الفصل التاسع و الثلاثون

~ قارة ليموريا ~

وقف يستند على سور الشرفة بينما يفكر بكل الأحداث التي تجري ، هو كان قد قرر عدم المُشاركة بتلك المعركة بالفعل لذا تم إقصائه و مملكته من بقية الإجتماعات الخاصة بالحرب ،يؤرقه و بشدة عدم قدرته على إيجاد الحقيقية ، فإن كان البشر كما تدعي بقية القبائل يحاولون الحصول على جيش مُعدل من المهجنين حيث مخبأهم و مقر أبحاثهم تلك القارة المُظلمة إذاً أكان هُناك داعٍ لإرسال حاكمهم وريثه و ابنته لمعركة خاسرة ؟

لا يبدوا له فعلاً منطقياً حتى ! من قد يرسل ابنه إلى الهاوية بحق ؟! شد على قبضة يده بقوة يتأمل السماء المُظلمة بفعل ذاك الحاجز و هو ينطق بنوع من السخرية :" أنا فعلتها و أرسلت ليون لمعركة خاسرة ! "

صوت هادئ ما كان يخلو من الحزن أجابه :" أنت لم تفعل أبي ، لم تكن تعلم أنها معركة ضد مُهجنين ، أرسلته فقط لإنك تثق بقوته "

نظر المعني لوريثه الشاب قبل أن يُجيب بنوع من الحنق :" هو أساساً ما كان عليه أن يكون بَرُتبة قائد للجيوش ، بل أن يكون هنا اليوم كأمير ثان للمملكة ! لكن ذلك اللعين قلبه ضدنا لأجل مصلحته الخاصة "

أخفض الأكبر رأسه بينما ينطق بنوع من الإستياء :" لماذا تضع كل الحق عليه ؟ إبنك يكبره بست سنوات ! ان يُخدع على يد آلبرت عار له أساساً ، لذا ربما هناك جانب آخر رآه هو لم نره نحن ، ثم بحق ما صدر منا إتجاه ذلك الفتى كان قاسياً "

زفر الهواء بضيق شديد :" ليس العمر كل شيء ! أنسيت أن أسرة آلبرت أُبيدت بحرب داخلية كان هو سببها ؟ أتفهم ما معنى ذلك حتى ؟! هو كان طفلاً بالعاشرة و أشعل الفتنة بين أسرة عريقة ، و بالنهاية أنقذه ليون ! كم مرة حاول بها أن يوقعه بمشاكل ؟ و بكثير من الأحيان نجح بذلك ، ظننت أنه سيعقل و يتركه لاحقاً لكنه تركنا نحن "

وقف ابنه بجواره بينما يتأمل الأفق البعيد و هو يتحدث مُنهياً ذلك النقاش :" دعنا الآن فقط أن نأمل عودته إلينا سالماً دون أي أذى ثم لنتحدث بأي موضوع نريده "

تنفس الأكبر بعمق شديد و هو يومأ إيجاباً ، لا يمكنه إيجاد من يثق به كليون ليحقق عن مسألة الحرب بسرية تامة ! هو يشعر بأن هناك كذبة ما تحوم حول الأمر و حقاً يريد كشفها و سببها !

*****

أنفاسها بدأت تخونها تماماً ، تلك المخلوقات بحسب ما فهمت لم تكن جديدة بالنسبة لهم فهي من هاجم القارات ، لكن بما أنها لم تُشارك بأي معركة لم تعلم بهذا بالطبع !

الجروح السطحية كانت تملئ جسدها ، بالرغم من ذلك عيناها ذات لون الزُمرد كانت تشع بالغضب و الحقد .

هي حدقت بإحدى تلك المخلوقات و التي كانت تبدوا كما الحيوانات بينما تجري بإتجاهها بنوع من الخوف الممزوج بالحنق ، حرفياً هي تشعر بالألم الشديد و جسدها يوشك على الانهيار ، بالنهاية هي أغمضت عيناها مُعلنة أن الاستسلام أكثر سهولة ربما ؟!

صوت ما قاطع لحظات انتظارها للألم عندما نطق بمرح :" سيكون من الفظيع أن تقتل فتاة ما و هناك رجل متواجد ! ليس على الأقل عندما يكون مُعلماً لم ينجز مهمته "

فتحت عيناها سريعاً لتجد كل من آرون و ميلينا أمامها ، تينا كانت تقاتل بجهة مُنفصلة تماماً كما هي عادتها !

دقائق و انتهت تلك المعركة بعد أن أباد الثلاثة الأعداء ، آرون وجه نظره لميلينا لينطق بمرح :" طاقتك تتحسن ! يمكنني الشعور بأنك قريبة جداً من أن تُصبحي ساحرة كاملة ! "

و المعنية اتسعت عيناها ذات اللون الوردي الداكن ، هي حدقت به بنوع من الصدمة قبل أن تهتف بسعادة :" حقاً ؟ هل تظن أنني سأتخلى عن أداتي المُساعدة قريباً ؟ "

بعثر لها خُصلاتها و هو يجيب :" أجل ستفعلين ، لكن عليكي معرفة أن هذا لن يعني بأنك وصلتي القمة ! بل هي أشبه بأنك اصبحتي قادرة على السير بمفردك دون يد تمسك بك لأول مرة ، و هذا يعني أن الانتباه لخطواتك و إتزانها سيقع على عاتقك وحدك ، لئلا تسمحي لنفسك بالسقوط عليكي الاحتفاظ على الإتزان و لن يحدث هذا دون تدريب مكثف يومياً "

هو أراد حرفياً إكمال شرحه ذاك حول ما عليها فعله عندما تكتمل قواها كساحرة لكن صوت صراخ إيما بمن معها أجبره على الصمت و الالتفات لهما .

الأولى كانت تُمسك بتينا من ياقتها بينما تنطق بغيظ :" لماذا تظنين أنك معفية من واجباتك بهذا المكان ؟ "

الأُخرى نطقت بكل هدوء و كأن الأمر لا يعنيها حقاً :" و من سيحاسبني هنا ؟ حياتي أنا على المحك لذا إن خُيرت بينك و بين نفسي فأنا سأدافع عن ذاتي "

هي كزت على أسنانها بقوة بينما عصفت عيناها ببرود شديد و إحدى يديها تركت ياقتها لتضعها فوق قلبها مُباشرة و هي تهمس بابتسامة واسعة :" حقاً ؟! و تظنين أن حياتك ملك لك ؟ دعيني أذكرك بما يمكنني فعله "

هي ضغطت بيدها حيث موضع قلب الأخرى و التي اتسعت عيناها بألم شديد قبل ان تسعل بقوة تخرج دمائها من فمها و هنا تدخل آرون يُبعدها عنها بينما أمسكت ميلينا بتينا قبل أن تنهار أرضاً !

هتف آرون بنوع من الإستياء :" كفى ! لا يُمكنك التصرف بهذه الطريقة مهما كان الأمر أيتها الأميرة "

أبعدته عنها بقوة بينما تهتف بغضب :" أغلق فمك و لا تتدخل مُطلقاً "

أعادت بصرها نحو ميلينا و تينا لتُردف :" و أنتي حاولي علاجها و أقسم سأوقف قلبها عن العمل ! "

وجهت نظرة حاقدة لتينا لتكمل :" و أنتي أيتها الحُثالة تذكري الختم لا يسمح لك بالابتعاد عني لفترة طويلة ، أُشعري بألم قلبك الآن و تذكري جيداً أنه ما سيرافقك ان حدث لي مكروه ! قد أُقتل سريعاً لكنك من سيموت حينها مئة مرة قبل أن تغادر روحك القذرة جسدك هذا "

أنهت عبارتها تبتعد بضع خطوات عنهم بينما وقف آرون بالمُنتصف يحدق بانزعاج تام ، يكره حقاً العبودية تلك بغض النظر عن رأيه بتينا كشخص !...

*****

فور أن دخل و كات للغرفة الرئيسية بالمكان وصلهما صوت كلاي الساخر :" مذهل ! يا له من قلب حنون هو هذا الذي تمتلكونه ! سيلفر حقاً ؟ ذهبت لمراقبة الفتى بنفسك و جعلت شقيقه يرى ما يبذله لأجله ! و كات أنقذته و شقيقه "

كولين كان يصفق منذ دخولهما للمكان لتهتف الصغيرة بهما بحدة :" لأنها قسوة ! هو فقط يريد إنقاذ شقيقه ، من الفظيع أن لا أساعده على ذلك و كل ما يرغب به هو حماية فرد من أسرته ! "

بدأت دموعها بالإنهمار مما دفع الشابين للتراجع بتوتر و هي تُردف :" كيف يمكننا أن نحمي بعضنا البعض إن لم نتمكن من التعاطف معهم ؟ لا أريد تخيل أن أحد منكم مكانه "

سيلفر أمسك بها يحتضنها بقوة شديدة بينما ينطق بنوع من الحنان :" أنتي مُحقة تماماً لا داعي للبكاء حقاً ! هو بخير الآن صحيح ؟ "

أومأت له إيجاباً بينما جسدها ينهار ببطء بين يديه مما دفع كُل من كلاي و كولين للركض بإتجاهها حيث نطق الأول بقلق :" كات ! كاتي صغيرتي أأنتي بخير ؟ "

كولين كان يمسح على شعرها بينما يعض على شفتيه بقوة ، فرائحة دمائها تنتشر بالأرجاء أي هي تنزف مُجدداً !

أسرع سيلفر يحملها بين يديه بينما كانت تتشبث بقميصه بقوة بقبضتيها الصغيرة و الدماء تخرج من فمها بكثرة ، عيناها كانت تذرفان الدموع تعبر عن ألمها بينما تبذل ما بوسعها أن لا تصرخ بقوة شديدة .

هو أخذها لغرفة أشبه بِمشفى مُجهزة بالعديد من الأجهزة و الأدوية و العقاقير و غيرها ليضعها على الفراش و ما إن فعل كان الجميع يقف بالغرفة ، الجميع بما فيهم شقيقها الأكبر الذي وقف يحدق بها بعينان مُتألمة بشدة ، كم يتمنى لو أن هذا الألم يسري بجسده هو لا هي !

أن يكون هو من عليه المُعاناة بهذه الطريقة لا صغيرته البريئة ، عيناه راقبت تلك المرأة التي تقدمت سريعاً تُسعفها ، هي كانت طوال هذه السنوات كالأم لهم ، تعوضهم عن ما فقدوه من حنان ، بذلت الكثير حقاً لتمسح عنهم الألم و ضحت بكل ما أعتزت به يوماً ... زوجها و إبنها الوحيد من دمها هي لأجلهم هم ... !

كايلي وقفت بجوار أليكس و هي تحاول إيجاد كلمات ما لتخفيف قلقه لكن ماذا يمكنها أن تخبره ؟ هي بحد ذاتها قلقة و بشدة عليها ، و الجميع هنا يُدرك أن الأمور تتجه للأسوء فقط .

كلاي و كولين أيضاً غادرا الغرفة للإنضمام لهم بالممر بينما وقف سيلفر بجوار الصغيرة يمدها بالقليل الدعم المعنوي بينما يمسح على خُصلاتها الفضية بحنان !.

و فور أن هدأت الصغيرة و أنفاسها غادر الغرفة يحدق برفاقه بينما ينطق بضيق :" هذا يكفي ! لا نريد المزيد من اللعب هم قالوا انه إن سقط ست أفراد سيغادرون صحيح ؟ إذاً نحن سنعمل على إسقاط الستة ، لكن البشر لا يقترب احد منهم "

صمت قليلاً يحدق بالبقية :" لن نقتل إلا واحد من كل قبيلة لذا لا أريد ضحية أخرى و أساساً تعلمون أن جيف لا يمكن قتله "

وجه نظراته لكلاي و هو ينطق بتنبيه :" ساحر واحد كلاي ! لن تقتل كلاهما فليس هدفنا سوى ان نظهر لهم أنه حتى أقوى جنودهم و أمرائهم و حكامهم لم يتمكنوا من النجاة أهذا مفهوم ؟ "

ابتسم كلاي بنوع من السخرية :" و من أخبرك أنني سأقتل كلاهما ؟ لقد قررت بالفعل من ضحيتي بينهما ! سأترك الثاني يتعفن وحده بهذه الحياة بلا أي شخص بجواره "

هو أنهى عبارته ليغادر بينما تنفس كولين بعمق ، الوقت حقاً ليس لصالحهم عليهم إتمام هذه المهمة قبل مرور شهرين ، أو هكذا كان يفترض فهم وصلوا للأسبوع الثالث و لا نتائج مهمة حقاً !

الوقت يمضي بلا توقف ، سائراً نحو المجهول ، أيحضر لهم الخير أم الشر ؟ الفشل أو النجاح ؟ لا أحد يمكنه أن يعلم سوى أنهم لا يسعون حقاً للفشل .

*****

أنفاس الأربعة كانت مقطوعة تماماً بينما أجسادهم انهارت أرضاً فور اختفاء تلك النسخ المُشابهة لهم ، هي ما كانت بمعركة سهلة مُطلقاً !

نطق جيف بأنفاس مقطوعة :" لم أكن لأصمد حقاً لمدة اطول لذا أنا شاكر لأياً كان السبب باختفائها "

زاك وضع رأسه على كتف جيف يغلق عيناه بتعب شديد ، هو أُصيب بالعديد من الجروح كما أنه يشعر بنبضات قلبه تخفق بطريقة غريبة لم يعهدها مُذ وضع والده القلادة به ، يفترض ان لا يشعر بالألم او بأي أمر غير طبيعي لذا هذا يُخيفه بشدة لا يريد أن يفقده توأمه مرتين !

جيف نظر له بقلق مباشرة و يده تسللت تعبث بِخُصلات شعره مُتمنياً لو كان يمكنه تخفيف القليل من ألم رفيقه أو حتى سحبه منه بطريقة ما .

كيفين كان يتأمل السماء بشرود بحق حتى الهالة و تلك الطاقة التي يشعر أنها ستتفجر فجأة اختفت و كأن لا وجود لها !

شيء ما خاطئ يحدث بهذا المكان و هو لا يمكنه معرفة ما يحدث أو ربط أي شيء مع الآخر و هذا بالفعل يزعجه و بشدة .

آندريه جلس ينفض التراب عن جسده بعد أن شُفيت جروحه كأنها لم توجد بينما أخذ نظرة سريعة على زاك ، هو يشعر بطاقة ما مُختلفة تصدر منه ، أعاد بصره لسيده فلو أن هناك تغيير ما كما شعر هو كان سيده ليشعر به أولاً صحيح ؟ أو فقط هذا ما تمناه بأعماقه لئلا تصدق توقعاته !

بالرغم من أن جيف بشري و يتناول أدوية لها تأثيرات جانبية لم يشحب لون بشرته كما حدث لزاك من الجان و هذا حقاً ما كان أمراً مُبشراً ، مُطلقاً ... !

*****

~قارة كلاهاريا ~

جلس على عرشه يبتسم بكل خبث و هو ينطق :" الخطة تسير أفضل مما توقعنا ! "

أومأ له رئيس أسرة مارش و كبيرها و هو ينطق بخفوت :" لكن سيدي متى سنبدأ بالهجوم ؟ الحاكم أرسلني اليوم لأعرف متى ستتحرك الجيوش بما أن دفاعهم قد انهار "

أسند جسده للخلف يُجيب بنبرة هادئة بينما يده تعبث بخصلات شعره الذهبية :" بعد مرور شهر و أسبوعين على ذهاب ذاك الحاكم للمهمة الاستكشافية ! "

ابتسم بغرور :" مع أنني أثق أنه قد قُتل و انتهى الأمر و حتى لو تواجد لن يهم ، فقط هذا لضمان عدم عودة كيفين أيضاً فهو مزعج و لا أصدق أنني والده ، بأي حال هذا يعني بعد ثلاث أسابيع من الآن "

أومأ له الآخر إيجاباً بينما يتحدث :" إذاً فقط سنرسل من يسبب انقسام بجيوشهم ! "

تحدث الحاكم و هو يقف من على عرشه يعدل وضع تاجه المليء بالجواهر الثمينة :" تماماً ، إضافة إلى انني بعدها سأبحث عن زوجة ما فأنا بحاجة حقاً لوريث عرش ! و هذه المرة سأتأكد من تربيته او تربيتها بنفسي "

تنهد من برفقته بتعب :" أظنني بالنهاية سأتبنى طفل ما من الميتم "

ضحكة ساخرة أطلقها محدثه :" كان عليك فعل هذا بدلاً من إجبار بشرية على الإنجاب منك لأن زوجتك غير قادرة على هذا ! او حتى بدلا من إخراجهما من الميتم لئلا تتعرض للخطر ! تخيل عودة و لو واحد من تلك المهمة و قد كشف أمر أحدهما "

وجهه شحب بقوة شديدة فهذا ممكن بالفعل ، بل إن هنالك الكثير ممن يعلم أن صغيراه هجينان لكن سبب صمتهم هو حمايتهما و إن ماتا أو مات واحد و عاد الآخر فقط لن يتوانى بفضحه .

نطق بضيق :" بالفعل تباً لي ! سأتأكد حينها من قتل زوجتي فهي من اقترحت ذلك قائلة أن دماء النبلاء مختلفة عن طفل عادي من ميتم و لم تقبل أن تنجب واحدة من الجان طفل ما خوفاً من أن تنشر الخبر لذا قالت الطريقة الأفضل هي مخالفة الأوامر حيث سترتعب هي من كشف الأمر "

و ضحكة أخرى صدرت منه يحدق بذلك الشاحب أمامه و هو يتحدث :" أتعلم لو لم تكن بذات الفريق معي لقتلتك بحق الإله بسبب هذه السخافة !؟ زوجتي و والدة أبنائي ما كانت تجرأ على النظر إلي حتى ، و أنت كالمغفل ! "

هو بالنهاية حرك يديه مُنهياً حديثهما ذاك و الآخر سار حانقاً ينطق بكل كره :" أتمنى أن لا يموتا بسهولة فحسب بل أن يعانيان حتى آخر قطرة دماء تخرج من جسدهما العفن ذاك ، حتى تجف دموعهما دون ان يجدا أي مواساة "

*****

ها هو الأسبوع الثالث يوشك على الإنتهاء حيث ما تبقى منه سوى يومين ، أسبوع يُحصي به آرون كل ثانية و دقيقة و ساعة أضاعها فقط بمحاولة منه لإنهاء ذاك الحقد بقلب كل واحدة ممن معه !

ليس ممن يُحب رؤية شخص ما يُعذب لمكانته فقط ، و هو لا يحب طريقة تفكير الأخرى !

تنفس بعمق يُعيد خُصلاته ذات اللون الأشقر بخفة للخلف هو حاول حتى عرض رغبته بتدريبها أو إكمال ما بدأه شقيقها لكنها صدته بقوة و أول سؤال تضعه :" لما انت تهتم ؟ او لما تظن أنني قد أثق بك !؟ "

و الآن هو يسير بالقرب من الأخرى و التي كانت تتحدث مع ميلينا بهدوء ، هو يمكنه ملاحظة كم أنها فتاة على قدر جيد من التماسك ، مشاعرها لا تظهر بسهولة على ملامحها و ربما ما عانته هو السبب !

نطق بنوع من المرح الذي تعمد إظهاره مع ملامح وجهه البلهاء :" أخبريني يا آنسة منذ متى تعرفتي على الأميرة ؟ "

هي حدقت به بنوع من الاستطلاع ، يمكنها الشعور بهالة و طاقة لا يُستهان بها تنطلق منه إذا أيمثل الحماقة فحسب ؟ و لماذا قد يحدث أمر كهذا ؟

هي قطبت حاجبيها عندما نطق بعبوس طفيف :" لا يُمكنك تجاهلي فحسب ، هذا لا يليق بآنسة لطيفة مثلك كما تعلمين !"

رد ساخر هو ما خرج من بين شفتيها :" و لا يليق بمعلم ما أن يحاول حشر نفسه بما لا يعنيه "

ضحكة مُفاجئة خرجت منه و هذا حقاً دفعها للتراجع بارتباك بينما تحدث هو بذات طريقته الأولى :" أنتي محقة بجزء منه فقط ! الأمر هنا أنا لي علاقة به فنحن بذات الفريق ، مشاكلكما الخاصة تؤثر علينا جميعاً ، و رغبتك بقتل سيدتك سيؤثر على المُهمة ككل ! لا تنسي أننا سنترك المهمة بعد سقوط ست أفراد لذا كل فرد منا حياته مهمة و بشدة "

هو أردف بعدها بنوع من الجد :" و بأي حال لا يحق لك سلب حياة شخص ما غدراً و ترك آخرين يتألمون خلفه ! "

و هنا كان دورها لتضحك لكن بسخرية بينما تُجيب :" شخص يتألم ؟ أتظن أن هناك انسان واحد قد يشعر بالحزن لموتها ؟ اقسم الأغلب سيقومون احتفال بمناسبة كهذه "

هو أجاب بخفة :" حقاً ؟! و إذا بحسب ما فهمته حياتك ستنتهي إن انتهت حياتها فهل انتي لا تمتلكين من يحزن لأجلك ؟ "

أخفضت رأسها تشد على يدها بقوة شديدة بينما تجيبه بحنق :" و هل تظن ان أسرتي تكاد تطير فرحاً لإن ابنتهم تحولت من خادمة بالقصر لعبدة ؟ و لماذا ؟ لأنني أخطأت بصنع وجبتها المفضلة ! ترى ان حياة الآخرين ليست سوى لعبة يمكنها تبديلها بسهولة "

صمتت تأخذ نفساً عميقاً بينما تكمل :" لم يكمل أي عبدة او عبد لديها عامين بأكملهما لكن فقط أنا حالة خاصة بسبب رغبتها كما تقول بتحطيم نظراتي المُتعالية رغم أنني خادمة "

أنهت عبارتها تسير مُبتعدة عنه و هو تنفس بعمق ، بحق لا يمكنها مُسامحة من أفسد حياتها و سعادتها المحدودة لأجل لا شيء !

بالطبع يدرك أنه غير قادر على إصلاح كل ما أمامه ، قبيلة المتحولون و منذ الأزل يتصرف الأسياد بها بكل غطرسة بينما يخطط العبيد للثورات حتى آخر ثورة وقعت قبل ثلاثة عشرة عاماً ، هو سمع أنها كانت أكبر مجزرة وقعت حيث أُعدم كل العبيد بالمملكة و تدخل السحرة لوضع أختام جديدة تربط السيد بعبده .

هو حقاً كره كيف أن شعبه لا يُحب التعامل مع تلك القبيلة بسبب استعبادها لأبنائها لكنهم من أوجد الأختام الجديدة و لماذا ؟ للحصول على المال !

إيما كانت تسير بالخلف حيث ما كانت أي من حواسها مُتيقظة لما يحدث حولها ، هي تشعر بالضياع التام و قطعاً هذه المشاعر لم تكن غريبة عليها يوماً ، عيناها بدلاً من عرض تلك المشاهد أمامها أعادت إستعراض ذكريات ما رغبت بتواجدها !

تلك الكوابيس التي كانت تُطاردها مُنذ أن كانت طفلة بالثامنة من العمر ، بذاك الوقت عندما خذلها العالم بأسره ، لم تجد يد لطيفة تمتد لإنقاذها بل و لا حتى يد أقرب الأشخاص لها ... أُسرتها ! ...

هي ما كانت يوماً أكثر من طفلة صغيرة لا تعرف من الحياة سوى رحيقها العطر ، لم تكن تُدرك أنها ما شاهدت السموم التي قد تحملها لها الأيام !

والدتها توفيت عندما كانت طفلة بالخامسة من العُمر ، و بالرغم من صغر سنها هي لليوم لاتزال تذكر كيف حملت شقيقها ذو الثالثة من العمر تحتضنه و تبكي بجواره ، ذكرياتها عنها طفيفة لكن على الأقل تعلم أنه إن كان هُناك من زرع الأمل و اللطف بها كان هي .

و حقاً هي نقلت ما تعلمته من والدتها للأصغر حيث أصبحت علاقتها به أقوى من أي شيء آخر ، والدهما ما كان يتفرغ لهما دائماً .

هُناك و بذاك الوقت عبدتها كانت تكبرها بالكثير من السنوات إذ أحبتها إيما و اعتبرتها كوالدة لها أكثر من كونها عبدة أو خادمة ، و هو ما جعلها تتزن بحياتها بعد فقدها لمصدر الضوء الوحيد !

الأيام مرت كما السنين لتُكمل الثامنة من العُمر ، أيامها كانت تقضيها بين الحدائق راكضة خلف شقيقها الأصغر حيث ظنت أن كل حياتها ستمر بذات الوتيرة الهادئة و المُسالمة .

لكن هيهات أن تمر بنا الأيام دون بعثرة السلام ، أن لا تعبث بدواخلنا حتى تُحطمها ، تفقدها بريق الحياة و تمتصه منهم بشتى الطرق و فقط أولئك من ينجحون بتجاوزها ، من يمكنهم الوقوف بعد الانكسار سيمرون مُجدداً بدورة جديدة من السعادة ثم الألم و هكذا !

لكن من يمتلك قلب هش لا يسعه النهوض بعد الألم مثلها لم تكن السعادة خياراً مُتاحاً للعودة .

خطواتها كانت متزنة بينما زين وجهها الطفولي ابتسامة سعيدة تُمسك بيد تلك الأم البديلة لها بينما تتسائل بأعماقها عن مكان النزهة هذه المرة ! ... لطالما اعتادت أن هناك يوم تخرج به معها للتنزه و يكون ذاك اليوم واحد من أجمل أيام حياتها ... يوم لا يمكنه نسيانه ! ...

و هذا بالفعل ما حدث فبذلك اليوم حدث ما لا يمكن لذاكِرتِها محوه ، لكن ما كانت ذكريات سعيدة كما العادة ، بل كابوس ما استطاعت الهرب منه لليوم .

و كيف لطفلة أن تنسى شعور الرعب و الألم ؟ الخُذلان و الخيانة ؟ التعذيب و الإهمال !؟ ...

شهور عديدة قضتها بزنزانة مُظلمة مُقيدة بلا حراك ، الضرب بشتى أنواعه تم تجربته على جلدها الرقيق ذاك ، الحروق ، الطعن بل و حتى استخدام أدوات فضية و التي لا يمكن لقبيلتها الشفاء منها بسهولة تم تجربته عليها !

و لماذا ؟ لترسل صور جسدها الدامي لمن يفترض أنه والدها علَّ قلبه يرق على صغيرته التي ما شعرت قط بالألم ، و المطلب كان واضحاً إيقاف خطفهم من منازلهم و بيعهم كالعبيد ، أن يُمنع بيع و تداول العبيد بالمملكة كبقية الممالك .

و بالطبع كل تلك الرسائل قوبلت بالرفض بل التجاهل التام !

و الصغيرة حقاً ما كانت قادرة على استيعاب أن من أرسلها لهذا الجحيم هي الأم التي كانت تهرع للإختباء خلفها إن شعرت بالألم ، تلك التي كانت تستمد قوتها منها لتمنح شقيقها القوة بالمقابل .

تلك الاشهر غيرت الكثير بها حتى ما كادت هي تتعرف على أفكارها الخاصة ، الألم كان أكبر مما يُمكن إحتماله و كم توسلت لهم أن يقتلوها فقط و تجاهلوها و صراخها ببساطة بل كانت أداة للتنفيس عن غضبهم و سخطهم من النظام ككل !

و بيوم هي فقدت الأمل بقدومه أبصرت النور لكن بعد توغل الظلام بأعماق قلبها ، علمت و بكل سخرية أن جيش والدها لم يتحرك لأجلها بل فقط لإن العبيد شكلوا تهديداً له .

علمت أنه قال بكل برود " بما أن كيفين هنا يمكنه أن يرث العرش إذاً لما نحرك جيش لإنقاذها ؟ "

و هي حقاً ما كانت بحاجة للمزيد حتى تنبُذ الصغير ، فخلال تلك المدة تذكرت همسات الخدم حول كون الحاكمة مرضت بعد ولادتها لكيفين مُباشرة ، و أنه كان يقال أنها ضعفت و تدهورت صحتها بسببه ، أي هي فقدت أمها الحقيقية و اضطرت للوثوق ببديل فقط لأجل ذاك الفتى الذي باعها والدها لوجوده حياً !

و فوق كل ذلك عندما أُعدم كل العبيد بالمملكة ، آندريه ذو التاسعة من العُمر تم إستثنائه لسبب هي تجهله لليوم لكنها تثق بأن كيفين السبب و هذا أيضاً لم يكن ليروق لها ، الاحتفاظ بعبد شهد تلك الثورة وأساليبها و أسباب خسارتهم !

و بهذا هي نبذت نفسها بعيداً عن كل ما كانت عليه من قبل ، ألقت بثقتها بأي انسان بهذا العالم للجحيم ، أرادت الاعتماد على نفسها و النهوض لكن ما وجدت يد تدلها على الطريق الصحيح و منذ ذلك الوقت و هي تسير كما لو كانت فتاة لا يمكنها الرؤية تتخبط بين جدران قلعة محمية غير قادرة على تجاوزها و الخروج أبداً ...

*****

عض على شفتيه بألم فور سقوطه أرضاً جراء تلك الضربة التي تعرض لها ، عبس فور محاولته السريعة للنهوض بينما ينطق :" أكثر فكرة غبية نفذتها بحياتي كانت هذه ! "

هو حول يده اليُمنى لتظهر بها مخالب كالتي يمتلكها مصاصي الدماء راكضاً بأقصى سرعته لمُهاجمة عدوه و الذي وقف يُراقبه بابتسامة ساخرة و نظرة باردة كما الجليد تشع من عيناه الخضراوتين حيث نطق :" هل ستهاجم سيدك آندريه فقط لإنه بات عدوك الآن ؟ "

هو اختتم جملته يفتح ذراعيه للآخر مُخفضاً سلاحه مما دفع المعني للتوتر بشدة و قد قرر الهجوم بيده اليسرى العارية ، و باللحظة التي اقترب بها جسده بفكره المشتت ذاك تلقى ركلة قوية ألقت به أرضاً بعيداً مرة أخرى .

هو نطق بصعوبة :" هذا غير عادل البتة ! "

صوت ساخر آتاه من خلفه يخفي خلفه غضبه و إن لم تخرج نبرته عن الهدوء :" العدل ! لو أنك تمتلك عقلاً لما وقعت بخدعة كهذه مئات المرات لليوم ! انهض و قاتله فوراً و دون تردد "

هو آمال رأسه يحدق بسيده بطرف عينه ، لما يظن أن رفع يده على شبيه له أمر سهل و كأنها لعبة ؟ هو سيده و الشاب الذي كبر بينما هو يخدمه ، لا يمكنه ببساطة تشويه وجهه مثلاً ! ...

و شبيه الأمير الشاب أجاب على النسخة الاصلية بتهكم شديد :" أوه ، لما تتصرف و كأنك تهتم حقاً ؟ أأنت خائف على دُميتك ؟ هيا لا تخبرني الآن أنك حقاً تحبه صحيح ؟ أنت فقط اعتدت على وجوده بجوارك ، هو حفظ كل عاداتك و تقبلك رغم كل ما بك من خلل لذا اصبحت أكسل من تربية حيوان ... "

صمت يرفع سلاحه يحمي نفسه من ذاك الذي انقض عليه هاتفاً :" أصمت فحسب "

و شبيه الخادم الآخر نطق بنوع من التهكم :" لقد تجاهلني ! أنظر لهذا إنه مصيرنا مهما حدث أن يتم تجاهلنا و إلقائنا بعيداً "

ابتسامة هادئة رُسمت على وجه المعني بينما يهاجم بتلك المخالب بقوة و هو يُجيب :" لا رغبة لدي بالاستماع لمثل هذه التفاهات ، من الأفضل لك أن لا تحاول العبث كثيراً فإن كُنت أنت تمتلك و لو جزء بسيط من طريقة تفكيري ستدرك تماماً أن هذا بلا نتيجة "

قفز شبيهه للخلف ينطق بنوع من السخرية :" أجل بالطبع ، تفضل و أعطه حياتك فقط لأجل موقف واحد هو بحد ذاته لا يذكره "

و هنا قطب كيفين أحد حاجبيه ينطق بينما يبعد سيف عدوه :" موقف لا أذكره !؟ "

آندريه كز على أسنانه بنوع من الغضب يركل من أمامه بقوة شديدة ثم يقفز باتجاه سيده يضع يديه كدرع لصدره بينما قدمه ركلت سيف الآخر الذي كان يهوي على الثاني مُستغلاً تشتت أفكاره !

من قال أن الثواني لا تحمل بين طياتها الكثير ؟ فالفرق لإنقاذ أحدهم أو فقده للأبد قد يكون ثانية واحدة فقط ، فقط واحدة هي ما استغرقتها حركة آندريه تلك ليستغل شبيهه الأمر و يطعنه هو .

ابتعد الخادم عن سيده ما إن بدأت دمائه تسيل بغزارة بينما الألم يفتك به ، تلك المادة من فضة ؟ كان هذا أول سؤال خطر بعقله عندما شعر بجسده يحترق !

كيفين اتسعت عيناه بغضب يقف أمام آندريه ليمنع كلاهما من التقدم أكثر ، و خلفه أعاد المعني رأسه للخلف يحدق بالسماء بألم ، ليس و كأن طعنة كهذه ستقتله ، لكنها كفيلة بإخراجه من ساحة المعركة لفترة ، و هذا يزعجه و بشدة ، هذان بالرغم من ما يتفوهان به من فتن فهما فقط يعملان معاً بشكل منسجم .!

هم يمتلكون تقريباً ذات التفكير و الذكريات ، يعرفون طرق قتالهم و يتبعونها ذاتها ، لطالما كان سيده يستغل أدنى فرصة لتشتت عدوه ليقتلع قلبه مُباشرة ، و تلك النسخة هذا ما سعت إليه بعد أن مهد له شبيهه الطريق ، هو ذكر عمداً قصة ذاك الموقف الذي يدرك أنه به سيُصيب وتراً حساس فلطالما سأله سيده عن سبب وفائه حقاً و اجابته كانت مُبهمة مُخبئاً تلك الحقيقة بين ثنايا الخجل .

و من جهة أُخرى تنفس زاك بصعوبة شديدة ، قطرات العرق كانت تملئ وجهه ، هو تراجع للخلف ينهار و أخيراً أرضاً غير قادر على الإستمرار أكثر !

جيف نظر له سريعاً ليقفز متجاوزاً نسخته الخاصة ينطلق للوقوف أمام صديقه ، هو أراد محاولة إنقاذه و إن كان بأعماقه يدرك أن غايته مُستحيلة تماماً ، هو الآخر ليس بحال أفضل ابداً لقتال واحد فكيف باثنين ؟

زاك حدق سريعاً بمُنقذه بأعين فاضت من القلق قبل أن يوجه بصره للاثنان الآخران عل النجاة لديهما لكن و مع الأسف لم يكن وضعهما أفضل إذ كان كيفين بالكاد صامد أمام هجوم ثنائي عليه و رفيقه مصاب بالخلف .

المعركة ما كانت نتيجتها لصالحهم مُطلقاً بل هي كانت تسير للهزيمة و الموت ربما ، اليوم بدى الأمر جاداً حيث أنهم لم ينسحبوا كما الأيام الماضية بعد القليل من القتال بل وضعوهم بزاوية ما !

شهقة مُرتفعة صدرت منه عندما تناثر ذلك القُرمزي على جسده لينهض و يمسك بجيف الذي يحدق بمن أمامه بحقد شديد ، و عند هذه اللحظة التي كان السيف يرتفع بها بنية هبوطه و قتلهما كانت نهاية صبره حقاً .

مُجدداً ما كان الأمر سوى ثوان قليلة إلا أنها كانت كفيلة بقلب ساحة اللعبة لصالحهم هم ، هالة شديدة القوة بدأت تنبعث منه بينما اتسعت عينا جيف برعب و هو يشعر بالهواء يجتمع حول جسد رفيقه كما لو أنه يستعد لتحويله لإعصار !

زاك ألقى به بنوع من القوة بعيداً لئلا يُصاب بسبب تدفق طاقته هذه ، هو ما كان ليسمح لرفيق آخر بالموت مُطلقاً ، لن يموت من مد يد العون إليه و لو كان آخر عمل قام به بحياته كلها .

تلك النسخ ما إن ظهرت طاقته كهجين اختفت كما لو أنها ما وجدت من قبل ، كيفين و آندريه عيناهما اتسعت بصدمة شديدة !

صحيح أنهم يعلمون عن تواجد هُجناء هنا بهذه القارة لكن بحق أن يرو أحدهم أمامهم بدى أكثر غرابة من رؤية كل تلك المخلوقات التي يفترض بها أن تكون عبارة عن أسطورة .

بل أن يكون جزء من فريقهم هو ما لا يمكن استيعابه حقاً .

جسد زاك انتفض من الألم بينما دمائه سالت من فمه و أنفه و كأنها تُنبهه بمقدار الطاقة التي استعملها تواً ، تذكره أن قلبه المريض لا يمكنه احتمال هذا النوع من انفجار الطاقة !

هو لم يكد يرفع رأسه قليلاً عله يتنفس بهدوء حتى وجد سيف ما أمامه و حقاً شعر بنبضات قلبه تضعف أكثر بينما عرف صاحب السيف دون ان يلتفت له حتى .

جيف تقدم سريعاً يُبعد سيف الأمير من وجه رفيقه يقف أمامه و هو ينطق بضيق :" أخفض سلاحك "

أجابه المعني بنبرة باردة :" هو هجين ! "

رده الآخر بينما مُقلتيه ذات اللون الأسود قد ضاقت بحدة بذات برود الأول :" و إذاً ؟!"

نطق بحاجب مرفوع :" أكنت تعلم بالحقيقة ؟ أتدرك أن تواجدهم أمر مخالف للقوانين ؟ أم أنك أيها المُستشار لا تدرك حجم المسؤولية التي ستقع عليك و على أميرك و كل من كان يعلم حقيقته ! "

زاك اتسعت عيناه بألم شديد بينما يحاول النهوض ليبرر أو يُبعد جيف و أميره من الأمر مُتجاهلاً بذلك قلبه الذي بات ينبض بقوة لا ترحم مُطلقاً .

لكن كل تلك المحاولات انهارت و قد ارتجف جسده بقوة شديدة ما إن وقعت عبارته التالية كالصاعقة عليه :" ثم أليس هو و آيزاك ذاك توأم ؟ أي أن الآخر هجين أيضاً "

دموعه انهمرت كما انهار جسده يشهق بألم فظيع و هو يشعر بأن روحه شارفت على مُغادرة جسده حقاً ، ليس آيزاك ! لا يريد أن يكون السبب بموت شقيقه ليس مُجدداً ! بل ربما لو كانت لديه و لو القليل من الطاقة لهاجم كيفين و خادمه ينزع أرواحهم منهم قبل وصولهم له !

جسده رفع سريعاً من قبل جيف الذي هتف بقلق :" زاك ، أأنت بخير ؟ تماسك أرجوك و ثق بي ألا يُمكنك ؟ "

كيفين أراد الحديث لكن يد آندريه امتدت توقفه بينما يتحدث :" هو أنقذنا سيدي ، و نحن فريق مكون من عشرين شخصاً بعد موت أميرة البشر لا يحق لنا اتخاذ أي قرار وحدنا دون العودة للبقية لذا من فضلك اسمح لي بنقل بعض الطاقة إليه لإنقاذه "

هو حدق بخادمه و صديقه بهدوء قبل أن يتنحى عن الطريق ليحدق جيف بآندريه الذي بدأ ينقل الطاقة لمن فقد وعيه من الألم بإمتنان شديد ، فهو سيقاتل و لو حتى آخر نفس له لئلا يمس أي منهم رفيقه .

مسح على خُصلاته بحنان و الألم يشع منه بسبب تلك الملامح المُنكسرة التي ظهرت على وجهه الشاحب كما الأموات بينما كانت دموعه تزين وجنتيه ، هو همس :" لن يحدث لك او لشقيقك أي مكروه زاك ، هناك من هو مستعد للقتال من أجلكم "

اندريه ابتعد عنه فور شعوره بإتزان هالة من أمامه بارتباك ، هو سمع ذاك الهمس جيداً و هذه بحق ليست بالأمر المُبشر ، أكثر قاعدة تربى الجميع عليها هي أن المُهجنين شيء قذر لا يجوز تواجده بهذا العالم لا هم و لا أسرهم و الآن وقوع أمر كهذا قد يعني نشوب معركة داخلية فيما بينهم هُم !!...

~ نهاية الفصل ~

الوحش الذي هاجم فريق جيسي 🖕

المخلوق الذي هاجم فريق ليون 🖕😶

العنقاء و أظن غنية عن التعريف 😶🖕





Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top