أنها تخلت عنه كيف تعود بهذه الطريقة ؟ تنشر الكثير من الدفء بقلبه ؟ تلك اليد أنقذته من ظلام أبدي كاد يغرق نفسه بها للأبد !
ذكرياته توقفت عند هذا الحد يرفع يده أمام عيناه ، هي ذات اليد التي صافح بها ذاك اليوم يد أول صديق عرفه ، الصديق ذاته الذي لم يترك يده حتى لحظاته الأخيرة !
يد ما وضعت فوق يده تلك ليحدق بصاحبها ، حيث زاك كان يجلس بخفة يمسك بها بينما دموعه تنهمر !
هو نطق بنبرة خافتة :" توقف عن التسلل لذكرياتي زاك ! جسدك بحاجة للراحة "
و الآخر وضع رأسه على صدره و هو ينطق بينما يشد على يد توأمه :" لكن علي أن أحاول إكمال ما بدأه نيو ! لن أترك يدك أعدك "
ابتسامة ذابلة كانت أقصى ما يمكنه اصداره بموقف كذاك بينما عيناه حدقتا بالسماء المظلمة قبل أن يغمض عيناه مجدداً و آخر ما رآه قبل أن يعود لعالم الأحلام هو وجه رفيقه المُبتسم بخفة !.
~ نهاية الفصل ~
الاسم :" أليكس بييرو
العمر :" ٢٠ عاماً
الاسم :" كولين فيلدز
العمر :" الثامنة عشرة
الإسم :" كاترين بييرو
العمر :" تسعة أعوام
الإسم :" كلاي بيرد
العمر :" الثامنة عشرة
الاسم :" كايلي فيلدز
العمر : تسعة عشرة عاماً
الإسم :" سيلفر أسانتي
العمر :" الثالثة و العشرين
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top