الفصل العشرين

حدق الجميع بإهتمام شديد بتلك الدُمى الطائرة و التي حطت على الارض لتصطف بخمس صفوف مُعلنة عن تشكيل الفرق الخمسة ، بينما الدُمى الخاصة بكل من ريكايل و آندريه و تينا إنضمت للصفوف متأخرة بعد أن إستقرت دُمى أسيادهم أولاً .

هدأ الجميع وهم ينظرون لتلك التشكيلة لينطق آرون بمرح :" تم تحديد ذلك أي إعتراض ؟ "

هو عبس قليلاً عندما لاحظ أنه ليس مع تلميذته أو صديقه إذاً ما فائدة قدومه لهذه المهمة وهو هكذا لن يتمكن من حماية أي منهما ؟

خرج من أفكاره بسبب صوت نيرو الذي نطق بكل إنزعاج و توتر :" هذا فظيع ! لن أقبل مُطلقاً بهذا ، أنت أيها الساحر الفاشل أعد هذه القرعة حالاً "

إزداد عبوس آرون وهو يجيبه :" أولاً من السيء أن تتحدث مع من هو أكبر منك بهذا الأسلوب ! و ثانياً أنظر للجانب المذهل أنت مع الأقوى و لابد أنهم لن يتخلوا عنك إن وقعت بمشكلة ما ! "

أراد أن يجيب بوقاحة مرة أخرى إلا أن شعوره بنظرات ريك و نيو نحوه أجبرته على الصمت بينما تحديق جيسي به جعله فقط يخجل من نفسه و يتمنى لو أنه يختفي تماماً ، فهو لازال يذكر كلام رفاقه عنه و رفضه أن يكون معه بفريق واحد قد يُعد إهانة !

ظهرت إبتسامة خافتة على وجه جيسي وهو يراه يبعثر نظراته بالأرجاء بخجل وتوتر من الموقف لينطق بهدوء :" إتفقنا قبل خروجنا أن ننسى مكانة كل منا ! و أنا لم أستثني نفسي من هذا ، تحدث كما تشاء فبكل حال لستُ ممن يؤذي الأطفال "

شهق نيرو بصدمة بسبب إطلاق لقب طفل عليه ورغب حقاً بأن يجيبه بوقاحته المعتادة إلا أن نظرة واحدة خاطفة لعينيه الحادة و التي تنظران له بتحدٍ أجبرته على إبتلاع لسانه تماماً بينما نطق ريكايل بمرح :" لا أصدق أن منافسي العتيد مجرد طفل ! "

حدق به بعيناه الصفراوتين وهو يجيبه بحنق :" ريكايل كرر ذلك مجدداً و ستكون أول ضحية و قبل أن نبدأ المهمة حتى ! "

أسند ريكايل جسده لتوأمه وهو يتحدث بذات المرح :" و أنت الثاني إذاً ! فأنت و توأمي ستغادران بفريق واحد ! و إن لم ينتقم هو سيفعل سيدي ذلك بلا شك ! "

بعثر ريك شعره بخفة وهو يتحدث :" إن فكر أحدهم بالتسبب لك بجرح ما فقط سأتأكد من إطعامه للمخلوقات هنا "

نظر ريكايل له بسعادة ، فهو وإن لم يظهر ذلك كان متردداً للغاية بالإستناد على توأمه و طلب الحماية منه ! لكنه أراد المجازفة و سماع إجابته دون أن يعلم هو الآخر بأن توأمه فهم تماماً أن ذلك ما كان سوى إختبار لإعادة الثقة بينهما ولم يكن سيسمح لنفسه بالفشل به !

نطق جيسي بهدوء :" إذاً لقد تم تحديد ذلك صحيح ؟ لا داعي لإضاعة الوقت أكثر فقط لننطلق ! "

بتلك اللحظة إجتمع كل شخص مع الفريق الذي سيكون معه ليكونوا خمس مجموعات , بحيث زفرت إيما الهواء بكل هدوء وهي تنطق براحة :" من الجيد أنني معك بدلاً من أصحاب الرُتب المتدنية ! "

حدق بها شقيقها الأصغر بملل وهو يجيبها ببرود :" ألن تتوقفي عن هذا حقاً ؟! "

تجاهلته وهي تحدق بتينا و آندريه بإشمئزاز ولاسيما بالشاب الذي كان فقط يجول بعيناه على الجميع بهدوء , هي حقاً لا تُحبه مطلقاً , تكرهه للغاية , أو ربما فقط تحقد عليه وعلى وفائه لسيده , تكره كيف تمكن من نسيان كل تلك السيئات التي فعلتها أسرتها به ليحن ويعطف على سيده فقط لموقف واحد صغير لم يستطع تجاهله بل و كان شخص طيب حفظ ذلك العهد الذي بينهما , وحافظ على طفولة من دُمرت حياته لخدمته .

إنتبه أخيراً لنظراتها ليتراجع للخلف قليلاً تحديداً ليقف بجوار سيده مُتحاشياً بذلك تلك الرغبة المنبعثة منها نحوه و المليئة بالكره و الحقد , تشبثت نظرات كيفين لها وهي تحدق بخادمه ليتنهد بإستياء شديد , حول نظره فجأة على صوت آرون الذي وقف أمامه وهو يتحدث بإبتسامة هادئة :" أيها الأمير أيمكنك العناية بتلميذتي ؟ هي بالفعل تجيد القتال لكن لازالت بطيئة قليلاً بإلقاء التعويذات لإنها تستخدم أداة مُساعدة ! "

مرر كيفين نظرته بإتجاه تلك الفتاة التي كانت تقف خلف تينا بتوتر ليعود بنظره لمن أمامه وهو يومئ إيجاباً , لم يحتج آرون أكثر من هذه الإشارة فهو يشعر بأن من أمامه يستحق الثقة حقاً , إلتف لينظر لآندريه وهو ينطق :" وأعتمد عليك أيضاً "

نظر له آندريه بهدوء وشيء من الدهشة بما أنه لم يعتقد أن هنالك من سيوجه له أي حرف شخصياً لاسيما بعد الموقف و إظهاره لختم العبيد و كل تلك الحقائق عنه وعن كونه لا يستطيع الإبتعاد عن سيده , بل ظن أن الجميع سيحتقره ويبتعد عنه ببساطة .

سار آرون ليقف أمام ميلينا وهو يمسح على شعرها الوردي بهدوء ليتحدث بثقة :" والآن أثبتي لي أنني معلم ناجح ! أُبذلي ما بوسعك دون قلق أو توتر ! و تذكري لا يمكن أن يحدث ما هو أسوء من الموت حسناً ؟"

ضحكت بخفة على عبارته الأخيرة , فالحقيقة هي من كانت ترددها عندما كانت طفلة , لطالما أخبرته أنه لا بأس بالموت لإنه سيأخذها لأسرتها فقط ! لكنها تعلم أيضاً من عيناه أنه لن يسامح نفسه لو حدث هذا ! لذا هي لن ترد له فضائله كلها عليها بمنحه شعوراً قاسياً كهذا , بل ستبذل كل ما بوسعها ليفخر بها لذا إبتسمت له بإمتنان وهدوء .

أراد أن يبدأ بإعطائها النصائح الخاصة به عندما تقدم جيفري منه وهو ينطق بإبتسامة هادئة :" عذراً سيد آرون لكن هل يمكننا الإنطلاق ؟"

هو إلتف ليقابل جيف بإبتسامة بلهاء بينما يتحدث :" سيد ! أنا ؟! لا تطلق علي مثل هذه الألقاب يا عزيزي , إسمي هو آرون ولست سيداً لأحد , في الواقع هذه عنصرية وكما تعلم أنا مدافع عن الحق و لا أقبل بهذا "

هو إستمر بالحديث بينما غادر فريق كيفين بالفعل المكان ومعه متدربته ميلينا , جيف كان يرسم على وجهه إبتسامة هادئة فقط قبل أن يقاطعه بلطف :" لا بأس , أعتذر على ذلك إذاً هل نذهب ؟"

عبس قليلاً وهو يسير معه بينما ينطق :" لما أشعر أنك جعلتني أصمت بطريقة مُهذبة ؟! "

جيف فقط لم يستطع منع نفسه من الضحك بخفة وهو ينطق :" حسناً آسف لهذا لكن لا تريد أن نتأخر ! تعلم تماماً أنني و الأميرة كلير لا نستطيع مجاراة سرعتكم إلا بعقار ولثلاث دقائق ويفضل فقط أن نستخدمها بوقت الضرورة ! "

أومئ برأسه إيجاباً وهو يفكر بأنه مُحق لذا هو إنضم للفريق حيث كانت كلير تقف بكل ضجر بينما إيكاري ينظر لهم بهدوء و توتر فهو لم يكن يوماً بعيداً عن أصدقائه بمفرده !

نطق آرون وهو يصافح كلير إجباراً :" تشرفت بمعرفتك سيدتي الأميرة "

و من ثُم إنتقل لإيكاري وهو يصافحه بذات الأسلوب بينما ينطق بمرحه :" وتشرفت بمعرفتك .. ماذا كان إسمك مجدداً ؟"

ضحك إيكاري وهو يجيبه بإبتسامة :" إسمي هو إيكاري تشرفت بمعرفتك "

تنهد جيف وهو يفكر بأنه من طلب منه أن لا يناديه بالسيد وبالرغم من هذا أطلق على كلير لقب سيدة والتي نطقت بإنزعاج شديد :" بل آنسة ! "

شهق آرون وهو يعتذر بخفة ليسير جيف ببساطة وتركض كلير خلفه متجاهلة بذلك آرون الذي عقد حاجبيه بإنزعاج بينما ينطق بشيء من الهدوء :" تلك الأميرة تفتقر للصفات الحميدة ! هل كل الأميرات معنا بحاجة لإعادة تعريف مُصطلح التربية الجيدة ؟ لا بأس سأكون من يفعل ذلك "

ضحك إيكاري الذي كان يسير معه بخفة وهو يشعر بأنه سيعتاد على آرون بسهولة ولن يكون وحيداً كما يظن .

عينا ريك الزرقاوتين تابعتهم بهدوء وقلق , يتمنى أن تعود شقيقته وصديقه بخير حقاً , نطق جيسي بسخرية :" لننطلق الآن و أبعد عنك هذه النظرة المُزعجة "

قطب حاجبيه بضيق وقد قرر التركيز على نفسه حالياً , فهو لا يستطيع أن يفعل أي شيء بكل حال , نظر لأعضاء فريقه وهو حقاً لم يكن مهتماً سوى لسوء حظه الذي أسقطه مع شخص كان يكرهه و بشدة قبل فترة قصيرة , ليس وكأن كل المشاعر السلبية التي بقلبه تبخرت فجأة !

بل هو يحاول جاهداً تناسيها بما أن توأمه متعلق بهم وهو بخير إضافة لمعرفته أنه ليس الوقت المناسب لها , تنفس بعمق وقد نطق :" ألم تكن أنت الآخر تنظر لشقيقك الأصغر ؟ إذاً أظن يحق لي فعل ذات الشيء ! "

رفع جيسي حاجبه وهو يجيبه بكل برود وسخرية :" أخي مُختلف فحسب ! لا تقارنه بأميرتك المدللة مطلقاً وأظنك شعرت بهذا صحيح ؟"

أنهى عبارته ليسير بثقته كالعادة بينما فكر ريك باليوم الذي أظهر بها ويل طاقته دفاعاً عن ريكايل , تلك الهالة لم تكن بالشيء الذي يمكن تجاهله بالرغم من أنه مدلل للغاية !

حرك كتفيه بلا إهتمام ليتحرك هو الآخر ومن خلفهما نيو الذي لم يرى أي داعِ لمشاركتهم بذلك النقاش حتى , وبعدهم نيرو المكتئب لإنه معهم بذات المجموعة .

حدق آلبرت بويل وريكايل وهو يتحدث بمرح :" إذاً هل ستكونان ممتعان ؟ "

آمال ويل رأسه بعدم فهم بينما أجابه ريكايل بذات المرح :" يعتمد الأمر على المرح الذي ترغب منا أن نقوم به "

عبس قليلاً لينطق ليون بجد :" لا وقت للمرح فنحن بمنتصف مهمة , هيا لنتحرك "

نطق ريكايل و آلبرت معاً :" صارم للغاية "

ضحك كلاهما بهدوء وويل شاركهم الضحك على ليون الذي رغب بتحطيمهم الثلاثة فهذا الآن هو وقت العمل لا المُزاح , ولا أحد منهم يعلم ما سيواجهه لذا التصرفات المتهورة و التي بلا تخطيط قد تُؤدي لتدميرهم تماماً .

و بآخر فريق كانت ريبيكا تتنقل بين الثلاثة الآخرين وهي تنطق :" لا أصدق أنني بفريق يجمع ثلاثة وسيمين معاً ! "

نطق آيزاك بسخرية :" ومع الأسف ولا أي واحد منهم من قبيلتك لذا حُلم بعيد المنال ! "

عبست من تصرفه الذي ترى بأنه غير نبيل أو لائق معها , لينطق زاك بخفوت :" هذا قاسٍ يا أخي "

حرك آيزاك يده بقلة إهتمام لتنطلق هي وتتشبث بيد زاك بينما تنطق :" كم أنت لطيف ! لا أصدق أنك شقيق هذا الفظ الوسيم "

تجهمت ملامح وجه آيزاك ليبعدها عن توأمه وهو ينطق :" أجل هو شقيقي التوأم لذا فقط إبتعدي عنه "

حركت رأسها بآسى مصطنع لتتراجع بضع خطوات للخلف حيث أصبحت تقف بجوار آرثر وهي تنطق بحزن :" تعلم أنني لم أقصد إزعاجهما صحيح ؟"

نظر آرثر لها بهدوء وتوتر قبل أن يجيب بإبتسامة لطيفة :" لا تهتمي هو حاد الطباع على ما أظن منذ البداية ! "

تشبثت به بينما تنطق بسرور :" وأنت هو الأفضل بينهم ! يمكنك معاملة السيدات بلطف "

******

كُل منهم إنشغل بأفكاره الخاصة بينما يسيرون معاً , كيفين و آندريه كان يسيران بالمُقدمة وبجوار بعضهم البعض بينما إيما بالمنتصف وتينا و ميلينا خلفها !

الثلوج هي الشيء الوحيد المُمتد أمام أبصارهم , يمكنهم الشعور بالضغط يزداد بكل خطوة يخطونها ومع هذا لم يظهر أي مخلوق لهم للآن , نطق كيفين بإستياء لم يستطع إخفائه أكثر :" لماذا جعلتهم يرون الختم ؟"

نظر آندريه ليجيبه بإبتسامة هادئة :" لم يكن الأمر مُهماً سيدي , بالنهاية الجميع يعلمون أنني عبد لك فقط "

قبض على يده بشدة فليس هذا ما أراده حقاً , بل الأمر يؤلمه وكأنه هو من نظر له الجميع بشفقة لا صديقه , معرفة أنه عبد شيء ورؤية الختم فوق قلبه أمر آخر تماماً , أمر هو لا يتقبله مُطلقاً .

لم يخفى الإستياء الشديد على آندريه وهو يراقب تفاصيل وجه وسير سيده , تقطيبة حاجبيه , والبرودة التي طغت ملامحه أكثر الأوقات العادية تجعله يعلم تماماً بما يفكر ليتنهد بينما ينطق بمرح :" لا تكُن مستاء هكذا ! أنا بخير حقاً , ولا أهتم لرأي أي منهم فأنت هنا صحيح ؟"

تجاهله ليتقدم خطوة عليه ليعبس آندريه بخفة وهو ينطق بطفولية :" هذه حركة أنانية كما تعلم "

أغمض عيناه الخضراوتين قبل أن يبطئ قليلاً ليصبح بجواره مرة أخرى بينما إرتفعت يده بالهواء لتهبط بقوة متوسطة على رأس من بجانبه وهو ينطق :" أنانية ها ؟! "

إزداد عبوسه بعد أن فاجئته حركة سيده وهو يجيبه :" حسناً آسف , لكن هذا مؤلم كما تعلم "

وهنا فقط إختفى كل ذلك الغضب وكأنه لم يوجد قط , آندريه قادر دائماً على إمتصاص غضبه وإستيائه بحركاته و أفعاله مهما كانت , هو بالفعل مُمتن لإنه حظي به بجانبه ويظن أنه حتى لو عاد به الزمن ولم يكن هُناك إستعباد بقبيلته سيبحث عنه ويعود لجعله صديقه و مستشاره !

عاد الصمت بينهما ، كلاهما و إن فتحا حوار ما لم يعني هذا أنهما فقدا تركيزهما هنا مُطلقاً ، و بالطبع لم يكونا الوحيدين الحذرين بالفريق !

تينا كانت تحدق بكل شيء بنظرات مُتمعنة وكأنها تحاول إكتشاف الحقيقة القابعة خلف هذه القارة وتكوينها عكس سيدتها التي كانت تسير بإنزعاج و عدم تركيز فهي فقط تفكر بكم أن حتى السير هنا مُزعج للغاية .

ميلينا كانت تسير بخطوات هادئة وهي الأخرى تتمعن بكل شيء من حولها ، توقفت عن السير قليلاً وهي تُحدق بالأرجاء ليلتف كيفين و آندريه لها ، نطق الأول بهدوء :" هل شعرتي بهذا أيضاً ؟ "

ملامح وجهه الجامدة أربكت الفتاة التي نطقت بتلعثم :" أجل ، نحن فقدناهم "

لم تكن جملتها واضحة لكنها أوصلت فكرة أنها ليست سيئة للغاية كما كان يظن وهذا أراحه قليلاً ، هو نظر لشقيقته لينطق :" هل شعرتي بهذا إيما ؟ "

رفعت أحد حاجبيها وهي تلتفت حولها بينما تنطق :" لا ، هل الأعداء على وشك الهجوم ؟ "

كز على أسنانه بغيظ فهي حتى غير منتبهة لما يحدث حولها و هذا سيء ، لحسن حظها هي معه بذات الفريق ليحميها لكن ماذا لو حدث وتبدلت الفرق لاحقاً ؟ من سيفعل ؟ ومن ثم هو لديه ميلينا التي تعهد بحمايتها ولم يكن ليتراجع عن هذا .

نطقت تينا بصوت هادئ يتخلله البرود :" الهالات الخاصة بالبقية إختفت ! و كأنهم لم يعودوا بذات مجالنا ، أو على ذات القارة ! "

أومئ لها كيفين إيجاباً وهذا يُزعجه ، هم فقط واحد وعشرين شخصاً و تتبع آثار بعضهم البعض ليس بالأمر الصعب ، والآن ما حدث يجعلهم متفرقين تماماً .

لم يكن إنقطاع شعورهم بالطاقة وحده هو ما يسبب القلق لآندريه ، فالطاقة السلبية و الضغط إزدادت منذ اللحظة التي فقدوا بها شعورهم بالبقية ، وكأن أحدهم عزلهم فقط لينقض عليهم !

إنحنى أرضاً يلمس الجليد بيده تحت مراقبة البقية ، وهذا فقط جعل القلق يتضاعف ، ليس وكأن البقية لم يشعروا بأن خطواتهم ما عادت تُحفر على الجليد ، حدق كيفين بميلينا بنظرة ذات معنى و على خلاف توقعه هي أخرجت كتابها الكبير لتغمض عيناها بينما تتمتم بتعويذة ما بعد أن جرحت معصمها قليلاً .

تطايرت خُصلات شعرها الوردية بينما شعر كيفين بالتهديد بسبب الهالة الأقوى التي أحاطتهم لتجعل عاصفة ثلجية تُعيقهم عن الرؤيا حتى ، هو صرخ بقوة :" توقفي حالاً الأمر خطر "

لم تُجبه مُطلقاً و إنما جرحت نفسها أقوى لتزيد من قوة تعويذتها و النهاية كانت سقوطها أرضاً و جسدها ينزف ، تقدمت تينا منها بعد أن هدأ كل شيء و عادت الأوضاع لطبيعتها لتحملها بخفة .

بعدها تقدم كيفين وآندريه لها لتفتح عيناها وهي تتحدث بإستياء :" ليس وهماً و بذات الوقت نحن بوهم ! "

نظروا لها بحيرة لتنهض وهي تعالج جروحها البسيطة بسحرها لتكمل :" لا أعلم كيف علي وضع ما يحدث بكلمات مناسبة لكن فالأمر غير منطقي حتى ! هناك وهم ما هنا و بذات الوقت لا يوجد "

جلس آندريه وهو ينطق بهدوء قلق :" وكأن الوهم تحول لحقيقة في هذا المكان ؟ "

أومأت له إيجاباً ليزداد الجو توتراً ، لا أحد يفهم ما يحصل و هذا بالطبع لا يبشر بالخير مُطلقاً !

نطق كيفين ببروده مُبتعداً عما يشغل البقية :" من قام بمهاجمتك ؟ "

ملامح وجهها التي إزدادت شحوباً فقط أوضحت لهم أن الإجابة ليست أفضل من إجابة سؤالهم الأول !

نطقت بتوتر :" لا أحد ! "

فغر البقية أفواههم وهي تُكمل :" لا يوجد شخص حي هاجمني ! المكان بحد ذاته فعل هذا و كأنه يحمي نفسه أو ما شابه "

تمتم كيفين بسخرية :" مُذهل ، لا يمكن أن تصبح الأمور أفضل من هذا ! "

أراد آندريه أن يجيبه لولا هجوم أحد كائنات الوينديجو آكلة اللحوم عليه !

هو إنتفض من مكانه كما فعل الجميع خلال أقل من ثانية ، بينما نطق آندريه بإبتسامة :" يبدوا أنك أخطأت سيدي ، فالأمور أصبحت أفضل بالفعل ! "

ألقى كيفين جُثة ما بعد أن أبعد مخالبه منها وهو ينطق بإستياء :" كن شاكراً أنك لست بمكان هذه الوحوش "

إبتسم بخفة لكلام سيده قبل أن يبدأ بالقتال بجد ، ليس من السهل بالنسبة للمتحولين أن يأخذوا قدرات غيرهم من القبائل إلا بتدريبات كثيرة و دراسة مفصلة لهم !

فهم يعلمون أن مصاصي الدماء يمتلكون سرعة جيدة ومخالب حادة ورؤية أفضل بالظلام وهذا وبعد التمرين سيجيدون التحول لأنصاف مصاصي الدماء ثم يعودون لأصلهم بعد المعركة .

كيفين و آندريه إضافة لتينا تدربوا كثيراً لذا الإنتقال من صنف لآخر و بسرعة قياسية لم تكن مشكلة حتى !

إهتز تركيز كيفين وتينا عند صراخ إيما ليلتفتا لها بسرعة ، هي كانت محاصرة من قبلهم تماماً و كيفين لا يعلم حتى لما هي لا تقاتل !؟

ردة فعل آندريه كانت الأسرع بحيث لم يضع وقت للإلتفات و التفكير بل إندفع بجسده ليخترق صفوفهم ويصل لها ، هو لن يجعل سيده يرى جثة أُخته مُطلقاً ، لكنه لم يكن الوحيد فميلينا أيضاً ظهرت بجواره لمساعدته ، وهذا أعاد لكيفين قدرته على القتال بهدوء .

لم تكن تينا مهتمة حقاً بما يحصل لها لكن وجود الأمير الثاني كيفين يجعل مهمة التسبب بقتلها مستحيلة وهي فقط ستتماشى مع دورها كخادمة وعبدة مُخلصة حتى يأتي ذلك اليوم الذي ستجدها جثة هامدة به .

لم يكن القتال سهلاً مُطلقاً ، ليس بوجود كم كبير منهم مُقابل خمسة فقط وواحدة لا تجيد القتال حتى ! ...

يتبع ..

~ نهاية الفصل ~

قراءة ممتعة 😍🌹




Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top