الفصل الخامس و الثلاثين

عيناه ذات اللون القُرمزي كما الدماء حدقتا بالحائط أمامه بشرود ، هو لا بل هم لديهم الحق بالانتقام ممن تسبب لهم بمثل هذه الحياة المُزرية بل من كل العالم الذي أسقط حقوقهم ، إذاً و بما أنه وحده الآن لما ينتابه ذاك الشعور بالألم و الندم ؟!

تلك الفتاة أميرة أي من أُسرة حاكمة كان يمكنهم فعل شيء لإيقاف أوجاعهم لكنهم ما فعلوا إذاً لما الندم لموتها ؟! هي أرض معركة و لو عكست الأدوار أكان أعدائه سيشعرون بذات الطريقة اتجاهه ؟

أغمض عيناه و صورة كُل من آرثر و آرون ظهرت بمخيلته ليبتسم بسخرية شديدة ، قطعاً لن يفعلوا بل سيحتفلون بنجاحهم بتخليص العالم من مجموعة شريرة من المُهجنين ، لذا هو أبعد شعوره بالذنب سريعاً و قد وضع كلتا يديه على الحائط قبل أن يبتسم بشيء من المرح مُتجهاً للإنضمام لرفاقه و من تجرع هو و إياهم الكثير حقاً لذنب ما كان لهم يد به حتى ! .

******

وقف بين الجموع يراقب تلك الدُمى التي ستُعيد ترتيب الفرق للمرة الثالثة بينما يشعر بأن قدماه على وشك خيانته ، هو يرغب لو أنه بقصره ليعزل نفسه لكن يدرك أنه هنا بموقع لا يأذن له بهذا بل من واجبه هو البقاء واقفاً لئلا يسمح بانتشار جو من الكآبة و الخيبة بقلوب البقية !

أخفض رأسه يبتسم بسخرية و ملامح وجهه احتفظت بشحوبها فها هو مُجدداً يرى نفسه كوالده ، الأب الذي لم يرغب بأن يشبهه مع هذا بكل يوم يكتشف أنه حقاً إبنه ، عض على شفتيه بخفة يرفع رأسه مُحدقاً بتوأمه الذي وضع يده على كتفه بينما تشع من عيناه نظرة مليئة بالقلق .

هو تنفس بعمق قبل أن يسند رأسه على كتفه محاولاً تدارك نفسه من الانهيار أو البكاء خاصة بتواجد أمين أسراره و توأمه بقربه .

ريكايل مد يده يعبث بخصلات شعر شقيقه بنوع من المواساة بينما يبحث بجوفه عن كلمات مُناسبة ، مع هذا الأمر صعب خاصة و أنه يدرك أن شقيقه ليس مُستعداً لإظهار ضعفه مهما حدث لذا لا يمكنه دفعه للبكاء هنا و أمام الجميع ، و مع هذا فكرة أن يكون بعيداً عنه أو وحده دون جيف حتى تثير به القلق و بشدة فريك بحاجة حقاً لإفراغ مشاعره او العناية به !

رفع بصره يحدق بالدمى عندما أمسك ويل بطرف قميصه يحدق به بابتسامة خافتة و كأنه يطمأنه و هو زفر براحة شديدة عندما شاهد فريقه و يده التي كانت تعبث بخصلات شعر شقيقه رفعت رأسه بخفة ليرى هو الآخر النتيجة , قطب ريك حاجبيه قليلاً وجوده مع ريكايل كان أفضل مما يتمنى لكن من معه بالفريق هم أسرته الثانية !؟

الحاكم جيسي و شقيقه الأصغر ويل مع توأمه و هو , لما يشعر و كأنه لا ينتمي حقاً لهذه التشكيلة ؟! و ريكايل وقف أمامه ينطق بهدوء :" أخي أنا أشعر بالإطمئنان الآن , قد لا أكون ذو فائدة عظيمة لكن على الأقل يمكنني التأكد من أنك بخير ! "

و لو أنه قادر على الابتسام لفعل لكن لم يكن هذا بيده لذا أجابه بذات نبرته :" أقدر قلقك ريكايل , لكن أنا سأكون بخير "

هو أنهى عبارته ليسير مُبتعداً عن الجميع للإنطلاق و من خلفه شد الأصغر على قبضة يده بقوة شديدة قبل أن يمسك ويل بيده و هو ينطق بحزن :" سيكون كل شيء بخير صحيح ؟ "

و حقاً أيمكن لأي شيء أن يكون بخير ؟! هي شقيقتهما التي قتلت لن يكون من السهل المضي قُدماً و قطعاً إجبار توأمه الذي لم يره مُنذ إثنتا عشر عاماً على البكاء أو التخفيف عن نفسه لن يكون سهلاً على ما يبدوا فكلاهما للآن يرفع حواجز مختلفة يصد الآخر عنه بلا إرادة ! .

جيسي زفر الهواء بشيء من الحنق , ذلك الأمير يزعجه أكثر من تلك المخلوقات ربما هو يسير بقدميه للهاوية و يقسم أنه يمكنه معرفة أنه يلوم نفسه مراراً و تكراراً ليخفض هذا من ثقته بنفسه و بالتالي يتراجع أدائه للنصف , تحرك هو الآخر خلف ريك ليتبعه كل من ريكايل و ويل سريعاً , و من خلفهم حدق البقية بظهورهم بشيء من القلق , أهم سيكونون بخير ؟

جيف عض على شفته بقوة فسيده يتألم و هو بعيد عنه و إن كان قريباً لن يتمكن من مواساته حقاً , لذا هو مرر نظرات شبه متوسلة لريكايل فهو فقط الآن من يمكنه إبعاد الألم عن سيده .

زاك آمال برأسه يحاول كتم الألم بأعماقه فهو تقريباً وحده و لا أحد من رفاقه معه ليعطيه من طاقته إن هو إنهار فجأة , يد جيف وضعت على كتفه يحدق بعيناه بنظرة هادئة تعطيه شعور بأنه يرغب بأن يوصل له ما كان يفكر به تواً , فصحيح أن منقذه و صديق طفولته سيكون برفقته بذات الفريق لكن هو بشري لا يمكنه إعطائه من طاقته و حدوث أي أمر سيعني فقط إدخال جيفري بمشاكل لا داعِ لها مُطلقاً ! .

تنفس كلاهما بعمق عندما نطق كيفين بنبرته التي لطالما تميزت بهدوئها :" إذاً أظن أنه من الأفضل لنا أن ننطلق أيضاً صحيح ؟ "

أجابه جيف بابتسامة خافتة :" بالطبع سمو الأمير "

إقترب آيزاك من توأمه يحتضنه بينما يهمس بأذنه :" أخي أيمكنك العناية بنفسك أتوسل إليك ؟ "

ابتسم له المعني بوهن و هو يجيب بذات النبرة :"لا تقلق و أنت أيضاً إفعل ذات الشيء حسناً ؟!"

إنتهى ذلك الوداع السريع لينطلق هذا الفريق أيضاً بينما حدق آيزاك بمن معه بالفريق ما إن غاب توأمه عن أنظاره حيث كان إيكاري يقف بجواره بهدوء بينما كل من ليون و آلبرت يتحدثان بصوت هامس قبل أن يحدق ليون بهما و هو ينطق :" أننطلق ؟! "

لم يجبه آيزاك حقاً و إنما إستدار ليبدأ بالتحرك ليحدق إيكاري به بتوتر قبل أن يُعيد ببصره لليون و هو ينطق بإرتباك :" آعتذر لهذا هو بمزاج سيء فقط ! "

ابتسم له ليون بخفة فمن هو الذي مزاجه جيد بأي حال ؟! و آلبرت تقدم من إيكاري يلف يديه حول كتفيه وهو ينطق :" رفيقك هذا ممل ! هو هكذا متجهم دائماً لذا لا تبرر الأمر ! بأي حال هل ستدفع ثمن تصرفه الوقح ؟"

و قبل أن ينطق إيكاري بحرف كان ليون يمسك بقميص آلبرت يجره معه خلف آيزاك مُفكراً أن رفيقه هذا يبدوا له بحال جيدة !

آرثر أخذ نظرة خاطفة على رفيق طفولته يتأكد من أنه بخير لاسيما بعد ذاك المزاج الحاد الذي أظهره قبل خروجهم من ذلك المكان الذي فقدوا به زميلتهم , هو تنفس بعمق عندما شاهده يتحدث مع ميلينا بهدوء و ملامحه كانت تلك الملامح البلهاء التي يرتديها دائماً مُخفياً كل ما يشعر به لكن على الأقل هذا يعني أنه لازال قادراً على المُتابعة بالرغم من كل ما إكتشفوه مؤخراً حول ذاك الهجين إبن الأسرة الحاكمة لهم !

بالنهاية هو لوح له مع ابتسامة هادئة و كأنه يشجعه قبل أن يبعد وجهه يحدق بكل بنيو الذي نطق بهدوء :" لا داعِ للبقاء هنا صحيح ؟ لننطلق نحن أيضاً ! "

هو أومأ إيجاباً له قبل أن تقترب ريبيكا منه تتحدث بخفة :" إذاً نحن معاً مُجدداً سيد وسيم ! لابد أنه القدر ! "

رسم نيرو ابتسامة ساخرة على شفتيه :" إستمري بهذا و ستجدين نفسك مع رجل عجوز فظيع "

هي أجابته بينما تسير برفقته :" لا تحلم بهذا ! شريكي بالفعل أنا إخترته و إنتهى الأمر , فقط علينا إنهاء هذه المُهمة التعيسة لتذكيره بنفسي بما أنه أكثر حماقة من معرفتي ! "

هو قطب حاجبيه قليلاً يحاول معرفة من تقصد لذا نطق :" أنتي لا تعنين ليون أو آلبرت صحيح ؟ كيف لأي منهما حتى النظر لك مع تعلقك بكل الوسيمين هنا ! "

حركت كتفيها بلا أدنى إهتمام بينما تجيبه :" من يعلم المستقبل فقط سيوضح كل شيء "

هي تنهدت بعدها بضيق , المستقبل الذي لا يضمن عودتهم سالمين حتى ! , نيو حدق بهما بهدوء و قد تنفس بعمق فهل هذا وقت هذه المواضيع بالفعل ؟ ليس و كأنه يطالبهم بالصمت لكن عقله هو يبحر بالكثير من الأمور و التي يرى أنها أكثر أهمية من حوار كهذا و آرثر سار بجواره بينما هو الآخر إنشغل بالكثير حقاً .

و أخيراً الفريق الأخير و الذي كاد آرون أن يقتل نفسه لإنه صاحب تلك القرعة و التي أوقعته مع إيما و خادمتها , هو حرفياً لا يشعر بالإرتياح لأي منهما و لا يفضل التعامل مع هذا النوع خاصة بأوقات بالكاد يحافظ هو بها على هذا الوجه الذي يستخدمه لكن أهناك حل آخر أمامه ؟

ميلينا بدت سعيدة بحق لتواجدها مع معلمها بينما إيما كالعادة فقط لم يعجبها أي من هذا لذا تحركت أولاً و من خلفها سارت تينا بذات النظرات التي تتمنى لو أنها ترمقها بها أمامها !

******

~ قارة أوقيانوسيا ~

دلف لمكتبه بعد عودته من جولة تفقدية حيث كان يشرف بنفسه على إنتقال أبناء مملكته المدنيين للملاجئ الآمنة و المُخصصة للطوارئ , زوجته تم نقلها كذلك منذ فترة من الزمن و بالرغم من أن بعض المُستشارين قد إقترحوا عليه الإنسحاب هو الآخر لواحدة لكنه لم يقبل كما هو متوقع منه , هو أيضاً يُعتبر كمقاتل و من واجبه مهما حدث التواجد بالصفوف الأمامية لأجل الجيوش على الأقل !

تنفس بعمق مُتأملاً النافذة و ضيق شديد يغلف قلبه , لا يدرك كيف وافق حقاً على إقتراح ريك بالذهاب لتلك القارة المجهولة أو كيف قبل بتواجد كلير ضمن البعثة , هو مُنذ أيام يشعر بالإستياء فكل أبنائه الآن بذلك المكان المجهول حيث أخبره سام أن المهجنين هم من يحكمه , إلى أين هو ألقى بهم بحق الإله ؟! أكان عليه إجبارهم و لو بالقوة على البقاء بالقصر ؟ لكن لو فعلها و إكتشف ريك لاحقاً أن توأمه هناك أكان ليسامحه ؟!

و أفكاره هنا إتجهت لريكايل , صغيره أهو بخير ؟! بما أنه أصبح مُستشاراً لجيس ألا يعني بأنه لم يصبح الوحش الذي خشي الصغير من التحول إليه , ليس بحاجة له ليمسك يده التي تقطر دماً لإنها نظيفة تماماً , أفهم أنه مهما كان جنسه مادام يمتلك القدرة على تمييز الصواب من الخطأ , أنه إن تمكن من الشعور بمن حوله فهو سيبقى ذاته , بشري أم مصاص دماء بما أن ضميره متواجد فيستحيل له التحول لوحش مسعور , هو حقاً أراد أن يخبره بهذا قبل تسليمه لهم لكن لم يكن سوى طفل لن يؤمن بتلك الكلمات و إكتشافها وحده لن يصعب عليه .

تنفس بعمق بينما ينطق :" أنا لا أزال لدى وعدي لك ريكايل "

إستدار سريعاً عندما فُتح باب مكتبه بنوع من القوة بينما ينطق مُستشاره بقلق شديد :" سيدي لقد حدثت مُصيبة "

هو نظر له بإستياء يتقدم ليمسك به من كتفيه فهذا قطعاً ليس الوقت المناسب لأي فشل مهما كان لأذا هتف بحده :" ماذا تعني ؟ أجب ! "

ضم قبضة يده يجيب برأس منخفض :" لقد تم إفساد نظام الحاجز ! لم يعد بمقدور الحاجز تغطية المملكة بالغد بل هو بحاجة لوقت طويل "

و هو تراجع للخلف بصدمة شديدة و عينان مُتسعة , بحق كل شيء إلا هذا ! الحاجز الذي سيجعل كل جيوشهم بلا قيمة تم إفساده !؟ من فعلها و لماذا ؟ أهو خائن ؟ لكن أيخون أحدهم موطنه بحق فلا أحد سيصل إليه سواهم , هو كز على أسنانه بغضب شديد قبل أن يهتف :" أقل من ساعتين و يتواجد اللعين الذي فعلها أمامي أتفهم ؟! "

أنهى عبارته يضرب المكتب بقبضة يده , الوضع سيء و بشدة هو أراد حقن الدماء بكل قوته , عمل على إيجاد الحاجز و الذي سيحمي حتى جنوده من بطش الممالك الأخرى , حتى مملكة مصاصي الدماء كانت لتحقن الدماء بين جنودهم بما أنه لا معركة ستقع , لاسيما و أن الحاجز و إن ضعف أو إحتاج للصيانة لن يستغرق الأمر سوى ساعة أو اثنتين فقط يمكن للجنود خلالها القتال بهدوء لاسيما و هم يدركون أن أسرهم ستبقى بخير فالحاجز أقوى بأماكن تواجدهم .

و الآن حركة كهذه تعني أن خططه تلك قد فشلت و أن المعركة لابد من إندلاعها !.

******

~ القارة المُظلمة ~

سار الأربعة بذات الصمت الذي إنطلقوا به , هم و كما الأسبوع الأول تم عزلهم عن البقية حيث لا أحد يشعر بالآخر , الهالة المُظلمة كانت أكثر قوة بعدة أضعاف لدرجة أنهم يستهلكون الكثير من الطاقة للسير و التنفس فقط ! .

هم وجدوا أنفسهم ما إن إختفى الجليد و عزلوا عن رفاقهم بمنطقة جبلية وعرة , من حظهم ربما أنهم ما كانوا يسيرون بأعلى إحدى الجبال المُنتشرة حولهم و إنما بوادٍ قد يشكل حاجز حماية أو مصيدة يقعون بها .

ويل سار بجوار شقيقه يحدق بكل شيء و شعور بالرهبة تملكه بحق , هو يشعر بأنه ضئيل و بشدة أمام هذه الجبال لا يرغب حتى بالتفكير بما قد يعيش على قممها خاصة و أن تلك الأعشاش الضخمة توضح أنه أياً كان الطائر أو المخلوق المتواجد هنا لن يكون شيء سيرغب بالعبث معه قطعاً .

و ريكايل كان ينظر حوله بحذر , تلك الهالة المُنتشرة هو واثق أنها غير قادمة من المخلوقات التي تعيش هنا بأي طريقة بل هي من المكان ذاته و هذا يزيد من التوتر الذي يسود على الأجواء , ليس قلقاً على نفسه حقاً بقدر قلقه على من يسير بجواره بملامح شاردة بل ضائعة , هو غير مُستعد بعد لدخول أي معركة و هذا أمر يثق به تماماً لذا عض على شفتيه بإستياء فكيف يمكنه إخراجه من هذه الحالة ؟!

و جيس كره حقاً هذه الأجواء , لا يفضل القتال بجانب فريق مُشتت مُطلقاً , لطالما فضل العمل وحده إن شعر بوجود شخص واحد قد يعيقه و مع هذا لا يرى أنه من السهل على ريك تقبل ما حدث لذا فقط هو قرر الصمت و مراقبة النتائج و التي إن لم تعجبه قطعاً سيعمل على تبديل هذه الأوضاع و إخراج الطفل خلفه من حالته هذه .

توقفت خطواته عن السير كما البقية عندما بدأ صوت ما بالظهور من الأعلى , تحديداً من ذلك الطائر الضخم الذي كان يحلق فوق رؤوسهم , و هو ابتسم بشيء من السخرية طائر العنقاء الأسطوري بحد ذاته يأتي لإستقبالهم أليست بداية مُبشرة بحق ؟!

و حقاً كم إحتاج لتواجد شيء كهذا لإفراغ شيء من إستيائه عليه , ريكايل تبدل لون مُقلتيه الزرقاوتين للون الأحمر القاني بينما بدأت أنيابه و مخالبه بالظهور , هو بالفعل فقد سيفه بالقتال الأخير و نسي تماماً أن يطلب من آرثر أو آرون إصلاحه له خاصة بعد كل ما حدث لذا لا يمكنه القتال بهيئته البشرية !

ويل هو الآخر قطب حاجبيه قليلاً يحاول دفع رغبته الشديدة بلمس ذاك المخلوق بيديه أو معرفة إن كان قد يولد مُجدداً بعد تحوله لرماد , لطالما هو أحب طائر العنقاء بشدة فهو يتحول لرماد مثلهم لكنه بدلاً من الإندثار أو التطاير سيولد مُجدداً من رماده و لسبب ما قرن هذا بوالديه اللذين لم يتح له فرصة رؤيتهما بطفولته لذا الآن أن يجد نفسه عدو لهذا الطائر يزعجه !

ريك رفع رأسه يحدق به بشيء من البرود و الشرود , بدى و كأنه يرغب بالهجوم و تمزيقه من فوره عل هذا يطفئ و لو القليل مما يمزق روحه لذا أخرج من جيبه ثلاث حبات مُختلفة اللون ليبتلعها دفعة واحدة ثم يخرج سيفه من غُمده مُنطلقاً بأقصى سرعة لديه قافزاً للأعلى ليصل له !

شهقة خافتة صدرت من ريكايل و هو يحدق بالبريق العدائي بعينا توأمه ليندفع خلفه فلا أحد للآن يعلم ماذا يمكن أن يفعله هذا الطائر و هو يمتلك حجم يمكنه من إلتهامهم جميعاً دفعة واحدة .

ويل أراد أن يتبع ريكايل لولا يد جيس التي أوقفته بينما عيناه تحدقان بما يحدث أمامه حيث ما تمكن أي منهما من الوصول للطائر و الذي بحركة واحدة من جناحيه قذفهما بعيداً !

و كم أن هذه كانت نتيجة متوقعة بحق ، هو و بتحريك جناحيه فقط يمكنه توليد طاقة هوائية ستبعدهم عنه قبل وصولهم حتى .

بدت ملامحه أكثر جدية بينما قرر التحرك و أخيراً فور رؤيته للطائر يخفض ارتفاعه و يزيد من سرعته للوصول للتوأم الذي يحاول أحدهما النهوض رغم جراحه الطفيفة بينما الآخر يحدق بحقد و استياء بينما عيناه الزرقاوتين تبرقان ببريق فضي و كأنه يوشك على استخدام سرعة الجان للنهوض و تكرار حركته المتهورة تلك !

و الحاكم استغل انشغال الطائر بمن هاجمه أولاً ليعطي إشارة لويل قبل أن يقفز من خلفه ما إن تجاوزه ليصبح فوق جسده ، هو غرس مخالبه بعنقه ليجعل حركته تختل بفعل الألم قبل أن يقفز مُبتعداً عنه حيث اصطدم عدوهم بالصخور الجبلية أمامه ليزيد هذا من حرارة ألمه و كأن جرحه النازف لا يكفي .

ويل و باللحظة التي شتت انتباه خصمهم و ابتعاد شقيقه الأكبر عنه هو أسرع يخرج سيفه قبل أن يهوي به على عنقه يفصل بهذا رأيه عن جسده ثم تراجع و شعور بالإنزعاج يُلازمه و هو يراقب تحوله لرماد بألم ، من قال أنه سيهاجمهم أولاً ؟ أليس هم من بدأ بقتاله ؟

حرك جيس يده على خصلات الأصغر عندما لاحظ نظراته تلك لينطق بهدوء :" أحسنت القتال ويل ! أنت أبعدت مشاعرك عن ساحة المعركة و ضربت العدو بكل قوتك دون أي تردد أو اختلال بوتيرة هجومك "

أنهى عبارته يحدق بريك و هو يردف :" و أظن أحدهم عليه تعلم فعل ذات الأمر هنا قبل أن يودي بحياته و من معه بفعل تصرفات طفولية كهذه "

كز ريك على أسنانه بقوة لاسيما عندما استدار جيس لمتابعة السير فقليل من الوقت و ستولد عنقاء أخرى إن صحت الاسطورة و قطعاً لن تحب تواجد من قتلها سابقاً !

ريكايل أعاد هيئته لطبيعتها ينظر لشقيقه بتردد ، هذه المرة كلاهما نجى بمُعجزة ما لكن ريك تناول ثلاث حبوب بالفعل ، هذا كثير على جسده خاصة و أن يومهم بالكاد بدأ أي لازال هناك الكثير مما سيتعرضون له و هذا بحق ليس بالأمر الجيد .

ريك حول نظره لريكايل ما إن شعر بنظراته ، هو بادله تلك النظرة القلقة بأخرى ذابلة و كأن لا شيء يعنيه حقاً ، و مع ذلك رؤية الجروح التي بدأت تختفي من جسد شقيقه جعلته يُخفض رأسه بإستياء شديد فريكايل ما إن تم قذفهما حتى أمسك به و احتضنه بقوة شديدة ليُبعد عنه الخطر !

هل سيعرض ريكايل الآن للألم و الخطر ؟! ألم يكتفي حقاً بحادث كلير ؟ بعد أن فشل بحمايتها بالأمس يعرض اليوم توأمه للخطر .

تنفس ريكايل بعمق ليمسك بيد توأمه و يسير متجاوزاً أميره و الحاكم ، و أي منهما لم يتدخل حقاً بل تمنى جيس أن ينجح مستشاره بإعادة شيء من الأفكار الجيدة لعقله فمهما كانت صعوبة ما يمر به الآن لا وقت للإنهيار مُطلقاً .

******
تنهد ليون بخفة فهذا الأسبوع عاد الأمر كما بالأسبوع الأول ، فهم و بالأسبوع الثاني لم يفقدوا الشعور بهالة بعضهم البعض كما يحدث الآن معهم و ما كان هناك ضغط فظيع يحلق بالأجواء بالكاد يسمح لهم بالتنفس !

و مع هذا الأسبوع الثاني كان كارثياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى لذا ربما هذه الأجواء أفضل ؟

آلبرت حدق برفيقه قليلاً قبل أن ينطق بسخرية :" هل شيطان مذهل مثلك قد ينهار تحت وطأة هذه الضغط فقط سيدي ؟ "

و المعني رمقه بسخط و هو يجيبه :" ألا ترى أن الأمور من سيء لأسوء ؟ أعطني فقط سبب واحد يجعلك تتصرف و كأن لا شيء حدث "

رفع أحد حاجبيه سريعاً و هو يُجيبه :" و ماذا تريد مني أن أفعل ؟ كن منطقياً من فضلك تلك الفتاة لا علاقة لنا بها ، يزعجني موتها لكنها ليست نهاية العالم فهذه مهمة انتحارية كما تعلم "

صمت قليلاً يردف بجد :" ثم بحقك لنحزن بشدة عليها و بعدها ؟! نجلس فقط بإنتظار أن ينقض عدونا علينا لقتلنا ؟ أهذا هو الأمر ؟ ماذا قد يفيدها حزننا بأي حال ؟ لن يصل لها حتى لذا توقف عن هذه الحماقة و لا تظن أن إبقاء روح معنوية ضعيفة بيننا بسبب الإكتئاب قد يجعل الأمور أفضل "

حدق ليون به لوهلة قبل أن يتقدمه آلبرت بضيق ، هو تنفس بعمق يقلب خُصلات شعره الداكنة للخلف بصمت ، لم يجد لديه رد فبطريقة مؤلمة آلبرت محق تماماً بكلماته تلك !

لكن من جهة أخرى لا يُعجبه موقفه هكذا ، لا يُحب تفكير رفيقه الخالي من العاطفة بكل المواقف التي تواجهه ، بل هو يدرك تماماً أن هذا الموقف ما كان ليتغير و إن كان هو الضحية ، بل العكس ربما سيتصرف حينها بعبث أكبر لتخطي الألم ، سيبعث بالجميع النشاط و يعيد إليهم روتين حياتهم و يعود هو لروتينه اليومي دون أي تبديل سوى بإزالته هو منه !

تنفس بِعُمق فلماذا على أفكاره أن تتخذ مُنحنى كهذا ؟! على الأقل هو يدرك أنه لا يمكن لآلبرت اقتحام أفكاره الخاصة لذا لا بأس بهذا فبأي حال من جانب آخر يمكنه الإطمئنان بأنه ان وقع له مكروه لن يصيب رفيقه سوى جزء بسيط لا يؤثر بحياته سلباً .

آيزاك نظر لهما بخفة ، أهذا شجار حقاً ؟ و بوقت كهذا ؟ ليس و كأنه يهتم بالفعل لكن هم مُرهقين دون حدوث مناوشات كهذه قد تضعف عزيمتهم أكثر ، هو بالكاد يتمالك نفسه عن تجاهل كل شيء و الإتجاه لتوأمه فالشعور السيء يلازمه مُنذ أن غاب عن ناظريه .

إيكاري حدق بالصديقان أمامه بنوع من التوتر ، لا يحب رؤية خلاف أحدهم أو حزنه لذا تتملكه رغبة عارمة بالاقتراب و محاولة الإصلاح بينهم إلا أنه ما إن عزم على تنفيذ هذا حتى تراجع آلبرت ليسير بجوار ليون بينما ينطق بنوع من الحماس :" أتعلم هذه المرة يبدوا أنني سأواجه خطر حقيقي فمنذ دخولي للقارة و الكائنات السخيفة هي فقط ما يظهر أمامي "

رفع ليون أحد حاجبيه بإستنكار تام قبل أن يُجيبه بنوع من التهكم :" أظن أن بقية المخلوقات أدركت أنها لا تحتاج سوى لإغرائك بقرون و ذيل و ربما أجنحة للإيقاع بك ! "

و حرفياً ظهر الكثير من الحماس على ملامح وجهه و هو يهتف :" يمكنني الموت بسعادة إن امتلكتها ! "

هنا ضحكة خافتة هربت من ليون و تلتها واحدة أخرى من إيكاري الذي كان يحدق بهما بنوع من التعجب قبل أن يطلق ضحكته تلك دون إرادة حقاً .

التف آلبرت يبطئ بخطواته حتى وصل لإيكاري يحيطه بذراعه بخفة :" إذاً أيها اللطيف ! هي المرة الأولى التي نكون بها معاً صحيح ؟ أخبرني ألا ترى أنه أمر مؤلم بحق أن لا يمتلك الشياطين قرون و ذيول ؟ يمكنني التنازل عن الأجنحة لست بهذا الطمع ! "

توتر المعني قليلاً و هو يومأ إيجاباً قبل أن يسحب آيزاك رفيقه منه و هو ينطق :" توقف حالاً ! لا تزعجه و أنت إيكاري ألا يمكنك ابعاده ؟ "

عبس آلبرت قليلاً قبل أن ينطق بنوع من الاستفزاز :" كم أنت حاد ! شقيقك أكثر لطفاً منك ، عندما كنا بفريق واحد هو سمح لي بالاتكاء عليه و احاطته كما فعلت الآن مع إيكاري بل كنا نخطط لإطعام المخلوقات اللطيفة تلك الأميرة المريعة "

و هالة آيزاك تبدلت بالكامل لتظهر نية قتل بالأرجاء و هو ما دفع إيكاري ليشهق بفزع بينما ضحك آلبرت بإستمتاع فهو أغضبه كما أراد !

و كالعادة ربما قطع تلك اللعبة اللطيفة ذلك الممل ليون و الذي تقدم يضربه على رأسه بخفة و هو ينطق :" توقف عن إثارة المشاكل هنا و هناك آلبرت ! "

هو آمال برأسه يحدق بآيزاك ليكمل :" و أنت لا تصدق أي حرف مما يقوله فعلى الأغلب كل كلماته مبالغ بها ! "

أشاح آيزاك بناظريه قليلاً و هو يفكر بأنه ما غضب من الفكرة بحق إنزعاجه من خاطرة ما مرت بعقله فهل هذا الشيطان أزعج توأمه حقاً ؟!

تنفس بعمق فهذا لم يعد يُفيد و أياً كان ما حدث هو قطعاً ليس بسوء ما يحدث الآن ، زاك ليس بخير يدرك هذا جيداً ، تلك الفتاة كانت تعني له الكثير حقاً لذا قلبه ضعف بشدة لموتها ، حسناً هي أنقذته و مع أنها تكره حسب ما علمه بقية الأجناس إلا أنها مدت يدها لتوأمه لذا قطعاً تستحق استيائه و ألمه !.

و هو هنا وجد نفسه يغرق ببحار مُتناقضة من المشاعر لذا قرر إبعادها عن عقله الآن و التركيز بما يحدث امامهم فحسب مُتمنياً أن يبقى توأمه بخير و أن يساعده مُستشار أمير البشر ذاك .

******

كلاهما كانا قد ابتعد عن من معهم بالفريق ، هما خرجا من بين تلك الجبال حيث وقعت معركتهم مع ذلك الطائر ، ريك كان يسير بإستسلام تام خلف توأمه ، لا يعلم إلى أين يرغب بالوصول و ربما هو ما فكر بهذا من الأساس !

توقف الأصغر عندما شعر بأن هناك مسافة جيدة تفصله عن هالة سيده و الحاكم ، المنطقة حولهم باتت وعرة أكثر إذا كانا يقفان ببداية الطريق للتعمق بالجبل المليء بالأشجار الذي صعدوه تواً ، هو تنفس بعمق ليترك يد ريك و يستند لإحدى الأشجار مُغمضاً عيناه عله يستجمع شجاعته و أفكاره للحديث .

و الآخر التفت حوله يقطب حاجبيه بشيء من الحيرة و الاستنكار فلماذا هو توقف ؟! و أين البقية ؟ حرفياً هو لم يكن قد إنتبه عندما ابتعدوا عنهم لذا أعاد بصره لريكايل بإنتظار تفسيره لما يحدث !

تنفس ريكايل بعمق بينما يفتح عيناه الزرقاوتين و قد قرر أنه سيتحدث بما يخطر بعقله مُباشرة فهو عجز عن تجميع كلماته لذا نظر لشقيقه بينما ينطق بنبرة هادئة يشوبها الكثير من الألم :" ريك ، أنا آسف يا أخي أدرك أنها كانت مميزة و أن فقدانها أمر صعب "

صمت قليلاً ينظر لشقيقه الذي اتسعت عيناه و بدى و كأنه فهم الآن ما يريده الآخر منه لذا أخفض رأسه سريعاً ليردف الأصغر :" أنا أعلم أن ما أشعر به لن يكون نصف الألم الذي تشعر أنت به ! لكن أيضاً أدرك أنها ليست غلطتك ، لقد كنا جميعاً معاً و ... "

قاطعه توأمه سريعاً بينما ينطق :" أنا بخير ، لا داعي للقلق "

هو اختتم عبارته بنوع من البرود بينما يلتف للخلف ليردف :" إذاً لنعد للبقية إن كان هذا فقط ما تريد قوله "

ريكايل وقف بمكانه يخفض رأسه بألم ، هذا صعب بحق شقيقه لم يكن قط ليتظاهر هكذا أمامه من قبل لكن هو المغفل الذي تجاهل جزء أن الحياة قد أبعدتهما عن بعضهما لإثنا عشرة عاماً ، لم يعد أي منهما كما كان و هو ما عاد جزء من حياته حتى .

تنفس بعمق ليسير خلف شقيقه بينما ينطق بهدوء :" آسف لإزعاجك ريك ، لكن تذكر فقط أنا متواجد متى ما رغبت بذلك "

ريك لمح تلك النبرة المُتألمة بصوت شقيقه لكن هو فقط يريد الصمود ، لا يرغب بالانهيار الآن أو البكاء !

و الآخر كان يتتبع هالة سيده و الحاكم ليعودوا لهم قبل أن يحل الظلام ، لم يعتد هو على إجبار أحدهم للحديث معه كما أنه لا يمكنه إقحام نفسه بحياة الأكبر فجأة من بعد كل تلك السنوات .

******

ملامحهم كانت مشدودة بالكامل أمام ذاك المنظر الذي وجدوه بإستقبالهم !

وقف إيكاري خلف رفيقه سريعاً بينما يُغمض عيناه برعب ، تلك الكائنات كانت فظيعة قطعاً لكن أن يعثروا على جثثها أو بقاياها إن صح التعبير أمر يثير بداخله الكثير .

ليون جعد ملامحه بنوع من الاشمئزاز بينما يأخذ نظرة سريعة للخلف حيث أُغلق المدخل الوحيد للكهف ، أبعد نظراته يراقب آلبرت الذي كان يعقد حاجبيه قليلاً بنوع من التفكير قبل أن ينطق :" مذهل ، وقعنا بفخ ما ! "

و الثلاثة حملت أنظارهم الموجهة نحوه الكثير من الاستنكار ، تنفس آيزاك بعمق بينما يتحدث :" لنبحث عن مخرج آخر "

صمت يرسم ابتسامة ساخرة على وجهه و هو يردف :" هذا بالطبع بعد أن نقابل صديقنا الذي قتل هذه المخلوقات "

أجابه آلبرت من فوره :" إذاً لنسرع بالتعرف عليه و احتلال هذا الكهف ! تعبت من الشمس بالخارج "

رمقه ليون بتعب و هو يسير أولاً بينما ينطق :" تتحدث و كأن الشمس تسلبنا قوانا ! لا أعلم للحق كيف يمكن لمصاصي الدماء إحتمالها و هي تمتص من طاقتهم "

عبس بينما يجيب :" نحن لا نتأذى بسببها مع ذلك قارتنا مُظلمة تماماً لأننا نكره أشعتها ، قارة ذاك الحاكم لا تحجب الشمس بشكل تام لئلا يضعف جنسهم و تزاد حساسيتهم منها ! "

هو و رفيقه إستمرا بالحديث عن ذلك بينما سار إيكاري بجوار آيزاك و هو يهمس :" ماذا تظن السبب بموت هذه المخلوقات ؟ أعني إحداها ذلك النوع الذي هاجمنا صحيح ؟ و بعضها آكل للحوم "

وجه آيزاك نظرة سريعة لرفيقه ليقيم حالته النفسية و إن كان يشعر بالخوف أم لا قبل أن يُجيبه :" لا أعلم ، قطعاً لن يكون شيء ودود و هو قد مزق الجثث حتى ! لكن إيكاري هناك أمر ما لا أعلم إن لاحظته ببعض الجثث السليمة ..."

قاطعه رفيقه الأصغر سناً و هو ينطق بخفة :" أجل بدى و كأن معركة ما قد وقعت بين عدة أطراف و شيء ما استغل إنشغالهم بالقتال للانقضاض عليهم "

أراد آيزاك أن يُجيبه عندما تحدث ليون بهدوء :" تماماً ، هنالك شيء خاطئ يحدث و أخشى أن يكون الأمر عبارة عن وهم أو شيء ما أشعل الفتنة بالأرجاء "

بطريقة لا إرادية اتجهت أعين الثلاثة لآلبرت ما إن أنهى ليون عبارته تلك و هو هتف سريعاً :" كنت معكم طوال الوقت ! "

مسح على خُصلاته قبل أن يرسم ابتسامة عابثة بينما ينطق :" و فقط أتمنى أنه الخيار الثاني بحق ، أن أقابل منافس ما يحاول الإيقاع بي بذات طريقتي بالتسلية "

تنفس آيزاك بعمق شديد مُتجاهلاً من أمامه ، هو فقط يشعر بأن لا رغبة له بالحديث أو الجدال معه ، لذا أعاد بصره لإيكاري ينطق بجد :" لا أريد أن يتكرر معك ما حدث من قبل ، أقسم إن نجح أي منهم بإشعال فتنة بيننا لذات الموضوع فأنا و أنت ستنتهي الصداقة بيننا ! "

شهق إيكاري بقوة قبل أن يجيب :" تتحدث و كأنك لا تحمل بقلبك الكثير من الذنب إتجاهي ! آيزاك ماذا لو وقعنا بوهم مختلف و هاجمتك مجدداً ؟ أتضمن لي أنك لن تسلم حياتك كالأحمق ؟ "

ابتسامة هادئة رُسمت جبراً على شفتيه بينما يجيبه :" أجل ! أعتذر لكن لدي سبب يجعلني أرفض إعطاء حياتي لك أو لغيرك إيكاري ، لذا لا داعي للقلق "

شعور غامر بالراحة سُكب بأعماقه ، هو ما كان كل ما يتملكه الذنب فقط بل إن الخوف من تكرار أمر كهذا كان يملئه .

آيزاك كاد يسمح له بقتله حرفياً لولا نيو و إنقاذه لهما من ذلك و هذا أكثر ما أثر به !

آلبرت وجد نفسه يحتضن كلاهما بينما يتحدث :" الحقيقة هي أفضل علاج للفتن ، لذا هيا أخبراني ما قصتكما ؟ "

رفع ليون أحد حاجبيه باستنكار شديد فلا شيء يهم رفيقه حالياً سوى إيجاد قصة ما تُبعد الملل عنه ، و آيزاك أبعده عنه سريعاً بينما ينطق :" لا شأن لك بهذا ! بدلاً من الحديث معنا اذهب و تحدث مع رفيقك بصدق لئلا تتشاجرا ان وقع أي شيء كهذا "

نظرة غريبة رُسمت على وجه المعني عدة ثوان ما لمحها سوى رفيق طفولته و الذي قطب حاجبيه سريعاً بشك ، أهناك ما يُخفيه آلبرت عنه ؟!

هو عرفه منذ صغرهما ، لكن لم يكونا صديقان أولاً ، آلبرت لم يكن يتسبب بالمشاكل فقط للمزاح بذاك الوقت و إنما كان يفعلها مع كل من يقابله و الهدف فقط العبث بهم و الإفساد مع نية أخرى بأعماقه ، لكن كل ذلك تغير تدريجياً و بفعل الكثير من التحداث ليبتعد عن تصرفات كهذه .

هو يعرف حتى أحلك النقاط سواداً بماضي صديقه إذاً ما بال تلك النظرة ؟

تنفس بعمق قبل أن يتحدث بجد :" إذاً آلبرت أهناك ما ترغب بقوله لي ؟ "

نظر المعني له بخفة قبل أن يرسم ابتسامة ذات مغزى على شفتيه :" مطلقاً ! لا شيء أنت لا تعرفه لكن ماذا عنك ؟ "

قطب حاجبيه بنوع من التفكير ، بحق ماذا يُخفي هو عنه ؟! ليس و كأنه كتاب غامض من الأسرار ، صحيح أنه و بحكم كونه من الأسرة الحاكمة للشياطين فلا أحد قادر على اختراق أفكاره لكن هذا لا يعني أن آلبرت يجهل أفكاره أو هكذا هو يظن ؟!

الأجواء حرفياً باتت شبه متوترة ما بين الأربعة ، كل إثنان غرق بالبحث عن الندم الذي بقلبه للآخر أو الشكوك المدفونة بالقاع و إخراجها للسطح !

******

تنفس سيلفر بعمق شديد بينما ينطق :" لقد وقعت هذه المجموعة بالفخ حقاً و هم ينتظرون ظهور عدوهم "

قطب كولين حاجبيه بينما عيناه ذات اللون القرمزي راقبتا مجموعة أخرى و هو يتحدث :" و الأجواء متوترة بهذه المجموعة بسبب تلك الفتاة التي قتلت ! هم حتى ما لاحظوا تلك الإشارة التحذيرية الموضوعة ، ليس سوى وقت قصير حتى تقع الكارثة "

كلاي حدق بالمجموعتين اللتين تضمان كل من آرثر و آرون يراقبهما بحذر لتحديد من ستكون ضحيته المُناسبة بينهما .

أليكس كان يقف و كأن الأمر لا يعنيه ، هو حرك شعره ذو اللون الفضي قليلاً بينما لمعت مُقلتيه ذات الألوان المُتعددة و كأنها رُسكت بُفرشاة !

شقيقته الصغرى وقفت بالمنتصف تغمض عيناها بقوة بينما هنالك طاقة هائلة تخرج من جسدها الصغير و من خلفها على بعد عدة خطوات وقفت تلك البشرية تراقب كل ما يحدث بتوتر شديد ، الأحداث تقترب من الوصول لأوجها و هذا بحق مخيف ، إما أن تكون النتيجة جيدة أو كارثية .

اتجهت انظار الجميع لسيلفر الذي نطق و هو يحدق بمجموعة ما :" ما رأيكم باختبار ما ؟ أو بشكل أدق أريد قياس ردود أفعالهم "

هو أنهى عبارته تلك يخبرهم بما يفكر به و قد جذب الأمر اهتمامهم حقاً !.

~ نهاية الفصل ~

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top