CHAPTER 4

••

De los ricos del mundo..

••

آنسة الأدب الألماني بمعطفها البرونزي وقبعتها الفرنسية البنية غادرت مسكنهنّ، جزمتاها العسليتان حشرتا بثلوج شوارع برلين وإنها مضت بتلك البرودة لتختلي بذاتها، بطنها أضحت جلية للأعين ولا سبيل لتتستر عن ذلك، أرادت أن تبكي ثم تصرخ بكمدها المتوقد، المستقبل مخيف الآن فأمومتها جاءت صدفةً دون زواج، اِخبار والديها جحيم لا تبتغي تجربته، لا حيلة لها وإنّ عليها ذلك، لن تبقى حتى تعود إلى المنزل بهم.

جففت ذقنها المبتل بظهر كفها ثم استنشقت الهواء لتخمد نيران أنفاسها المهتزة، الشارع العام ممتلئ بالبشرية الشقراء منها والصهباء أيضًا. صخب الطرقات توارى به صياح قلبها المكلوم، إنّها تتذكر ملمس يدا أحدهم على خذيها ورائحته الفاخرة تلك رغم أنها لم تشتهي رؤية تتمة المتهمين بعد ابن عائلة بارك المنحط الذي كان صوته من بينهم، لكنّ بخلدها رغبة ملحة لمعرفة ذلك الشخص، صوته الخافت كان مختلفًا عن القهقهات الساقطة المتبقية، لا يسمع كما ينبغي.

تجاهلت ذلك فلا تود أن تحمل المزيد بدواخلها من ذكريات تلك الليلة الملحمية، بالكاد تعيش لتتحمل مشقة نتائجها، ليس من السهل أن تتقبل أنها كانت بذلك الملهى الدنيء بينما خرجت ومقصدها جامعة الأداب واللغات لتخوض حصصًا إضافية، الحياة قادتها إلى طريق مسدود لا عودة به، الكارثة بهذه اللحظة قيدتها تماما ولن يواجه المسؤولية سواها.

لم تكن تعرف أنّ أحدهم يراقبها من سيارته، ذلك المتسابق جونغ كاي أخذ يلاحقها إلى أن جلست بكرسي خشبي لحديقة اكتست كعروس لزفافها. ملامحها المنكسرة كانت واضحة، الدموع بمقلتيها اجتاحتهما عاصفة شجية، لعن ذاته ونوى أن يذهب إليها، تراجع حينما وفقت قصيرة الشعر يوكي أمامها.

حملقت بوجه جويو ببرود ثم قالت مستهزئة.

«لا تبكي لأجل كلب ما.»

هوت جويو وأقرت جبهتها فوق بطن صديقتها لتنهار بأنين متقطع، ربتت رفيقتها على ظهرها بخفة ثم غمغمت بتذمرها.

«ليستِ جويو التي أعرفها، النحيب هنا لا ينفع..، عليكِ الإنتقام.»

رفعت محياها الباكي وتمتمت برنة متلعثمة.

«لم أخطئ بالاحتفاظ بهم..، أليس كذلك؟»

جعدت يوكي ثغرها ثم دنت راكعة بساقها لتقول بحزم بليغ.

«أن نقتل أبرياء هو الخطيئة، يتوجب أن نتخذ العقلانية طريقًا يا جويو..، مسؤولية طفل وأم عازبة سأعتبرها سيئة..، وإنها مضاعفة بحالتكِ أي أننا بمعضلة الأسوأ على الإطلاق..، برأيي يستحسن أن نعثر على الداعر الذي قام بأذيتك.»

عندها تدفقت ذكرى جديدة إلى باطنها، تقاسيمه كانت قريبة فيغدقها شفتيه وقبلة جامحة، انتصبت هلوعة، أنفاسها تخبطت كغارق ولم تستشعر الحياة إلى أن رجت يوكي جسدها قائلة.

«ماذا بك؟»

إزدرمت ريقها وأجابت بانفعالها.

«هو!..، تذكرته!»

اعتصر كاي مقوده وانعطف مغادرًا فإن لا غاية من بقائه في حين لن يتمكن من لقائها، لا شجاعة به حتى يقابل من يبدو أنها كانت بسببه تحتضر من اليأس، أنثى حامل بجنين قد يكون منه، رفرف وجدانه ولم يكذب شعوره، إنه أحب أن يكون له ابن ألغاه من مخططاته إن تزوج روزان بارك، امتنع بخطين من الدماء أن تكون تلك المدللة المتسلقة كما ينعثها أمًا لأطفاله ومهما حدث فلن يتراجع عن ذلك القرار.

تشانيول بذلك الحين عاد إلى منزله سيرًا وإذا به يجد شقيقه لوكاس ينتظر وجلوسه على الأريكة متبرمًا، استقام فور ما أبصره بعتابه الصاخب.

«الآن عليك بالصدق تشانيول بارك!»

دحرج الضخم بؤبؤيه وتجاهله، لا مزاج له كي يقدم تبريرات جعلها محرمة، لن يفشي ذلك السر وإن تم قتله تحت التعذيب، هكذا كان اقتناعه كما رفضت غطرفته أن تبلع تلك اللعنة، هناك احتمال أن تكون صديقة روزان تنسج مكيدة له، هذا كل ما يسبح بمخيلته، تلك ستكون السبب في معاناته إن كُشف وعليه التخلص منها قبل أن تدمر مستقبله.

زمجر وصك بوابة غرفته بحنقه، غرز أظفاره بفروته ومشى ليرتمي بسريره، مدد ذراعيه بين فسيحه وحدق مطولًا في سقيفة جناحه المزخرفة بصورته الجميلة، لا يتذكر ولا بنيته التذكر، تلك قاعدة راسخة بجبينه العنيد، لا يكترث ما لا مصلحة له به، دائمًا كان كذلك ولن يتغير بين ليلة وضحاها، ما بذهنه بهذه الثانية سوى أنّه بحاجة لكأس ليسترجع رشده.

ثالثهما الملياردير بيون كان هادئا كعادته، يتصفح الملف الأخير أحضره سائقه أشيب الرأس ببدلته الفحماء، يقف بجواره ليحظى بأوامره فما كان قد جلبه إلا الملخص اليومي لجويو كالعادة منذ أن دست بطريقه.

«هل ستخبرها؟»

تسأل بفضوله فرسم بيكهيون بسمة ماكرة واستدار صوبه قائلًا.

«ذلك لن يكون ممتعًا يا كينجي!»

زفر العجور تنهيدته ووثب ليحصل على مقعد بجانبه فوق الكنبة الجلدية الدهماء ثم هم مردفًا بلطف.

«كيف ستحل هذه المشكلة؟..، لقد علما بحملها الآن.»

رفع بيكهيون حاجبيه ممتعضًا وبحته المستهزئة.

«سأعيد تربيتهما..، ما كان عليهما لمس ممتلاكاتي

لانت تقاسيم كينجي لصورتها المكتئبة من فوهة نافذة غرفتها بين أصابع رئسيه وتمتم.

«حظها مأساوي.»

قذف الملياردير تلك الأوراق خلفه وبسط ساقيه أرضًا، لم يمنحه إجابة، غاضب حد الهلاك فإنّ بداية هذه المشكلة دشنت بفضله، إنه زبون معتاد، دائما كان يبتاع لنفسه ما يسليه..

ينظر من خلف الستار ليختار شعلة ليلته، يومئذ قد سرقت أنظراه، ربما لملامحها الأسيوية الفاتنة..

كانت ذات جمال ناعم لم يتمكن من كبح رغبته في تجربتها. إستثناء أراد أن يكرره، لكنهما أفسدا الأمر. كانت بسريره حينما تركها، وإذا بهما اِقتحما مخبأه ووطأت أيديهما الفاسقة ما كان ملكه وحده!

«من أذن لهما بالدخول؟»

صفق بيكهيون باب مكتبه حانقًا فيستقيم ذلك الرجل الأسمر بجرح استوطن وجنتيه معًا، رسم بسمة خبيثة ثم أجابه.

«هما صديقاك

المال بالطبع!

ارتعشت شفاهه ثم أباح بغيظه.

«أي لعبة تحيكها يا جيريمي، أقسم..»

قبل أن يتوعده قاطعه قائلًا بخفة.

«لا تقلق، إنها طريدة لن تصنع المشاكل لك!..، يمكنني التخلص منها!»

«سأدفع ثمنها ومصيرها بيدي..»

زمجر بيكهيون ثم سدد سبابته صوبه.

«إن حاولت العبث، سأقتلك.»

لن يدع قنبلة موقوتة بعهدتهم، كان به يقين أن الفتاة لم تكن بائعة للهوى، ولقد نسيّ أن يتخذ الاحتياطات. إن بقيت فقد يتم اِستغلالها للمزيد.

انصرف مسرعًا حيث أوعدها فيجد الطامة الكبرى قد حدثت، غفل عنها لربع ساعة فينتهي بها ملوثة بالأخران أيضا.

حمحم كينجي ليلفت انتباه سيده فأدار بيكهيون وجهه المنزعج نحوه، أفرش عندئذ العجوز ثغره ثم تحدث.

«إنها حامل بثلاث أجنة.»

انتفض بيكهيون بصدمته ولعنهما.

«هناك احتمال أنهم من صلبك..، وربما من أحدهما..، أو جميعًا.»

قال كينجي فيشخر بيكهيون واسترجع جسده حنو أريكته مجيبًا بنبرة ساخرة.

«تشانيول سيشنقه والده من مؤخرته!»

قهقه كينجي واِهتزا كتفاه ثم أفرغ ما أقفل صدره.

«سنساعدها؟»

لم يستغرب سؤال سائقه، إن ذلك ما بأعماقه فإنه كان ينوي أن يعلمهما درسًا لن ينسى لكن القضية بها بريئة لا قوة لها حتى تدافع عن حقها وإن قامت بمقضاتهم.

أتت سيدة مسنة بفستان مخملي وبين يديها صينية بها فنجان قهوة بنكهة الكراميل، أرستها فوق الطاولة ثم أضحت أمام أنظارهما لتعاتب سيد القصر.

«كيف فعلتم ذلك بحق الإله؟»

«لم أكن أعلم أنها بريئة!»

رمشت واستغرب محياها فأومأ بأناته مؤكدًا.

«إنني وغد سافل سكير..لكنني لست بمغتصب

جلست بالكنبة المقابلة لهما، مررت حينئذ عدستيها بينهما ثم عبرت عن فضولها لما يخفيانه.

«عدت إلى المنزل وحطمت كل شيء بجناحك..، لم أستطع التدخل ولم أقصد التنصت!..، أنت اعترفت أنك كنت شريكا باغتصاب تلك المسكينة.»

«لقد كانت بالملهى ودفعت ثمنها..، لم أكن أدري أنها مختطفة!..، ربما كانت تحت تأثير مخدر ما..، بدت شبه واعية ومطيعة

تأتأت متعجبة فيؤكد حينها كينجي حديثه قائلًا.

«هي حامل بالفعل..، بثلاثة توائم.»

شهقت وتوارى فمها بكفها، الصدمة كانت بليغة وإنّ لا مجال لتصديقها، انتظرت تبريرات من الوسيم الشاب الذي إزائها لكنه انشغل بكوبه وحلّ الصمت عندها.

فور ما استهلكت صبرها أصدرت سعال مزيفًا، لم يقدم ردًا بل نطق برنة باردة.

«أريدها هنا حالًا.»

ولى كينجي لينفذ أمره واستغلت خلوتهما لتشبع ظمأ رغبتها في معرفة خطوته التالية.

«ماذا تخطط له بيكهيون؟»

بلل فمه ثم غمغم.

«القرار بيدها فقط..، وسأوفر لها الحماية كاملة..، سواء كان حملها لي أم لا.»

وقتئذ لازال جونغكوك وخاله بجولة الركض، حاولا بكل جهودهما أن يتخلصا منهم لكن دون جدوى، غيرا الطريق إلى الحي الآخر ومرا من زقاق ضيق فتستقبل جونغكوك ركلة من ساق روزان ثم قفزت فوقه كي لا يهرب، لم يلتفت له سيهون، أكمل سباقه تاركًا ابن أخته تحت قبضة ابنة عائلة بارك الثرية.

جاهد جونغكوك ليفر وقلب الأوضاع فتضحى أسفله، ركلته بين ساقيه وسقط بينما يتلوى من الألم وصياحه، الآن قد حوصر بقيود رجالها، لم يفهم ما يتجرعه، ظنونه كانت فارغة. أغلق فكه بشريط لاصق وكبلّ بأصفاد، من شدة حماس روزان صعدت سيارتها ونسيت رفيقتها هيونجين هناك، تلك ما إنفكت تجري بين الأزقة الصغيرة فتنعطف من الرواق الأخير بها ويرتطم جسدها بجسم مفتول تعثرت به.

هوت بفسيح ذراعه وكانت ستبتعد واعتذارها فإذا به أقر حافة سكينه الحادة برقبتها ثم تلفظ بشحنائه.

«أين جونغكوك أو سأنحرك؟»

فزعها بلغ مغيبه وغفت بلا وعيها، أسندها لاعنًا إياها ثم حملها، لم يعرف كيف سيتصرف وإنها برفقته، إنه مجرد سارق محترف، موهوب بالنصب والاحتيال، هذه ستكون تجربته الأولى في الاختطاف وليس مستعدًا لتحمل تبعاتها فيبدو من ثيابها أنها ثرية.

فكر بوضعها على الأرض ويرحل بلا قضية تلبس مآبها السجن لكنّ صورة جونغكوك بمخيلته أرغمته على التراجع، إنها الوسيلة الوحيدة التي أمامه حتى يصل إليه، قضم شفته السفلى ثم استسلم وتوجه إلى بيته.

لم تعد أخته من عملها بعد وذلك كان بمصلحته، أدخلها إلى غرفته ثم بسط نعومتها بذلك الفراش الرث، أشعل الضوء وتتضح فروهتها لعينيه، اندهش لجمالها ولم يكن بتوقعاته أنها أسيوية، تفاصيلها الرقيقة أعجبته واعترض المضي بتخيلاته عندما نهضت بجزعها.

انكمشت حالما فوجئت برؤيته قبالتها ونظرت حولها ثم تفحصت نفسها فقال ليبتر تكهناتها.

«لن أؤذيكِ..، أريد ابن أختي فقط.»

أخرجت حينئذ يوكي هاتفها ووجهت صوب بصيرة رفيقتها صورة كاي بغلاف مجلة رياضية، لم تتعرف جويو على ذلك الأسمر المتسابق فأزاحته لتنبثق أخرى لجونغكوك وخاله ألتقطت من كاميرات المراقبة بالشارع المقابل لتلك الثانوية التي يدرس بها.

حركت حينها جويو وجهها بنفي قاطع وارتعش صوتها الرقيق قائلةً.

«لا!..، كلا!..، ليس أحدهما.»

«تشانيول بارك..»

نبست يوكي فتفصل جويو قولها.

«قد..قد..قبلني، لكن ليس ذلك الغوريلا قليل الحياء!..، الآخر..، من كان بالسيارة معه..، بذلك اليوم!»

زمت يوكي ثغرها لقلة حيلتها، وضعته كاقتراح أسود، إنّ من المستحيل مواجهته، نفوذه طاغية ليس بأوروبا فقط، أي بساط أرضي على هذا الكوكب يمتلك به نصيبًا من التحكم.

«يدعى..، بيكهيون بيون.»

اِرتجفت شفة جويو السفلى وحشرتها بين أسنانها، معالم القلق كانت تسبح بملامح يوكي لم تطمئنها، كادت أن تبتدأ كلامها المتردد فأدبرت قصيرة الشعر مغادرًة باتجاه مدخل مسكنهن، استعمرت جويو حينها رسغها وقالت.

«من..يكون؟»

«غوغل..،لكن سأنصحكِ الآن أن لا تقاتلي أحدًا، ما قلته كان مزحة!»

سخرت يوكي ثم حررت يدها لتهرب، لم يكن بسعة جويو منعها، أحست بالضياع ولم تلتقط جرأة لتفتش عنه بهاتفها، سحبته من جيب معطفها ثم نظرت به لدقيقة استجمعت به صلابة جأشها.

«أي وحش هذا..»

خافتت بصدرها ثم خمنت أحرف اسمه، نقرته بحذر واستنشقت الهواء قبل أن تصغط زر البحث فتنبلج أخباره على الصفحة الأولى، ما قرأته كان صادمًا، لوحت ببؤبؤيها إلى كلتي جهتيها ثم أرجعتهما لتتمم قراءة تلك المقالة.

«من أغنى أغنياء..العالم؟»

-
-
-
Continuará..

○○○○○○

1- مراحب! 😂❤

-كيف حال الجميع! 😭❤

-أتمنى تكونوا وحده وحده بخير ❤🎊

نمر للأسئلة!

أنا والتوقعات 😂 كيف اجتكم الصدمة! 😂

-كيف كان وغد الأمة 😂؟

•••

-جويو المسكينة؟ 😅💔

•••

-ماذا تتوقعون حدوثه الآن؟ ✌

•••

-جونغكوك؟ 😂 مش عارف يستوعب يالي صاير! 😂

•••

-يالي بينتظركم 😂 -ثنائي مصايب!- 😂

-أتمنى يعجبكم الفصل! ❤

نتقابل في كومونتات إذا كان عندكو وقت! ❤

أخليكم بالخير والصحة ❤🎁

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top