الفصل الثالث و العشرين

بحلول فجر اليوم التالي كانت تلك المجموعة الصغيرة قد غادرت بالفعل مُتجهة للحاجز الذي يفصل ما بين هذه المنطقة و منطقة الغابة على حد زعم تلك المخلوقات والتي علموا لاحقاً أنها تُدعى البيوكا !

وهذه المرة فعل آلبرت ما رغب به منذ البداية حيث حملوا هم الخلوقات الصغيرة وجعلوها تدلهم على الطريق ليصلوا أسرع , تقدم ليون أولاً ما إن وصلوا للمنطقة المعنية , بينما توقف ريكايل يحدق بما أمامه بهدوء وتفكير , فالآن هُم يقفون على ثلوج خفيفة و الأجواء هادئة للغاية و الهالة المُسالمة لم تتغير مُطلقاً , ومع هذا على بُعد خطوات منهم يختفي الثلج تماماً لتحل مكانه الأعشاب اليانعة و الأشجار الشاهقة !

عقد ويل حاجباه بضيق وهو ينطق :" تلك المنطقة بها هالة فظيعة ! "

وجهت الأنظار له لينطق ليون بخفة :" كدت أنسى أنك من أسرة حاكمة أيها الطفل "

عبس ويل بينما أشاح بوجهه عنه لينطق آلبرت بإستمتاع :" أنا لا أشعر بهذا ! أهذا يعني فقط أصحاب الدماء المميزة الحاكمة من يمكنهم إستشعارها ؟! "

ضيق ريكايل حاجباه وهو يتحدث :" لماذا هناك رنة مُستمتعة بصوتك بينما كلامك لا يحتاج لذلك ؟! "

تنهد ليون بتعب وهو يجيبه :" لا تلقي له بالاً فهو يستمتع بكل ما هو غريب ! "

ضحك بخفة لينطق ويل بعبوس :" ولماذا أنت تصادقه للآن ؟"

شهقة مُتفاجئة صدرت من آلبرت وهو يتحدث بسرعة وخفة :" لا تأخذ مكاني ؟! الإفساد هو عملي ! "

أعاد ريكايل نظره على ليون لينطق بجد :" أنت من الأُسرة الحاكمة للشياطين صحيح ؟"

أومأ ليون بتعب و إنزعاج وهو يجيب :" أجل الأمير الثاني للمملكة وثق بي ليس من الممتع أن تكون الثاني ! "

إبتسامة هادئة رُسمت على وجه ريكايل قبل أن تتسع عينا ليون وهو ينطق :" أنا لم أقصد أي أمر سيء ! لا تأخذ كلامي بسوء فأنا لست آلبرت ! "

ضحك ريكايل بصدق قبل أن يجيبه بإبتسامة لطيفة :" أنا لم أفكر بأي أمر سيء ! فقط فكرت بكم أنت مُحق أن تكون الثاني أمر فظيع ! "

صمت وهو يحدق بويل الذي لازال مُندمج بالحديث مع آلبرت ليردف بحنان :" بعد التفكير بالأمر , ليس أمراً سيئاً حقاً ربما لو لم نكن كذلك لما قابلنا أشخاص أصبحوا أقرب من الأسرة لنا ! "

ذات الإبتسامة رُسمت على وجه ليون وهو يحدق بصديق طفولته الذي كان يحاول إستفزاز ويل لينطق :" مُحق بالفعل , بعض الحمقى ماذا كان ليحدث لهم لو لم نترك مواقعنا لأجلهم ؟"

إبتسما بعدها بهدوء وكل منهما غرق ببحر من الأفكار المُختلفة دون أن ينتبها لآلبرت و ويل الذين وقفا أمامهما مُباشرة , نطق ويل بهمس :" بماذا يفكران ليبتسما بلطف هكذا ؟"

تظاهر آلبرت بالتفكير وهو يجيب :" ربما كلاهما واقع بالحب و تذكرا من يحبانها ؟! "

شهق ويل ليتقدم من ريكايل ليخرجه من أفكاره عن طريق هزه بعنف وهو يتحدث بإستياء :" ريكايل أأنت واقع بالحب ؟ ومن هي ؟ لماذا أنا لا أعرفها ؟! هل أخبرت جيسي ؟ وهل وافق ؟"

رمش ريكايل عدة مرات وهو يحدق بسيده بصدمة شديدة قبل أن ينطق :" من أوحى لك بمثل هذه الفكرة السخيفة ؟! و من ثم أنا معك أغلب الوقت أو مع سيدي الحاكم فأين هو الوقت لأقابل فتاة ما و أُحبها ؟! توقف عن إيجاد مثل هذه الأفكار البلهاء أرجوك ! "

آلبرت كان يراقب ما يحدث بإستمتاع بينما يضحك بصوت مكتوم على ما يحدث أمامه قبل أن يقفز من الألم عندما أمسك ليون له أذنه بقوة شديدة بينما يتحدث من بين أسنانه :" ظننتك أردت أن تتوقف عن الإفساد بينهما خشية على الخادم من السيد ! "

وضع يده فوق يد صديقه وهو ينطق بعتاب و ألم :" كما تعلم علاقتهما أكثر متانة من أن أقوم أنا بإفسادها ! إذاً أين هي المُشكلة ؟ "

تنهد بإستسلام تام إلا أنه توقف عن الحركة تماماً كما فعل ويل ليتراجع ريكايل و آلبرت بجد بينما نطق الأول :" ما الأمر الآن !؟"

عبس ويل وبشدة وهو يتحدث :" أنا لا أفهم ذلك ! كيف يمكن أن أشعر بهالة إبنا مارش يعبران من هنا ؟! "

ظهرت علامات الحيرة عليهما بينما نطق ليون بتفكير :"إنسى أننا شعرنا بأنهم يعبرون من هنا أنا لأجزاء قليلة للغاية شعرت بهالة آيزاك تعبر جسدي إن صح تسمية الأمر هكذا ! هو عبر من خلالي ! "

إزدادت حيرتهم أكثر فأكثر فكيف يمكن لهذا أن يحدث ؟ هُم كانوا ليتفهموا الأمر لو أنهما شعرا فقط بهالة إبنا مارش فبما أنهما من ذوي القوة الكبيرة إذاً ربما شعرا بها من طاقة الغابة لكن أن يشعرا بأنهما معهم هنا ؟! بل و يعبر من خلاله ؟ كيف هذا ؟ أيوجد تفسير منطقي حتى ؟ أم أنهم خرجوا تماماً عن كل القواعد المعروفة للزمان و المكان ؟!

وحتى لو أن هذه هي الحقيقة من هو الذي يمتلك مثل هذه الطاقة لجعل المُستحيل واقع ؟ ليتلاعب بالزمان و المكان ؟ وهذا لوحده يجعلهم يفكرون أيحق لهم وضع توقع لنجاتهم ؟! و أي توقع هو هذا ؟ إن تواجد شخص عبث بهذه القارة وكأنها لا شيء ووضعهم بمتاهات كبيرة و كأنهم قطع شطرنج بين يديه أي أمل لهم بنجاة حتى لو شخص واحد ؟!

خرجوا من تلك الأفكار التي بدأت تؤرقهم وتُدخل اليأس على قلوبهم قبل مرور يومهم الثاني حتى على صوت ذلك المخلوق الذي نطق :" أين هُم رفاقنا ؟"

حدقوا به بهدوء و تفكير لينطق آلبرت ببساطة :" ربما رحلوا أو نجحوا بالوصول للغابة "

أجابه الآخر بحنق :" غير صحيح ! هم لن يذهبوا من دوننا "

صفر بإعجاب بينما ينطق :" أيُمكنكم الغضب أيضاً ؟"

تنهد ريكايل بملل وهو يحدق بهم ليتحدث :" أأنتُما واثقان أنهم تمكنوا من العبور ؟! "

نطق أحدهم وهو يقترب من الحاجز :" نحن كُنا بنهاية القافلة ! الواقع كُنا مُتأخرين للغاية بسبب لهونا هنا و هناك , وفجأة إنبثق ضوء شديد أفقدنا الوعي و عندما إستيقظنا لم نجد لهم أي أثر ! "

نظر الأربعة لبعضهم البعض قبل أن يتحدث آلبرت بخفة :" أظنني سأتطوع لأكون كبش الفداء و أجرب حظي ! "

صرخ به قائده من فوره :" إياك آلبرت ! "

لكن أهذا حقاً كافٍ لإيقافه ؟! هو لم يهتم بينما لامست ذراعه الحاجز بخفة و قبل أن يتمكن أي منهم من إبداء حركة أخرى شع نور أعمى أبصارهم بالكامل دقائق وبدأ بالإختفاء ليكون الأربعة قد إختفوا تماماً من تلك المنطقة ملقيين على الأرض العُشبية فاقدي للوعي بلا أي أثر لتلك المخلوقات المُسالمة ! .

****

حدق بالظرف أمامه بصدمة قبل أن يمزقه لأشلاء ويلقيه بالمدفأة ليجلس خلف مكتبه بهدوء ظاهر , عيناه ذات اللون الأزرق الداكن غرقتا بظلام أكبر وكأن كل المشاكل التي لديه لا تكفيه لتُضاف واحدة جديدة له .

وهو ليس أي خطر حتى بل على ما يبدوا أن تلك الأعوام التي قضاها البشر بسلام على وشك الإندثار مرة أخرى , وبالطبع ليس وكأنهم سيسقطون بسهولة فعمر المعاهدة بين البشر و بقية المخلوقات فقط إثنا عشر عاماً أي مُنذ إستلام جيسي للحكم , وقبلها ما كانت أوضاعها بحال أفضل من هذه !

مرر أنامله بين خُصل شعره ليفكر بأنه ربما يمكنه أولاً حل المشكلة قبل محاولته لإعلان حالة الطوارئ , أو أفضل هو سيسير بكلا الخُطتين , بمعنى آخر سيعلن الطوارئ بالسر و يجعلهم يتفقدون أحوال المحميات بالمملكة وتعداد سكانه غير المُقاتلين لرؤية إن كانت تكفي أو إن كان عليهم بناء المزيد إضافة لفتح أبواب التجنيد لمن يرغب وتعليمهم القتال , إضافة إلى وضع خطط وإستراتيجيات وربما الإسراع بإكمال برمجة الحاجز الذي يمنع بقية الكائنات من الدخول لهم !

و بذات الوقت هو سيحاول أن يتحدث مع ملك المتحولون ومن يدعمه و بالطبع حتى لو فشل سيكون قد أعطى شعبه القليل من الوقت الإضافي للإستعداد بشكل أفضل !

تحرك من موقعه مُتجهاً لبقية حاشيته مُعطياً إياهم تعليماته و تقرير بسيط عن الوضع و من خلفه وقف مستشاره الأول و الذي وقع على عاتقه أن يأخذ مكان ملكه حتى عودته من مملكة المتحولون .

ليس وكأنه غاب عن عقل أي منهم أن الإتهام الوارد بشأن كونهم يمتلكون مُختبرات سرية تُجري التجارب على أبناء الأجناس الأخرى ويجرون بوحثات حول تطوير المهجنين مجرد تغطية لأهدافهم الحقيقية ! و كم يسهل القدرة على توريطهم بهذا و إن لم يفعلوا حقاً , لذا الجميع يُردك أنهم فقط ما عادوا يريدون تلك المعاهدة معهم و قد إتخذوا من غياب ملك مصاصي الدماء حجة لتنفيذها.

سار بخطواته الرزينة وهو يفكر بسخرية أحقاً لو حدث هذا أثناء تواجد جيسي لحماهم كما نص الإتفاق بينهم ؟! إن كان ريكايل قد مات إذاً المُعاهدة بينهم إنتهت منذ زمن بعيد , لا شيء يجبرهم على الدفاع عن مملكته , ليس وكأنه يهتم فهو أساساً يُعد نفسه بأنه فقد أبنائه مُنذ أن خرج أحدهم من منزله ككبش فداء !

توقف عن السير بينما قبضت يده على سيفه دون أن يخرجه و خلال أجزاء من الثانية كان جسده يرتطم بالحائط خلفه بينما الجنود يشكلون حلقة حوله وحول مهاجمه ذو الشعر الأشقر و العينان القُرمزية المُشتعلة !

حدق به حاكم البشر ببرود و تهكم بينما نطق مُهاجمه بسخرية :" أتأذن أن أصبح سيدك عندما يتم إستعبادكم ؟ "

يده أعطت أمراً للجنود بالإبتعاد فحسب بينما هو أخرج سيفه بحركة سريعة ليقفز الآخر وهو ينطق :" ليس سيئاً بالنسبة لشخص بلا ضمير ! "

لم تتغير ملامح وجهه وهو يجيبه :" كل شخص يرى الآخرين من منظوره الخاص ! ربما أشخاص آخرين سيرون أنني كذلك "

سخر سام أكثر بينما عاد للإنقضاض عليه و الآخر دافع جيداً حتى حشر ضيفه الغير مُتوقع للحائط بينما يتحدث بهدوء :" ماذا تريد ؟ و من أنت ؟ "

رفع يديه بإستسلام ساخر وهو يجيب :" مُجرد عامي من مصاصي الدماء يلهو بسعادة بعد معرفته بأمر إستعبادكم القريب ! "

تنهد بضجر وهو يبعد سيفه عن عنق من أمامه ليسير بخطوات هادئة بينما ينطق :' لا يُفترض بك الإستهانة بالجميع ، لا تريد إخباري الحقيقة لا تفعل ! ليس و كأنني أهتم "

تبعه بخطوات مُشابهة له وهو يتحدث بشيء من الإعجاب :" لست سيئاً لكن كيف عرفت أنني لست شخص من عامة الشعب لاسيما أن البشر لا يشعرون بهالة البقية ! "

أجابه وهو يقف أمام الطائرة التي ستقله لمملكة المتحولين :" أولاً يمكنني الشعور بهالتك بعد تناولي لحبة القتال التي إبتلعتها ما إن رأيت مخالبك ، ثانياً لو أنك مجرد عامي لكان رأسك يحلق بالأرجاء بسبب ضربتي الأخيرة ، ما كان من السهل تفاديها ! "

صمت قليلاً قبل أن يكمل :" و الآن أيمكنك المغادرة ؟ كما ترى لا وقت لدي لك ! "

رفع أحد حاجباه بِسخرية مُفكراً أن وقاحة ريكايل ليست بشيء غريب مادام هذا الرجل هو والده ، ولا حتى الأمير الأول مهذب أي أن الوقاحة متوارثة بجيناتهم !

تنهد بتعب بعدها ليجيب بخفة :" أنت تعلم أن زيارتك لهم لن تحل المشكلة صحيح ؟ ألا يجدر بك محاولة إيجاد طريقة ما للحفاظ على شعبك بها ؟ "

أجابه وهو حتى ما عاد يعلم لما لا يتجاهله وحسب :" أأنتم معنا أم ضدنا ؟! "

رد بتهكم من فوره :" بتهمة كتلك لن أعرض شعبي و جنودنا للخطر ! "

أدار ظهره وهو يجيب مُنهياً النقاش :" إذاً لا تأتي لتستفسر عن مخططاتنا وقد تصبح عدواً بزيارتك الثانية "

رمش سام عدة مرات من تلك الإجابة بينما أغلقت بوابة الطائرة و بدأت تستعد لتحلق ، أهو للتو أُعجب بطريقة تفكيره ؟

لطالما أحتقره و بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، شخص تخلى عن طفله الخائف الضعيف لا يستحق الإحترام ، هو آمن بهذا دائماً ، إن رمى صغيره أيمكنه حماية شعبه ؟ شخص ما أهتم حتى بإبنه أهو قادر على الإهتمام بمملكة ؟

إذاً لماذا يبدوا له أنه تسرع بإطلاق حكمه عليه ؟ أهو يهتم لمملكته ؟ ربما هو من الأشخاص الذي يسعون للمناصب فقط لا المشاعر و بالتالي سيستغل كل ذرة عقل يمتلكها للحفاظ على عرشه !

تنهد بينما يبعثر شعره الأشقر بخفة فهذا الموضوع بات يؤرقه بالفعل ، يدرك تماماً أن البشر لا شأن لهم بأي من تلك التجارب لكن لا يمتلك دليل ضده أيضاً ، ربما عليه أن يقف بحياد ، هذا ما فكر به و لكن مُحادثته مع حاكمهم ذاك جعلته يشعر بالفضول تجاهه أكثر فقط .

همس بنبرة مُتعبة :" أعتذر جيسي لكنني سألهو قليلاً "

*****

شعر بشخص ما يهزه بخفة بينما ينادي على إسمه ، جاهد لفتح عيناه الزرقاوتين الداكنة ليرى سيده أمامه وهو يناديه بقلق !

إبتسم بينما نهض قليلاً ليجد أنهم بكهف ما ، وقع بصره على فريقه و إثنان آخران ، تقدم آرثر منه بإبتسامته اللطيفة ليتحدث :" قلقنا عليك ! أنت الوحيد المُصاب بينهم "

آمال رأسه بعدم فهم ليتحدث ويل بعبوس :" فقدنا الوعي و لم نصحوا حتى عندما هاجمتنا بعض المخلوقات المتوحشة لكنهم عثروا علينا و أنقذونا ! "

حول بصره لريبيكا و آرثر ليبتسم بإمتنان قبل أن يهتف ويل بسعادة :" تعلم ماذا قال آرثر ؟ "

نظر له بحيرة ليردف سيده بذات حماسه :" ذلك المخلوق أراد أن يهاجمني لكنك قُمت بإحتضاني لحمايتي حتى وأنت فاقد لوعيك ! "

إبتسم بخفة وهو يبعثر شعر سيده الداكن بينما ينطق :" جيد أنني فعلت ! لم أكن لأحتمل أن تصاب أنت بأذى "

إتسعت إبتسامة الأول لينطق آلبرت بملل :" حسناً فهمنا ! كم هذا مُمل "

حدجه ليون بإستياء لينطق ريكايل بتساؤل :" أنتما مع توأم مارش بذات الفريق صحيح ؟ "

أومئ آرثر له بينما تقدمت ريبيكا لتنطق بإبتسامة :" لماذا أيها المُستشار الوسيم ألا نعجبك نحن ؟ "

حدق بها بإستياء قبل أن ينطق ليون :" و أنتي بخير كما أرى "

نظرت له بعبوس لتنطق :" نحن بنهاية يومنا الثاني فقط ! ماذا تتوقع سيحصل لي ؟ "

نظر ريكايل للسماء بالخارج وهو يتحدث بضيق :" اليوم الثاني فقط ! هذا مُريع بالفعل ، ماذا سينتظرنا أيضاً ؟"

حل الصمت بعدها عندما نهض آلبرت من مكانه ليتحدث :" أنتم مملون سأذهب لأعثر على ما يمكنني التسلية به "

نهض آرثر خلفه بسرعة و هو ينطق :" مهلاً لحظة ! زاك و آيزاك يرغبان ببعض الوقت بمفردهما "

رفع أحد حاجبيه بإستمتاع شديد بينما ينطق :" شجار توأم ! مذهل وجدت لعبة جديدة "

وقف كل من ريكايل و ليون أمامه لمنعه من التقدم وثانية ربما وإنضمت ريبيكا لهما ، حدق الثلاثة ببعضهم البعض قبل أن يتحدث آلبرت بملل :" مهلاً لحظة ما شأنك أنتي ؟ "

أجابته بكل بساطة :" توأم مارش و سيمان و أيضاً أنظر هذا الوسيم هنا لا يريد منك المغادرة ! "

أخفض ريكايل رأسه بشيء من الخجل عندما أشارت إليه ليضحك ويل الذي كان يراقب فقط و تقدم آرثر ليتحدث بهدوء :" الأمر لا يحتمل أي شخص ثالث ، فنحن بالكاد خرجنا من مشكلة ما بسبب عدم مواجهتهم لكل شيء من البداية "

قطب ريكايل حاجبيه وهو ينطق :" مُشكلة ؟ "

أومئ له إيجاباً ليجلس الجميع فحسب لمُناقشة ما إكتشفه كل فريق خلال هذان اليومان ووضع بعض الفرضيات .

### عودة لليوم الأول من إفتراقهم ###

سار الفريق مُبتعداً عن البقية بصمت نسبي ، ريبيكا كانت تحول نظراتها لأفراد الفريق وتحاول إزعاجهم أو حثهم على التحدث بدلاً من الصمت ، زاك كان يتجاوب معها بين الفنية و الأخرى بينما توأمه يطلب منه الإبتعاد عنها فحسب !

هُم أيضاً إكتشفوا أمر فقدانهم لهالة البقية و عزلهم ، لاسيما عندما وجدوا أنفسهم فجأة بالغابة و قد إختفت المنطقة الثلجية من خلفهم ، آرثر توصل لما وصلت له ميلينا بشأن أن كل شيء حقيقي و غير حقيقي بذات الوقت دون أدنى تفسير لعبارته الغريبة .

توغلوا بالغابة بحذر دون العثور على أي شيء قد يزعجهم أو يهاجمهم بالرغم من الهالة السلبية التي تُحيط بهم من كُل الجهات و بالنهاية قرروا أخذ قسط من الراحة تحت ظل إحدى الأشجار الشاهقة حيث جلس الأربعة تحت ظلها !

أول من تحدث كان آيزاك الذي نطق موجهاً سؤاله وأنظاره لريبيكا :" لماذا فتاة من أسرة النبلاء تعمل بالجيش ؟"

عبست وهي تجيب :" أأنت تكرهني لدرجة أنك تتمنى لو لم أكن معاً ؟ "

أردفت بعدها بحماس :" أو ربما تتوق لتعرف علي أكثر و تخشى أن يفسد هذا صورتك كالفتى البارد ! "

تجهمت ملامح وجهه لاسيما عندما غرق توأمه بالضحك عليه !

آرثر حاول كتم ضحكته الخافتة و تلطيف الأجواء عندما تحدث :" حقاً لماذا ؟ "

هي أجابت بجد هذه المرة :" لم أتصرف بحياتي كلها كفتاة حقيقية ! دائماً الفتيات من طبقتي لا يجدن سوى الإحتفالات و التأنق و غيرها ، لكن أنا أحببت السيوف و الفروسية أكثر ! "

صمتت قليلاً وهي تستعيد القليل من ذكرياتها لتردف :" بالتفكير بالأمر أنا تخليت عن كل ذلك باليوم الذي قابلت به ملك مصاصي الدماء لأول مرة ! كنت طفلة فقط وهو كان قد تولى الحكم بوقت قريب ، أقيم ذلك الإحتفال على شرفه ومع هذا كل من كان بالقاعة أراد إستغلاله لصغر سنه "

إبتسامة عابثة رُسمت على شفتيها وهي تكمل :" حتى أن البعض قد حضر نفسه لإحراجه ! لكن باللحظة التي أُعلن عن وصوله صمت الجميع وكأنهم شاهدوا موتهم ، هو دخل للقاعة بكبرياء شديد للغاية مع نظرات واثقة و إبتسامة ساخرة ، أغلق أفواههم جميعاً و من خلفه تعلق به شقيقه الأصغر بخوف !"

ضحكت بمرح وهي تلاحظ النظرات الحائرة على وجوههم :" أريد أن أصل لذلك ! هو و ويل سمع حديثهم وخططهم عنه ومع هذا سار بثقة و تحدٍ و كأنه يخبرهم ليجرء أحدكم على فعل ما قاله فقط ! هو صنع لنفسه كل هذا الإحترام و أنا أرغب بأن أصنع لنفسي طريقاً مُشابهاً "

صمت الثلاثة بالبداية لكن بعد لحظات نطق آيزاك بتهكم :" توقفي إذاً عن اللحاق بكل وسيم ترينه و إلا ستبقى هيبتك بالحضيض "

شهقت هي و كذلك فعل زاك الذي تحدث بعتاب :" هذا قاسٍ ! لما لا تحاول أن تكون ألطف ؟ "

قطب حاجبيه بضيق وهو يجيبه :" ألطف ؟! أتعني أحمقاً كما حدث عندما فقدت ذاكرتي ؟ "

لم يمنع زاك نفسه من الضحك وهو يقف بينما ينطق :" لا ! فأنت حتى لو حاولت لن تصبح كذلك ! هي كانت فترة مؤقتة من اللطافة بلا حدود و إنتهت مع الأسف دون أي مقطع فيديو للذكرى "

نهض وهو ينطق بشر :" أتريد مقطع منها يا أخي ؟ "

ضحك بإستمتاع أكبر دون أن يتحرك من مكانه فهو واثق بأن توأمه لن يؤذيه حتى لو كان الأمر عبارة عن مزاح !

و بالفعل جلس آيزاك مكانه بسخط ليضحك آرثر بخفة ، بضع ثوان ونطق زاك بتساؤل :" أين ذهبت ؟ "

سؤاله جعل الآخران يتنبهان لصديقتهما المفقودة ، و بهذا نهض الثلاثة للبحث عنها قبل أن يصيبها أي مكروه .

~ نهاية الفصل ~

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top