4

Start

"قومي بمُراجعته أولاً"

ناولت هانييل الملف إلى مُساعدتها فالتقطته الأخرى و انحنت إليها قبل أن تُغادر مكتبها لتعود هانييل إلى استكمال عملها

"ما الأمر؟"

تساءلت بإستغراب حين فتح باب مكتبها مُجدداً ظناً منها أن مُساعدتها قد عادت لكنها استقامت من مكانها سريعاً حين رفعت عينيها عن حاسوبها لترى أن الزائر لم يكن سوى جدتها

"جدتي؟! لم أنتِ هنا ؟"

"ياللوقاحة"

تأتأت السيدة يون و هي تسير نحو المقعد المقابل إلى هانييل لتجلس فجلست الأخرى بينما تُبرر

"سؤالي ليس وقحاً و إنما مصدوماً فما بال السيدة يون تذكرت الشركة فجأة؟ ألم تقولي بأن الوقت قد حان لتعتني بنفسك و تستمتعي بالحياة ؟"

رفعت هانييل حاجبيها بسخرية نهاية حديثها لتقلب الأخرى عينيها

"و من بإمكانه أن يعتني بنفسه أو يجد الراحة و هو يمتلك حفيدات إن غفل عنهن لوهلة تُمطر الكوارث فوق رأسه "

" هذا مُبالغ به "

تمتمت هانييل لتومئ الجدة

" هذا تماماً الرد الذي توقعته، أنتِ الكُبرى بينهن هانييل فبدلاً من مُساعدتي بتهذيبهن تتواطئين مع تلك الصغيرة المشاكسة "

وسّعت عينيها بعدم تصديق فقهقهت هانييل لتُشابك أناملها فوق طاولة المكتب

" ماذا فعلت هيبا ؟"

" بل ماذا فعلتِ أنتِ بحفيد السيد كيم ؟"

" من حفيد السيد كيم؟"

" هانييل "

رفعت الجدة حاجبيها بتحذير فرفعت هانييل كتفيها

" بجدية لا أعرف عن ماذا تتحدثين "

"هل كُنتِ تعرفين بأن هيبا تواعد حفيد السيد كيم ؟"

"هيبا؟"

ارتفع حاجبي هانييل بذهول لتومئ إليها السيدة يون

" بينهما علاقة كادت تصل إلى الزواج لكن هذا ليس موضوعنا الأساسي ،بل ما فعلته بالحفيد الآخر للسيد كيم، هل فقدتِ عقلكِ لتقومي بتقبيل الرجال بعشوائية؟! "

فرّقت هانييل بين شفتيها بـ'آه' خافتة حين أدركت مقصد جدتها ثم رفعت كتفيها و أخفضتهما بحركة سريعة

" من أين لي أن أعرف بأنه سيفقد وعيه؟ "

" لم قُمتِ بتقبيله منذ البداية؟ الرجل بحالة سيئة بسببكِ "

لوت هانييل شفتيها بإنزعاج لتتنهد بعمق ثم بررت كاذبة

" عُذراً كنت ثملة"

"هذا لا ينفي حقيقة أنكِ مُخطئة هانييل، نحن على وشك أن نُصبح عائلة واحدة لذا ستأتين معي ما إن تنهي عملكِ و ستعتذرين منه "

عقدت هانييل حاجبيها لوهلة ثم همهمت بإستفهام

" أفعل ماذا؟"

"تعتذرين هانييل، تعتذرين أو سأسحب إدارة الشركة منكِ "

" لا يُمكنكِ فعل ذلك "

اتسعت أعين هانييل بصدمة فاستقامت السيدة يون لتصفع المكتب بحدة

" بلى سأفعل ذلك، و سأفعل هذا أيضاً إن رفضتِ الزواج فلن أتحمل المزيد من الفضائح و المشاكل"

استقامت بوقفتها ثم أمرتها بصرامة

" ابتعدي عن مكتبي و إلى نهاية اليوم فكري فيما قُلته، إما أن تأتي لتجلسي غداً على هذا المقعد أو ابحثي لكِ عن مكان آخر"

"جدتي"

قهقهت بلا فُكاهة فاقتربت جدتها من المكتب و دفعتها لتجلس على المقعد هي ثم رفعت عينيها نحوها

"اخرجي بنفسك قبل أن أطردكِ" 

____________

هانييل كانت تجلس على طرف سرير جونغ إن تضع القدم فوق الأخرى، تعقد ذراعيها إلى صدرها بينما تُمرر عينيها على الغرفة المليئة بمُجسمات لشخصيات خيالية

جونغ إن كان يقف عاقداً حاجبيه بإنزعاج كما كان بيكهيون و كيونغسو مُنزعجين من وقاحتها

في حين اكتفى سيهون و تشانيول بمُراقبة الأجواء في هدوء

" تبدو كغرفة طفل"

علّقت بسخرية ليقلب جونغ إن عينيه

"أليس من الوقاحة اقتحام غرفة أحدهم بهذه الهمجية ؟"

هتف بإنزعاج فأمالت برأسها لتنظر إليه ثم ابتسمت بسخرية

"أعرف أنك جبان و لن تأتي إليّ لذا ما فائدة الإنتظار بالأسفل ؟"

رفعت كتفيها بلا مُبالاة ثم مررت عينيها بينهم حتى توقفت نظراتها على بيكهيون

"أنت زوج هيبا المستقبلي؟ أنت قصير "

قلبت شفتيها فأغلق بيكهيون عينيه بقوة يحاول تمالك أعصابه ثم هز رأسه إلى الجانبين

" إن بقيت هنا قد أقتلها "

غادر الغرفة فحرّك جونغ إن عينيه معه بفزع داخلي يخفيه ببراعة

"أصبح الأمر عائلياً لذا يجب أن نُغادر أيضاً"

قهقه تشانيول بمزاح فابتسمت هانييل لتُشير إليه بسبابتها

"تبدو لطيفاً"

ابتسم إليها ثم لوّح إلى أصدقائه ليُغادر فلحق به سيهون ليبتلع جونغ إن ريقه بصعوبة

لم يعد هناك سوى كيونغسو، و إن تركه كما فعل الآخرين قد يودع حياته لا مجرد فقدان وعي - يُبالغ بتفكيره -

" ألن تُغادر أنت أيضاً؟"

رمقها كيونغسو بفراغ فأشارت إليه بلا مُبالاة

"لا بأس ليس و كأنني سأقول شيئاً مُهماً "

تنهدت بعمق لتشيح بعينيها بعيداً عن الرجلين بينما تنظر إلى المُجسمات الصغيرة حولها

"أنت مهووس بالألعاب الإلكترونية"

" جونغ إن بطل وطني"

تفاخر كيونغسو لتنظر إليه هانييل ثم أمالت برأسها قليلاً لتنظر نحو جونغ إن

" بإمكانك أن تُصبح بطلاً من غرفتك ؟"

قهقهت بسخرية و علّقت

"تبدو الحياة سهلة"

"ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟"

تكتف جونغ إن بإنزعاج يتساءل فأخفضت هانييل عينيها نحو باقة الورود بجانبها ثم دفعتها بإصبعها قليلاً

"خذ هذه الباقة و ادّعي أنك تقبلت اعتذاري"

"لم تعتذري "

شخر ساخراً فضحكت بخفوت

"هل يجب أن أعتذر لأنك جبان ؟"

" توقفي عن قول جبان "

تقدم منها بغضب لكن خطواته تجمدت بجوار كيونغسو و لم يتقدم أكثر نحوها، فهنا تنتهي حدود أمانه

"أليست الحقيقة ؟"

"غادري "

كيونغسو أشار لها بحدة فقلبت شفتيها

"أتمنى لو لم آتي إلى هنا لكن جدتي في الأسفل بالفعل لذا لا يُمكنني المغادرة بهذه السرعة "

زفرت بحنق

"هذا كله بسبب الجمعية الغبية الخاصة بجدكما"

تبادل كيونغسو النظرات مع جونغ إن ليقول الأخير بعدما التفت إليها مُجدداً

"إذاً أتيتِ لأنكِ خائفة من جدتكِ؟ "

" خائفة؟ هل تظنني جبانة مثلك؟ "

قهقهت بعدم تصديق فرفع جونغ إن حاجبيه

" هذا ما يبدو الأمر عليه"

"أنت سخيف أيها الصغير "

" و هذا الصغير سيُخبر جدتكِ أنه لم يتلقى أي اعتذارات"

كيونغسو ابتسم بثقة بعدما أجابها بإندفاع لتميل هانييل برأسها جانباً و هي تُمرر عينيها على جونغ إن حتى شعر بالإرتباك من نظراتها

" صدقني سيندم إن فعل"

"مـ ماذا ستفعلين؟"

صاح جونغ إن بتلعثم رغم إدعائه عدم اهتمامه لتلك الثقة التي تحملها عينيها

استقامت هانييل من مكانها بينما تُهمهم و هي تدّعي التفكير حتى وقفت أمام جونغ إن فابتلع ريقه بصعوبة بينما كيونغسو وضع ذراعه أمامه كحماية

" لا أسعى لمواعدتك لذا سأتغاضى عن شخصيتك المُحرِجة هذه لكن.."

رمقته من الأعلى إلى الأسفل ثم رفعت عينيها نحوه مُجدداً بإبتسامة جانبية اقشعر لها بدنه

" وجهك الوسيم، و هذا الجسد يبدوان مناسبين لعلاقة ليلة واحدة"

توسعت عينيه بفزع كما توسعت أعين كيونغسو بصدمة و بفاه فاغر حرك عينيه مع سبابتها التي مررتها بعبث على صدر جونغ ان

"لاسيّما إن كانت إجبارية"

غمزته لتعض سُفليتها بعبث ثم عادت خطواتها لتحمل حقيبتها و لوّحت إليهما قبل أن تُغادر

لاحقها كيونغسو بعينيه إلى أن خرجت ثم تمتم بعدم تصديق

"ما هذه الجرأة ؟"

رمش عدة مرات ثم هز رأسه إلى الجانبين و التفت إلى جونغ إن

"أظنه مجرد تهديد فـ.. جونغ إن أنت بخير؟"

تحولت نبرته إلى أخرى قلقة حين لاحظ اضطراب تنفس الآخر فحرك جونغ إن عينيه نحوه بتيهٍ

"إهدأ هي لن تفعل شيئاً لك"

ربت على صدر جونغ إن بلطف بينما يجذبه بذراعه الأخرى ليجلس على طرف السرير

"لن أخرج من المنزل أبداً"

تحمحمت هانييل كي تلفت انتباه جدتها إليها فتوقفت عن الحديث مع السيد كيم ليلتفت إليها كلاهما

"هل اعتذرتِ ؟"

أومأت هانييل إليها ثم انحنت إلى السيد كيم بخفة

"أعتذر على القلق الذي سببته لك سيدي ،أفقد صوابي حين أثمل"

ابتسمت بخجل مُزيف فقهقه السيد كيم و أشار بيده بعشوائية

"لا مشكلة صغيرتي، إنه ذاك الجبان الذي يجب أن يعتذر لابُد أنه أفزعكِ"

"بل هانييل المُخطئة، يجب أن يتفاجأ حين تقوم إحداهن بتقبيله بشكل مفاجئ"

رمقت هانييل بحدة نهاية حديثها فقضمت الأخرى باطن وجنتها ثم انحنت إلى السيد كيم

"أعتذر مُجدداً، و الآن يجب أن نُغادر فلدي عمل في الصباح الباكر "

أشارت بعينيها إلى جدتها كي تُغادرا فأومأت الأخرى ثم التفتت إلى السيد كيم

" يجب أن نُغادر "

صافحته ليُربت على يدها بكفه الأخرى

" أتمنى أن تتكرر هذه الزيارات"

"من يعلم؟ قد نُصبح عائلة يوماً ما "

ابتسمت ليتبادلا النظرات لبعض الوقت حتى اقتربت هانييل من جدتها لتُمسك بيدها تحاول جذبها من خاصة السيد كيم

"جدتي، يجب أن نُغادر"

" ااه نعم ،إلى القاء سيد كيم"

ابتسم الآخر و لوّح إليها وهي تبتعد مع هانييل إلى أن خرجت من باب المنزل

( لدينا حفل زفاف قريباً)

أرسلت الرسالة بمجموعة الدردشة ثم صعدت إلى السيارة لتقودها إلى منزل جدتها

" لا تأتي إلى الشركة غداً جدتي "

قلبت السيدة يون شفتيها ببراءة مزيفة ثم خرجت من السيارة لتتنهد هانييل ثم أخرجت هاتفها

( سأقتل نفسي إن كنت المقصودة)

قهقهت حين رؤيتها رسالة هيبا ثم أجابتها

( ابحثي عن طريقة سريعة و غير مؤلمة لفعل ذلك إذاً)

____________

دفعت سوشيل باب غرفة التدريب حيث كان يقوم فريق سيهون بالإحماء فتوجهت النظرات نحوها لتعقد هيجين حاجبيها و اقتربت منها

"ماذا تفعلين هنا ؟"

"أتيت لمُقابلة سيهون؟"

"ألم يتم رفضكِ؟"

تكتفت هيجين بينما ترفع أحد حاجبيها ساخرة فهمهمت سوشيل لتُمرر عينيها في المكان

" أريد لقائه"

"إن كنتِ هنا لتترجيه فلن يحدث ما تسعين إليه لذا من الأفضل أن تُغادري"

اقترب منهما أحد الراقصين و ابتسم نحو سوشيل قائلاً

" سيهون غادر بوقت باكر و لن يعود اليوم كما أنه لا يُسمح بدخول أحد إلى هنا حين تواجده لذا لن يكون من السهل مُقابلته"

قضمت سوشيل شفتيها لتومئ إليه بتفهم ثم التفتت كي تُغادر

" يعتقدون أن الإنضمام إلى فريقنا بهذه السهولة"

ضغطت سوشيل بكفها على مقبض الباب حين سمعت صوت هيجين الساخر من خلفها ثم تنفست بعمق قبل أن تُغادر

انسحبت ميشا من الغُرفة بهدوء ثم تلفتت في الأرجاء باحثة عن سوشيل حتى لمحتها من بعيد فركضت نحوها بينما تهتف

" ذات الأسود "

عقدت سوشيل حاجبيها بخفة لتنظر إلى ثيابها ثم التفتت نحو مصدر الصوت فوقفت ميشا أمامها و هي تلتقط أنفاسها

"عُذراً نسيت اسمكِ"

وضعت كفها على صدرها لتتنفس بعمق ثم هزت رأسها إلى الجانبين

"لا يهم، أردت فقط إخباركِ أن أداؤكِ لم يكن سيئاً...أنتِ تستحقين فرصة"

______________

" يمكنني فهم أن الموعد كان كارثياً كما تخيلت"

تحدث السيد كيم و هو ينظر إلى طاولة الشطرنج أمامه يُفكر في خطوته القادمة بينما السيد ايم يعقد حاجبيه بحذر نحو تحركات الآخر

" هل تعرف فتاة مناسبة؟ انتهت دائرة معارفي إلى هنا "

تنهد ليرفع عينيه نحو السيد ايم فرفع الآخر عينيه لينظر إليه بتفكير ثم تحمحم

"مُعلمي...هل يُمكنني أن أسألك عن أمر ما؟"

"بالطبع"

أشار له الآخر بينما يضع كفه أسفل ذقنه بتفكير قبل أن يقوم بإتخاذ خطوته أخيراً

" لماذا لم تسألني يوماً عن ابنتي ؟.. "

رفع السيد كيم عينيه نحوه فبرر الآخر

"كنت أتساءل فقط لأنك دائماً ما تطلب مني البحث عن فتاة ما لكنك لم تذكر ابنتي أبداً لذا كنت أتساءل إن كنت تعتقد بأنها غير مناسبة أو...فقط مجرد فضول"

حك مؤخرة رأسه بإحراج فتنهد السيد كيم و استقام بجذعه قائلاً

"  خشيت أن تعتقد بأنني أستغل احترامك لي فربما طلبي هذا يُرغمك على القبول "

" لم أكن لأفكر بهذه الطريقة أبداً سيد كيم، الشرف لي أن نُصبح عائلة "

قهقه السيد كيم ليُربت على كتف الآخر

" ثقتي بأحفادي صفر لذا لا أريد أن تحدث بيننا مشاكل بسببهم"

" لن يؤثر شيئاً على علاقتنا مُعلمي "

تحدث بثقة ليبتسم السيد كيم بينما يتنهد.

" لمَ ذكرت هذا الأمر الآن؟ أنت تجعلني أبني أحلاماً سعيدة سيتفنن ماضي أحفادي بتحطيمها"

"يمتلك الجميع ماضياً سيد كيم "

برر السيد ايم فهمهم الآخر بينما يتخذ خطوة أخرى في اللعبة

" من بين أحفادي هل يوجد من يُناسب سويون؟"

همهم السيد ايم بتفكير مُزيف قبل أن يومئ

" ربما كيونغسو؟"

"أياً كان اختيارك فلا أرى أي أحمق منهم مُناسباً لفتاة رقيقة مثل سويون لكنني أصبحت طامعاً بضمها إلى العائلة بسببك"

أوقع إحدى قطع السيد ايم بضحكة خافتة ثم رفع عينيه نحوه

" هل نُدبر موعداً لهما؟"

"حقاً؟!"

أومأ السيد كيم ثم أشار إليه بتحذير

" لكن إياك و إجبارها على ذلك، إن رفضت فلن أنزعج منها أو منك لذا دعها تختار ما يُناسبها "

قهقه السيد ايم ليومئ إليه فرمقه الآخر بنظرة شك مزيفة قبل أن يضحك

_____________

دلف تشانيول إلى المكتب تزامناً مع دخول العديد من زملائه بالعمل

تقدم من مكتبه ليجلس هناك ثم أمال برأسه من خلف حاسوبه ينظر إلى تشانسوك التي بدت مُنغمسة بعملها عاقدة حاجبيها ،و يبدو أنها وصلت بوقت باكر للغاية

"صباح الخير؟"

نبرته مالت للتساؤل فتوجهت إليه بعض النظرات ثم التفتوا نحو تشانسوك حيث كانت نظرات تشانيول موجهة

بينما المقصودة كانت مشغولة بعملها غير واعية لوجود أحد حولها فنكزتها الفتاة بجوارها لتجفل بأعين توسعت بفزع

تلفتت تشانسوك حولها حين شعرت بنظرات الآخرين إليها و هناك ابتسامات ساخرة لمحتها على شفاه البعض فرفعت نظارتها بسبابتها و رمشت مرتين قبل أن تعتدل بجلستها

"صباح الخير تشانسوك"

أعادها تشانيول بإبتسامة لطيفة حين تلاقت نظراتها مع خاصتيه فأخفضت عينيها عنه سريعاً و همهمت بإيماءة بسيطة بينما تُجيبه بهمس خافت بالكاد التقطته أذنيه

"صباح الخير"

و قد كان همسها الخافت كافياً ليفتتح تشانيول يومه بصدر رحب

"ذاهب إلى عملك ؟"

توقف كيونغسو حين استوقفه جده بنبرة متحمسة فتنهد كيونغسو و التفت إليه

"رجاءً لا تقل موعداً آخر"

أغمض السيد كيم عينيه وهو يومئ بإبتسامة واسعة فـحك كيونغسو جبينه

" رجاءً جدي ليس الآن، أحظى بالعديد من الكوابيس بسبب الموعد الأخير"

قهقه السيد كيم بصخب ثم اقترب من كيونغسو ليُربت على ذراعه

"لا تقلق هذه الفتاة ستُعجبك، فقط تمنى أن توافق هي عليك "

ابتسم كيونغسو بزيف و بداخله تمنى أن لا تفعل

إن كان يكره هذا الأمر فـهيبا جعلته يخافه كذلك...بات أمر الإرتباط مُرعباً

" صباح الخير "

هتفت هارين و هي تُمسك بكف بيكهيون بينما تقفز في خطواتها بطفولية ليبتسم السيد كيم و انحنى بينما يفرد ذراعيه لتركض نحوه معانقة إياه

" و ها هو بيكهيون، سيكون رائعاً إن وافقت ابنة السيد ايم على الزواج منك، سنُقيم حفل زواجكما سوياً"

تلاشت ابتسامة هارين تدريجياً ثم التفتت نحو بيكهيون الذي لم يلحظ ذلك

"جدي كم مرة أخبرتك أنني لا أعرف تلك الـ...مهلاً هل قُلت ابنة السيد ايم ؟"

عقد بيكهيون حاجبيه نهاية حديثه و التفت ينظر إلى كيونغسو فتنهد الأخير

هذا يعني أن الأمر بات واقعاً إن وصل الأمر إلى ابنة تلميذه المُقرب إلى قلبه

" ستحصلين على والدة هارين، والدكِ يُحبها كثيراً "

داعب وجنتي هارين فضحكت بسعادة مُزيفة ثم ابتعدت عنه و اقتربت من بيكهيون

"هيا أبي الحافلة ستأتي"

جرّته من كفه فسار معها بيكهيون إلى الخارج لتتوقف عن جذبه

توقفا أمام بوابة المنزل ينتظران الحافلة فأخفض بيكهيون نظراته نحو هارين

" هل ترغبين بالحصول على أم؟"

قضمت هارين سُفليتها و أخفضت رأسها لتبتلع غُصتها ثم رفعت عينيها اللامعتين نحو بيكهيون تُرغم شفتيها على رسم بسمة بوجه والدها لتومئ

تركت يده حين اقتربت الحافلة ثم صعدت بصمت لتجلس وحدها في نهاية الحافلة و تدريجياً رفعت حقيبتها تُخفي خلفها وجهها الباكي، في حين بقى بيكهيون في مكانه شارداً

_____________

دفع السيد ايم باب مقهى ابنته فاقترب منه العاملين يُرحبان به ثم ركض الفتى إلى المطبخ حيث تقوم سويون بتزيين إحدى الكعكات

"والدكِ هنا آنستي"

ارتفع حاجبيها بإبتسامة ثم تركت ما بيدها و خرجت من المطبخ

"أبي"

هتفت و اقتربت منه لتُعانقه بقوة فبادلها العناق بدفئ ختمه بقبلة رقيقة وضعها على جبينها

"أردت التحدث معكِ بأمر ما"

"بالطبع، فلتجلس هيا... مهلاً، بورا أحضري كعكة فراولة و كوب شاي لأبي"

أشارت إلى بورا فركضت الفتاة تفعل ذلك ثم أمسكت سويون بيد والدها تجذبه معها إلى إحدى الطاولات لتجعله يجلس هناك ثم جلست بجواره

"همم ما الأمر أبي؟"

همهمت تتساءل بقليل من القلق فابتسم والدها ليحتضن وجنتها بكفه

" إنه بشأن الزواج.. "

" تعرف أنني لست مُستعدة لهذا"

همست بتوتر لتشيح بنظراتها بعيداً عنه فاتسعت ابتسامة والدها

"إنه وسيم للغاية، رجل مهذب و هو طبيب أسنان مشهور "

توسعت عينيها تدريجياً لتنظر إليه فضيّق عينيه

"ماذا كان اسمه؟ دو كيونغسو رُبما؟"

"أبي"

همست بعدم تصديق بينما هناك شعور بالحرقة تسلل إلى عينيها اللامعتين فقهقه والدها

" لقد تحدثت مع السيد كيم و قد وافق"

عقدت حاجبيها بخفة لتهتز شفتيها بعبوس

" آسفة، لابُد أن الأمر كان مُحرجاً"

همهم بتفكير ثم رفع كفه أمامها مُضيّقاً المسافة بين بسبابته و ابهامه

"قليلاً فقط"

قهقه لتبرز سُفليتها بتلقائية تُنذر بالبكاء فضحك و اقترب منها يُعانقها

" لقد أتيت لأرى سعادتكِ لا لأجعلكِ تبكين"

ربت على ظهرها بلطف و همس

" لم أرغب بالمُشاركة بتعاسة ابنتي لذا أردت أن أحاول و لم أتلقى الرفض من السيد كيم لذا الأمر ليس مُحرجاً.. على العكس تماماً كان مُرحبّاً بذلك"

ابتعد عنها ليضم شفتيه بقهقهة مكتومة حين رأى دموعها و أحاط وجنتيها يمحو تلك الدموع بإبهاميه

" لدينا مشكلة صغيرة فقط "

ارتفع حاجبيها بتساؤل فضم شفتيه تزامناً مع رفعه لحاجبيه

" السيد كيم لن يرغب بأن تطول فترة الخطبة، تعرفين هو يريد أن يتخلص من أحفاده سريعاً"

قضمت شفتيها بخجل بينما تُدير مُقلتيها اللامعتين و تمتمت

"ليست مشكلة كبيرة"

فضحك والدها بصخب و عانقها مُجدداً

_______________

قضمت تشانسوك شفتيها لتميل برأسها و نظراتها إلى الجانب الآخر بعيداً عن زميلها الذي صعد ليجلس مجاوراً لها أعلى سور الشركة

" هذا"

همست لتدفع علبة غدائها نحوه

"لقد انتهيت بالفعل"

ابتسم تشانيول ليفتح الغطاء و بدأ بتناول الطعام دون أن يتفوه بحرف

هذه كانت خطوة واسعة تتخذها تشانسوك نحوه

لقد أعطته بقايا طعامها مُجدداً

لكن بالنسبة إلى الأخرى هذا كان أفضل حل لتجنبه...تشانيول كان لايزال مُخيفاً بنظرها

"إنها تتقرب منه بخبث "

" يالها من غريبة أطوار"

"إنها تُزعجني"

مرت تشانسوك من أمام زُملائها و أذنيها قد التقطت همساتهم غير مُدركة أنها المقصودة بتلك الهمسات بالرغم من النظرات التي تُلاحقها

لكن الهمسات اختفت و كلٌ عاد إلى عمله ما إن دخل تشانيول هو الآخر ليجلس خلف مكتبه

______________

أُغلقت سوشيل باب سيارة الأجرة و تقدمت من ذاك الباب لتنظر إلى اللافتة أعلاه ثم أخفضت عينيها تنظر إلى الحراس المتواجدين أمام الباب قبل أن تتقدم منهم

قدمت إليهم هويتها ثم دلفت إلى الداخل و ذاك الهدوء بالخارج اختفى ما إن دخلت من الباب فقابلتها الموسيقى الصاخبة

تقدمت بخطوات بطيئة و هي تتلفت بعينيها في الأرجاء إلى أن لمحت طاولة يجلس حولها سيهون مع فريق الرقص خاصته فسحبت نفساً ثم زفرته بعمق قبل أن تخطو نحوهم

وقفت أمام طاولتهم لترتفع نحوها نظراتهم، و بالرغم من نظرات سيهون الهادئة كان رأسه صاخباً يطرح الكثير من الأسئلة حول سبب تواجدها هنا أمامه

"أنتِ مُجدداً؟ ألا تخجلين؟"

قهقهت هيجين بعدم تصديق و استقامت من مكانها لتقترب من سوشيل

"إن لم ترحلي سأطلب من الأمن أن يقوموا بطردكِ"

تجاهلتها سوشيل و لم تبعد عينيها عن خاصتي سيهون لتقول بثقة

"أنا واثقة من أنني قادرة على الإنضمام إلى فريقك"

التفت فريق الرقص ينظر نحو سيهون بترقب في حين ابتسمت ميشا لتنظر إلى يدها تعبث بها ثم رفعت عينيها نحو سوشيل مُجدداً حين ابتعدت الأخرى عن طاولتهم

" سأطردها من..."

تحدثت هيجين بإنفعال و كادت تتوجه إلى الأمن لطردها لولا أن وقفت ميشا أمامها تعترض طريقها

"فتاة ترقص بالملهى فما الذي يُزعجكِ ؟"

رفعت حاجبيها ساخرة ثم دفعتها من كتفها بخفة كي تعود إلى مكانها فجلست هيجين بجوار سيهون مُجدداً و تكتفت مُنزعجة ترمق ميشا بحنق لكن الأخرى التفتت تنظر نحو سوشيل كما فعل الجميع

صعدت سوشيل نحو منسق الموسيقى لتهمس له بشيئ ما ثم توجهت نحو ساحة الرقص حيث طلب مُنسق الموسيقى من الجميع أن يُفسح لها المكان و بعدها قام بتشغيل الموسيقى لأجلها

أمال سيهون برأسه حين بدأت الرقص بحركات أكثر سلاسة مما فعلت بتجربة الأداء

بدا جسدها أكثر ارتخاءً و راحة بينما تُحرك أطرافها برشاقة

رفع عينيه نحوها حين اقتربت منه أثناء رقصها لتُمرر كفيها على وجنتيه مروراً بعنقه ، كتفيه ثم ذراعيه بينما عينيها تنظران بثقة نحو خاصتيه

أمسكت بيديه لتجذبه معها فاستقام دون مقاومة، رفع ذراعها بينما يُديرها معه إلى أن وصل معها إلى ساحة الرقص فانحنى قليلاً يحملها بذراعه بينما يدور بها ثم تركها حتى لامست قدميها الأرض ليدفعها إلى الخلف ففردت ذراعها ثم عادت تلتف نحوه إلى أن أحاطها بذراعه

كلما تغيرت الموسيقى تتبدل معها رقصتهما

تارة تكون رقصة ثنائية حميمية وتارة أخرى يكون رقص شوارع قوي فاتسعت ابتسامة ميشا و التفتت تنظر نحو هيجين التي بدت غاضبة

حين لاحظت هيجين نظراتها التفتت إليها فرفعت ميشا حاجبيها بينما تقلب شفتيها ثم أدارت عينيها نحو ساحة الرقص مُجدداً

ختما الرقصة بذراعه تلتف حول خصرها بينما جبينه يتكئ على خاصتها و كلاهما يلتقط أنفاسه بوتيرة سريعة، و الكثير من أصوات التصفيق و الصفير المُعجب قد تعالى من حولهم ليقف فريق رقص سيهون يفعل كما الآخرين

لكن هيجين لم تكن مُعجبة بذلك، لا الرقصة ولا تلك الفتاة

"أنت مُعجب بي"

همست سوشيل بثقة فابتسم يُجيبها

"فريقي مُكتمل بالفعل"

رفع جبينه عن خاصتها فارتفعت عينيها نحو خاصتيه تتبادل معه النظرات لوهلة قبل أن يتركها و عاد إلى طاولته

" أراكم غداً"

تحدث بهدوء قاطعاً بذلك أي تعليق منهم و انحنى ليحمل أغراضه الخاصة من فوق الطاولة ثم خرج من هناك و في طريقه ألقى نظرة نحو سوشيل التي تنظر إليه من بعيد

ضمت قبضتيها لتلحق به فعقدت هيجين حاجبيها و كادت تلحق بهما لكن مُجدداً عركلت ميشا حركتها حين وضعت قدمها في طريقها تمنعها عن ذلك

" في إعلانك قلت أنك ستختار ثلاثة راقصات.."

هتفت سوشيل من خلفه ما إن خرجا من الباب لتجفل حين سمعت صوت الرعد و رفعت عينيها نحو السماء حيث بدأت تتساقط قطرات قليلة ثم أخفضت عينيها نحو سيهون الذي يقترب من سيارته و هي خلفه

"لقد اخترت اثنتين فقط لذا لايزال هناك مكاناً لأجلي "

أسرعت نحوه و أمسكت بالباب قبل أن يصعد إلى السيارة فالتفت إليها

"أنتظر شخصاً مُعيناً لينضم إلى فريقي و هذا المكان له"

كاد يصعد إلى السيارة لكنها استوقفته مُجدداً فتنهد ثم عقد حاجبيه و هو يرى قطرات المطر القوية تُزعج عينيها بسبب رفعها إياهما نحوه لكنها لم تخفض نظراتها عنه رغم ذلك

"تنتظره أي أنه ليس معك بعد"

رمقها سيهون بصمت لبضعة لحظات ثم دفع الباب ليصعد إلى السيارة فابتعدت عن الباب

مسحت على شعرها المُبتل و هي تتنفس بعمق ثم سارت نحو مقدمة السيارة لتقف أمامها تعترض طريقه

فتح سيهون الإضاءة الأمامية من سيارته ثم تحرك نحوها لكنها لم تتحرك قيد أنملة فأوقف السيارة مُجدداً

تنهد ليجذب مظلته ثم خرج من السيارة و تقدم منها ليقف أمامها بينما يضع المظلة أعلى رأسها

"الطقس سيئ ولا يجب أن تبقي هنا"

"أنا بحاجة إلى فرصة واحدة فقط"

تجاهلت ما قاله لتهتف بصوتٍ عالٍ كي يسمعها فنفى سيهون برأسه

"ربما...لكن فُرصتكِ ليست معي"

"لقد قضيت أعواماً طويلة أتدرب لأكون معك أنت"

جفل و اهتز قلبه مُعجباً بإجابتها التي سمع شبيهتها العديد من المرات لكن هذه كانت مميزة

التزم الصمت لبعض الوقت و هو يُمرر عينيه على وجهها

جفونها الحمراء، رموشها المُبتلة كانت ذات إثارة غريبة

انزلقت نظراته نحو شفتيها و صوت اعتذارها تردد إلى أذنيه ثم صورتها وهي تقترب منه مرت بذهنه حين منحته قبلة مُزيفة

أشاح بنظراته بعيداً عنها بينما يُبلل شفتيه ثم أعاد عينيه نحوها مُجدداً

"تلك الفتاة التي أنتظرها إن ظهرت فسأقوم بطردكِ حينها"

"أثق بأنك من ستتمسك بي لكن بالرغم من ذلك أنا موافقة"

تحدثت بثقة فتركها ليعود إلى السيارة لكن ما إن فتح الباب أغلقه مُجدداً

عاد خطواته نحوها و أمسك بيدها فحرّكت عينيها معه و هو يضع المظلة بيدها

"من الأفضل أن لا تلتقطي البرد، و لا تتأخري عن الرابعة غداً بصالة التدريب "

التفت ليعود إلى السيارة فارتفع حاجبيها بعدم تصديق

الآن...هي جزء من فريق اوه سيهون

دخلت إلى منزلها لتضع المظلة بجوار الباب ثم خلعت حذائها تضعه جانباً هو الآخر و توجهت بعدها نحو الداخل

خلعت سُترتها و ألقت بها أرضاً ثم سارت نحو الحمام و في طريقها لمحت نفسها بالمرآة فعادت خطواتها لتقف أمامها

"أصبحت في فريق اوه سيهون"

همست لنفسها بإبتسامة واسعة تحولت تدريجياً إلى قهقهات

رفعت كفيها تضعهما أمام شفتيها بسعادة بينما عينيها تذرفان الدموع بغزارة تنافس غزارة الأمطار خارج نافذتها

بينما سيهون كان بمنزل تشانيول يجاور صديقه النائم لكن على عكسه هو لم يتمكن من النوم

كان ينظر إلى سقف الغرفة بإبتسامة بينما يستعيد ذكرياته المعدودة مع تلك الفتاة

تارة تبدو جريئة، و تارة أخرى خجولة، هادئة و واثقة

"فاتنة "

همس بخفوت و تنهد بعمق لينظر جانبه حين سمع صوت صديقه يتساءل بنبرة ناعسة

"من؟"

أغلق سيهون عينيه و أعاد فتحهما بحركة بطيئة كإجابة ثم أغلق عينيه يحاول البحث عن النوم لعله يزوره بهذه الليلة

احتضن جونغ إن جسده أسفل الغطاء حين سمع صوت فتح الباب يدّعي النوم و أغلق عينيه بقوة لكنه لم يسمع صوتاً بعدها

اقترب منه السيد كيم بخطوات حذرة و انحنى نحوه ليترك قُبلة على رأسه ثم ربت على شعره بلطف و خرج بعدها بخطوات حذرة كالتي دخل بها

قضم جونغ إن شفتيه بعبوس حين سمع صوت إغلاق الباب ليزيح الغطاء بعيداً عنه و تنفس بعمق

To be continued......

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top