Chapter ::4::
في احد الاحياء الفقيرة التي تقع بـ مدينة لندن وخاصة في منزل صغير من احد منازل ذلك الحي الفقير الذي يعد الملجأ الاول للمجرمين وقطاع الطرق ، كان داخل ذلك المنزل وخاصة بغرفة النوم الصغيرة كان فتي بشعر بني وملامح طفولية يستلقي علي السرير بإهمال وفوقة كان يضع غطاء خفيف لايكاد يدفئة كما حال الغرفة المهترئة التي بها .
ملامح الفتي ذو الثالثة عشر تقلصت بألم وحبيبات العرق كانت تنزلق بروية علي جبينه بينما يداه امتدت للغطاء يقبض عليه بعنف وتنفسة كان يعلو باضطراب واضع وهو يحاول مقاومة ذلك الكابوس ويستيقظ منه ..
عائلة ..
طفلان يضحكان ..
سيارة مسرعة ..
طفل ..
اصطدام عنيف ..
صراااخ ..
كانت تلك المشاهد تأتي مشوشة باحلامه دائما وهو لا يعرف معناها حتي الآن ..
:أبـــــي!!
صرخ الفتي بفزع بعد ان فتح عيناه معتدلا بقوة علي السرير لتتناثر خصلات شعرة البنيه علي جبهته ونصف عيناه لتغطيهما ليرفع يداه يضعها بقوة علي عينيه محاولا تهدئة نفسة قليلا ليزيلها ويفتح عيناه التي تشبه اعماق المحيط بلونها لينظر حولة بشرود ثم يتنهد بعمق بعد ان نظر لساعة الحائط القديمة وينزل بعدها من سريرة بخطوات مترنحة ليدلف للحمام .
بعد خمسة عشر دقيقة خرج مرتدياً قميصا مدرسياً بلون سماوي وبنطلون جينز ازرق اللون ليأخذ حقيبته ويخرج من منزلة وفي طريقة صادف إحدي السيدات التي كانت بعمر الستين تناديه بصوت سعيد : إيان يابني صباح الخير .
نظر إيان لها مبتسما بهدوء ليقترب منها قائلا : مرحبا ياعمة ؟
احتضنته بينما تمسح علي شعره قائله : هل لديك مدرسة اليوم بني ؟
إحمر وجه الصغير ليرد مبتسما : اجل عمتي إيزابيلا ..
سألت بعبوس بينما تُعدّل من ثيابه : وهل ستذهب للعمل بعد المدرسة ؟
قال بينما مايزال مبتسما : اجل .
تنهدت بغيظ لتقول : صغيري اخبرتك يمكنك البقاء معي انا وزوجي لاننا وحيدين وتترك العمل هذا .. انت مازلت صغيراً .
نظر لها ليقول بخفوت بعد ان ظهر عليه الحزن : لا استطيع ياعمتي .. يكفي ان العم كودا تبناني كل تلك السنوات وانا مجرد فتي متشرد لا يعلم حتي اسمه الحقيقي .. يجب ان اكون مسئولاً عن نفسي لا ان اكون معتمداً علي احد ورجاءاً لا تحزني لاني لا احب ان اراكما حزينين وانتما الوحيدين بهذه المنطقة من تقبلني بعد مجيئي بدون هوية الي هنا .
إبتسمت بحزن لتحتضنه مجدداً قائلة : لا تحزن بني فقط عندما تحتاجنا ستجدنا بجوارك دائماً .. والآن لا اريد ان أأخرك علي مدرستك .
ابتسم لها ليسير مبتعداً بعد ان ودعها ليذهب ناحية مدرستة .
دخل الصف بهدوء متجاهلاً حديث الجميع وهمساتهم عنه ليجلس بمقعده بهدوء مخرجاً احد الكتب ليقرأها ويقاطعه دخول الاستاذ فوقف الجميع لتحيته ليجلسوا بعدها ينتظرونه ان يبدأ الدرس .
كان إيان الطالب الاول علي دفعته في المرحله المتوسطة والطالب المثالي رغم الاشاعات التي كانت تطلق عليه بأنه ابن غير شرعي وبدون هوية او انه فتي غريب الاطوار ، كان البعض منهم يتحاشونه ولا يريدون التحدث معه لغرابته وأخرون كانو يأتون ليجتمعوا حوله ليساعدهم بدروسهم فهو كان يحب مساعدة الجميع دون استثناء رغم انه لا يبتسم بل يحدثهم بهدوء شديد ورغم ذلك فتلك المجموعه أحبته وقبلت تصرفاته غريبة الاطوار .
كان إيان في هذا الوقت جالس بالصف يحدق بالمعلم الذي يشرح الدرس بكل انتباه بينما بمكان ما بمدرسة اخري تماما كان شبيه ذاك الفتي يغط بنوم عميق علي طاولته المدرسية ضارباً بالاستاذ والشرح عرض الحائط والاستاذ ايضاً قد مل من هذا الصبي المهمل يكفيه انه يحصل علي الدرجات العالية رغم انه لا يفهم كيف له ان ينجح بالامتحانات وهو نائم بجميع الحصص بالمدرسة التي يعتبرها غرفته الثانيه !!.
انهي المعلم الدرس وقد رن جرس الاستراحة ليفتح الفتي عيناه بسرعه ليظهر لونهما البني المميز ليأخذ بيد أحد الفتيان بجانبه هاتفاً : هيا يا ليو لنذهب بسرعة .
نظر له ليو بدهشة ليسأله باستنكار : ألم تكن نائماً ايها الوغد ؟
رد إيفان بهدوء : لا .. كنت استمع لكل كلمه قالها المعلم واختزنت هنا .
انهي حديثه مشيرا باصبعه لرأسة بفخر ليبتسم ليو بسخرية قائلا : كيف ياصديقي ؟
رد إيفان بابتسامة لا مباليه : ان تغمض عيناك لا تدل ابداً انك تكون نائماً .. بل انك قد تركز بسمعك لكل ما يحدث وحينها ستفهم اكثر مما تحفظ .
ابتسم ليو بهدوء لصديقة ليقول : حسنا ايها الذكي لنذهب الآن للكافيتيريا .
اومأ إيفان ليذهب معه ويجلسان علي مقاعدهما بينما امامهما وضعا الغداء الخاص بهم ليبدءا بالاكل بينما يتحدثان بكل شئ تقريباً .
اقترب ثلاث فتيان منهما ليقفوا امامهم وبينهم الفتي الاول الذي عقد ذراعيه لصدره بسخرية : اري انك سعيداً اليوم .
نظر الاثنان له ببرود ليبتسم بخبث بينما يقترب منه : سمعت انه كان لديك توأم ..
دق قلب إيفان بعنف رغم ملامحة الباردة والنظرة الحاده الموجه للفتيان الثلاثة ليردف الفتي الاول بسخرية : ولكنه مات ولكن ما لا ... اااه.
قاطعته لكمة إيفان علي وجهه ليقع ارضاً ثم رفع رأسه بدهشة من إيفان الذي كان يقف بملامح غاضبة وحزينة ارتسمت علي وجهه حيث صرخ عليه بغضب : لا تتجرأ وتلفظ اسم توأمي علي لسانك القذر ..
وضع ليو يده علي كتف إيفان الذي تنفس بعنف ولم يكمل كلامه لينظر للجميع الذي تجمعوا بقلق ليعيد نظره حاده متوعده للفتي امامه الذي نزف أنفه بسبب لكمته القوية والذي قال بغضب وسخرية : عرفت الآن كيف مات توأمك .. يبدوا انه كان بسببـ ..
سحبه إيفان بعنف من ياقته ليصرخ به : قلت لا تلفظ اسم توأمي ابداً .. ثم انه لم يمت ، افهمت ايها المختل ؟
دفعه الفتي ليتراجع إيفان للخلف بينما قال الفتي بغضب : الجميع يعلم بهذا .. انت فقط مجنون مازلت تقول انه حي ..
ضربه إيفان مجدداً ولكن هذه المره بغضب شديد وحزن ليتقدم ليو منه محاولاً ان يبعده عن الفتي الذي امسكوه اصدقاءه يبعدوه عن إيفان ولكن دون فائده ليقاطعهم احد الاساتذه الذين جائوا ليرسلهم للمدير ليعاقبهم .
****
في مكتب التحقيقات كان يجلس ديفيد بين الاوراق يراجع القضايا الصعبه ليقاطعه دخول احد رجال الشرطة قائلا : سيد ديفيد السيد جون يخبرك انه تمت المهمة وسيقابلك مساء هذا اليوم ببيت حضرتك .
اومأ ديفيد بهدوء بينما عيناه ملتصقه علي الاوراق امامه : حسنا يمكنك الذهـ..
قاطعه رنين هاتف ليعقد جبينه مستغرباً ليمسك بالهاتف بين يده لينظر للشاشة حيث " المدير يتصل " ويتنهد بنفاذ صبر ليفتحه قائلا ً: مرحبا سيدي المدير أحدث شئ ؟
رد المدير بإنزعاج والذي كان بالعقد الخامس من عمره : اجل سيد روتشيلد .. ابنك اليوم تعارك مع احد الطلاب وقام بإيذائة بشده لذا رجاءاً تعال لتري ماحدث .
تنهد ديفيد ليتكئ برأسة علي يده فهذه لم تكن اول مره يذهب للمدرسة لاجل ابنه الذي يتشاجر مع الجميع ، ألا يكفيه ابنه الاخر الذي فقده ولم يجده للآن ولا يعلم ان كان حياً ام ميتاً؟! .
رد بقلة حيله : حسنا سيدي المدير وانا اعتذر حقا بشأن تصرفات إبني .
المدير : حسنا أراك بعد قليل .
اغلق المكالمة لينظر للشرطي قائلاََ بتنهيده : يمكنك الذهاب الآن واخبر جون اذا اتصل بي انني مشغول بأمر ما لذا ان ارادني فليذهب الي منزلي .
أومأ الشرطي ليتركة ديفيد ويخرج لسيارته يقودها لحيث المدرسة التي يدرس بها صغيره .
---
وقف بهدوء وخجل أمام المدير الذي كان يتكلم معه بنبره هادئه متعصبة : ابنك هذا جالب مشاكل سيد ديفيد .. انا لا اقول انه ليس متفوقاً ولكنه حقاً يتشاجر دائما مع الجميع .
رد ديفيد : حسناً سأتكلم معه ان أذنت بذلك .
اومأ المدير ليدخل ديفيد لغرفته التي كان يجلس بها إيفان بشرود وانكسار لينبهه والده : إيفان ؟
وقف إيفان بسرعه واستدار لوالده الذي اقترب منه بعدم رضا علي تصرفه ليفاجأ بصغيره يحتضنه بقوة مجهشاً بالبكاء فنزل لمستواه يبادله العناق قائلا بخفوت بينما يمسح علي شعره : اهدأ واخبرني ما حدث وجعلك تبكي هكذا ؟
دفن وجهه بعنق والده ليقول من بين شهقاته : هو من بدأ أبي وانا فقط لم اتمالك نفسي لهذا ضربته ..
سأل ديفيد بهدوء محاولاً ان يمتص حزن ابنه : وما الذي فعله لتضربه صغيري ؟
زادت حدة بكاءه قائلاً : قال ان اخي قد مات بسببي .. هو فقط غبي .. لا احد يعرف ان توأمي لم يمت وهو حي بمكان ما ..
شد ديفيد علي عناق صغيره اكثر والحزن قد ظهر بملامحة علي صغيرة الذي مازال متمسكاً بأمل عودة شقيقة المفقود الذي بحث عنه بكل مكان بدون فائده والذي لوهله شك انه مات ولم يعد له وجود بينهما ولكن الوحيد من بينهم كان إيفان يرفض هذا الامر ويخبرهم دائماً انه حي ولم يمت ما دام هو بخير كلما يحاولون اخباره انه لم يعد شقيقة بهذه الحياه يخبرهم انه ما دام يتنفس فشقيقة حي ولن يموتان الا سوياً وانه سينتظره ليعطيه هديته التي تراهنا عليها بأخر لقاء جمعهما معاً قبل ان يفترقان بهذا الشكل .
هدأ إيفان وظل يعانق والده الذي حمله ليجعله يجلس علي المقعد ليقول : ابقي هنا وسأتصرف بشأن ما حدث .
أومأ إيفان بينما يمسح دموعه بيداه ليتركة والده خارجاً ليتكلم مع المدير بهذا الشأن ويأخذ حق ابنه .
.
.
عاد ديفيد بصغيرة ليمسكة من يده قائلاً بينما يسحبه : هيا يا بني لنذهب للبيت لقد تحدثت للمدير وتفهم الامر وسيعاقب الفتيه الذين ازعجوك .
نظر لوالده بشرود ليتقدم ليو قائلاً بابتسامة مرحه : لا تقلق ياصديقي لقد اخبرت المدير ما حدث بالضبط لذا اذهب مع عمي ديف .
أومأ إيفان ليسير مع والده للخارج ، ثم دلف للسياره ليتبعة والده بعد ان طلب من السائق القدوم ليقود بدلاً منه .
اقترب إيڤان من والده ليلتصق به فابتسم ديفيد ليحيطة بذراعه حوله ويتكئ بذقنه علي رأس صغيره وبيده الاخري صار يعبث بشعره قائلا بحنان : يمكنك النوم صغيري ان اردت .
دفن إيفان وجهه بقميص والده متمسكاً به حتي لا يري والده انه يكاد يبكي لتذكره لتوأمة المفقود منذ سبع سنوات ولم يجدوه حتي الآن حتي اصبح البعض يقولون انه مات لهذا لا يجدوه ولكن امل تلك العائلة برجوع صغيرها مازال قائماً .
دلف ديفيد للقصر حاملاً إيفان الذي نام في السيارة لتهرع إليه إيفا بقلق ليبتسم ديفيد قائلا : لا تقلقي انه نائم فقط ..
مسحت علي رأس صغيرها بحزن ليقاطعم صوت ساخر : يبدوا انه يتشاجر كثيرا يا ديفيد .
نظر ديفيد بجفاء لصاحب الصوت والذي لم يكن سوي ابن عمه اوستن بعمر ديفيد وزميلة ايام الدراسة ورغم انهما ابناء عم الا ان اوستن يحقد ويكره ديفيد كثيراً فديفيد كان الافضل بكل شئ وكان دائماً ما يفوز عليه عندما كان يعمل ديفيد مع والده في الشركة قبل ان يدخل الشرطة فكان له اسلوباً مميزاً ان كان بالحديث او بالعمل لهذا كان دائماً المثل الاعلي لكل الذين كانوا بعمره او اصغر وكان الفخر لدى والديه وشقيقة الكبير فرانك لهذا أوستن يحقد عليه ومازاد هذا الحقد هو زوجته إيما التي كانت تكن حقداً تجاهه لسببٍ ما ..
أوستن وزوجته انتقلا للعيش بقصر عائلة روتشيلد بعد فقدان إيثان ليشهدا انهيار ديفيد وزوجته مع ابنه الصغير الذي ظل يبكي وامتنع عن الطعام لشهر لانه يحتاج شقيقة الذي يفتقده لهذا تماسك كلاً من ديفيد وإيڤا لأجله رغم حزنهما الشديد علي صغيرهما الذي لا يعلمان مصيره بعد ان بحثا بكل مكان حتي ان المستشفيات كانت ضمن البحث كذلك ولكن لا فائده وكأن الارض انشقت وابتلعته .
تابع ديفيد طريقة متجاهلاً أوستن وزوجته التي اقتربت منه ضاحكة بسخرية : اتركه يا عزيزي يكفيه ضياع واحد .. الآن ليهتم بالثاني حتي لا يضيع هو الاخر .
دخل ديفيد مستاء وحزين بسبب كلامهم الجارح ليضع إيفان علي السرير بهدوء ويغطيه لتمسك إيڤا يده قائله بحزن : لا تنزعج حبيبي .
نظر لها بحزن بعد ان جلسا علي السرير بجانب بعضهما : انا منزعج من نفسي يا إيڤا .. لم اجد طفلي الثاني وطفلي الاول ينهار حين يخبره احدهم ان شقيقة مات او انه ليس معه .. اليوم لقد تشاجر بسبب ذلك مع بعض الفتيه واصابهم أيضا ..
تنهد بحزن لتحتضنه قائله بحزن : ديف لا تيأس هكذا سيكون ابننا إيفان بخير و سنجد إيثان بالتأكيد .
بادله ليهمس بضيق : كيف ذلك ؟ .. لقد مر سبع سنوات بالفعل علي فقدانه وانا حتي لم استطع ايجاده .. انا اشعر انني لا اصلح لأكون رئيس مكتب التحقيقات او ضابطاً به ..
تنهدت لترد بينما تربت علي ظهره بخفه : لا تقل ذلك .. انت افضل اب وزوج .. سنجده يوماً ما انا متأكده لان ابننا لم يمت .. قلبي يخبرني بذلك .
رد بحزن : ما يجعلني خائفاً ان ابني قد يكون يعاني في مكان ما دون ان نعرف ذلك .. لقد كان إيثان التوأم الاضعف يا إيڤا لهذا انا خائف عليه ..
لم يكن ديفيد مخطئاً بشعوره ذاك فبذلك الميناء القريب من ذاك الحي الفقير حيث يعيش إيثان او لنقل إيان كما سماه كودا الذي تبناه حين جاء لهذا الحي منذ سنوات ؛ كان إيثان يعاني ظلم الحياه فبالرغم من عمره الصغير كان صاحب العمل يُحمله صناديق ثقيلة و بالرغم من ذلك يحملها رغماً عنه مخفي تلك الدموع من عيناه بسبب ثقلها ويداه التي انخدشت بكثره بسبب الصناديق التي ينقلها مع الرجال اشد منه بنيه جسديه والذين ينظرون له بتكبر ولا مبالاه .
تعثر إيثان باحد الاحجار بالارض ليقع ويقع الصندوق الذي فتح وتناثرت أشياءه بالارض ورغم انه جُرح بقدمة بسبب تعثره الا انه شهق بخوف ليقترب من الصندوق يجمع اغراضه بسرعه قبل ان يراه صاحب العمل والذي كان انساناً قاسياً بتعاملاته وحقاً معه حق ان يخاف منه فقد أوقفه صوته الغليظ الغاضب صارخاً بينما يرفعه من ياقته : إيان ايها الوغد كيف لك ان توقع الصندوق ؟
امسك إيثان يد الرجل ليقول بخوف : أسف سيدي حقاً .. لن افعلها مجدداً ..
دفعه صاحب العمل بقسوه ليقع ارضاً بعنف فعض شفتيه متألماً بينما قال الرجل بغلظة : سيخصم جنيه أسترليني من الثلاثة بسبب ما فعلته ..
نظر إيثان بانكسار للرجل الذي لم يرحم عمره ليومئ ايجاباً كاتماً تلك الغصه بأعلي حلقة والتي تدفعه للبكاء ليقف متجاهلاً جروح جسده ويحمل الصندوق مره اخري لينقله للسفينه .
اتي المساء ليضع إيثان اخر صندوق بالسفينه لينتهي العمل عند هذا الحد لينظر للسماء التي تكاد تمطر بشرود ليقاطعه صاحب العمل يقول بصوت عالي للعمال حوله : لقد انتهي عملهم لهذا اليوم تعالو لتأخذوا نصيبكم بالمال .
اعطي صاحب العمل النقود للعمال كُلاً بدورِه ليأتي دور إيثان الذي وقف امامه مخفضاً رأسه ليمد صاحب العمل يده قائلا بغيظ : امسك هذان جنيهان استرليني من اصل ثلاثة .. كنت اريد ان اخصم منك اكثر ولكني اشفقت عليك لانك مجرد فتي متشرد .
ضحك البعض علي وصفه لينكس رأسه اكثر بانكسار وحزن اخذاً المال منه ليذهب بعيداً بينما يقاوم دموعه اكثر .
بعد ان ابتعد عن الميناء امطرت السماء ليرفع رأسه إليها لتنزلق دموعه بكثره مطمئناً ان لا احد سيعلم انه يبكي بسبب حبات المطر الغزيرة التي اغرقته ليهمس لنفسه بألم :" لما يعاملوني هكذا ؟ .. ليس ذنبي ان اكون بلا هوية او لا اتذكر شيئا عن حياتي ومن اكون او من اين اتيت ؟ .. لما يظلمني الجميع ؟.. فقط.. لو ان والداي معي.. "
مسح دموعه ليذهب حاملاً العملتان بقوه حتي لا يقعان .
دخل المنزل بخلسة حتي لا تراه إيزابيلا او كودا بإصاباته وشكله المبعثر هذا ليدلف للمنزل ويقترب من احد الخزنتي بغرفته ليفتح الخزانه الصغري ويدخل يداه داخلها ليخرج برطمان زجاجي كبير نسبياً ليضعه علي السرير لينظر له حيث امتلأ بالعملات والمال لاكثر من نصفه ليضع العملتان التي معه ليبتسم بفرح قائلاً بخفوت : رائع .. بعد ان اكملهم سأستطيع ان اذهب لمدينه لندن نفسها ولتلك الحديقة التي دائماً ما تأتي بأحلامي لعلي اجد والداي او احد عائلتي .
كان لإيثان امل كبير بعودته لعائلته فكان ما يُهوِّن عنه هو تذكره لبعض الاماكن التي تأتي بكثره باحلامه علي امل ان يجد هويته الحقيقية ومن يكون هو ؟
لهذا لم يكن يهتم بما يعانيه من ظلم الجميع له .
:_ يا إلهي ياصغيري كيف تأذيت هكذا ؟
شهق برعب وفزع علي صوت إيزابيلا التي دخلت مع كودا لغرفته ليتحدث بعبوس طفولي : عمتي قلت مئة مره لا تدخلا هكذا !
تجاهلته لتخرج علبة الاسعافات الاوليه لتجلس بقربه قائلة بحزم بينما تسحب يده لتضمدها : انظر لنفسك ايها الغبي .. قلت مئة مره لا تعمل واعتني بنفسك .. وان احتجت لشئ .. مال او اي شئ اخر سنقدمه لك.
نفي قائلا بانزعاج : وانا رددت عليكي مئة مره .. انا اريد الاعتماد علي نفسي .
جلس كودا بقربه ليسحبه من أذنه ليتأوه الاصغر بينما قال الاكبر بغيظ : نحن بعمر والداك او اكبر يا غبي يجب ان تستمع لكلامنا ايها الشقي .
نظر إيثان له بشرود وتلك الكلمة تتردد بعقله ليغمض عيناه بألم بينما يدلك جبينه امام الزوجان الذان نظرا له باستغراب وقلق ومازاد قلقهما هو ارتخاء جسده امامهما ليمسكة كودا بسرعه يسنده لصدره باحدي يديه وبيده الاخري ضرب خده برفق محاولا افاقته هاتفا بقلق : إيان .. إيان ياصغيري افق .. إيان ماذا حدث لك ؟
وضع كودا يده تحت قدم إيثان ليرفعه ويلتفت للناحيه الاخري من السرير ليضعه به بعد ان فقد وعيه فجأه بينهما ليمسك يده يفرك بها بخفه بينما يناديه مع إيزابيلا التي خافت عليه من حدوث مكروهاً له لتقول لزوجها : كودا لنذهب به للطبيب .. لا يبدوا بخير ابدا .
نظر لها ليقول بسرعه : اعطني بعض الماء ..
هرعت بسرعه لتأتي بالماء وتقدمه له فأمسك كودا بالزجاجه ليضع القليل بها علي يديه ليقوم برشها علي وجه إيثان الذي عقد جبينه بإنزعاج دون فتح عينيه بينما يئِن بألم فنظرا له الزوجان بإرتياح لانه بخير ليفعل ذلك مره اخري بينما يناديان عليه ليفتح عيناه بتعب هامساً : ماذا حدث .. عمي كودا ؟
غطاه كودا ليرد بينما يمسح علي رأسه: لا شئ بني .. انت فقط متعب ارتح قليلا .. هيا .
اغمض إيثان عيناه مجدداً بتعب ليغرق بالنوم بينما نظرا له الزوجان بحزن لتتابع إيزابيلا تعقيم وتضميد جرح قدمه.
تلك الليلة ناما بقربه بحزن علي حالة ولم يعلم إيثان الذي يُرهق ويُتعب نفسه ان هناك من يشعر به ويتعب مثله حين يمرض والذي يكون توأمة الاكبر .
*
*
*
يتبع..
توقعاتكم ؟
رأيكم ؟
ما رأيكم بقتل بعض الابطال ؟ افكر بإيثان 🤔
😅😅امزح امزح 😂😂
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top