9

Start

جلس الجميع بغرفة المعيشة يتبادلون النظرات فهناك من هو هادئ بنظراته يخفي خلفها الكثير من المشاعر المُضطربة

و هناك من كان واضحاً بنظراته المُنزعجة - بيكهيون و كيونغسو -

ربما كلاهما كان مُنزعجاً من تواجد الفتيات أكثر من جونغ إن نفسه الذي كان مُضطراً للإنضمام إليهم

فلم يقضي أي أحد موعد مع فتاة تتحدث بالهراء دون خجل كما فعلا

أحدهما تلقى قُبلات مُفاجئة و اتهمته إحداهن بإتهامات باطلة ،و الآخر لا يرغب حتى بتذكر كيف قالت عن نفسها شهوانية كي تتخلص منه

كما أنه حضر وقاحة هانييل مع جونغ إن لذا البقاء حول فتيات تلك العائلة كان مزعجاً و خانقاً للغاية ...لو لم تكن تشانسوك مميزة بالنسبة لصديقهم لربما كانت ستوضع بنفس مكانة الأخريات

"تبدوان مألوفين"

ضيّقت السيدة يون عينيها وهي تتبادل النظرات بين سيهون و تشانيول فاستقام جذع الأخير و ابتسم نحوها لتهتف

"اااه رأيتك بمكتب تشانسوك ،أنت زميلها بالعمل"

أومأ بقهقهة خافتة فالتفتت لتنظر نحو سيهون ثم همهمت بتفكير

" أنت بنفس مكان تدريب سوشيل؟ "

توجهت الأنظار نحو سيهون مُتفاجئة بينما تشانسوك و هانييل التفتتا تنظران إلى سوشيل بإستغراب فلم تذكر الأخيرة أنها تتدرب بذات المكان مع الرجل الذي قامت بتقبيله

همهم سيهون بإيماءة بسيطة فتبادل أصدقائه النظرات

" يا له من عالم صغير "

قهقهت السيدة يون بخفوت ثم التفتت إلى السيد كيم

"تعرف الكثير من الشباب الوسيم سيد كيم"

ضحك المقصود ثم أشار إلى صديقي أحفاده

" لكن هذين أكثر عقلانية من أحفادي"

توسعت ابتسامة تشانيول و حرك عينيه نحو تشانسوك سريعاً و بصورة واضحة كأنه يتأكد من سماعها لما قيل فقلب جونغ إن عينيه ،و بهذه اللحظة أراد صفع نفسه على دعوة صديقيه و الذي لم يكن لحضورهما أي دور مُساعد

"أتمنى أن لا أحد منهما يواعد أو لديه حبيبة سرية "

علّقت السيدة كيم بمزاح فتوسعت أعين تشانسوك و أمالت نحو سوشيل التي تجلس على يسارها ثم همست

"سأفقد وعيي"

أمسكت سوشيل بكفها و ربتت عليه بلطف لتتنهد بعمق ثم رفعت عينيها نحو الشباب المُقابلين لها

و سوشيل قد لمحت بالفعل تلك النظرات التي توجهت إلى تشانيول و ابتسامة جونغ إن الساخرة

كادت تبتسم لولا تلاقي نظراتها مع خاصة سيهون فعقدت حاجبيها بخفة و أشاحت بنظراتها بعيداً عنه

" هل أُدبر لهما موعداً مع حفيدتي؟"

هتفت السيدة يون بحماس وهي تُصفّق فضم تشانيول شفتيه كي لا يبتسم

نقرت بسبابتها على ذقنها و أمالت لتنظر إلى حفيداتها فقلبت هانييل عينيها و تكتفت

" لا أقبل المواعدة بهذه الـ..."

"لم أكن أتحدث عنكِ"

قاطعتها السيدة يون بلا مُبالاة ثم أعادت عينيها نحو الشابين المقصودين

" أُفكر في هيبا و سوشيل...تبدو أنت مُناسباً لهيبا فأنت هادئ"

أشارت إلى سيهون بنهاية حديثها فضم كيونغسو قبضته أمام شفتيه و التفت ينظر إلى الجانب الآخر بينما يكتم ضحكته، و تشانيول عقد حاجبيه بخفة و التفت ينظر إلى جونغ إن الذي رفع كتفيه بإستغراب هو الآخر

"هيبا ليست هنا لكنها فتاة لطيفة "

" للغاية "

تمتم بيكهيون بسخرية التقطتها أذن أصدقائه

" ما هذا هل تنازلتِ عن فكرة إقامة حفل زفاف لأربعتهن سوياً؟ ظننتكِ قوية سيدة يون"

ضحكت السيدة يون فزمّت هانييل شفتيها في خط مستقيم، و تشانسوك كادت تقفز في مكانها سعادة فقد تم محوها من قائمة الزواج لكن سرعان ما حطمت جدتها أحلامها

" فقدت الأمل في هانييل كما أخبرتك "

أشارت السيدة يون نحو أكبر حفيداتها فضيّقت هانييل عينيها بشك ،وحين ضحك الجد بصخب أدركت أن هناك سراً بينهما و ذاك السر...

التفتت لتنظر نحو جونغ إن فارتفعت شفتيه بإنزعاج حين تقابلت نظراتهما لترفع حاجباً هي الأخرى... هي واثقة أن هذا السر يتعلق بالرجل الطفولي هذا

" سأتبّع فكرة هيبا و أزوج تشانسوك إلى هيونغجاي صديق طفولتها"

توسعت أعين تشانسوك و قفزت من مكانها تنظر إلى جدتها بفزع

و بالكاد سيطر الشباب الخمسة على ملامحهم و بصفة خاصة الشاب الأطول بينهم إلا أن ضربات قلبه قد تسارعت مع كلمات الجدة

"لا يُمكنكِ أن..."

كادت تعترض تشانسوك لكن جدتها أشارت لها بصرامة

" لا مجال للإعتراض فهذه الطريقة التي يجب أن أتعامل بها معكِ"

زمت تشانسوك شفتيها بعبوس و حاولت الإعتراض مُجدداً لكن جدتها أشارت لها بسبابتها أن تعود إلى مكانها فابتلعت ريقها و جلست مُجدداً

" لا يُمكنكِ فعل هذا سيدتي"

التفت الجميع نحو تشانيول حين تحدث بجدية فضمت تشانسوك شفتيها و أومأت توافقه للمرة الأولى

" أنت لا تعرف تشانسوك، إنها عنيدة، بل جميعهن كذلك لذا لم تعد هناك طريقة أخرى لـ.."

"لا..أعني..."

قاطعها بتردد و ابتلع ريقه لينظر إلى تشانسوك

" لا يُمكنني التخلي عن حبيبتي من أجل شخص آخر"

حل الصمت على غرفة المعيشة لبعض الوقت بعد كلماته

و قد كان أصدقائه جيدين بإخفاء صدمتهم خلف ملامحهم الهادئة بينما علامات الاستفهام علت رؤوس الآخرين

" عُذراً لم...أفهم هذه المزحة"

قهقهت السيدة يون بإحراج فهمهم السيد كيم يوافقها ليبتلع تشانيول ريقه و صوت أنفاسه كان عالياً بأذنيه يُنافس صوت قلبه النابض

" مازلنا بالبداية لذا لم نرغب بالإعلان عن ذلك لكن... أنا و تشانسوك نتواعد"

جفلت تشانسوك حين أعاد نظراته نحوها لكن ملامح وجهه كانت تبهت أمامها تدريجياً حتى سيطر على عينيها السواد متوترة، بدت بخير من الخارج لكنها كانت فاقدة لوعيها من الداخل

عقلها توقف عن العمل كما لم تعد عينيها ترى أمامها، و هناك حرارة غير محتملة تسللت إلى رأسها

"من تشانسوك؟"

قهقهت الجدة تتساءل بغباء فقضم تشانيول سُفليته تزامناً مع رفعه حاجبيه يُشير بهما إلى المقصودة فكادت تُشير تشانسوك إلى نفسها لكن سوشيل أمسكت بيدها تمنعها عن ذلك قبل أن تلحظ جدتها

" كدت أزوجها هيونغجاي لأنني ظننته الرجل الوحيد الذي لا تخافه "

تحدثت الجدة بعدم تصديق لتضحك

"يا إلهي، هذه الغبية تمتلك ذوقاً رائعاً"

ابتسم تشانيول بتوتر ليسترق النظر نحو تشانسوك التي تبدو هادئة للغاية كأنه لم يقل شيئاً

" هذا أمر يستحق الإحتفال. لا مهلاً، هل أزوجهما هذا الأسبوع؟ "

توسعت أعين تشانسوك بفزع في حين ضحك تشانيول لينفي بيديه

" مازلنا بالبداية كما أنني أرغب بالتحرك خطوة خطوة بهذه العلاقة دون أي تسرع لذا..."

رفع كتفيه نهاية حديثه فأومأت السيدة يون بتفهم

"إن كان يثق بك السيد كيم فلا مانع لدي "

التفتن الفتيات نحو جدتهن لكن الأخيرة كانت تتبادل النظرات مع صديقها المقصود بحديثها

" ما الذي يحدث هنا؟ "

همس تشانيول بقهقهة مكتومة فابتسم سيهون بخفة في حين تنهد أحفاد السيد كيم فيبدو أن الجد عاد لفترة مُراهقته

خرج السيد كيم مع بيكهيون و كيونغسو لتوديع ضيوفهم في حين هرب جونغ إن إلى غرفته

وقف الشباب الأربعة في المسافة بين سيارتي سيهون و تشانيول بينما يتحدثون بهدوء سوياً

و السيدة يون وقفت تتحدث مع السيد كيم مُتناسية أنها على الأقل يجب أن تقوم بفتح السيارة من أجل حفيداتها

"إنه معجب بكف جدتي"

علّقت هانييل ساخرة فالتفتت تشانسوك و سوشيل تنظران إليها

" بجدية كلما أمسك به ينسى نفسه، أظنهما يتواعدان"

رفعت كتفيها نهاية حديثها لكن ولا أي منهما أجابتها و اكتفتا بتبادل النظرات معها

"ماذا تفعلين هنا تشانسوك ؟"

المقصودة التفتت نحو جدتها و بعدم فهم أدارت عينيها فأشارت لها الأخرى نحو تشانيول

"بإمكانك العودة مع حبيبك، الآن نعرف كل شيئ لذا لا داعي لإخفاء الأمر"

بيكهيون نكز تشانيول كي يلفت انتباهه للحديث المقصود به فرفع تشانيول عينيه نحو تشانسوك التي بدت تائهة حتى هتفت بنبرة عالية بدا بها ذعرها

"لا، لسنا بنفس الطريق"

"أنا أيضاً لست بنفس طريقك "

اقتربت من تشانسوك تدفعها فهزت رأسها إلى الجانبين بفزع و التفتت إلى سوشيل تُطالبها بالمساعدة فاتخذت سوشيل خطوة نحوهما

"يمكنكما اصطحابي؟ منزلي بطريقكما"

تحدثت تقصد تشانيول و تشانسوك بحديثها فأومأ تشانيول دون اعتراض لتُشير إليها جدتها

" بل ستأتين معي"

"يُمكنكِ العودة معي"

توجهت النظرات إلى سيهون حين تدخل بحديثهما بنبرة هادئة و بذات هدوئه برر

" نحن جيران لذا لا أُمانع "

" هذه تبدو فكرة جيدة "

صفّقت الجدة يون بحماس فأشاحت سوشيل عينيها عن سيهون و بهدوء اعترضت

"لا ،تذكرت للتو أنني وعدت هيبا بالبقاء معها الليلة "

استدارت بجسدها تواجه باب سيارة جدتها فألقى سيهون نظرة نحوها قبل أن يصعد إلى سيارته بملامح هادئة لا تُظهر ما يُخفيه من انزعاج خلفها

صعدت الجدة إلى السيارة و لوّحت إلى صديقها و أحفاده قبل مُغادرتها مع حفيدتيها بينما تشانسوك بقت في مكانها مُتجمدة وهي تنظر إلى البقعة الفارغة حيث كانت سيارة جدتها قبل لحظات

"سأُغادر"

أشار سيهون إلى أصدقائه ليُغادر فضم تشانيول شفتيه بتوتر قبل أن يتحمحم

"تشانسوك"

المقصودة جفلت و بتلقائية توسعت عينيها لترفعهما نحوه فاقترب من الباب يفتحه من أجلها

"سأ.."

تمتمت بتوتر لتنظر إلى الجد كيم فابتسم في وجهها بوسع مما جعلها تبتسم هي الأخرى بزيف قبل أن تقترب من تشانيول و صعدت إلى سيارته

"هل يبدو هذا جيداً؟"

ضيّق كيونغسو عينيه يقصد بذلك كذبة تشانيول فرفع بيكهيون كتفيه بعدم معرفة

"أتمنى أن يكون جيداً"

همهم كيونغسو يوافقه ليُتابع كلاهما سيارة تشانيول وهي تغادر المكان كذلك

تشانسوك كانت تجلس بركن المقعد و كأنها ستجلس فوق النافذة بعد قليل، احتضنت حزام الأمان بتوتر بينما عينيها تنظران إلى الطريق أمامها تحاول تجاهل وجوده معها

"بشأن ما قُلته... "

التفتت إليه برأسها سريعاً حين تحدث بهدوء فاسترق نظرة إليها قبل أن يُعيد عينيه نحو الطريق أمامه و أكمل بأسف

"أعتذر، جدتك كانت تتحدث عن الزواج لذا أردت تقديم المساعدة"

"ما كان يجب أن تكذب، هذا سيُسبب العديد من المشاكل"

عقدت حاجبيها بخفة لتخفض نظراتها نحو يده التي تُمسك المقود

" أنتِ لا ترغبين بالزواج لذا تفوهت بما أتى بعقلي حينها كي لا تدفعكِ الجدة إلى الخروج بمواعيد غرامية،آسف لأنني لم أفكر قبل التحدث "

برر و زم شفتيه نهاية حديثه فضيّقت تشانسوك عينيها بشك

" و ما المقابل؟"

ابتسم ليتبادل النظرات بينها وبين الطريق مُتسائلاً

" و هل يجب أن يكون هناك مُقابل؟ "

" لا أحد يفعل شيئ دون مقابل "

رفعت حاجبيها بثقة فاتسعت ابتسامته و أومأ بهمهمة خافتة

" حسناً...ربما أريد مُقابلاً"

"رأيت ؟كنت أعرف أنك لست طيباً"

هتفت بثقة فقهقه تشانيول بصخب لتقول الأخرى بشجاعة زائفة

"فقط لعلمك أنا لن أفعل شيئاً قد... "

" أريد أن نكون صديقين "

قاطعها بهدوء و التفت لينظر إليها قليلاً قبل أن يُعيد عينيه إلى الطريق أمامه فعقدت حاجبيها بخفة و عينيها قامتا بمسح سريع لهيئته ثم تكتفت و استدارت لتنظر أمامها

"هذا يجعلك مُثيراً للريبة"

ضم شفتيه بإبتسامة ثم تحمحم

" هناك أمر آخر أريده "

" بدأت تُصبح طماعاً و الطمع سيئ"

أشارت إليه بسبابتها ثم عانقت كفها إلى صدرها بتوتر حين التفت إليها

" في الصباح أريدك أن تُحضري لي القهوة لنتشاركها معاً، و بعد الغداء سأُحضر العصير لك و لنتناوله معاً على سطح الشركة"

ظلت تشانسوك صامتة تنظر إليه دون ردة فعل فرفع كتفيه ببساطة

" هذا ما أُريده فقط"

"لماذا ؟"

ابتلعت ريقها بتردد فارتفعت زوايا شفتيه في ابتسامة بسيطة

"إنها فُرصتي لنُصبح مُقربين "

" كذبت على جدتي لأنك تريدنا أن نكون مقربين فقط ؟"

ضيّقت عينيها بشك فأومأ لتُعانق جسدها و همست

"أنت مُخيف"

ضحك بخفوت ليرفع حاجبيه وهو يميل برأسه نحوها

" أنا مُخيف أكثر أم الزواج ؟"

قطبت تشانسوك حاجبيها و التزمت الصمت لبعض الوقت تُفكر بكل جدية في سؤاله الذي لم يكن سوى مزحة تلقائية فضحك تشانيول بخفوت ليهز رأسه إلى الجانبين بعدم تصديق...هذا الجانب الغريب منها كان يجذبه إليها أكثر

"ربما...الزواج؟"

أجابته بتردد لتميل برأسها بعدم ثقة فانفلتت منه قهقهة بسيطة قبل أن يومئ

"يُمكننا تزييف مواعدتنا أمام الجميع وبهذه الطريقة لن تُجبرك الجدة على الخروج بأي مواعيد كذلك لن تكوني مضطرة إلى الخروج معي بأي مواعيد لكن..."

أوقف السيارة أمام منزلها و التفت إليها بجذعه ليكمل

"بإمكانك طلب مُساعدتي بأي وقت تُريدين فيه إثبات أننا نتواعد أمام الجدة أو أي شخص آخر "

رفع حاجبيه نهاية حديثه يؤكد ذلك فهمهمت بتفكير وهي تُدير عينيها

" دعني أُفكر في الأمر "

همهم إليها لتفتح باب السيارة على عجل ثم ركضت نحو منزلها ليُتابعها بعينيه...هي حتى لم تُفكر في أنه وصل إلى منزلها دون أي توجيه منها

ضم تشانيول شفتيه يحاول كبح ابتسامته البلهاء التي اتسعت بها شفتيه لكنه فشل في ذلك، و طوال الطريق كانت تُغادره قهقهات عجز عن السيطرة عليها

فتح باب منزله وهو يُدندن بسعادة ثم دار حول نفسه أثناء اقترابه من الطاولة ليضع عليها هاتفه و أغراضه الخاصة، حينها لمح الكثير من الرسائل التي يضيئ هاتفه مُعلناً عن وصولها لكنه فضّل الاغتسال أولاً قبل فعل أي شيئ آخر

جلس على سريره بشعر رطب يضع فوقه المنشفة بعشوائية ثم اتكأ بجذعه ضد مسند السرير ليقرأ رسائل أصدقائه و التي تتساءل بقلق حول ما حدث بينه و بين تشانسوك

(لم تصرخ بوجهي يبدو هذا مؤشراً جيداً)

قهقه و رفع يده ليُحرك المنشفة على رأسه بينما يقرأ رسالة كيونغسو التي أرسلها للتو

(كان تصرفاً متهوراً منك ،ماذا لو كذّبت حديثك أمام الآخرين ؟)

( لا أريد تخيل الأمر حتى)

بيكهيون أجاب كيونغسو ليهز رأسه إلى الجانبين يحاول طرد تلك الصورة من رأسه فلم يكن ليعرف أي منهم كيف يدافع عن صديقهم حينها

(أراه تصرفاً غبياً لكنه أعجبني)

رفع تشانيول حاجبيه بعدم تصديق يتأكد أن تلك الرسالة أرسلها جونغ إن و ليس غيره، و سيهون كان موافقاً حديث الأخير

(أرى أنه فعل الصواب فجدتها كانت تتحدث عن الزواج وليس مجرد مواعدة قد لا تنجح)

التزم الجميع الصمت لبعض الوقت حتى سأل كيونغسو بقلق

(هل وافقت تشانسوك على ما قُلته أم ماذا ؟)

(مازالت تُفكر في الأمر؟)

(وهل يبدو هذا لصالحك؟)

هذه المرة كان جونغ إن هو من طرح السؤال فابتسم تشانيول بوسع

(لا أعرف لكن طالما أن هناك فرصة للتفكير في هذه الكذبة فهذا يعني أنها لا تملك أي مشاعر نحو صديقها ذاك لذا يُمكنني النوم براحة)

ابتسم سيهون على رده في حين قهقه الآخرين

( لكن هناك شخص آخر قد لا يتمكن من النوم لأن جارته من تلك العائلة البغيضة)

سخر بيكهيون ليتنهد سيهون بعمق حين علّق كيونغسو هو الآخر

(أظنها تُطارده)

(أعتقد أن هناك شيئ لم يُفكر به أي منكم)

مرر سيهون عينيه على رسالة تشانيول والتي عقد الآخرين حواجبهم بعدم فهم حتى وضّح

(سيهون هو من انتقل من منزله حديثاً وليس العكس)

(فكرت في ذلك ثم قُلت لنفسي أن صديقي بالطبع لن يُطارد تلك الفتاة، إنها صدفة، أليس كذلك؟)

رفع جونغ إن حاجبيه بترقب ينتظر رد سيهون الذي رأى رسالته بالفعل قبل دقيقتين تقريباً و إلى الآن لم يجب ولا توجد أي إشارة أنه يقوم بالكتابة

(سيهون؟)

كيونغسو أرسل العديد من علامات الاستفهام حين طال صمت سيهون

( أنا من يُلاحقها)

اكتفى برد بسيط ثم انسحب من المحادثة لا يُجيب تساؤلاتهم إن كانت مزحة أم لا...لكن ليس وكأن سيهون يحب المزاح كثيراً حول هذه الأمور

بينما تشانيول الذي قضى ليلته يبتسم و بالكاد نام ساعتين قبل عمله، تحطمت أحلامه حين تغيّبت بطلتها عن العمل و أعادته إلى الواقع

___________

كيونغسو pov

"لنلتقي غداً"

سمعت همهمة سويون الخافتة قبل أن أنهي الإتصال من جانبي بإبتسامة غير كافية لتصف شعوري

لم أعتقد أن قلبي قد يخفق إلى إحداهن مُجدداً لكن...ربما المواعيد التي قضيتها برفقة سويون قد غيّرت فكرتي عن الإرتباط قليلاً

و تلك الأفكار التي كانت تراودني أحياناً حول إنهاء الأمر قبل بدءه اختفت بالفعل

سويون شخصية ناضجة و مرحة، غير مُملة وغير مُزعجة البتة

في بعض الأحيان كنت أشعر بالضيق من ضغط العمل و بدورها كانت تحاول التخفيف عني

أشعر بالراحة معها، و إعجابي بها يزيد يوماً عن الآخر كما أننا نتفاهم بشكل جيد

ارتديت ثيابي و رششت بعض العطر الذي أبدت إعجابها به سابقاً قبل أن تتورد وجنتيها خجلاً كونها اعترفت بذلك بصوتٍ عالٍ

قهقهت لأهز رأسي إلى الجانبين ثم غادرت المنزل متوجهاً إلى منزلها كي أقلها إلى موعد حيث ستختار هي الوجهة كما كل مرة

لا أمتلك أي أفكار حول كيف يجب أن تكون المواعيد الغرامية، و بالرغم من أن سويون لم تكن شخصية انتقائية ولا يهمها إن قضينا الموعد بأي مكان نتبادل الأحاديث فقط

إلا أنني كنت مُعجباً بإختياراتها التي لا أتوقعها وتركت لها حرية الاختيار بكل موعد

صعدت إلى السيارة بجواري فأملت نحوها لأترك قُبلة على وجنتها طمعاً برؤية ملامحها الخجولة ثم تخبط نظراتها قبل أن تُشير إلى الطريق كي أتحرك فقهقهت ثم قُدت حيث توجهني هي

____________

"هناك"

أشارت سويون إلى مكان قريب من مدينة الملاهي كي يصف كيونغسو سيارته هناك فعقد حاجبيه بخفة ثم قهقه بعدم تصديق

"تمزحين"

التفتت سويون لتنظر إليه ثم هزت رأسها إلى الجانبين تنفي ببراءة

"لا...ألا تريد ذلك؟"

ارتفع حاجبيها بإحباط فنفى كيونغسو سريعاً

" لا، لا...اعتقدت فقط...مهلاً في الحقيقة أنا لا أحب الألعاب وهذا النوع من الأمور"

"لكنك تلعب ألعاب الفيديو مع أصدقائك "

جعدت أنفها قليلاً تُبدي انزعاجاً زائفاً فتنهد كيونغسو بإبتسامة

" الأمر مختلف "

" إن لم يُعجبكِ الأمر سنُغادر، أعدك"

خرجت من السيارة قبل سماعها رده فضحك الآخر و خرج ليلحق بها نحو البوابة

مر كلاهما من البوابة ليُمسك كيونغسو بكفها و شابك أناملهما معاً خلال تجولهما بالمدينة حتى هتفت سويون بحماس وهي تُشير إلى إحدى الألعاب

" لنُجرب تلك "

حرك كيونغسو نظراته حيث تُشير، و بتلقائية رأسه كانت تميل مع تلك العربة التي تمر بطريق مُحدد مُعظمه لا يُلامس الأرض، تارة يكون رأس الركاب في الأعلى وتارة في الأسفل بينما صوت صراخ الجميع كان كافياً ليفزعه

"هل يُمكننا اختيار شيئ عدا الأفعوانية؟ ما رأيكِ بلعبة السيارات؟"

هتف نهاية حديثه بحماس فجعدت سويون ملامحها

"كنت تقود سيارتك منذ فترة"

لانت ملامحها و ابتسمت بعبث ثم أشارت له أن يلحق بها وركضت نحو الأفعوانية فتنهد كيونغسو بعمق قبل أن يلحق بها

تنفس بعمق بعدما جلس بجوارها و بقوة أغلق عينيه حين بدأت العربة بالحركة

الهواء كان يرتطم بوجهه بقوة و الكثير من الصراخ من حوله لكن كيونغسو كان يحاول أن لا يصرخ إلا أنه وبدون قصد فتح عينيه

انفجر بالصراخ حين رأى الأرض بعيدة عنه ،عينيه أدمعتا بسبب الهواء و بطريقة ما كان الأمر مُرعباً بنكهة مُمتعة

نزل كلاهما من الأفعوانية بينما يلتقطان أنفاسهما بوتيرة سريعة، و ما إن ابتعدا عنها وقفت سويون في مكانها لتسحب نفساً عميقاً و التفتت إلى كيونغسو الذي يقف في مكانه بأعين ناعسة

"ربما نُجرب السيارات أفضل"

تحدثت بقلق فالتفت كيونغسو لينظر إليها قليلاً ثم نفى برأسه و ابتسم ببلاهة

"لنجرب الأفعوانية مُجدداً"

التفت كي يعود إلى الأفعوانية بخطوات غير متزنة كشخص وصل إلى أعلى مراحل الثمالة فهمهمت سويون بعدم فهم و بقت في مكانها قليلاً تستوعب ما قاله قبل أن تلتفت إليه

"مهلاً، تكاد تفقد وعيك"

هتفت من خلفه فقهقه و أسرع بينما يتمايل بخطواته يميناً و يساراً غير قادر على التوازن فضحكت سويون لتلحق به

"كيونغسو انتظر ستفقد وعيك حقاً"

__________________

"هل واثق بأنك لا ترغب بالتحدث عنها في اللقاء؟ قد تتواصل معك بعدها"

همست ميشا إلى سيهون الذي يقف مجاوراً لها عاقداً ذراعيه إلى صدره بينما عينيه تُمرر بين الراقصين بحذر يُراقب تحركاتهم

" لا، هل وجدتِ أي شيئ يخص حبيبها؟ "

قطب حاجبيه حين اقترب جوهيون من سوشيل ليُساعدها بالرقص فهمهمت ميشا

" لا أظنك ترغب بسماع هذا لكنه سافر إلى تايلند و انضم إلى فريق الوحوش"

ضاقت عقدة حاجبيه لينظر إلى ميشا فرفعت كتفيها و أخفضتهما بحركة سريعة

" قد تكون انضمت إليهم هي الأخرى "

" لن تفعل"

بثقة تحدث فتنهدت بعمق

" إن لم تفعل فهذا يعني أنها توقفت عن الرقص، دعنا ننسى الأمر سيهون فلا أظنه سيتواصل معك خاصة بعدما انضم إلى أوم"

" لا أهتم"

زفر بحدة و التفت نحو جوهيون ليهتف

"جوهيون ركز مع مينا"

المقصود التفت إليه ثم أومأ و ابتعد عن سوشيل ليركض نحو مينا فتبادلت سوشيل النظرات مع سيهون للحظات معدودة ثم أشاحت بعينيها بعيداً عنه

" هل حدث بينكما شيئ؟ لم تتشاجرا أليس كذلك؟ أعني أنت و سوشيل"

أشارت ميشا بحاجبيها نحو سوشيل فتجاهلها سيهون و سار نحو سوشيل فابتلعت الأخيرة ريقها لتخفض عينيها تدّعي عدم ملاحظتها لمروره من جانبها لكنها كانت لحظات معدودة تلك التي مرت قبل أن تسمع صوته الهادئ خلفها

" ابدئي من جديد "

سحبت ذراعيها إلى جانبها و تنفست بعمق قبل أن تومئ دون أن تلتفت إليه و بتوتر فردت ذراعيها كي تبدأ الرقص فأمال سيهون نحو أذنها هامساً

"هل تتهربين مني؟"

جفلت و كادت تُعيد ذراعيها إلى مكانهما فأمسك بهما ليقترب منها بجسده بينما كفيه تحركتا على ذراعيها حتى أمسك بكفيها

" لا أفهم عن ماذا تتحدث"

همست هي الأخرى تحاول السيطرة على توترها ثم رفعت عينيها تنظر أمامها و هي تتحرك مع تحركات كفيه وجسده تتبع خطواته

" هل مازلتِ ستنكرين لقائنا قبل انضمامكِ إلى الفريق؟"

عقدت سوشيل حاجبيها لتلتفت برأسها إلى الجانب

"لم أكن أكذب حين قُلت أننا لم نلتقي "

"حقاً؟"

رفع أحد حاجبيه ساخراً فتنهدت ثم توقفت عن الرقص و التفتت لتُقابله فابتعد عنها قليلاً

" أنا لم أكن أكذب سواء أردت تصديق ذلك أم لا فهذه هي الحـ... "

" هل نُقاطع شيئاً هاماً؟"

ضغط سيهون فكيه بإنزعاج دون أن يزيح عينيه عن سوشيل فاقتربت منهما هيجين أكثر و تكتفت بغضب

"ألا تظن أنك تُبالغ في الإهتمام بها؟"

تجاهلتها سوشيل و سارت مُبتعدة عنها فجذبتها هيجين من مرفقها إلا أن سوشيل قد نثرت يدها بإنزعاج مما جعل الجميع يتوقف عن التدريب و التفتوا إليهما

" مجيئكِ إلى هنا أفسد كل شيئ، لا أعرف حتى لم تم قبولك بهذا الفريق؟ ما المُقابل الذي قدمته إليه؟ "

" أنتِ تتمادين هيجين"

صاحت ميشا بإنفعال و اقتربت من سوشيل لتقف بجانبها بينما سوشيل اكتفت بالصمت و لم تُبدي ردة فعل حول ما قالته

"وهل قُلت شيئاً خاطئاً؟ هناك أمر يحدث بينهما ،هل رأيتِ كيف كان قريباً منها؟ "

" سيهون كان يقترب مني أكثر من ذلك حين انضممت إلى الفريق "

جوهيون وضّح بينما يرفع كتفيه فتحدثت ميشا بإندفاع

" و إن كان هناك ما يحدث بينهما فما دخلكِ أنتِ ؟"

"هل انتهيتم؟"

سأل سيهون بهدوء فرفعت سوشيل عينيها نحوه لتتبادل معه النظرات حتى التفت نحوه الآخرين

" هيجين لن تكون من خط الرقص الرئيسي "

" هل فقدت عقلك ؟"

صرخت عليه هيجين بإنفعال فحرك عينيه نحوها و أكمل بهدوء

" أساس الفريق هو التفاهم لذا من لا يُمكنه تقبل أي فرد من الفريق فلينسحب أفضل من أن أقوم بطرده"

اقتربت منه هيجين و فرّقت بين شفتيها تنوي الإعتراض فاستوقفها بنبرة حادة

" أنتِ بصفة خاصة لن أُحذركِ مُجدداً"

ألقى نظرة أخيرة نحو سوشيل قبل أن يسير مُبتعداً عنهم مُتجاهلاً نظرات الراقصين المُتبادلة بينه و بين هيجين و سوشيل

__________

جونغ إن كان يتربع بمنتصف سريره عاقداً ذراعيه إلى صدره بينما ينظر إلى جونميون الذي يجلس على كرسي أمامه يضع القدم فوق الأخرى

و بيده يحمل دفتراً يدون به ملاحظاته

" كم مرة خرجت إلى الحديقة هذا الأسبوع؟"

عقد جونغ إن حاجبيه و بعد بعض الوقت فك عقدة ذراعيه ليُشير إلى جونميون بثلاثة أصابع ثم تكتف مُجدداً مما جعل الآخر يبتسم بخفة ثم رفع القلم و دوّن ملاحظة

"لا تبتسم بوجهي، أنت تُغضبني"

"هل ترغب بضربي؟"

تساءل جونميون ليرفع عينيه نحوه دون أن يمحو ابتسامته فرفع جونغ إن قبضته بحنق

"كلما رأيت وجهك أرغب بتشويهه"

"هذا يعني أن حالتك ليست بالسوء الذي تظنه"

رفع كتفيه بلا مُبالاة فأغمض جونغ إن عينيه بقوة و سحب نفساً عميقاً كي يهدأ

" لابُد أنك ترغب بطردي لكنك تعرف إن فعلت ذلك فستعود إلى المصحة"

"لم أنت مُستفز ؟بجدية أنت طبيب فاشل"

" و أنت مريض فاشل لذا نتوافق معاً"

كاد جونغ إن يسبّه لكنه تراجع عن ذلك باللحظة الأخيرة و بإنزعاج أشار إليه

"أكمل طرح أسئلتك الغبية كي تغادر"

______________

وقف سيهون عاقداً ذراعيه إلى صدره بينما يُتابع بعينيه الراقصين و هم يجمعون أغراضهم ليُغادروا

"هيجين "

المقصودة التفتت تنظر إليه بملامح غاضبة لم يهتم لها

"ستقومين بتنظيف الغرفة"

حكّت ميشا أنفها و التفتت برأسها جانباً تخفي ابتسامتها بينما الآخرين تبادلوا النظرات بصدمة بين هيجين وسيهون ،عدا سوشيل التي بدت غير مهتمة لما يحدث

" سوف أتأكد بنفسي من كاميرات المراقبة أنكِ من قُمت بذلك"

أكمل بجدية ثم اقترب من سوشيل و جذبها من يدها ليسحبها خلفه فتنهدت و هي تلحق به

"ماذا يحدث هنا؟"

أحد الراقصين تساءل بصدمة فأشارت له ميشا

"كل شخص يتحمل نتيجة أفعاله، هيا لنذهب"

رفعت كتفيها بلا مُبالاة ثم بدأت بدفع الراقصين كي يُغادروا ،و قبل أن تغلق باب الغرفة ألقت نظرة ساخرة نحو هيجين

طوال الطريق إلى المبنى الذي يقع به شقتي سيهون و سوشيل كلاهما كان هادئاً

على الرغم من أن سوشيل قد توقعت أن يتحدث معها بعدما سحبها بتلك الطريقة أمام الجميع لكنه لم يفعل ذلك حتى دخل إلى شقته لذا تجاهلت الأمر هي الأخرى و دخلت إلى شقتها في هدوء ممتنعة عن بدء الحديث معه

اغتسلت و ارتدت ثياباً منزلية دافئة ثم دخلت إلى غرفتها تنوي النوم لكن ما إن استلقت سمعت صوت رنين الجرس فخرجت بخطوات ثقيلة كي تفتح الباب

توقعت رؤية هيبا، هانييل أو ربما كلاهما تجران تشانسوك خلفهما لإزعاجها لكن من ظهر أمامها كان جارها الجديد و الذي يبدو أنه استحم لتوه فشعره الذي ينسدل على جبينه مازال رطباً

تبادلا النظرات الهادئة لبعض الوقت إلى أن تمتم سيهون

"لم ننهي حديثنا بعد"

زفرت بعمق و تحركت جانباً تسمح له بالدخول فوضع كفيه بجيوب سُترته و سار نحو الداخل وهو يُمرر عينيه على الشقة حتى توقف بغرفة المعيشة فأشارت له سوشيل أن يجلس لكنه لم يفعل و التفت يُقابلها

"هل انتقلتِ إلى هنا حديثاً؟"

همهمت بالنفي و أجابته بنبرة تنافس خاصته بالهدوء

" أنا هنا منذ عامين"

"يبدو و كأنكِ انتقلتِ حديثاً"

أشار إلى الصناديق المتواجدة بأحد أركان غرفة المعيشة، كما بدا منزلها فارغاً قليلاً فرفعت كتفيها و أخفضتهما بحركة بسيطة

" لا يوجد برأسي فكرة معينة "

أومأ بتفهم و عينيه تنظران مباشرةً إلى عينيها، و مُجدداً تعلقت نظراتهما معاً في هدوء قاطعته سوشيل حين أشاحت بنظراتها جانباً

"سأُحضر لك شيئاً لـ..."

أمسك بذراعها حين مرت من جانبه فالتفتت برأسها لتنظر إليه

"أتيت لنتحدث فقط"

" آسفة "

قطب حاجبيه بعدم فهم فدفعت يده بحركة بسيطة ثم عادت خطوة إلى الخلف لتوضح

"بالرغم من أنني لم أقم بتقبيلك حينها و اعتذرت أيضاً لكن مازلت سأعتذر على ذلك...أنا آسفة "

ابتلعت ريقها تحاول أن لا تظهر خجلها أمامه بينما الآخر لم يبدو راضياً بذلك...لم يكن هذا ما توقعه

"لا أريد اعتذاراً عن ما حدث حينها وليس هذا ما يهمني، ما يهمني هو إدعائك عدم تذكرك لي "

" أخبرتك أنني لم أكن أدّعي ذلك، أنا حقاً لا أذكر بأنك نفس الشخص "

انفعلت بنبرتها قليلاً لكنها كانت لاتزال هادئة كما كان انفعاله هو الآخر

" و هذا أسوأ سوشيل"

عقدت حاجبيها فتنهد ليلوّح بكفه في الهواء بعشوائية

" من المفترض أنك تعرفينني قبل ذلك اليوم فكيف تتخذين خطوة كتلك نحوي ثم لا تتذكرين أنني نفس الشخص ؟...لم أكن أعرفكِ قبل ذلك لكن لم أنسى وجهكِ الذي رأيته للحظات معدودة"

ارتبكت سوشيل من نبرته التي لانت نهاية حديثه ثم تلك الخطوة التي اتخذها نحوها يجعل من المسافة بينهما أقصر فأخفضت نظراتها عنه بتوتر لتُجيبه بهدوء

" هيبا و هانييل وضعتا رهاناً سخيفاً لنرى من ستتزوج أولاً و أنا لم أرغب بذلك...لا الزواج أو الرهان "

أغمضت عينيها لبضعة لحظات ثم أعادت فتحهما و أكملت

" لم أرى أي أحد بشكل واضح عدا تشانيول و كل ما كنت أريده حينها هو إنهاء الأمر و المغادرة لذا أنا حقاً لم أرى وجهك و لم يكن الأمر مقصوداً "

رفعت عينيها نحوه نهاية حديثها تؤكد أن ما تقوله هو الحقيقة و بعد ثوانٍ بدأت ملامح سيهون تلين كما نبرته التي طرح بها سؤالاً آخر للتأكيد

" إذاً لم تنظري إلى وجهي أبداً؟ "

نفت برأسها بحركة بسيطة فتبادل سيهون معها النظرات لبعض الوقت بينما يُفكر...يبدو الأمر مُقنعاً فهي لم ترفع عينيها نحوه حين وقفت أمامه كما أنها لم تتحدث بذلك الوقت لذا كاد يتركها لولا أنها جذبته إليه و زيّفت تلك القبلة

ارتفع حاجبي سوشيل بتفاجؤ حين انفلتت منه قهقهة خافتة ثم أدارت عينيها بخجل بسبب نظراته إليها التي طالت

"لمَ تضحك ؟"

همست بتساؤل فضم شفتيه بإبتسامة و هو يُصدر همهمة كأنه يفكر ثم أجابها

" كنت غاضباً لأنني ظننتكِ تتجاهلين معرفتي أو ربما نسيتِ أمري ،و أنا الوحيد الذي بقى يُفكر في الأمر حتى أنني تعرفت عليكِ من النظرة الأولى"

أعادت سوشيل نظراتها إليه لكن سرعان ما أشاحت بها بعيداً عنه حين ابتسم بجانبية و بخجل تحمحمت

"هل أُحضر لك بعض الماء؟ "

تأتأ بالنفي

" أنتِ مدينة لي بوجبة لكن ليس الآن "
 
نقر أنفها بسبابته لتوسع عينيها بتفاجؤ فقهقه بخفوت ثم سار نحو الباب ليُغادر إلى شقته، في حين بقت هي بمكانها تحاول استيعاب الأمر

لم كان غاضباً مُجدداً؟!

_____________

تنهد تشانيول ليميل بوجنته على كفه عابساً، و بيده الأخرى كان ينقر على أزرار حاسوبه بإحباط

هذه المرة لم تكن هناك أحلاماً لتتحطم لذا كان خنجراً قد طعن صدره بقسوة حين دخل إلى المكتب و لم تكن تشانسوك هناك

تنهد مُجدداً لينظر إليه زميله بجانبية فلماذا يتنهد كثيراً منذ الصباح؟

رفع تشانيول عينيه حين شعر بأحدهم أمامه، و وجهه العابس لم يُظهر حماسه لرؤية تشانسوك هنا

لكنه لم يتمكن من كبح فضوله فأخفض نظراته إلى يديها يرى إن أحضرت القهوة لأجله إلا أنها لم تفعل فنفخ وجنتيه ليُعيد نظراته إلى شاشة حاسوبه

جلست تشانسوك في مكانها و انحنت لتضع حقيبتها بجوار قدمها ثم مررت عينيها على زملائها بالمكتب تتأكد أن لا أحد يراها، و بحذر أخرجت قهوة مُعلّبة من حقيبتها لترفعها بحذر حتى وضعتها بجانب يد تشانيول ثم سحبت يدها سريعاً و انحنت برأسها تخفي وجهها بالحاسوب

ألقى تشانيول نظرة جانبية إلى ما وضعته و...لم يكن الخنجر مُسمماً لذا عاد للحياة

وضع كفه على فمه يخفي ابتسامته البلهاء ثم انحنى برأسه هو الآخر يخفيه خلف حاسوبه

و ربما لم يكن هذا ما يقصده بمشاركتهما القهوة في الصباح لكن على الأقل تشانسوك وافقت على مشاركته تلك الكذبة

_____________

"مرحباً"

أطلّ كيونغسو برأسه من خلف باب المطبخ بمقهى سويون فالتفتت تنظر إليه بتفاجؤ ثم تركت السكين من يدها لتمسح كفيها بالمنشفة التي تضعها على الطاولة بجوارها

"لم تُخبرني بأنك قادم"

"أنهيت عملي باكراً لذا أردت رؤيتكِ"

دخل ليُغلق الباب فضمت شفتيها بإبتسامة خجولة و أشارت إلى الكعكة

" كنت على وشك المغادرة بعد الانتهاء من تزيين هذه الكعكة"

شابك كفيه خلف ظهره و هو يسير نحوها إلى أن وقف بجوارها

"هل ستقومين بتسليمها اليوم؟ "

" إنها لأبي و الخالة هيونا "

همهم كيونغسو بتفهم ثم رفع أكمام قميصه يكشف عن ساعديه

" أرغب بالمشاركة"

"اغسل يديك أولاً "

أشارت نحو الحوض فابتعد كيونغسو عنها ليغسل يديه ثم عاد ليقف بجوارها بعدما قام بتجفيفها

" اتركِ الأمر لي"

دفعها بذراعه بثقة فعادت سويون إلى الخلف قليلاً بينما تضحك

"إنها لأبي و زوجته لذا لا تشوه صورتك أمامهما"

رمقها كيونغسو بنظرة جانبية ثم رفع حاجبيه بثقة

"راقبي و تعلمي"

رفعت سويون حاجبيها بإعجاب قبل أن تضع أمامه الأدوات اللازمة لتزيين الكعكة

" هل تعرف ما تفعله؟"

ضيّقت عينيها بشك حين بدت الكعكة عشوائية و فوضوية فهمهم كيونغسو ليعض سُفليته بتركيز بينما يستكمل عمله

" هل تُلاحظ أنك أفسدت الكعكة ؟"

"أنتِ تشوشين تركيزي"

"لن أقدم هذا الشيئ لأبي"

هزت رأسها إلى الجانبين فالتفت كيونغسو إليها بعدم تصديق

" لقد بذلت بها مجهوداً كبيراً"

"حسناً سأتناولها أنا"

اقتربت تنوي حمل الكعكة بعيداً عنه فأمسك بيدها يستوقفها

"تبدو جيدة "

" نعم...للأكل فقط وليس الأعين "

ارتخى كتفيه بعبوس زائف لتبتسم سويون

"لنتناولها معاً"

همهم بتفكير ثم أومأ

"لكنني مازلت أراها جيدة "

ضحكت بخفوت لتومئ برأسها فاسترق نظرة نحو شفتيها الباسمتين قبل أن يميل نحوها و نقرهما بقبلة سريعة سطحية

توسعت أعين سويون بخجل لتتبعه نظراتها وهو يبتعد عنها قليلاً ثم رفع عينيه نحو خاصتيها

استقام بوقفته ثم رفع كفيه يُحيط بهما وجنتيها ليميل نحوها مُجدداً ،فرّق بين شفتيه ليضع قبلة رطبة على سُفليتها فرفعت أحد كفيها تضعه على زنده الأعلى بخجل مما جعله يبتعد عنها قليلاً

التقت عينيه مع خاصتها فبادلها النظرات بصمت يتأكد أنها غير مُنزعجة من تصرفه ثم ببطئ مال نحوها حتى رآها تُغلق عينيها فأغلق خاصتيه هو الآخر ليُعيد وصل شفاههما بقبلة أكثر حميمية و عمقاً

To be continued.....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top