الفصل العاشر

### قارة كلاهاريا ###

جلس وهو يحدق بالأفق بشرود ، و بالرغم من جمال المنظر الطبيعي أمامه هو فقط لم يستطع طرد التجهم من ملامح وجهه ، بل هو حتى فشل برسم ولو شبح ابتسامة على ملامح وجهه !

عيناه الخضرواتين كبداية الربيع لم تتوقف عن الغوص بالظلام أكثر فأكثر ، هذا المكان كالسجن تماما بالنسبة له ، يتمنى لو كان يمتلك القدرة على فرد أجنحته والتحليق بعيدا جدا .

إستعاد نفسه من الغرق لقاع ظلامه عندما سمع صوت طرقات على الباب و يليها دخول أحدهم ، هو لم يتعب نفسه للإلتفات حتى بما أنه يدرك أن لا أحد سيأتي لجناحه الخاص سو من حكم عليه بلا ذنب أن يفني عمره وحياته لخدمته .

و خلفه بقي آندريه يحدق بظهر سيده بهدوء ، هو إنتهى من تضميد جراحه و إستحمامه أعاد الإنتعاش لجسده المرهق ، لم يستطع فقط الوقوف هكذا لذا تحدث بهدوء :" سيدي هل ترغب بتناول الطعام ؟ "

إلتف كيفين ليحدق بابتسامته اللطيفة لينطق بإستياء :" كيف يمكنك الحفاظ عليها آندريه ؟ هل أنا ضعيف لدرجة أنني لم أعد قادرا على رسم واحدة بسبب موقف واحد ؟ "

أخفض آندريه بصره بينما ينطق بكل هدوء :" لست كذلك سيدي ، ليس بالنسبة لي على الأقل ، أنت فقط شخص صادق مع نفسك وأنا دائما ما أوهم ذاتي بالأكاذيب "

ضيق كيفين عيناه أكثر وهو يبعثر شعره الأشقر بخفة ، لسبب ما هذا يزعجه ، هو يرغب بالوصول للعرش و بشدة حينها هو سيقوم بإستبدال الكثير من القوانين التي تقيد سعادته .

نظر آندريه له ليتحدث بشيء من المرح :" ومن ثم سيدي أنا هنا للإبتسام عن كلينا ! "

رفع أحد حاجباه وهو يتحدث بهدوئه المعتاد :" وهل أنا إذا عابس عن كلانا ؟ "

آندريه كاد أن يفلت ضحكة خافتة و كيفين كان يحدق به فقط وحاجباه معقودان ، نطق الأول بصوت شبه هامس :" الواقع أنت تمثل أكثر من مجرد إثنان عابسان ! "

شهق بألم بسيط عندما شعر بيد سيده تصفع مؤخرة رأسه بخفة شديدة بينما ينطق :" هل ترى أنني مجرد شخص عابس طوال الوقت ؟ "

تحسس آندريه رأسه وهو ينطق :" وهل تعطيني الأمان للتحدث أم أنك ستحطم رأسي ؟ "

تنهد كيفين بملل وهو ينطق :" ليس وكأنني أهتم برأيك آندريه وأيضا ماذا حدث لعرضك بتناول الطعام ؟ "

أعاد ابتسامته المرحة وهو يجيبه :" بالطريق حالا "

ومن ثم غادر مسرعا للأسفل وهو يدعوا أن لا يصادف الأميرة مرة أخرى !

كيفين بقي يحدق بمكان وقوف آندريه وهو حقا يرغب أن يعلم كيف له فعلها ؟! ليس الابتسام فقط بل حتى التحدث معه بلطف ، إخفاء كل ما يؤلمه و إظهار ابتسامة مرحة .

تينا عبدة شقيقته الكبرى إيما تنظر لها بحقد و كره بإستمرار ، هو لطالما شاهد هذه النظرات بأعين العبيد بشكل عام ، أينظر آندرو له هكذا من الخلف ؟

أطرق رأسه وهو يفكر بأنه حقا ينظر لشقيقته بإستهزاء أو إنزعاج دائما وبكل مرة يذكرها بها هو فقط يستاء .

شعوره بالندم يتزايد بمرور كل يوم يتواجد به خادمه بهذا القصر ، هو شاهده بعيناه بينما يذبل من الداخل بكل يوم ، رآى عيناه وهما تفقدا بريقهما الخاص يوميا وكأنه شجرة مزهرة توقف صاحبها عن الإعتناء بها لتبدأ بالذبول تدريجيا .

*******
جلست أمام مرآتها وهي تحدق بنفسها بكل غرور ، برأيها لا أحد بهذا العالم سيفوقها بالجمال و الروعة ، هي فقط من تستحق العرش وليس أي شخص آخر سواها !

ومن خلفها وقفت تينا صاحبة الشعر الأسود القصير الذي يصل لنهاية عنقها فقط وعيناها البنيتان حدقتا بإنعكاس سيدتها بكره هي غير قادرة على تجاوزه و لو بثانية واحدة !

تقدمت لتساعدها على تسريح شعرها تحت أنظار سيدتها المستحقرة ، ما إن إنتهت حتى إنحنت لتغادر دون حرف واحد ، ما إن أصبحت خارج نطاق سمعها حتى نطقت بكل حقد :" ليتها فقط تصاب بمرض يشوه وجهها المقرف هذا للأبد "

إحمرت وجنتيها عندما سمعت صوت ضحك آندريه الذي نطق بهدوء :" ليس وكأن هذا سيجعلها مشوهة للأبد ! يوم فقط وستشفى تماما ويختفي كل شيء وهي فقط ستضعك بالغرفة لتخدميها ومن ثم ستقطع رأسك ! "

هي نظرت لما يحمله من طعام لتنطق :" إذهب لسيدك فأنت لست بحاجة للمزيد " .

ضحك مرة أخرى وهو ينطق :" من حسن حظي سيدي لن يفعلها لي مطلقا ، وأيضا لقد شفيت بالفعل من آخر دورة تعذيب تلقيتها !"

تنهدت بتعب فهذا الفتى فقط شيء آخر تعجز هي عن فهمه ، نشاطه و ابتسامته الدائمة تجعلها تشعر بأنها ضعيفة للغاية ، فهي على عكسه لم يتم محو ذاكرتها لإنها كانت تعمل كخادمة بالقصر ولكن بسبب غلطة لعينة تحولت لمجرد عبدة ، إلا انها تعرف من هي أسرتها و تعلم أنهم بخير دائما وهذا يجبرها على الصمود لأجلهم هم ، لكن هو فقط لماذا يحاول أن يصمد ؟

*****

أطل آندريه برأسه ليجد سيده يعمل بجد لذا ابتسم بخفة وهو يقدم له الطعام ، نظر كيفين له ببرود بينما ينطق :" ظننت أنني سأجدك هذه المرة مربوط لجذع شجرة بينما أنت محروم من تناول الطعام .

عبس آندريه وهو ينطق بإستياء :" هل تتمنى رؤيتي هكذا مرة أخرى ؟ "

تحولت نظرة كيفين الهادئة لأخرى مظلمة دفعت آندريه لشتم نفسه بسره .

كيفين فقط يشعر بالندم الشديد بكل مرة يذكر بها أي موقف يتألم به آندريه وهو عاجز فقط عن التدخل ، بل لو أنه فعل ذلك وتدخل لقتلته أسرته فورا عقابا له على إهتمامه بمجرد عبد !

نطق آندريه بهدوء مجددا :" سيدي هل تعلم من تم إختياره للمشاركة بالمهمة الإستطلاعية ؟ "

نظر كيفين له وقد أخرجه تساؤل آندريه من أفكاره وهو يجيب بإنزعاج :" أبي قرر أنه لن يرسل أحدا آن لم تهجم الكائنات علينا ! "

صمت آندريه وهو يفكر هل ستصمت لهم بقية الممالك إن هم فقط رفضوا الإنضمام ؟

### قارة أوقيانوسيا ###

بعثر شعره الأسود بكل عشوائية وهو ينظر لوالده بعيناه السوداء الضيقة قبل أن ينطق بحده :" لا أفهم سبب طلبك هذا أبي ! "

تنهد المستشار الأول للحاكم وهو ينطق :" ببساطة الأمير لم يعد بخير وهو وريث العرش جيف ! إن قتل فماذا سيحدث للمملكة ؟ "

هو تنفس بعمق شديد ليس وكأنه لا يتمنى أن يتم إلغاء ذهاب أميره معه حتى لا يشهد على ما ينوي فعله لكن هل إقناع ريك سهل ؟ لاسيما وأن شقيقته الصغرى تم إدراجها للمهمة .

نطق بعد برهة من الزمن :" لا بأس لكن على الأقل أخرج اسم الأميرة من المهمة فربما حينها هو فقط .. "

أتاه صوت حاد من خلفه وهو ينطق :" وتظن أنك أقل قيمة منها لدي جيف ؟ أنا فقط لن أسمح لك بالذهاب بمفردك "

شعوره بالذنب كان يتصاعد مع كل حرف ينطق به صديق طفولته و سيده ، هو أخفض رأسه بينما يفكر حقا بأنه أفظع إنسان بالكون .

تنفس بعمق وهو يحدق للخارج حتى لا يواجه أميره بينما هناك خاطرة بداخله أنه ربما يكون مخطئ فقط وتمضي المهمة على ما يرام !

تقدم ريك منه ليتحدث بهدوء بعد ان غادر مستشار والده :" هل أنت بخير ؟ أشعر بأنك تبتعد عني تدريجيا ولا أفهم السبب حقا جيف "

ابتلع رمقه بتوتر هو إستشعر نبرة القلق و الحزن المنبعثة منه ، هل عليه أن يؤلمه حقا ؟ هو صديق طفولته !

لكن أليس التمهيد له أفضل من أن يصدم ؟ هو أشاح بوجهه بينما ابتعد وهو يتحدث بشيء من البرود :" لا تشغل تفكيرك بي سمو الأمير فأنت لديك الكثير لفعله "

ريك وقف وهو يحدق به بألم ، هذه ليست المرة الأولى التي يعامله بهذا الجفاء منذ يوم إعلان المهمة ! ما به أهو خائف ؟ ألا يرغب بالذهاب ؟ أم أنه فقط لا يريد منه الذهاب معه ؟

كل هذه الأسئلة فقط تجمعت بعقله ليتنفس بعمق وقد قرر بالفعل ما سيقوم به !

### قارة نوفوبانجيا ###

نطق إيكاري بألم :" آسف ، أقسم لكم أنني آسف أردت فقط جعلها مفاجأة لكم ! "

اتسعت ابتسامة آيزاك و نيو الساخرة وهما يلقيان عليه سطل آخر من الثلج البارد بينما المسكين كان يرتجف فقط من البرد !

دخل زاك لغرفة شقيقه ليصدم من المنظر أمامه ، هو رمش عدة مرات قبل أن ينطق بإستياء :" هل تحولت لمتنمر الآن ؟ "

وجه آيزاك نظراته له بسرعة ، أما نيو فقد نطق بإنزعاج :" هذا حتى يتعلم أن يأتي ويسألنا أولا "

عبس إيكاري وهو ينطلق ليختبئ خلف زاك بينما يتحدث :" هما يتصرفان معي بقسوة شديدة ! بل إن آيزاك يعاملني دائما كزوجة أب شريرة ! "

ضحك نيو بقوة بينما شهق آيزاك بخفة وهو يقترب منه ويبعد شقيقه ليمسكه بينما يتحدث :" لإنك مجرد طفل متهور و تحتاج لمن يعتني بك دائما "

هو قوس شفتيه للأسفل كالأطفال ليضحك البقية إلا زاك الذي كان ينظر لهم فقط بمشاعر مختلفة !

هو ثبت نظراته على شقيقه الذي كان يضحك بخفة وشعر بإستياء شديد لا يعرف سببه ! أهو منزعج بسبب سعادته ؟ أم ربما بسبب شعوره بالراحة لرؤيته سعيدا وهو يفترض به أن يكرهه !

لا يعلم حقا لكنه نطق بإنزعاج :" أحمق "

ثم غادر الغرفة تحت نظرات الثلاثة المندهشة فهم لم يفعلوا له أي شيء .

بقي آيزاك يحدق بآثره وهنالك ابتسامة لطيفة على شفتيه ، نطق إيكاري بإستهجان :" إنها المرة الثانية التي يشتمك بها وأنت فقط تبتسم ! "

نظر له آيزاك دون أن يجيب وهو يفكر بأنه ومنذ أن أصبح يشاركه الطاقة صار قادرا على الشعور به أكثر ، لذا خلف الطاقة السلبية التي ينشرها دائما هناك هالة إيجابية بالنسبة له .

توسعت عينا نيو وهو يرمقه بتمعن قبل أن ينطق :" أنت تشاركه طاقتك ! هذا خطر آيزاك ، هل تعلم ماذا سيحدث لك إن تعرضت لهجوم سحب القوة ؟ "

عبس آيزاك بشدة بينما يجيب :" وهل أنا جندي لتتم مهاجمتي بها ؟ ومن ثم لا حل آخر حقا فبالتأكيد خيار تركه يموت ليس وارد "

تنهد نيو برعب وهو يفكر بمصير هذان الإثنان ، فزاك قد يوقع نفسه و آيزاك بمصيبة لأجل رغبته بالإنتقام .

### قارة أوقيانوسيا ###

وقف وهو ينطق بحده :" لماذا لا تفهم أنني أريد الذهاب لهذه المهمة ؟ أنا لا أريد العيش بالقصر يا أبي ، أنت أجبرتني أن أصبح مستشار أول للأمير وهذه لم تكن رغبتي منذ البداية ! "

تحدث المستشار بحده :" جيفري ! أبقي فمك مغلقا ، ماذا أردت أن تصبح ؟ طبيب جينات لوالدتك ؟ ومن ثم ماذا .. "

أغمض جيف عيناه وهو يتحدث بكل برود :" لا أنوي أن أقضي ما تبقى لي من حياتي هنا ! وهذه المهمة كانت تأشيرة الخروج لذا لن أنسحب منها فقط حتى لا يذهب الأمير ! "

أراد المستشار الرد لولا أنه لمح ذلك الجسد يقف ويحدق بهم بعينان متسعة ، قطب جيف حاجباه بضيق عندما لمح وجه والده الذي توتر ، هو إلتف للخلف ليجد أميره ينظر له بعينان منكسرتان بالكامل ، قبل أن يبتسم بسخرية شديدة وجيفري يدرك أنه لا يقصده بابتسامته الساخرة بل يسخر من نفسه فقط !

بعدها بثانية نطق المستشار بتوتر :" سمو الأمير .. "

رفع ريك يداه وكأنه يخبره أن يصمت قبل أن يتحرك ويغادر الغرفة بينما يشد بقبضة يده على الأوراق التي كان يظن أن راحة صديقه بها !

هو وصل لغرفته حيث كانت المدفأة مشتعلة ليلقي بالورق بداخل النيران بينما جلس وهو يتأمله يحرق بكل هدوء بينما الشعلة تنعكس بعيناه الزرقاوتين .

دقائق صامتة لم يكن يفكر بها بأي شيء ، هو كان ينظر للنيران و يستمع لصوت الحطب دون أن تمر على تفكيره خاطرة واحدة ، ولكنه بجزء من الثانية حرك إحدى يديه حتى كادت تلامس النيران لولا تلك اليد الناعمة التي منعته من ذلك .

هو نظر لشقيقته بحده قبل أن يبعدها بإستياء وينهض ليغادر .

و من جهة آخرى وقف جيف وهو يتأمله بألم ، خطواته كانت تدل على أنه منكسر ، و الأسوء أنه يسير بإتجاه تلك الغرفة التي لا يدخلها إلا حتى يعزل نفسه .

دخل ريك لإحدى الغرف التي كانت ستائرها مغلقة بالكامل وتأكد من إغلاق الباب جيدا بالقفل ، هو إتجه للفراش ذو الرسمات الطفولية باللونين الأزرق و الأخضر ، أمسك بالوسادة وضمها إليه بكل قوة بينما يستنشقها عله يجد بها ولو القليل من رائحة صاحبها القديم .

بعدها بثوان هو إستلقى كالجنين تماما ولازال يضم الوسادة بقوة ، أعاد ابتسامته الساخرة على نفسه ، وعلى تفكيره الأحمق بأن جيفري كان قلقا عليه !

هو أهان نفسه فقط عندما ظن بأن جيف كان مجبرا على الذهاب ومن ثم إزداد الأمر سوء بسببه و تفاوض مع والده لإسقاط المهمة عنه .

إتسعت ابتسامته الساخرة وهو يشعر بدموعه تنهمر أخيرا ولاسيما عندما تذكر أن جيف بإحدى الأيام مسح له دمعة سقطت على وجنتيه !

وهذه المهمة لم يكن ليقبل أن يقوم بها سوى ريكايل ، وعندما فعلها أحدهم يجده يتحدث عن الرحيل والتخلي عنه بسهولة ، وكأن كل تلك الأعوام مجرد لعبة ، أو أنها فقط شيء هو لا يطيقه وأجبر عليه تماما ، وكأنه لا يتحدث عن صديق طفولته !

هو نطق بألم شديد :" ريكايل هذا ليس عدلا أقسم ! أتوسل إليك عد فقط "

دموعه سالت أكثر بعدها بصمت شديد فليس هو من يسمح لأحدهم بسماع صوت بكائه وشهقاته .

### قارة زيلانديا ###

كان يستمع للتقارير بكل هدوء كعادته عندما فجأة توقف ريكايل عن النطق ، رفع رأسه ليقطب حاجباه بإنزعاج وهو ينهض ، وصل إليه بينما هو فقط يخفض رأسه ويديه ترتجفان بقوة ، مسح على شعره الأزرق الداكن بخفة وهو يرمقه بتفحص شديد قبل أن يعود لعرشه .

ثانية أو أقل هي ما فصلتهم عن إقتحام ويل للغرفة ليتحرك ويقف أمام ريكايل الذي كان على وشك البكاء بالفعل و تنفسه مضطرب تماما !

هو عبس لينظر لشقيقه الأكبر بينما ينطق :" جيس هل أزعجته ؟ "

رفع جيس أحد حاجباه بإستنكار بينما يجيبه بشيء من الهدوء :" ولماذا قد أفعل هذا ؟ إن غضبت سأقطع رأسه ولن أعطيه فرصة للبكاء حتى فهذا مزعج "

أجبر ريكايل نفسه على الابتسام بينما إزداد عبوس ويل وهو ينظر لعمه سام بإتهام واضح لينطق الأخير بسخرية :" أتمنى لو كنت السبب حقا ! "

هو أعاد نظره لريكايل ليمسك بيده ويلقي بالتقارير لجندي آخر بينما نطق جيس :" ويل فترة عقوبتك إنتهت ، والآن يمكنك الإمتصاص من دمه حتى يفقد وعيه ، عندما يصحوا سيكون بخير "

تنفس ويل بعمق ليمسك بيد ريكايل ويأخذه معه لغرفته ، جلس الأخير بذات صمته وهو بإنتظار أنياب سيده لكن حقا تفاجئ عندما ويل فقط أمسك برأسه برفق ثم وضعه على قدميه ليتحدث بابتسامة :" ليس اليوم حقا ، عندما تكون حزين لن ينفعك فقدان الوعي ! فقط طرق شقيقي فظيعة للتخفيف عن الآخرين هذا إن كان بإمكانك أن تعدها طريقة للتخفيف عنهم ! "

أغمض ريكايل عيناه بهدوء وهنالك ابتسامة جميلة تزين شفتيه !

وبقاعة العرش نطق سام بكل سخرية :" يا له من أمر مذهل يا ابن أخي ! هو ولائه ليس لويل ! أتفهم ما معنى هذا ؟ هنالك من يمكنه السيطرة عليه غير شقيقك "

نطق جيسي بملل :" ليس وكأنه يعلم بهذا ! "

ضرب سام على الطاولة أمامه وهو ينطق بسخط :" ليست حياتك وحدك هي المعرضة للخطر فشقيقك .. "

قاطعه جيس بإستفزاز :" شقيقي سيكون بخير ما دمت أنا على قيد الحياة ! وثق بي ليس هناك الكثيرون ممن سيرغب بالوقوف أمامي ومواجهة سخطي وغضبي يا عمي "

تنفس سام بعمق ليجلس أمام عرش ابن شقيقه الراحل وهو يتحدث بنبرة قلقة :" لكن جيس كيف لك أن تذهب وويل لمهمة كهذه ؟ هذا مخيف ماذا لو حدث لكما مكروه ؟ "

ابتسم جيس دون استفزاز ابتسامة صغيرة هادئة وهو يرى قلق عمه بوضوح قبل أن ينطق لكل ثقة :" إن لم أنجح أنا بهذه المهمة عمي فربما سيكون من الأفضل فقط إرسال ما يغرق تلك القارة بالكامل ! لإنه لا أحد سينجح بما فشلت أنا به وتعلم أنني لا أتحدث من باب الغرور والثقة الزائدة فقط "

أومئ سام له على مضض وهو يدرك تماما أن ما قاله جيس الآن الحقيقة فلا احد إن أخفق هو سينجح بالمستقبل لذا هذه المهمة مصيرية للغاية .

### قارة أوقيانوسيا ###

بعد مرور يومين تقريبا كان ريك يجلس بكل هدوء على مكتبه بينما ينهي أعماله ، دخل جيف بتردد للمكان فهما لم يتحدثا معا منذ يومين ، الحقيقة ريك لم يتحدث مع أي إنسان حتى والده الذي إستدعاه وهو تجاهله فقط .

تنفس بعمق لينتبه ريك لوجوده ، نظر له ببرود قبل أن يرى بعض الأوراق بيده ليمد يده ويأخذها منه وبدأ بالعمل عليها ، عض جيفري على شفتيه وهو يفكر إن كان بإمكانه إخبار ريك الحقيقة فهو بالنهاية تقبل زاك الهجين صحيح ؟ ألن يكون هذا أفضل من رؤية سيده يتألم ؟ ليس وكأنه لا يهتم به حقا .

خرج من شروده على صوت ريك الذي نطق ببرود أشد من نظراته :" أهذا كل شيء ؟ "

أومأ إيجابا ليردف ريك بهدوء :" إذا يمكنك الإنصراف ! "

أومئ جيف له ليغادر وهو يشعر بإختناق لا يقل عن صديقه مطلقا ، هو يكره رؤيته حزينا ، لطالما تمنى أن يكون يده اليمنى و شخص قريب للغاية منه لمساعدته لكنه الآن سبب في إنكساره ، هو يريد إخباره بكل ما يختلج صدره لكن طباع ريك لن تساعده ، شخص لا يرحب بمخالفة القوانين قد ينظر له بنظرة إحتقار ، هو تمنى فقط لو أن أميره فقط رضخ لأمر ذهابه بمفرده من دونه قبل أن يحدث أي مما حدث بالأمس !

فما حدث يحطم كلاهما معا وليس فقط واحد منهما .

كلير حاولت التحدث مع ريك لكنه فقط تجاهلها هي الأخرى تماما ، لم تعد لديه رغبة بالحديث مع أي أحد .

~ نهاية الفصل ~

توقعاتكم للقادم ؟

الإسم : كيفين ديمتري

العمر : ١٩ عاما

المنصب : أمير
الجنس : المتحولون

الإسم : آندريه ؟
العمر : ٢٤عاماً
المنصب : عبد
الجنس : المتحولون

الإسم : إيما ديمتري
العمر : ٢١ عاما
المنصب : أميرة
الجنس : المتحولون

الإسم : تينا دالاس
العمر : ١٩
المنصب : عبدة
الجنس : المتحولون

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top