الفصل الرابع

### قارة نوفوبانجيا ###

كان قد أنهى إستحمامه للتو ليجلس على فراشه بينما يمسك القميص بكلتا يديه بهدوء , هو لم يجرأ على إرتدائه خشية ملامسته للجروح الدامية والمنتشرة على جسده , إستلقى بحذر وهو يحدق بالسقف بهدوء شديد .

ليست مشكلته إن كان يكره هذه القبيلة هو بالفعل يتمنى لو أنه للآن يعيش بدار الأيتام تلك التي عاش بها بطفولته المبكرة هو وتوأمه بعد موت والدتهما , كاد أن يغرق ببحر من ذكرياته عندما فتح الباب بقوة , هو فقط لم يحتج لأن يلتفت فقد تحدث بصوت هادئ :" ألم يعلمك أحدهم أن تطرق الباب قبل دخولك إيكاري ؟! "

هو جلس بهدوء بينما عيناه تحدق بالجروح على جسده لينطق بصوت غاضب :" لما أنت أحمق وتسبب لنفسك بكل هذه المعاناة آيزاك؟! "

هو نهض ليرتدي قميصه متجاهلاً الألم بينما ينطق ببرود :" حتى لو رغبت بالموت فهذه الجروح لن تتسبب بتحقيق أمنيتي ! "

أراد إيكاري أن يجادله لكن آيزاك أردف :" وكم مرة علي أن أخبرك أن لا تأتي لمنزلي , حقاً إيكاري توقف عن القدوم لهنا " 

هو نطق بسرعة دفاعاً عن نفسه :" لكن علمت من نيو أنه تمت معاقبتك بقسوة شديدة وطوال الليل دون أي راحة لذا أنا .."

هو ضرب الجدار بقبضة يده قبل أن ينطق بحده :" وبالرغم من ذلك لا تأتي لهنا كالأحمق فتماماً كما قال نيو بالأمس أنت مجرد عامي لذا لا تسبب لي المشاكل "

أخفض إيكاري رأسه بهدوء وهو ينهض ليتحدث بحزن :" حسناً لا تغضب , سأذهب الآن "

غادر إيكاري القصر ليجلس آيزاك على فراشه وهو يبعثر شعره الفضي بقوة , هو ولعدة ثوان كان على وشك الإمساك به والإعتذار لكن حقاً بكل مرة يتم تهديد آيزاك به من قبل أسرته لذا هو طلب منه عدم القدوم لهنا حتى لا يتأذى فقط .

سمع صوت والده وهو يتحدث بسخرية شديدة :" لماذا خرج ذلك المتشرد من هنا وهو حزين ؟"

هو رمق والده بحقد كالعادة قبل أن ينطق بنبرة ساخطة :" قطعت علاقتي معه فقط ! "

 ابتسم بسخرية أكبر قبل أن يجيبه :" أجل صدقتك يا بني , والآن سيأتي الوفد من مصاصي الدماء لهنا بعد نصف ساعة وسأجتمع بهم لتصحيح أخطائك البلهاء والتي إن تكررت مرة أخرى فأقسم أنني سأقضي على الأشخاص الذين تحبهم " 

أجابه آيزاك بملل :" نيو أحد أهم القادة وأنت لن تتمكن من وضع إصبع عليه بينما يمكنني حماية إيكاري منك بسهولة ومن ثم من الأفضل لك أن لا تستخف بقوته فهو ليس ضعيفاً كما تظن "

ابتسامة خبيثة غزت شفتيه بينما ينطق بكل شر :" لكن لازال هنالك شخص أعلم أنك ستتخلى عن حياتك لأجله غيرهما ! "

ابتسم آيزاك بسخرية وهو ينطق :" حقاً ؟ أرغب برؤية ذلك الشخص إذا لإنني حرفياً لا أهتم بحياة أي شخص آخر "

رحل والده بعد أن همس بجملة :" ستندم ثق بي عندما تراه "

هو أغلق الباب بالقفل ليستلقي على فراشه وقد أغمض عيناه بسبب التعب فهو ومنذ عودته محبوس بزنزانة بأسفل المنزل وقد حظي بالليلة مليئة بالتعذيب لذا وحرفياً هو لم يعد قادراً على البقاء مستيقظاً لفترة أطول ! 

*****

وعلى  إحدى حدود المملكة وقف نيو بزيه العسكري وهو يوجه الجنود بكتيبته ويقوم بتوزيعهم على المكان , جال ببصره بالأرجاء , الأمر الإيجابي أنه لا يوجد أي هجوم منذ فترة لكن نية القتل المنبعثة من الأرجاء مرعبة للغاية وهي تجعل المملكة كلها بحالة من التأهب , تقدم منه بعض القادة الآخرين ليتحدث أحدهم :" لقد قمنا بأسر عدد من هذه المخلوقات الغريبة وسنقوم بعمل تجارب عليها "

أومئ نيو لهم بينما ينطق بتفكير :" لكن حتى بكتب أجدادنا عن العالم السفلي لم يوجد بها أي مخلوق مشابه لما نواجهه ! أعني لم يوجد أي مخلوق غير قادر على التفكير أو همجي بهذه الطريقة ! "

تنهد آخر وهو ينطق بقلق :" أنت محق ولكن كما تعلم أننا لم نعش بأسفل العالم السفلي بل كانت هنالك طبقة مجهولة حتى الشياطين لم يتمكنوا من النزول لها ! "

رفع نيو رأسه للسماء بينما ينطق بصوت خافت :" إذا عندما فتحت البوابة بين العالم السفلي والأرض تمكن من كان يعيش بهذه الطبقة من الصعود ! "

أومئ كلاهما بقلق أيضاً , ما يحدث أمر غير طبيعي ومخيف حتى بالنسبة لقبيلة قوية كالجان , أحدهم كان يهرول بسرعة بإتجاههم بينما ينطق بكل رعب :" الفرقة الإستطلاعية قتلت ! لا أحد منهم عاد على قيد الحياة "

قبض نيو على يديه بقوة فأكثر ما يكرهه هو أن يواجه المجهول , كيف له أن يضع خطة ما لمخلوقات هو لا يعرف حتى طريقة قتالها أو تفكيرها والأسوء طريقة لقتلها ! 

بالنهاية نيو توجه للجلوس تحت إحدى الأشجار فالشمس اليوم حارقة ولا يعلم لماذا تذكر وفد مصاصي الدماء وقد ابتسم بسخرية على حظهم فهم يكرهون الشمس جزئيا والآن سيضطرون لمواجهتها وهي بأوج قوتها , أغمض عينيه وهو يتذكر أيضاً كلام والد آيزاك عن العقوبة التي وجهها لإبنه لإنه تسبب بمشكلة له , هو قلق للغاية على صديقه لإنه يعلم تماما أن آيزاك لن يظهر ألمه لأي أحد وأيضا لن يتمكن من الصمت دون أن يرد بوقاحة على الآخرين , نيو بالفعل أرسل ثلاث حرس لمراقبة إيكاري من بعيد بينما يشعر بالندم أيضا لإنه أخبر إيكاري عن عقوبة آيزاك , فهو واثق أن المغفل سيذهب لزيارته وهذا سيسبب المزيد من المشاكل له , لا يعلم ماذا عليه أن يفعل فالعمل لا يعطيه فرصة للذهاب والإطمئنان على صديقاه ولو لثانية واحدة , فهو عليه مراقبة جنوده بكل دقة وحذر حتى لا تحدث أي مشكلة هو في غنى عنها .

****

سار بخطوات هادئة وحزينة على غير عادته , هو كالعادة تسرع بذهابه لرؤية صديقه آيزاك , بالتأكيد هو يعلم أنه لم يخبره أنه مجرد عامي من باب الإهانة وإنما القلق فهما صديقان منذ زمن بعيد لذا يدرك تماماً من يكون صديقه , لكن المؤلم أنه لا يستطيع فعل أي شيء لمساعدته , فقط يمكنه التخفيف عنه بالكلمات دون أن أي مساعدة مادية , لهذا السبب تماماً إيكاري يكره كونه مجرد عامي لو أنه فقط من النبلاء لتمكن من التدخل بقرارات أسرة مارش , فمثلاً نيو كثيراً ما يوقف العقابات عن آيزاك إن علم بشأنها مبكراً , لكن هو غير قادر على مساعدته حتى .

وصل لمنزله المهترئ بهدوء , هو ليس مجرد عامي فقط بل فقير للغاية أيضاً وبالكاد يجد قوت يومه , نظر بأرجاء المنزل الفارغ فهو لا يحتوي إلا على أريكة واحدة قديمة وفراش نوم أرضي , لقد تمكن من الدراسة برفقة آيزاك ونيو بفضل علاماته المرتفعة , وهو يخطط للإنضمام للجيش قريبا , الواقع لقد قدم إمتحان القبول بالأسبوع الفائت دون علم صديقاه بذلك , إن هو نجح لن يكون مجرد عالة عليهما وسيساعدهما أيضا , فأعضاء الجيش حتى ذوي الرتب المنخفضة لهم معاملة أفضل ! 

ابتسم بتفاؤل شديد فهو سيغير من وضعه ولن يبقى هكذا عديم النفع لهما , أخرج كتبه وبدأ بدراستها لإن علاماته هي الشيء الوحيد الذي يبقيه بجوارهما بالمدرسة وكم يخشى أن تنقطع علاقته معهما إن حدث وطرد من المدرسة .

*****

إنحنى كبار التجار للأمير الذي وصل للتو من مملكة مصاصي الدماء برفقة الوفد الخاص به والمكون من عشرة حراس إضافة لمساعده وخادمه الشخصي ريكايل .

تقدم كبير أسرة مارش لينحني لهم بخفة , ريكايل كان ينظر حوله بقلق قبل أن يتحدث بصوت خافت :" لماذا هنالك شعور بأن مملكتكم تحت مراقبة أحدهم ؟ بل من يراقبها لديه نية قتل فظيعة تجاهها "

رمقه والد آيزاك بحذر وهو ينطق :" لقد شعرت بها إذاً بالرغم من أنني ظننتك بشري لوهلة لكنني إنتبهت الآن لطاقتك "

نطق ويل بابتسامة هادئة :" هو بشري متحول "

أمال رأسه بخيبة أمل فهو تمنى لو أنه عبارة عن هجين ليتمكن من إبتزاز ملك مصاصي الدماء , نطق ريكايل بشيء من السخرية :" لا تقلق فسيدي الحاكم لن يرتكب مثل هذه الأخطاء ويسمح لهجين بالوجود "

تراجع للخلف بتوتر بسبب نظرات الأخير والتي شعر بأنها تخترق أعماقه ليضحك بقلق بينما يجيبه :" لماذا تفترض أنني فكرت بذلك ؟ بكل حال هذه الطاقة المنتشرة إنها من القارة المظلمة , لا أحد يعلم سببها لكن هنالك مخلوقات غريبة تظهر وتهاجمنا بإستمرار وقد إكتشفنا أن مملكة البشر أيضاً تتعرض للهجوم "

قوس شفتيه للأسفل بينما يتحدث بهدوء :" لكن لماذا ؟ أعني لا يوجد أي قاسم مشترك بين المملكتين ! أقرب مملكة للبشر هي مصاصي الدماء أو السحرة وأقرب مملكة للجان هي المتحولون أو الشياطين "

نطق ويل بكل ملل وتعب :" لقد تعبت هل سنعقد الإجتماع ونحن واقفين هنا ؟"

إنحنى ريكايل لويل برسمية بينما فعل كبير مارش الشيء ذاته وهو ينطق :" لا أبداً سيدي , الحقيقة لقد جهزنا لكم غرف لترتاحوا بها وأيضاً طعام الغداء سيعد حالاً ويمكننا مناقشة كل شيء بالغد بعد أن ترتاحوا قليلاَ "

أومىء ويل بابتسامة وهو ينطق بمرح شديد :" هذا يعني أن هنالك وقت لإكتشاف المملكة أيضاً "

نظر له ريكايل بخيبة بينما نطق بهمس شديد :" أيمكنك أن تكون جاداً ولو لثانية حتى لا يظنوا أنك مجرد طفل ! "

عبس ويل بقوة شديدة وأشاح بوجهه عن ريكايل ليتنهد الأخير بقلة حيلة , ومن ثم تبعوا البقية حيث سيدلوهم على غرفهم للراحة قليلا .

لكن ريكايل وعلى عكس بقية الوفد لم يتمكن من الحصول على الراحة المنشودة بسبب سيده الذي كان يصر على الخروج وإكتشاف هذه المملكة ، رمقه ريكايل بشيء من الإنزعاج :" أرجوك سيدي توقف عن ذلك ، الشمس قوية للغاية بالخارج لا يمكنني السماح لك بالتعرض لها أبدا ! "

عبس ويل بشدة وهو يجلس أمام خادمه ليمسك به من ياقة قميصه ويبعد طرفه ومن ثم صوت صرخة مكتومة صدرت من ريكايل بسبب أنياب سيده التي إخترقت عنقه ، هو تحدث بسخط : " كان عليك إخباري بذلك ، كم مرة يجدر بي أن أطلب منك وبكل لطف أن تخبرني قبل أن تشرب من دمائي! "

همهم ويل له إيجابا بينما أغمض ريكايل عيناه فهو يدرك تماما أن الحديث مع سيده كالحديث مع الحائط وهو سيكرر فعلته مرارا وتكرارا !

عدة دقائق حتى بدأ ريكايل يفقد وعيه تدريجيا إلى أن سقط بحجر سيده ، إبتعد ويل عنه لينطق بابتسامة شقية بينما يمسح على شعر خادمه الأزرق الداكن بحنان :" آسف حقا ريكي لكنني سأذهب للخارج مهما حدث "

هو مسح دماء خادمه الجافة على عنقه ووضعه على الفراش بكل حذر ليطفئ الأنوار ويغادر لإكتشاف المنطقة كما يرغب , وأول ما فعله هو أنه وضع وشاح طويل ليخفي بها معالم وجهه فآخر ما يريده الآن هو أن يجده بقية الوفد القادم معه ليمنعوه من الذهاب ! 

سار بالطرقات بكل سعادة وهو ينظر لكل شيء تقريباً كما لو أنها المرة الأولى التي يخرج بها من منزله , لكن الحقيقة هو أن شقيقه لا يسمح له بالذهاب كثيراً للممالك الأخرى إلا لمملكة الشياطين فقط بسبب أشعة الشمس ! بصدق هو من العائلة الحاكمة وأشعة الشمس لن تؤثر به بشدة ولكن شقيقه الأكبر فقط يخشى عليه من كل شيء , توقف عن السير وإلتف للخلف عندما شعر بطاقة شخص ما تتبعه منذ بداية مغادرته لقصر مارش , ونظر للفتى الواقف خلفه بعينان حاده قليلاً , مما دفع الشاب للتراجع للخلف خطوة أو أكثر فطاقة ويل أصبحت أقوى من قبل , لكن فجأة إختفت طاقته ليتقدم ويتحدث بكل مرح :" ألست الشاب الثالث الذي قدم مع وريث مارش و الجندي ؟"

ابتسم الشاب له بهدوء شديد بينما يتحدث :" أجل سيدي الأمير , إسمي هو إيكاري "

أومئ له إيجاباً ليتقدم ويلتصق به أكثر بينما تحدث مجدداً :" وما هو عملك ؟"

توتر إيكاري بشدة خوفا على صديقاه فإن علم والد آيزاك أنه ذهب معهم لربما أجرم بحق إبنه , وربما طرد نيو من الجيش أيضا وهو سيعدم ! لعن بتلك اللحظة فضوله لتتبع الأمير ومرافقته , طال الصمت بينهما ليبتسم ويل بإتساع وهو يتحدث بحده مصطنعة :" فهمت أنتم كنتم تسخرون من أخي صحيح ؟ علي إخباره بالحقيقة ! "

هو أسرع للإنحناء بخفة شديدة بينما ينطق بهلع :" لا أرجوك , سيعاقب رفيقاي بسببي إفعل بي ما ترغب به لكن أرجوك لا تقدم أي تقرير عنهما ! "

هنا ظهرت ابتسامة ماكرة على وجه ويل لينطق بابتسامة :" إذاً أنت سترافقني طوال اليوم للتجول بكل المناطق هنا ! "

رمش إيكاري بدهشة بينما تحدث ببلاهة :" هذا فقط ؟"

قطب ويل حاجباه لينطق بهدوء :" أجل وإن أمسكني مرافقي سأخبر الجميع بأمرك أيضا "

تحدث بقليل من التوتر :" وأين هو الآن ؟"

إتسعت ابتسامة ويل بينما يمسك بيد إيكاري ويجره خلفه ليبدؤوا بالسير بينما نطق ويل بابتسامة مخيفة :" أفقدته الوعي عن طريق شرب كمية كبيرة من دمائه ! "

شهق إيكاري بخفة وهو ينطق بصوت مرتعب :" لكنه بشري متحول فقط هل سيتحمل ذلك ؟"

توقف ويل عن السير لينظر له بتكشيرة بينما ينطق :" ماذا يعني هذا ؟"

تراجع إيكاري خطوة للخلف بينما ينطق برعب مرة أخرى :" الأمر فقط أنه أضعف منك لذا قد يصاب بمرض ما أو قد تضعف قوته !"

عبس ويل بشدة  و تلألأتِ الدُّموعُ في عينيه وهو ينطق بندم :" أتعني أنه سيصاب بأذى بسببي الآن  ؟"

وهنا إيكاري لعن حظه للمرة الألف قبل أن يبتسم بتوتر بينما يجيبه :"لقد قلت أنه ربما يصاب أي قد لا يصاب أيضا "

أراد ويل فقط التراجع والعودة لأسرة مارش ليرى ريكايل فمن المؤكد أنه يبحث عنه الآن , فهو لن يبقى فاقدا للوعي لوقت طويل بالرغم من أنها الثانية ربما فقط التي يقوم بها ويل بشرب دمائه حتى يفقده الوعي والأولى كانت ببداية تواجد ريكايل كخادم , عبس أكثر وهو يذكر أن ريكايل حقا تعب بعدها للغاية متناسياً جزئية مهمة وهي أنه لم يكن بخير أساساً بذلك الوقت , فالآلام الخاصة بتحوله لم تكن قد توقفت إضافة لخوفه منهم و شعوره بالحزن لتخلي أسرته عنه وعدم تقبله لكونه مصاص دماء , كل تلك العوامل إجتمعت في ذلك الوقت لتجعله يصاب بتعب شديد وحمى بالرغم من أنه من النادر حقاً أن يمرض مصاص دماء وإن كان مجرد متحول .

لكن بجزء من الثانية توقف معظم السكان عن ما يفعلوه وقد أغلقت المحلات وإختفى الجميع تماماً من الساحة , إيكاري تحدث بقلق شديد وحذر :" علينا الإنسحاب من هنا حالاً "

نظر ويل له لينطق :" ماذا يحدث هنا ؟"

أجابه إيكاري بينما يعض على شفته السفلية بقلق :" إنهم بعض المخلوقات من القارة المظلمة , أرجوك أيها الأمير لنعد الآن "

لكن ويل صفق بيديه بحماس وهو ينطق :" مذهل أريد رؤيتها ! "

إتسعت عينا إيكاري بشدة وإزداد توتره عندما سمع صوت نيو الحاد :" إيكاري ماذا تفعل مع سمو الأمير هنا ولماذا لم تبعده ؟"

نظر إيكاري لصديقه بعينان تتوسلان منه مساعدته , ليتنهد نيو بينما يقترب وهو ينطق :" أرجوك سمو الأمير عد الآن لقصر أسرة مارش "

اتسعت ابتسامة ويل بينما يجيب :" لا لن أفعل أريد رؤيتهم "

أجابه نيو بصدمة :" لكن هذا خطر وأنت إن حدث لك أي مكروه في مملكتنا فإن حاكم مصاصي الدماء لن يتوانى بإقامة معركة ولن يهتم بالخسائر "

كاد أن يجيبه مجدداً لولا تلك الهالة والتي هو يعلم صاحبها جيداً , نظر للخلف بتوتر لتقابله تلك العينان الزرقاء الغاضبة بينما يصر على أسنانه بكل غضب , تراجع ويل خطوة للخلف بينما أمسكه ريكايل وهو ينطق بهدوء عكس ملامح وجهه الغاضبة :" لنعد لقصر أسرة مارش الآن "

إبتلع ويل رمقه فريكايل لا يغضب إلا نادرا للغاية وهذا يجعله مخيفا للغاية , هو سار معه قليلا حتى أحاطت بالمنطقة هالة مظلمة للغاية , أمسك ريكايل بيد سيده وأراد أن يسرع للعودة لكن ويل رغب وبشدة رؤية تلك المخلوقات مما جعله ينطق بنبرة آمرة :" ريكايل توقف تماما ولا تتحرك حتى آمرك ! "

تجمد ريكايل بمكانه وقد تحولت عيناه للأحمر القاني , أما ويل فقد سار مبتعدا عنه ليرى تلك المخلوقات الغريبة , هي لا تشبه الحيوانات بل البشر لحد كبير , تمتلك عينان حمراوتين كما مصاصي الدماء , يمتازون أيضا بأذن طويلة وقرنين يخرجان من مقدمة رؤوسهم , هو صفر بإعجاب عندما تحول بعضهم لدببة والبعض الآخر لذئاب وآخرون لثيران برية , وبعضهم فقد حافظ على هيئته الأصلية نيو وحتى إيكاري إنشغلا بالقتال برفقة الكثير من الجيش , وويل أيضا عندما إقترب إليه مخلوق تحول لهيئة ذئب قتله بسهولة شديدة ودون أي تعب لاسيما أنه من الأسرة الحاكمة , هو قاطع أفكاره عندما إخترقت صرخة مرافقه المتألمة أذنيه !

توسعت عيناه برعب وهو يلتفت ببطئ فهو نسي أمره تقريبا بسبب حماسه المفرط , وجد ربما ما يقارب حوالي أربعة من تلك المخلوقات تحيط به , أراد التدخل لولا أن هنالك شخص ما سبقه وأبعدهم عنه , تقدم ويل منه ليجثوا أرضاً بجواره , هو كان ينزف بغزارة شديدة , يغمض عيناه بألم شديد ووجهه شاحب كما أن أنفاسه مضطربة للغاية , نطق ويل بندم :" آسف أقسم لم أقصد "

نظر ريكايل له بضعف قبل أن يفقد وعيه لينطق وريث مارش بسخرية :" أحسنت صنعا سمو الأمير ! "

نظر له ويل قبل أن ينهض وهو ينطق :" أنت أكثر سرعة مني خذه لطبيب ما الآن ! "

نظر آيزاك له بسخرية شديدة قبل أن يحمل ريكايل من بين يديه وهو ينطق :" فقط لتعلم أن هذا ليس من أجلك أنت بل لإجل الشاب المسكين الذي وقع بيد سيد أبله مثلك "

ومن ثم هو غادر المكان بسرعة كبيرة وكأنه لم يوجد قط , تحرك ويل أيضاً لينسحب ويتتبع خطى طاقة مارش حتى يصل إلى المكان الذي أخذ صديقه له .

~ نهاية الفصل الرابع ~

الإسم : نيو كينيدي

الرتبة : قاد لفرقة عسكرية 

العمر : 26 عام 

الإسم : آيزاك مارش

الرتبة : من الأسر النبيلة ووريث أسرته التجارية 

العمر : عشرين عاماً

الإسم : إيكاري جينشي 

الرتبة : مجرد عامي 

العمر : 17 عاماً

  الوحوش الهائجة ( البيرسركر ) :

من أكثر الكائنات شبها بالبشر ، ولكن في المعركة من المستحيل السيطرة عليها ، تمتلكها نشوة الغضب، وتتحول إلى ذئاب و دببة و ثيران برية. يقومون بأرتداء جلد الدببة والذئاب. تتميز بأحمرار عيونها، وقوتها التي لا تصدق.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top