الفصل السادس عشر
### قارة زيلانديا ###
تلك الأجواء المرحة التي سادت القاعة لم تدم كثيراً ، إذ نهضت إيما فور مغادرة جيسي لتقف أمام ريكايل وتنظر له بشيء من الإحتقار وهذا أثار التوتر بالأخر الذي ليس بحاجة لمشكلة جديدة حقاً !
هي نطقت بكل ذرة إحتقار تملكها :" أنت أكثر شخص مزعج بالعالم ! كل ما حدث بسببك و بالرغم مما فهمته مرتبتك أقل من رتبة العبيد ! "
ضيق ريكايل عيناه في محاولة منه لفهم كلماتها الجارحة أو سببها حتى إلا أنها أردفت بسخط شديد :" أنظر إلى الوقت الذي أضعناه لأجل مجرد قمامة ! أنت لست عبد حتى ، فحتى العبيد يمتلكون أسر تدافع عنهم لكن وبحسب ما فهمته أسرتك هي من وهبتك لهم بإرادتها ! "
ضحكت بسخرية قبل أن تكمل :" أتسائل أي نوع من الأشخاص هو أنت ؟ مجرد شخص قذر يتم التخلي عنه وفوق هذا تأتي للحديث بثقة مع من هم أعلى شأناً منك ! لو كنت بمملكتي لتأكدت من تعذيبك لتفهم مكانتك "
عض ريكايل على شفتيه بعد أن أنكس رأسه للأسفل ، معدل ضربات قلبه إزداد أكثر وكأن كل نبضة به تتسابق لتؤلمه أكثر ، ماذا فعل هو لها الآن لتخبره بشيء كهذا ؟
هو لا يذكر حتى أنه وجه أي حرف لها ، ليس وكأنه نسي ولو للحظة واحدة تخلي أسرته عنه ، هو لن يتمكن من نسيان وجوههم بذلك اليوم ، رفع بصره لينظر لتوأمه الذي كان يحدق بإيما بكل غضب .
وجه ريك نظره لريكايل عندما شعر بنظراته وكم تألم بسبب نظرته التي توحي بعتاب شديد لهم ، وهو أخذ هذه النظرة على أنها موجهة نحوه هو دون عن بقية العائلة !
لم يتحدث أي أحد عندما بدأت هالة تنبأ بالخطر تخرج من جسد ويل ولسبب ما بدت عيناه الحمراء القانية أكثر ضيقاً وتتوهج بطريقة مخيفة ، حدق الجميع به برهبة ، هو للتو أثبت لهم أنه ليس مجرد طفل يلهو هنا وهناك ، ربما أثبت أنه حقاً شقيق جيسي الأصغر فهالته أجبرتهم جميعاً على الشعور بضغط خانق .
هو نطق ببرود وتهكم :" و أين هي أسرتك من إرسالك لمهمة إنتحارية يا آنسة !؟ أم أنهم واثقون أن لقب أميرة وآنسة لا يناسب أمثالك من الحثالة ! "
شهق ريكايل بفزع بينما توسعت عينا إيما بصدمة وما إن كادت تجيب حتى بدأت هالة ويل تبتلع من قبل حضور الحاكم والذي وضع إحدى يديه على شعر شقيقه والأخرى هو إتكئ بها على كتف ويل أيضاً بينما ينطق بإبتسامة ساخرة :" هل تمت إهانة مستشاري للتو ؟ سمو الأميرة إيما هذا الإجتماع لن يتم من دون وجوده لذا إما أن تعتذري منه حالاً لنكمله بالغد بسلام أو تغادري أنتي المكان ليتواجد هو به ! فكما قلت سابقاً نحن لسنا بحاجة لأطفال لا يجيدون حتى الإعتراف بأخطائهم "
هو عاد للسير بعدها للخارج بعد أن تأكد من أن هالة شقيقه الأصغر قد عادت لسباتها تقريباً لينطلق لغرفة العرش بعد أن إستفسر من جيفري ونيو عن بقية أفراد العصابة ولمن تم تسليمهم تماماً !
وبذات الغرفة كانت إيما تحدق بالفراغ بصمت بينما نهض شقيقها ليتحدث ببرود :" أيمكنك التوقف عن تصرفاتك المزعجة فنحن لسنا بمملكتنا ؟! "
نظرت لشقيقها الأصغر بإستياء شديد فكيف له أن لا يقف معها ؟! أحقاً هو موافق على البقاء مع مجرد خدم وعبيد ؟ هي نظرت بتهكم قبل أن تنطق :" مهلاً تذكرت ألست ذات المغفل الذي لا يمانع الجلوس مع عبده دائماً ! إذاً لن أتوقع ما هو أفضل منك ! "
هو تنفس بعمق ومن ثم سار لمغادرة الغرفة و خلفه آندريه ، ومن جهة أخرى أمسك ويل بيد ريكايل وسحبه معه لغرفته .
نيرو نهض ليقترب من إيما قبل أن يوجه نظراته نحو ليون وهو ينطق :" ليو وجدت لك العجوز الشمطاء التي تمنيتها لك دائماً ! "
ليون الذي كان يشرب المياه بصقها بقوة وحدق بنيرو بشيء من الإشمئزاز قبل أن ينطق :" أرجوك لا تتحامق "
نهضت ريبيكا وهي تعبث بخصلات شعرها الشقراء بينما تتحدث بترفع :" هذا فظيع نيرو ! حتى ليون المتفحم لا يستحق مثل هذه العقوبة ! هي بحاجة لأفعى أو غوريلا "
صمتت قليلاً قبل أن تعود للحديث مرة أخرى :" مهلاً حتى الحيوانات و الوحوش سترفضها ! "
إقتربت من إيما ووضعت يداها على كتفيها وهي تنطق بآسى مصطنع :" مع الأسف يفضل أن تمضي حياتك كلها بمفردك وبغرفة معزولة حتى لا يتأذى أحد من رؤية وجهك ! "
حدقت إيما بهم بشر كبير وهي تنطق بشر بينما تبعد يديها عنها بإشمئزاز :" هذا مقزز ! لا أسمح لذوي الدرجة الثالثة بلمسي "
رمشت ريبيكا عدة مرات وهي تشير لنفسها قبل أن ينهض آيزاك بينما ينطق :" رفاق لنغادر فقط فأحدهم حتى الجحيم لا تستحق أن يلقى بها ! "
شهقت إيما وهي تنظر له بينما هو غادر برفقة بقية قبيلته لغرفتهم المعدة مسبقاً ، ريك كان قد رحل خلف شقيقه من مدة بينما طلبت كلير من جيف أن يتوجهوا لغرفهم هنا وهي لا تصدق حقاً أنها ستقضي ليلة مع كل هؤلاء المجانين .
آرون نهض من مكانه ليتحدث بعتاب :" توقفوا عن إزعاج الآنسة الشابة ! وأنتي آنستي أراهن أن لا أحد هنا شرح لك من قبل ما معنى العدل أو التصرفات السليمة مع الآخرين وسأكون أكثر من سعيد لشرحها لك "
رفع آرثر أحد حاجباه بإستنكار تام بينما ميلينا أخفت وجهها بكفي يدها وهي لا تفهم حقاً سبب فعل معلمها لهذا !
أفراد قبيلة الشياطين كانوا يضحكون بالفعل على تعابير وجه إيما التي تكاد تنفجر من حديث آرون ، بينما تينا كانت تجلس على المقعد وهنالك إبتسامة تشق وجهها بسبب ما تعانيه .
بالنهاية هي صرخت بوجه آرون :" أغلق فمك يا حشرة ! "
لم يستطع آرثر منع نفسه من الضحك على ملامح صديقه المنصدمة بينما عبس آرون وهو يتحدث بإستياء :" آنستي هل كنتي تستمعين لي حتى ؟ أخبرتك هذا فظيع ولاسيما أنه يصدر من أميرة .. "
تجاهلته إيما لتسير للخارج وتتبعها تينا فوراً ، حرك آرون رأسه يساراً ويميناً دلالة على اليأس ليتحرك آرثر للخارج وهو ينطق :" إذاً تنوي البقاء واقفاً مكانك أم تأتي معي لإستكشاف المملكة "
خرج آرون من حالته تلك ونظر لميلينا وهو يتحدث :" لنذهب هيا "
تململ آلبرت وهو ينطق :" حسناً ، سأذهب للعثور على ضحايا لأتسلى قليلاً بعيداً عن قصر الحاكم المخيف "
نهضت ريبيكا وهي تنطق :" خذني معك حتى لا تجدوا جثة تلك المشعوذة "
تململ ليون وهو ينهض أيضاً بينما ينطق :" أنتم ستعطونها أكثر من حقها هكذا ! إنسو أمرها فقط ! بكل حال أرغب بإستكشاف تصاميم القصر فهي بدت مميزة "
نظرت له ريبيكا وهي تنطق :" كالعجائز تماماً "
لم يبالي حقاً بل نظر لنيرو ليتحدث :" أترغب بالذهاب مع أحدنا ؟ "
هو أومئ سلباً بينما ينطق :" إشتقت لنفسي حقاً ! سأذهب للجناح الخاص بنا وأستمتع بعزلتي قبل عودتكم "
عبست ريبيكا وهي تنطق :" من الفظيع حقاً أن يوجد شاب وسيم يفضل العزلة ! هذا يؤذي قلبي "
تجاهلها نيرو وإتجه للجناح الخاص بهم بصمت بينما نطق آلبرت وهم يسيرون للخارج :" ظننت أن قلبك لن يتسع لأكثر من الحاكم جيسي "
هي شهقت لتضع يدها على فمه بينما تنطق :" هو حلم بعيد المنال يا مغفل ! لذا لا بأس بأن أُعجب بالجميع فالمجموعة بأكملها مجرد أحلام "
هي قالتها بأسى شديد قبل أن تردف بتمني :" لو أمكنني لقمت بتحويلهم جميعاً لشياطين "
تنهد آلبرت بملل ليسير بهدوء وهو يجول بعينيه بحثاً عن ضحية أو لعبة جديدة .
*****
جلس على عرشه بينما يسند رأسه ليديه وهو يفكر بمن سيشاركونه هذه المهمة ، هو تذكر كل مواقفهم منذ بداية تعرفه عليهم ، فبعضهم هو قابله قبل المهمة للعمل ، والبعض قابلهم لمشاكل عرضية كالجان ، وهناك من تعرف عليهم للتو فقط .
لم يكن هذا هو الشيء الوحيد فهناك من أصبح يرغب بقتله أيضاً ، ويتسائل إن كان سيتحامل على نفسه طويلاً بالمهمة !
أغمض عيناه عندما شعر بهالة أميرة المحولين وبالرغم من أن هالة المتحولون بالعادة خافتة كالبشر إلا أنه تمكن من إلتقاطها وتحديد هوية صاحبتها وكيف لا وهي تترأس القائمة ممن يرغب بقتلهم ؟!
فتحهما عندما دلفت لغرفة العرش ونظر لها بشيء من البرود ، هي نطقت بإحتجاج فوراً ضاربة بكل إحترامها للحاكم الجالس أمامها عرض الحائط :" أنا أرفض هذا حقاً ! كيف لنا الجلوس على نفس الطاولة مع العبيد والنبلاء ؟ وفوق هذا كله أنت جمعتنا مع عبيدنا بغرفة واحدة ! ألا تعلم أنهم يمنع عليهم الجلوس حتى بغرفنا ؟! أو بوجودنا يجدر بهم الوقوف فقط "
هو تنفس بعمق شديد بينما يراجع كلامها بعقله ، هل أشارت له بأنت ببساطة ؟ أملت عليه الأوامر ؟ يحق له قتلها لكنه خرج من أفكاره عندما تحدثت بضيق :" وفوق كل هذا تأتي وتجرء على أن تطلب مني الإعتذار من شخص لا تساوي حياته حياة حيوان متشرد ! "
ضاقت عيناه أكثر ونهض من عرشه ليهبط لها بينما وقف أمامها وهالته لا تنشر سوى نية القتل بالأرجاء ، نهض سام من مقعده بتوتر وهو ينطق بقلق :" بُني جيسي ؟"
كز على أسنانه بينما ينطق بكل إنزعاج :" إستمعي لي جيداً لإنني لا أكرر كلامي بالعادة ، أولاً أنتي هنا بمملكتي وقصري كضيفة وهو ما منعني من قتلك الآن ! لكن لا تجرأي وتقللي من إحترامي مطلقاً وإلا حدث ما لن يعجبك وثقي بي لن تعجبك النتائج ، ثانياً أنتي مجرد ضيفة لا أكثر هنا لذا لا أحد يسير إلا على قوانين المُضيف ! يمكنك النوم خارجاً إن لم تعجبك وثالثاً من تتحدثين عنه بالنسبة لي حياته تساوي حياة كل من يعيش بمملكتك لذا ستعتذرين منه أو ستطردين من هنا "
أنهى كلامه وطردها من القاعة ، ليعود لعرشه بكل هدوء ، هي تزعجه للغاية ، تفتح أبواب من ذكرياته السابقة التي لا رغبة له بإعادتها !
هي فقط من الصنف الذي لا يطيقه مطلقاً ، أم أنهم يظنونه الملك العادل الذي أصبح هكذا من الاشيء ؟!
*******
وبذلك الجناح الفخم هو وقف بزاوية بعيدة نسبياً بينما عيناه الزرقاء الواسعة تحدق برعب بما يحدث أمامه وهو يتسائل بنفسه عن كيف تغير من ذلك الشقيق اللطيف الذي كان يسنده دائماً ويمسح على شعره بلطف عندما يبكي ؟ كيف له أن يتحول فجأة لوحش مسعور فقط ؟
و من الجهة الأخرى للغرفة آيزاك رفع كل من إيكاري و نيو من ياقة قميصهما وهو يتحدث بشر مطلق :" إذاً ما هي عقوبة الخيانة ؟ "
سعل إيكاري بقوة وهو ينطق بصعوبة :" توقف أرجوك "
أجابه بذات نبرته السابقة :" أفعل ماذا ؟ ألم تكونا مستمتعين هنا ؟ أنا أذكر أنكما ضحكتما بقوة بدلاً من جعلي أصمت ! "
نطق نيو بألم :" حسناً هل ستقتلنا الآن !؟ "
هو تركهما أرضاً ليسقط كلاهما بينما يتنفسان بعمق شديد ليجلس بينهما ويحتضنهما بيداه وهو يتحدث :" قتل ! مستحيل هذه عقوبة مخففة للغاية ! أنتما تستحقان حياة مليئة بكوابيس اليقظة و أنا سأحققها لكما بكل سرور "
لا يعلم كيف لكن وقعت عيناه على توأمه الذي ينظر له بشيء من الخوف ليعبس قليلاً وينهض بينما يتحدث :" هل أنت خائف مني ؟ "
رمش زاك عدة مرات وحاول التراجع خطوة للخلف غير مدرك على ما يبدوا أنه يقف بالفعل عند الحائط ولا مجال للتراجع هذا دون ذكر أن آيزاك أمامه بالفعل ويحدق به بحاجب مرفوع !
بالنهاية هو رفع يده ليبعثر شعره بخفة بينما يتحدث بشيء من الهدوء :" لا تقلق فأنت أخي التوأم ! لن أقوم بإيذائك كما أنك يا صغيري لم تضحك كما فعل بعض الخونة ! "
إبتسم زاك له بلطف وهو ينطق :" لكنني لم أعهد أخي الأكبر متنمراً ! "
قطب آيزاك حاجباه وهو يتحدث :" متنمر ؟ هما يستحقان ! أنا أرغب بدفن نفسي و قتل كل من شهد على ما حدث وهما يضحكان فقط ! هذا هو التنمر "
ضحك زاك بخفة بينما نيو كان ينظر لهما بإبتسامة هادئة ، ليس وكأنه لا يشعر بطاقة صديقه التي تشع بالسعادة وهو يحدث شقيقه ، هو لازال يذكر بداية تعارفهما الكارثية !
لم يصبح صديقه بطريقة طبيعية مطلقاً ، لكن ماذا يمكن أن يحدث بطريقة طبيعية لشخص غير طبيعي كآيزاك على أي حال ؟
هو كان يراه كجبل جليدي متحرك تستحيل إذابته ولو تعرض لحرارة الشمس مباشرة ، ولكن ككل شيء بعض المواقف و الوقت أثبتا له أنه وبداخل ذلك الجبل قلب ينبض ويشع بدفئ مغمور بسبب بالألم !
و من ناحية آيزاك هو كان يشع سعادة الآن ، كل شيء بالنسبة له مكتمل ، تلك السعادة التي طغت على حياته عندما إستعاد أغلى ما ملكه يوماً ، هو ظنه رحل للأبد بلا عودة ، فقد الأمل بحياته ومن وجوده لإنه أخفق بمهمة واحدة وهي رعاية شقيقه ، و فوق كل هذا رحل مباشرة بعد شجار حاد بينهما دون صلح !
وفجأة هو عاد للظهور أمامه ليشعر وكأن سنين حياته السابقة ما كانت إلا وهم مؤلم و إنقشع أخيراً من حياته الرمادية لتعود الألوان لها ، والآن عاد الأمان والثقة بالنفس له وهو يرى توأمه يثق به مجدداً .
إيكاري كان يتحسس عنقه لينطق بإنزعاج :" متوحش "
خرج آيزاك من هالته اللطيفة ليعود لتلك المخيفة وهو ينطق :" ومن قال أنني عفوت عنكما ؟ وأنت توقف عن تحديقك بي كعجوز فخور بأحفاده ! "
ضحك زاك بشدة بينما رفع نيو أحد حاجباه بإستياء وكاد يجيبه لولا أن آيزاك تحدث بلطف وبراءة :" والآن صديقا طفولتي العزيزان كيف سنستمتع معاً ؟"
وتلك البراءة واللطف الشديد أخافهما وبشدة فعيناه تخبرهما بعكس نبرته ، هما تنبؤهما بأنهما بعد قليل قد يطلبان الموت حقاً !
لذا أقل من عشر من الثانية وكان كلاهما خلف زاك لينطق إيكاري برعب :" زاك هذا مخيف للغاية "
إلتف ليواجههم وهو ينطق بنبرته السابقة مضيفاً لها قليلاً من الحزن :" مريع ! أنتما تهربان من صديق طفولتكما خلف شخص لم تتعرفوا عليه إلا من مدة قصيرة ولسبب ما من نبرتي التي أعجبتكما لدرجة الضحك قبل فترة ! "
تحامل زاك على نفسه ولم يضحك عليهم بينما ينطق :" لأجلي هذه المرة فقط ! أراهن أنهما نادمان بكل جوارحهما صحيح ؟"
أومئ كلاهما إيجاباً بسرعة بينما آيزاك أخذ نفساً عميقاً فهو حقاً لم يكن ليتركهم دون عقاب بسبب الإحراج الذي تعرض له ، لكنه أيضاً لن يكسر طلب شقيقه الأول بعد الصلح !
الجملة الأخيرة التي جالت بعقله جعلته يبتسم تلقائياً بينما ينطق :" لا بأس ! لأجلك فقط "
عانق إيكاري و نيو زاك بقوة ليبعدهما آيزاك عنه وهو ينطق :" هل تنويان قتله ؟ إبتعدا حالاً "
نطق نيو بعبوس :" والآن يلعب دور الشقيق المذهل ! "
أجابه إيكاري :" دعه يفعل بما أنه يظن نفسه كذلك "
كاد آيزاك أن يجيب لولا تدخل زاك الذي نطق :" هو كذلك ! لا تتدخلوا بهذا ومن ثم لو أنكم تنكرون ذلك لما كنتم قلقين للغاية عليه دائماً والأهم ملتصقين به "
تحدث نيو بسخرية :" أنت تغار منا ؟ "
عبس زاك ليتحدث :" أجل ! أنا لم أره منذ سنوات وهو كان معكم لذا الآن هو دوري أنا "
ضحك آيزاك بخفة وشاركه كل من نيو وإيكاري ليزداد عبوس زاك وهو ينطق :" مغفلون ! "
******
جلس ريكايل بمكانه المعتاد المفضل ربما وهو يتأمل السماء بهدوء ، عليه إستعادة نفسه و تصحيح أخطائه بالعمل فهو تهاون كثيراً و جيسي أعطاه حقاً الكثير من الفرص !
هو كاد أن ينهض عندما شعر بسيده خلفه نظر له بهدوء قبل أن يتحدث ويل بإنزعاج :" هل أنت غاضب منها ؟ ليس عليك الإهتمام بما قالته كما تعلم "
نظر له ليبتسم بخفة وهو يبعثر شعر سيده لينطق :" لا تقلق أنا بخير ، فقط أعمل على تصفية ذهني لأعمل بجهد أكبر لأساعد سيدي الحاكم "
إبتسم ويل بإتساع وهو ينطق بمرح :" لا تقلق أنت تساعده كثيراً ، ولطالما فعلت لذا القليل من الأخطاء بفترة ما ليست بتلك الأهمية حقاً "
أجابه ريكايل بشيء من السخرية :" ألا تلاحظ معي أنك بدأت تنضج ؟ "
تهجم وجهه بينما يضربه بخفة بقبضة يده وهو يتحدث :" أنت مزعج ! الحق علي أساساً أنني أتحدث معك وقلق عليك ! "
إبتسم ريكايل له بإمتنان قبل أن تصبغ ملامح ويل بالجد والحزن :" لا أريدك أن تظن أنك مجرد خادم هنا ! أنت صديقي الوحيد ، وتعني لي الكثير لذا أرجوك لا تحزن و أنا .. "
لم يكمل فهو وجد نفسه بين أحضان صديقه الذي نطق بحنان :" أعلم ويل ، أُدرك هذا جيداً وعندما أعمل بجد لا أفعلها بسبب الخوف أو لإنه واجبي فقط ، وإنما أشعر بأنه ربما يمكنني رد القليل مما قدمتموه لي وأسعد حقاً عندما أشعر بأنني ساهمت ولو بالقليل من سعادتكما "
هو نطق بينما يبتعد عنه :" ريكايل أنت جزء من الأسرة ! "
بعثر ريكايل شعره وهو يشكره قبل أن ينطق :" إذاً لنذهب لتفقد كبير هذه الأسرة والذي ينشر حالياً كمية هائلة من الطاقة السلبية "
ضحك ويل بخفة لينطلق خلفه غير مدركين للشخص الذي كان متواجداً وسمع كل شيء ليتركاه بمشاعر متفاوتة تماماً ، أهو سعيد لما سمعه الآن ؟ أم يتألم لشعوره بأنه تم إستبداله ؟ لكن أليسوا السبب بذلك ؟ هم من أرسلوه لهم ومن الجيد أنه عثر على أسرة تحبه ولا تهمله ، هذه كانت أمنيته صحيح ؟ رؤيته سعيداً فقط ! لن يكون أنانياً ليطلب أكثر .
هو سار بخطوات منكسرة لجناحهم الخاص بصمت دون أن يدرك هو الآخر أن هناك من شاهد كل شيء !
نطق ليون بإنزعاج :" لما جميع الأشقاء ليسوا على وفاق دائماً ؟ "
تقدم آرون وهو ينطق :" ذلك الشاب بحاجة لشخص يخبره كيف يتقدم ويتحدث بصراحة عن مشاعره "
أمسك آرثر به وهو ينطق :" لا تتحامق آرون ! أنظر لملامح أمير البشر ، يبدوا أمراً معقداً "
*******
كان كيفين يسير بالأنحاء بملل قبل أن يتحدث :" هذا ممل حقاً ! "
نظر آندريه له ليتحدث :" هل هناك شيء معين ترغب بفعله ؟ "
أومئ سلباً وهو يتحدث :" لنذهب للجناح للنوم "
رمش آندريه عدة مرات قبل أن يتراجع للخلف وهو ينطق بتوتر شديد:" هل سنكون معاً ؟ "
نظر له قبل أن يجيب بسخرية :" وهل أنت خائف ؟ لا تظن أنني أتناول اللحوم النية "
هو أخفض رأسه لينطق :" لكنها إهانة لك ! أنت أمير كيف لك أن تنام مع مجرد عبد "
تقدم له ليتحدث بإنزعاج مصحوبة بالسخرية :" لقد نمت قبل فترة على أريكتي الشخصية أتذكر ؟ لم يحدث أي شيء ! لذا الأمر ذاته الآن وأنا لن أهتم حقاً للآخرين بما أن الأمر لا يزعجني "
هو أومئ بتردد شديد لينطلق خلفه .
******
وبالقصر دخل كل من ويل و ريكايل لداخل غرفة العرش بينما ينطق ريكايل بمرح وصخب :" ما هو الشيء الذي يجعل سيدي الحاكم هكذا كقنبلة موقوتة "
نظر جيس له ولا ينكر بداخله أن شيء من غضبه تلاشى برؤيته بخير و أيضا برؤية شقيقه بخير تماماً .
لكنه أجاب بسخرية بكل حال :" شعرت بقدومك فقط ! ومن ثم ماذا حدث لك قبل فترة كنت أشبه بجرو متشرد ضائع ! "
أجابه بذات المرح :" أليست الجراء لطيفة ؟ أنت تعتبرني لطيف إذاً ! ومن ثم سيدي كيف يمكنني رؤيتك تدافع عني بكل قوة وأبقى ضائعاً ؟ لقد تذكرت أنني بمنزلي بالفعل "
إبتسم بخفة وهو يعيد نظره لأوراقه بينما تنهد سام بملل وهو ينطق :" مؤسف الإعتراف أنني سعيد بإنتهاء المشاكل فأخطائك تصبح جسيمة بمرور الوقت "
عبس ريكايل بخفة ليضحك ويل ، قبل أن يتنهد الأول وهو يتحدث :" سأعود لتفقد الإجراءات والتأكد منها "
نهض جيسي ليتحدث :" سأرافقك هذه المرة لننتهي بسرعة "
أومأ ريكايل له بينما إتجه ويل ليجلس بالقرب من عمه ويتحدث معه .
******
وبممرات القصر كان آرون يسير بخطوات هادئة برفقة صديقه و ميلينا وهو ينظر بملل لآرثر الذي تحدث :" حقاً أتنوي الحصول على لكمة بمنتصف وجهك ؟ توقف عن إعطاء محاضرات طويلة للجميع كأنك أحمق حقاً "
عبس آرون ولكنه ما لبث أن ضحك بصدق شديد وهو يتذكر ردة فعل الملك بعد نهاية محاضرته تلك ، لينطق بصعوبة :" أنت فاتك أفضل ما حدث ! الملك طالب بإعدامي بعد محاضرتي عن التوأم "
شهق آرثر بقوة وهو لا يعلم سبب ضحك صديقه الذي إستمر وهو يكمل :" ملامح وجهه لم تقدر بثمن ! "
نطقت ميلينا بإستياء :" لكن هذا كان مخيفاً ! هو ملك مخيف للغاية "
توقف عن الضحك ليتقدم منها بينما يبعثر شعرها :" مخطئة تماماً ، هو لطيف للغاية ! الحدة الموجودة بعيناه ، هالته المخيفة وكل كلماته الحادة كنصل السيف لم تمنع أن أكتشف أنه لطيف من الداخل ! لازال أمامك طريق طويل للإحتراف ميلينا إن لم تكتشفي هذا بمفردك "
هو صمت تماماً عندما شعر بهالة من يتحدث عنه بالقرب منه ، تسمر كالتماثيل حتى أبتعد جيسي قليلاً ليتحدث بقلق :" آرثر هو لم يسمعني عندما قلت أنه لطيف صحيح ؟ "
تمتم آرثر بكلمة أحمق عندما تعالى صوت ضحكات ريكايل بينما حدق جيسي بهم ببرود ليتابع سيره وهو ينطق لنفسه :" ليست غلطتهم هم ! من يستحق الإعدام هو أنا لجمعي لكل هؤلاء المجانين بقصر عريق كهذا "
وريكايل حاول كتم ضحكاته ولم ينجح لينظر له جيس بطرف عينه بنظرة أجبرته على إبتلاع ضحكته .
لا ريكايل و لا جيسي فاتهم تبدل حال هالة آرون فور معرفته بوجودهما ، ربما هذا هو ما منع جيس من وضع إسم آرون ضمن من يتمنى أن لا يتهور ويقتلهم ، نظرة واحدة حنونة من آرون بإتجاه ويل جعلته يدرك أن هذا الشخص لا يظهر حقيقته ، وإن كانت إبتسامته تلك لأقل من ثانية .
تبقى فقط إسم آلبرت فهو يكره العابثين بالأرجاء دون فائدة تذكر ، لكنه يفضله بمراحل عن تلك الفتاة .
~ نهاية الفصل ~
قراءة ممتعة لكم 😍
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top