الفصل التاسع عشر

إجتمع الواحد و العشرين شخصاً على أطراف القارة المجهولة ، شعور فظيع يجتاح كل منهم فالطاقة السلبية تحيط بهم و تجعل من التنفس أمراً شديد الصعوبة ، وضغط هائل يكاد يُحطم عظامهم !

تقدمهم جيسي قليلاً ليتحدث بملامح جادة كعادته إلا أنها خالية من أي سخرية :" من منكم لا يستطيع السير بطريقة طبيعية لينسحب ! الأمر ليس بلعبة مطلقاً "

سار الجميع عدة خطوات ليصبحوا بجانبه بينما ينطق نيرو بإنزعاج وهو يحدق بالثلج الذي يغطي القارة :" لو آنه علي الإنسحاب بسبب شيء فسيكون الثلج بالتأكيد "

وافقه بقية أبناء جنسه فهم يكرهون الثلج والشتاء بشكل عام لكن هذا لن يكون سبباً بإنسحابهم مطلقاً ، تقدمهم آرثر و آرون قليلاً لينطق الأول بإبتسامته الهادئة التي عُرف بها دائماً :" قبل أن نخطو للداخل تماماً هناك ما أريد أن اخبركم به "

نظر الجميع به بإهتمام وفضول ليردف هو :" هذه مهمة إستطلاعية ، يفترض بأن يعود واحد على الأقل منها ! وأنا أظن أنه لن يكون من العدل أن نُقتل جميعاً لذا الأفضل هو أن نحدد الأمر بعدد معين ، إن مات هذا العدد ستنتهي المهمة و يعود البقية لحل المشكلة فإن إتحدت القبائل كلها حتى المهجنين لن يصمدوا أمامها ! "

نظر البقية لبعضهم البعض ، لا أحد منهم يُنكر أنه يشعر برهبة شديدة مما سيلاقونه هنا ، هم سيحددون الآن عدد لمن سيموت ! و من يضمن أنه لن يكون واحداً منهم ؟

تنفس جيسي بعمق لينطق :" ست أفراد ! إن قُتِل السادس تعتبر المهمة منتهية "

حدق الجميع به فهذا العدد أقل من النصف حتى هو وجه نظراته لهم لينطق بجد :" لن نخاطر بالنصف لأجل لا شيء ! لا يوجد بيننا من لم يخض معركة بحياته ، وحياة كل واحد منا ثمينة للغاية ، لذا الأفضل أن ينسحب الناجون بعد موت السادس ليدمروا القارة بمن عليها ! "

توسعت أعينهم بدهشة ليتحدث نيو بتأييد :" محق تماماً سيدي ! إن تدميرها بإجماع قادة القبائل حتى لا ينجو أي أحد ! "

حل الصمت بينهم وكل منهم غارق بأمواج من الأفكار المتضاربة ، وربما أسوء مخاوفهم هي رؤيتهم لصديق يموت أمام أعينهم لتصبح ذكرى مخلدة تعذبهم كلما أُتيحت لها الفرصة بذلك .

أيقظهم من بحور أفكارهم آلبرت الذي نطق بمرح و سخرية :" إذاً هل سنقف هنا بإنتظار الترحيب بِنَا ؟ أم نحن سنتقدم ونجبرهم على الخروج ؟"

شهق ريكايل بخفة وهو يتحدث بمرح :" مهلاً لحظة ! هل سننطلق جميعنا معاً حقاً ؟"

حدق الجميع به بشيء من الحيرة ليردف زاك بملل :" واحد وعشرين شخصاً بطاقات متفاوتة يسيرون معاً وكأنهم يخبرون الوحوش ' أهلاً نحن هنا ' "

نطق ويل بشيء من الحيرة :" لكن حتى لو إفترقنا هم سيشعرون بِنَا صحيح ؟ "

بعثر ريكايل خُصلات شعره السوداء بينما أجابه نيو بهدوء :" سيفعلون لكن سنشتت قواهم ! و أيضاً نحن جميعاً قادرون على تخفيض طاقتنا للحد الأدنى مما يعني أن نحظى بقليل من الوقت قبل أن يتم كشفنا "

تحدث كيفين للمرة الأولى تقريباً :" وإن فعلنا هذا كيف سنعلم عن وفاة ستة منا ؟"

أجابه ليون بإقتراح :" ربما نحدد هذا المكان كنقطة إلتقاء لنا خلال أسبوع مثلاً ، نجتمع هنا بنهاية كل أسبوع مع تقرير عن ماذا حدث وماذا واجهنا وهكذا "

نطق جيس بإعتراض :" لا ، إن مات فرد واحد من إحدى المجموعات سيعني إختلال قوتها ! وقد يؤدي لهلاك بقية المجموعة لاسيما إن كان من بها أصدقاء "

تحدث جيفيري بشيء من الحيرة :" إذاً ماذا سنفعل ؟"

تقدم آرون بينما ينطق بمرح شديد :" لهذا السبب أنتم محظوظون بتواجدنا "

حدق به الجميع بملل فحقاً هذا ليس الوقت المناسب لمثل هذه التصرفات الطفولية ، لينطق بما لديه أو يصمت !

تنهد آرثر وهو يبعد صديقه لينطق بتوضيح :" ما يقصده هو هذه "

أنهى عبارته ليتمتم بكلمات ما جعلت خيط رفيع يلتف على عُنق كل منهم ، حدق الجميع به بدهشة كبيرة لاسيما عندما بدأ وميض يخرج من أجسادهم و يتشكل ككريستالة وكل منهم بلون مختلف .

ما إن إنتهت كريستالة كل منهم بالتشكل حتى حلقت الكريستالات جميعها بالهواء بحيث إنقسمت كل واحدة منها لعشرين جزء و إنطلقت عائدة للخيط الرقيق بأعناقهم ، كل واحد منهم أصبح يمتلك عشرين كريستالة لينطق آرثر مجدداً بإبتسامة هادئة :" هذه الكريستالات لن تدمر إلا بموت صاحبها ! عندما تحطم واحدة منها ستظهر بعقولكم صورة صاحبها لتعلموا أنه قتل "

تلمس الجميع وهناك قشعريرة سرت بجسد بعضهم ، بينما البعض الآخر لمسها برهبة وقلق و آخرون فقط بتفكير أنهم لا يتمنون تحطم كريستالة من يحبونه .

نطق ريكايل أولاً بإبتسامة باهتة :" إذاً أظنها فكرة جيدة حقاً "

نطق آرون بإبتسامته :" لازال هناك المزيد ! "

أعادو النظر لهما ليردف بمرحه المعتاد :" يوجد أسوار لحفظ الجثث "

تراجع البعض خطوة أو إثنتين للخلف ، لما يقولها بسهولة شديدة ؟ أهو مجنون أم مُختل ؟

وبحق الإله لماذا عليهم السير وهناك جثة ما بإسوارة حول معصمهم ؟ هذا جنون .

نطق آرثر بخيبة أمل :" آرون هل يُمكنك الصمت قليلاً ؟ "

أردف بهدوء شديد :" الغاية منها هي إعادة من مات منا لأسرته ! تعلمون المخلوقات هُنا بعضها آكل للحوم و أنا لا أريد أن أتخيل أن أحدنا سيتم نبش قبره و إلتهامه "

أغمض المعظم عيناه بينما أكمل هو بشيء من الحزن :" هذه الأساور ستقوم بسحب من يموت على الفور و هي حتى ستعيد تركيب جسد الميت إن حدث و قتل بإنفجار مثلاً ! و ستحتفظ بدفئه و كأنه مات للتو و بهذا عندما يعود الجميع لموطنه يمكنهم إقامة مراسم عزاء مناسبة "

لم ينبس أي منهم و لو بحرف واحد ، و لا أحد حقاً قادر على تخيل أحد المقربين منه يموت .

صمتهم جعل آرون يتمتم بتعويذة ما لتظهر الأساور حول أيديهم بينما يتحدث بشيء من الهدوء :" هذه الأساور ستعمل بالتعاقد ، أي كل واحد منكم ليختر من يرغب بأن يحتفظ بجثته إن مات ، و بعدها ليجرح نفسه و يضع القليل على الخيط و حينها فقط ستظهر جوهرة تدل على أن العقد إكتمل ، لن يتسع السوار إلا لإثنين فقط "

حدق كل منهم بمن يرغب أن يتعاقد معه دون أي تفكير , وبعضهم فقط تراجع لينتظر .

عبست ريبيكا بخفة وهي تنطق :" هذا فظيع , لا يمكنني إعطاء جثتي لأكثر الأشخاص وسامة هنا ! "

هي أنهت جملتها بينما تحدق بجيسي ليتنهد آلبرت بملل بينما يجرح كفه ويضع قطرة من الدماء على الخيط الخاص بليون وهو يتحدث بمرح شديد :" سأعطيك شرف حمل جثتي إن مت وهذا فقط لإنك صديقي العزيز ! إحرص عليها أكثر من حياتك ! "

ضحك ليون بخفة وهو يفعل ذات الشيء للخيط مع آلبرت لتظهر كريستالة بسوار كل منهما بينما يجيبه :" وما أدراك أنك لست من سيحمل جُثتي ؟ لا تكن متفائلاً لهذا الحد ؟"

ضحك بسخرية وهو ينطق :" مهلاً يا أخي أنت مخطئ ! حُلمك أنت أيها الفاشل الموت و أنا لازلت شاباً و لا أفكر به بعد , لذا ما قلته بالبداية لا يعد تفاؤل و لا بأي طريقة ممكنة "

نظرت ريبيكا لهما بملل شديد وهي تنطق :" أتمنى أن تموتا كلاكما ! وحينها لن تقلقا من هذا الأمر كثيراً "

نظر كلاهما لها بإستياء بينما تحدث ليون بسخرية :" عزيزتي ألا ترين أن أمنياتك أصبحت مشابهة لأماني نيرو ؟"

هي إلتمعت عيناها بحماس بينما نظرت لنيرو :" ومن سيرفض أن يكون مشابه لوسيم مثله ؟! إذاً نيرو أنت أجمل من المهرج والمحروق لذا إن مت أفضل أن تحتفظ أنت بجُثتي ! "

هو توردت وجنتاه بينما يتمتم بالشتائم بداخله عليها وعلى كل من ليون و آلبرت بينما تقدمت هي إليه و جرحت نفسها لتقيم العقد معه وهو فعل المثل .

وبناحية أخرى توقف آرون أمام آرثر وكل منهما يحاول إظهار إبتسامة على وجهيهما , فقط لأجل الآخر , لإن كلاهما يعلمان أي نوع من المشاعر و الذكريات هي التي تحيط بصديقه , نطق آرثر بخفة :" آرون مهما حدث أيمكنك أن تبقى قوياً ؟"

إبتسم بشيء من الإنكسار و كل ملامحه البلهاء التي يظهرها بالعادة إختفت لينطق :" وهل أنا قوي حقاً آرثر ؟ بالرغم من لطفك الشديد و الدائم فأنت الأكثر قوة بيننا ! "

عض على شفتيه بمحاولة منه لتمالك نفسه إلا أنه لم يستطع ليردف بكل حال بألم :" أنا تحطمت وإنتهى الأمر , لذا أرجوك لست بحاجة للمزيد من الألم , لا أريد أن أفقدك "

إحتضنه آرثر بقوة فهو أكثر من يعلم أن أسوء كابوس لآرون هي رؤية شخص يحبه يقتل أو يموت , وبالوقت نفسه يتمنى من أعماقه أن لا تكتب له العودة إن لم يكن آرون معه .

توقفت ميلينا وهي تحدق بهما بهدوء وتأثر , هي لا تظن منذ البداية أنها ستتمكن من النجاة ولكنها ستكون أكثر من سعيدة إن قدمت حياتها لأجل معلمها أو أعز صديق لديه , لإنها تعلم حقاً أن كلاهما يعني كل شيء للآخر , تماماً كما يعني آرون لها .

تنفس زاك بعمق وهو ينظر لتوأمه الذي كان بدوره يحدق به , كلاهما فقدا الإتصال بما حولهما تماماً , تقدم آيزاك من شقيقه وهو يتحدث بقلق وآسى :" زاك أنت عليك أن لا تستخدم قوتك كثيراً وبذات الوقت لا تتهاون بالدفاع عن نفسك موافق ؟ "

إبتسم له بخفة شديدة بينما أردف آيزاك وهو يبعثر خصلات شعره الفضية :" أنا هذه المرة سأفقد عقلي لا محالة إن فقدتك ! أقسم لك زاك لن يكون لي وجود وسأفجر هذه القارة بمن يسكنها "

ضحك زاك بخفة وهو ينطق :" إذاً موتي يعني مقتل جميع من هنا ! كم أنا شخص مهم "

إحتضنه توأمه بقوة وهو يتحدث بإنزعاج :" لا تتصرف وكأن الأمر لا شيء ! أنا حقاً لن أتحمل هذا "

عبس وهو يبادله العناق بينما يتحدث بشيء من الحزن  :" وماذا علي أن أفعل يا أخي ؟ ومن ثم إن كانت هذه الكلمات صادرة من شخص سليم تماماً فماذا سيفعل شخص مريض مثلي ؟! لذا حقاً أنا أحذرك من الموت هنا لإنني لن أسامحك حينها مطلقاً ! إلا إن أخذتني معك , إياك والتخلي عني خلفك "

صمت كلاهما لوهلة وكُل منهما يشد عناقه على الآخر وكأنهما يرغبان بأن يصبحا شخص واحد فقط .

راقبهما كل من نيو و إيكاري بهدوء و ألم , فهذان الإثنان نالا كفايتهما من الألم حقاً , نيو للآن يلوم نفسه على قراره المتسرع بإدخالهما لهذه المهمة وإن حدث لأي منهما أي مكروه لن يسامح نفسه مطلقاً .

أما إيكاري فهو كان خائفاً من أن تُسلب سعادة آيزاك فجأة , هذا الفتى الذي إعتنى به والداه من قبل و بعد موتهما هو حفظ جميلهما وبدأ بالعناية به , وأصبح كشقيق أكبر له , دمعت عيناه بالفعل ليقترب منه نيو ويبعثر شعره له وهو ينطق بهدوء :" لا يمكن لأي منا أن يعدك بأن كل شيء سيكون على ما يرام ولكن إيكاري لنبذل جهدنا لذلك ! "

أومئ إيكاري بخفة قبل أن ينساب صوت آيزاك لهما وهو يتحدث بحدة :" وأنا لن أسامح أي منكما إن تخليتما عنا ! علينا العودة جميعاً للديار حسناً ؟! أنا لا أسرة لي من دونكما "

هو أنهى عبارته بإحتضانهما بقوة قبل أن يردف بتصحيح :" بل أنتما أسرة لنا لا لي فقط "

قالها ليفتح ذراعيه طالباً من توأمه الإنضمام لهم إلا أنه فقط أخرج لسانه له بحركة طفولية , إلتف بعدها لكل من إيكاري و نيو وهو ينطق بتهديد :" أنا لم أتعرف عليكما جيداً بعد , لكن أسرة هذا آيزاك هي أسرتي لذا لنبذل جهدنا معاً "

أنهى عبارته ليغادر هو الآخر لمن يعتبرهم أسرة له , حدق نيو بصديق طفولته وهو يتحدث بإبتسامة هادئة :" وأنت إفعل مثله ! إذهب وتمنى الحظ الجيد لأسرة توأمك "

هو عبس بشيء من الغيظ بينما ينطق :" هُم ليسوا أسرته حقاً !  كونهم إعتنوا به عدة سنوات لا تجعلهم كذلك ! "

نطق نيو بكل إستياء :" طفل "

تجاهله آيزاك وهو يحدق بظهر شقيقه المتجه للبشر , هو لم يتخلى عنه بالمقام الأول ليعترف الآن أن له أسرة سواه , شهق بإنزعاج وهو يذكر أنه نسي تماماً تفقد ذاكرة توأمه ليعلم لما يظنه خانه و تخلى عنه ؟!

إبتسم جيفري للأميرة كلير بعد أن أنهى تعاقده معها وهو يتحدث :" أتمنى يا أميرتي أن لا تزيني هذه السوارة حقاً "

ضحكت بخفة بينما تتحدث بشيء من الغرور :" بما أنني أنا من سيكون بها فعليك أن تتباهى لا أن تقلق , على الأقل ستكون هناك جثة جميلة "

ضحك جيفري بهدوء بينما نطق زاك بمرح :" ومن سيجرأ على قتل الأميرة الفاتنة حقاً ؟"

نظر كلاهما له ليتحدث جيفري بهدوء :" إذاً مع من تعاقدت ؟"

أجابه بشيء من الخجل بما أنه حقاً لطالما أخبرهم عن مدى كرهه لشقيقه :" مع أخي "

بعثر جيفري خصلات شعره بحنان وهو ينطق :" لا داعي للخجل ! سعيد حقاً لأجلك زاك "

إحتضنه زاك بخفة وهو يتحدث بإمتنان :" لكنني لن أنسى أنك أول يد مُدت لإنقاذي جيف ! لن أفعلها مطلقاً يا أخي , أنت كنت من أنقذني من الغرق بالظلام الدامس , ساعدتني كثيراً وخاطرت بكل شيء تقريباً لأجلي , لذا شكراً لك حقاً "

مسح جيفري على ظهره بخفة وهو يجيبه :" وأنا لم أندم للحظة واحدة لذلك , بل أنا أشعر بالفخر بكل مرة أراك بها , فخر لإنني أدخلتك لأسرتنا الصغيرة لتزيد من حيويتها ! "

إحتضنتهما كلير بخفة وهي تتحدث :" بل أنا و أخي محظوظين بوجودكما "

إحتضنها كلاهما بخفة , ومن جهة أخرى نطق ريك بهدوء :" حسناً ليس علينا إفتراض الأسوء صحيح ؟ "

أجابه شقيقه بشيء من المرح :" من جهتي لا أنوي الموت مُبكراً , لكن الأمر فقط يبقى عائد لأعدائنا وقوتهم , فقط لا تقلق لإنك إن مت سأطاردك حتى بقربك يا أخي "

عبس ريك قليلاً وهو يبعثر شعر توأمه بينما يتحدث :" حقاً ؟ ألست ذات الشخص الذي إختبئ مني كل هذه السنوات ؟ أخشى أنك فقط ستحبس نفسك بقوقعة ما وتنسى أمري و إزعاجي تماماً "

بدى الجد على وجه ريكايل وهو يجيبه بهدوء :" و كيف لي أن أعلم عن ردة فعلك يا أخي ؟ ومن ثم لدي طلب منك "

حدق ريك به بهدوء شديد لينطق ريكايل بجد وألم شديد :" إن حدث لي أي مكروه فلا تعذب نفسك بسببي , أتوسل إليك يا أخي إياك وأن تعتزل الآخرين أو تهمل صحتك "

نطق بألم أشد وهو يتذكر ما حدث لتوأمه بسببه عندما أخذه جيس من القصر :" لا تفعل وتؤذي نفسك مطلقاً , أفضل أن تكرهني مئات المرات على أن تفعل بنفسك هذا "

حدق ريك به بدهشة ولسبب ما إنتابته رغبة بالبكاء الشديد منذ الآن , لا يعلم كيف عرف ريكايل عن ما فعله لحزنه عليه لكنه يدرك أنه من المحال تماماً أن لا يموت من الألم إن حدث لتوأمه شيء , ليس بعد أن إستعاده تقريباً , خسارته مرة أخرى ستُعد شيء يشطره لأشلاء وينثرها بعيداً عن بعضها البعض !

إبتعد عن توأمه قليلاً قبل أن يتقدم زاك منهما وهو يتحدث بخفة :" أعلم أنني مزعج للغاية ولو فعل هذا أحدهم وأنا أتحدث مع آيزاك لفجرته لكن أيمكننا إستعارة ريك قليلاً ؟"

ضحك ريكايل بخفة وهو يبعد بعض الدموع التي داعبت جفنيه بينم ينطق :" هو بأكمله لك ! سأذهب لتفقد سيدي الأمير و الحاكم "

أومئ ريك له وهو يبتسم بشيء من الحزن قبل أن ينطلق حيث شقيقته وصديقاه العزيزان .

نظر ويل للجوهرة بيده و للأخرى التي تزين معصم شقيقه الأكبر وهو يتحدث بمرح :" لا أظنني سأحتاج لها حقاً ! لكن الأمر مختلف معك "

ضيق جيسي عيناه وهو يتحدث بثقة :" لن تقتل أنت ما دمت أنا على قيد الحياة ! "

ظهر ريكايل من خلفهم وهو يمسح على شعر سيده بينما يتحدث :" ولا ما دمت هنا أيضاً ! من سيتجرأ على التفكير بإيذاء سيدي الصغير بكل حال ؟"

نطق جيسي بشيء من السخرية :" إذاً هل أنهيت البكاء مع شقيقك وأتيت لهنا لتكمل ؟"

أجابه ريكايل بشيء من السعادة :" سيدي قلق علي لدرجة أنه يراقبني بدقة ! أنت حقاً لطيف كما قال آرون تماماً "

ضحك ويل بخفة شديدة بينما إبتسم جيسي بشر وهو يربت على رأس ريكايل :" ويبدوا أنني سأتأكد من عدم عودتك أو عودته ! "

عبس ريكايل وهو يتحدث مع ويل بحزن مصطنع :" هل رأيت ؟ أنا فقط أمدحه وهو يتمنى لي الموت ! ويل إن مت أنا هنا فأمنية شقيقك ستكون السبب "

شهق ويل بإستياء ليحدق بشقيقه بعتاب وهو ينطق :" هذا سيء جيس لاسيما أن أي واحد منا قد يموت حالياً , لذا لا يمكننا تمني هذا حتى لو كان مزاحاً "

حرك جيسي كتفيه بلا مُبالاة بينما ينطق بسخرية :" الجميع إلا الواقف خلفك فهو كالقطط يصعب قتله بسهولة "

ضحك ريكايل بخفة قليلاً قبل أن ينطق بجد وهو ينحني لهما :" أنا أقسم هنا والآن أنني لن أتردد بإعطاء حياتي لأي منكما ! وسأكون ممتناً حقاً بذلك , فهو سيكون كالشرف لي "

خلل جيس أصابعه بين خصلات شعره الداكنة وهو ينطق بإنزعاج :" لست' بحاجة لهذا وأقسم إن تجرأت ووضعت جسدك أمامي سأكون بالنسبة لك أسوء من الموت ! أهذا مفهوم ريكايل ؟ "

ضحك ريكايل بخفة فهو حقاً لن يتردد من فعلها تماماً كما يدرك أن سيده سيبذل أقصى ما بوسعه لينقذه ويحول حياته لجحيم بما أنه وعد بهذا .

وأخيراً حدق آندريه بسيده بكل هدوء وعيناه تشعان بقلق شديد , كره هذا العقد الذي بينهما لإنه أجبره على التفكير بكل سلبية ممكنة , بينما تنهد كيفين بخفة فهو حقاً لا يريد أن يموت آندريه بسببه أيضاً , ليس وكأنه لم يعاني الكثير فقط لأجله !

نطق آندريه بهدوء وشيء من التردد :" سيدي أنا سيكون من واجبي أن أحميك و أضحي بحياتي لأجلك , ليس واجبي كعبد فقط بل لإنك شيء مهم حقاً بالنسبة لي "

إتسعت عينا كيفين بصدمة فهذه المرة الأولى التي يصرح بها آندريه بأن علاقتهما تجاوزت ما بين عبد و سيده , صحيح أنه رآى هذا بتصرفاته وعيناه ولكن لسبب ما لم  يتمكن من إخفاء ملامح الصدمة عن وجهه قبل أن ينطق وهو يشيج بوجهه عنه :" لست بحاجة لتضحيتك ! أنت حقاً غريب أطوار عليك أن تأمل موتي فقط "

تجهمت ملامح وجه آندريه بخفة وهو ينطق :" لا أحد هنا غريب أطوار "

وكالعادة هو منع نفسه من أن يكمل عبارته والتي كانت ستكون "غيرك أنت "

تقدمت شقيقته منه وهي تنطق بإنزعاج :" مهلاً لحظة ! هل حقاً ستسلم جثتك له إن مت ؟ بل الأهم هل ستبقي جثته العفنة إن مات هو معك ؟"

تنهد كيفين بإنزعاج وهو يمد ذراعه بينما ينطق بخفة :" فقط أقيمي عقدك معي ولتنهي الأمر "

هي حدقت به بإستياء شديد ! فكيف لها أن تخلط دمائها مع دماء ذلك العبد وبمكان واحد , لكن هذا أهون من أن تضع إحتمال حمل جثتها لعبدتها تينا !

و أخيراً إقتربت ميلينا بتوتر من تينا وهي تنطق بتردد :" أرجوا المعذرة يا آنسة تينا لكن ما رأيك لو أقمتي العقد معي "

هي نظرت للفتاة أمامها لتبتسم بلطف بينما تتحدث :" بالتأكيد , وشكراً لكِ "

بادلتها ميلينا الإبتسامة بخفة وبهذا إنتهى الجميع من ذلك و عادوا للتجمع معاً لينطق آلبرت بملل :" وأخيراً إنتهت تلك الأجواء المملة ! هل بقي من لم يبكي منكم ؟ "

هو نظر لرفاقه بينما يتحدث بدرامية :" لماذا أنتم عديمي المشاعر هكذا ؟"

حدق به ليون وهو يجيبه :" ومن سيمتلك مشاعر وشيطان مثلك برفقته ! "

رفع آلبرت هامته بكل فخر وهو ينحني له كنوع من الشكر بينما يتحدث :" أجل أعلم أنا فقط لا منافسين لي ! "

نظر لهم البقية ليضحكوا بخفة وقد تناسوا القليل من تلك المشاعر التي كانت تحتلهم , تقدم آرون وهو يمسك بيده بعض العصا لينطق بتعويذة ما لتتحول لدمى على أشكالهم جميعاً بينما نطق بمرح :" لنقرر الفرق بقرعة عشوائية "

تحمس البعض لهذه الفكرة وآخرون لم تعجبهم حقاً , بينما البعض فهم ضرورة إختلاف الأجناس بالفريق الواحد لتنويع القوى بما بينهم .

تقدم كيفين ليتحدث بهدوء :" لن يستطيع آندريه أن يكون بفريق آخر و تينا لن تتمكن من أن تكون بفريق مختلف عن شقيقتي "

تحدث آرون بعبوس :" لقد إتفقنا أن لا مراتب هنا صحيح ؟! ألا يكفي أنني كنت أرغب بزيارة والدك للتحدث معه بشأن العبيد وكل تلك الحماقات التي يقوم بها ؟! "

تنهد كيفين بإنزعاج وهو يجيبه :" السبب ليس هذا فقط ! بل لإنهم حقاً لا يمكنهم الإبتعاد عنا أكثر من ثلاثة أيام ! "

تقدم آندريه ليبعد قميصه ويظهر ختم العبودية فوق قلبه تماماً ليردف كيفين بينما يتجنب النظر لخادمه :" سيتوقف قلبه عن العمل إن حدث ذلك فهو ليس بختم طبيعي , بل عقد "

هو أكمل جملته بشيء من الكره حقاً , بينما نطق آرون بهدوء :" لا بأس إذاً إن ظهرت دميتك أو دمية آندريه أولاً سيتم سحب الآخرى تلقائياً "

تقدم ريكايل ليتحدث بإبتسامة :" وأنا لا يمكنني الإبتعاد عن سيدي الأمير أيضاً "

نطق نيرو بفزع :" هل لديك ختم للعبودية أيضاً ؟"

إستاء ريك من ذلك إلا أن ويل نطق بغضب :" مستحيل أن أفعل هذا به ! "

بعثر ريكايل خصل شعره السوداء وهو ينطق بمرحه ذاته :" ومن منكم سيتحمل سيدي أكثر مني ؟ أنتم حقاً لا ترغبون برعاية طفل كبير صحيح ؟"

نظر ويل له بغيظ شديد بينما إبتسم جيسي بإطمئنان عندما وافق آرثر على ذلك , كيفين أخفض رأسه بإنزعاج و حزن بينما وقف آندريه بجواره بهدوء .

لكن الجميع إلتف إلى تلك الدمى التي بدأت تحلق بالجو بكل حماس وكأنها لعبة لا تحديد فرق والتي قد تكون سبب بموت بعضهم أو نجاتهم !

زادت حماستهم عندما إصطفت الدمى مشكلة خمس صفوف عشوائية .

~ نهاية الفصل ~

قراءة ممتعة

توقعات و أراء ؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top