الفصل الرابع و العشرين
لم يمنع زاك نفسه من الضحك وهو يقف بينما ينطق :" لا ! فأنت حتى لو حاولت لن تصبح كذلك ! هي كانت فترة مؤقتة من اللطافة بلا حدود و إنتهت مع الأسف دون أي مقطع فيديو للذكرى "
نهض وهو ينطق بشر :" أتريد مقطع منها يا أخي ؟ "
ضحك بإستمتاع أكبر دون أن يتحرك من مكانه فهو واثق بأن توأمه لن يؤذيه حتى لو كان الأمر عبارة عن مزاح !
و بالفعل جلس آيزاك مكانه بسخط ليضحك آرثر بخفة ، بضع ثوان ونطق زاك بتساؤل :" أين ذهبت ؟ "
سؤاله جعل الآخران يتنبهان لصديقتهما المفقودة ، و بهذا نهض الثلاثة للبحث عنها قبل أن يصيبها أي مكروه .
ساروا معاً عدة خطوات حذرة قبل أن تخرج لهم وهي تحمل بيدها مجموعة من ثمرة التوت البري وتلتهمه !
حدق الثلاثة بها بوجوم شديد وهالة من الإستنكار تحيط بهم تماماً ، أول من نطق كان آرثر الذي إقترب منها وهو يتحدث بقلق :" كيف لكِ تناول أي شيء من هذا المكان ؟ ماذا لو كان مجرد فخ و هو كذلك على الأغلب !؟ "
إبتسمت بخفة بينما تقترب منه لتنطق :" أأنت قلق علي !؟ بالفعل آرثر أنت أكثرهم لُطفاً و لباقة هنا ! "
تململ آيزاك وهو يعود للجلوس بينما يتحدث :" بل هو الأكثر حماقة هنا لإنه يصدق أن وحش مثلك من الممكن أن يتضرر من فاكهة مسكينة ! "
لم يستطع زاك منع ضحكة ما من الإفلات منه بينما مرر آرثر أنامله بين خُصلات شعره السوداء وهو ينقل ببصره بين كل من آيزاك الغير مُبالي كما يدعي و بين ريبيكا التي تبدوا له بخير تماماً !
هي شهقت بخفة قبل أن تتقدم منه بخطوات واسعة كالعساكر لتقف أمامه بينما تنطق :" أتعلم أنني مستعدة لقتلك حالياً و إن كنت وسيماً ؟ بالنهاية لدينا وسيم يشبهك تماماً هنا و الأهم هو أن قلبي يحتل مُعظمه جيسي حاكم مصاصي الدماء و أنتم فقط البقية "
لم يستطع منع نفسه من إطلاق صوت ساخر وهو يحدق بها بينما عاد آرثر و زاك للجلوس ، الأول نطق بهدوء مُقاطعاً بذلك الشجار الذي إستشعر إندلاعه إن أضاف أحدهما أي حرف :" أين عثرتي على هذا الشيء ريبيكا ؟ "
تنهدت بتعب وهي تجيبه :" هو توت بري ! طعمه ليس مُختلف مُطلقاً عن العادي ومن ثم لابد من وجود نباتات طبيعية هنا ! "
تحدث زاك بقلق :" لكن يفترض بأن تكون هذه القارة عبارة عن صحراء جليدية ! وجود غابة بها أساساً غير منطقي ! بالتالي تناول أي شيء من هنا ليس كذلك ! "
وضعت ما بيدها بفمها بأكمله ونطقت ما إن إبتلعته :" حسناً لننتظر عدة ساعات إن حدث لي أي مكروه لا تتناولوا منه ! "
ضرب آيزاك جبهته بخفة وهو ينهض بينما يهتف بضيق :" أمامنا مُهمة علينا إنهائها بنجاح ! وموتك منذ الآن سيسبب المتاعب للجميع ! "
وقفت أمامه تماماً لتجيب بإنزعاج :" إذاً سيد مارش كل ما يهمك هو أن لا يسبب موتي المتاعب لك ! "
أتاها رده سريعاً بارداً :" أجل بالطبع ! نحن هنا نعمل على شكل جماعة وتهور واحد قد يتسبب بقتل كل من معه أو فشل المهمة بالكامل لذا أوقفي خُصلة العبث بالأرجاء الخاصة بقبيلتك و إعملي بجد فحسب "
كزت على أسنانها بإستياء , بينما وقف آرثر بالمنتصف وهو يتحدث بهدوء :" توقفا حالاً ! لا تتشاجرا الآن فنحن أيضاً لسنا بحاجة للشجار معاً , علينا العمل برفقة بعضنا البعض "
أمسك زاك بيد شقيقه بينما يتحدث بتوتر :" لا تستمعي لما يقوله دائماً فهو لا يستطيع التعبير عن قلقه بوضوح ! "
رمشت عدة مرات وقد تبخر الغضب من ملامح وجهها الجميلة وهي تنطق بمرح :" كنت أعلم أن شخص وسيم يستحيل أن يمتلك قلباً قاسياً ! كان عليك إخباري من البداية بأنك شخصية كتومة ! "
حدق بها آيزاك بإنزعاج قبل أن ينظر لتوأمه المُبتسم ليهدأ قليلاً , فبالنهاية ليس قلقاً على نفسه بقدر خوفه على من يقف بجواره الآن ! هذا يُرعبه بكل مرة يتخيل أن يرى شقيقه ينهار أمامه , أو أن يكتشف الآخرون ضعفه وبالتالي أنهما هجينان , أسيتم قتلهما حينها من قبلهم ؟ أسيقتلونه حينها بعد توأمه ؟! أم سيكون عليهما التمرد وحسب إن حدث هذا ؟ ليس وكأنه سيقف ويراهم يقتلون شقيقه بإستسلام مُطلقاً !
أغمض عيناه مُفكراً بأن صديقاه نيو و إيكاري يعلمان الحقيقة و كذلك ريكايل وجيسي , وهناك الأمير البشري و من معه ! إذاً أهم سيحمونهم من البقية حينها أم سيضطران لخيانة البقية للحفاظ على حياتهما ؟!
تنفس بعمق ليعودوا للجلوس بينما يركز الثلاثة أبصارهم على ريبيكا وهالتها لإلتقاط أي تغيير ولو بسيط بها لكن هذا لم يحدث بالرغم من مرور عدة ساعات و بالنهاية نهضت ريبيكا من مكانها بملل وهي تنطق :" ألا تظنون أن المكان هادئ أكثر مما يجب ؟! فلا شيء قام بمهاجمتنا حتى ! "
وقف زاك من مكانه ليتحدث بخفة :" سأذهب لتفقد المكان إذاً "
نهض آيزاك من موقعه بسرعة وهو يهتف بحده :" وهل تظن أنك قادر على التعامل معهم بمفردك ؟ لم يتم قسمنا لعدة فرق لتتصرف بأنانية ! "
ظهر الإستياء على وجه الأصغر وهو ينطق :" أنانية ؟! أترغب حقاً بأن يحدث شجار بيننا مُجدداً ؟"
أمسك من يده بخفة وهو ينطق ببرود :" أجل ! سأكون سعيداً بأن تغضب مني إن كان هذا يعني أنك بخير ! "
إتسعت عيناه قليلاً وهو يحلل جملة توأمه , أبعد يد شقيقه عنه ثم إستدار مُغادراً وهو يتحدث بصوت هادئ :" لن أبتعد عن كثيراً وأنت يمكنك الشعور بهالتي إن شعرت بأنني إبتعدت أكثر مما يجب فتعال إلي "
عاد آيزاك للجلوس بمكانه وهو يحدق بالسماء بهدوء شديد ودون أن يلتفت حتى لآرثر و ريبيكا الذين ينظران له بقلق وحيرة , فقد تبدلت هالة كلاهما بسبب الجملة التي نطقها آيزاك !
زاك سار بخطوات هادئة يتأمل ما حوله بشرود , أتخلى شقيقه عنه بطفولتهما لحمايته ؟! هل هدده والده به مثلاً ؟ ولهذا هو غادر دون الإهتمام لمشاعره ؟! أراده أن يكون بخير فقط ؟ وهو سار لقصر والده والذي بحسب ما عرفه لم يكن سوى جحيماً بالنسبة له ولأصدقائه !
لكن مع هذا حتى الجحيم تبدوا له أفضل من شعوره بأنه مجرد قمامة تم إلقائها بعيداً ما إن فرغ صاحبها من إستخدامها ! وكأنه ورقة شجر تم إلقائها أرضاً بعيداً عن أمها و أخواتها بعد أن فقدت بريقها بسبب التعب , ومع ذلك ألم يكن آيزاك طفلاً حينها ؟! ربما لم يفكر بهذا العُمق ؟!
ولكن إن كان الأمر هكذا حقاً فلماذا لا يخبره بذلك ويريح قلبه النابض بخوف ؟! إن مل توأمه منه أيتكرر الماضي مُجدداً ؟ إن حدث وشعر بأنه تهديد له الآن ولإكتشاف حقيقته هل سيلقيه للموت ؟!
شهق برعب وهو يضع يديه على قلبه بينما ينطق بهمس مُتألم :" توقف عن إتهام توأمك بمثل هذه الأمور زاك , ما فعله لك يدل على أنه يحبك وللغاية لذا لا تتهمه هكذا ! لا تنظر له بشك وتؤلمه على ما مضى وأنت من قررت مُسامحته ! "
تنفس بعدها بعمق طارداً تلك الأفكار المُظلمة من ثنايا عقله ليكمل سيره بخفة , لكنه ما فعل حتى شعر بهالة ضعيفة وغريبة تحيط به من كل الجهات ! وهو حقاً لم يستطع أن يميز إن كانت سلبية أم لا !
تراجع للخلف عدة خطوات ولكنه تعثر بغصن إحدى الأشجار وعندما أراد النهوض شهق بخفوت فقدماه تم تقيدهما بواسطة الأغصان , إحتدت عيناه قليلاً وهو يحاول الإبتعاد و التحرر , كيف نسي أن آرثر أخبرهم أن هنالك شيء غريب يدافع عن المنطقة ؟! بل كأنها هي من تدافع عن نفسها ؟!
حرر شيء بسيط من طاقته ليمزق الأغصان وينهض راكضاً من مكانه ومع ذلك هو وجد الطريق الذي قدم منه قد أُغلق تماماً بالنباتات ! إبتلع رمقه بهدوء وهو يحدق حوله لإيجاد مخرج له , هو واثق بأن شقيقه سيأتي له مهما كلفه الأمر لذا عليه المقاومة حتى وصوله !
شهق برعب وتراجع للخلف عندما سمع صوت مُشابه تماماً لصوته ينطق بسخرية :" أأنت حقاً واثق من قدوم توأمك لأجل ؟ هو سيتخلى عنا ! "
نظر لإنعكاسه الواقف أمامه بصدمة ليتراجع عدة خطوات بينما أكمل شبيهه :" تذكر من تخلى عنا مرة سيكررها مُجدداً و مُجدداً ! "
همس بتوتر :" من أنت ؟"
إختفى ليظهر أمامه تماماً وهو ينطق :" أنا هو أنت ! تجسيد لأفكارك المُظلمة ! "
رمش زاك عدة مرات قبل أن يتحدث بإنزعاج بينما يبعده عنه :" وهذا بحد ذاته سبب يدفعني لعدم الإستماع لك ! فأفكاري ليست صحيحة بالكامل ! لاسيما إن أضفت أنك أخذت المُظلمة منها فحسب "
حرك من أمامه كتفيه بلا مُبالاة ليختفي وكأنه لم يكن ولكن هذا تزامن مع ضربة على رأسه أفقدته وعيه من قٍبل تلك النباتات التي نسي أمرها تماماً و بعدها تم إرغامه على إبتلاع تلك الثمرة وقد كانت مُشابهة للتوت البري الذي وجدته ريبيكا !
لحظات فقط وعاد كل شيء لطبيعته بينما زاك فقط ملقي أرضاً , وصل الثلاثة له بصعوبة بالرغم من أن لا شيء إعترضهم حقاً إلا أنه بدى لهم وكأن المكان الذي زاك به بعيد للغاية !
هرع آيزاك لتوأمه أولاً وهو يحمله بين يديه بينما ينطق بقلق شديد قلما يظهر على ملامح وجهه :" زاك ! أخي أتسمعني ؟! ماذا حدث لك ؟ "
هو عض على شفتيه قبل أن يضع يده على رأس توأمه لينقل له من طاقته , تقدم آرثر لينطق بهدوء :" سأساعدك على ذلك "
كلاهما نقل له القليل من الطاقة لينهض زاك بفزع وهو يتأمل المكان حوله ! وبعدها هو نظر لملامح آرثر الحائرة و القلقة وحتى ريبيكا ظهر على وجهها بعض القلق , إلتف لتوأمه ليصدم بتلك الملامح الغاضبة !
بل هو حتى أمسكه من كتفيه موبخاً له مُغادرته , لم يكن منه سوى أن يبعد يديه عنه بإنزعاج وإستياء شديد فهو لم يلمح ولو ذرة قلق واحدة بعيناه بل فقط برود شديد وهذا آلمه وبشدة لذا نهض مُتجاهلاً الجميع للمكان الذي يفترض بهم قضاء ليلتهم الأولى به لينام !
وبالخلف حدق آيزاك به بصدمة شديدة فهو لا يعلم لماذا توأمه غضب ؟! بل لماذا شعر بهالة سلبية تخرج منه ؟ ألم تتجاوز علاقتهما ذلك ؟ تحدثت ريبيكا بحيرة :" لماذا هو أبعدك بينما أنت فقط تسأله إن كان بخير ؟"
آرثر الذي كان قد لاحظ حركاته زاك نطق بشيء من الدهشة :" بل لماذا بدت عيناه وكأنه تألم من ردة فعلك ؟! و كأنك لم تهتم له ! "
لم يجد أي منهم أي إجابة لذلك لكن آيزاك تبع توأمه فهو لن يتركه وحده بعد ما حدث له ! سار ليجلس بجوار توأمه الذي كان قد غط بالنوم بالفعل , هو مسح على شعره بشيء من الحنان وكأنه نسي ما حدث قبل قليل فكل أفكاره قادته إلى أن شقيقه مشوش بسبب الهجوم عليه وعندما يرتاح سيصبح بخير ! .
*****
بصباح اليوم التالي كان آرثر أول من إستيقظ وهو قرر إستكشاف المكان الذي كان به زاك بالأمس لتفقده , هو سار بخطوات حذرة ومُترقبة ومع هذا لم يشعر بأي خطر أو هالة تحيط به !
وفوق كل هذا ما كان المكان بعيداً كما حدث بمساء الأمس بل هو وصله بسرعة ! عض على شفته بقوة أهذا يعني أن ذلك الهجين هو من هاجم زاك بالأمس ؟ الهجين الساحر بل إبن العائلة الحاكمة للسحرة ! و إن كان هذا ما حدث حقاً فلماذا لم يقتله فحسب ؟ لا أثار لأي معركة و لا حتى إصابات بزاك ! أهم يتسلون معهم فقط ؟
إستعاد نفسه من أفكاره عندما سمع صوت بقية رفاقه , هو عاد لهم مُسرعاً ليجد أن زاك يحاول الهجوم على توأمه بينما الأخير يحاول إيقافه فقط , ريبيكا كانت تقف وتشاهد ما يحدث بتوتر شديد !
نطق آرثر بسرعة وقلق :" ماذا حدث ريبيكا ؟"
نظرت لآرثر لتهتف :" لا أعلم ! ما إن إستيقظ زاك سأله شقيقه إن كان بخير فحسب ! لكنه غضب و بدأ يتحدث بأنه لا شأن له بأفعاله و لا يحق له عتابه أو ما شابه بذلك و بدأ حوارهما يزداد قسوة ! الواقع من جهة زاك فقط فالآخر يحاول تهدأته وحسب ولا علاقة لردود زاك به ! "
ضيق عينيه ليتدخل ويبعد زاك عن شقيقه وهو يتحدث بهدوء :" زاك إهدأ ما بك ؟ ماذا حدث ؟ "
أشاح بوجهه عنه وقد أخذ نفساً عميقاً قبل أن يجيبه بحده :" أخبره أن لا يتدخل بما لا يعنيه ! إن لم يكن مُهتماً حقاً بي أو بأفعالي لا داعي لأن يجبر نفسه على ذلك , لست بحاجة لشفقته ! "
قطب آرثر حاجباه بحيرة فمن أمامه تجمعت الدموع بعنياه ! لكن لما هو يظن أن آيزاك لا يهتم ؟! إلتف للآخر ليجده يمسح على جرح نازف بيده قبل أن ينظر لتوأمه بإستياء لكن ملامح وجهه إختلفت لأخرى قلقة و حزينة بعد عبارة الآخر بل إنه نطق بألم :" ماذا فعلت أنا الآن زاك ؟ أردت التأكد بأنك بخير فكيف حولت الأمر لشفقة ؟ ظننت أنك قلت أنك ستتوقف عن هذه التصرفات ! أليس هذا ما وعدتني به ؟ "
صرخ الآخر بالمقابل :" أغلق فمك الآن ! لم أطلب منك الحديث , ظننت أنك تغيرت بعد كل تلك السنوات أو أنك ما تخليت عني إلا لحمايتي لكنني مُخطئ تماماً ! أنت فقط أناني "
تحدث آرثر بحذر :" زاك ما هي العبارة التي نطقها آيزاك و التي توحي لك بأنه ينوي التخلي عنك ؟"
قبض على يديه بقوة فهو لا يريد حقاً أن يتدخل أي أحد بما يخصه و توأمه لذا هو إكتفى بالصمت و الركض مُبتعداً عنهم ليتبعه الأكبر من فوره !
بتلك اللحظة هُم بطريقة ما عبروا كل من ليون وويل , حيث شعر ليون و ويل بوجودهما على عكس زاك و آيزاك اللذين لم يشعرا بهما !
شعر زاك بألم بقلبه لذا هو فقط توقف مُحاولاً التنفس بهدوء دون أن يدرك بوجود خيط من الدماء يسيل خارجاً من فمه !
إنهار بالنهاية أرضاً بينما إنهارت دموعه أيضاً , فهو لم يتوقع حقاً أن يتخلى توأمه عنه مُجدداً , بدى غائباً للوعي تماماً عندما صدرت شهقة مرعوبة من آيزاك الذي أسرع إليه ليرفع رأسه عن الأرض ويضعه بالقرب من قلبه وهو ينطق بألم :" زاك ! ماذا حدث لك يا أخي ؟ لماذا قلبك مُتعب لهذه الدرجة ؟"
لم يكن واعياً لتوأمه حقاً بل لم يشعر بوجوده حتى وهو ينطق بتعب شديد ووجه شاحب :" أنا لا يمكنني تحمل ذلك مرة أخرى ! لا يمكنني إحتمال فكرة أن تلقي بي مُجدداً "
وهنا كم لعن آيزاك نفسه لإنه لم يتحدث معه مُسبقاً ولم يعرف ما يعنيه توأمه بكلمة تخلى عني ! وللمرة الأولى منذ زمن إنهمرت دموعه لتغادر مُقلتيه بإتجاه وجه شقيقه التوأم علها تواسيه ربما ؟!
آيزاك ما كان يحتضنه ويبكي فقط وإنما كان ينقل له من طاقته وبكمية كبيرة لإعادة صحته على الأقل له , وأخيراً وصل صوت دقات قلب آيزاك للأصغر الذي هدئ تماماً كما إختفت عنه كل أفكاره السوداء , هو رمش عدة مرات عندما شعر بتلك الدموع تبلل خديه !
هي ليست دموعه حتى ! نظر لشقيقه بحيرة فهو ما عاد يفهم ما يحدث من حوله !
أليس شقيقه من طلب منه الموت قبل قليل ؟ إذاً لماذا هو إحتضنه و يبكي بل ويعطيه من طاقته ؟ لا يفهم الأمر حقاً !
عدة ثوان فقط وقطب حاجباه بألم فرأسه يألمه للغاية ! بل هو شعر بذكريات كل ما حدث معه منذ الأمس و لهذه اللحظة تعود إلا أنها بصورة مُختلفة وكلمات أخرى !
إتسعت عيناه بصدمة وهو يبتعد عن شقيقه بينما يتحدث بصوت هامس :" هذا مستحيل ! أنا لا أفهم ما حدث ! أكانت الصور التي رأيتها الآن هي الحقيقة ؟! "
حدق بشقيقه الذي ينظر له بقلق ليتقدم منه ويضع رأسه فوق قلبه مُستمعاً لدقات قلبه مُستذكراً ما هي الحالة التي وصل لها هو عندما كاد يفقدها للأبد !
وقف على قدميه لينطق بصوت مُرتفع :" لا أعلم من تكون ولكنني أعلم شيء واحد فقط ! دقات قلبه هذه هي الشيء الوحيد الحقيقي بحياتي ! لن أتوقف عن الثقة به مُطلقاً "
آمال آيزاك برأسه قليلاً وهو يبحث بناظريه عن الشخص الذي يتحدث زاك معه بينما وقف كل من آرثر و ريبيكا خلفهما قليلاً وهما ينظران لزاك وكأنه مجنون هارب من مصحة و إن كون آرثر فكرة عما حدث معه !
بالنهاية أمسك زاك بيد شقيقه وساعده على الوقوف وهو ينطق بعبوس :" آسف يا أخي ! لم أقصد حقاً لكنني وبطريقة لا أعرفها سمعتك تطلب مني الموت بكل مرة تتحدث بها معي ! وهذا مؤلم كما تعلم ! "
شهق آيزاك بسرعة ليتقدم آرثر منهم لإخبارهم بما يتوقعه ولكن وقبل أن ينطق هو شعر بهالة فريق ليون يظهر فجأة بل و الأسوء لقد ظهرت هالة تلك الوحوش مُجدداً قربهم لذا إنطلق الأربعة لإنقاذهم أو مساعدتهم !
### بالوقت الحاضر ###
نظر ريكايل لآرثر وهو يتحدث بتفكير :" لقد سمعت مرة عن نبتة تدعى بنبتة الوهم ! هي تجعل الأشخاص يتوهمون أمور أخرى ! "
أومئ آرثر له بينما يستند على الحائط خلفه وهو ينطق :" أجل لكنها ليست هي ! أعني هو قال لنا لاحقاً أنه تناول إجباراً من ثمرة تشبه التوت البري لكنها لم تؤثر بريبيكا ! "
نظر ليون وآلبرت لريبيكا قبل أن ينهض الثاني وهو ينطق بسخرية :" هل تناولتي منها أيضاً ؟ ومازلتي بخير ؟ حسناً هذا هو المتوقع من الفتاة المتوحشة ! "
شهقت بينما تجيبه :" متوحشة أنا ؟! تحدث عن نفسك أيها العابث عديم النفع ! "
تنهد كُل من ليون و آرثر بتعب بينما مسح ريكايل على شعر سيده الأسود ليرى أنه يحدق بالفراغ فحسب ! هو تحدث بصوت هادئ :" هل سيدي بخير ؟ "
نظر ويل له لينطق بإرهاق :" أيمكنني شرب القليل من دمائك ؟"
ضحك ريكايل بخفة وهو يجيبه :" ومُنذ متى و أنت بهذا التهذيب ؟ لا أصدق أنك تطلب الإذن أولاً ! "
عبس ويل ليهمس بأذنه بخفة :" هذا فقط لإننا لسنا بالمنزل ! لا أريد لأحدهم أن يعتقد أنك مجرد خادم ! "
أنهى عبارته ليغرس أنيابه بعنق ريكايل الذي أغمض عينيه بألم لعدة ثوان قبل أن يفتحهما بهدوء وهو يمسح على شعر سيده الداكن , هو حقاً فخور به فهو يكبر بكل يوم أكثر فأكثر و يصبح أكثر إتزاناً مما كان عليه بالسابق !
ريبيكا و آرثر لم يتوقفا عن القتال بينما نظر ليون للخادم و السيد عدة ثوان قبل أن يعيد نظره لآرثر وكأنه يطالبه بأن يكمل , حدق آرثر أولا بريكايل وويل ليبتسم بخفة فعلاقتهما لطيفة بالنسبة لخادم و سيد !
ومن ثم هو نظر لليون ليتحدث :" أظن أن تلك الثمرة أياً كانت فقط جعلت مخاوف صاحبها تتحق بشرط أن يكون خوفه صادر من شخص ما وهذا الشخص أمامه ! فزاك كان يتحدث معنا بطريقة طبيعية لكنه كان يتغير إن هو وجد آيزاك أمامه أو إن تحدث آيزاك وعلى الأغلب أن ما رآه وسمعه حينها كان فقط أكثر ما يخشى سماعه من توأمه ! "
عبس ليون بخفة وهو ينطق :" هذا فظيع و مؤلم ! "
أومئ آرثر بهدوء وأعاد رأسه للخلف ومجدداً لماذا لم تهاجمهم الوحوش إلا عند تواجد فريق ريكايل ؟! بل و فرت تلك الوحوش عند وصولهم ؟! أأرادوا وجبه سهلة كفاقدي الوعي أم ماذا ؟ وكيف إختفى تأثير تلك الثمرة عن زاك ؟ وحقاً كيف هنالك غابة بقارة يفترض أنها مُتجمدة ؟! أهي سحر ؟
****
بالخارج وقف التوأمان أمام بعضهما البعض لينطق الأكبر بهدوء :" أظن أن البدأ من جديد دون أن نطوي أوراق الماضي مُستحيلة لذا يا أخي ما رأيك لو قام كُل منا برؤية ما حدث بالماضي من وجهة نظر الآخر ؟! "
أومئ زاك له بهدوء بينما نبضات قلبه تتصاعد أكثر فأكثر مما سيكتفشه الآن , إقترب كُل منهما من الآخر قبل يشع جسدهما باللون الأزرق الهادئ مُعلناً بذلك عن تبادل كلاهما أجسادهما وذكرياتهما !
وبهذا عاد كلاهما للماضي ليعيشه مجدداً لكن من وجهة نظر توأمه , إلى ذلك الماضي حيث كانت أيامها تمر بهدوء و سلام نسبي معاً بدار الأيتام بمملكة البشر ! ..
~ نهاية الفصل ~
قراءة ممتعة 😍
أي توقعات لما حدث معهما بالماضي قبل كشف الستار عن ذلك ؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top