Ch: 15
صباح/مساء الخير؛ أتمنّى أنكُم بخير. 💜
إستمتعوا.
----///
باب الجَناح كان قَد فُتِح مِن قِبل أحدهم بينما جميعهُم كانو يصرخون و قد إنتشرَ الإزعاج في المكان، لوي مشى إلى الدَّاخِل بِنظرةٍ مدهوشة كانت في عيناه؛ يُحدِّق بِـليام و جوديث يُحاوِلان إيقاظ كولِن، رايان كان يستخدِم حاسوبه المحمول و هاري لَم يكُن موجوداً ولا آدم.
هو وصلَ حتّى المِطبخ ليقِف فوق الكُرسي ثُمّ يجلُس على الكاونتر ليأكُل مِن كوب المُثلّجات بِالڤانيلّا خاصّتُه، هو راقبهُم بِهدوء مُقهقِهاً بِخفّة، خرجَ هاري مِن الغُرفة بينما يقفِز مُحاوِلاً إرتداء بِنطاله، و كان عارِ الصدر، توجّه نحو كولِن " إستيقظ و إلّا أطلقتُ عليك جميع رَصاصاتي! " هو هدّد لكِن يبدو أنّ كولِن ليسَ قريباً مِن الإستيقاظ حتّى.
" رِفاق؛ لا تأخذو قولاً مِن كولِن فهو ثقيلُ النّوم. " رايان تحدّث و لكِن هاري لا يزالُ ينتحِب " بِالرُّغم مِن هذا، نحنُ يجِب أن نجِد لو! " لوي توقّف عن أكلِ المُثلّجات ليستوعب أنّهُم كانو يصرخون على بعضِهم بِسببه، هو إنفجر ضاحِكاً ليصمتو جميعهُم و يستديرو إليه.
هاري تقدّم مِن لوي سريعاً " لو، أنتَ بِخير، حبيبي؟ ماذا حدث؟ أين ذهبت؟! " سألَ هاري سريعاً كما إمتدّت أنامِلُه لِتُمسِك بِوجنتيّ الأصغر " لا تقلق، هاز؛ أنا فقط ذهبتُ لِأُحضِر مُثلّجات الڤانيلّا! " هو وضعَ كوب المُثلّجات بِجانبه ليسحب هاري قريباً مِن عُنقه، تارِكاً قُبلة رقيقة على جانِب شفتيه.
قطّب هاري حاجِبيه، يرفع يده اليُمنى مُعيداً شعر لوي إلى الخلف لكِنّهُ يعود ليتساقط فوق عيناه " لا أقلق؟ أنّى لي ألّا أقلق؟ وجبَ بِك أن توقِظني، أو أيّ أحدٍ مِنهُم، ليس جيّداً أن تذهب لِوحدك؛ أنت تعلم أنّك في خطر! " عَبِس لوي لِنبرة هاري الغاضِبة المُرتفِعة، و كان فَكُّه قد إرتعش علامةً على إمتعاضُه.
يديه تركتا وجنتيّ لوي " إبقى هُنا و لا تتحرّك. " هو هدّدهُ ليرحل إلى الغُرفة تارِكاً الجميع في صمت ينظرون إلى لوي مُنتظرينهُ أن يتحدّث أو ينظُر إلى أحدهُم، لكِنّهُ كان ينظُر إلى الأرض، يرتعِش و يتنفّس بِسُرعه، هو شَعِر بِيدٍ تمسح على ظهرِه " هو فقط قَلِقٌ عليك! " نطقَ ليام مُحاوِلاً تهدِئتُه.
رفعَ لوي وجهُه لينظُر إلى عيناه الدَّامِعة " لكِنّهُ غاضِبٌ عليّ، أنا دوماً ما أجعلُه حزيناً و غاضِباً؛ لا أعلم ما أفعل! " هو ناحَ و دمعة ٌ سقطت لِتتدحرج فوق بشرته النَّاعِمه، عَبسَ ليام، ليحتضن لوي الذي إنهمر بِالبُكاء و كأنّهُ طِفل، ليخرُج هاري مِن الغُرفة يرتدي قميصُه لكِنّهُ توقّف حالما رأى ليام يحتضِن لوي الباكي.
قد غَضبَ أكثر حتّى؛ فقد غضبَ على نفسِه لِجعل لوي يبكي، و قد شعرَ بِالغيرة لِرؤيتهُما يحتضِنان أحدهُما الآخر و هذا حقّاً شيءٌ يُبغِضه، أن يرى لوي بين يدا شخصٌ آخر " إنّهُ الوقت لِلتحرُّك يا رِفاق. " هو تحدّث ليدفن لوي نفسُه أكثر في حُضن ليام، آدم أخذَ سِلاحيه ليضعهُما في خِصره بهدوء.
كولِن فتحَ عيناه و إعتدل جالِساً مُمدِّداً يديه في الهواء " صباحُكم خـ- آهه! " هو تأوّه مُتألِّماً عِندما حصلَ على رفسةٍ في أسفل ظهره مِن جوديث " أيّتُها اللعينة؛ لِمَ كان ذلِك؟! " هو صرخ، و جوديث صرخت عليه في المُقابِل " قضيتُ الوقت أُحاوِل إيقاظك بدلاً مِن التجهُّز و حُنجرتي كادت تتمزّق بِسببك و الآن تجرؤ لِأن تقول صباحُنا خير؟! "
قهقه رايان بِخفّة كما أغلق حاسوبه و وقف " يجدُر بِنا أن نذهب الآن، هيّا؛ سوف أنتظركُم عِند سيّارتي! " نطقَ كما سحب أسلِحته و خرجَ مِن الجَناح مع آدم بِجانبه، تارِكاً البقيّة ليتجهّزون؛ وقفَ هاري في مكانه مُحدِّقاً في الإثنين اللذان أطالا العِناق فتأفّف و حدّق في كولِن و جوديث بِغضب " لا نُريد أن نتأخّر. " هو نطق لِتومئ جوديث و تسحب حقيبة ظهرُها و تخرُج مِن الجناح بعد أن رفست أسفل ظهر كولِن مُجدّداً.
حاول كولِن الوقوف و لكِن الألم قد إنتشر في أسفل ظهرِه حينما إنحنى، لكِنّهُ وقفَ على أيّ حال كاتِماً أنينُه.. ليخرُج مِن الجناح هو الآخر.
" لو، يجِب أن أذهب أنا أيضاً. " ليام تحدّث، و لكِن لوي شدّ يداه على قميصُه " إلى أين؟ " تحدّث بِنبرةٍ ضعيفة، رافِضاً إبعاد وجهه عن صدر ليام، ليقترب هاري مِنهُم عاضّاً شفتيه بِندم، فهو لَم يقصِد أن يُخيفه، كان خائِفاً عليه فقط " لديّ عمل، ستشكُرني على رحيلي لاحِقاً! " إبتسم ليام، مُبعِداً لوي عنه.
أخفضَ لوي أنظاره إلى الأرض عالِماً بِأنّ هاري موجود، ليام أعطى نظرةً لِهاري قبل أن يرحل ليتركهُما وحدهما " لو.. " تحدّث هاري، ليلاحظ رعشة جسد لوي حين سماعه لِصوته، هو عَبس و مدّ كفّيه ليضعهما فوق فَخِذيه " ملاكي، أنا آسِف؛ لَقد قلقتُ عليك كثيراً، لَم أرغب بِفقدانك! "
زفرَ لوي كما رفع يديه ليمسح دموعه الّتي لطّخت وجنتيه " أعتذِر، فاتِن! " تمتم هاري مُجدّداً، ليرفع لوي وجهه فيُسنِد هاري جبينُه على خاصّة الآخر " أتُسامِحني، صغيري؟ " همسَ حينما تلامست أنوفهما معاً، فإبتسم لوي " على ماذا أُسامِحك؟ " رفع يديه كما نطق لِهاري، يضعُ مِعصميه فوق كتفيه ليعبث بِأطراف شعره.
إستنشق هاري كمّيّةً كبيرة مِن الهواء ثُمّ زفرها " على دموعك التي خرجت بِسببي، على شعورك بِالخوف بِسببي، على كُلّ ما فعلتُ لك؟ " أغمضَ هاري عيناه بِخدر حينما إنتشر الشعور بِالدّفئ في جسده إثر عبث لوي بِشعره " همم، و هل أُسامِحك على جعلي أقع بِقوّة؟ " همهم لوي، جاعِلاً مِن هاري يفتح عيناه بِتعجُّب.
عقدَ هاري حاجِبيه " م-ماذا تقصد؟ " تسائل بِغرابةٍ مِن حديث لوي، ليُقهقه لوي بِخفّة " على جعلي أقع في غرامُك. " هو نطقَ خَجِلاً، و هاري إبتسم، إبتسامتُه تعمّقت في ثانيتين " لكِن الإله وحدُه يعلم من وقع في حُبّ الآخر أكثر! " أجابهُ هاري، مادّاً يديه لِيُمسِك بِخصر لوي، شادّاً إيّاه قريباً لِيُلصق جسديهُما معاْ.
لوي أحاط خِصر هاري بِساقيه كما إقتربت شفتيّ هاري مِن خاصّتيه " أنا.. قد وقعتُ في حُبّك مُدرِكاً أنّني لَن أستطيع النّهوض مُجدّداً، فإن لَم أقع لِأجلك، فلا أحد يستحِقُّ قلبي إذاً. " تِلك الكلِمات البسيطة، كانت قد أثارت الكثير في لوي؛ لكِن القُبلة فقد كانت شيئًا آخر، كانت سبباً في فُقدان لوي لِأنفاسه و عقله.
فُصِلت القُبلة مِن قِبل هاري، ليُحدِّق في لوي الذي كان مُغلِقاً عيناه بِإسترخاء و فُتور، تارِكاً رأسه يسقُط لِلخلف؛ رفعَ هاري يده مُبتسِماً ليضعها حول عُنق لوي، و إنحنى مُجدّداً نحو الأمام، مُقبِّلاً شفتيّ لوي الرَّطِبة ليمتصّهُما مُصدراً همهمة مُتلذِّذاً بِفعلته.
قدميه شدّت خِصر هاري لِتحتكّ مِنطقته بِجسد هاري فيأنُّ شادّاً شعرهُ بِخفّة، هو بدا مُحتاجاً لِجسد هاري، لِذلك الإحتكاك و التّلامُس بينهُما، لِشفتيه اللتين لا تفشلان في جعله يشعُر بِالذوبان كما لو أنّهُ شمعةٌ، كما لو كان تِلك اللهب التي تمتزِج بِه لِتُخرِج كُلّ جميلٍ بِه.
" آه، حُبّي.. " تأوّه هاري، يعضُّ شفتيه كما إبتعد عن لوي، يمسح بِإبهامه على شفتيه بِرقّة، فتحَ لوي عيناهُ أخيراً " يجب أن نذهب نحن. " إبتسم هاري، يُحدِّق بِنجمتيه اللَّامِعتين، يحمِله ليُنزِله أرضاً، ثُمّ يترُك قُبلةً أخيره على شفتيه قبل أن يُمسِك بِيده.
كِلاهُما مشيا معاً خارِج الجَناح " إذهب لِلمِصعد، سوف ألحقُ بِك! " تحدّث هاري كما توجّه ناحية الجناح المُقابِل، و لوي نظر إليه بِتعجُّب لكِنّهُ أكمل طريقُه على أيّ حال، إنضمّ إليه هاري في المِصعد و بين يديه حقيبة ظهرٍ مُماثِلة لِلّتي كانت لدى جوديث، لِيُحدِّق لوي بِـهاري بِغرابة.
هو تفادى الحديث مع هاري بِشأن ذلِك، و تفادى النّظر إليه " إلى أين سنذهب؟ " تسائل لوي، يخرُج مِن المِصعد مُمسِكاً ذِراع هاري بِكلتا يديه " إلى مكان.. أين يجب أن تستمِع لِما سأقوله لك. " هو نطق عِندما إقتربا مِن مُوظّف الإستقبال و عدّوه.
في السيّارة؛ هاري وضعَ حقيبة الظهر خلفَ كُرسيّ القائِد في موضِع القدمين، إرتدى مِعطفاً رسميّاً فوق بِذلته الذهبيّة الحريريّة، ليبدو في مظهرٍ جذّاب في حِذائه العاليّ ذهبيّ اللّون و بِنطاله الضيّق ذا التمزُّقات عِند الرُّكبتين، هو ركبَ السيّارة ليبدأ بِالقيادة مُتجاهِلاً شعوره بِنظرات لوي تحرق جسده.
" أسدِ إليّ خِدمة، و توقّف عن التحديق.. " هو تمتم بِهدوء جاعِلاً مِن لوي يحمرُّ مُبعِداً أنظارُه " إفتح الدِّرج أمامك و أخرِج القيود و قِطعة القِماش. " هو تحدّث، ليفعل لوي ما أمرهُ أن يفعله، هو وضعَ الأصفاد فوق حُضنه مع قِطعة القِماش بيده.
حدّق بِهُما بِتعجُّب " أغلِق عيناك، و إبقى هكذا حتّى نخرُج مِن السيّارة. " نطقَ هاري، فأغلق لوي عيناه بِقطعة القِماش تِلك " و لكِن إلى أين سوف نذهب؟ " تسائل لوي مُغمِضاً عيناه كما شدّ القِماش النّاعِم ضِدّهُما " لا تسألني، فقط ثِق بي.. أرجوك؟ " همسَ هاري بِنبرةٍ ضعيفة.
تجمّد لوي في مكانُه بِإندهاش؛ هو لا يرى شيئًا، و لا يرغب بِفتح عيناه كيلا يُغضِب هاري " أنا أثقُ بِك! " هو أجابهُ أخيراً، إنهمرت دموع هاري التي حبسها طويلاً مُنذُ الصباح، فقد كان يأخُذه إلى الخطر بِنفسه الآن، و لا يستطيعُ العودة الآن، فقد وصلَ إلى ذلِك المكان اللعين الذي يجدُر بِه أن يضع لوي بِه.
هو خرجَ مِن السيّارة بعد مَسحِه لِدموعه، ينتقِل بِقدماه إلى الجِهة الأُخرى حيثُ كان باب لُوي ليفتحه له، يأخذُ الأصفاد و يُساعد لوي على الخروج مِن السيّارة " سوف تسمَع صوتاً مألوفاً، و آخر غريب؛ ستعلم ما عليكَ فِعلُه.. نفِّذ أوامِر مَن تظنُّ أنّك تعرِفه، و لا تنطُق بِحرف. " همسَ هاري خلف لوي كما قيّد ذِراعيه بِالأصفاد خلف ظهرُه.
شعرَ بِهاري يُدخِل شيئًا طويلاً في جيبه الخلفيّ " هذا لِلإحتياط، سيكون كُلّ شيءٍ بِخير؛ أعِدُك! " قبّل عُنقه قبل أن يقوده ناحية الباب، هُما دخلا المكان المُظلِم بعض الشيء، ليلتزم لوي الصمت و الأفكار تتراكم في عقله، هو يثق بِـهاري مهما حدث.
" هو هُنا. " لوي سمعَ الصّوت المألوف مِن منطقةٍ ليست بِبعيدة، لِيُجلِسه هاري على كُرسيّ ما؛ يستقيم و عيناه تخونه.. يُحاوِل ألّا ينظُر إلى لوي الذي بدا لطيفاً و بريئًا، هو رغبَ بِصفع نفسه على عدم قتل وينتر سابِقاً؛ همم، رُبّما لِأنّ حُلفاؤه سوف يُنفِّذون كُلّ الخُطط حتّى بِدونه.
تقدّم الرجُل مِن لوي ليخلع القِماش عن عيناه، هو إبتسم للوي الذي حوّل أنظارُه إلى هاري سريعاً؛ حيثُ كان يقِف خلف هذا الرجُل الطّويل بِنظراتٍ غير مفهومة في عيناه، لكِن لوي يعلم أنّهُ يستطيع أن يثق بِه بِالرُّغم مِمّا سيحدُث لاحِقاً.
هو أيضاً رأى كولِن يقِف قريباً مِن الحائِط مُمسِكاً بِيديه معاً أمامه " يُمكِنك الرحيلُ الآن. " الرجُل نطق، فإستدار هاري تارِكاً لوي يبتلِع بِخوف، هاري قال له أن يُنفِّذ أوامر من يعرفه، هو يعرِف كولِن.. ليس جيّداً، لكِن كِفاية ليعلم أنّهُ في صفُّهم.
فور خروج هاري مِن المبنى المُحاط بِالحُرّاس - حُلفاء وينتر على الأرجح - ركضَ نحو سيّارته سريعاً، يفتح الباب و يقود خارِج المِنطقة لِيُقابِل رايان و ليام حيثُ يجدِر بِهُما أن يكونا؛ مبنى وينتر، هو لَم يهتمّ لِكم إشارة مَرورٍ قطعها، هو أراد للوصول هُناك سريعاً، يعلمُ أنّ آدم و جوديث و كولِن سوف يحمون لوي جيّداً.
تِلك الدّقائِق التي إستغرقها مُحاوِلاً الوصول إلى المبنى بدت كالدّهرِ له، هو سَمِع رنين هاتِفه ليرفع السمّاعة واضِعاً إيّاها في أُذنه و يُجيب الإتِّصال " طُرِدتُ مِن الغُرفة. " تحدّث كولِن فورما تمّت إجابةُ الإتِّصال، فقطّب هاري حاجِباه " حسناً، آدم و جوديث أعلى لوي، سوف يحميانه، صحيح؟! " هو همهم كما أوقف السيّارة.
" نعم، هُما تماماً فـ- " لَم تتسنّى لِـكُولِن فُرصة لِإكمال حديثُه، فقد دوى صوت طلقةٍ في المكان جعلت كولِن يرمي الهاتِف و يُهروِل لِلدَّاخِل، مُتناسياً الإتِّصال و هاري الذي تجمّد لِبُرهة " هل لوي بِخير؟! ماذا حدث! " هو تسائل بِنبرةٍ عالية، حينها فُتِح باب السيّارة مِن قِبل ليام.
أمسك بِوجه هاري مُديراً إيّاه لينظُر إليه " أسرِع، ليس لدينا وقتٌ طويل! " ليام تحدّث، ليخرُج هاري مِن السيّارة خالِعاً السمّاعة عن أُذنه، لِيمشي داخِل المبنى مُحاوِلاً ضبط أعصابه، و ليام خلفُه يتبعه حيثُ يذهب " هذا ليس الطريق الصحيح، ركِّز. " همس ليام ليصفع رأس هاري بِخفّة حينما إستدار يميناً، و المُفترض بِه أن يسلُك الإتِّجاه الأيسر.
كِلاهُما دخلا المِصعد الخاص بِالموظّفين بعد تأكُّدهما أنّ لا أحد في الجوار ، نظرَ هاري إلى الأزرار، فرأى إثنان وحسب " أين بقيّة الطّوابق؟ " تسائل هاري، ناظِراً إلى ليام الذي ضغط على الزِّرّ الأيمن " هذا المِصعد يأخُذك مِن و إلى طابِق وينتر الخاصّ. " أجابهُ ليام فتأوّه.
هو ناولَ هاري بِطاقةً ما إحتوت على رمزٍ سِرّي " تمكّن كولِن مِن خرق النِّظام ليلة أمس و الحصول على رمز الباب لِمكتب وينتر، أنت سوف تذهب هُناك، رايان ينتظِرُنا في هذا الطَّابق. " هاري إستلم البِطاقة سريعاً و أدخلُها في جيبه الخلفيّ عِندما فُتِح باب المِصعد.
كلاهُما خرجا، ليسمع هاري همسة ليام " حظّاً مُوفّقاً. " إفترق الإثنان، فذهب ليام في الممرّ الأيسر و هاري أكمل طريقُه إلى الأمام مُصلّياً أن يسير الأمر كما خُطِّط له، إقترب مِن الباب الكبير مُخرِجاً البِطاقة التي أخذها مِن ليام قبل ثوانٍ معدودة، يُدخِل الرمز السِريّ لِيُفتَح الباب.
أعادَ البِطاقة في جيبه كما دخلَ المكان الذي كان يطلُّ على شوارع بيرو مِن الأعلى، بِسريرٍ في المكان؛ هذا جعل هاري يُقطِّب حاجِباه، كانت هُناك ثلّاجةٌ أيضاً، جِهاز تِلفاز و فِرن- حسناً.. المكانُ بدا كَـمنزِل في الواقع، لكِن كان هُناك سلالم مُؤدّيةً إلى الأعلى في نِهاية المكان.
هو تقدّم بِهدوء، يعتلي السلالم بِهدوء حريصاً على عدم إصدار أيّ صوت طقطقةٍ على الأرضيّة، دخلَ المكان و الذي كان المكتب أخيراً، كانت غُرفةً مُظلِمة، بِصبغٍ أسود اللون على الحوائِط مع لمعةٍ فِضيّة عليه، سُجّادة أرضيّة سوداء كذلِك، هاري أخرجَ سِلاحُه مِن جيبه حينما إستمع إلى صوت حركة في المكان.
هو نظرَ إلى الباب على جانبه الأيسر، خرجَ شخصٌ مِن هُناك مُصوِّباً المُسدّس خاصّته على هاري، و هاري فعلَ المثل مُصوِّباً المُسدّس نحوه؛ ذلِك كان قبل أن يكتشِفان أنّهُ فقط هُما " أنت! " هاري نطق، و رايان قهقه " نعم، إنّهُ أنا؛ فكّرت أن أنتظِرُك أنت و صديقُك في الخارِج لكِن وينتر قد يكون هنا في أيّ لحظة. "
أومئ هاري مُتفهِّماً، تقدّم مِن المكتب الذي كان يحمِل الكثيرُ مِن الملفّات أعلاه، لكِن كان ذلِك الوحيدُ المفتوح مع صورةً تعود لِـلوي قبل سنواتٍ عديدة، عِندما كان في التَّاسِعة مِن عُمره، عامُ ألفين و واحِد مِيلاديّاً " هذا كان قبل أن يُختطَف، أليس كذلِك؟ " حملَ هاري الصُّورة، كان لوي مع عائِلته، والِدته كانت تحمُل تشارلوت؛ و هو كان يُمسِك بِكفّ والِدُه.
صفّق أحدهُم مِن عِند الباب، جاعِلاً مِن الإثنان يرفعان رؤوسهُما؛ كانت إمرأة، ذات شعرٍ أبيض اللون قصير، ذات جسدٍ ممشوق القوام، بِالرُّغم مِن كونها كبيرةٌ في السِّنّ، إلّا أنّها بدت جميلة " مرحباً رايان. " هي إبتسمت، تخطو بِكعبها الأسود مُطقطِقةً الأرض نحو المكتب.
بدت غريبة؛ فَـحتّى فُستانها كان أسود اللون و قصير، شعرُها كان الشيء الوحيد أبيض اللون، هي حدّقت في هاري الذي رمقها مُستقيماً، و سِلاحه كان في يديه؛ إبتسمت مُتفحِّصةً جسده " هاري ستايلز؛ إبنُ إدوارد.. ياللأسف، عائِلتُك كانت مِن العوائل القويّة، أتسائل ماذا حدث لهُم؟ " هي عَبِست، ليشُدّ هاري فكّيه غاضِباً.
قهقهت بِجنون " لا عليك مِنهُم؛ لا بُدّ أنّهُم في الجحيم يستمتعون بِمُضاجعة بعضهم. " رمشَ هاري سريعاً، غير قادِراً على الردِّ عليها، كيف لها أن تتجرّأ و تُهينُ أشخاصاً روحهم تكمُن في السّماء؟ " و أنتَ تعيشُ حياةً جميلة، مع زوجُك- أعني.. زوجك السَّابِق.. همم؛ أم أستخدِم، زوجك السّابق المُتوفّى؟ "
تجمّد هاري في مَحلّه، هو لا يعلم تماماً ما يجدُر بِه أن يفعل " وينتر، توقّفي! " هو كان مصدوماً، لكِنُّه صُدِم أكثر حتّى بِما نطق بِه رايان، هي قطّب حاجِبيها " أنا أكبرُ مِنك، لا تُخبِرني بِما أفعل و لا أفعل. " تذمّرت كما إقتربت مِن مَكتبِها، تُحدِّق بِـهاري.
هو رفعَ أبصارُه بِبُطء إليها، يبتعِد مِن خلف المَكتب ليقترِب منها و يضع يديه حول عُنقها، دافِعاً إيّاها بِقسوة ضِدّ الأرض لِتقع و يقع فوقها " لِماذا تفعلين هذا بِـلوي؟ ما ذنبُه الذي إقترفه لِتُدمِّري حياتُه؟! " هي أظهرت تعابيرُها المُختنِقة، وجهُها تحوّل إلى اللون الأحمر، ليتدخّل كولِن و يرفع هاري سريعاً.
إستنشقت الهواء سريعاً كما تأوّهت " عزيزي.. هذا لَن يُعيدهُ إليك؛ هو قد رحل مع عائِلتُه الآن! " إبتسمت أثناء مُحاولاتها لِتنظيم تنفُّسها " ألا تشعُرين بِالذّنب حين تسلبين رُوحاً مِن شخصٍ بريء؟ " عاتبها كولِن، فَعبست ناظِرةً إلى الأرض، هي إعتدلت جالِسة.
" أنتَ مُحِقّ.. عدى أنّني لا أشعُر بِالذنب لِأنّ لا أحد بريء و..لستُ أقتُلهم بيداي! " هي إبتسمت مُجدّداً و كأنّها مُختلّة عقليّاً " أوه أخي، ألا تعلم أنّ العالم تغيّر؟ هُناك قتلة تستطيع إستئجارهُم. " هي نطقت كما وقفت مِن على الأرض " و هُناك مَن تستطيعين تهديدهُم لِيُنفِّذوا أوامِركِ. " هو أجابها، قاصِداً إيّاها في حديثه.
إستدارت نحو مَكتبها مُجدّداً، تارِكةً كِلاهُما خلفها " إفعلها. " همسَ رايان، يستديرُ لِيخرج مِن الغُرفة تارِكاً الإثنان، هو إستمع لِصوت الرَّصاصةِ تُطلَق، حاولَ عدم الشعور بِالفِقد، لكِنّها كانت آخر مَن تُرِك له في عائِلته، و لا يرغب بِأن يكون عديم المشاعِر، لكِنّها لا تستحقُّ تِلك المشاعِر الثمينة.
خرج هاري بعد لحظات، مُمسِكاً بِملفّ بين يديه، خاطياً أسفل السلالم " لِنذهب لِلوي فوراً! " تحدّث هاري، ثُمّ بقيَ يُغمغم بِكلِمات لَم يستطِع رايان إلتقاطُها، كِلاهُما قابلا ليام قريباً مِن المِصعَد " ذلِك جرى أسرع مِن المُتوقّع! " تعجّب ليام، ليدفعه هاري داخِل المِصعد " أصمُت أرجوك. "
أثناء طريقهُم إلى الأسفل، هاري فتحَ الملفّ مُتفحِّصاً صور لوي التي كانت موجودة هُناك، و كانت أكثر مِن أن يستطيع عدُّها على الأصابِع، لَم يرغب بِتصديق ما قالت في الأعلى، لكِن وجهيَّ رايان و ليام لَم يكونا يُساعِدانه على تخيُّل عكس الأمر.
" أوقِف السيّارة بعيداً عن المبنى، نحنُ مُختبِئون لِأنّهُ قد تمّت مُحاصرتُنا مِن قِبل الرِّجال. " ليام تحدّث قارِئًا رِسالة جوديث إليهم، ليتوقًف هاري سريعاً، هو ترجّل مِن السيّارة، حامِلاً خرطوشةً مِن الرَّصاص حول خُصره، و الإثنان تبعاه فاعلان المثل " الباب الخلفيّ، و إلى الأعلى سريعاً. " نطقَ رايان، لِيُنفِّذا أمرُه.
ثلاثتهُم سلكو طُرُقاً مُختلِفة عِندما ذهبو إلى الدور العُلويّ، ليختبِئ هاري أعلى السلالِم مُشاهِداً أتباع وينتر يتحرّكون في المَكان " بعد ثلاثة، إثنان.. " رايان همس عبر سمّاعات آذانهم لينطلق هاري بِإطلاق الرَّصاص عِندما سَمِع الطّلقات مِن الجِهة المُقابِلة.
لَم يعلم كم كان عددُ الّلذين أصابهُم في الواقِع، كان مُهتمّاً بِإكمال الخُطّة الحاليّة؛ ألا وهي إخراجُ لوي مِن مَنطقة الخطر حتّى تتسنّى لهُم الفُرصة في إطلاق الرَّصاص في المكان بِحُريّة على أولئِك الرِّجال، عِندما نزلَ الطَّابِق السُّفليّ هو تقدّم مُصوِّباً حول الرِّجال اللذين كانو لا يواجِهونه، ليام و رايان إهتمّا بِالبقيّة.
هو رأى لوي يُهروِل لِلخارج مع جوديث و رجُلٍ ما مِن أتباع وينتر يحميهُما؛ أليس هذا غريب؟ هاري تلقّى رَصاصةٍ جعلتهُ يتأوّه عالياً ساقِطاً على رُكبتيه، لكِن البقيّة لَم يُلاحِظو فقد أكملو قتل أولئِك الرِّجال، كان لوي الوحيد الذي إستدار إلى الخلف، لِلتأكُّد مِن أنّ هاري لا يزالُ على قدميه.
" هاري! " صرخَ لوي بانكسار؛ يركُض بِكُلّ مافيه مِن قوّة إلى هاري الذي سقط أرضاً " هازا، أرجوك؛ هذا لا يحدُث حقّاً! " تمتم كما لامس وجه هاري بِيديه المُرتعشتين، عينا هاري نظرت إلى لوي بِخمول، يرفع يده لِيمسح بِها على وجنة لوي " كُن.. قويّاً! " نطق هاري بِصعوبة كما حاول إلتقاط أنفاسُه.
أغمض عيناه تارِكاً لوي مع دموعه اللتي إنهمرت لِتُشوِّش ناظِريه و تُلطِّخ وجنتيه حتّى تتساقط فوق جسد هاري، هو إستقام ساحِباً السِّلاح مِن بين يد هاري مُقبِّلاً أنامِله، يُصوِّب نحو أوّل رجُل وقعت عيناهُ عليه لِيُطلِق على جسده الرَّصاص، ثُم تتوالى الطّلقات بعدها، و هو قد أُصيب كذلِك.
كان قد سقطَ أرضاً عِندما أصبح المكانُ هادِئًا؛ لا طلقات بعد الآن، و لا شعور بِالخوف يدُبّ في داخِله، و بِالكاد يسمع خُطاهم تتقدّم مِنه كما زحفَ إلى هاري، رفع يده لِيُقبِّلها " أنا هُنا.. هُنا معك. " همس شابِكاً يديهُما معاً " أنتَ لستَ وحيد. " شهق واضِعاً رأسُه فوق صدر هاري " كُن بِخير.. كُن. "
__
سبرايز. 🙃
سُو التشابتر كُلّه أحداث مختلطة على بعضها، ما تحسّو؟):
لوي كان طالع يجيبلُو آيس كريم، إستحقّ الموضوع غضب هاري أو لا؟ → عن نفسي أنا أشوف طبيعي يعصّب هاري، الولد بخطر و طالع لوحده.
كولِن نومه ثقيل؟ ☺️ * سيم * احم.
لاري مومنت)؛!
الأكشن، أح ماعرفتني والله. 💔
نهاية التشابتر؟ 😭🔥
سو كُلكم تعرفون؛ فترة الإختبارات النِّهائيّة قرّبت، سو بشوف متى ماقدرت أكتب رح أكتب، و لمّا تخلص هذي الفترة بإذن الله بحدّث، أوعدكُم.
أحبكُم ملائِكتي؛ أعتنوا بأنفسكُم! 💞
Peace. ⚓️💚💙
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top