Chapter ::8::


مع بداية يوم جديد .. اليوم المنتظر الذي كان يحلم به ايثان ..

كان يجلس ايثان علي سريرة بينما يعد المال الذي إدخره والابتسامة المشرقة طبعت علي وجهه سعيداً بما حققه من انجاز خلال الثلاث سنوات الماضية الي هذه اللحظة ..

قاطعه دخول ايزابيلا وكودا وملامح الحزن طبعت علي وجوههما لينظر لهما مبتسماً : عمتي إيزابيلا وعمي كودا .. لما انتما حزينين هكذا ؟

اقتربت ايزابيلا لتجلس بجانبه وتحتضنه باكيه فاختفت ابتسامته ليقول بقلق وارتباك : عمتي إيزا .. لما تبكي ؟.. أ أرجوكي توقفي ..

قاطعته قائلة من بين دموعها : بعد كل تلك السنوات ستذهب ياصغيري ؟

احتضنها قائلاً بابتسامة حزينه : ولكني سأعود عمتي .. فقط سأذهب لكي اعرف من انا ومن هي عائلتي ..

ابعدها يمسح دموعها مردفاً : ولكنك ستظلي امي التي ربتني وكبرت امامها .. سأعود لاجلكما هذا وعد .

ابتسمت لتمسح علي شعره : لا يا صغيري .. ان وجدت عائلتك فإبقي بينهم ولا تعود لهذا المكان .. انت لا تنتمي لهذا الحي ولكن انت تنتمي لنا ولعائلتك الحقيقية .. حتي ان ابتعد سنظل نتذكرك ونحبك دائماً .

تجمعت الدموع بعيناه ليحتضنها بصمت غير قادر علي فراقهما فهما من وقفا بجانبه طيلة السنوات الماضية دون كلل او ملل منه وإتخذاه كإبناً لهما وهو يعتبرهما مثل والديه كذلك .

اقترب كودا ليعبث بخصلات شعره قائلاً بابتسامة : سنشتاق لك يابني .. ارجو ان تجد عائلتك .. كنت اريد الذهاب معك ولكني لا استطيع ..

قاطعه ايثان مبتسماً: اعرف عمي كودا ولكن انتبها علي نفسيكما الي ان اعود .

ابتسما له لتودعه ايزابيلا ليسير مع كودا الذي سيوصله للقطار الذي سيذهب به .

بعد خمسة عشر دقيقة كانا الاثنان يقفان ويدفعان تذكره الذهاب ليلتلف كودا لايثان وينخفض لقامته قائلاً بينما يحيطه من كتفيه : انتبه لنفسك ايان .. لا تثق بأحد بسهوله وتخبره بسرك .. حسناً ؟

ابتسم ايثان ليحتضنه هامساً بامتنان : شكرا عمي كودا لن انسي معروفك هذا ابداً انت وعمتي ايزا .. ولا تقلق علي سأتبع نصائحك .

مسح كودا علي رأسه ليودعان بعضهما ويذهب ايثان لركوب القطار مودعاً حياته بذلك الحي متأملاً ان يبدأ حياته القديمة بين عائلته الحقيقية من جديد و ان يرجع ذكرياته التي ضاعت ولكن هل لاحلام وامنيات هذا الفتي ان تتحقق ام ان حياته ستتغير ولن تعود لسابق عهدها ؟!.

****

في قصر عائلة روتشيلد ..

في ذلك الوقت كان ايفان يجلس مع الجدّين و اوستن و إيما بالاضافه لآليكس بصالة المنزل منتظراً والده ليأتي ويصطحبه للحديقة ..

:_ ايفان .. أمازلت تنتظر عمي ديفيد ؟

نظر ايفان بصمت لآليكس الذي كان يجلس مقابلاً له علي الاريكة ليرد متنهداً : اجل .. فهو قد تأخر .

نهض اليكس ليجلس بجانبه قائلاً بسخرية : مازال الوقت مبكراً يا ايف ..

نظر له ايفان بعبوس ليضحك آليكس عليه بخفه فنظر ايفان لجده قائلاً : جدي اوقف هذا الاخرق عن السخرية مني .

ابتسم الجد ليرد قائلاً لآليكس : آل توقف عن السخرية من ايفان فهذا عيب .

رد آليكس علي جده : هل انت تحاول مراضاته ياجدي ؟ انه احمق ...

قاطعة ضرب ايفان له علي كتفه ليتراجع للوراء ضاحكاً بسخرية ليغيظ ايفان الذي وقف هاتفاً بتهديد : فقط عندما يجد ابي اخي ايثان سوف نقتلك يا اليكس .

تركهم وذهب عابساً بينما هم نظروا له بصمت وحزن علي ماقاله .

نهض اوستن مبتسماً بسخرية ليقول : انه مايزال لديه امل بعودة توأمه .. ألا يجب عليكم ان تنصحوه بنسيانه واخبارة انه مات .

صمت الجدان وابتسمت ايما بسخرية بينما رد آليكس عليه قائلاً بضيق : ايثان لم يمت يا عمي اوستن ..

قاطعه اوستن بانزعاج : وما أدراك انت بذلك يافتي ؟

صمت آليكس ولم يرد ليردف اوستن : ان لم يكن لديك الاجابة فلا ترد يا آليكس ولا تتدخل بحديث الكبار .

تنهد اليكس لينهض تاركاً الجميع ليدلف لغرفته بغيظ وغضب من عمه اوستن الذي دائما يتدخل بما لا شأن له به ويخرب لحظاتهم معاً .

جلس علي مكتبه ليخرج كتبه ويبدأ بالمذاكره لدراسته الجامعيه .

وبغرفة ايڤا وديفيد ..
كان ايفان جالساً بالشرفه ينظر للخارج بشرود ويتذكر لحظاته مع توأمة وكيف كان يحميه من المشاجرة مع الاخرين ..

:_ بني تعال للداخل فالجو بارد ..

نظر ايفان لوالدته التي نادته ليلبي طلبها ويدخل قائلاً : امي متي سيأتي ابي ؟.. اريد الذهاب .

تنهدت لتسحبه من يده لتجلسه بجانبها علي السرير قائلة : صغيري لما تريد الذهاب لذلك المكان بعد ما حدث ؟ لما تريد التذكر ..؟

قاطعها مبتسماً بحزن : امي .. انا اعلم انك تحاولين ان تنسيني ولكن حقاً قد ألتقي بأخي هناك ..

احتضنته بخفه قائله : اتمني ذلك ياصغيري .. اتمني ان نجد شقيقك .. اتمني ان يكون بخير ..

بادلها دافناً وجهه بكتفها : سنجده امي .. انا اشعر بذلك ..

:_ هيا بنا ايفان لنذهب .

ابتعدا الاثنان عن بعضهما لينظران لديفيد الذي دخل بوجه متكدر بينما ينزع معطفه الاسود ليعلقه فسألته إيڤا باستغراب : ماذا حدث يا ديفيد ؟

نظر ديفيد لايفان ثم لها متنهداً : سأخبركي لاحقا والان تعال ايفان لنذهب فانا لدي عمل بعد النزهه .

سأله ايفان : ابي هل وجدت شيئاً عن ايثان ؟

رد ديفيد بهدوء : مازلت ابحث .

صمت ايفان وايفا بحزن لينهض ايفان ليغير ملابسة ويذهب مع والده للحديقة ..

.
.

وصل ديفيد وايفان بالسيارة لحديقة هايد بارك بنفس اللحظة التي توقفت بها سيارة اجره بالجانب الاخر لينزل منها ايثان التوأم الاصغر ..

سار ايفان مع ديفيد لداخل الحديقة وهو ينظر لكل شبر منها متذكراً لحظاته مع توأمة الذي افترق عنه بأخر زياره لهما الي هنا ولم ينتبها علي ايثان الذي دخل ورائهما وهو ينظر لكل شئ بشرود غير منتبه عليهما كذلك .

كان ايفان يدور بكل مكان ويبحث بين الناس بنظراته علّه يجد شقيقة الذي كان يتابع الناس بنظراته بينما يجلس تحت احدي الاشجار بعيداً عن توأمة الذي حدّثه والدهما قائلاً : ايفان هيا لنذهب لدي عمل ..

نظر ايفان له برجاء : قليلاً بعد يا ابي.

تنهد والده وكاد يرد ليجد ابنه ينظر بصدمة لمكان ما فعقد جبينه مستغرباً وتقدم اليه ليمسكة من كتفه ولكن ايفان ابتعد يركض بعيداً عنه ليقف هو متفاجئاً منه وذهب ورائه بقلق ليري لما ابنه ركض بهذه الطريقة واين يكون ذاهباً ؟

اخترق ايفان الصفوف بين الناس بالحديقة بعد ان لمحة يجلس تحت احدي الاشجار يعبث بالارض ليركض اليه محاولاً ان يصل الي شقيقة وهو غير مصدق انه رآه مجدداً  و حي يرزق !

بالجانب الاخر تنهد ايثان بيأس وحزن لينهض مغادراً مكانه لمكان اخر ليختفي بين الناس في اللحظة التي وصل بها ايفان وهو يتنفس بقوة ليقف باحثاً عنه بضياع ولهفه فأين ذهب ؟ لقد كان هنا .. لقد رآه .. اين ذهب ؟ هو لا يتوهم لقد...

قاطع ضياعه والتفاتاته يد والده الذي سحبه ليقف امامه بينما يقول باستغراب وقلق : لما ركضت يا ايفان ؟.. ألم اخبرك ألا تبتعد عني ابداً ؟

رد ايفان بسرعه وهو ينظر حوله بضياع : لقد كان هنا ابي .. لقد رأيته بعيني ..

امسكة من كتفه لينظر ايفان له بينما يسأله بضياع : من تقصد صغيري ؟

امتلئت عيناه بالدموع بينما يردف : ايثان ..

اتسعت عين ديفيد بصدمة بينما اكمل بحزن : صدقني ابي .. لقد رأيته لقد كان يجلس هنا "اشار للشجرة" ولكني لا اجده الآن .

تنهد ديفيد ليرد بخيبة امل : صغيري انت تتوهم .. لا يوجد احد هنا .

رد ايفان بسرعة وانفعال : صدقني لقد كان يجلس هنا .. انا لا اكذب او اتوهم يا ابي .

نظر ديفيد بهدوء لانفعاله وحزنه ليقول بنفاذ صبر : لنعد للمنزل ايفان ..

كاد ايفان يعترض ليقاطعه والده بينما يحيط وجهه بين كفيه : بني . . ارجوك توقف عن ذلك .. لقد اخبرتك انني سأجده وان كان هنا سأجده بالتأكيد والان لنعد ارجوك يا صغيري .

نزلت دموع ايفان بينما يومئ ليمسكة والده من يده ويسحبه ورائه للسيارة ليسير ورائه مطأطئ رأسة بحزن وهو يشعر انه يرتكب خطأ اخر بحق شقيقة .

خرج الاثنان من الحديقة ولم ينتبهان علي ايثان الذي كان عند احد البائعين ويعطي ظهرة لهما ليلتفت فجأه بينما يمسك علبة عصير بيده ويشرب منها ليتوقف بصدمة وهو يري ذاك ‏الفتي والذي يكون نسخة طبق الاصل منه و يمسكة رجل بنفس ملامحهما ولكنها اكثر رجوله ليشهق بصدمة مسقطاً العصير من يده علي الارض بينما هما يعبران امامه للخارج لتتدفق بعض الزكريات وتتوضح تلك الوجوه التي دائماً ما تأتي بأحلامه ليمسك رأسة بألم وغير تصديق ..

افاق من صدمتة علي اختفائهما ليشهق بدهشة ويركض للخارج بسرعه ليتوقف مصدوماً حين رآهما مجدداً يجلسان بسيارة بينما تتحرك بهدوء بعيداً عنه لتتسع عيناه ويقترب منهما محاولاً ان يلحق بهما بينما ينادي : انتظراا .. ارجوكما ...

لكن السيارة ابتعدت اكثر ولم ينتبه والده او شقيقة عليه ليتعثر ويقع بمنتصف الطريق باكياً وهو غير مصدق ، هل هذان يقربانه ؟.. هل ذاك الفتي شقيقة ؟.. هل هو توأمة ؟.. والرجل الذي معه من يكون ؟ .. اهو والده ؟ .. ام انهم ليسو بعائلته وانه يتوهم ؟.. لا .. هو لا يتوهم .. بالتأكيد هما عائلته الحقيقية ولكن .. يبدو من هيئتهما انهما من عائلة ثرية !.. ان كانو كذلك لما لم يبحثون عنه ؟ .. لما تركوه لسبع سنوات بعيدا عنهم ؟ ..

اسأله كثيرة تدفقت بعقله لتترسخ بعقله فكرة واحدة فقط .. انهم قد تخلو عنه ! .. ان كانو اغنياء اذاً قد يكونون تخلو عنه ولكن .. ان كان لديه توأما لما قد يتخلي عنه توأمة ؟ .. يجب ان يعلم الحقيقة ..

نهض دافعاً افكارة بعيداً كما دموعه التي مسحها بعنف ليوقف سيارة اجرة ويركب بها قائلاً للسائق بهدوء : سيدي هل لك ان توصلني لاي مكان ؟

استغرب السائق طلبة ليسأل : ماذا تقصد يافتي ؟

تنهد ايثان محاولاً التماسك وعدم البكاء لينزل من السيارة هامساً : شكرا سيدي .. سأنزل .

نزل ايثان تحت نظرات السائق التي ترمقه بحده ، ان كان لا يريد الذهاب لاي مكان لما اوقفه اذاً ؟

سار السائق بسيارته متمتماً : فتي متشرد .

رغم انه ابتعد لكن ايثان سمعها لتنزل دموعه علي وجنتيه وهو يتذكر ديفيد وايفان وماذا كانا يرتديان ؟ .. هل حقاً تخلو عنه ؟ هل هو مجرد متشرد ؟

سار ايثان بينما يمسح دموعه ، سيعود للحي مجدداً وذلك ان كانوا حقاً تخلوا عنه او ان كانوا اثرياء وتركوه هكذا لسبع سنوات ضائع يعاني ظلم الحياه بمفرده !

جلس تحت احدي الاشجار لينظر للسماء التي بدأت شمسها بالمغيب واختفي نصفها تحت الشفق الاحمر لتعلن عن حلول الليل ..

هبت بعض الرياح البارده لينكمش علي نفسه ويحتمي بمعطفه بينما يشعر بالجوع ولكن لا يستطيع شراء الطعام فالمال الذي معه لا يكفي سوي لشراء تذكره قطار واحده فقط للعوده للحي .

وقف ليسير للمطعم الذي بالناحية الاخري من الشارع ليتوقف بخوف وهو ينظر يميناً ويساراً ليطمئن نفسه من اي سيارة قد تعبر بهذا الوقت ليسير بسرعه للمطعم نفسه الذي كان به من قبل مع والداه وشقيقة لينظر للداخل عبر الزجاج ليغمض عيناه اخذاً انفاس عميقه ثم يزفرها ليفتح عيناه مقرراً الدخول للمطعم والبحث عن عمل ..

:_ من انت يافتي ؟

انتفض علي تلك اليد التي حطت علي كتفه ليلتفت مذعوراً لصاحب الصوت ليجده شاباً بمنتصف العشرينات تقريباً بشعر اسود وعيون بنية اللون .

كان يقف مبتسماً باستغراب لايثان الذي كان ينظر له بشرود ليسأله الشاب : هيه .. يا فتي هل انت تائه ؟

اخفض ايثان عيناه ليومئ بنفي ذلك قائلاً : لا .. انا فقط ا .. احتاج لعمل لهذا جئت لهذا المطعم .

همهم الشاب متفهما ليسأله : ما اسمك ؟

رد ايثان : اسمي ايان .. ايان كودا سيدي .

ابتسم الشاب ليقول : ماكس .. يمكنك مناداتي بماكس .. وان كنت تريد العمل فتعال معي فأنا شقيق صاحب المطعم .

ابتسم ايثان بامتنان : شكرا سيد ماكس .

ابتسم ماكس ليأخذه لشقيقة والذي كان رجلاً بنهاية الاربعينات ممتلئ الجسد قليلاً وذا طبع حسن والذي وافق علي عمل ايثان بشرط ان يقوم بغسل الاواني فقط ومسح الاسطع وايثان وافق بذلك بصمت مقابل اجر قليل ..

****

في قصر عائلة روتشيلد ..
كان ايفان يجلس بغرفة شقيقة الذي كان ينام بها حيث كان لكلاً منهما غرفه منفردة ولكنهما كانا يتناوبان علي الغرف وينامان معاً ولا يفترقان وها هو وحيد بغرفة توأمة ..

كان مستلقياً علي السرير ينظر للسقف ويتذكر توأمة الذي رآه اليوم .. هو متأكد انه رأه ولم يكن يتوهم ..

اعتدل بجلسته باستياء من نفسه قبل اي شئ ، ماذا لو كان هو ؟ ماذا لو كان توأمة وهو ذهب وتركة مجدداً ؟

نزل من السرير مغادراً الغرفه ليتجه لغرفة والديه ليقف امام الغرفة حين وجدهما يتحدثان مع بعضهما ويبدو عليهما انهما يتشاجران ليتفاحأ من ذلك فهذه اول مره يتشاجر بها والديه بهذه الطريقة ..

قالت ايفا بعصبية : لقد اخبرتك ياديف من قبل .. اخبرتك انه لا يجب ان توقف البحث ولكنك توقفت وتركت ابني ..

قاطعه مبرراً : كلنا يئسنا يا إيفا من ايجاده .. حتي انتي لم توقفيني وصمتي بذلك الوقت وتأتي اليوم وتلومينني انا ؟

ردت بغضب : اجل ألومك يا ديفيد .. لقد صمت فقط لاني كنت اثق بك ولاجل ابني ايفان الذي كان ينهار ولكن الآن لن افعل .. انا اريد ابني ياديف .. ابحث عنه بكل مكان .. لم اعد اتحمل فراقه ..

رد : ولكني ابحث عنه يا إيفا وللآن لم اجده .

ايفا باستياء وانفعال : حقاً ؟ .. اتخبرني انك تبحث عنه وانت جالساً هنا ؟ .. هل تثق ان الغرباء سيعيدون لك ابنك ؟

رد بنفاذ صبر : توقفي ايفا .. هو ابني مثلما يكون ابنك .. مثلما تتألمين انا اتألم طيلة السنوات الماضية لانني لم استطع ايجاده ..

التفت بغضب ليأخذ سترته ويلبسها لتقول له بدهشة : الي اين ديفيد ؟

نظر لها بغضب : سأذهب لابحث عن ابني ولن أتي للمنزل دون ان يكون معي .

اتسعت عينيها بدهشة لتقترب منه بسرعه وتمسك يده قائلة برجاء : انتظر لا تذهب .. انا اسفة .. انا فقط..

قاطعها بحزن : اعلم انك اكتفيتي من الصمت يا إيڤا ولكنك معك حق وهذا وعد مني لن ادخل هذا المنزل دون ان يكون ايثان معي .

وضع يدها جانباً ليفتح الباب ويفاجأ بإيفان واقفاً بصمت ودهشة مما حصل للتو ليتركة ويذهب لتجلس إيفا باكية علي ما حدث للتو ليقترب ايفان منها يحاوطها بحزن لتبادله هي قائلة بحزن وعدم تصديق : لما كل هذا يحدث ؟ .. اولا ايثان والان ديفيد .. الجميع يذهب ويفترقون عنا ..

نظرت لوجهه بحزن شديد وندم : لقد اخطأت .. لم يكن علي قول ذلك الكلام الجارح له .. اخبره يا ايفان .. اتصل عليه واخبره انني اسفة واجعله يعود ..

مسح ايفان دموع والدته المنهارة قائلاً بلطف وحزن : امي لا تقلقي سيعود ابي بالتأكيد .. لا تبكي ارجوكي .

احتضنته بقوه بينما تبكي لتنزل دموعه بصمت بينما يبادلها وهو يفكر لماذا حدث ذلك معهما ؟ لقد كانوا افضل اسرة معاً الي ان ضاع ايثان لتبدأ حالهم بالتدهور والحزن يطغوا علي حياتهم بعد ان كانت تملأهم السعاده !

****

في العاشرة والنصف مساءً فرغ المطعم تماماً من الزائرون ولم يتبقي سوي الموظفون ومنهم ايثان الذي كان ينهي عمله قبل ان يذهب ..

اقترب احد الطباخين منه ليسلمة ماله لهذا اليوم بما انه لن يأتي مجدداً فأخذه ايثان شاكراً له فابتسم الطاهي له مبعثرا شعرة ليذهب بعدها ..

بعد انتهاء الجميع خرجوا ليغلقوا المطعم ليتقدم احدهم من ايثان قائلاً : هل اوصلك لمنزلك يافتي ؟

توتر ايثان من سؤالة فهو لا يريد لأحد ان يعرف انه لا يعرف احد هنا وليس عنده منزل ليرد مخفي توتره : لا سيدي شكراً لك .. بيتي قريب من هنا .

أومأ الشاب مبتسماً ليذهب كل شخص لمنزله معتقدين ان ايثان سيذهب مثلهم لمنزله ولكن ايثان بقي في ذلك الشارع بجانب المطعم يحتمي بمعطفه من البرد الشديد ولكن لسوء حظة بدأت السماء تمطر فوقف وبحث بناظرية لأي مكان لا يصلة الماء ولكنه لم يجد ليسير مرغماً لمكان ما وقد وضع فوق رأسة قلنسوة المعطف الذي تبلل من المطر الذي زادت غزارته بقوة وصوت الرعد وضوء البرق يضيئان السماء ليزداد خوفه وقلقة وهو يسير مسرعاً محاولاً الاحتماء في اي شئ دون جدوي.

توقف فجأه وهو يشعر بأحد خلفه كما المرة الماضية ليلتفت بسرعه ليتفاجأ بثلاث اشخاص ينظرون له بنظرة غريبة وبأيديهم يمسكون بزجاجة النبيذ  ويبدو عليهم انهم ليسو بوعيهم فدب الرعب بقلب الصغير الذي تراجع خطوة للوراء بينما ابتلع رمقه بارتباك وخوف ليقرر السير مجدداً بعيداً عنهم ولكن اوقفهم احدهم قائلاً بثماله وهو يشير لايثان : انظرو يارفاق .. توجد قطة صغيرة هنا ستسلينا .

ايده رفاقه مبتسمين بحماس لينظرون لايثان المرتعب ليحدثه نفس الرجل بلطف مصطنع : تعالي ايتها القطة سنتسلي معًا..

اتسعت عين ايثان بورطة وخوف ليلتفت امامة راكضاً بشدة ليلحق به الثلاثة ضاحكين بينما ينادون عليه ويتسلون بخوفه .

نزلت دموع ايثان وهو يحاول الاختباء والهروب منهم ليدخل لاحد الازقة كحل للاختباء ولكن كان اسوء قرار اتخذه فقد وجد الزقاق مسدوداً ليحتجز هناك امام الثلاثة الذين تقدموا له مبتسمين ونظرتهم المرعبه كانت كفيلة بإرعابه اكثر واكثر ..

قال احدهم بتلعثم و عبوس : لا يجب علي القطط ان تهرب هذا عيب .

تراجع ايثان للوراء بذعر ليقول اخر : اجل معك حق يارفيق .. لهذا يجب ان نعاقب هذه القطة ..

صرخ ايثان عليهما بيأس وخوف : انا لست قطة .. ابتعدو عني ..

قال الرجل الثالث ضاحكاً بسخرية : انظرو انها تتكلم لما لا نخرسها ؟

ايده رفاقة لتتسع عين ايثان بصدمة فماذا سيفعلون به ؟

نظر بقربهم ليجدهم بعيدين عن تلك الزاويه ليركض محاولاً الهروب منهم ولكنهم كانوا اسرع منه ليقف احدهم امامة ويدفعه ليسقط ارضاً وتسقط القلنسوة عن رأسه لتتساقط قطرات المطر الغزيرة لتغرقه ، ليتقدم الثاني ليمسكة بعنف من يده فتأوه ايثان وهو يحاول ان يجعله يترك يده ليوقفة الرجل قائلاً مبتسماً : هذه الستره بشعة سأنزعها عنك .

نظر له ايثان بخوف ليتقدم الاخران يمسكانه وينزعوها عنه ليتركونه ليتبلل بالمطر كلياً ولم يكتفوا من ذلك ليدفعه احدهم ناحية الحائط بقوة فضُرب ظهر ايثان فيه ليصرخ صرخة ألم اخترقت صوت المطر مع صوت الرعد ..

*
*
*
يتبع..

توقعاتكم ؟

هل سينجو ايثان ؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top