الفصل الخامس
وصل ويل أخيرا للمكان الذي شعر بطاقة آيزاك تقف عنده ، هو دخل للمشفى ووصل لغرفة مقفلة أراد إقتحامها عندما شعر بطاقة مرافقه المنخفضة للغاية !
ولكنه وقبل أن يتحرك خطوة واحدة للأمام نطق آيزاك بحده :" توقف ، لا يمكنك إيقاف الأطباء عن عملهم ! كما أن إقتحامك لهذه الغرفة قد يشتتهم ويجعلهم يرتكبون خطأ فادح يودي بحياته ! "
ويل أخفض رأسه بندم شديد ، هو من أمره أن لا يتحرك من مكانه أبدا كالأحمق ، وفوق هذا نسي تماما تأمين الحماية له بما أنه فقط متجمد بسبب أمره ، هو حرفيا رغب بالبكاء بقوة بينما يشعر بمدى الخوف الذي شعر به ريكايل عندما شعر بأنه محاصر وعاجز ولا أحد بجواره البتة !
تنهد آيزاك وهو يرى أن هذا الأمير المدلل نادم حقا ، هو حقا يشفق على خادمه ذاك فأن تكون تحت رحمة شخص مدلل للغاية تعني أنه عليك الإستعداد للألم ، الدلال المفرط سيؤدي لجعل الشخص أناني للغاية ! أو على الأقل هذا ما يفكر به آيزاك !
*****
بعد عدة ساعات كانت المعركة قد إنتهت ، نيو أمسك بكتفه المصاب بألم بينما ينطق بحقد دفين :" بحق الإله ما هي هذه المخلوقات اللعينة ! "
هو نظر حوله ليجد العديد من الجثث لكلا الطرفين ، عض على شفتيه بإستياء بينما يسير وهو يتفقد جثث أبناء جنسه فربما أحدهم لازال على قيد الحياة بينما طاقته فقط بدأت تتلاشى !
وبينما كان يسير سمع صوت أنين مألوف بالنسبة له قبل أن ينطق :" إيكاري ! "
هو ركض بإتجاه الصوت ليجد صديقه يجلس فقط على الأرضية بينما ينطق بألم :" هذا مؤلم ، اللعنة على تلك الوحوش المقرفة !"
ضحك نيو براحة ليلتفت إيكاري له وينهض على فوره وهو ينطق بقلق :" نيو هل أنت بخير ؟ آسف لإنني إفترقت عنك بساحة المعركة ! "
ابتسم له نيو بهدوء ليسير بخطوات هادئة برفقته للمشفى فهما شعرا أيضا بتواجد لطاقة آيزاك بأرض المعركة والتي لم تدم طويلا .
****
كان يحدق بالسقف بشرود وجسده لازال يرتجف ، وجهه شاحب للغاية وأنفاسه لم تنتظم حتى !
راقبه سيده بألم وهو يمسك بيده بقوة ، حدق ريكايل به قليلا وهو عاجز عن النطق ، هو أضعف من المعتاد بسبب كمية الدماء التي فقدها كما أنه يحرم نفسه من شرب الدماء دائما إلا أنه وضع رأسه على كتف سيده وأغمض عيناه لعل جسده يهدأ قليلا فهو فقط عاجز عن نسيان شعوره بتلك اللحظة ، لكن ظهرت فجأة هالة هو يعرف مصدرها جيدا ليتقدم ويعبث بخصل شعره الزرقاء الداكنة وهو ينطق بإستفزاز كالعادة
:" لم أكن أعلم أن المستشار الخاص بي مجرد طفل جبان "
ووجود جيسي هنا كان كفيلا بجعل جسد ريكايل يتوقف عن الإرتجاف وعاد الأمان له ، نظر كل من السيد والخادم لجيس المبتسم بثقة شديدة لينهض ويل ويضم شقيقه له ، بعثر جيس شعر ويل قليلا ثم نظر لريكايل وهو ينطق :" هل أنت بخير الآن ؟ "
أومئ ريكايل إيجابا لينطق جيسي مجددا :" جيد إذا هيا لنعد "
أبعد ريكايل الأجهزة عن جسده الجريح وحاول الوقوف لكنه لم يكد يفعل ذلك حتى وجد نفسه بين يدي جيس الذي نطق بهمس شديد :" لا تعتد على هذه المعاملة ! هذا فقط لإن ويل هو السبب ! "
أرخى ريكايل جسده بين يدي سيده الحاكم ليغمض عيناه وينام ، سار جيس للخارج بينما وجد بإنتظاره كبار أسرة مارش و الأمير الأول للمملكة مما دفعه لينطق بإستهزاء :" عندما تنتهي هذه المشكلة التي تؤرقكم يمكننا عقد إجتماع آخر "
أنهى جملته بينما يبتسم بإستفزاز عندما لمح آيزاك ينظر له ، تنهد آيزاك بملل وقلب عيناه ولو أنه بمزاج جيد حقا لما غادر هذا المكان إلا بعد أن يتلقى هذا الفتى عقاب قاسي على وقاحته، لكنه حقا بات يشعر بأنه إرتكب غلطة بتدليل شقيقه الأصغر فهو بدأ يتسبب بتعريض نفسه للمخاطر !
تنفس بعمق بينما يفكر بأن لا أحد سيجرأ حقا على لمسه مادام هو على قيد الحياة ، نظر للشاب بين يديه والذي كان نائما والشحوب باد على وجهه ليتنهد بتعب فهو الآن مجبر على جعله يشرب الدماء يوميا وعليه منعه من مغادرة غرفته وكلاهما لن يحدث دون إجبار أو إستخدام القوة !
ما إن غادر وفد مصاصي الدماء وأخيراً حتى تمكن البقية من التنفس براحة ، فلو أن أحدهم مات لكان الحاكم هنا لقطع رؤوسهم وإعلان حالة من الحرب ، نظر إيكاري ونيو لوالد آيزاك عندما إستدعاهم بشيء من الحيرة بينما رمقه آيزاك بشك ليسير بجانب رفاقه فهو لا يعلم ماذا يمكن لوالده أن يفعل !
## قارة أوقيانوسيا ##
شد زاك على قبضة يده بقوة وهو يوشك على الإنقضاض وقتل ربما كل المتواجدين ، نظر ريك بحده لوالده وأراد التحدث لولا يد جيفري التي أمسكت به ، نظر لرفيقه ومستشاره الذي همس :" لا حق لنا بالتدخل ! "
أخفض ريك رأسه وهو يتسائل بداخله أليس جيفري هو من أقنعهم ببقاء زاك بالقصر ؟ هو من جعل زاك واحد منهم ! إذا ماذا يعني الآن بأن لا حق لهم بالتدخل ؟
نظر الحاكم لإبنه بمرارة فهو لن يتمكن من منع الجن من أخذ زاك منهم ، إلا أنه يعلم أن ابنه لن يكون بخير ، فهو بالكاد خرج من صدمته بكون شقيقه ميتا !
نظر زاك لهم وأغمض عيناه حتى لا يبكي ، لماذا بعد كل هذه السنوات يأتي الآن وفد من قبيلته لأخذه؟ بعد أن تم التخلي عنه كالقمامة ، هو واثق أنهم لم يحبوه فجأة إذا لماذا ؟
شعر بيد جيف على كتفه ، هو نظر لرفيقيه و نظراته كانت مليئة بالألم ، حاول ريك الإبتسام لتشجيعه لكنه عجز عن ذلك ، نطق المبعوث بصوت هادئ :" منذ أن ولد التوأمين تم إختطافهما ، قبل عدة أعوام عثرنا على أحدهما بمملكة البشر والآن عثرنا على الآخر هنا ! "
نطق الحاكم بهدوء :" لقد عثرنا عليه بدار للأيتام وذكائه جعلنا نقرر رعايته ليصبح مستشار ثان للأمير "
أومئ الرجل بتفهم وهو ينظر لزاك :" إذا هل أنت مستعد للذهاب ؟ "
كاد أن يتراجع عدة خطوات لكنه فقط يدرك حجم المشكلة التي سيوقع مملكة البشر بها إذا هو فعل هذا !
أومئ إيجاباً لينظر لأصدقائه والذين إعتبرهم أسرة له ، ابتسم بألم لهم ليتقدم ريك ويضمه وهو ينطق بهمس شديد :" إن واجهتك مشكلة لم تستطع مواجهتها بمفردك فأعلم أنك مرحب بك هنا دائما ! "
ابتسم له زاك بصدق وهو يبادله العناق وما إن إبتعد عن الأمير حتى حظي بعناق من جيف الذي نطق بهدوء :" أنا أول صديق لك صحيح ؟ لا تتردد بطلب المساعدة مني ! أنا هنا لأجلك "
أومئ له زاك والدموع تجمعت بعيناه ، تقدمت كلير لتنطق بابتسامة لطيفة :" إعتني بنفسك جيدا ، وكن بخير لأجلنا زاك فأنت صديق عزيز "
بعثر زاك شعرها بخفة لتبتسم له رغم دموعها ، بينما إختفت ابتسامته وهو يحدق بالرجل مبعوث أسرة مارش ليسير معه ببرود ظاهر فقط ، لكنه من الداخل يشتعل ، روحه تتمزق لآنه للآن لم يتمكن من تجاوز الماضي عندما تم التخلي عنه .
هو فكر بأنه ربما هنالك من بدأ بالشك بأنه مهجن بسبب كثرة ترحاله مع الأمير ريك ولهذا قرر والده إحضاره ، وبالوقت نفسه هو قلق للغاية ، يدرك أنه سيكشف بسهولة بمملكته الأم بسبب ضعفه ، هو منذ هذه اللحظة يشعر بالألم بقلبه ، لاسيما عندما يفكر بأنه سيجد نفسه أمام شقيقه مرة أخرى !
## قارة نوفوبانجيا ##
تحدث آيزاك بتهكم :" أنا أرفض لماذا عليهما المساعدة بهذه المهمة ؟ "
نظر والده له لينطق بهدوء :" إن رفضت القيام بها فلا بأس بذلك ، لن أجبر أي منكم حقيقة فهناك شخص آخر سأرسله لها لكن لا تتراجع لاحقا "
نظر نيو وإيكاري له بدهشة وهما حقا يشكان أن هنالك مصيبة قادمة ، تحدث آيزاك بسخط :" أرسل من تشاء لما يجدر بي الإهتمام حتى ؟ لكن أن ترسل ثلاثتنا لمهمة حماية موكب تجار من تلك المخلوقات اللعينة أمر لا أقبله البتة ! هذه مهمة إنتحارية "
ابتسم والده لينطق بهدوء :" لا بأس سيصل صاحب المهمة بعد ساعة ، آيزاك أريدكم أن تكونوا هنا لرؤيته "
زفر آيزاك الهواء بملل وتوجه للخارج وقد أخذ صديقيه معه وهو يشتم بداخله والده ، لن يغير رأيه أبدا بالنسبة للمهمة ولن يطيع أمره بالعودة لرؤيته حتى !
نطق إيكاري بقلق :" آيزاك هو سيستبدل ثلاثتنا بشخص واحد فقط ! "
نظر له بحده بينما ينطق :" وإذا ماذا ؟ ليذهب للجحيم هو ومن سيرسله ! ما شأننا نحن ؟ "
عدل نيو نظارته الطبية بينما ينطق بحيرة :" لكن هذا محير ، آيزاك ماذا لو كان شخص أنت تحبه ؟ "
ضحك آيزاك بسخرية وهو يجيبه :" ليس لدي شخص كهذا ! حتى لو بحثتم عنه في الممالك الستة إضافة إلى القارة المجهولة لن يعثر على شخص أحبه سواكما لذا ليفعل ما يشاء "
نظر صديقاه له بحيرة ، هما يدركان أن آيزاك حقا شخص غير إجتماعي ولا يجيد التحدث بهدوء وعقد الصداقات لكن أيضا والده شخص خبيث للغاية وعندما يكون بهذه الثقة إذا هنالك مصيبة جديدة !
****
بعد ساعة واحدة سار والحقد يغلف وجهه بالكامل لقصر من يفترض أن تكون أسرته ، عيناه الزرقاوتين حملتا الكثير من المشاعر السلبية كالحقد و الخوف ، دخل لغرفة تبدوا وكأنها معدة لإستقبال الضيوف ، ذات أثاث فاخر للغاية وألوان مريحة للأعصاب ، حول نظره لرجل وأمرأة يقفان بمنتصف القاعة حيث تقدمت الأخيرة منه لتحتضنه وهو فقط أبعدها عنه بتقزز .
نطق الرجل بحزن و زاك يقسم أنه مصطنع :" لابد أنك لم تتعرف علينا بما أنك خطفت منذ طفولتك يا صغيري "
لم تختفي نظرته الحاده فهو لم ينسى وجهيهما ولو للحظة ، الأشخاص الذين إنتزعوا أغلى ما يملك منه بكل وحشية ، تقدم منه والده ليمسك بيده بينما يتحدث :" سيكون من الأفضل تركه ليرتاح قليلا "
أومئ الحضور إيجابا ليغادروا المنزل وقد قام سيد القصر بطرد الخدم من الغرفة ليلقي بزاك أرضا وقد إحتدت ملامح وجهه وهو ينطق :" هنالك قواعد عليك إتباعها يا عديم الفائدة بهذا القصر ! "
حدق زاك به بحده شديدة ليردف الأول :" أمام الجميع وحتى الخدم أنت ستعاملنا بطريقة جيدة وإلا أقسم لك بأنني سأدمر كل شخص تهتم لأمره حتى لو كان أميرا لمملكة البشر ! "
توسعت عينا زاك بصدمة بينما ضاق تنفسه ليقترب والده وهو يمسك بشعره الفضي بقوة وكأنه يرغب بإقتلاعه من مكانه لينطق بوحشية :" إياك وأن تظهر ألمك لأحدهم حتى لا يكشف الآخرون أنك مجرد هجين عديم الفائدة ! لا أحد عليه أن يعلم بشأنك حتى لا تتسبب في إفساد سمعة شقيقك أيضا ! "
أغمض عينيه بألم وهو ينطق بهمس شديد :" لماذا أحضرتني لهنا ؟ أنا لن أسبب سوى المتاعب لك "
حرر خصلات شعره أخيرا لينطق بسخرية :" لا تقلق لن أجعلك كذلك لمدة طويلة ، أنت ستصبح مفيد للغاية وبالنهاية ستموت بسبب فرط الإجهاد "
نظر له بعدم فهم وحيرة ولكنه يعلم فقط بأن حياته ستصبح جحيم من الآن فصاعدا .
****
بقي نيو هادئا بينما نطق إيكاري للمرة الألف ربما :" آيزاك أرجوك لنعد ، لا أريد أن يتأذى شخص آخر بسببنا، إن لم ترغب بالعودة فلا تفعل لكنني سأذهب بمفردي وأقوم بمساعدة ذلك الفتى أو الرجل الذي تحدث عنه والدك "
نظر آيزاك له بغضب شديد بينما وقف نيو وهو يتحدث :" وأنا أرغب بالعودة أيضا ، ليس للمساعدة فقط بل لأجل معرفة ذلك الشخص الذي حاول والدك تهديدنا به ، فأنا لست مرتاح للأمر "
وهنا وجد آيزاك نفسه مضطر للعودة لمنزله ، وبالتأكيد ثانية أو أقل هي ما فصلتهم عن الوصول ، وأول صوت تهادى لمسامعهم هو صوت صرخات أحدهم من غرفة الضيافة الأولى ولسبب ما نبض قلب آيزاك برعب شديد ، حتى أنه تحرك بسرعة للوصول لهناك ، فتح الباب ومن ثم تجمد فقط بمكانه وضاقت أنفاسه بشدة ، بينما بدت الصدمة على كل من نيو وإيكاري .
تقدم آيزاك للداخل بينما أبعد والده يده عن رأس شقيقه الذي فقد وعيه للتو ، نطق بصوت مرتجف :" مستحيل ، هو لا يفترض به أن يكون على قيد الحياة ! "
ابتسم والده على تعبير وجه ابنه لينطق :" لا تقلق فهو لن يكون كذلك بعد أن يذهب لتلك المهمة "
توسعت عيناه وإتجه ليحمل جسد شقيقه الفاقد للوعي بينما ينظر لوالده بحقد شديد وهو يتحدث :" ماذا فعلت به ؟ "
حرك كتفيه بلا مبالاة وهو يجيبه :" قمت فقط بكسر الختم الذي وضعته عليه بالماضي لتتحرر طاقته كفرد من قبيلة الجان وأيضا زرعت قلادة الطاقة بقلبه الضعيف لكنني لم أفعلها بعد فهو فقد وعيه بعد جرعة ألم واحدة "
شهق إيكاري بفزع وهو ينطق :" لكن إن كان قلبه ضعيفا فهي ستستنزف كل طاقته وتقضي عليه ! "
تظاهر كبير الأسرة بالتفكير بينما ينطق :" إذا عليكم فقط أن لا تسمحوا له بإستهلاك طاقته "
هو أنهى جملته ليبتسم بسخرية بينما ينظر لإبنه الأكبر ليردف :" وصحيح هذا الفتى يكرهك للغاية آيزاك ، لذا لا تتأمل أن تحظى بعناق منه أو ما شابه "
نظر آيزاك لوجه شقيقه الشاحب ليسرع لغرفته ويضعه على فراشه ، هو مسح بعض الدموع العالقة من بين عينيه ليهمس بألم :" هذا مستحيل أنت لا يفترض بك أن تكون على قيد الحياة ! أعني أنا رأيتك بعيناي ، طاقتك كانت قد إختفت تماما فكيف ذلك ؟ "
شعر بتحديق أحدهم به ليلتفت ويجد صديقاه يقفان وينظران له بقلق ، نهض من موقعه ليحتضنهما وهو يهمس :" شكرا لإنكما أجبرتماني على العودة للمنزل "
عبس إيكاري بينما يجيب :" لكن لماذا قال أنه يكرهك ؟ "
ابتسم آيزاك بخفة وهو يجيب :" ومن سيهتم بهذا الشأن ؟ إن كان حيا فليفعل ما يشاء "
رفع نيو أحد حاجباه بإستنكار بينما صفر إيكاري بمرح ، نظر لهما آيزاك بحده لينطق نيو بإستهزاء :" لم أكن أعلم أن صديقي ذو الملامح الغاضبة على الدوام يمتلك جانب حنون كهذا ! "
ضحك إيكاري وهو يؤيد كلام نيو ليصرخ آيزاك بهما بغضب :" غادرا هذه الغرفة وإلا سأطعمكما للكلاب الضالة ! "
صوت صراخه أجبر النائم على الإستيقاظ ولكنه ما إن لمح شقيقه حتى أغمض عيناه وهو يتشبث بالغطاء بقوة ، يشعر بأن قلبه سينفجر من الألم ، وهو حرفيا كاد أن يتوقف عندما شعر بيد أحدهم تعبث بشعره ، تلك اليد التي كانت بيوم ما ملجأه من كل ما يؤلمه ، صاحبها كان كل شيء بحياته ، والآن هو يشعر برغبة عارمة لقطعها !
تلك الهالة السلبية التي ملئت الغرفة أقلقت الصديقان بينما الثالث عض على شفتيه بقهر ، هو لم يتمكن إلا من الحديث ببرود :" لا تستهلك طاقتك فقط لأجل تهديد فارغ زاك ، تعلم أنك لن تتمكن من هزيمتي مهما حدث ، والآن بما أنك إستيقظت ما رأيك بإبعاد كسلك هذا فأبي يريد منا الذهاب لمهمة ! "
أبعد زاك يد شقيقه بقوة ونهض بينما ينظر له بحده والآخر يبادله ببرود شديد ، نظر إيكاري لهما بعبوس فهما شقيقان وصديقه الأحمق كان سعيدا للغاية إذا لماذا يتصرف بكل هذا البرود الآن وكأن هذا الأمر لا يعنيه !
بينما حدق نيو بآيزاك بيأس فصديقه هذا لا يمتلك أدنى إستعداد لتوضيح أي شيء ، هذا ما جعله مكروها من قبل الكثيرين ، فحتى لو كانت الإتهامات كاذبة هو فقط سيصمت ويتصرف ببرود وكأنه مخطأ حقا !
كسر حدة الجو إيكاري الذي مد يده لمصافحة زاك وهو ينطق بابتسامة مرحة :" مرحبا بك هنا ، إسمي هو إيكاري ، سررت بمقابلتك ، دعنا نصبح أصدقاء "
حدق زاك به ببرود وقد أشاح بوجهه عنه بينما ينهض من مكانه ، أخفض إيكاري يده المعلقة بالهواء بخيبة أمل لينطق آيزاك بحده :" لا تتصرف معهما بهذه الطريقة أبدا "
وهنا نظر له زاك بحده أكبر وهو ينطق :" لإنك بالذات طلبت ذلك لا تتوقع مني معاملتهما بطريقة جيدة "
نطق إيكاري بتوتر :" مهلا لا تتشاجرا بسببنا رجاءا "
نظر له زاك بإستصغار ليتجاهله ويبدأ بالسير ولكنه ما إن فعل وسار عدة خطوات حتى جثى على الأرض وهو يقبض على قلبه بقوة ، تلك القلادة التي وضعها والده له بقلبه تؤلمه وبشدة كما أن كل ما يحدث يضغط أعصابه التالفة منذ البداية !
سعل بعنف عدة مرات وهو يشعر بأنفاسه تضيق أكثر ، شعر بشقيقه خلفه وقد أمسك به ليحمله ويعيده للفراش وهذا زاد الألم بقلبه ، هو لا يريد المساعدة منه هو بالذات ، يريد أن يثبت له أنه لم يعد ذلك الطفل الذي كان دائما يتشبث بثيابه بسبب الخوف أو الألم ، ضم نفسه كالجنين وهو يضع الغطاء على كامل جسده ليمنعهم من رؤيته ، أو بالأصح ليمنعهم من رؤية دموعه التي لم يتمكن من منعها ، بعد ثوان فقط هو سمع صوت خطواتهم ومن ثم صوت قفل الباب ، أبعد الغطاء ليتأكد من رحيلهم جميعا ثم نهض للأريكة وأخرج غطاء آخر لا توجد عليه رائحة عطر شقيقه ليستلقي عليها وهو يتمتم :" أنا لا يمكنني تحمل العيش هنا أبدا ! "
~ نهاية الفصل ~
توقعاتكم وآرائكم؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top