الفصل الثالث و الخمسين
هالة مُظلمة غطت الأرجاء بالكامل , ما كان أحد ليصدق أنها عائدة لذلك الأمير المُدلل و اللطيف , عيناه ذات لون الدماء الطازجة و التي إمتازت بِكونها مُتسعة باتتا ضيقتان بشدة , دموعه ما توقفت و لو للحظة واحدة عن الإنهمار , كيف يمكنه أن يفعل ؟! و تلك البلورة تحطمت , تلك التي تخص حياته هو دون غيره , روحه و أمله بالكامل !
الشخص الوحيد الذي يثق به بعد شقيقه كان يقف بقُربه بينما رأسه مُنخفض و هذا لم يجعل من السهل معرفة ما يُفكر به حقاً ! أهو يبكي أم فقط شارد بأفكاره بعيداً ؟! لا يعلم حقاً !
أين إختفى أخاه ؟ كيف مات وحده ؟ من قام بقتل قدوته و بطله ؟ أسرته الوحيدة !؟ روحه هو ؟ ملكه و كل شيء آخر , كيف له أن يضيع جثته حتى !؟ هل يتحول لرماد يتناثر بالأرجاء فحسب ؟ بعيداً عن مملكته التي جعل منها الأفضل ؟ بعيداً عنه هو ؟
لا ! أيمكنه حتى أن يقبل بهكذا نتيجة ؟ لا يستطيع حتى فعلها ، لا يمكنه تصديق هذا مهما حدث ، هو يود التحرك الآن و البحث عنه ببساطة ، أن يجده و يتحدث رفقته فهذا ليس عدلاً ...
هو ماذا فعل به ؟ جعله مُتعلقاً به حد الموت ثُم ماذا ؟ سيختفي هكذا بهذه البساطة ؟ أحقاً هؤلاء رغبوا فقط بإضاعة جثته للأبد ؟ أهو أزعجهم لهذه الدرجة دون غيره ؟
بصره بالنهاية عانق السماء بالأعلى بينما يصرح بشيء من الجنون :" أنت لن تجرأ على فعل هذا بي جيس ! "
صمت لثوان يمسح دموعه التي استمرت بالتكاثر بينما يردف بذات اللهجة :" لن أسامحك إن فعلت ذلك أتفهم ؟! لن أفعل مهما حدث ! "
إرتجف جسده بالكامل فجأة بينما يُكمل بضعف مفاجئ :" جيس أنت تمزح صحيح ؟ لن تهزم بسهولة أبداً , أنت وعدت بحمايتي ! أن لا تنهمر دمعة واحدة مني ! أنظر إلي أنا أبكي لذا تعال لإيقافي ! "
شهق بقوة شديدة وهو يتابع :" أرجوك أخي "
من يقفون خلفه شعروا بطاقته تخفت لذا تقدم كيفين و الذي حقاً ما كان بحال أفضل إلا أنه ببساطة ألم يعد آندريه قبل وقت قصير أن لا يسقط ؟!
عليه المقاومة و أداء واجبه بالكامل و إحدى واجباته الآن هو أن يعود الجميع لممالكهم ، أن تتوقف هذه المهمة هنا و ينقل تقرير مفصل لها لحكامهم و لمُحاسبة الخونة منهم !
بأي حال يده امتدت بمحاولة لإمساك ويل و بالرغم من هذا ما إن كاد يقترب حتى تدخل زاك لإبعاد الأول عن ويل الذي تغيرت هالته مُجدداً بأقل من ثانية , هالة سيئة تجمعت حوله , عيناه بدتا فاقدتين للوعي بالرغم من أنه يتحرك , فمه أطلق صرخة مُرتفعة متألمة كشخص ينازع الموت وحده بلا مُسكنات , هيئته الطفولية تبدلت تماماً ! .
صوت صرخته لم يتوقف بل أصبح أكثر عُمقاً و ألماً , كل هذا كان مُستمراً عندما أجبرت هالته الجميع على النهوض و الالتفاف حوله ! نظرات الجميع إتجهت لويل الفاقد لوعيه تقريباً , حدق آرون به بعمق قبل أن يهتف بنبرة آمرة :" سأحاول تقييده , هو هائج بشدة قد يهاجمنا نحن ! "
عبارته تلك جعلت الجميع يتراجع للخلف بينما ساعدت ميلينا معلمها بتقييد الأخير , هالة من الإحباط التام تشكلت بقلوبهم , أقواهم قُتل ؟ , و شقيقه بحالة من الهيجان , صوت صراخه يزيد من تلك المشاعر السلبية أكثر فأكثر .
ليس و كأن أي منهم نسي أنهم فقدوا آندريه ! و بطريقة ربما استفزازية ، هو مات بينما يجلس بينهم ، لم يستطع أي منهم إنقاذ حياته ، ما استطاعوا علاجه و كأن المُهجنين يسخرون منهم فحسب ...
و الآن ماذا ؟ يضعونهم بلعبة جديدة ؟ حاكم مصاصي الدماء أهو مات حقاً ؟ أهجوم سيلفر كان المقصود به أن تضيع جثة الحاكم ؟ و لماذا ؟ لأنه واحد من أقوى حكامهم ربما ؟ رغبوا بأن يظهروا قوتهم لهم ؟
أم هي طريقة جديدة لإهانتهم ؟! أو أيكون الحاكم أسير لديهم ؟ و ربما أمر آخر تماماً هم حتى لا يتصورونه ! بل ربما الهدف من كل هذا هو إيقاعهم بهذه الحيرة الفظيعة ....
البعض وجه بصره لريكايل دون غيره ! , إن ما كان هو قادر على تهدأته فلا أحد سيمكنه فعلها ، تقدم آيزاك رفقة ريك منه و گأنهما يطالبانه بأن يصحو من صدمته هذه و أفكاره أياً كانت !
عليه النهوض الآن ربما يمكنه أن ينقذ من أمامهم ! لن يكون ويل بخير حقاً بعد إستهلاكه لكل هذه الطاقة ! هم يشعرون بالإختناق الشديد بسببها أيضاً , تولد ضعط لا يحتمل وكأنهم بحاجة للمزيد من الألم و الضغط ...
و ريكايل شهق بقوة و كأنه بدأ تواً يستوعب ما يحدث حوله مُذ أن حُطمت الكريستالة , هو حدق حوله لثوان حتى إنهمرت دموعه هو الآخر , بصره اتخذ منو يديه مُستقر له بشرود و دموعه تزداد , بينما آرون راقبه بحذر , ماذا إن فقد هو أيضاً سيطرته على نفسه ؟!
لكنها ثوان فقط واتسعت عيناه و كأنه أدرك أمراً ما تواً ليبتعد من مكانه حيث آيزاك و ريك يحتضن جسد سيده الساخن كالجحيم ربما بينما يتمتم بصوت متألم هامس له و لسيده فقط :" أرجوك ويل توقف ! تعلم أنك بهذا تؤلمه أكثر صحيح ؟! هو لن يرغب برؤية هذا أبداً ! "
شهقة صدرت منه إثر بُكائه قبل أن يُردف :" سيدي جيسي لطالما إعتبرك أغلى ما يمتلكه , كنزه الثمين لذا أرجوك توقف عن إيذاء نفسك ! "
شعر بأن كلماته تخونه , لا يمكنه التعبير حقاً أكثر يرغب بنفسه بالإنهيار و البكاء فكيف له الصمود و مواساة شخص آخر ؟! إلا أن هالة ويل التي بدأت تقل إضافة إلى انخفاض صوت بكائه حثه على المتابعة بحزن :" أرجوك عد لرشدك , لا أريد أن أفقد أخي الصغير أيضاً , لا يمكنني إحتمال ذلك أقسم لك ! "
ملامح وجه الأصغر عادت كما كانت من قبل , طاقته إختفت و كأنها لم توجد بينما ألقى بجسده بين يدي ريكايل لينفجر بالبكاء حتى فقد وعيه , و من سيتوقع أقل من هذا منه ؟! جيس أسرته الوحيدة , حياته بأكملها تدور حوله فقط , والده , شقيقه , حارسه , مستشاره , سعادته و روحه , و هو للتو فقد كل هذا ! كيف لقلبه أن يحتمل حقاً ؟ و هو ما إعتاد على الشعور بالحزن حتى لوجود حارسه ؟!
ريكايل حمله بخفة ما إن أبعد آرون القيود التي وضعها عليه , هو قربه لحيث يجلس الجميع ليضعه أرضاً بينما يمسح تلك الدموع العالقة على وجنتيه , خلع معطفه يغطي به جسد سيده , بينما دموعه هو لم تتوقف بعد , أخفض رأسه عاضاً على شفتيه بقوة شديدة مانعاً شهقاته من الخروج .
جسد ما إحتضنه من الخلف بقوة بينما همس صاحبه بألم شديد :" آسف أقسم "
إلتف مُسرعاً يواجه توأمه بينما يمسك بوجنتيه بخفة و هو ينطق :" ريك ! أنت توأمي صحيح ؟ نصفي الآخر إذاً أتشعر بألمي الآن ؟ هو مؤلم بشدة "
شد الأكبر بعناقه بينما وضع ريكايل رأسه على كتفه وهو يردف بشرود و نبرة حائرة :" هو دائماً ما أنقذني , أعاد لي ثقتي بنفسي التي إهتزت بقوة , أخبرني بأنه يمكنني أن أكون شخصاً عظيماً مهما كان موقعي , لم يكن أحد ليجبره على اعتباري فرد من أسرته , أن يهتم بي حقاً , لكنه فعل ! هو فقط مد يده لي بكل لطف ! أظن لو كان ألم القلب يقتل لكنت ميتاً الآن "
شهقة مُرتفعة صدرت من توأمه الذي زاد من قوة ضمه إليه بينما و للمرة الأولى بحياته يسمح لدموعه بالإنهمار بغض النظر عن مكانه و عن تواجد الآخرين حوله , ألا يكفي قلبه هو الآخر ما حدث معه ؟!
ماذا إن فقد شقيقه الوحيد الذي تبقى له ؟! حتى جيف قام بخيانته , لماذا عليه أن يرى شقيقه يتألم بشدة أيضاً ؟! و الأسوء هو عاجز مرة أخرى ! إكتفى من هذا العجز يقسم !
لكن ريكايل بكل موقف تواجد كتفه لإسناده لذا هو دوره الآن , لن يتركه حتى يقف مجدداً و إن كان يعلم أنه بالرغم من الظاهر فريكايل أكثر قوة منه من حيث التماسك !
الجميع كل منهم كان ينظر بذاكرته باحثاً عن تلك المواقف التي جمعتهم معه يوماً , ابتسامة خافتة صدرت عن البعض تلاها دمعة تنهمر سريعاً دون إرادة , آخرون فحسب جمعوا حزنهم عليه بشعور باليأس , المهمة إلى هنا تعتبر قد إنتهت و سيكون عليهم العودة فقط ببساطة لممالكهم .
لكن أمر واحد أجمعوا عليه هو أن مملكة مصاصي الدماء فقدت تواً شخصاً لن يعوض حقاً , رفع من هيبة مملكته و قواها للضعف , كلمته كانت حازمة أينما ذهب , و حقاً بعضهم شعر بالإمتنان كونه ليس منهم , لا يعلمون كيف يُمكن لأي شخص دخول لتلك القاعة بل حتى لقصره دون وجود هالته بأرجائه !
يشعرون بالشفقة على من سيأتي بعده فلا أحد سيغطي مكانه حقاً , و لا شقيقه من دمائه ذاتها !
و رغم أن بعضهم لازال للآن يشكك بأن جيسي قد مات حقاً ، إلا أن هذا ما منع الحُزن من الارتسام على ملامحهم ، أجل قد يكون حياً و بالمُقابل قد لا يكون كذلك !
آرون كان واثقاً أن الكريستالة لن تتحطم إن ما توقف قلب الحاكم عن العمل ، فهل هم امتلكوا طريقة ما لتحطيمها دون ذلك ؟
أغلق مُقلتيه كأغلب الجالسين بصمت ثم و دون اتفاق مُسبق أو كلمة من أي أحد كان الجميع قد وقفوا ، ريكايل حمل جسد ويل بهدوء لتتجه أقدامهم لخارج هذه القارة مُنهيين بذلك هذه المهمة الآن و للأبد ربما !
~~~~~~~~~~~~
_ :" غادروا إذاً ! "
تمتم جيفيري بهذه العبارة بنوع من الخفوت مع رؤيته لهم يغادرون بالفعل ، شعور عظيم بالوحدة و الألم أحاط به بينما بصره ثُبت على أميره دون غيره !
أي نوع من المشاعر يحملها ريك الآن ؟! الألم ، الوحدة و العديد من الذكريات السيئة هو فقط عائد بها إلى الوطن الذي سيشعر به بالغُربة لعدم وجود من كان رفقته دائماً معاً ...
أهو نادم ؟! رغم كل شيء لا ، لكنه لا يستطيع منع تلك المشاعر من التواجد بداخله ، أيُمكنه منع نفسه من أن يبكي حتى لأجل رفيق طفولته ؟ من أمسك بيده دائماً ، ذلك الذي كان معه بكل الأوقات و أحبه بصدق ، عامله كأخ له لا مُجرد مُستشار ...
و كما وعده هو حتماً سيعود لهم ، أجل سيفعل ذلك قطعاً و حينها يُمكنه قتله لن يُبالي بهذا يُقسم ، لينفذ بحقه أي عقوبة تشفي و لو القليل من الألم بصدره !
و الهدوء بشكل عام كان طاغياً على كُل المتواجدين بتلك الغرفة !
والدة جيفيري تقدمت للوقوف بجواره تضع إحدى يداها على كتف ابنها الذي ما أبعدها ، بينما كانت عينا كلاي مُغلقتين تماماً ، جسده مُتكئ على الجِدار من خلفه ...
كولين و كايلي وقف كُل منهما بجوار بعضهما البعض يراقبان تلك الشاشة بأعين شاردة ...
بينما كُل من سيلفر و آلكس حدقا بذاك الضيف الجديد بينهم و الذي كان يقف بمنتصف الغرفة بأعين مُغلقة مُذ استيقظ ...
ليس و كأنهم قاموا بأسره أو ما شابه ذلك ، لكنه من آتى لهم أو كات الصغيرة هي من أحضرته لهم ! و هو وافق حتى على إيقاف قلبه لعدة دقائق حتى تتحطم الكريستالة و يُجبر البقية بمن فيهم شقيقه الأصغر على الرحيل !
و جيسي فقط كان يبدوا كمن هو بعالم آخر تماماً ! مُذ لحظة رؤيته الدموع ويل ! صرخاته تلك و مُطالبته إياه بالعودة ...
هو إتسعت عيناه الحمراوتين بينما يُراقب وجه شقيقه الباكي بحرقة وكأن حياته إنتهت !
هو و لتوه أخلف بوعده لنفسه أولاً و شقيقه ثانياٌ ، أليس هو من أقسم أن لا يسمح لصغيره بالبكاء بحرقة ؟ و هو من لا يُخلف وعداً قطعه قط ؟! أيحق لمثله أن يشعر برغبة بالبكاء ؟ لكن لا ! متى آخر مرة هو سمح لدمعة بالهروب من جفنيه ؟
أغمض عيناه بينما ذاكرته حررت فجأة ماضيه الفظيع ليعرض أمامه و قد غابت عنه صورة شقيقه الباكِ ، إلى ذلك اليوم الذي ركض به برعب شديد مُتجهاً إلى جناح والديه ، ذاك المكان الذي تحول لبركة من الدماء ، هو سار بخطوات كسيرة غير مُصدقة لما يحدث ، عيناه الحمراوتين إغرورقتا بدموعه التي أبت الهطول بسبب الصدمة !
جثى على رُكبتيه بعد أن لمح أيضاً الغطاء الذي يفترض أن يكون ذو لون أبيض تتناسب و براءة طفل لم يعرف ما يجري بعد بهذا العالم ، ذاك الأبيض الذي دنسه اللون القرمزي جاعلاً من قطرات الأكبر تسير على وجنتيه و هو يتسائل لما عليه مُتابعة حياته و قد رحلت أسرته ؟
شهق بألم عندما تحول جسد والديه إلى رماد تناثر مع الهواء ! لكن دموعه هو أوقفها قسراً عندما لاحظ حركة ذاك الرضيع و أنفاسه المُنتظمة ، شقت ابتسامة رضا طريقها لملامحه فهو الآن لديه السبب لينهض و يُقاتل لا بل لينتصر حتى !
حمل شقيقه الأصغر بين يديه بحذر شديد قبل أن يهرب من المكان بينما يطلق لنفسه و لأسرته وعداً بأنه سيعود مُنتصراً ، لن يرحل مع أمل العودة ، بل سيرحل مع ثقته بأن هذا المكان سيعود له ...
لم يعد يمتلك شيئاً سوى صغيره و كبرياء أسرته و هذا ما أقسم هو على الحفاظ عليهما حتى آخر يوم بحياته .
لم تكن الأقدار رحيمة مع الشقيقان فهُما مطاردان من الحرس دوماً ، و بإحدى الليالي جلس بإحدى الأزقة و هو يلتقط أنفاسه بصعوبة شديدة و شقيقه الصغير نائم بين يداه ، ضم جسد الصغير إليه و هو يستنشق رائحته و كأنه بهذا يُعيد شيء من طاقته المنثورة و تماسكه ..
لم يكن بوقتها سوى طفل بالثانية عشرة إعتاد أن يكون الأمير الذي لا يرد له طلب و الآن هو بزقاق مُظلم بلا أسرة و شقيق لا يمكنه حتى التحدث معه و مواساته !
أغمض عيناه يبتلع دموعه قبل أن تسقط فهو لم و لن يسمح لها بالتمرد عليه ، ليس ضعيفاً لدرجة عدم قدرته على قتل بضع من الحرس لكن وجود ويل معه و خوفه من أن يصدر هالة تدل على كونه الأمير المملكة مؤدياً لكشف أمرهما و يتسبب بهلاكه و الأصغر الذي لم يرى النور بعد .
و تلك الليلة ما كانت هادئة كغيرها إذ حملت له إختبار جديد ليثبت مدى عزمه و كبرياؤه و قوته ربما ؟
لا يعلم كيف جمعه القدر مع رجل طاعن بالسن بالكاد يقف على قدميه مع تلك الابتسامة الخبيثة التي ما جعلته يشعر بالإطمئنان اتجاهه ، توقف العجوز أمامهما و هو يتحدث بنبرة حزن مُصطنعة :" الأسرة الحاكمة قاسية للغاية ! أين هم أقربائك ؟ هل هربوا و تخلو عنكما ؟ "
احتدت عينا جيس بغضب بينما أردف العجوز بسخرية :" أبعد هذه النظرة أيها الطفل ! أم تريد مني الإبلاغ عنك و عن شقيقك ؟ "
و الأصغر وقف بكل كبرياء يُجيبه :" يُمكنني قتلك قبل أن تحاول الهمس حتى ! "
الآخر وضع أضابع يده على ذقنه مُدعياً التفكير بذلكوو هو يهمهم :" لكن بالمقابل يُمكنك تأمين حياة جيدة لشقيقك إن أنت عملت معي " .
إتسعت عيناه بصدمة ليكمل الأكبر حديثه بذات الابتسامة المَثيرة للإشمئزاز :" كما تعلم ستكون دمائك هي أساس الإتفاق ! إن شربتها يمكن لقواي أن تعود و بهذا أستعيد حتى مظهري الشاب ! "
تلك الكلمات جعلت جيس يتراجع للخلف بينما ينطق بحده :" وفر عرضك لنفسك فأنا لن أفعل ذلك مُطلقاً "
قلب العجوز عيناه بينما تمتم باستياء :" كل ما أطلبه منك هو أن تجرح معصمك و تضع بضع قطرات بالكأس و بهذا ستجد لنفسك و شقيقك مكان آمن للعيش به ، و عمل لك يجعلك تطعم شقيقك من مالك و تعبك لا من شفقة الآخرين ما رأيك ؟ "
كز على أسنانه بغضب شديد أيظن أنه قبل أي شيء من أحد المُتعاطفين معه ؟ سيفضل الموت على ذلك ، هو أطعم شقيقه من دمائه و لازال يُمكنه الصمود دون طعام أو دماء فترة أطول !
لكن و من جهة أُخرى هو محق ! يحتاج و شقيقه لمكان يآويان إليه ، لعمل له يجعله يختلط بالعامة علَ هويته الحقيقية تندثر ؟ لذا وجد نفسه يوافق على تلك الصفقة التي قلبت حياته مُجدداً بجملة واحدة حملت الكثير من التهديد :" لكن إحذر فأنا لا أسقط لوحدي بالعادة ! "
و بهذا بدأت مرحلة جديدة من حياته ، هو عاش لعدة سنوات بذلك المكان بحيث لم تبقى هناك وظيفة قاسية لم يمارسها ، مُزارع ، ساعد بالبناء ، عمل بالمناجم و نصف الأموال القليلة أساساً كانت تعود لمن عقد الصفقة معه بينما النصف الآخر بالكاد يكفيه لشراء الطعام لشقيقه و أحياناً لنفسه أيضاً !
ويل أصبح بالرابعة من العمر بينما أتم جيس السادسة عشرة و بكل يوم يمر كان بريق عيناه يزداد بدل أن يخبوا و ينطفأ !
و هذا ما سبب الرعب للعجوز الذي عاد بفضل دماء جيس لشبابه ، لذا قرر كسر كبريائه تماماً عله يستسلم فقط كعبد أو خادم !
لذا و تنفيذاً لخطته تلك و بذلك اليوم المشؤوم إستدعى جيسي لمنتصف الساحة بمنزله الكبير حيث تجمع بعض الأشخاص بالمكان و قد تعرف على بعضهم حيث كانوا من النبلاء السابقين ، لم يطمأن الشاب لهذا إلا أن خطواته كانت واثقة و عيناه الحمراوتين تشعان بالتحذير دون أزن يتكلم حتى ! هيبته الطاغية كوريث العرش جعلت بعض المتواجدين ينسحبون فقط من المكان .
نطق حينها المُخطط لكل هذا بمكر تام :" لقد كان بيننا إتفاق سيتم كسره إن لم توافق على الشرط الجديد ! "
رفع جيس أحد حاجبيه بإستياء شديد ليُردف الرجل بشر و خبث :" دمائك ! هؤلاء مستعدون لدفع الكثير فقط لغرس أنيابهم بعنقك لثوان قليلة ! "
عيناه إتسعت بشدة بينما تراجع الكثيرون بفعل تلك الهالة التي إنطلقت بالأرجاء .
_ :" أفقدت عقلك ؟ أم أنك مملت من حياتك فقط ؟ "
عيناه كانت تحدق به بنوع من الشراسة إلا أن الرجل و كأول لقاء بينهما أعاد ابتسامته التي تمنى جيسي أن يمحوها من الوجود فقط و هو يجيبه :" ثم ماذا ؟ سيتسرب هذا الخبر و تعود و شقيقك لحياة التشرد ، و كم أشفق على ويل فهذا الصغير يعيش بعالم مُختلف تماماً أتسائل عن شعوره عندما يرى الجنود يلاحقونه بل ربما يغرسون حتى أنيابهم بعنقه الصغير بلا أي رحمة ! "
أغنض جيسي عيناه بينما تابع من أمامه بسخرية :" أنت لن تتمكن من القتال و هو برفقتك ! لن تلوث برائته بجعله يرى شقيقه الأكبر يسفك الدماء صحيح ؟ "
ضحكة صدرت من جوفه و هو يرى إمارات الإستسلام على وجه الشاب بينما يَكمل :" و لو أنني مكانك لقتلت نقطة ضعفي تلك "
هالته المَظلمة و الضغط بالأرجاء إزداد أكثر فأكثر ، هو لم و لن يسمح لصغيره بأن يكتشف قسوة هذا العالم ، كلاهما يعيش بعالم مختلف تماماً ، فالصغير عالمه وردي لطيف أما هو فيعيش بعالم داكن خالِ من الألوان تماماً .
أغمض عيناه و هو يُبعد خُصلات شعره السوداء عن عنقه بينما نظر بتحدٍ مُطلق لمن يقف أمامه و هو ينطق بكبرياء رفض التخلي عنه حتى بموقفه هذا :" لستُ ممن ينسى الإهانة ! أُقسم لكم جميعاً أن من سيجرأ الآن و يستغل أوقات ضعفي ليغرس أنيابه بداخلي أن أكون قاتله و لو بعد سنوات و إن كان بأسوء حالاته و هذا عهد بكرامة أسرة كروغر الحاكمة لن أُخلفه مُطلقاً "
و هنا إنسحب الأغلبية فنظراته و ثقته أثناء الحديث بثت بقلوبهم الرُعب بينما الأقلية أغرتهم القوة و السلطة التي سيحظون بها بدمائه !
ففبكل الممالك إلا البشر تتميز الأسرة الحاكمة بقوة كبيرة و بمستوى مُختلف عن بقية الشعب ، و بمملكة مصاصي الدماء يتم إعتبار الشخص من النُبلاء و المقربون إن قُدم لهم كأس دماء به بضع قطرات من الحاكم أو أحد أفراد الأسرة الحاكمة و هذا ما سيجعلهم بقوة مُضاعفة هم أيضاً .
لم تكن الأيام التي تلتها سهلة فجيسي بالكاد أصبح يجد الوقت للعمل بسبب من يطاببه بالدماء لذا ما عاد قادراً على توفير سوى ما يحتاجه الصغير و بالكاد ، هو ما عاد يراه حتى إلا بوقت مُتأخر و يكون ويل نائماً لذا فقط يُلقي بجسده المُتهالك بجواره و يضمه بقوة ليغرق ببحر الأحلام أملاً برؤية أوقات جيدة و إن كانت مُجرد وهم لعدة ثوان !
هو ما تغيرت وجهة نظره بشأن تلقي الشفقة من أحدهم ، فهو حرفياً كاد يقتل من قدم له الطعام بدافع الشفقة من أتباع من أفسد حياته له ، هو ألقى بالطعام أرضاً بينما هتف بحدة :" إياك و تكرار الأمر مُجدداً ! إن لم أمتلك ثمنه لست بحاجته "
لكن بضع أيام إضافية هو وجد نفسه بين خيارين تمنى الموت بكل صدق بدلاً من تحقق أي منهما ، الأول هو أن يتبع كبرياؤه و ينهار مرة واحدة تابعاً والديه بذلك مُتخلياً عن شقيقه ذو الرابعة خلفه بهذه الحياة الفظيعة ، و الثاني هو تخليه عن كبرياؤه و طلب على الأقل كأس من الدماء !
أحقاً هو سيتخلى عن أحدهما ؟ أيستحق كبرياؤه أن يُعاني صغيره من الوحدة و الظُلم ؟ أيتركه لمن إستغله حتى آخر رمق ليفعل الأمر ذاته له ؟ طفل بالرابعة هو ماذا سيذكر عنه ؟ سيكبر دون معرفة هويته بل قد يُعامل كالعبيد تماماً ، لا ! هو ما أنقذه لأجل تركه صحيح ؟
بالنهاية و ككل ليلة هو عاد لإلقاء جسده بجوار ويل بينما بالكاد يمنع تقاطيع وجهه من عكس مدى الألم و الذل الذي بات يشعر به من مجرد تفكيره بمد يده للسؤال .
لكن هُناك من يقول بأن النية الطيبة لا تؤتي إلا الثِمار الجيدة ، و لكل مِحنة نهاية ، فهو نام و صدره مليء بالألم مُفكراً بكبريائه الذي قرر إلقائه بعيداً فشقيقه أولاً ، و عندما إستيقظ كانت رائحة الدماء تفوح بالأرجاء ، لكن ما كان هذا ما لفت إنتباهه بل تلك الهالة التي يعرفها هو جيداً ، ذلك الشخص الذي لو كان هو لازال الأمير المُدلل لتوجه لأحضانه و أكلق العنان لدموعه بين يداه .
لكن جيسي الجديد حمل شقيقه النائم بسرعة و ركض بإتجاه الهالة ليراه واقفاً هناك و مخالبه تخترق جسد من استغله طوال هذه السنوات بينما عيناه الحمراوتين تنضخان بالحقد و الكره :" من أنت لتستغل أبناء شقيقي ؟ إعرف مكانتك جيداً أيها الحُثالة ! "
أنهى كلماته ليخرج مخالبه من صدره و يُلقيه أرضاً بإشمئزاز شديد ، تبدلت ملامح وجهه فور رؤيته لجيسي و ويل بين يداه لينطلق لهما سريعاً يضمهما بين يداه بشوق و اطمئنان يمكنه الشعور به أخيراً بعد هذه السنوات الأربعة !
هو شد بِعناق كِلاهما بينما نطق بندم مصحوب بالألم :" آسف ! لن تكفي هذه الكلمة لكن ظننا أنكما ميتان ، علمت بعد هروبنا بفترة أنك و شقيقك تمكنتما من الهرب ! رفضت أن أعود مع أشقائي للحصن الخاص بأسرتنا ، تنكرت و عملت بمنجم ما لا يخلو من الحرس لأسمع أي خبر عنكم "
عض على شفتيه بقوة و هو يُردف :" تباً ، أنا فقط قبل عدة ساعات سمعت إشاعة ما عنك و عن دمائك لذا قدمت حالاً لهُنا "
بالرغم من أن هذا ما ظهى على ملامحه لكنه و أخيراً شعر بدفئ يغمره و بالطمأنينة تحيط به ، فالآن هو عاد لأسرته !
لذا نطق بهدوء و هو يبتعد قليلاً ليسير رفقته للخارج :" شكراً لك عمي سام ! لأنك لم تنسى أمرنا "
و ربما كانت هذه هي المرة الأخيرة التي يشكره بها فكلاهما مُتفاهمان من مجرد نظرة ، و بالفعل هو أثبت له أن الأسرة لا تقتصر على الوالدين و الأشقاء فحتى الأقارب قد يكون لهم دور عظيم يوماً ما !
فتح عيناه و قد رُسمت ابتسامة ساخرة على وجهه ، هو كاد أن يتخلى عن كبريائه مرة لأجل شقيقه و دموعه و لكن الآن وعده بأن لا يسمح لويل بالبكاء تم نكثه إذاً تبقى له كبرياؤه كوريث للعرش و لهذا احتدت نظراته و عاد لهدوئه بِخفة مُقرراً أن ما عليه فعله هو إنهاء هذه المهزلة لاسيما و أنه الآن و بظن جميع موته عادوا لممالكهم بسلام و هذا يُريحه أكثر ..
$$$$ قارة أوقيانوسيا $$$$
الحياة بدأت تعود لما كانت عليه قبل الحرب ، العمل بنشاط كان يعم القارة بأكملها لإعادة إعمار ما تم هدمه بتلك الحرب !
ليس لإعادته لما كان عليه فقط بل لجعله مكان أفضل حتى ! ، الحاجز كان بِمثابة الأمل الذي وجد لهم بعد السنوات الماضية التي عاشوا بها بخوف و قلق من القادم ...
لا أحد يُمكنه الآن الدخول إلى مملكتهم من الممالك الأُخرى ! ، ليس دون إذن مُسبق و هو ما لن يحصل عليه أحد حالياً سوى حاكم مملكة مصاصي الدماء و أشقائه أو المبعوثين من طرفهم حيث تم برمجة الحاجز بالسماح لهؤلاء بالدخول عن طريق بطاقة تعريف مُمغنطة لا تعمل إلا بقوة و هالة حامل البِطاقة ...
و مثل هذا الحاجز يتم صنعه لمملكة مصاصي الدماء بحيث لا يسمح إلا بدخول مصاصي الدماء و البقية سيُبيدهم مالم يظهروا بطاقات الأمان أو التصريح !
الحاكم عاد إلى قصره و مهامه اليومية الروتينية رفقة مُساعده ، الهدوء كان طاغياً بقاعة المكتب الخاصة به ، بحيث ما تواجد بها سوى ثلاث أفراد ، هو ، مُستشاره و زوجته ...
و أي الضجيج قد يتسبب به هؤلاء ؟! هو ليس ممن يُثير الضوضاء و مُساعده بالفعل أخذ من أطباع سيده و الأهم أن ذهنه أساساً مشغول بأمور أُخرى ! فالحرب وضعت أوزارها و عادت أفكاره القديمة لتؤرقه ...
ابنه و زوجته ، هو ما كاد ينسى أفعال الأخيرة و رحيلها المُفاجئ ذاك إن كانت حية ! و قبل مغادرة جيفيري هو أعلن له أنه قد لا يعود !
أما عن الحاكمة فهي الأُخرى التي عاشت بِنوع من العُزلة بعد رحيل ابنها الأوسط ما عادت قادرة على إثارة الضجيج حقاً ...
إلا أن ذلك الهدوء تم قطعه مع دخول أحد الحرس ليجثو على رُكبتيه أمامهم :" جلالتك ! لقد عاد سمو الأمير ريك تواً و يطلب الإذن بالحضور "
تلك الجملة قلبت كيان الثلاثة المتواجدين بالغرفة ! دموع الأم انهمرت دون إذن ! أجل هي سعيدة بعودة إبنها الأكبر لكن لما هو عاد وحده ؟ و صغيرتها ؟
ماذا عن ابنها الذي أخبروها أنه لازال حياً ؟ أعاد لمملكته أم لا ؟! لذا هي وقفت بانتظار صغيرها ليُجيبها رغم ذاك الرُعب الذي سكن قلبها ...
و المُستشار أخفض رأسه حتى غطت خُصلاته الأمامية كافة ملامحه مع ابتسامة كسيرة ! إذاً ابنه حقق ما قاله له ! هو لن يعود إليه ؟ لكن أهذا لأنه تبع خطى أُمه أم لكونه قُتل و أيهما هو الأفضل حقاً لقلبه ؟
أكثرهم تماسكاً من الخارج أمر بالسماح للأمير بالتواجد لذا غادر الحارس و بعده بثوان أطل ريك بحيث تقدم بنية الإنحناء للحاكم إلا أن والدته كانت الأسرع بحيث تقدمت منه و احتضنته بقوة و كأنه سيهرب منها إن هي أفلتته !
تلك الحركة صدمته حقاً ! هو أساساً كان شاحب الوجه مُنذ افتراقه مع البقية ، حيث قرروا أن كُل منهم عليه العودة لمملكته ثم مُناقشة تفاصيل المهمة و ما حدث مع الجهات المسؤولة قبل أن يُصبح هنالك اجتماع آخر و بإتفاق جماعي بأن تُخفى جزئية كون زاك و آيزاك هجينان حتى إشعار آخر !
لا أحد منهم علم بما حدث بغيابهم من حرب ، هو ظن أنه تخطى كل مشاعره ، بأنه يمكنه الصمود حتى يعود لغرفته على الأقل لكن فور وصوله للمملكة و القصر شعر بروحه تنتزع منه ! ..
فقط ماذا أعاده حقاً ؟! أي وحدة هي هذه التي يشعر بها بمنزله ! هو و بشكل لا إرادي شد العناق على أمه ليخفض رأسه مُخفياً إياه على كتفها !
و كم كان إنهيار الأمير الذي و إن لم يبكي بين يدي والدته أجوبة صامتة لكل تلك الأسئلة التي ما تم طرحها !
هو أبعد والدته بعد فترة قصيرة برفق قبل أن يجثو لينطق دُفعة واحدة بنبرة هادئة حاول أن لا يسمح لها أن تهتز :" سمو الأميرة كلير كانت أول من سقط ببداية الرحلة ! و بعد مدة ليست ببسيطة قام مُساعدي و مُستشاري بإعلان إنضمامه للفرقة المُعادية و خيانته لنا ! "
هو نهض بعدها ليُردف بنبرة مُرهقة :" بقية التفاصيل اسمح لي بأن يتم تأجليها للمساء أود أخذ قسط من الراحة "
هو أنهى كلماته ليُغادر المكتب فوالدته بالفعل بدأت بالبكاء بحرقة بينما عاد الحاكم للجلوس مُغلقاً عيناه بألم ، و مُستشاره غادر المكتب فقط مع ابتسامة ساخرة رغم احمرار عيناه ليهمس
_ :" حقاً جيفيري آسف لكنني أتمنى لو أنك مت ! لأنك لا أنت و لا والدتك فكرتما بي و لو للحظة واحدة "
و بالعودة للأمير هو كان قد وصل للمبنى الذي به غُرفته ، مكتبه ، أماكن تدريبه و غرف كلير ، ريكايل ، زاك و جيف !
شهقة قوية صدرت من أعماق صدره بينما يجلس أرضاً بمنتصف الممر ! لا خدم هنا ، هذا المكان كان ملجأه الخاص ...
لكنه الآن الوحيد الذي يسكنه ! كلير ما عادت هنا لتستقبله ، لن تأتي لتسحب الأوراق منه مُطالبة إياه بالتدرب معها ، لن تُحضر له الحلوى التي صنعتها هي بيدها لتُبعد عنه الألم ...
لن تعود ابتسامتها لتشرق بحياته كالماضي ! ، لن يجد نظرات جيف المُتفحصة له بكل صباح باحثاً عن أي كلمات هو ما نطق بها ، لن يتم ترتيب مكتبه بعد الآن بالطريقة المثالية التي كان مُساعده يقوم بها ...
بل هو و إن رآه مُجدداً سيتوجب عليه أن يُسلمه للموت بتُهمة الخيانة تلك ! ، لن يجتمع هو و زاك مجدداً ضده لإجباره على تناول الطعام ، لن يتواجد ليختبئ زاك خلفه منه ...
لا حتى زاك ما عاد ليتواجد هنا ، مكانه بات بمملكة الجان حيث أسرته الحقيقية و بِمُستقبل مجهول تماماً !
و توأمه هو بالفعل و مُنذ سنوات طويلة ما عاد هنا ، أخفض رأسه أكثر فأكثر ضاماً جسده لنفسه فهذا مؤلم و بشدة ! يريد الهرب لكن إلى أين بحق الإله !!
$$$$ قارة زيلانديا $$$$
الأشقاء الأربعة كانوا يجلسون بإحدى الحدائق الخلفية بالقصر ! بعيداً عن كُل شيء بدى و كأنهم بحاجة لبعض الوقت لأنفسهم فحسب ...
أو ربما كم عام مضى حقاً مُنذ اجتماعهم بهذا القصر ؟ فبعد رحيل شقيقهم و زوجته لم يعد أي منهم يعيش هنا و الزيارات لجيسي و ويل كانت فردية دائماً !
لذا الآن و مع انتهاء الحرب بشكل جُزئي هُم ببساطة يُمكنهم الجلوس بِراحة تامة بأماكنهم و أخيراً ، آدريانا كانت تُمسك بِتُفاحة حمراء اللون لتأكل منها القليل بينما تضع قدماً فوق الأُخرى ...
و بِجوارها آلفير كان يُحدق بِأينزو بنوع مِن السُخرية لرؤيته يُحدق مُنذ ساعة رُبما بِفنجان القهوة خاصته دون أن يمسه و كأنه ينتظر أن يقف الفنجان وحده و يُفرغ محتوياته بِفمه !
و أخيراً سام الذي كان يحدق بالأوراق امامه بنوع من الملل ! لما عليه حقاً الغرق بالعديد من الأوراق الغير مُهمة بنظره ؟ فقط لولا أنه يخشى من حدوث خلل ما بتنفيذ الأوامر و حينها سيحتاج جيسي هذه الأوراق ليُثبت من هو الذي قصر بأداء عمله لكان مزقها مُنذ زمن ...
لكن و اللعنة هذه الإجراءات القانونية ، الروتينية هي ما ستوصله للهاوية ! يُفضل العبث هنا و هناك على الجلوس هنا !
ثُم حاكم البشر ألم يقل بِنية إحراجه أنه مُستعد لإعطائه من دمائه ؟ إذاً و الرحمة ليكُن على قدر من هذه الثقة و ليمنحني عُنقه ليكُن رجلاً ...
لكن أفكاره هذه تمت مُقاطعتُها ليقف الأربعة دُفعة واحدة مع دخول كُل من ويل و ريكايل ! ...
ملامح كِلاهُما ما كانت قابلة للتفسير ، ويل كان يُخفض رأسه بألم و نوع من الغضب ! لم يكن ليقبل العودة دون جيسي مهما حدث ، لكنهم استغلوا كونه فاقداً للوعي ...
و ريكايل لم يكن يعلم كيف يفترض به ترتيب كلماته لنقل تقرير حول ما حدث ! و كيف يفسر عدم عودة جيسي معهم ؟
أغلق عيناه عندما نطق سام بريبة :" ماذا حدث تماماً ؟! أين هو جيسي ؟ "
فتح ريكايل فمه ليُجيب أولاً لكنه و قبل أن ينطق بحرف واحد صرخ ويل بتحذير :" هو لم يمت ! لذا لا تجرأ و تقول أنه قُتل كون لا أحد رآى هذا بأُم عيناه "
الصدمة ألجمت الأكبر سناً بينما وضعت آدريانا يدها على فمها ، شيء مؤلم تسلل لها !
آلفير اتسعت عيناه بينما يشد على قبضة يده ، يرحل ؟ ابن شقيقه ؟ أيعيشون لحظات الفقد هذه مُجدداً ؟
سام عاد للجلوس على المقعد خلفه بصمت تام ! هو لم يستطع حتى التفكير بأي شيء ، هو من عثر على ويل و جيسي قبل سنوات ، أعادهما للمنزل و تأكد من زيارتهما دائماً بكل فرصة للإطمئنان عليهما ...
و أكبرهم سناً تقدم ليقف أمام ويل مُبعثراً خُصلاته له ينطق بصيغة آمرة لا تقبل النقاش رغم ذلك الخيط الرفيع من الدفء الذي وجد طريقه له :" كروغر ويل أنت مُتعب بالفعل و ملامحك شاحبة للغاية ! اذهب الآن و ارتح بغرفتك حتى موعد العشاء ، سأرسل أحد الخدم مع كوب من الدِماء الطازجة لأجلك "
و المعني عض على شفتيه بينما عادت دموعه للانهمار قبل أن يستدير مُتجهاً لغرفته حقاً !
ريكايل أراد اللحاق به فور أن لمح دموعه تلك إلا أن يد أينزو امتدت لتُمسك بذراعه بينما ينطق :" ظننت أنني لم أنطق باسمك لتذهب ! "
هو أشار بعدها لآدريانا باللحاق بالأصغر ثم ترك يد ريكايل الذي عبس من حركته العنيفة هذه قبل أن ينحني له بخفة :" أعتذر سيدي "
_ :" إذاً أنت هو ريكايل أمير البشر الذي كبر بهذا القصر صحيح ؟ "
_ :" بلى أنا هو "
أومئ أينزو له بينما أشار له بالجلوس ليعود هو و آلفير للجلوس أيضاً :" إذاً ريكايل أخبرني ماذا حدث تماماً هناك و أين جيسي ؟ "
أغلق ريكايل عيناه بينما بدأ بالإجابة أولاً :" تلك القارة بها مجموعة من الهُجناء ! نحن قابلنا منهم خمسة و يوجد فتاة صغيرة هي السادسة "
قطب سام حاجبيه بريبة :" ست مهجنين ! "
أومئ ريكايل له قبل أن يُردف :" أجل ، و يبدوا أنهم عدة تجارب تمت إقامتها بوقت سابق ! هم أرادوا الوصول لهجين مثالي يمتلك قوى الممالك كُلها لكن هم استطاعوا النجاة و قتل كل العاملين بذاك المشفى ثم الهرب للقارة الباردة ، يوجد اثنان منهم بالفعل يمتلكون قوة أكثر من قبيلتين قابلنا أحدهما ... "
هو أخفض رأسه بينما يشد على قبضة يده ليُكمل :" لا نعلم لما هم قرروا الكشف عن أنفسهم حقاً بعد هذه السنوات ، لكن نعلم أن المسؤول عن تلك المشفى كان حاكم المتحولون و حاكم السحرة و شقيقه إضافة لدعم أسرة مارش من قبيلة الجان ! "
و آلفير صفر بنوع من السُخرية :" إذاً يقومون بإنشاء مشفى خاص للهجناء ثم يشعلون فتيل معركة ما ليلصقوا التهمة على البشر "
_ :" معركة ؟ "
تنهد أينزو بهدوء :" لقد انتهت الآن فوالدك مُخطط بارع حقاً "
و عبارته جعلت ريكايل يفتح فمه بشكل بسيط ، والده ؟ لما هذه الجملة أشعرته بالكثير حقاً ؟
لكنه و مُجدداً تجاهل كل مشاعره الخاصة ليُردف :" بأي حال سيدي جيسي و بمنتصف المهمة قابل تلك الطفلة ! هو لم يُخبرني بالكثير حول ما أخبرته به و أنا لم أرها و لا أحد فعل للحق سواه هو ، تلك الصغيرة بحسب كلمات سيدي مهجنة كاملة ! تمتلك حقاً قوة الممالك جميعها ، تنتمي للجان و البشر و السحرة و الشياطين و مصاصي الدماء و المتحولون و لهذا جسدها رغم ضعفه و مرضه إلا أنه كالقُنبلة الموقوتة "
أغلق عيناه بينما يتابع بخفوت :" ربما لهذه هم كشفوا عن وجودهم لست واثق حقاً و لم يكن سيدي واثق أيضاً ، بالنهاية هو فقط اختفى ثم تحطمت الكريستالة التي وضعها السحرة لتدل على موته ! لكن الكثير من أفعاله بالنسبة لي كانت تشير أنه لن يعود معنا و كأنه خطط لهذا ، هنالك عدة احتمالات من بينها أنه مات أو تم أسره "
ملامحه و تقلباتها لم تكن لتخفى على أينزو الذي و دون أي سابق إنذار جذبه من معصمه إليه يمزق طرف قميصه ليغرس نابيه بعنق الأصغر الذي شهق من الألم و الصدمة !
و رغم هذا هو تسمر بمكانه دون حراك أو مقاومة ! رغم أنه عبس حقاً كطفل يفكر بأن هذا الرجل بالفعل يشبه تصرفاته سيده ! هو لا يُمكن التنبؤ بتصرفاته و ردود أفعاله لكن هو بماذا أخطئ تماماً ؟ هل اطال بالتقرير اكثر مما يجب ؟
عبس بينما يفكر أنه بالفعل اختصر الكثير لأجله ! تنهد بعدما عجز عن إيجاد سبب مقنع لتعود أفكاره لويل و جيسي بذات الوقت !
و أينزو ابتعد عنه حينها مُغلقاً عيناه بينما ينطق بسخرية :" ذلك الطفل يعرف تماماً بمن عليه الوثوق به ! "
رمش ريكايل عدة مرات و هو يحدق بمن أمامه بحيرة مُضاعفة ، فمن هو الطفل الذي يتحدث عنه ؟ بينما سام نظر لشقيقه الأكبر بنوع من الاستفهام و الذي رفع كُم القميص الخاص بريكايل لتظهر فجأة تلك العلامة التي منحها جيسي له !
عندما ترك له الوصاية على شقيقه و العرش ! ، و إلى هُنا كتف ريكايل يداه باستياء و نوع من التوتر هو ما أراد حقاً الإعلان عن شيء كهذا مُطلقاً ، لما عليه أن يكون الوصي و أعمامه هنا ؟
و أينزو بالفعل أدرك أن جيسي أراد بهذا أولاً أن يكون هذا الشاب موجود لدعم ويل على التغيير بهدوء و ثانياً لم يُرد أن ينزع أحد مكانه من هذا القصر ! ما أراد أن تختفي مكانة ريكايل فقط لأنه غير موجود حتى من قِبلهم هم !
بل ربما أراد حماية ريكايل منهم تحديداً و هذا يدل على مدى تعلق الأكبر به ! ، لذا من هو ليؤذيه حقاً أو يُبعده ؟ لكنه لن يغادر هذا القصر للفترة القادمة قطعاً ..
_ :" هذا فقط عقاب لك جلالتك لإخفائك هذه العلامة "
و جُملته التالية حرفياً ما كانت منطقية مُطلقاً ! أولاً خو ناداه بجلالتك و هو ما لم يستطع تقبله حرفياً لكنه بعد هذا ببساطة قرر أنه يحق له عقابه ؟
و ربما أفكاره تلك كانت واضحة كما الشمس بحيث نطق أينزو بتهكم و هو يسير للداخل :" أنا يحق لي مُعاقبة جيسي بحد ذاته و سيخفض رأسه ببساطة و الأمر سينطبق على من يأتي من خلفه ! لكنك أثبت لي أنك طفل مطيع بالفعل "
لم تختفي الحيرة بل هي اتسعت بقلب ريكايل بينما غادر آلفير المكان لينطق سام بهدوء :" أغلق فمك فثمة الكثير من الذباب هنا ! و الآن تفضل هذه الأوراق هي لك سيدي شكرا لتخليصي من هذه المهمة ! "
شهقة صدرت من جوف ريكايل و هو يحدق بهم بعدم تصديق ! هل جُن الجميع أم ماذا ؟
إلا أن سام نطق فجأة بجدية :" هل تظن برأيك الشخصي أن جيسي قد مات ؟ "
أومئ ريكايل له سلباً بينما يحدق بالسماء :" لا ! لم يمت و لم يتم أسره ! أظنه تعاطف مع تلك الطفلة بطريقة ما فسيدي بالفعل يحب الوقوف مع الحق ! و لئلا يُحمل المملكة خطيئة الخيانة بقوانين هذا العالم فضل التظاهر بأحد الأمرين ، موته أو أسره لكنني أثق أنه سيتمكن من حل الأمر ثم سيعود إلينا كالعادة "
ابتسامة واثقة و لطيفة ارتسمت على ملامحه كانت تثير الكثير من الطمأنينة التي جعلت سام يبعثر شعره له و هو يتجاوزه :" أظن أنني بدأت أحبك حقاً ريكايل ! شكراً لعنايتك الدائمة بابنا أخي "
هو أنهى عبارته ليسير للداخل ببساطة بينما أخفض ريكايل رأسه له قبل أن يتجه أيضاً لغُرفته ، هو سعيد بمثل هذا الاعتراف لكن ... قلبه يؤلمه و بشدة !
و يدرك تماماً أن هذا الألم ليس هو من يشعر به ، بل شقيقه التوأم الذي بدى متخوفاً من عودته للقصر الفارغ ! و من سيده الذي يُجاهد نفسه ليؤمن أن أخاه بخير ...
فقط لما على أغلى الأشخاص لديه أن يعانوا هكذا ؟! ... أوليس هذا مؤلماً و بشدة ! للدرجة التي تجعله عاجزاً عن التواجد مع أي منهما !
هو حدق من النافذة بينما يهمس :" سيدي جيسي فقط لو كُنت هنا لحللت الأمر بكل بساطة ! لتمكنت من إيجاد طريقة ما ليشعر الجميع بشكل أفضل "
أغلق عيناه يلقي بجسده على فراشه و هو يذكر كلير لتدمع عيناه و أخيراً سامحاً لدموعه بتتويج وجنتيه فهذه المهمة كانت مؤلمة و بشدة !
قتلت الكثير بداخل كل واحد منهم ، فحتى سيده ويل لن يعود مهما حدث إلى ما كان عليه سابقاً ....
$$$$ قارة ليموريا $$$$
إفترق كُل من الثلاثة فور وصولهم لأرض الوطن ، نيرو نطق فور وصولهم للحدود بتلويحة ما :" و الآن أود العودة للمنزل و النوم ! أتمنى أن لا يقاطعني أي منكما حتى مئة عام قادمة ! "
آلبرت ابتسم له بنوع من السخرية بينما أجابه ليون بتنهيدة :" مع الأسف فور أن نرتاح علينا الذهاب لمنزل أُسرة ريبيكا و إعادة جُثتها لهم ! و هي بأمانتك أنت نيرو "
و تلك الكلمات رغم بساطتها إلا أنها أعادت ذلك الجو المُثير للكآبة بينهم بحيث إختفت ابتسامة آلبرت و سار نيرو دون أي تعليق بعد أن تأمل السوار قليلاً ...
حينها وضع ليون يده على كتف رفيقه لينطق بهدوء :" آلبرت ، أنت تعلم أنني هُنا من أجلك بأي وقت ! حاول مِن فضلك أن لا تؤذي نفسك أكثر بكتم كُل هذه المشاعر بها من فضلك "
عينا الأصغر ارتفعت تُحدق بليون بنوع من الهدوء النادر قبل أن يتجاوز رفيقه و هو ينطق بخفة :" انا سأعود لمنزلي أيضاً ، والدك سيُحب للغاية وضع اللوم علي حتى بوجود الهجناء ! لا هو سيتأكد من هذا لأنني عُدت و قد شُفيت عيني و عادت طاقتي لما كانت عليه سابقاً "
أردف بسخرية :" بل رُبما يأمر بإنتزاعها مُجدداً و تقييد هالتي "
عباراته تِلك جعلت الأكبر يُخفض بصره بإستياء تام إلا أنها ما تركت له المجال ليعترض على عدم قدومه معه ، هذا مؤلم و بشدة ، معرفة أن رفيقه غارق بالظلام بشكل كُلي دون أدنى قُدرة على مد يد العون له ...
آلبرت عاد فحسب لمنزله ، ذلك المنزل المُهترئ و الذي كان يوماً ما يُعتبر واحد من أفخم منازل المملكة ! لكن النيران ما رحمة جُدرانه و جماله ! هي ما كانت رحيمة لتبتعد فقط عن هذا المنزل الذي فقد هو به كل شيء !
برائته ، طفولته ، والديه ، أُسرته و حتى إحترامه لنفسه تم فقده بُكل سهولة و كأنه لا شيء ! ... دموعه كانت تنهمر للمرة الأولى مُنذ سنوات طويلة !
هو ظن أن قلبه قد مات بموت والدته ، إعتقد أن لهيب الفتنة التي أشعلها أقربائه ستبقى مُشتعلة بين طيات روحه ، كان يتخيل دائماً أن نهايته ستكون بذات النيران داخل هذا القصر المُهترئ ...
لم يقم يوماً بمحاولة إصلاحه حتى ، عاش بداخله كما هو ، و رغم كونه نائب قائد الجيش فحقاً هو ما امتلك من المال إلا ما يكفي لطعامه !
لكن من يعلم بكل هذا عنه ؟ لا أحد حرفياً ، ما أفشى سره هذا لأي مخلوق و إن كان ليون علم بكل شيء وحده ...
أوليس هو القاتل المنبوذ ؟؟ الشخص الذي تم إخباره أن عليه الإمتنان لهم لإبقائه على قيد الحياة بعد ما فعله ! تم تحويله لأداة ما بأيديهم للمهام الانتحارية مُتأملين أن لا يعود يوماً ...
ألم يجعله هذا كما الجليد ؟ لا يُهمه رحيل أحد أو بقائه ، إذاً لما اهتز كل هذا الآن ؟ كيف فقط سمح لهم بالتسلل لعالمه و إيقاظه ؟!
إيقاظ مشاعره التي أخمدها هو و قيدها بعيداً جداً عنه ، لما ريبيكا نجحت بإقتحام هذا الحاجز ؟
بل كيف جرحته بقوة ؟! هي لما ضحت لأجل شخص مثله ؟ بل كيف حملت مشاعر نحوه و هو الملوث هنا بدماء أسرته !؟
أكان من السهل لهذه الدرجة بأن تُشير إليه معلنة عن مشاعرها تلك أمام الجميع دون خوف أو تردد مما سيفعله لها المُجتمع ؟!
ألقى بجسده على إحدى الآرائك القديمة يعض على شفتيه ، هي ليست الوحيدة التي اخترقت عالمه فليون بالفعل سبقها ! تخلى عن منصبه و مكانته لأجله !
حاول الحفاظ عليه و كأنه كنز ما لكنه ما شعر قط بالكثير من الامتنان له ، هو حتى لم يُقدر كُل هذا اللُطف مِنه ، و الآن هو حقاً عاجز عن التعبير و التفكير بكيفية رد كل هذا له !
بات خائفاً من اختفائه هو الآخر بحياته ! أن لا يتواجد ليون يعني قطعاً أنه ما عاد يحق له الوجود هو الآخر ...
~~~~~~~~~~~
و بذلك المنزل الصغير بمُنتصف العاصمة جلس نيرو على إحدى المقاعد الخشبية القديمة بينما يضع يده على الطاولة المُستديرة أمامه ، هو يُقسم بحق الإله أنه ليس على طبيعته و كيف يكون ؟
تباً لهذه المُهمة ! فقط تباً لها مِراراً و تِكراراً ، كيف قلبت حاله هكذا ؟ لما لا يمكنه نسيان كل من مات بالمُهمة واحداً تلو الآخر ؟
هو ليس صديق لأي منهم ! لطالما عاش حياته بِعُزلة تامة بعد وفاة جدته ، لم يرغب بتجرع مشاعر الفقد مرة أُخرى ، هو ما أراد أن يشعر بالفراغ عند رحيل من يحبهم !
إذاً لما الآن هو يشعر بفراغ عظيم بقلبه ؟ عند تفكيره بأن أياً ممن مات لن يكونوا بمنازلهم كما هو الآن يشعر بشيء ما يعتصره بقوة ...
دمعة تلتها أُخرى انسابت من مُقلتيه الصفراوتين على ذلك السوار الذي يحمل جثة ريبيكا ، فقط أين هو العدل بهذا ؟ لما عليه الشعور بالألم ؟ هذا قاتل فقط ...
~~~~~~~~
_ :" لماذا لا تُعيد ما قلته تواً !؟ ماذا تعني بكونك وقفت مُحايداً بتلك المعركة التي وقعت ! ثم إن كُنت مُحايد حقاً فكيف تقطع السُبل لمصاصي الدماء بالتجارة و شِراء الطعام هل أنت خائف أبي ؟ "
تلك الكلمات صدرت من جوف الأمير الذي صُدم حقاً بكل المعلومات التي سمعها !
اللعنة أولئك الخونة قاموا باستغلال ذهابهم للمهمة لاتهام البشر بتهمة هم فاعليها ؟
هو أعاد بصره لوالده الذي نطق بهدوء :" وجود مُهجنين في تلك القارة ألا يؤكد شكوك حاكم المتحولين ؟ "
ابتسامة ساخرة ارتسمت على شفتي ليون الذي هتف من فوره :" بِحقك كفى ! السبب بوجودهم كان حاكم المتحولين رفقة حاكم السحرة و شقيقه و أسرة مارش من الجان ! و الرأس المُدبر هو حاكم المتحولين لابتزازه البقية "
_ :" ابتزاز ؟ "
بهذا التساؤل البسيط تدخل ولي العهد و الشقيق الأكبر لليون بالحديث ليُجيبه المعني :" أحد المُهجنين هو اين شقيق حاكم السحرة ! و الذي كان له ابن ثاني تم إعدامه منذ سنوات ، و كبير أسرة مارش بالفعل يمتلك ابن... "
هو صمت فجأة ! إن كان الآن حاكمان يعلمان أن زاك و آيزاك مهجنين فهذا يعني أن قرار إعادتهم لمملكتهم و تحت إمرة تلك الأسرة خاطئ تماماً !
لكن على الأغلب هم وصلوا بالفعل مُنذ زمن و لا يمكنه الاعتراض و تحريرهم بينما هو يعلم أنهما مهجنين إلا بإجماع من بقية الممالك لكن أيمكن أن تحدث معجزة كهذه ؟
ملامحه التي شحبت فجأة جعلت والده و أخيه يقتربان منه لينطق بهدوء :" أبي أيمكنك معرفة أخبار الممالك الأخرى اليوم ؟ و جمع حاكم مملكة البشر و خاصة مملكة مصاصي الدماء لاجتماع ما ؟ هم فقط الموثوقين ! "
و المعني أومئ موافقاً لابنه فهو بالطبع لن يصمت بوجود أخطاء كهذه ! و كل مُخطئ عليه أن يُعاقب ...
$$$$ نوفوبانجيا $$$$
أي من الثلاثة ما توقعوا حقاً ما كان ينتظرهم عند وصولهم ! كُل شيء بدى طبيعياً للغاية للوهلة الأولى !
كبير أسرة مارش انزعج من عودة ابنيه على قيد الحياة و هو من توقع موتهما حقاً !
بل ذلك السخيف الذي أخذهما للمُهمة مات هو ، بالنهاية هو ما تحدث حقاً بل طلب من الثلاثة الإمتثال للحاكم لإعطائه التقرير المُفصل حول ما حدث هُناك ...
و بالفعل قام آيزاك بإعطاء الحاكم ذلك المُلخص الذي كان واثقاً أنه لن يعجبهم و كيف لا و هو يكشف بشكل مُباشر تورط هذه المملكة ؟
و بنهاية ذلك التقرير أعطى الحاكم أمر بإعادة إيكاري لمنزله و حبس التوأم !
هم تمت مُباغتهم من قِبل مجموعة كبيرة من الحرس تمكنوا من زاك على غفلة منه قبل أن يستسلم آيزاك لهم هو الآخر ! ليس و كأنه سيهرب تاركاً توأمه خلفه بين أيديهم و لو لعدة دقائق ...
و الآن إيكاري كان يجلس قرب إحدى القبور العائد لوالده و بجواره قبر والدته أيضاً !
دموعه كانت كثيفة بل هي ما توقفت و لو للحظة واحدة عن الانهمار ! ، الآن ماذا ؟ هو كيف يُمكنه أن يُنقذهما ؟
عض على شفتيه بقوة يرفع السوار للأعلى بينما يهتف :" أين رحلت أنت أيضاً ؟؟ نيو أنظر لهذا تضحيتك ذهبت بلا فائدة ، لما تظن أنهم سيتركون آيزاك و زاك و شأنهم ؟ هذه القوانين الظالمة أتظن أنها قد تتبدل ؟ فقط والدهما اللعين قد ينجوا بالنهاية من كُل هذا "
شهقات مُتتالية صدرت مِنه دون إرادة بينما يُكمل بحرقة :" أتعلم ماذا يظن الجميع بموت حاكم مصاصي الدماء ؟ أكثر الحُكام هيبة ؟ أنه مجرد وهم ! هو تعاطف مع المُهجنين و أراد مُساعدتهم و لِعلمه أنها خيانة كبرى تظاهر بأنه مات ! تخلى عن شقيقه و كل شيء خلفه ليفعل ، أجل هذا ليس مؤكداً لكنه مؤلم و بشدة ، لما هذه القوانين السخيفة التي تربينا عليها ؟ أين العدل بعدم عقاب والدهم مثلاً ؟ "
دموعه كانت تزداد أكثر مع بُكائه الحزين :" أنا فقدت أُسرتي كُلها ! جميعكم مُجرد خونة ! الآن ماذا يُفترض بي أن أفعل ؟ أنا أشعر برغبة عارمة بالنوم دون استيقاظ ! "
هو أنهى كلماته ليُخفض يداه و يستلقي بين القبرين ! هو فقط عاجز حتى عن التنفس بشكل سليم ، قلبه يؤلمه و روحه لا تتوقف عن لومه رغم عدم معرفته بما هو ذنبه حقاً ليحدث له كل هذا ...
~~~~~~~~~~~~~
_ :" أنا آسف ، أُقسم أنني آسف "
تلك الكلمات التي خرجت من جوف الأصغر خافتة ، خاجلة ، مهزوزة و مُتألمة دفعت توأمه الأكبر للنظر إليه مُحاولاً إبعاد ملامحه الباردة التي گانت تحتله !
هو تمنى لو يُمكنه احتضانه بين يديه لكن مع الأسف كِلاهما كان مُقيداً بِسلاسل غليظة للحائط بحيث كانت أيديهما و أقدامهما مُثبتة جيداً ...
لذا أغلق عيناه قبل أن ينظر للسقف بهدوء :" لما أنت تعتذر زاك ؟ هذه الغلطة ليست ذنب أي منا يا أخي ! والدانا هما السبب ، حتى أُمي التي أنجبتنا تسببت بهذا لأنها استسلمت لمتطلبات أبي "
و كم مضى مُذ آخر مرة سمع بها زاك يطلق كلمة ' أبي ' على والدهما ؟! صوته كان هادئ تماماً و ابتسامة خافتة ارتسمت على ملامحه قبل أن يُتابع :" هذا هو مصيرنا بالنهاية ! أتعلم الأمر ليس بذاك السوء حقاً ؟ طوال الوقت كُنا خائفين من اكتشاف هذه الحقيقة لكن الآن لا أرى أن الأمر فظيع ! يكفي أننا لم نعد بحاجة للتمثيل "
نظر لتوأمه بعينان مليئة بالدموع يُكمل بنبرة رغم هدوئها إلا أنها حملت استسلام تام :" على الأقل حدث هذا بعد أن تصالح كِلانا و عرف الحقيقة ! لن نموت و أحدنا يظن بالآخر سوءاً ، يكفي أننا معاً حتى بهذا الموقف الصعب "
و دموع زاك انهمرت بنوع من الهدوء ، أجل أهُنالك أمر آخر يُمكنهم فعله ؟ سوى محاولة الاستسلام ببساطة لتجنب الألم الأكبر ، ربما حينها سيقتلان ببساطة سريعاً بدلاً من التعذيب أو الاختبارات !
و أساساً تلك المُهمة قتلت الكثير بهما ، لذا لا يُهم ليتم إعدامهما على الأقل سيموتان معاً كما ولدا تماماً ..
$$$$ قارة لورفانيا $$$$
الطبيعة بهذه القارة الخلابة بدت حزينة ، إمتلئت بالكآبة و الدموع ، اللون الأسود طغى على سُكان المملكة و كيف لا و قد قُتل بالحرب الأخيرة ما يُقارب الثلاثة عشرة فرقة أو أكثر حتى ...
عِندما فعل البشر ذاك الحاجز ! و الضحية كانوا أبناء السحرة ممن لم يستطيعوا الهرب سريعاً كبقية حُلفائهم !
و الظلام إزداد بتلك العينان الخضراوتين بينما يسير بين أهالي الضحايا ! السُخرية كانت تشع من ملامحه ...
حرب لأن البشر يتعاملون مع المهجنين ؟ حقاً ؟ أهكذا حاولوا تصوير الأمر لينجوا ؟ أهم علموا بكل بساطة أنه إن عاد أحد من هذه المهمة سيُكشف أمرهم ؟
ثم ماذا مئات الضحايا بهذه الحرب اللعينة قد سقطوا ، هذا مؤلم بحق الإله ! لما ؟ ما كان ذنبهم سوى إمتلاكهم لحاكم لعين يحاول إخفاء أخطاء شقيقه ؟
عض على شفتيه بقوة و الشرر يتطاير منه ، هو لا يُمكنه البقاء هادئاً ! لا يستطيع فعلها ليس بعد كل ما علمه ..
كيف يهدأ و هو فقد حتى آرثر ؟ و الآن يكتشف أن مئات الأُسر مضطرة لعيش هذا الشعور المؤلم لأسباب سخيفة و كأن أرواح هؤلاء الجنود ليست سوى لعبة !
كأن دموع تلك العائلات ليست أكثر من مياه جارية ، أن قلوبهم من غير المهم لو تألمت و تحطمت ، لا يُهم شيء سوى مصالحهم اللعينة !
هو بالفعل منح ميلينا الأمتعة و أمرها بالعودة للمنزل بل أخبرها أنه قد لا يعود ، و حقاٌ هو ما أراد جعلها تبكي و لا أن تتوسل إليه لكنه ما عاد قادراً على الصمت ...
هو يشعر بقلبه ينبض كما لو كان يوشك على الانفجار ، جدياً سيموت بأي حال فهو سينفجر إن لم يُخرج إستيائه ، غيظه و ألمه ...
لذا و كبداية لذلك الإعصار الذي يعتلي دواخله هو دخل على قاعة العرش دون أي إذن ، الحاكم الذي كان يناقش بضعة أمور مع شقيقه و رئيس الجيوش الجديد بسرية تامة توقفوا عن الحديث وحدقوا بالقادم بحاجب مرفوع !
و هو ما أنتظر حقاً بل تقدم يُمسك بياقة الأمير بقوة :" كم بعد ؟ كم جُثة يجب أن تُراق دمائها لتسعد أنت ؟ كم شخص عليه أن يُعاقب بفضلك أنت ؟ أخبرني و اللعنة ألست والد ؟ كيف سلمت إبنك البكر للموت ؟ كيف رأيت تلك السهام و الأقواس و السيوف تخترق جسده بكل هدوء ثم تابعت حياتك ؟ "
كز على أسنانه بقوة بينما يهز الآخر و هو يصرخ مُتابعاً :" أنت كيف ألقيت بابنك الآخر للجحيم ؟! وضعته بِمُختبر ما لإجراء التجارب الفظيعة عليه بعد أن شاهد كيف مات شقيقه ؟ و هل تعلم ما فعله ابنك ؟ "
دموعه انهمرت دون إرادة حقاً بينما علا صوته أكثر فأكثر :" هو قتل آرثر ! و بذات طريقة موت شقيقه ، كلاي حاقد و يعيش فقط لأجل الانتقام فماذا ستفعل ؟ هل سترسلون جيش كامل لقتله ؟ "
هو أفلت الأمير و تراجع للخلف يضحك بسخرية قبل أن يُكمل بينما كان الحاكم يحدق به محاولاً معرفة نيته من كل هذا !
_ :" أنتم ساعدتم المتحولون ببناء مشفى خاص لإقامة التجارب عليهم فقط لإخفاء كلاي عن الوجود إذاً اسمح لي بإخبارك أن هُنالك هجين يمتلك قوة أكثر من ثلاث قبائل ! جيوش هذه المملكة كُلها لن تقتل ستة هُجناء أو خمسة ! إذاً كيف ستنقذان أنفسكما منه ها ؟ تضحون بالشعب و الجنود ؟ "
هو حدق بالحاكم يشير عليه ببرودة تامة :" أنا من سيفضح الحقيقة كاملة هذه المرة ! لن أصمت كالمرة الأولى أتفهم ؟ آرثر رحل ! ما عاد هنا ليطالبني بالصمت و مُجدداً أنتم السبب بهذا ، أعطني سبباً واحداً لا يدفعني لقتلك كلاكما هنا و الآن !؟ "
هو ما كان واعياً ! لم يمكن يستطيع تمييز ما يفعله أو يقوله ! يشعر بالألم الشديد ، مُنهار حقاً من كل شيء لذا عجز عن حسابة الأمور بِشكل دقيق و هذه كانت النتيجة ...
وجد نفسه مقيدا بهالة قائد الجيوش و الحاكم بينما نطق الأخير بنبرة هادئة :" آرون ، سأعتبر أن كل ما تحدثت عنه تواً هو بسبب حُزنك على آرثر ! لن أقتلك لتعلم أنني لست بهذه القسوة لكن عدة أيام بالسجن السُفلي تحت ضيافة السجانين ستجعلك تستعيد عقلك و تعود لضبط عواطفك ! "
و ابتسامة ساخرة ارتسمت على ملامحه رُغم أن عيناه كانت تُغلق ببطء فمن قيده يسحب طاقته منه لئلا يقاوم مع هذا هو همس بضعف
_ :" لا شيء ، و لا أي ألم بالعالم يُعادل هذا المُشتعل بداخلي الآن "
$$$$ قارة كلاهاريا $$$$
أنهى الأمير الشاب من الإدلاء بتقريره بينما استمع من والده و المُستشارين عن تلك الحرب التي وقعت و نتيجتها !
هو كان هادئاً بشدة ما أفصح عما بداخله حقاً بل هو حتى سخر من تدخل مصاصي الدماء لمعركة يفترض أنها خاسرة قبل أن يستأذن للعودة لغرفته ...
و من خلفه تبعته شقيقته الكُبرى هي و بشكل مُباغت احتضنته من الخلف بقوة ! و هو تجمد بمكانه تماماً ، ليس بِفعل قوتها بل لصدمته ؟
التف لرؤيتها لتنطق بنبرة خافتة :" أعلم أن هذا مُتأخر حقاً لكنني حقاً آسفة على كل شيء ، آسفة لأن آندريه رحل بتلك الطريقة و هو لا يستحق لكنني هنا أقسم لك لن أسمح لتلك الأفكار المُظلمة بالسيطرة علي مُجدداً "
هو رفع يده لبعثرة خُصلاتها الشقراء بينما ابتسامة صغيرة ، هادئة زينت ملامحه جعلت أعينها تتسع كما حال تينا التي كانت خلفهما و بالنهاية هو عاد للسير باتجاه غُرفته ...
خُصلاته الشقراء أخفت ملامحه فور إغلاقه لباب جناحه بالقفل ، شهقة مُرتفعة صدرت منه تلتها عدة شهقات ليصاحبها أنين مكبوت !
بحق الله هو فقط يموت ببطء ! تلك الابتسامة أما كانت حُلم رفيقه ؟ صديق طفولته ! لكنه كبتها طوال تلك السنوات الماضية و أظهرها بعد فوات الآوان ...
بدلاً من أن يكون آندريه واقفاً بِجواره مُبتسم بسعادة حقيقية لابتسامته هذه هو الآن يُنفذها كوصية !
لو أنه اتبع سياسة الاستماع لوالده و إطاعته ظاهرياً بينما يُعد للإطاحة به سراً لكان نجح منذ فترة بتولي العرش و تحرير صديقه ، لكن لا هو الآن ينفذ هذا لأنه وعده قبل موته بدقائق ...
لا يمكنه تصديق هذا ! آندريه هو معه مُنذ بداية ذكرياته بالطفولة ، بِرفقته قبل أن يبدأ عقله بِتخزين الذكريات حتى ...
كان ممن ساعده على الحديث ! يُمسك بخطواته الصغيرة المُتعثرة ليمنعه من السقوط ، يلعب رفقته و ينام معه كما لو كان دميته ، يدرس بوجوده فحسب ...
يتوقف عن الشغب فقط لأنه لا يود رؤيته يُعاقب و رغم هذا لم يستطع دفع الألم و العذاب عنه مِراراً و تِكراراً !
و مع هذا الأكبر قام بِحراسته و الوقوف بجواره و خلفه دائماً بابتسامته اللطيفة و أعينه المليئة بالاهتمام ، عندما ماتت أمه و أهمله والده ثم تبدلت شقيقته كان الوحيد الذي استمر بالوقوف معه ...
لذا الآن و لأول مرة يشعر بأنه عاد طفلاً يحتاج للبكاء بل هو بكى بالفعل !
لقد فقده و هذا قطعا ليس سهلاً مهما حدث ، هو ضم يده التي تحتوي على ذاك السوار و كأنها كنز ثمين ...
و من سيراه الآن يستحيل له أن يُصدق أن هذا هو الأمير البارد ذو الثامنة عشرة عاماً ممن يُعتبر واحداً من أكثر جنود المملكة هيبة و إخافة فهو الآن فقط قام بتعرية مشاعره أمام نفسه على الأقل ليتمكن من الوقوف مُجدداً ، ليُحقق كل وعوده لآندريه ثم هو سيدفن جُثته ! ...
££££ نهاية الفصل ££££
تم نشر فصلين بأقل من عدة ساعات معجزة صحيح ؟!
و الأفضل جيسي حي يمكنكم الاطمئنان الان أليس كذلك 🤔
حسناً أنا لدي قريب سيخضع لعملية ما صباحا لذا سأختفي لمدة اسبوع او اثنان !! ...
بالطبع كون الرواية مكتملة بالمسودات فهذا يعني انني سأقوم بالنشر بالفعل قبل مرور الاسبوعين او الاسبوع ..
بأي حال كل ما تبقى لهذه الرواية هي فصلين اثنين فقط .. و بعدها سيتم نشر الجزء الثاني من رواية ضفاف الأمل ..
حتى ذلك الوقت بحفظ الله و رعايته
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top