الفصل الثامن و العشرين
أعاد القليل من خُصلات شعره الشقراء للخلف بينما حدقتاه ذات اللون العُشبي راقبتا نتائج ذلك التدريب المكثف بشيء من الرضا !
صحيح أن شقيقته لم تصبح بمستوى مذهل و لكن بالنسبة لأسبوع فقط هي جيدة ، ربما مع القليل من الخبرة لاحقاً ستصبح أفضل أكثر .
حدق برفيقه الخادم و الذي إبتسم له بخفة كالعادة ثم وجه أنظاره لميلينا التي توقفت تواً عن مهاجمة إيما كتدريب !
هو نطق بهدوئه المعتاد :" حسناً ، تقدمك جيد الآن يمكنك الإعتماد على نفسك قليلاً و مع كل معركة ستلاحظين أن قوتك تزداد تدريجياً ! لذا حظاً موفقاً لك "
رفعت أحد حاجبيها بينما تحدق بشقيقها الأصغر بشيء من السخرية ، فهم لم يفترقوا بعد إذاً أيقصد أنه إن تعرضوا لهجوم ما عليها الدفاع عن نفسها دون مساعدته أو حماية ذاك العبد لها ؟
حدق آندريه بالأرجاء وهو ينطق بحيرة :" علينا العودة من حيث إنطلقنا لكن أهذا سهل حقاً ؟ و أيضاً هل سنلتقي بالبقية هكذا ؟ "
نظر سيده له وهو يجيب :" لا أعلم حقاً إن كان يمكننا العودة فحسب ما يبدوا هناك حاجز ما يفصلنا عن نقطة البداية "
تدخلت ميلينا بالنقاش وهي تتحدث بقليل من التوتر :" يمكنني نقلكم جميعاً حتى نصل للحاجز فوراً ، و يمكننا ربما التفكير بطريقة ما لإجتيازه هناك "
حدق كيفين بها ليزداد توترها هي قبل أن يومئ إيجاباً و يبتعد قليلاً ، حينها تقدم آندريه منها لينطق بإبتسامة لطيفة :" لما القلق من سيدي ؟ هو شخص لطيف حقاً ! بكل حال هي لننطلق "
سار أولاً لتتبعه بسرعة ، خلال هذا الأسبوع هي أدركت حقاً أن كيفين ليس بالشخص السيء و مع ذلك لا يمكنها الحديث معه دون توتر ، هو فقط هذا النوع من الأشخاص الذين يجلبون لك التوتر فور وقوفك أمامهم .
تينا تثائبت بملل و هي تدعوا أن يصلوا للبقية فحسب و تعاد ترتيب الفرق علها تتمكن حقاً من رؤية سيدتها تقتل !
******
أعاد بعض خُصلات من شعره الداكن بينما عينه الصفراء تحدق بالتوأم أمامه ليهتف بمرح :" إذاً ؟ "
تجاهله آيزاك تماماً بينما نطق زاك بهدوء :" لن تحصل على ما تريده آلبرت ! إنتهى الزمن الذي يمكن أن يسبب أي مشكلة بيني و بين أخي ! "
عبس المعني وهو ينطق بإعتراض :" هذا ممل ! لماذا تم حل خلاف الماضي بينكما دون وجودي "
إبتسامة ساخرة رُسمت على وجه ليون وهو يجيب بدلاً عن التوأم :" لإنه يا عزيزي لو كنت موجوداً حقاً لما تم حل أي خلاف ! "
أومئ ريكايل إيجاباً من فوره ليشهق آلبرت سريعاً بينما يتحدث بنقم :" أنتما بالذات لم أتوقع منكما هذا ! أتنكران المساعدات التي قدمتها لكما ؟ "
حدق ويل بريكايل وهو ينطق بتساؤل :" أهو حقاً قدم خدمة ما لك ريكايل ؟ "
عقد ريكايل حاجباه بتفكير وهو يومئ سلباً بينما يجيب :" لا أذكر حقيقة أي خدمة من قبله ! فقط المشاكل ربما "
نطق ليون هو الآخر من فوره :" إن كنت صديق طفولته و لا أذكر أي خدمة قدمها لي فكيف ستفعل أنت ؟ "
ضِحكة شامتة خرجت من ريبيكا ليهتف آلبرت بإعتراض :" شخصان لا يمتلكان أي ذرة من المرح بجيناتهما يستحيل أن يفهما الخدمات التي أقدمها "
قبل أن يتحدث أي فرد آخر نطق آرثر بإبتسامته اللطيفة :" لا أقصد مقاطعة حديثكم لكن لقد وصلنا للحاجز ، أي أفكار لتحطيمه ؟ "
وقف الثمانية أمام الحاجز لينطق آلبرت :" نحن حطمنا حاجز المكان الذي كُنا به صحيح ؟ أظننا لم نفعل شيء سوى التقدم وهو إنهار وحده "
تحدث ريكايل بتفكير :" مع ذلك لا أظن أن هذا ما حدث حقاً ، أنت من تقدم فقط و مع هذا جميعنا تم سحبنا للجهة الأخرى ! ألا يعني هذا أنه وحتى لو لم تحاول لمس الحاجز كنا سننتقل من هناك ؟ و كأن المكان ذاته هو من طردنا و أرسلنا للغابة "
أجابه بتهكم :" المكان طردنا ؟ حقاً أيها المُستشار ؟ "
تجاهله ريكايل تماماً ليبعد يد سيده التي إمتدت علها تُلامس الحاجز بينما يهتف :" سيدي ! توقف عن ذلك من فضلك "
عبس ويل بخفة و أخفض يده ليبتسم له ريكايل قليلاً وهو يبعثر خُصلاته الداكنة الحريرية !
و بلحظة خاطفة تقدم آلبرت لتلامس يده الحاجز مما دفع شُحنة كهربائية عالية لجسده !
هو إنتفض بألم و قد ألقته الطاقة بعيداً ، ليون إتسعت عيناه برعب وهو يلتقط رفيقه قبل أن يصطدم بالأرض ، ريبيكا حدقت به بشيء من الصدمة فما حدث وقع بفترة لم تكن سوى عدة ثوان .
ويل نظر ليده التي كادت تلمس الحاجز بشيء من التوتر بينما آرثر أسرع لعلاج آلبرت الفاقد للوعي .
*****
سعل بخفة وهو ينطق بتعب :" أحقاً يجب أن أُصاب بالحُمى ؟ "
مسحت كلير على شعره بشيء من الحنان بينما أجابه مستشاره بحده :" هذا كي تتعلم أن لا تتهور ! "
رمش ريك عدة مرات قبل أن ينطق بإعتراض :" أنا لم أفعل ذلك ! "
جيسي و الذي كان يسير أمامهم نطق بشيء من السخرية :" أجل بالطبع لم تفعل أيها الطفل ! فقتالك مع ذلك الجرح الذي تدرك أنه مسموم لنشر السم أسرع بجسدك لا يمكن إعتباره تهوراً "
أجابه بضيق :" لم يوجه أحدهم الحديث لك ! "
تجاهله جيس فحسب ليتنفس ريك بضيق ، فهو ومنذ أن إستيقظ و الجميع ضده تقريباً ! حسناً يدرك أن ما فعله خاطئ لكن ليس من بين أعضاء فريقه من له خبرة بالعلاج و التعامل مع السموم أو هكذا هو ظن الأمر مُتناسياً أن نيو قائد فرقة عسكرية وقد تعلم القيام بالإسعافات الضرورية ومع ذلك شتان ما بين أجساد الجان و البشر !
نيو كان يسير بجوار إيكاري خلف الجميع ، فصديقه للآن لم يستعد وعيه تماماً ، هو حقاً ربما كان ليُدفن حياً لو لم تخبرهم الأميرة عما عليهم فعله لتحريره .
كز على أسنانه بقوة فصديقاه عانيا الكثير و السبب شخص واحد لعين يعيش حياته كلها برغد و رفاهية !
### قارة أوقيانوسيا ###
عاد للمملكته وهو يشعر بالقليل من خيبة الأمل ، ليس وكأنه لم يدرك من البداية أنها مُجرد مؤامرة ضدهم لكن الأسباب تزعجه !
فهم يستمرون دائماً بإنكار وجودهم أو اعتبار البشر كحيوانات لا بأس بقتلها و إستعبادها للمتعة ، وهذا حقاً ما لن يسمح به مهما حدث .
انطلق بحال عودته لمقر تدريب الجنود ليراقب الاستعدادات و يعطي توجيهاته ، كما و عليه مراقبة أمور تأمين عامة الشعب حتى لا يصيب أحدهم مكروه !
لن يسمح بتكرار المأساة التي شهدها بصغره أبداً ، مُستشاره بالفعل كان يقف برفقة الجنود و يعطيهم التعليمات بصرامته كالعادة و دون تهاون لينضم إليه فوراً ، ليس وكأن قوتهم تكمن فقط بالحبوب التي يتناولها ! أيظنون أنهم متطورون فقط لأجل حبوب بها عيوب كبيرة ؟
جزء كبير من المملكة يغطيه حاجز لو تم تفعيله لقتل أي مخلوق لا ينتمي للبشر ، هو لم يكن يغطي بعهد والده سوى قصرهم الملكي ، لكنه و بالرغم من قيام بقية الممالك بمُعاهدة سلام معهم وسع نطاقه تحسباً لمثل هذه الأيام بل و بنى بكل تلك المناطق ملاجئ تحت الأرض للسكان ليتأكد فقط أن لا أحد فوق الأرض سوى من اختاروا حمل السلاح برغبتهم و بدافع حماية وطنهم فحسب .
### قارة زيلانديا ###
هو نهض ليحدق بمساعده المؤقت بينما يتحدث بإصرار وعزم :" لو كان جيسي هنا لقال شيء ما عن أنه سيقاتل لأجل إتفاق وقعه ! أعلم أن بعض الجنود و الشعب يأملون حقاً سقوط مملكة البشر لأجل توفير الدماء و غيرها لكن أنا لن أسمح بذلك ! الإتفاق لن نطعن نحن به ، لسنا من يتخلى عن مبادئنا لأجل حاجة ما ! "
إبتسم له مساعده وهو ينحني بينما ينطق :" سيدي محق بكل كلمة نطقها ! فسيدي الحاكم جيس كان ليجبرهم على الصمت ! و يقاتل مع مملكة البشر لأجل عهده ، و بالرغم من أمنيات الشعب و بعض من الجيش فهم يمكنهم كبحها لأجل حاكمهم و تقديراً له "
أومئ سام له بخفة ليغادر الثاني ليعلن للجميع قرار حاكمهم المؤقت ، الأول عاد للجلوس على مقعده بينما يفكر بأن الكلمات المُنمقة لهذا الرجل تُزعجه و بشدة ! أيعقل أنه افتقد وقاحة ريكايل ؟ أو ربما فقد صراحته بالتعبير عن رأيه بأي أمر يخص المملكة حقاً ، لكن لو كان هُنا كيف كانت ردة فعله لتكون ؟
### القارة المجهولة ###
رفع كيفين أحد حاجباه بضيق فلا وسيلة أمامهم لإختراقه !
ميلينا حاولت بِسحرها عدة مرات تحطيمه أو جزء بسيط يكفي لمرورهم و لو لثانية بلا فائدة ، هي بالفعل كادت تُصاب منه عندما أوجدت بالسحر عصى خشبية طويلة مدتها للحاجز دون الاقتراب ومع ذلك كادت تنقل لها موجاته الكهربائية لولا آندريه الذي حطم مُنتصف العصى حتى لا تُصاب ، و بحق الإله فقط مُنذ متى ينقل الخشب الكهرباء ؟
نطقت تينا بهدوء :" يبدوا أننا عالقون هُنا حقاً ! و العودة مُستحيلة "
نظر البقية لها بهدوء و صمت ، بطريقة جميعهم توصلوا لهذه الفكرة ، الخروج من المنطقة المُحددة لهم مُهمة مُستحيلة .
*****
كان يجلس أرضاً وهُناك عبوس طفيف زين ملامحه بينما يستمر ليون بالصراخ بوجهه عن أنه عليه أن يكف عن تهوره و حماقته و التي تكاد تودي بحياته بكل مُرة ! و كم حملت عيناه كماً هائلاً من القلق و الخوف على مُستقبل من أمامه و غير المُبالي بأي شيء !
ريكايل حدق بمظهر آلبرت و الذي بدى كطفل صغير لوهلة أمامه مُتسائلاً أين ذهبت نظراته الماكرة المُعتادة ؟!
وربما تملكه شيء من السعادة أنه دائماً ما يتحدث معه بابتسامة مُريبة و نظرة ماكرة حتى لا يقع بِشباك التعاطف معه و تصديقه !
آرثر تنهد بتعب وهو يحدق بفريق ليون ، هُم اخترقوا الحاجز لكن لماذا ؟ أحقاً ما قاله ريكايل أن هُناك شيء ما طردهم ؟ و أمر آخر طوال الوقت كان الحاجز مخفي عنهم إذاً لماذا ظهر فجأة ؟ و ماذا يحدث حقاً ؟
زاك و آيزاك جلس كُل منهما بجوار الآخر بصمت ، زاك كان يفكر بوضعهم و بالحاجز و كل ما يحدث من حولهم ، فرضية ريكايل بكون المكان من يطردهم يرى بها شيء من الصحة لكن ليس المكان من أوجد نفسه ، لابد من مُتحكم به وهذه الفكرة تُثير بقلبه الرعب ، من يمتلك قوة للتحكم بكل هذا ؟ هل ما يحدث هُنا بفضل شخص واحد أم عدة أفراد ؟ إن كان الخيار الثاني فالأمر أقل خطراً لكن إن كانت الأولى فهل سينجوا أي منهم حقاً ؟
توأمه حدق بالسماء بهدوء ، أفكاره كانت مُشتتة و غير مُنتظمة كشقيقه ، هو لم يفكر بوضعهم الحالي أيضاً إلا لجزء يسير من الوقت و بالنهاية حول أفكاره لأمور أُخرى تشغله ، كونه هجين أولاً و توأمه و أعدائهم على ما يبدوا كذلك ألا يعني هذا أنهم قد يطردون من مجموعتهم ؟ ، فكر كذلك برفاقه نيو و إيكاري هو قلق عليهما و للغاية ، ليس برفقتهما و لا يُمكنه فقط حتى الشعور بهالتهما للاطمئنان !
ريبيكا كانت تحدق بليون الذي كان لازال يوبخ آلبرت لتتقدم وتمسك بيد الثاني و تجعله ينهض بينما تتحدث بملل :" هذا يكفي ليون ! حقاً دور الأم لا يُناسبك لقد أُصبت بالصداع بسببك "
نظر لها يشيء من الحدة بينما إبتسم آلبرت بسعادة وهو ينطق بمرح :" و أخيراً أحدكم أشفق علي ! ريبيكا أنتي هي الأفضل أُقسم بذلك ! و أنتم يا عديمي المشاعر و الأخلاق ستندمون ! "
حدق البقية به بينما أجابته ريبيكا على الفور :" بالطبع أنا الأفضل مُلاحظة قديمة "
ضحك هو بخفة بينما نطق ليون بإنزعاج :" على الأقل أظهر لي بعض الندم يا عديم الفائدة ! "
أشاح ببصره فوراً وهو يتذمر :" تباً لك ، لقد كدت أنام و تمنيت لو أنني بقيت فاقداً للوعي ! بحق ثرثرتك سببت لي صداع حتى ألم إصابتي أهون منه ! ثم ما هذا أتنوي التحول لواعظ كرفيق هذا الشاب ؟"
أنهى عبارته وهو يشير بيده لآرثر الذي ضحك بخفة وهو ينطق :" لو سمعك آرون لأعطاك مُحاضرة ما عن الأخلاق وواحدة عن الصداقة و أُخرى عن مساوئ التهور "
شحب وجه المعني وهو يهتف :" فظيع ! كل ذلك ؟ أهو شخص طبيعي ؟ كيف يمكنه إبتكار الكلام أساساً و إستحضار كم هائل من المعلومات لجميع المواضيع ! ذلك الفتى مُخيف حقاً "
إبتسم آرثر له بخفة وهو يفكر بأن صديقه ليس مُخيف فقط من هذه الجهة بل هُم من لم يرى وجهه الآخر للآن ، لم يشاهدوه و هو يتصرف بجد تام ، و ما تقابلو بعد مع نظراته التي من المُمكن أن تتحول من ودودة بلهاء لأُخرى تعطي تحذيرات للآخرين من الحديث معه حتى !
بعثر خُصلاته الداكنة وهو يفكر إن كان بخير الآن ، هو أتى إلى هذه المُهمة لأجله وحقاً لا يتمنى أن يُظهر وجهه الآخر فهو لن يعني سوى أن رفيقه بدأت روحه بالإنكسار مُجدداً ، و حقاً لا يتمنى أن يحدث ذلك مُطلقاً و إن كان لابد من حدوثه أن يكون برفقته عله يستطيع بث و لو القليل من الدفئ له مُجدداً يساعده على النهوض و الإنطلاق مرة أُخرى !
*****
جيف جلس بجوار أميره و كُل منهما يتحدثان عما حدث خلال الأسبوع الذي إفترقا به و هو حقاً لم يُقصر بتوبيخ ريك على تهوره وحماقته , والآخر أعاد نصائحه له لاسيما أنه أخبره أنه أُصيب لحماية إيكاري لكن ولإن ذلك القتال كان وهم إكتشف أن الإصابة غير موجودة حقاً , كلير كانت تجلس بجوارهما وتراقب ملامح وجهيهما بهدوء , هي تشعر بالسعادة لإجتماعهم بعد كُل ما حدث لهم من صعاب بخير دون إصابات قاتلة لأي منهم !
آرون إتجه لإيكاري ليعيد وعيه له بعد أن عجز نيو عن جعله يفيق فقط , أحقاً هو نادم لهذه الدرجة ؟ حسناً هذا أمر متوقع من إلتصاقه بآيزاك دائماً , هو يحاول القيام بمهامه و مُساعدته دائماً عله يكفر عن غلطته بحقه , وحقاً ليس و كأن آيزاك يلومه ولو بمقدار بسيط على ما حدث , هو يفهمه تماماً وسبق و أخبره أنه لو قُتلت أسرته لأجل إنسان غريب بالنسبة له لحقد عليه للأبد وربما وصل به اليأس لفعل ذات الأمر معه .
جيسي كان يحدق للأمام بشرود تام هو يفكر الآن وفقط بتلك الليلة , هُنالك الكثير من الأفكار تعصف بذهنه و تؤرقه , وجه حدقتاه لجيف الذي كان يتحدث مع الأمير ووريث عرش البشر بتركيز , بتلك اللحظة هو رغب حقاً بمعرفة ما يدور بداخل عقله , ما هي أفكاره أو أهدافه ؟! لديه كلمة بقاموسه لن يغفر لمن يقوم بها مهما كان مُقرباً منه فماذا لو نفذها شخص لا يهمه أمره كثيراً ؟ الخيانة و بمهمة كهذه بالذات أمر يؤرقه وبشدة , فهم أساساً بوضع حرج و على الأغلب ستنتهي المهمة ويغادرون فور موت ست أفراد كما إتفقوا مُسبقاً ! لن ينجحوا بسهولة هو يدرك ذلك وكلما تعمقت دراسته للمكان يدرك هذا أكثر فأكثر .
أفكاره فقط قد تبدوا مُتشائمة للوهلة الأولى , لكن هو فقط من بات يعلم أنه بدأ يعثر على طرف خيط يقودهم للنجاة ! على الأقل لن يتم إبادتهم جميعاً كما أصبح الجميع يفكر !
نيرو كان يُغمض عينيه يحظى بقليل من الهدوء الذي إفتقده , فقط هو أفكاره بعيداً عن أي أمر آخر , لا يعلم كيف إنقلبت حياته فجأة هكذا و هذا يعيد له حقده على ليون الذي أقحمه بكل ما يحدث بينما هو كان يعيش يومه بسلام و سلاسة , يتجه للعمل ثم يعود لمنزله لينام !
و أخيراً هُم أيضاً حطت بهم تلك الطائرة التي إبتكرها آرون بسحره ليتحركوا أسرع مع وجود البشر بينهم مُقابل للحاجز , ولكن بتلك اللحظة حدث أمر ما حيث تحولت الأرض بالكامل تحت أقدامهم لأرض ثلجية كما يفترض أن تكون عليه القارة من البداية وقد إختفى الحاجز تماماً !
إتسعت أعينهم بصدمة وهم يراقبون المكان يتقلب بسرعة بين الفصول الأربعة و المناطق كاملة , أي أن المنطقة يُعاد ترتيبها مرة أخرى !
أيقظهم من صدمتهم صوت جيسي الذي نطق بحزم :" الآن فرصتنا للمرور فتحركوا قبل أن ينتهي أياً ما يحدث هنا ! "
وبهذا إنطلقوا من فورهم عائدين لنُقطة بداية إنطلاقهم أي عند حدود القارة .
*****
أطلق ذو الشعر الأشقر تنهيدة تُعبر عن ملله بينما ينطق :" لا أعلم من إقترح منهم العودة و الإلتقاء بعد أسبوع واحد فقط لكن على ما يبدوا هو محظوظ حقاً "
حدق به صديقه الآخر ذو الشعر الثلحي و العينان الصفراوتين وهو يتحدث بهدوء :" أجل لكن سواء علموا ذلك الآن أم لا فبالنهاية هُم كانوا ليعلمون أنه وبنهاية كُل أسبوع سيتم إعادة تشكيل القارة بالكامل ! لذا لا علاقة للحظ بالأمر كلاي "
أرجع بعض من خُصله الشقراء للخلف وهو يتحدث بمرح :" لكن هي المرة الأولى التي يصل أحدهم لفترة الأسبوع و يكتشف ذلك ! اللطيف هو أنه عند إنطلاقهم مُجدداً لن يجدوا ما رآوه بالمرة الأولى , وهذا فقط بمفرده مُمتع , جهودهم بإكتشاف ما يحدث هُنا بلا أي فائدة , لن يعلموا سوى أنه و مع نهاية كل أسبوع سيجدون أن القارة تغيرت بالكامل ! "
إبتسم مُحدثه بخفة وهو يجيب :" مُحق بهذا ! "
تدخل شاب ثالث يبدوا وكأنه بعمر كلاي بالثامنة عشرة من العُمر لينطق بشيء من المكر :" مع ذلك فهذا آخر أسبوع لهم سيمرحون به دون ظهورنا ! إن تمكنوا من النجاة بأسبوعهم الثاني فنحن سنخرج لهم للإستمتاع بالأسبوع الثالث ! "
حدق كلاي به وهو يجيبه :" كعادتك لا تهتم إلا بالمرح كولين ! "
عبس المدعو كولين ذو الشعر الثلحي و العينان الحمراوتين وهو يجيبه :" و أنت حقاً من يتحدث عن ذلك ؟! ألست من هاجم جناح البشر وبدلاً من قيامك بمهمتك شربت من دماء الأمير البشري ! "
بعثر خُصلاته الشقراء بشيء من الغرور وهو يجيبه :" بالطبع يا عزيزي هذا يُسمى إستغلال للمصادر المتوافرة ! أتممت مُهمتي وكافئت نفسي على نجاحها ! "
الأكثر هدوءاً بينهم الثلاثة و أكبرهم سناً حيث كان بالعشرين من العُمر ضرب كُل منهما على رأسه وهو يتحدث بجد :" لا تتهاونا أو تغترا حتى لا تكون نهايتنا , ثُم نحن لنا هدف من عدم مُهاجمتهم من البداية وكُل ما سيحدث هو مجرد عرض لقوانا كتهديد ما , لا تنسيا الهدف الرئيسي "
كلاهما حدقا به بتهجم بينما نطق كولين بإنزعاج :" أنت حقاً مُزعج سيلفر ! "
تجاهله ليغادر المكان ويطمأن على البقية بينما عاد الإثنان الآخران للتحدث بحرية أكبر دون وجود أكبرهم و مواعظه المُزعجة .
*****
ومن جهة أُخرى فقد عادت الفرق الخمسة للتجمع بمكان إنطلاقهم بعد ما صُدموا جميعاً بتلك الخاصية الجديدة للقارة المُظلمة وبدؤوا يفهمون حقاً لما لُقبت بالمُظلمة !
~ نهاية الفصل ~
قراءة مُمتعة 😍
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top