الفصل الثامن و الأربعين
### حدود قارة أوقيانوسيا - الصحراوية - ###
طالما عُرفت الصحراء بالسكينة و الإطمئنان ، عالم هادئ رغم كثرة القصص التي تعيش بطياته ! ...
رمالها الناعمة و المُلتمعة بلون الذهب صباحاً و التي تُصبغ بلون الغروب مساءاً بشكل ساحر لطالما امتدت على مد البصر ، متواجدة هي مُنذ الأزل بنقائها و هدوئها ...
ذلك النقاء و الهدوء الذي تم اقتحامه و تدنيسه من قِبل تلك الحرب الدائرة بقلبها !
إذ أن صورتها المُعتادة بأعين الشمس المرافقة لها منذ الأزل تبدلت ، فتلك الرمال الساكنة كانت تتطاير بالأرجاء ، مُعترضة هي على ما يحدث بجوفها ... مُستاءة من تلك الدماء التي تناثرت بالأرجاء ... حانقة على من ألقى بها تلك الجثث بلا روح ...
و أشعة الشمس كانت حارقة بشكل أكثر من العادة أم أن تلك المعركة الدائرة بالأسفل جعلت الأجواء أكثر حراً !؟
و سؤال كهذا ما كان ليُهم الكثيرون حقاً سوى قبيلة مصاصي الدماء و التي لا تعلم أهذه الحرارة من سوء حظهم ؟ أو ربما الأعداء أدركوا حقيقة المناخ هذا اليوم ؟
و ابتسامة ساخرة حلقت على ثغر سام و هو ينشر هالة اكبر بالأجواء ، هالته تلك التي كانت تمد جنوده بالطاقة أكثر للقتال فإن كان سيدهم يبذل كل ما لديه ألا يفترض بالجميع فعل ذات الأمر ؟
هو فقط ما كان ليهتم بتلك الحرارة فشريكه بهذه الحرب صدمه بكونه فكر بطريقة تحميهم من اشعة الشمس ! كل دروعهم بها عاكس لأشعة الشمس بل و مبردة ...
هو حقاً لم يتوقع ذلك منه لكنه يستمر بمُفاجأته فقطعاً هو لم يفكر بتقنية كهذه بليلة واحدة إلا أنه لم يخبرها عنه حتى مُعللاً ذلك بأن أقل ما كان عليه توقعه منه هو هذا !
و بجهة أخرى أدريانا كانت تتخطى صفوف السحرة بسرعة بينما تغرز مخالبها بكل من يُقابلها دون إعطاء أي منهم فرصة لإلقاء أي من تلك التعويذات ! ...
ثم أي تعويذة هي هذه التي يمكنها إيقاف من تمتلك دماء ملكية بعروقها ؟ هذا كان المُستحيل بعينه بالنسبة لهم ...
خُصلاتها السوداء كانت تتطاير خلفها بينما تقفز بالأرجاء ، ثيابها تلطخت باللون القرمزي القاني ، و ذلك ما كان سبباً ليرف لها جفن حتى .
و الجزأ الآخر من الجيش ' الجزء البشري ' بقيادة حاكمهم الأوضاع بالنسبة لهم بالبداية كانت سيئة ! الأفكار السلبية غزت عقولهم ... هذه المملكة لم تتوقف بها الحرب سوى منذ إثنا عشرة عاماً ، بالكاد هي التقطت أنفاسها و بدأت تزدهر ... و الآن الزمن يكرر ذاته و توشك المملكة على الإنتهاء ! ...
لكن شيء ما أعاد إحياء الأمل بهم ، و هو ذلك الوفد المساعد لهم ، رؤية أشعة الشمس الحارقة تجعل قلوبهم تزداد يأساً إلا أن قتالهم بكل عزم و تغلبهم على نقطة الضعف هذه جعلت العزيمة تنتشر بين البشر أيضاً فهي أرضهم و هم الأولى بالدفاع عنها ...
و شركائهم إن بذلوا نصف ما يملكون هم عليهم بذل كل ما يمكنهم تقديمه للفوز ...
و نتيجة كتلك كانت هدف الحاكم الذي ابتسم عند رؤيته لتلك العزيمة التي ولدت من جديد !
#### القارة المُظلمة ####
اليوم الثاني من الأسبوع الخامس لهم قد وصل مع بداية غريبة ليومهم ! ...
آمال آلبرت رأسه بنوع من الملل و السخرية فهو بحسب ذاكرته قد غفى و رفاقه بمنطقة مكشوفة تماماً بلا تلال أو أي معلم سواء كان طبيعي أو اصطناعي لكنهم استيقظوا على مشهد آخر تماماً ...
ويل حدق هو الآخر بنوع من عدم الاهتمام حول تلك المدينة الحجرية التي هم بقلبها ! ، أبنية قديمة و مهجورة تحيط بهم من الجانبين بينما يقفون على رصيف حجري قديم و ما سبب الملل لآلبرت ربما هو المبنى الأضخم و الذي يقبع أمامهم تحت عنوان ' المكتبة '
ابتسامة مختلفة عن ملامح الملل و عدم الاهتمام الذي أظهرها الاثنان العابثان بالرفيقان ظهرت على ملامح نيرو و هو يتقدم ناطق بنوع من الهدوء رغم وجود يقين بصوته :" قد أجد كتاب ما بهذا المكان يجعل من أمنياتي حقيقية ! "
و عبارة كتلك جعلت العيون تلتف مُحدقة به لتُحيطه ريبيكا من عنقه :" رغبتك فقط بالدخول لأجل هذا السبب فحسب أمر لا يمكن تقبله كما تعلم ! لاسيما و أن كل أمانيك تتمحور حول العجائز و الزواج بهم ! "
المعني أول ما فعله كان إبعاد يداها و الابتعاد بنوع من عدم الإهتمام :" شخص بمثل إزعاجكم يستحق ! لاسيما السبب الرئيسي بوجودي هنا بهذه المُهمة التافهة "
و ريكايل حدق بذلك الصرح بكل هدوء , هو أمسك بيد نيرو ليوقفه عن الحركة مجدداً ينطق بنبرة هادئة :" و من قال أن المكتبة قد تكون مكان غير مُخيف ؟! هي أكثر مكان قد يحتوي على ما قد يقلب عالمنا بعدة ثوان فقط ! "
النطق بعبارة كتلك أو الإعتراف بها كان أمر يستحيل لأي ممن معه تقبله ! بل هُم جميعاً حدقوا به بنظرات توحي بمدى سُخف كلماته التي نطق بها تواً , كيف لأي منهم تقبل و لاسيما للعابث الأكبر تقبل أن أكثر مكان ممل بالعالم من الممكن أن يكون خطراً ؟!
بل هو نطق بشيء من العبث :" ريكايل بكل مرة أتيت بها لزيارة مملكتنا كنت أظن أنك شخص يتعلم سريعاً العبث و غيرها ! لكن أنظر إلى نفسك كيف بدأ مستواك بالانحدار منذ أن بدأت هذه المهمة ! أين هو ذلك الشغب بأعينك ها ؟! "
و المعني رمش فقط عدة مرات قبل أن يتنهد بيأس فكيف له أن يقنع من أمامه بأن المبنى الذي أمامه ليس أكثر الأماكن سلاماً على وجه الأرض , و ربما ليس السبب هو كون الخوارق يحدث بها بقدر كون الأمر يعتمد على نوعية الكُتب و أسبابها !؟
نيرو حدق بذلك النقاش بهدوء ثم أمعن النظر لريكايل و ملامحه !أهو خائف ؟ لا يظن ذلك فهو يعرف ريكايل منذ زمن بعيد عندما قابله بالصدفة , لازال يذكر أن كلاهما كان صغيراً نوعاً ما أمضى كلاهما الوقت معاً بين فترة و أخرى عند قدوم ريكايل رفقة سيداه للمملكته و أحياناً كان يأتي لزيارته فقط ..
ثم تحولت تلك الصداقة لعلاقة تنافسية بطريقة هو لا يمكنه تذكر كيف بدأت ! , أي منهما لم يدخل إلى عالم الآخر حقاً , رغم أن كلاهما كان يدافع عن الآخر و يحميه إلا أنها لم تتخطى الصداقة الرسمية أو ربما كلاهما إحتاج لوجود شخص ما عند وجوده يُلقي بكل ذكرياته و حياته خلف ظهره ليمرح فقط ؟ و تماماً هكذا كانت العلاقة بينهما لا أسرار , لا أسئلة , فقط القليل من الوقت اللطيف ..
و رغم ذلك هو أُعجب حقاً به , بعنايته و وفائه لمن هم حوله , كل ذلك جعله يفخر بأنه يعرفه , لذا هو يثق ربما أنه ليس خائف بشكل كُلي من المكان بقدر ربما قلقه من تصرفات من هم معهم ؟!
بالنهاية كلاهما خرج من أفكاره عندما تقدم آلبرت :" حسناً بما أن مُستشار ذلك الحاكم المُخيف ..."
- :" تعني الوسيم ! "
قاطعته ريبيكا بشكل سريع ليقلب عيناه بملل :" أجل , أجل الوسيم بأي حال بما أنك قلت ذلك فهذا يعني أن الأمر قد يكون مُمتعاً حقاً ! "
شهق ريكايل فور سماعه لتلك العِبارة ! قطعاً ليس هذا ما قصده لكن بحق كل شيء ماذا توقع هو مثلاً من آلبرت دون غيره ؟!
ريبيكا تقدمت من فورها لتدوس على قدم آلبرت و هي تسير بجواره :" أنظر لما فعلته ! أنت جعلت المُستشار الوسيم يشهق بل و يشعر بعدم الراحة ! أي نوع من الأشخاص عديمي القلب هو أنت ؟! "
ويل ضحك بخفة بينما سار قرب رفيقه لينطق بينما يشد يده للداخل :" هيا ريكايل ما هو أسوء ما قد يحدث داخل مكتبة سوى وجود مئات الكتب رفقة الحشرات بفعل الاهمال "
و نيرو تقدم للسير أمام ريكايل و ويل بشكل عكسي ليصبح مقابلاً لهم :" مهلاً مُنافسي لا تقل لي أنك تخشى من الحشرات ! سيكون إضاعة لسنوات حياتي إعتبارك كمنافس حينها "
و المعني تنهد باستسلام مُطلق فهؤلاء كيف له أن يُقنعهم حقاً بما يُدعى بقوة الكتب ؟ لاسيما و أن لا شيء بهذا المكان طبيعي و أي منهم لا يدرك للآن إلى أي حد أعدائهم يمكنهم التوقف عنده !
آلبرت كان يسير قرب ريبيكا يستفز كُل منهما الآخر بطريقته ..
السلام كان يملئ قلوب مُعظمهم و كأن لا هم يحمله أياً منهم بينما تخطوا أقدامهم لمصير مجهول تماماً بمكان قد يراه البعض أكثر بُقعة مُملة على سطح الأرض ! ...
-------------
*****
الصمت المُحمل بالاضطراب كان لايزال يحتل تلك المجموعة المكونة من أرفعة أفراد ، رفيقا طفولة كالأخوة و الفتاتين التي لا تطيق إحداهما الأخرى !
أو ربما تلك الكراهية التي كانت تلتمع بمُقلتي تينا بدأت تخفت بشكل لا إرادي لتظهر لمعة من الندم بهما ...
أجل هي بررت لأسرتها ما فعلته ، لم تكره والديها حتى و تدرك أن نظام الحكم بمملكتهم كان السبب منذ البداية بكل ما يحدث !
لكن بطريقة ما يُزعجها أن الضحية لا علاقة لها بشكل مباشر بكل الانظمة تلك ، هي حقاً كانت صديقة للأميرة بوقتها و ما علمت أن الهدف من صداقتها هو جعلها تقع بفخ ما ...
و فقط ألا يعني هذا أنها الخائنة ؟ طوال تلك السنوات هي اعتقدت أن أميرتها و سيدتها وربما صديقة طفولتها فقدت عقلها تماماً بعد الكم الهائل من التعذيب .
أغلقت عيناها مُخفية بذلك مُقلتيها ذات لون العسل بنوع من الألم ، فهي تواً اكتشفت أنها صديقة سيئة أيضاً ، تسائلت بأعماقها خفية ألو حدث هذا لكيفين و آندريه أكان الأكبر ليفعل ما فعلته ؟
ابتسمت بِسُخرية فآندريه سيبقى مُخلصاً لسيده و لو قام بقطع رأسه كونه اعتبره أكثر من مجرد سيد عليه تقديم الاحترام له ، ربما هو حقاً تجرأ على اعتباره صديق أو حتى أخ صغير دون أن يرفع صوته ليخبر أي أحد كون الأمر ليس مُحرماً فقط بل به إهانة للأمير و إن تقبل ذلك ...
أعادت فتح عيناها فور شعورها بتبدل الهالة من حولهم لترتسم ملامح الجد على وجهها ، و بالمقابل تأهب الساحران أيضاً و قد بدى على كل منهما الجد ...
إيما التي كانت قد تعلمت أمر أو إثنين أوقفت خطواتها لتحدق بما حولها بشيء من الحذر ، هي ما أتعبت نفسها كخادمتها للتفكير بكل ذلك الهراء ، لقد قاموا بخيانتها جميعاً ، تشعر بأن الغُفران أمر شديد الصعوبة !
ربما الوحيد الذي قد تسمح له بدخول عالمها إن بقيت حية هو شقيقها الذي دفعته بغير ذنب فقط بسبب الغيرة و الخوف ؟
ربما هو يستحق فرصة ؟! أجل فقط شقيقها من سيمكنها منحه فرصة أخرى و من يعلم قد تجد الخلاص رفقته ؟
شهقت بشيء من التوتر و الرعب بينما قفزت للخلف سريعاً مع إنحناء إحدى الأزهار الضخمة بمحاولة لابتلاعها ؟!
الزُمرد الذي لون مُقلتيها اتسع و قد بدأ قلبها ينبض بخوف أكبر ، بحق الإله أي نجاة هي هذه التي تتحدث عنها و هي لا يمكنها حتى الدفاع عن نفسها ..
تلك الأزهار المتوحشة بدأت بالحركة بشكل مفاجئ لكن هذا لم يكن كل شيء بل الحشرات التي يفترض أنه يمكن دوسها بالقدم باتت أضخم و كأنها بأحجام الديناصورات !
و الآن الأربعة باتو مُحاطين بغابة مليئة بالغرائب و من بعيد ابتسامة كلاي كانت تتسع بكل حماس ، فهو و أخيراً سيُحكم قبضته على أعدائه ... !
------------
*****
_ :" أتعتبر هذه مكتبة حتى ؟! و هي لا تحتوي سوى على ثلاث أرفف ! و المبنى الضخم مليء بشباك العناكب ! "
تلك الجملة صدرت من آلبرت الذي أنهاها بخيبة أمل و ملل أكثر من السابق , كل ما أراده هو شيء من الحماس لا أكثر إذاً لما يجد ثلاث أرفف مملة تحتوي حقاً على صفحات من الكتب بلغات عديدة هو لم يفهم منها أي شيء ؟!
تنهد ريكايل و هو يحدق حوله بشيء من الفضول , لطالما أحب التسلل للمكتبة المُحرمة التي كانت متواجدة بمملكة البشر و طالما تلقى مئات العقوبات بسببها بما في ذلك آخر عقاب بفصله عن بقية أسرته بمنى مختلف تماماً عن البقية ...
لكن هنا هنالك هالة مُختلفة حقاً تُحيط بالمكان , شيء يجعله غير مُطمأن حقاً و ربما ذلك بسبب العبارة التي تم نحتها على الخزانة التي تحمل تلك الأرفف بالخط العريض ' الأكوان الموازية ! '
لطالما قرأ عن هذا الموضوع كونه أثار إهتمامه حقاً , وجود عوالم أخرى مختلفة ليست بالفضاء الخارجي بل بأكوان موازية يندر أن يتمكن أحد من الإنتقال لها ! , حيث سيتواجد الكوكب الذي يعيشون عليه ذاته لكن سيختلف الأشخاص , الأجناس و قدراتهم و ربما يوجد أكوان لا يوجد إلا البشر بها ؟!
الكثير و الكثير من الإحتمالات التي من الممكن أن يتم رسمها لكن أكثر ما يهمه حقاً هو عدم التلاعب بذلك أو محاولة لإكتشاف الأمر لاسيما و أن أعدائه هم من يسيطرون على ذلك !
و فقط أحقاً هم يمتلكون قوى مرعبة كالإنتقال بينها أم أن ذلك مجرد وهم ؟!
رمش من فوره عندما لمح نيرو يقترب من تلك الأرفف بينما يمد يده ناحية الرف الذي كُتب عليه عبارة ' السحر ' بينما ينطق :" هل تعتقدون أنني سأجد قوة سحرية ما هنا ؟"
و الوقت لم يسعفه حقاً ليعترض إذ فور ملامسة يد نيرو لإحدى الصُحف ظهر صوت ما ينطق كالآلة :" إستمتعوا برحلتكم إلى بلاد ضفاف الأمل ! "
و مع نهاية تلك الجملة أجسادهم كانت قد اختفت من المكان بل هي ما عادت متواجدة على سطح هذا البُعد حتى ! ...
---------
*****
الثلوج كانت قد بدأت بالذوبان لتُضفي منظراً خلاباً حيث باتت تلك الخُضرة اليانعة تلتمع برقة تحت اشعة الشمس اللطيفة ...
الأجواء كانت هادئة تثير الراحة بالقلوب لكن هذا بحد ذاته كان أمراً غريباً هنا !
آيزاك كان يلتفت حوله و قد قطب حاجبيه بنوع من الريبة ، و هو ما كان الوحيد حقاً فآندريه كان يحدق بالمشهد أمامه بل و قام بسحب الهواء ثم زفره عدة مرات حتى نطق كيفين بتقطيبته و هدوئه المعتاد :" توقف عن التصرف كالحمقى ! جميعنا لاحظ بالفعل أن التنفس هنا أكثر سهولة للمرة الأولى منذ دخولنا لهذه القارة ! "
و بفعل عبارته تلك عبس الأكبر من فوره و كاد يعترض لولا أن أي منهما ليس بالمملكة وحدهما ليفعل إلا أن آيزاك نطق بشيء من السخرية :" أجل عدة سنوات بسيطة و يصبح لدينا حاكم مُغتر آخر "
توقفت خطوات كيفين ليحدق به بحاجب مرفوع بينما انطلقت ضحكة ما من آندريه زادت من استنكار سيده ..
و العضو الرابع و الذي تم الاشارة له بعبارة ' مُغتر آخر ' رسم ابتسامة ساخرة و هو يتجاوز الثلاثة :" حسناً أيها الطفل مارش حدوث شيء كهذا عليه يجعلك تدرك ما معنى النضج الحقيقي أليس كذلك ؟ "
حدق آيزاك به و هو يقلب عيناه فوراً :" لم أرى اي احد للآن تعتبره سموك ناضجاً بما فيه الكفاية لئلا تطلق عليه لقب طفل ! "
اراد الحاكم الشاب الاجابة لولا أن الأمير قد نطق أولاً على ما جعله يتوقف عن السير بل و يستنكر جملته تلك أساساً :" من قال لك أنني سأنتظر عدة سنوات لأُصبح الحاكم ، هي مُجرد مسافة الوقت الذي سنأخذه للعودة و سأثير إنقلاب إن لزم الأمر لسلب ذلك الرجل عرشه "
إجابته تلك جعلت الهدوء يسيطر لعدة دقائق إذ حدق به آيزاك بشيء من الهدوء كونه حقاً لا يحب من أمامه بعد أن تسبب بكشف سره و توأمه ، لكن ربما هو حقاً قد يُشكل مُستقبل أفضل لمملكته من ذلك الوغد !
جيسي أغلق عيناه بنوع من الهدوء ليعود للسير مُجيباً آيزاك بشيء من البساطة :" يبدو أن أحدهم قد يتمكن من أن يكون الأول "
و آندريه ابتسم بشيء من الفخر ، ليس بالطبع للمديح الذي تلقاه سيده فهو أساساً طالما رآى به مُستقبل مشرق لكل ما حوله ، عيناه ذات لون الفضة حدقت بأعين سيده الخضراء بشيء من الهدوء و التأثر و ربما التمني ؟
بلوغ سيده العرش و إستعادته لضحكته و ابتسامته هي أكثر أُمنيتين رغب برؤيتهما على أرض الواقع ، الشيء الوحيد الذي يجعله يقاوم كل شيء لأجله !
أن يرى كيفين الذي عرفه منذ طفولته المبكرة ،ذاك الذي حماه من الاعدام بوقت وقوع حادثة إنتفاضة العبيد ليكون الناجي الوحيد بينهم سعيدأ و قد حقق ما تمناه ...
و مؤخراً هو راغب حقاً برؤية أسرته التي حدثه سيده عنها ، تلك الأسرة التي طالما ظن أنها وهم حتى أخبره من أمامه عن وجودها ليدرك أنها ليست بسراب حقيقي ...
يده هو وضعها على قلبه بينما أخفض رأسه ، فهل سيُمكنه حقاً ذلك ؟ شد على قبضة يده بينما بداخله هو لعن ذلك الهجين كولين ... !
يد كيفين التي وضعت على كتفه جعلته يرفع رأسه بابتسامة مهزوزة ليومأ سلباً قبل أن يسأله سيده حتى ثم هو انطلق ليتبع بقية الفريق و قد ترك خلفه تلك الخضراوتين التي راقبته بقلق و نفاذ صبر ...
------------
*****
### بُعد موازي { من رواية على ضفاف الأمل } ###
الجبال كانت تُحيط بشكل تام بتلك المنطقة التي بدت و كأنها قعر وادٍ مهجور !
هناك حيث تواجد نهر عظيم لا يعلم أحد متى نشأ حقاً ، لكن كُل ما يُعرف عنه هو كونه يُحقق أُمنية الآخرين لكن ثمنه هو حياة المُتمني ...
و على بُعد بسيط من النهر بإحدى الجبال الشامخة حيث تواجدت قُرى السحرة و مصاصي الدماء الذين قرروا الانعزال بشكل جزئي عن البشر بعد أن توقفت الحروب و أخيراً بين الطرفين ...
قصر ما تربع بقلب منطقة مصاصي الدماء تكون من أربع طوابق فسيحة سكنته الأسرة الحاكمة منهم و المُتمثلة بخمسة أشقاء .
أحاطت حديقة واسعة نسبياً بالقصر من كافة جوانبه و قد امتلئت بالحياة إذ باتت مركز التجمع الأول للأخوة و البقية بدلاً من مكتب أكبرهم !
و هُناك حيث كان الصخب يملئ الأرجاء إذ تواجد قائد السحرة كلارنس واين و الذي جلس على إحدى المقاعد الخشبية الطويلة أمسك بيده قائمة ما بشكل خافت يُقلب بصره بها إلى أن أخرج شعلة من النيران من كفه ليقوم بحرقها بملل :" و لا ! أنا أكاد أتخرج من الجامعة و كل ما أجده هو عروض قليلة المرح لأجل الاحتفال ! ذلك لا يُعجبني حقاً و كأن كمية الأعمال التي بالشركة لا تكفي هنالك أعمالي كقائد السحرة "
قلب كارل عيناه بملل فهذه هي رابع فكرة يقوم توأمه بحرقها حرفياً ! و بالرغم من ذلك بصره اتجه لقريبهم هنري ينطق :" ماذا عنك ؟ إن تجاهلنا كون كلار لن يختار أي شيء حقاً "
و المعني وجه مُقلتيه الزرقاوتين للتوأم الأكبر قبل أن يُعيده لكارل ينطق بسخرية :" حسناً على خلاف توأمك لست مهتم حقاً بقصة الحفل ذاك ! و سيد كلارنس تتحدث و كأنك من ينهي كل أعماله دون وجود من يركض خلفك و كأنك طفل هارب من الحضانة "
مُقلتي كلار الخضراوتين حدقتا بهنري بنوع من الاستنكار لكنه لم يتمكن من الاجابة بفعل إنطلاق ضحك جماعي من الجميع بلا استثناء !
هذا دفعه ليكتف يداه قبل ان يحدق بالجالس بجواره ذو الخُصلات الداكنة و الأعين ذات لون البُنفسج المميزة :" و أنت ديفيد ؟ يُسعدني أنك مُستمتع بينما تنقلب ضدي "
حدق المعني به و قد توقف عن الضحك عندما لاحظ انزعاج سيده و صديق طفولته رغم كونه يعلم تماماً أنه ليس إلا إنزعاج مصطنع بما أنه و من أمامه مرتبطين معاً بعقد السيد و الخادم
- :" ليس الأمر أنني انقلبت ضدك عزيزي لكن حقاً ما هو الحفل الذي تتوقعه ؟ أنت بالفعل بدأت بتولي أعمال الشركة و أعمالك كقائد السحرة و حاكمهم أي أن تخرجك من الجامعة مجرد أمر شكلي ربما ؟ "
ذلك النقاش كاد يستمر أكثر فأكثر دون نهاية مُرضية لأي من الأطراف إلا أن تحول هالة أحدهم و تحديداً لويس من أسرة مصاصي الدماء الحاكمة و الذي انقلبت مُقلتيه للون الأحمر بينما نطق بنبرة هادئة مُحدقاً بأكبر المتواجدين :" سيصلنا ضيوف خلال دقائق إلى النهر ، و معهم و حتى لو بشكل جزئي السلام سيختفي لكنهم ليسوا أعداء و لا حتى من هذا البُعد ! "
و مع نهاية عبارته تلك هو أغلق عيناه بينما شحبت ملامحه فقدرة التنبؤ كانت و لا تزال تستهلك أغلب ما يملكه من طاقة و هذا دفع كارل للخروج من أفكاره التي تعلقت بتلك الجُمل الغريبة ليمسك به مُعطياً إياه يده ليمتص القليل من دمائه ...
آلفريد قطب حاجباه فوراً و قد انقلبت الأجواء بشكل عام بالمكان ! ، الكثير مما قاله غامض بشكل كبير ..
إلا أن لوسيان التوأم الأصغر للويس نطق بعد اطمئنانه على الأكبر :" ماذا يعني ليسوا من هذا البُعد ؟ و لا كونهم أعداء رغم هذا سيختفي السلام ! "
شد كلارنس على قبضة يده بشيء من الضيق :" أعلم فقط أن أحدهم سيحاول إفساد ما قُمنا بِبنائه إلى الآن ! و هذا ما سيتوجب علينا ردعه "
أغلق آلفريد أكبر الأشقاء الخمس بل أكبر المتواجدين بالمكان عيناه قبل أن يقف لينظر للجميع :" حسناً ، مبدأياً نعلم أنهم ليسوا بأعدائنا حقاً لكن رغم ذلك علينا توخي الحذر المُطلق بالتعامل معهم و أن نكون باستقبال قدومهم تحسباً لأي طارئ ! "
و بكلماته تلك نهض البقية إلا أنه ما إن بدأت أقدامهم بالتحرك حتى ظهر الطيف الساحر من اللامكان كالعادة لينطق :" الأبعاد الموازية هي فرضية لطالما تواجدت عن وجود أبعاد أخرى للكون الذي نعيش به ، بعض الفرضيات قالت أن الأبعاد قد تحتوي على أشخاص يشبهوننا تماماً و يحملون ذات الأسماء و الأسر لكن باختلاف الشخصيات ، و الفرضية الأخرى هي أن كل بُعد مُستقل تماماً عن الآخر بحيث القوانين التي تحكمه و أجناسه التي تعيش عليه و غيرها مختلفة عن سواها و البعض يرجح أن كِلا الفرضيتان صحيحة ! "
شيء من الحماس بدى عليه بينما يطفو بجوارهم و هو يُردف :" أتسائل إن كنا سنرى أشباه لنا أم عالم مختلف تماماً اليوم ! "
كارل كان قد كتم شهقة بالكاد من ظهوره المفاجئ الذي لم و لن يعتاد عليه على ما يبدوا ، إلا أنه أبعد ذلك جانباً و غرق بأفكاره حول تلك الفرضيات ، ثم وجود أعداء مجدداً ، ثلاث سنوات و نصف مرت بسلام تام فهل سيُفسد هذا الآن و كيف ؟
و بالعودة لمنطقة النهر ضوء ساطع فُتح فجأة من العدم ليسقط قُربه فريق آلبرت فاقدين للوعي دون أن يعلم أي منهم أين إنتهى بهم المطاف و ما يتواجد بانتظارهم ...
-------------
******
### القارة المُظلمة ###
أعين كلاي القُرمزية حدقت بتلك الفرقة التي تمكنت بطريقة ما بالهرب من الحشرات و النباتات المتوحشة !
بالطبع ليس و كأنهم تمكنوا من النجاة دون ثمن ، فهم مثخنون بالجراح المُختلفة ...
الأميرة كانت تجلس بزاوية منفردة بينما تشد على إحدى الجراح بِخاصرتها و بالكاد تمكنت من كتم أي صوت ! ، بأي حال يفترض بأن جسدها سيُشفى وحده خلال دقائق قد تطول أو تقصر حسب كثافة الجرح و عُمقه .
تينا حدقت بِها بشيء من الهدوء قبل أن تُشيح بوجهها فبأي حال لن تقبل الأولى منها أي مُساعدة مهما كانت طفيفة لذا سيتوجب عليها ببساطة تجاهلها فلا شيء قد يعود لما كان عليه بالماضي .. لكن أوليست هذه الجملة مضللة بحد ذاتها ؟!
أجل لا شيء يعود كما كان بالطبع أي ألا يفترض أن الخيار الأفضل هو إبتعاد إحداهما عن الآخرى ؟ أما كان يمكن لسيدتها أو صديقة طفولتها قتلها للإنتقام و أمام أفراد أسرتها ؟
بل حتى تعذيبها بذات الوحشية التي تذوقتها هي ! أجل إيما لطالما قامت بعقابها و تفننت بالطرق الخاصة بذلك لكن الآن و بالتفكير بالأمر أي من تلك الطرق ما كانت حقاً تصف نصف تعذيب واحد مما تلقته هي بطفولتها ؟!
ألا تود الإنتقام منها ؟! أكانت تحاول إستخراج إعتراف أو إعتذار ما منها و هي ما أعطتها سوى الحقد ؟ لا , لا تظن أنها تود حقاً إعادة تلك العلاقة لما كانت عليه إذاً لما ؟
أم أنها و بالرغم من شخصيتها الحالية لا يمكنها بلوغ مثل هذا النوع من الأفكار الوحشية حتى لو لأجل الإنتقام ؟! و فقط لما مثل هذه الفكرة جعلت قلبها ينبض بألم حقيقي , هي و أسرتها و كل شخص قام بخيانتها السبب بكل ما حدث لها من قبل !
هم من تسببوا بتحويلها من تلك الطفلة اللطيفة و السعيدة إلى ما هي عليه اليوم ! شخص منغلق يتظاهر بالقوة بينما هو بداخله مُرتعب حقاً من كل شيء حوله و لا يثق بأي مخلوق مهما كانت صلة القرابة أو الود بينهما !
كيف أمكنهم خطف تلك الابتسامة ببساطة بحق الإله و لأجل عقاب شخص لم يكن يُبالي حتى بها !!
أرثر و أرون جلس كُل منهما بجوار الآخر بينما بصرهم تعلق بما أمامهم , مُقلتي تينا ذات لون العسل التي كانت تتقلب بحسب أفكارها و الندم بدى ظاهراً لكلاهما ...
رفع آرون بصره للسماء بينما يتنهد بتعب :" لما فقط آباء كهؤلاء موجودين بهذا العالم ؟ ألا يفترض بأن يكونوا الملاذ الأول لأطفالهم ؟ لما من لا يستحق تربيتهم موجود ؟ كبير مارش , حاكم المتحولون , و شقيق حاكمنا المذهل ! "
آمال آرثر برأسه مُحدقاً برفيقه بهدوء مُزج بالكثير من الأسى :" لولا وجودهم لما كنا هنا اليوم , هم فقط مستعدون لإستغلال كل شيء و أي شيء حتى أطفالهم لأجل السلطة و المال ! مؤسف أن العالم يحتوي على أمثالهم حقاً "
بعثر آرون خُصلاته الشقراء بينما ينطق بنوع من الضيق :" و والدك منهم أيضاً "
ابتسامة خافتة رُسمت على وجه الأكبر و هو يكرر من خلفه :" أجل , و والدي الذي قام بإلقائي بالميتم لأجل أن لا أزعج زوجته الجديدة منهم ! "
أردف و هو يحدق برفيقه بابتسامة لطيفة :" لكنني كنت أكثر حظاً من أي طفل آخر لإن ذلك الميتم كان بدايتي "
هو أنهى جملته و تحرك باتجاه الأميرة ، بالنهاية أي منهم لا يمكنه تجاهلها ببساطة و إن رفضت المُساعدة فهو سيُقدم يد العون لها مهما كانت الظروف من حوله ...
طبيعته هذه التي جعلت رفيق دربه يشاركه بمهمة كهذه ، كيف له الوثوق بمن ابتسم بوجه الشخص الذي ألقى به بلا اهتمام لدموعه و تسولاته مُسامحاً إياه بابتسامة لطيفة فقط ليتمكن من الموت براحة كما يدعي ؟!
أجل آرثر تماماً هذا النوع من الأشخاص ! هو قبل دعوة خدم والده لرؤيته بينما يحتضر بسبب مرض ما ، مسح دموع الأكبر النادمة بعد فوات الأوان بابتسامة لطيفة مُخبراً إياه أن كل شيء بخير و أنه حقاً يسامحه و لا داعي للقلق بشأنه !
طالبه بالعناية بصحته ثم ماذا ؟ طرده من يفترض كونهم أخوته الأصغر و أمهم !!
و هو قبل جبين والده و عاد للميتم مجدداً و مع إنفراد كلاهما بعد ساعات النهار الشاقة أتى ليستلقي بجواره غارساً رأسه بصدره محاولاً كتم فيض المشاعر تلك ...
بات رفيقه المُستشار الأول للحاكم مما دفع من يدعون أنهم أخوته للاعتراف به ؟ بل و يأتون طالبين للمساعدة منه إن وقعوا بمشكلة ما ...
لطالما رغب بمعرفة ما يفكر به رفيقه ، لما هو يقسو على نفسه بسبيل توفيره راحة للآخرين ؟
لا يُلقي بالاً لما يُدعى بالكبرياء و الترفع ! يمكنه تجاوز كل شيء ببساطة و الاستمرار بالسير مهما كانت جروحه و إن انهار فإنه لن يبقى أرضاً ليس لوقت كافي لاستجماع قواه بل ينهض و كالعادة مُجبراً روحه قبل جسده على الصمت و التوقف عن الأنين مهما كان عمق جرحه ...
مُقلتيه الخضراوتين حدقت بالسماء بشيء من الاستياء فطوال السنوات تلك فشل حقاً بمنعه من فعل ذلك لذا كان عليه الاستسلام و أخذ دوره للتواجد متى ما احتاجه ، لاسيما بعد انفصال كل من عملهما ...
بعد أن فسدت حياتهم فجأة و تغير شيء ما بقلب كلاهما ، غُصة خانقة علقت بحلق كل منهما طوال تلك السنوات ، ندم ، ألم ، فقدان ، الذل حتى و السلطة التي يُساء استخدامها و كل ما هو سلبي ...
--------------
******
# بُعد موازي { من رواية على ضفاف الأمل } ###
مُقلتيه الواسعة ذات اللون القُرمزي اتسعت فجأة بينما اعتدل بجلسته يحدق حوله بشيء من الرهبة !
هو أين ؟! آخر ما يذكره هو ذلك الضوء الذي سطع من المكتبة بعد أن قام نيرو بلمس إحدى الكتب ، عبست تقاطيع وجهه الطفولية بينما يهمس :" ريكايل ؟ "
ازدادت ملامحه توتراً مع إدراكه أخيراً أنه على ما يبدو بقصر أو منزل أحدهم .
فهو كان مُستلقي على فراش وثير يبدوا فاخراً حقاً بغطاء يناسب الطقس الحار بالخارج ! ، الغرفة كانت بألوان مُريحة للأعصاب لكن هذا ما كان دافعاً له للإطمئنان مُطلقاً ، ليس دون رؤية رفاقه ...
لذا ابعد الغطاء و تحرك بنية المُغادرة لكنه ما إن كاد يخطو خطوة واحدة حتى أطلقت حُنجرته صرخة غير مسبوقة فور أن لمحت عيناه ذلك الشيء الذي يطفو دون أن يلامس الأرض !
رجل عجوز شبه خفي بأعين زرقاء ، جسده شفاف حقاً لدرجة مخيفة ان تجاهل أنه يطفو ...
- :" شبح ! "
نطقها الأمير الشاب بأعين متسعة بشيء من الخوف .. و ردة الفعل تلك جعلت ذلك الطافي يقلب عيناه بملل :" وقح آخر ! على الأقل سيجد كارل من يمكنه الحديث معه عني بسوء "
و المعني الذي كان قد دخل الغرفة رفقة آلفريد قلب مُقلتيه ذات اللون الأخضر بينما خُصلاته ذات لون البُندق :" لا أظن أن رؤيتك فور استيقاظه ستساعده على إدراك أنه ببعد آخر و عالم مختلف عن خاصته "
حول ويل بصره للمتحدث ليرمش قليلاً ، حسناً أهذا وهم آخر ؟ هل أعدائه يحاولون خداعه بطريقة ما ؟
آلفريد أكبر المتواجدين بكلا القصرين سواء السحرة أو مصاصي الدماء اقترب من الشاب أمامه بابتسامته الطيفة كالعادة لينطق :" أعتذر على كل هذا ! اسمي هو آلفريد و أنا هو رئيس هذه الأسرة ، أنت أول من استيقظ البقية ما زالوا بسبات ما "
رمقه الأصغر بالكثير من الحذر و الارتباك ، ريكايل لم يصحو ؟ هو حقاً كيف يفترض به التصرف الآن ؟
- :" أود رؤية ريكايل ! الشاب ذو الخُصلات الزرقاء الداكنة من فضلك "
آلفريد تمكن من الشعور بارتباك الأصغر لذا هو أومئ له ببساطة ليقوده لغرفة بجوار تلك التي تواجد هو بها ..
اقترب الأصغر من الفراش الذي يضم رفيقه ليجلس بجواره و يمده من طاقته ...
انتقال كوني حقاً ؟! و إلا لما هو و رفاقه دخلو بسبات كهذا ؟ من الطبيعي أن يصحو هو أولاً كونه ينتمي لأسرة كروغر ، و متوقع أن رفيقه هذا آخر من سيفعل دون مساعدته ...
لذا رؤيته لتلك الزرقاوتين جعلته يبتسم بمرح بينما نطق :" لقد استيقظت حقاً ! "
تلك الأعين كانت ترمقه بنظرة ساكنة قبل أن يقطب صاحبها حاجبيه و يعتدل بجلسته مُحدقاً بالمتواجدين معهم قبل أن يعيد بصره لسيده ثم مجدداً هو حدق بالطيف ؟
رمش عدة مرات مُستجمعاً شتات أفكاره و ذاكرته حول ما وقع قبل فقده للوعي ثم أعاد مُقلتيه لسيده و كأنه يُطالبه بتفسير ، و الآخر أومأ سلباً من فوره فهو و بكل بساطة لا يعلم ما يحدث هنا حقاً !
لذا نهض من الفراش وسط الصمت المريب الذي كان يلف كُل من الضيوف و المُضيفين حتى لينحني بخفة :" إسمي هو ريكايل ريدفيلد ، لا أعلم كيف انتهى بنا المطاف حتى و أتمنى أن لا أكون و رفاقي قد سببنا لكم أي مشاكل "
و ذات الشخص الذي تحدث مع ويل أولاً عاد للتقدم يمد يده لريكايل :" أهلاً بك ريكايل ، اسمي هو آلفريد و أنا كبير هذا المنزل ، و لا داعي للقلق المهم أنكم بخير الآن "
أومأ ريكايل له بابتسامة بسيطة بينما يُكرر شكره له ، نصف ساعة مرت تقريباً ليتواجد كل افراد الفريق معاً جالسين حول مائدة طويلة حقاً بينما كان آلبرت يتمعن بالطيف بنوع من الاستمتاع بينما أفكاره ما كانت منصبة سوى على لما لا يمكنه الاحتفاظ به ؟!
و فقط هو يشعر بالملل أيضاً للآن الجميع يتظاهر بكونه بشري من الطرفين !
على الأقل من قابلوه للآن هو آلفريد الذي يبدوا مسؤولاً عن كل شيء و بجواره ذلك الذي من الواضح خوفه من الشبح و المدعو بكارل ...
ريبيكا تمكنت من كسر الحاجز أولاً حيث انطلقت للتعرف عليهما بعبارتها المُعتادة ..
- :" لم أكن أعلم بوجود عوالم أخرى تحتوي على أشخاص بهذه الوسامة و إلا لأصبحت باحثة عن العوالم ! "
كل من آلفريد و كارل حدق بالاخر سريعاً قبل أن يرد الثاني بابتسامة مجاملة :" شكراً لك آنسة ريبيكا "
أعين نيرو الصفراوتين حدقتا بها بينما يقلب عيناه :" جدياً لقد اخترت الكتاب الذي تواجد بعنوانه سحر و توقعت أن أصحو لأجدك عجوز شمطاء و ليس بمنزل غرباء مثيرين للريبة رفقة شبح طافي ! "
شهق ريكايل لعبارته تلك و هو ينطق :" جدياٌ أنت لا يمكنك الحديث هكذا مع من قاموا بإنق..."
قوطعت كلماته من ريبيكا التي أعادت خُصلاتها الشقراء للخلف :" مع أناس بغاية الوسامة و إن كنت أنت وسيماً نيرو ! "
ويل ضحك بخفة دون إرادة منه بينما حدق آلبرت بآلفريد مباشرة ينطق بعبث :" إذاً سيد آلفريد أيمكنم إيقاف مسرحية كونك بشري مسكين و مسالم ؟ لا يوجد بشر يعيشون جنباً لجنب مع طيف ما ! و هل يمكنك إحضار بقية رفاقك ؟ أشعر بأنهم متواجدون بالقصر و أجل قرأت أفكارك بالمناسبة لذا لا تقلق نحن لا ننوي شراً ما لم تقوموا أنتم بإيذائنا "
أجفل المعني من تلك الصدمات المتتالية ، أجل يدرك أنهم ليسوا بشر هو شعر بذلك مع رؤيته لأعين الأصغر الحمراء و أعين الثلاثة الصفراء ؟
لكن قراءة أفكاره ؟ و شعورهم بتواجد البقية ؟! ... هو حدق بباب جانبي حيث ظهر أولاً شخص مطابق تماماً للجالس رفقتهم نطق بمرح :" نعتذر لهذا سيد آلبرت ! و أنت محق نحن لسنا بشر ، إسمي هو كلارنس واين الشقيق التوأم الأكبر لكارل و قائد السحرة "
هو أشار بعدها لكل من لفتاة بخصلات شقراء بأعين زمردية مميزة و قد وقف بجوارها شاب بملامح حادة بخصلات سوداء و أعين زرقاء :" و هذان قريباي كريستي و هنري "
و الثلاثة جلسوا بجوار كارل ليظهر بعدها أربع أفراد آخرين ليقف آلفريد مُشيراً عليهم :" هؤلاء هم أشقائي ، جاك ، لويس و لوسيان التوأم و أصغرنا ديفيد "
أعاد بصره لهم لينطق بابتسامة :" نحن مصاصي دماء "
جاك جلس بينما ينطق بحدة :" و أنتم ؟ "
آمال ويل برأسه بعد أن تأكد من حفظ أسمائهم ربما ؟! لينطق بنوع من الحيرة :" هل أنتم بشر متحولون ؟ "
احتدت نظرات جاك الذي اعتبر جملته تلك نوع من الاهانة لولا أن ريكايل وضع يده على كتف سيده ينطق بابتسامة هادئة :" تذكر نحن ببعد آخر !"
هو أعاد بصره لآلفريد و إخوته :" أنا بشري متحول لمصاص دماء ، لذا يمكنني تغيير هيئتي ما بين البشر كالآن و لمصاص دماء ! لكن سيدي مصاص دماء كامل من الأسرة الحاكمة و أي مصاص دماء لدينا غير قادر على تبديل لون يعينه أو إخفاء بروز نابيه لمن يدقق "
أومأ آلفريد له بخفة و قد شدته عبارة سيدي أولاً ثم تلك المعلومات عنهم كونهم من نفس الجنس ؟
و آلبرت نطق باستمتاع و ملامح بريئة :" و نحن الثلاثة من قبيلة الشياطين ! نتميز بأعيننا الصفراء كما ترون ! "
ملامح كل فرد تغيرت مع عبارته تلك فهل قال شياطين ؟ أيوجد قبائل مختلفة ؟ و فقط الطيف سعر بالمتعة لمعرفة ذلك لذا تقرب من آلبرت الذي بدى سعيداً حقاً بشيء كهذا ؟
و بعيداً عن ذلك التجمع اتكئت كايلي بمكان جعلها قادرة على رؤيتهم بابتسامة مُظلمة بشكل كُلي !
هذا الأسبوع هم عليهم تنفيذ عدة ضربات قاضية لهم ، هدفهم الذي عليهم اتباعه بشكل أعمى و إلا فإن عدم ثقة أليكس ستكون بمحلها تماماً ...
نفضت خُصلاتها الطويلة ذات اللون الفضي بهدوء بينما الإصرار كان بادياً على مُقلتيها الحمراوتين لتنطق لمن يقف خلفها :" إذاً هل أنتم مستعدون ؟! سنتحرك قريباً "
و عدة أفراد أخفضو رؤوسهم بطاعة تامة لتبتسم بخبث فهاهي أولى خطواتها توشك على البدأ ...
-----------------
*******
#### القارة المُظلمة ####
خطوات جيس توقفت كما البقية بينما يتأمل تلك الكريستالات التي تحولت لسبب لا يعلمه أحد لقطعة جليد !
عيناه ضاقت بشكل أكبر مما هي عليه بالعادة ، ويل و ريكايل هو عليه إعطائهما ثقته الكاملة ! ...
لذا أغلق عيناه ليعود للسير بينما يحاول عدم السماح لأي من أفكاره السلبية بالتسلل له ...
آيزاك تنهد بقلة حيلة و هو يتابع سيره بينما أبعد آندريه يده عن تلك الكريستالات الزجاجية ليحدق بسيده و كأنه يود معرفة أفكاره ؟
و الأصغر همس بهدوء :" لا فكرة لدي حقاً ! "
تنهيدة آيزاك و ذلك الهمس جعل الحاكم الشاب يقف و يعيد بصره لهم ناطقاً بصيغة آمرة رغم هدوئها :" ليس هذا ما يهمنا الآن ! نحن نمتلك دليل ما علينا تتبعه ، هم فرقة كاملة و لو تم إيذائهم لتحطمت تلك الكريستالات لذا لنتابع مهمتنا كما سيفعلون هم قطعاً "
و أجل نبرة مليئة بالثقة لا اهتزاز بها كانت ما خرجت من فمه !
تلك الثقة جعلت الثلاثة يتسائلون حقاً كيف يمكنه فعلها و شقيقه الأصغر و مساعده مع تلك الفرقة ! أم أيكون هذا سبب ثقته أساساً ؟
حقاً لن يتوقف هو عن إبهارهم ...
راقب الأكبر ملامحهم ليتنهد و هو يردف :" إذاً بعد قتالي مع كلاي بتنا نشعر أن التنفس بات أسهل ، و الثلج ما عاد يحمل انعكاس لخطواتنا ، و بعدها تمكنا من كسر أحد الحواجز ، بل الواحد تلو الآخر "
رفع معطفه بينما ينطق بشيء من السخرية :" ذلك الهجين كان مفيداً بنثر دمائه هنا و هناك بتلك المواجهة ! من كان يعلم أن عدة قطرات من أحدهم ستجعلنا نقترب حقاً منهم و من الحقيقة ؟ "
أومأ كيفين له بجدية :" لكن هذا يعني أن الخطر هنا سيكون الضِعف أو أنهم قد يظهرون فجأة من العدم لحماية أسرارهم "
ابتسامة ما شقت ملامح آيزاك و ما كانت ودودة كما هي هالته :" ليأتو فقط ، ليتهم يفعلون ذلك ! "
لكن حتى مع ما كشفوه تواً إن كان كلاي و هو الساحر الوحيد بينهم كما يفترض يتنقل باستخدام دمائه فمن قام ببناء كل هذا ؟
هم يذكرون النتائج الأولية لمهمتهم ، المكان وهمي و حقيقي بذات الوقت ، لا شيء حي به لكنه يدافع عن نفسه بذات الوقت ، رغم أنها قارة واحدة جليدية إلا أنه تتواجد مناطق أشبه بغابات استوائية ...
أهذا سحر حتى ؟! هو تجاوز ذلك بمراحل كبيرة حقاً إذاً ماذا يحدث من حولهم ؟ أي قوة مدمرة هي هذه ؟
من يمكنه تحويل معالم قارة كاملة دون أن يكون الوهم وهماً !!!
بل تحويلها بشكل حقيقي و تبديل هيئتها حتى ...
الاجابة لكل منهم كانت شبه واضحة لكن أي منهم لم يكن ليجرأ على أن يهمس بها حتى !
هُم هالكون ! جميعهم كذلك إن كان استنتاجهم صحيح بحق الإله ! ... لا طريقة للفوز حتى بل كل ما يفعلونه لا شيء لذا لا يملكون سوى التأكد من ذلك ...
و إن كان كل منهم يعلم أنه يسير للموت إن صحت توقعاتهم ..
-------------
******
ذلك التغيير على الكريستالات فجأة جعل ليون يقف بمكانه و من خلفه ريك الذي اهتزت حدقتاه بيأس تام !
حقاً إن حدث لتوأمه مكروه فهو سيتأكد من عدم عودته أيضاً ، لا حاجة له بمكان لا يعرف أحد به صحيح ؟!
عض ليون على شفتيه شاعراً بموجة من المشاعر القلقة ، رفاقه جميعهم بخطر أم ماذا ؟
هو للآن لم يتحدث مع آلبرت بصراحة حتى ، ما اعتذر حقاً عما قام به بعد من قبل ، لقد اتجه رفيقه للموت بقدميه بسبب كلمات طائشة قالها هو ...
نيرو الذي طالما أراد عيش هادئة بعيدة عن المشاكل هو من أقحمه بمهمة كهذه ، و ريبيكا هي فقط حديثة العهد و إن كانت قد قدمت لامتحان الانضمام للجيش !
ميلينا رفعت مُقلتيها لهم لتنطق بشيء من الهدوء :" الكريستالات لا أخطاء بها ! ، تشققها يعني وجود خطر كبير و انكسارها يعني الموت ، أما هذا فهم إما تم عزلهم بعيداً للغاية أو لا أدري قد يكونون بسبات ؟ "
زاك و ايكاري حدقا بها كما ليون و ريك ، حسناً هم على قيد الحياة لكن بكل الأشكال هم وقعوا بفخ ما أي الخطر كان قائماً !!
شد ريك على موضع قلبه و هو يهمس :" أتوسل لك ريكايل لا تدعني أفقدك للمرة الثانية يا أخي "
--------------
*******
### قارة أوقيانوسيا ###
أنفاسه كانت متلاحقة توحي بمدى صعوبة إطلاقها ، العرق زين جبينه بينما الألم احتل ملامحه !
خُصلاته التي شابهت أبنائه الثلاثة ذات اللون الأزرق الداكن التصقت بوجهه و جبينه ، شفتيه الجافة أطلقت أنين خافت بلا إرادة مع كل انتفاضة لجسده المُصاب ...
عدة أطباء تواجدوا قربه مع طاقم كبير فبالنهاية من يرقد هنا هو حاكمهم و شعلة الأمل الوحيدة المتبقية لهم ! ...
من كان يعلم أن تلك الجولة ستنتهي بإصابة حاكم البشر حقاً ؟
أتم استبعاده من القتال منذ الجولة الأولى ؟ لا بل الاحتمال الأسوء هل قد يفقد حياته !!
إن فعل فماذا سيكون قراره ؟ قيادة صفوف البشر أيضاً ؟ هذا هو المستحيل بعينه إذاً أيجدر به الانسحاب فقط ؟
أغلق مقلتيه الحمراوتين بشيء من الحيرة ، إن فُقد القائد تنتهي المعركة هكذا دائما كان المعروف ! حتى هم عند موت شقيقهم الحاكم و أسرته انسحبوا من القتال ببساطة ..
أو أشقائه فعلوا لكنه لسبب ما لم يتوقف عن البحث إلى أن وجد جيسي و ويل على قيد الحياة !
لطالما بين جيسي امتنانه لبحثه عنهم بالعديد من المواقف دون أن يدرك بأنه و شقيقه من أنقذوهم من الاستسلام ...
لأنه قاوم و عاد ، بِذرة قائدهم الأول و الذي نمى ليكون خليفته بل ربما حتى تفوق عليه ...
إذاً ببساطة هو لن يُغادر و إن مات كبير هذه الأسرة سيستمر بالقتال بانتظار عودة ابنه ، بانتظار عودة قائده ليأخذ كل فرد مكانه وقتها !
رفع بصره خارجاً من افكاره عندما لاحظ هدوء حركة الاطباء حيث نطق أحدهم بينما يمسح العرق عن جبينه :" لقد نجحنا بشكل مبدأي ، لكن هو قد لا يصحو الآن بل حتى تتعافى اصابته "
و حسناً هذا كافٍ حقاً بالنسبة له ، وجوده على قيد الحياة يعني أن كل شيء بخير بطريقة ما ؟!
لذا التفت عائداً لساحة المعركة حيث ترك شقيقته المستمتعة بطريقة استثنائية بأجواء المعركة و كأنها كانت تنتظر شيء كهذا لإخراج قواها الكامنة !
و جنود البشر دبت القوة بهم مع سماعهم خبر نجاة حاكمهم بل أحدهم هتف بأعلى صوته حتى :" دعونا نقوم بإبادتهم جميعاً و نهديه رؤوسهم عند استيقاظهم !! "
و هذا جعل البقية يهتفون بحماس جعل سام يبتسم بسخرية أولاً قبل أن يغلق عيناه هو الآخر و قد بان شيء من الحماس عليه و على هالته التي انتشرت بشكل قاتل :" هذه هي عدوى الحماسة اذاً ! لا بأس بها بالفعل "
---------------
******
### القارة المُظلمة ###
ذلك اليوم كان قد مضى دون أن تتغير هيئة الكريستالات الخمسة !
حدق آرون بها و هو يتسائل فقط إلى أي حد يُمكن للمُهجنين الوصول ؟! عزلهم بشكل يوحي أنهم بسبات أو حتى بمكان غير متواجد على هذه الأرض !
بل هم حقاً قد يكونون بسبات أو بمكان مختلف ؟ و فقط التفكير بالخيار الثاني يُسري قشعريرة بجسده ، أي قوة هي هذه بحق الإله ؟
قد لا يمكن لكل ساحر موجود ببلاده و ان اجتمعوا جميعاً على فتح ثقب زمني أو بُعدي ...
هو تنهد محاولاً التفكير بأنه ربما بهذه القارة لطالما تواجد واحد ؟ هذا لن يكون أمر غير منطقي أيضاً فهذه القارة حقاً مجهولة و يبدوا أن الهُجناء هم سُكانها و قد اكتشفوا كل ما بها و الآن يستخدمون تلك الميزة لإيقاعهم بالفخ ؟!
مقلتيه الخضراوتين حدقتا برفيقه ليبتسم بمرح :" إذاً ما هو شعورك عزيزي آرثر و قد نجحت بمعجزة ما على إقناع الأميرة بأن تسمح لك بعلاجها ؟ "
ضحكة خافتة صدرت من بين شفتيه فآرون و منذ الأمس يكرر السؤال بعدة صيغ لمحاولة ما بمعرفة الطريقة السحرية ربما ؟
لذا هو وضع جبينه على خاصته ينطق بينما يغمز :" هذا سر عزيزي ! أخبرني أنت أيها المُعلم أليس الفضول عادة سيئة ؟ "
شهق ما إن شعر بأن الأمر انقلب عليه لينطق بعدم رضى :" أنت فقط تستغل كوني مُعلماً آرثر ! لكن فقط ضع بأفكارك هذه أن المعلم الجيد يسعى دائماً للنجاح و للتقدم و قطعاً الإلمام بأساليب التعامل مع الأشخاص المختلفين جزء منها لذا ما أفعله ليس فضولاً بل تعلم المزيد و المزيد "
عادت ضحكة الأكبر الهادئة لتداعب أذنه بينما ينطق باستسلام تام :" أنت فقط يمكنك دائماً إيجاد مُحاضرة ما و إخراج نفسك من أي مشكلة آرون ! "
هو أوقف ضحكاته ليُتابع كلماته :" بأي حال أخبرتها فقط أن تلك الكائنات قد تعود للهجوم بأي لحظة لذا يجدر بها أن تكون بخير قريباً ! و أنني لن أمسها فقط سأضع يدي عن بعد فوق الجرح "
- :" أوه ، جعلتها تشعر بالخوف إذاً ! "
هو نطق جملته بشيء من المرح و الذي جعل رفيقه يقطب حاجبيه فوراً :" من فعل ماذا ! هل أنا شخص وضيع لهذه الدرجة آرون ؟ لكنها الحقيقة من منا يعلم متى ستعود تلك الكائنات ها ؟ "
الانفعال الذي بدى عليه بينما يدافع عن نفسه أجبره على الضحك بقوة فهو ما أراد رؤيته بالنهاية ، و المعني احتدت مُقلتيه الزرقاوتين لينهض بعد أن ضربه بخفة على رأسه !
و هذا دفع آرون للضحك أكثر قبل أن يهمس لنفسه :" تباً ، أنا علي إعطاء نفسي مُحاضرة ما عن السخرية و الاستفزاز و معاملة الصديق ! "
و مع نهاية جملته هو عاد للضحك قبل أن يُلقي بجسده للخلف مُستلقياً على العشب مُتأملاً زرقة السماء بابتسامة هادئة خلفتها ضحكاته قبل قليل ...
و من الخلف ابتسامة مشابهة ارتسمت على شفتي رفيقه و قد شعر بشيء مُنعش حقاً ، يبدوا له أن آرون قد عادت نفسيته للتحسن بعد كل تلك المواقف التي مروا بها ...
أغلق عيناه بينما عدة لمحات من الماضي عادت إليه لذلك اليوم الذي تم استدعائه رفقة فرقته و التي كانت أسرته !
هناك عندما أكتشفوا سر ما قد يؤدي لحرب شاملة على المملكة ، هنالك هجين بالمملكة و هو ابن شقيق الحاكم !!
و المهمة هي إبادته ! ...
فتح عيناه بينما يشد على قبضة يده ، تلك المهمة قضت عليهم جميعاً حيث ما بقي سواه و آرون و الأسوء أنها خلفت بقلب كُل منهما العديد من المشاعر و الجروح و التي لا يمكن أن تُعالجها الأيام فقط ...
كل منهما تعامل مع الأمر بطريقته الخاصة ، آرون رفض الاستمرار بالعمل مع أسرة شهد على فسادها بنفسه ! ...
و هو قرر البقاء عله قادر على أن منع تكرار حوادث كتلك الحادثة لكن أهو فشل ؟
و إلا من أين أتى المدعو كلاي ؟ ذلك الفتى يمتلك قوة ساحر من الاسرة الحاكمة ! فقط ما كان هدف وجوده اذا ؟
هو لم يعلم عن وجوده حتى و لا متى قدم لهذه الحياة ؟ و هل هو ابن ذات الرجل ام ابن حاكمه نفسه ؟
لا يعلم حقاً سوى أنه يشعر بأن طريقه كان خاطئاً بطريقة ما ...
---------------
*******
### البُعد الاخر ###
الاستمتاع بدى على وجه آلبرت و قد برقت عينه بالكثير من العبث بينما يسند رأسه بكف يده اليمنى على المائدة التي لازالوا مجتمعين عليها !
هم خلال كل هذا الوقت تعرفوا أكثر على المكان الذي هم به ، اكتشفوا أن البشر هنا هم الأكثر عدداً لدرجة أنهم لا يعلمون بوجود جنسي مصاصي الدماء و السحرة ...
كما أنهم عرفوا ان سبب تدني عدد مصاصي الدماء و السحرة كان بسبب حرب دامت لقرون طويلة بين كلا الجنسين !
و ما راق لآلبرت حقاً هو ما فعله السحرة و منهم الطيف الواقف أمامه عندما شعروا بأن الهزيمة قريبة للغاية و ما عاد يفصلهم عنها الكثير قرروا التضحية بسبيل إذلال مصاصي الدماء ..
بحيث استهلكوا حياتهم فقط لجعل مصاصي الدماء خدم للبشر ! ثم و بفعا كبريائهم العظيم نصفهم مات من الجوع و بعضهم نجى و ثم بعد قرون و المثير للسخرية الأسرة الحاكمة اكتشفت أنها تخدم الاسرة الحاكمة للسحرة !!!
بحق الإله ما بال كل هذا التعقيد ؟ و الآن حل السلام بينهم و أخيراً و لازال العقد قائم ...
و هو ما تمكن من كبح جملته العابثة :" و فقط بحق الإله كيف أمكنكم نسيان الذُل الذي تعرضتم له و إحلال السلام ؟ "
كِلا الطرفين حدقا به باستياء بينما تابع هو :" أتسائل لو أحضرنا ذلك الحاكم المخيف لهذا العالم ماذا سيفعل ها ؟ "
هو راقته حرفياً تلك الفكرة ! إحضار جيسي و وضعه بمكان آلفريد ربما ؟
أن يرى كيف قد يحتفظ بكل ذلك الكبرياء بينما هو للعيش عليه أن يكون خادماً فقط !
هو خرج من أفكاره على هالة مُرعبة أحاطت به بينما آمال ويل جسده للأمام حيث وقف خلف و قد وضع يداه على الطاولة لمُحاصرته قبل أن ينطق بشيء من الشر :" ذلك الحاكم المخيف الذي تتحدث عنه أنت لن تجرأ حتى على محاولة العبث أمامه و الآن ترغب بشيء كهذا ! "
ريكايل آمال برأسه هو الآخر بشيء من البراءة :" أظن أنه علينا إخبار سيدي بهذا فور رؤيته ! هو سيكون سعيداً بشيء كهذا و هل تعلم ماذا نيرو أظن أنه سيحقق أمنيتك بتحويل آلبرت لعجوز لكن بطريقة مختلفة "
رفع نيرو مُقلتيه الزرقاوتين بينما غرز كف يده بخصلاته الدموية ينطق بمرح نادر :" سأحرص على إخباره بنفسي إذاً ريكايل لا داعي للقلق ".
و المعني بكل هذا عبس من فوره بينما نطقت ريبيكا :" ألا تستحق حقاً آلبرت ؟ أنت لا تتوقف عن ازعاج الوسيمين بكل مكان بشكل فظيع "
تنهد المعني ليرفع يداه بشيء من الاستسلام بينما ابتعد ويل عنه ليجلس على مقعده و ينطق بخفة :" و أخي جيس ذات مرة فعلها ! هو لم يكن خادماً لأحد فقط بل لأجل توفير حياة لي أحنى عنقه ليسمح لبعضهم بأخذ دمائه الملكية لذا لا تتصور أنه سيتأثر من عبارتك هذه بقدر كونه سيبتسم بسخرية تامة "
فغر آلبرت فمه بدهشة بينما نطقت ريبيكا بتوتر :" أحقاً مشاركتك لمعلومة كهذه أمر لا بأس به ؟ "
ريكايل ضحك بخفة لردة فعل كلاهما قبل أن يُجيب هو :" حسناً هو لم يحاول إخفاء ذلك قط ! لطالما تفاخر بما هو عليه بكل ما مر به بحياته فما صقل شخصيته كانت تلك السنوات المظلمة من حياته ، حمى نفسه و شقيقه من موت مُحتم ، أخبر كل شخص حاول استغلال ضعفه أنه سينتقم ما إن تنقلب الموازين و لليوم الجميع يرتعب من إغضابه عند تذكرهم ما فعله بهم "
ابتلع نيرو رمقه و هو يذكر ما سمعه عن شلال الدماء الذي بُنيت عليه عودة الحاكم الشرعي للعرش ! الجميع بذلك الوقت تحدث عن تلك الوحشية ...
و ويل أخفض بصره من فوره فخوفه من الأكبر وقع بتلك الفترة و لازال شبه مستمر ، رفع بصره ليحدق بريكايل الذي ابتسم له بتشجيع ليبتسم بخفة و هو يذكر أن رفيقه وعده بأنه عند انتهاء المهمة سيساعده على الاعتذار و أن يمحي ذلك الخوف من قلبه ...
حدق آلفريد بهم جميعاً أي منهم لم يبدوا سيئاً حقاً بالنسبة له أو البقية لكن كيف وصلوا إلى هُنا ؟
و كلارنس كان أول من حطم ذاك الصمت حيث نطق أولاً :" إذاً ماذا عنكم لم تخبرونا عن عالمكم ؟ و كيف وصلتم إلى هنا ؟ "
أومأ ريكايل له و بدأ بإخبارهم عن القارات الستة و أجناسهم قبل أن يبدأ بالحديث عن مهمتهم التي ذهبوا لخوضها بالقارة السابعة و عما واجهوه هناك ، شرح لهم أسباب الخوف من وجود مهجنين ، و عن تواجدهم ..
و بالنهاية تحدث عن تلك المكتبة و عن نظريته بوجود ثقب أسود بها كون هالتها كانت مُختلفة عن أي شيء عرفوه حقاً ...
أعاد آلفريد بظهره للخلف :" إذاً لابد من شيء ما أو خطة لوجودكم هنا ؟! أعني من أعدائكم أليس كذلك ؟ "
أومأ آلبرت له بينما تحدث ريكايل بهدوء :" بالطبع هم كذلك ! لكن لا نعلم كيف هي أفكارهم فقط أظن هم يعلمون أننا هنا لا نملك كل قوانا أو أنتم تملكون قوة غريبة عنا يودون أن يستخدموها ربما ؟ "
ضيق هنري مُقلتيه :" تعني أن شعبنا من سيقوم بالهجوم ؟ سواء مصاصي الدماء أو السحرة ؟! لما قد يفعلون هذا ؟ "
الصمت عاد للأرجاء و قد بدأ الجميع بالتفكير بالاحتمالات الواردة حقاً و من بعيد كايلي همست :" قريباً ستعلمون كل شيء ! لا تتعبوا أنفسكم الآن فلا مجال للهرب من مصيركم "
~ نهاية الفصل ~
اعتذر و للغاية عن كل هذا التأخير لكن بإذن الله سأعود للنشر بشكل منظم من اليوم...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top