6
Start
" أراك لاحقاً جدي"
لوّحت هارين إلى الجد كيم و هي تبتعد مع بيكهيون فابتسم إليها بوسع ثم التفت يُراقبهما من خلف النافذة
غادرته تنهيدة عميقة حين رؤيته الحافلة تمر من أمام البوابة ثم استدار كي يبتعد عن النافذة قبل عودة بيكهيون لكنه توقف في مكانه حين رؤيته كيونغسو ينزل الدرج
"صباح الخير جدي"
انحنى إلى جده بخفة ثم استكمل طريقه نحو الخارج فهتف السيد كيم
" لا تُفكر فيما قاله جونغ إن"
توقف كيونغسو في مكانه لبضعة لحظات قبل أن يومئ إليه دون أن يلتفت نحوه
و تزامناً مع خروجه من الباب دخل بيكهيون ليومئ إلى جده بحركة بسيطة قبل أن يصعد إلى غرفته ليتجهز هو الآخر من أجل عمله
_______________
دفع كيونغسو باب المقهى ليستقيم جيسونغ و بورا سريعاً و انحنيا إليه بإحترام قبل أن يتدافعان إلى المطبخ لنداء سويون فحرك كيونغسو عينيه معهما حتى اختفيا خلف الباب
ابتسم بخفة ليخفض عينيه ينظر إلى الأرض حتى فُتح الباب فأعاد رفع عينيه نحوها
"صباح الخير"
همهمت إليه بإبتسامة ثم وقفت مقابلة له خلف البار حيث يُملي طلبه
تبادلا النظرات لبضعة لحظات حتى اقترب جيسونغ من سويون ووضع كوب القهوة أمام كيونغسو فوق البار ، و من الجانب الآخر اقتربت بورا لتضع أمامه قطعة الكعك فضحكا كيونغسو و سويون بخفوت
" مازال الوضع مُحرجاً"
علّق كيونغسو بإحراج فأومأت سويون بخجل ليتحمحم
حمل كعكته و كوب القهوة ثم سار نحو إحدى الطاولات يجلس خلفها ليتناولهما في هدوء بينما ينظر إليهما
و بلمعة كانت تُراقبه أعين سويون حتى رفع عينيه نحوها فتحمحمت والتفتت بتخبط تبحث عن ما تفعله ليضحك كيونغسو بخفوت
استقام من مكانه بينما يحمل كوب قهوته و تقدم من باب المقهى ينوي المُغادرة لكنه توقف أمام الباب لوهلة بتردد ثم التفت و عاد خطواته نحو سويون
"آنستي"
همست بورا لتنظر إليها سويون فأشارت لها الأخرى نحو كيونغسو لتلتفت إليه
ارتفع حاجبيها بحركة تلقائية بالكاد لاحظها كيونغسو فحكّ جبينه بإحراج ثم أشار لها بتساؤل
"لا بأس بموعد بعطلة نهاية الأسبوع؟"
ضمت سويون شفتيها لتومئ بخجل فابتسم كيونغسو و لوّح إليها قبل مُغادرته، و من خلفها صرخا جيسونغ و بورا بحماس بينما يضربان كفيهما معاً في حين بقت هي في مكانها بالكاد تستوعب أن ما يحدث حقيقي
____________
" ها هي الجائزة"
أخفضت تشانسوك عينيها نحو ظرفين وضعتهما المديرة أمامها هي و تشانيول ثم رفعت عينيها نحوها حين علّقت بإنزعاج
"الجائزة قيمتها أقل فهي كانت لفريق واحد فقط"
همهم تشانيول ليسحب ظرفاً و غادر مكتبها في حين بقت تشانسوك تنظر إلى الظرف الآخر بضيق
" ألا تمتلكين عملاً ؟"
تساءلت بنبرة ساخرة فجفلت تشانسوك و حملت الظرف لتخرج سريعاً
عادت إلى مكتبها و جلست خلف حاسوبها برأس ينحني بخجل، لم تكن قادرة على التفكير أو التركيز بعملها فعقد تشانيول حاجبيه بخفة حين لاحظ ذلك
رفع عينيه معها حين سحبت علبة غدائها و خرجت من المكتب بخطوات بطيئة عن العادة فاستقام من مكانه هو الآخر
"تشانيول هل.."
"لاحقاً"
قاطع زميلته التي أوشكت على فرض نفسها عليه للتو فانعقد حاجبيها و تكتفت
"هو غير معجب بكِ سوهيون"
علّق ووبين وهو يمر بجوارها ليشيح بنظراته بعيداً عنها بفزع حين رمقته بحدة
دفع تشانيول باب السطح بقدمه حيث كان يحمل كوبين من القهوة و اقترب من تشانسوك التي بدت شاردة فلم تمس علبة طعامها بعد
اقترب منها و صعد إلى السور ليجلس بجوارها فالتفتت تنظر إليه ثم أعادت نظراتها أمامها لينعقد حاجبيه حين لم تبتعد عنه، لم ترفع نظارتها و لم تكن حذرة بتحركاتها المتوترة
"أنتِ بخير ؟"
تنهدت بإحباط فأمال تشانيول برأسه كي يرى وجهها
"تشانسوك"
همس بقلق فعبست شفتيها ليرتفع حاجبيه و معهما توسعت عينيه بشكل لطيف
" لا أستحق تلك الجائزة"
همهم بعدم فهم فغادرتها تنهيدة أخرى
" أنت من ساعدتني في الدخول إلى المدير التنفيذي، الآن فهمت لم فعلت ذلك"
عقد حاجبيه بخفة و مرر عينيه على وجهها العابس لتُكمل
"أردتني أن أشعر بهذه الطريقة، أنني نجحت بسببك أنت لا بمجهودي الخاص "
بلل تشانيول شفتيه بإبتسامة ثم هز رأسه إلى الجانبين
"أنتِ غير معقولة "
تمتم لتلتفت إليه فضحك بخفوت ثم دفع كوب القهوة نحوها لتحمله دون اعتراض فضحك تشانيول مصدوماً
هي محبطة لهذه الدرجة!
" بسبب فضيحتهم مؤخراً الجميع كان يرغب في لقاء حصري مع المدير التنفيذي الجديد لكنه لم يقبل أي لقاءات.."
تحدث تشانيول مُبرراً فرفعت عينيها اللامعتين نحوه
" جد أصدقائي لديه علاقة جيدة برجال الأعمال خاصة في مجال الألعاب الإلكترونية لذا طلبت منه معروفاً لمساعدتي بلقاء معه، كنت هناك قبل ذلك بيوم لذا تعرّفت عليّ مُساعدته وكذلك السيد هيون "
عقدت حاجبيها فرفع تشانيول كتفيه
"استخدمنا أسئلتكِ في كتابة التقرير و أنا من ساعدت في لقائه لذا كلانا يستحق الجائزة "
أومأ نهاية حديثه بحركة بسيطة فأدارت تشانسوك عينيها بتفكير ثم تحركت قليلاً كي تترك بينهما مسافة فابتسم تشانيول...هي الآن بخير
" ليس مُسمماً"
أشار بحاجبيه نحو كوب القهوة الذي تحمله فأشاحت بنظراتها بعيداً عنه بينما ترفع الكوب نحو شفتيها
" شكراً لك "
تمتمت بخفوت ليلتفت نحوها برأسه فوضّحت دون أن تنظر إليه
" بالنهاية لولاك لما تمكنت من طرح أسلئتي"
" شكراً لكِ"
همس هو الآخر فعقدت حاجبيها لتنظر إليه بإستغراب
" لطالما أردت مشاركتك حديثاً طبيعياً"
ارتفع حاجبي تشانسوك تدريجياً و حرّكت عينيها بعشوائية فقهقه تشانيول ثم بعثر شعرها و التفت ليقفز بعيداً عن السور فلاحقته بعينيها بإستغراب
رمشت بضعة مرات ثم أخرجت هاتفها تبعث برسالة إلى مجموعة الدردشة
(أعتقد أن بارك تشانيول فقد عقله)
( هو من فقد عقله ؟)
عبست لرؤيتها رد هانييل الساخر ثم تنهدت لتنظر بجانبية إلى علبة طعامها
____________
" لا تختبئ أيها الأحمق، حارب معي"
صرخ جونغ إن بإنفعال بينما يرتدي سماعات الرأس مُندمجاً بلعبته مع أحد أعضاء فريقه فأتاه صراخاً كخاصته من الجانب الآخر كاد يثقب طبلة أذنيه
" إنهم يطاردونني وحدي"
" هذا لأنك جبان"
أجابه جونغ إن بإنزعاج ثم التقط أنفاسه براحة ما إن انتهت اللعبة بفوزهما
" هاااي أنت، سيجتمع أعضاء الفريق في..."
أغلق جونغ إن سماعات رأسه وانسحب من المكالمة قبل أن يدعوه الآخر إلى لقاء سيرفضه جونغ إن بجميع الأحوال
استقام من مكانه و توجّه نحو خزانته ليُخرج ثياباً منزلية مُريحة ثم سار نحو الحمام بينما يحاول شمّ رائحة إبطيه
" هذا قذر، منذ متى لم أستحم؟ "
_____________
" طلبت السيدة جيون عقداً نسخة من هذه الصورة"
عرضت هانييل الصورة أمام موظفيها فالتفتوا جميعاً ينظرون نحو الشاشة الكبيرة على جانبهم الآخر
" ألم نقدم لها هذا العقد من قبل؟"
تساءل أحد الموظفين بإستغراب فهمهمت هانييل
" كان هدية من زوجها بعيد زواجهما و قد فقدته لذا هي تريد نسخة أخرى مُطابقة "
" ألا يُعد هذا غشاً؟"
مُجدداً تلقت هانييل سؤالاً من أحد موظفيها فأشارت لهم بصرامة
"لا دخل لنا بحياة الزبون الخاصة، السيدة جيون زبونة دائمة لنا لذا لنعتني بطلبها دون التدخل فيما لا يعنينا "
استقامت من مكانها و أكملت بجدية
" أمامكم عشرة أيام فقط "
و غادرت بعدها غرفة الإجتماعات متجاهلة تهامسات موظفيها
تقدمت مساعدتها لتفتح باب المكتب من أجلها فاستدارت السيدة يون بمقعد المكتب لتُقابل هانييل فتنهدت الأخيرة
" جدتي، ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟"
أشارت إلى مساعدتها بالمغادرة لتُغلق الباب ثم تقدمت من السيدة يون التي أخذت تتحسس المقعد والمكتب بإبتسامة واسعة
"اشتقت إلى مكاني"
أُغلقت هانييل عينيها بقوة وهي تزفر بصوتٍ مسموع فاتكأت الجدة بمرفقيها على الطاولة
" ما الأمر؟ هل هناك ما يُغضبكِ؟ "
" لا، بالطبع لا"
نفت بإبتسامة زائفة فهمهمت الجدة
"غداً لدينا ضيف بالمنزل لذا ستأتين على العشاء أو...تعرفين ما سأفعله "
" لم تُهددين و كأنني رفضت ؟"
كشّرت هانييل ملامحها بإنزعاج فابتسمت جدتها و استقامت من مكانها لتدور حول المكتب حتى وقفت بجانبها
"فقط أختصر الأمر"
ربتت على كتف هانييل ثم غادرت لتُلاحقها أعين حفيدتها بإنزعاج
______________
" لا يجب أن يرتخي جسدك بهذه الحركة "
أشار سيهون إلى إحدى الراقصات التي تقف خلفه بينما يُراقب تحركاتهم من خلال المرآة أمامه
"واحد، اثنان.."
تحدث بهدوء و هو يتحرك و عينيه تُمرر بحذر بين راقصيه
" ضعي تركيزكِ بالرقص هيجين"
بنبرة حادة وجّه حديثه إليها حين لاحظ نظراتها الساخرة نحو سوشيل فعقدت حاجبيها بإنزعاج وتوقفت عن الرقص
"كيف تتحدث معي بهذه الطريقة؟"
صاحت بإنفعال فالتفت إليها سيهون و تكتف
" فلتحصلوا على بعض الراحة، ابقي أنتِ "
أشار للجميع مُتجاهلاً هيجين ثم اقترب من سوشيل بنهاية حديثه و وقف أمامها
" ذراعكِ مُصابة؟"
تساءل بإهتمام و أمسك ذراعها بحذر فهمهمت بالنفي
" تُصبح ضعيفة بعد التدريب لفترة لكنني أعمل على تحسين ذلك"
أجابته بنبرة هادئة فمرر عينيه على طول ذراعها وصولاً إلى وجهها حتى تلاقت نظراتهما
" جسدكِ ضعيف و ليس ذراعكِ فقط"
جذبت سوشيل ذراعها من يده فضغط عليها مانعاً إياها عن ذلك و دون أن يبتعد بنظراته عن خاصتيها أكمل
" التدريب يستهلك الكثير من الطاقة لذا يجب أن تتبعي نظاماً غذائياً سليماً كي..."
"الآن تتحدث عن النظام الغذائي؟"
قوطع بواسطة هيجين التي اقتربت منهما فحرك سيهون عينيه نحو ذراع سوشيل الذي يُحركه بحذر
" ألم تكن على وشك ضم فتاة سمينة و قبيحة إلى فريقنا؟ قُلت أنك لا تهتم لـ... "
التفت سيهون نحوها فابتلعت كلماتها حين قابلها بنظراته الباردة
" يُمكنكِ الذهاب "
وجّه حديثه الهادئ إلى سوشيل ليترك ذراعها فابتعدت عنهما و سارت نحو أغراضها كي تجلس هناك في حين خرج سيهون من غرفة التدريب يسبق هيجين بخطواته
" تفضلي "
رفعت سوشيل عينيها نحو زميلها بالفريق حين وقف بجوارها بينما يمد نحوها زجاجة مياه فالتقطتها منه ثم أخفضت نظراتها نحو هاتفها
" أُدعى جوهيون"
جلس في مكانه مجاوراً لها فهمهمت بينما تومئ بهدوء ليتحمحم بإحراج
" أنتِ سوشيل أليس كذلك؟"
التفتت برأسها لترمقه بصمت فضم شفتيه لوهلة قبل أن يحك عنقه
"أعني...نحن فريق واحد لكنكِ لا تتحدثين مع الآخرين لذا...ما رأيكِ أن تنضمي إلينا على العشاء الليلة؟ "
" لا..."
همست بهدوء و أعادت عينيها نحو هاتفها فقضم جوهيون شفتيه لينظر نحو ميشا و هز رأسه إلى الجانبين بحركة بسيطة
" لا أحب تناول الطعام في الخارج"
همهم بعدم فهم لينظر إلى سوشيل لكنها لم تُبدي ردة فعل و لم ترفع عينيها عن هاتفها كأنها لم تقل شيئاً للتو
" لا مشكلة، يُمكنكِ الإنضمام إلينا دون تناول شيئ"
ابتسم بوسع فرفعت سوشيل عينيها نحوه ليضحك و جذب منها هاتفها كي يدون رقمه ثم أعاده إليها بعدما اتصل بهاتفه كي يحفظ رقمها
" سأحتاج إلى هذا لاحقاً"
"سوشيل"
التفتت نحو الباب حين سمعت صوت سيهون يُناديها، و تدريجياً انعقد حاجبيها حين ظهرت جدتها من خلفه تلوّح إليها بإبتسامة واسعة
تنهدت و استقامت من مكانها لتسير نحو جدتها بينما أعين سيهون تُلاحقها حتى تخطته كأنه غير موجود فعقد حاجبيه بخفة ثم سار مُبتعداً عنهما
" كيف حالك جدتي؟"
تساءلت بهدوء و هي تعانقها بجانبية فابتسمت السيدة يون
"انظر إلى حفيدتي اللطيفة"
ربتت على كتفي سوشيل ثم كشرت ملامحها
"على الأقل ليس الجميع وقحاً كما الأخرتين "
بالكاد لمحت ابتسامة سوشيل حين قصدت هانييل و هيبا بحديثها ثم هزت رأسها إلى الجانبين
" أياً يكن ،لدينا ضيوفاً في الغد لذا فلتأتي إلى المنزل، حسناً؟"
" لكن.. "
" لا يوجد اعتراض صغيرتي، أريد أن أبقى هادئة حسناً؟"
أشارت بعينيها نحو أعضاء الفريق بعشوائية فتنهدت سوشيل ثم أومأت إليها بإستسلام
"أراكِ غداً، لا تتأخري عن الثامنة مساءً"
هتفت و هي تبتعد عن سوشيل فترهل كتفي الأخرى و التفتت كي تعود إلى مكانها لولا أن اعترضت هيجين طريقها
" ألا يُمكنك طرد هيجين ؟"
أشاح سيهون بنظراته عن سوشيل لينظر إلى ميشا التي وقفت بجواره فتنهدت
" إنها تفتعل الكثير من المشاكل مؤخراً.. "
رفعت عينيها نحو سيهون ليضم شفتيه و همهم بالنفي
" يُزعجني رؤية وجهها ،إنها تعتقد بأنها قائدة الفريق و ليس أنت"
ابتسم بخفة و استدار نحوها
" تجاهليها فحسب، إن كان هناك من يمتلك الحق في مناقشة أمور الفريق عداي فلن يكون سواكِ "
" إذاً هل يمكنني طردها؟ "
استقامت بجذعها بحماس فضحك سيهون بخفوت لينفي برأسه مما جعلها تبرز شفتيها بعبوس و التفت كلاهما بعدها نحو سوشيل فعلّقت ميشا
" عرض عليها جوهيون أن تنضم إلينا على العشاء اليوم "
أخفض سيهون نظراته عن سوشيل ثم حرك عينيه نحو ميشا فرفعت كتفيها
" ربما ستنضم إلينا بعد العشاء أو ربما وافقت ليتركها وشأنها لكنها لن تفعل ذلك...هل ستنضم إلينا؟"
رفعت حاجبيها بتساؤل نهاية حديثها فقلب سيهون شفتيه بعدم معرفة
" ستأتي "
أشارت إليه بصرامة ثم عادت بخطواتها إلى الخلف و ضيّقت عينيها بينما تُشير بسبابتها إلى عينيها تارة والى خاصتيه تارة أخرى بمعنى أنها تُراقبه فقهقه سيهون ليهز رأسه إلى الجانبين قبل أن يُعيد نظراته حيث تجلس سوشيل وحدها تعبث بهاتفها
تنهد بعمق ثم صفّق يجذب انتباه الجميع و هتف
"هيا بنا"
_______________
"هل تشانسوك غادرت ؟"
عقدت تشانسوك حاجبيها حين سمعت صوتاً مألوفاً و التفتت بمقعدها تنظر نحو الباب حيث تسأل عنها السيدة يون
توسعت عينيها بفزع و التفتت بحركة سريعة نحو حاسوبها لتضع كفيها فوق رأسها تحاول إخفاء نفسها عن أعين جدتها فأمال تشانيول برأسه بإستغراب لينظر إليها ثم رفع عينيه نحو تلك السيدة التي تبحث عنها
تنهدت السيدة يون حين التفتت حيث أشارت لها إحدى الموظفات ثم سارت نحو حفيدتها التي تكاد تخترق شاشة الحاسوب هرباً منها
"مرحباً"
همست نحو تشانيول بلطف حين لاحظت نظراته إليها فابتسم بمجاملة وهو ينحني برأسه إليها بإحترام ثم استرق نظرة نحو تشانسوك قبل أن يُعيد عينيه إلى حاسوبه
"تشانسوك"
طرقت بسبابتها على الطاولة بجوار رأس حفيدتها فابتلعت تشانسوك ريقها لتُبعد كفيها تدريجياً عن رأسها ثم رفعت عينيها نحو جدتها و بتوتر ابتسمت
"مرحباً جـ.. جدتي"
أصابتها حازوقة لتضع كفها على شفتيها بخجل فابتسم تشانيول وهو ينقر بأنامله على أزرار حاسوبه
" أتيت لإخبارك أن لدينا ضيف غداً على العشاء.."
ابتسمت بتهديد و انحنت إلى مستوى تشانسوك و أكملت بهمس
" إن لم تأتي قبل الثامنة مساءً صدقيني سأتسبب لكِ بفضيحة هنا لن..."
"قادمة"
هتفت بفزع لترفع نظارتها بسبابتها فرفع تشانيول عينيه يسترق نظرة أخرى إليها
" لا تتأخري "
ربتت على رأس تشانسوك بلطف و غادرت فتحركت معها أعين تشانسوك المفزوعة حتى سمعت صوت قهقة ساخرة تأتي من الفتاة المجاورة لها فالتفتت لتنظر إليها ثم رفعت نظارتها بسبابتها و استكملت عملها بعبوس
_____________
دفع السيد كيم باب غرفة حفيده الأصغر و دلف إليها حين لم يتلقى رداً من جانبه
اقترب من جونغ إن و سحب سماعات رأسه ففرّق جونغ إن بين شفتيه ينوي الصراخ عليه لكنه ضم شفتيه بإنزعاج حين وجد أن الفاعل كان جده
" هلا طرقت الباب قبل دخولك؟"
"أظنني شققت الباب لقوة طرقي عليه لكن هناك من يضع سماعات رأسه ولا يسمع شيئاً"
أجابه بسخرية ثم ألقى السماعات فالتقطها جونغ إن سريعاً ليلحق جده بعينيه حتى جلس الأكبر على طرف السرير واضعاً القدم فوق الأخرى
"فكرت في الأمر؟"
"أي أمر ؟"
عقد حاجبيه بتساؤل فزفر الجد بنفاذ صبر
" الموعد جونغ إن "
" لن..أخرج.. في.. أي.. موعد "
تحدث بتقطع مؤكداً قراره فهمهم الجد
" سأُخبر الخادمة بأن تجمع ثيابك، ستذهب إلى المصحة الليلة"
استقام من مكانه فانتفض جونغ إن هو الآخر واقفاً
" لا يُمكنك تهديدي كي تصل إلى مُبتغاك"
"هذا ليس تهديداً، أنت حقاً بحاجة إلى العلاج "
" و المصحة هي الأفضل؟"
قهقه جونغ إن بعدم تصديق ليومئ الآخر
" أنت لا تتعاون مع جونميون ولا تتعاون معنا بشيئ لذا المصحة ستكون أفضل لك"
ارتجفت شفتي جونغ إن ليضمهما سريعاً و أومأ يدّعي اللامُبالاة
" حسناً...المصحة أفضل من الزواج أو البقاء معك "
عاد ليجلس بمكانه ثم جذب السماعات ليضعها فوق رأسه عاقداً حاجبيه بغضب فتنهد السيد كيم بضيق قبل أن يخرج من الغرفة
______________
" إلى أين؟ "
هتفت ميشا بمرح تستوقف سوشيل حين أوشكت على المغادرة فالتفتت الأخرى لتنظر إليها في حين حرك سيهون عينيه نحو سوشيل حيث كان يجلس بسيارته
" لدي.."
"لا، لا، لن أسمح بالرفض لذا هيا"
سارت سوشيل نحوها بينما تضغط بكفها على حقيبتها ثم بررت
"لا أتناول الطعام في الخارج و لا..."
" يُمكنكِ تبادل الحديث معنا فقط فهذا ما نُريده"
أمسكت بكتفي سوشيل تدفعها نحو السيارة فالتفتت سوشيل إليها
"حسناً سألحق بكم بسيارة أجرة "
" لا داعي لذلك "
التفتت إلى سيهون الذي تحدث بصوتٍ هادئ ثم أدار مُحرك السيارة دون أن يشيح بنظراته عنها
و حين لاحظ ترددها أشار لها بحاجبيه وهو يميل برأسه جانباً في حركة بسيطة يدعوها إلى دخول سيارته
"هيا هيا"
دفعتها ميشا بحماس لتفتح لها الباب الخلفي فصعدت سوشيل إلى السيارة بهدوء
دارت ميشا حول السيارة لتصعد إلى المقعد المجاور إلى سيهون ثم صفّقت بحماس
"هيا بنا"
فأخفض سيهون عينيه عن المرآة حيث كان يسترق النظر إلى سوشيل من خلالها ثم تحرك بالسيارة يلحق بالآخرين
"هل والدتك من أتت اليوم ؟"
استدارت ميشا بجذعها نحو سوشيل تطرح سؤالها بإبتسامة واسعة و نبرة مرحة فرفعت سوشيل عينيها نحوها ثم همهمت بالنفي
"إنها جدتي"
"تبدو صغيرة"
علّقت بدهشة ثم قهقهت
" تبدو أصغر مني"
ابتسمت سوشيل بخفة ثم أخفضت نظراتها نحو أناملها تعبث بها حتى توقفت السيارة أمام أحد المطاعم
" يا إلهي"
قلبت ميشا عينيها حين رؤيتها هيجين تقترب منهم ما إن خرجت من سيارتها و خرجت سريعاً تعترض طريقها فرفع سيهون عينيه نحو المرآة لينظر إلى سوشيل
" هل تتبعين حمية؟"
رفعت عينيها نحو خاصتيه تنظر إليهما من خلال المرآة دون إجابة
" توقفي عن ذلك"
همس بخفوت ليشيح بنظراته بعيداً عن المرآة ثم فتح باب السيارة ليخرج فعقدت سوشيل حاجبيها لتنظر إلى هاتفها
فتح سيهون باب السيارة من أجلها فالتفتت لتنظر إليه
و دون حديث تبادلا النظرات لوهلة قبل أن تخرج سوشيل فقهقهت هيجين دون فكاهة
"التزمي الصمت "
بتحذير وجّهت ميشا الحديث إليها فعقدت حاجبيها بإنزعاج
على طاولة العشاء كان الجميع يتبادل الحديث بصخب عدا سيهون و سوشيل الهادئين ، وهناك الكثير من الأطباق المليئة باللحوم أمامهم
سيهون كان يترأس الطاولة و على يساره تجلس هيجين بينما على يمينه كانت ميشا، و سوشيل تتوسطها هي و جوهيون
أعين سيهون كانتا تنظران إلى سوشيل دون خجل، بينما رأسه يستدعي صوتها من تلك الليلة كلما وقعت عينيه عليها
لا يدري هل عينيها الخجولتين حينها هي ما جذبته أم اعتذارها ؟و ربما الطريقة التي زيّفت بها تلك القبلة
شيئاً واحداً فقط كان سيهون واثقاً منه...سوشيل ليست مجرد متدربة لديه
عينيه تنحرفان حيث توجد و ما إن تختفي من أمامه عقله لا ينفك عن التفكير بها
سوشيل كانت قادرة على جذب انتباهه منذ الوهلة الأولى و ان لم يكن واثقاً من سبب إعجابه بها لكنه على الأقل واثق أنه يحمل إعجاباً نحوها
وضع سيهون كفيه بجيوب بنطاله بينما يسير في الخلف، عينيه تُراقبان سوشيل التي يُحيط بها الكثير من راقصي فريقه بينما يتحدثون معها بحماس رغم هدوئها
توقفوا في الخارج حيث بدأ الجميع في التوجه إلى السيارة التي أتى بها فأشارت ميشا إلى سيهون
" أنا ثملة"
همهم بتفهم و اقترب ليفتح الباب من أجلها فربتت على وجنته كأنه طفل صغير ليعقد حاجبيه ثم رفع كفه فوق رأسها و دفعها كي تدخل
أغلق الباب و ما إن استدار لمح سوشيل تسير مُبتعدة عنهم بينما ترتدي سماعات الأذن فتنهد ثم هتف
"سوشيل"
التفتت إليه لتخلع السماعات بإستغراب فأشار برأسه إلى سيارته ثم أشاح بنظراته بعيداً عنها قبل أن ترفض ذلك
صعد إلى مقعده و أضاء المصابيح الأمامية للسيارة يدعوها مُجدداً لمُرافقته فعانقت ذراع حقيبتها ثم سارت نحوه و صعدت بالمقعد الخلفي
و قبل أن يتحرك بالسيارة استرق نظرة نحوها من خلال المرآة الأمامية
كانا هادئين طوال الطريق في حين كانت ميشا تهذى بأحاديث عشوائية حتى توقف سيهون بالسيارة أمام منزلها و اخرج هاتفه يُراسل شخصاً ما
و كانت لحظات معدودة تلك التي مرت قبل أن يخرج ذاك الشخص من المنزل بثيابه المنزلية و ركض نحو سيارة سيهون
"لم سمحت لها أن تشرب؟"
وبّخ سيهون بإنزعاج فابتسم الآخر
"هل يمكن لأحد أن يمنع زوجتك عن ذلك ؟"
عُقد حاجبي زوج ميشا ليحملها ثم أشار إلى سيهون برأسه فهمهم الآخر و تحرك بالسيارة
"هل يمكنك أن تتوقف بالسيارة جانباً؟"
رفع سيهون عينيه نحو سوشيل التي تحدثت للمرة الأولى منذ أن استقلت سيارته فهمهم بالنفي
" عودتكِ بهذا الوقت وحدك ليست آمنة "
" لم أثمل كما أن الوقت ليس..."
"هل تعيشين وحدكِ بالمنزل؟"
قاطع حديثها بسؤال هادئ فعقدت سوشيل حاجبيها بخفة لكن سرعان ما ارتخت ملامحها و همهمت بالإيجاب
" ماذا عن عائلتك؟"
"والداي يعملان بالعاصمة"
أجابته بهدوء ليومئ بحركة خفيفة فأشارت له نحو الطريق
" انعطف يساراً "
همهم ليفعل كما قالت ثم استرق نظرة نحوها من خلال المرآة
" تبدين مألوفة"
رفعت عينيها نحو المرآة لتنظر إليه فرفع كتفيه و أخفضهما بحركة سريعة
" منذ رأيتكِ أول مرة شعرت وكأننا التقينا من قبل لذا..."
"ربما شخص آخر يُشبهني"
قاطعته بهدوء ثم حملت حقيبتها
" لقد وصلت"
ضغط سيهون بأنامله حول المقود ليتوقف بالسيارة أمام المبنى حيث تقع شقتها فهمست بخفوت
"شكراً لك"
ثم خرجت من السيارة ليُلاحقها بنظراته حتى اختفت بداخل المبنى فتحرك بالسيارة مُغادراً
_____________
" سيدي "
عقد جونغ إن حاجبيه ليزيح الغطاء عن رأسه و التفت ينظر نحو الباب حيث تقف خادمته و خلفها رجلين لا يذكر أنه قد رأى أي منهما من قبل
"أين جدي؟ "
تساءل بهدوء و هو يستقيم بجذعه مُبتعداً عن السرير فأجابته
"إنه بغرفة مكتبه"
همهم جونغ إن لينظر نحو حقيبة ملابسه بإنكسار ثم سحب نفساً عميقاً و رفع رأسه بينما يدّعي عدم اهتمامه
سار خلف الرجلين بخطوات ثقيلة يحاول عدم إظهارها، لكن كرامة جونغ إن لم تمسح له بالتنازل أمام جده
تجمدت قدميه أمام السيارة البيضاء الكبيرة أمامه و ابتلع ريقه بصعوبة ثم التفت ينظر إلى نافذة غرفة مكتب جده فلمحه يقف هناك ينظر إليه
انعقد حاجبي جونغ إن و ضم قبضتيه قبل أن يصعد إلى السيارة ثم احتضن جسده بذراعيه و أغلق عينيه بقوة يحاول تهدئة نفسه
مسح السيد كيم دموعه سريعاً حين فُتح باب مكتبه بإندفاع و التفت نحو حفيديه ليقول بيكهيون بغضب
"هل حقاً أرسلت جونغ إن إلى المصحة؟"
"جدي لا يُمكنك فعل هذا، حتى و إن كان جونغ إن وافق فهذا مازال تصرفاً خاطئاً"
عقد كيونغسو هو الآخر حاجبيه غاضباً من تصرف جده
" إنه حفيدي و أعرف ما هو لصالحه"
تحدث بهدوء يخفي خلفه اختناقه ثم اقترب من الأريكة الجلدية بمنتصف الغرفة و جلس عليها كي لا يفقد توازنه أمامهما
" لصالحه؟ أن تضعه بمصحة عقلية هو لصالحه؟ أنت تعرف جيداً أن جونغ إن لا يُمكنه البقاء وحده في مكان غريب و بين أشخاص غير مألوفين "
ارتفعت نبرة كيونغسو قليلاً تُبدي غضبه الذي يحاول كتمه فرفع الجد عينيه ينظر إليه بصمت
"لا يُمكنني تصديق ذلك"
قهقه بيكهيون بلا فكاهة و خرج من الغرفة فتبادل كيونغسو النظرات مع جده قبل أن يخرج هو الآخر و صفع الباب خلفه بقوة
_______________
أوقف السائق السيارة بحديقة منزل عائلة يون فسحب السيد كيم نفساً ثم زفره بعمق و رسم ابتسامة زائفة على شفتيه
فتح السائق الباب فخرج السيد كيم ليمسح بكفه على بذلته الرسمية ثم تقدم من الباب و خلفه السائق يحمل باقة زهور حمراء
ضغط على زر الجرس ثم ابتعد خطوة و تحمحم ينتظر رداً، و قد حصل عليه بعد ثوانٍ معدودة حين فتحت هيبا الباب من أجله عابسة
" مساء الخير"
ابتسم بوسع فهمهمت ثم ابتسمت بتصنع واضح ليميل برأسه قليلاً
"أنتِ هيبا؟"
أومأت ثم صرخت حين شعرت بألم بذراعها حيث جدتها التي قرصتها بقسوة فجفل السيد كيم و حرك عينيه نحو السيدة يون التي ظهرت من خلف حفيدتها
"سيد كيم"
همست بنبرة رقيقة فارتفع طرف شفتي هيبا بتقزز و بعدم تصديق راقبت حركة جدتها الخجولة حين أعادت خصلات شعرها خلف أذنها ما إن صافحها السيد كيم
"تبدين جميلة كالعادة سيدة يون"
انحنى يُقبّل كفها فأمالت هيبا برأسها معه و فكها يكاد يُلامس الأرض صدمةً
"هلا دخلنا؟"
التفتا إليها فابتسمت بزيف ليتحمحما ثم ابتعدت عنه السيدة يون تسمح له بالدخول و هيبا سارت خلفهما تعقد ذراعيها إلى صدرها بإنزعاج
انسحبت هيبا نحو المطبخ حيث تقوم الخادمات بتجهيز العشاء و بينما تتفحص الطعام أخرجت الهاتف لتُراسل الأخريات
(أين أنتن ؟
لا يمكنني تحمل دراما المراهقين هذه؟
أتمنى أن تتزوج جدتي من هذا العجوز صديقها و أتخلص منها)
(أي عجوز ؟)
تساءلت تشانسوك بإستغراب ثم رفعت نظارتها بسبابتها قبل أن تضغط على الجرس فركضت هيبا سريعاً كي تفتح الباب
"و أخيراً"
صرخت بهمس ثم جذبت تشانسوك من ذراعها كي تدخل فرمشت الأخرى بضعة مرات
"هـ هانييل"
تحدثت بتلعثم حين أوشكت هيبا على إغلاق الباب فأعادت الأخرى فتحه و أطلت برأسها من خلف الباب حتى لمحت هانييل تقترب منها فركضت نحوها و جذبتها معها إلى داخل المنزل
" لا تُصدروا صوتاً"
وضعت هيبا سبابتها أمام شفتيها تهمس بتحذير فانعقد حاجبي هانييل ثم أمالتا برأسيهما من خلف الحائط حين فعلت هيبا ذلك
"ماذا يحدث ؟"
همست تشانسوك بتساؤل فأجابتها هيبا
" لدينا مراهقة واقعة بالحب"
"هل جدتي تواعد؟"
رفعت تشانسوك حاجبيها بتفاجؤ فوضعت هيبا كفها على شفتيها سريعاً و جذبتها معها إلى المطبخ لتلحق بهما هانييل بعدما ألقت نظرة أخيرة نحو جدتها و السيد كيم
"اعذرني سيد كيم لكنني لا أوافقك بهذا التصرف، بعد كل شيئ إنه حفيدك "
همست بتأنيب ليتنهد السيد كيم بضيق
" أنا أيضاً أكره ذلك لكن...جونغ إن بالخامسة و العشرين من عمره إلا أنه يخشى الخروج من المنزل...أعرف أن ما تعرض له لم يكن هيّناً لكن جونغ إن لم يكن كذلك و لم أعرف بأن الأمر قد يصل إلى هذه النقطة...في البداية اعتقدت أنه بحاجة إلى بعض الوقت كي يتعافى جسدياً و كي يستوعب ما حدث له لكن دون أن نشعر بدأ جونغ إن يتوقف عن الخروج من المنزل، ثم أصبح خروجه إلى الحديقة نادراً، و الآن لا أذكر المرة الأخيرة التي انضم فيها إلينا على طاولة الطعام "
تنهد بثقل ليهز رأسه إلى الجانبين
" منذ أكثر من عام لم يخرج و حين خرج بعد تهديدات كثيرة وجد ذريعة ليمتنع عن الخروج بسبب تقبيل هانييل له "
" إنه خطأ حفيدتي، أنا حقاً آسفة لذلك سيد كم "
" لا، لا....جونغ إن و خياله الواسع هو ما وصل به إلى هذه الحالة، لم يكن مريضاً لكن بسبب تفكيره المستمر قد دفع بنفسه إلى دائرة المرض و يجب أن يخرج منها قبل أن يتوغل بها أكثر فهذا ما أوصى به طبيبه "
همهمت بتفهم فابتسم السيد كيم
"ثم ما هذه السيد كيم؟ ألم نتفق بأن تزول الرسميات بيننا؟ "
قهقهت على استحياء فضحك هو الآخر
" مساء الخير "
التفت كلاهما نحو ذاك الصوت الهادئ الذي قاطع ضحكاتهما فابتسمت السيدة يون بوسع و أشارت إلى سوشيل بالاقتراب
" هذه سوشيل"
"ااه مرحباً"
استقام السيد كيم من مكانه ليُصافحها فانحنت سوشيل بإحترام ثم التفتت إلى جدتها
"آسفة بشأن التأخير"
"لا مُشكلة، لم تأتي هانييل و تشانسوك بعد"
رفعت سوشيل حاجبيها بإستغراب
"لكنني رأيت سيارة هانييل في الخارج"
"حقاً؟"
أومأت سوشيل فتنهدت السيدة يون لتعتذر من السيد كيم و خرجت من هناك باحثة عن حفيدتها التي لم تُطلعها بقدومها
_____________
بينما في مكان آخر، حيث تلك الغرفة الفارغة عدا من سرير للنوم و أريكة بمنتصف الغرفة لإستخدامها خلال النهار
جونغ إن كان مُختبئاً أسفل غطائه
أضواء غرفته لم تكن مُغلقة و بالرغم من ذلك كان الأمر مُفزعاً
الليلة السابقة قضى نصفها تقريباً بمنزله لذا لم يكن مضطراً لقضاء وقت طويل في هذا الخوف
وبالرغم من ذلك لم يزره النوم سوى لدقائق معدودة و أفسد نومته كوابيساً مرعبة
أما الآن هو يشعر بكل لحظة تمر عليه وحيداً بهذا المكان مع ذكريات مخيفة و أفكار أكثر إخافة
______________
السيد كيم كان يترأس الطاولة بينما تُقابله السيدة يون
على يساره كانت تجلس هيبا تجاورها تشانسوك بينما تُقابلهما سوشيل و هانييل
الجميع كان يضع اهتمامه على النظرات المُتبادلة بين الجدين
ابتسامات خجولة، مُجاملات مبالغ بها و الكثير من القهقهات الخافتة
لكن...هيبا كانت بعالمها الخاص فهناك ماهو أكثر أهمية من كل ذلك
صدور الدجاج المقرمشة كانت عالماً آخر ،ناعمة من الدخل، مُقرمشة من الخارج و توابلها الحارة كانت تُلهب قلب هيبا عشقاً معها
" بشأن بيكهيون..."
تحدث الجد و النظرات توجهت نحو هيبا التي لا تُنصت إلى أي مما قيل فنكزتها تشانسوك من الجانب لتلتفت إليها هيبا و همست بحماس
"صدور الدجاج هذه مذهلة"
أشارت تشانسوك بحاجبيها نحو الجد كيم فرفعت هيبا حاجبيها ثم التفتت إليه و رمشت بتساؤل مما جعله يضحك بخفوت
" بشأن انفصال بيكهيون عنكِ لابُد أنني السبب بذلك و ربما هارين لا أعرف لكن...أنا أوافق على علاقتكما"
مد كفه نحو خاصة هيبا و ربت عليها فأخفضت عينيها تنظر إلى كفه ثم رفعت نظراتها نحوه و ابتلعت ما بفمها
"من.. بيك.. ماذا ؟"
ضيّقت عينيها فقهقهت السيدة يون بصخب
" إنها غاضبة منه بحق "
ضحك السيد كيم و أومأ يوافقها فقلبت هيبا شفتيها بعدم فهم لتُدير عينيها بينما تحاول فهم ما يقولانه حتى تحدث السيد كيم
" أرغب بدعوتكم إلى منزلي الأسبوع القادم و حينها يمكن لهيبا و بيكهيون أن يلتقيا و يقوما بحل مشكلتهما...لا أريد أن أكون السبب بإنفصالهما "
"هذه فكرة جيـ...."
"لا، لا يُمكنني رؤيته"
صرخت هيبا بفزع حين فهمت حديثهم فتوسعت أعين الجميع و هم ينظرون إليها بصدمة...رفضها كان مُبالغاً به لكن لا أحد قال عن نفسه أنه شهواني لذا لن يتفهموا موقفها
" أ.. أعني...انتهت علاقتنا بشكل سيئ لذا لا أريد رؤيته"
"الكذب سيئ "
تشانسوك همست بجانب أذنها بتوتر فدفعتها هيبا بخفة ثم ربتت على صدرها بحزن درامي زائف
"قلبي يؤلمني كلما فكرت في أسلوبه المُهين في الانفصال عني ،لقد..."
شهقت بزيف لتضع كفها أمام شفتيها فضمت هانييل شفتيها تكتم ضحكتها بينما سوشيل تنهدت لتهز رأسها إلى الجانبين
"توقفي عن الكذب"
همست تشانسوك لها مُجدداً فضغطت هيبا على قدمها كي تلتزم الصمت بينما تُكمل بكائها الزائف فوق الطاولة
و في عالم آخر كان الجدين يبتسمان إلى بعضهما خفاءً
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top