20

Start

(لنذهب إلى التخييم في العطلة الأسبوعية )

عقد سيهون حاجبيه بخفة حين قرأ الرسالة، تشانيول صرخ بـ'ماذا؟' لربما أيقظت الجيران جميعاً ،كيونغسو ملامح وجهه تجمدت ،و بيكهيون بصق الماء بوجه هيبا التي تجلس بجانبه

أغمضت عينيها بقوة لتمسح قطرات الماء عن وجهها بحنق لكنها كتمت صراخها بداخلها كي تحصل على مبتغاها

(ماذا يحدث ؟ هل سُرق هاتف جونغ إن؟)

تساءل تشانيول بعدم تصديق فتنهد جونغ إن بعمق

(سأقوم بترتيب الأمور لذا من يرغب بالذهاب معي فليقُل)

(عُذراً لا وقت لدينا)

قهقه تشانيول بشرٍ يُزعجه فابتسم جونغ إن بسخرية

(كما تُريد ولا تقلق سأعتني بتشانسوك جيداً)

استقام تشانيول بجذعه سريعاً حيث كان يرتخي على الأريكة بعشوائية أمام التلفاز

(لماذا ؟ما دخل تشانسوك الآن؟)

قهقه جونغ إن ليضع هاتفه جانباً مُتجاهلاً رسائل الجميع و بشكل خاص تشانيول الذي لم يتوقف عن التساؤل عن مقصده و الإتصال به مراراً

تنهد بيكهيون براحة و ابتسم بخفة ليرفع عينيه عن هاتفه لكنه جفل حين رؤيته هيبا ترمقه بحنق

"مـ ما الأمر؟"

زفرت و مسحت بوجهها على كفها مُجدداً لترسم ابتسامة زائفة كانت مخيفة بأعين بيكهيون الذي ابتسم بتوتر

"ماذا قلت؟"

"قلت ماذا؟"

ضيّق عينيه بعدم فهم

"فيم أتحدث منذ ساعة أيها الأحمق؟"

هتفت بإنفعال ليجفل ثم مال بجذعه سريعاً كي ينظر إلى هارين التي تدرس على الطاولة الصغيرة أمام التلفاز و أعاد نظراته إلى هيبا مُجدداً

"أخفضي صوتكِ، هارين هنا"

عقد حاجبيه بصرامة فتنهدت بعمق وهي تومئ بلا مبالاة ثم اقتربت منه برأسها ليُتابعها بعينيه

" أرغب بزيارة سوشيل، أنا لا أخرج من المنزل منذ تزوجنا"

"لم أمنعكِ ولم أضع أي شرط يمنعكِ عن ذلك..."

همس بخفوت ثم رفع سبابته ليضعها على أنفها القريب من خاصته

" لكن دون أي رهانات أو مشاكل فلا طاقة لي لتحمل مشاكلكِ"

شخرت ساخرة فوسع بيكهيون عينيه لوقاحتها

" لم أنتِ وقحة هكذا ؟"

" كيف أخرج من المنزل و ابنتك هنا ؟"

همهم بعدم فهم فتأتأت بعدم تصديق ثم مالت نحوه أكثر لتضيق عقدة حاجبي بيكهيون

" لن أذهب لزيارة سوشيل في الصباح الباكر و لا يمكنني الذهاب بوقت آخر لأن هارين تكون بالمنزل و بالطبع لن أترك طفلة وحدها في المنزل على الرغم من أنني أشك بأن لصاً أو قاتلاً متسلسلاً قد يتمكن من قتل هذه الشيطانة الصغيرة لكن لا يمكنني المغامرة"

"طفلتي ليست شيطانة "

بيكهيون حذّرها بإنزعاج وهو يقرص أنفها فدفعت يده بإنزعاج

" هذا ليس موضوعنا الأساسي "

" حسناً...ربما يمكنكِ اصطحابها معكِ "
رمقته بنظرة فارغة فبلل شفتيه

" حين أجد وقتاً سأصطحب هارين إلى منزل جدي، يُمكنكِ الخروج إلى حيث تريدين حينها "

عقدت حاجبيها بعدم رضى فهمهم بيكهيون بنفاذ صبر

"ما المشكلة الآن ؟"

" إذا عرف ذاك العجوز بأنك ستذهب إليه فسيطلب منك اصطحابي و... "

أغلقت عينيها بألم حين نقر جبينها بسبابته

" تأدبي"

فتحت عينيها لترمقه بغضب ثم كشفت عن أنيابها فاستقام بيكهيون بظهره ببطئ وهو يبتعد برأسه عنها

" ماذا ؟"

"ستستيقظ يوماً ما و لن تجد هذا الإصبع النحيل "

همست بفحيح كالأفعى وهي تقف من مكانها فرفع بيكهيون نظراته معها ثم جفل حين قهقهت بشرٍ وهي تبتعد عنه

" يالها من مجنونة"

تمتم و هز رأسه إلى الجانبين بعدم تصديق

و حين تعالت صوت ضحكتها الشريرة مُجدداً من داخل الغرفة ضحك بخفوت و التفت لينظر نحو هارين التي تكتم ضحكتها وهي تدّعي التركيز على ما تُدونه

______________

توقفت السيارة بهدوء أمام المقهى الصغير ذي الواجهة الزجاجية، حيث تزينت النوافذ ببخار الصباح البارد

التفتت سويون إلى كيونغسو الذي كان لا يزال يمسك بالمقود، عيناه نصف مُغلقتين فمنذ الرابعة تقريباً استيقظ بسببها و لم ينم براحة بعدها

"شكراً لك و آسفة فبسببي لم تنم جيداً"

لاطفت وجنته فالتفت لينظر إليها قليلاً قبل أن يتثاءب و بنبرة كسولة أجابها

"هذا دوري كزوجكِ سويون"

همهمت و هي تمرر عينيها على وجهه بأسف فمال ليتكئ برأسه على مسنده بجانبية و ابتسم بإرهاق هامساً بعبث

"لكن لا بأس بطلب مكافأة... "

مال برأسه نحوها حين ضيّقت عينيها بشكٍ فأشار بعينيه نحو شفتيها لتضحك بخفوت و صفعت وجنته بخفة كي تدفع رأسه بعيداً عنها

" هل غسلت أسنانك حتى ؟!"

همست بخجل ساخرة منه فانفلتت منه قهقهة صاخبة

"يا إلهي، كيف تسألين طبيب أسنان سؤال كهذا؟ أنا أعتني بأسناني جيداً"

رفعت حاجبيها ليُدير عينيه

"ربما أضعف قليلاً أمام الحلوى"

"قليلاً؟!"

قلب شفتيه ببراءة زائفة فضحكت بخفوت لتحتضن وجنتيه ثم قبّلت شفتيه بسطحية

" هيا كي لا تتأخر على عملكِ، سأُرسل قهوتك إلى العيادة "

استدارت كي تفتح باب السيارة فأمسك بيدها لتنظر إليه مُجدداً

"لا تجهدي نفسك اليوم، حسناً؟ و إذا شعرتِ أنكِ لستِ بخير اتصلي بي "

ابتسمت سويون لتُغمض عينيها و أعادت فتحهما بحركة بطيئة كإجابة

"حسناً، إلى اللقاء"

ترجلت من السيارة ولوحت له قبل أن تدخل المقهى فبقى كيونغسو يراقبها للحظات عبر الزجاج، ثم زفر بابتسامة صغيرة قبل أن يقود مبتعداً، متجهاً إلى عيادته ليبدأ يومه أيضاً

جلس كيونغسو خلف مكتبه في العيادة، يقلب بين الملفات بتركيز، لكن آثار النعاس ما زالت عالقة في عينيه بالكاد بدأ يومه ومع ذلك شعر ببعض الكسل يتسلل إليه

طرقت مُساعدته الباب ثم دخلت وهي تحمل كوب قهوة وقطعة كعك موضوعة بعناية في علبة صغيرة تحمل شعار مقهى زوجته

تركتهما فوق الطاولة أمامه حيث أشار لها ثم استقام بجلسته ليحمل كوب القهوة و ألقى نظرة نحو علبة الكعك حيث لمح ملصقاً صغيراً عليها

رفع كيونغسو حاجبيه و سحب الملصق ليقرأ ما كتبته زوجته

(حظًا سعيدًا في عملك اليوم أيها الطبيب الوسيم)

نظر كيونغسو إلى الرسالة للحظات، ثم ابتسم لا إراديًا، شعر بدفء يملأ صدره وكأن التعب قد تبخر في لحظة

أمسك بالكوب، أخذ رشفة من القهوة، ثم قضم قطعة صغيرة من الكعكة ليرفع الملصق يتأمله مُجدداً

______________

"صباح الخير"

جفلت تشانسوك حين شعرت بهمس بجانب أذنها لتحرك عينيها ترمق تشانيول بجانبية فابتسم و استقام بجذعه ليدور حول المكتب كي يجلس على مقعده المقابل لها

ابتسم بخفة حين تلفتت حول نفسها تتأكد أن لا أحد قد لاحظ ذلك لكن المكتب لم يكن به الكثير من الموظفين، و بصفة خاصة سوهيون التي تبحث عنها تشانسوك حتى أتتها رسالة فتوقفت عن التلفت حول نفسها و سحبت الهاتف

( ليست هنا)

مالت برأسها من خلف الحاسوب لتنظر إلى تشانيول فرأته يميل هو الآخر برأسه من خلف حاسوبه ثم ابتسم بلطف حين تقابلت نظراتهما ليُشير بحاجبيه إلى هاتفها فأعادت نظراتها إليه

(سوهيون راسلتني البارحة و أخبرتني أنها لن تأتي لعدة أيام)

زمت تشانسوك شفتيها وهي تعيد قراءة رسالته مراراً كأنها ستتغير إن فعلت

راسلته؟ لم يكن شعوراً لطيفاً هذا الذي خالجها حين فكرت في أي موضوع قد يكونا تحدثا غير ذلك؟

(لم أعرف أنكما مُقربين)

أرسلتها بتردد ثم تحمحمت لتتحرك في مكانها بغير راحة

(هل تتواعدان ؟)

مالت أعين تشانيول الواسعة بإبتسامة فشل في إخفائها

( هي من راسلتني لتُخبرني بأنها مريضة)

(هذا فقط؟)

تنهد بثقل ليُلقي برأسه فوق مكتبه يحاول لملمة مشاعره كي لا ينفضح أمره، لكن ما خطب رسائل تشانسوك تمد خياله بالمزيد من الأفكار و الطاقة منذ الصباح؟!

حرك رأسه أسفل المكتب ينظر حيث شعر بركلة سطحية ليرتفع حاجبيه بتفاجؤ وهو يرفع نظراته إلى تشانسوك

"أنت بخير ؟"

بصوتٍ غير مسموعٍ حرّكت شفتيها بوضوح فتنهد بعمق وهو يومئ إليها ثم أشار إلى رأسه أنه يؤلمه قليلاً

"أنت بخير الآن ؟"

أمالت تشانسوك برأسها لتنظر إلى وجه تشانيول فهمهم وهو يدّعي انشغاله بتذوق الطعام

"لذيذ"

تمتم فابتسمت تشانسوك باتساع

" سأذهب إلى التخييم مع جونغ إن بالعطلة الأسبوعية، هل أخبركِ بهذا الشأن؟"

تساءل يدّعي اللامبالاة لكنه تجمد حين أجابته تشانسوك بإبتسامة واسعة

"بالطبع أعرف ،لقد خططت إلى هذا مع جونغ إن"

أرغم رأسه الجامد على الالتفات نحوها و ابتسم بزيف

"حقاً؟ يبدو أنكما مقربين أكثر مما تخيلت "

قهقه بزيف ثم أشاح بعينيه نحو علبة الغداء

" لقد اتفقنا أن نذهب في رحلة حين يكون مستعداً لذلك"

"أنتِ قادمة؟!"

رفع حاجبيه بتفاجؤ و لم يكن تشانيول مُعجباً بهذه الفكرة فهي ذاهبة كصديقة جونغ إن...و بهذه اللحظة أراد صفع وجه صديقه

همهمت تشانسوك و التفتت بجسدها فاستدار هو الآخر ليواجهها بينما تشانسوك اخذت تحرك ساقيها على جانبي السور بحماس

" نريد أن يتقرب سيهون من سوشيل و لذا اتفقنا على ذلك و هذا يعني أنني سأذهب كي لا تشك سوشيل بأي شيئ لكنني أستغل الفرصة أيضاً لدفع جونغ إن إلى الخروج من المنزل "

مرر تشانيول عينيه على وجهها المتحمس، و خفقان قلبه كاد يُفقده وعيه

"ما الخطب؟ هل أنت غاضب؟"

"و لم قد أفعل؟"

انفعل بتوتر لتجفل تشانسوك

"أعني...لأن هيبا قد تأتي مع بيكهيون و قد نضطر حينها لإدّعاء أننا... نتواعد "

أدارت عينيها بخجل لترفع نظارتها فرمش تشانيول بضعة مرات...بسبب غيرته هو قد نسي هذا الأمر

ابتسم ببلاهة لينفي برأسه

" هل لديكما أي خطة ليتقرب سيهون من سوشيل؟"

"ليس بعد"

همهمت بتفكير قبل أن ترفع كتفيها فأومأ تشانيول

" دعي هذا الأمر لي "

______________

" هذا و هذا...كدت أنسى طارد البعوض"

هتفت هيبا و هي تقف أمام حقيبتها تُعيد ترتيبها لتتأكد أنها لم تنسى أي شيئ فمن المفترض أن تكون جاهزة  صباح الغد حيث سيصطحبها بيكهيون هي وهارين إلى منزل السيد كيم قبل ذهابه إلى العمل ، سيقضون الليلة هناك كي تبقى هارين مع جده حين ذهابهم إلى الرحلة

فُتح باب الغرفة بقوة ليرتطم بالحائط فجفلت و التفتت لتنظر إلى بيكهيون ثم أعادت نظراتها إلى الحقيبة

"أعرف أنك ترغب بالنوم لذا لا تقلق سأحمل هذه الأغراض بعيداً و... "

تأوهت بألم حين جذبها من ذراعها بخشونة لتنظر إلى يده ثم رفعت عينيها نحو خاصتيه

"ماذا تفعل ؟اتركني هذا مؤلم"

"تماديتِ كثيراً و قد تغاضيت عن كل شيئ لكن ضربكِ لهارين لن يمر على خير هيبا"

هسهس بحدة ليضغط بأنامله على ذراعها بقوة أكبر فتجعدت ملامحها بألم وهي تحاول التملص من أنامله لكن كلما حاولت ضغط أكثر

"بيكهيون اتركني"

تلوت بألم فاقترب منها برأسه لتتوقف عن الحركة و بأعين لامعة تبادلت النظرات بين عينيه الغاضبتين

" اخرجي من منزلي الآن"

"عذراً؟"

عقدت حاجبيها بصدمة فأكمل

" العقد الذي بيننا قد انتهى لذا عودي من حيث أتيتِ ولا تظهري بوجهي مُجدداً"

"هل فقدت عقلك ؟"

قهقهت بلا فكاهة و رفعت يدها الحرة نحو صدره كي تدفعه لكنه لم يبتعد فتنهدت بعمق

"لا أعرف ما خطبك لكن لا تحلم أن اخرج بهذا الـوقـ..."

لم تُكمل حديثها حين جرّها بيكهيون من ذراعها نحو باب المنزل فمدت ذراعها الحرة تحاول التشبث بأي شيء

" بيكهيون اتركني وتوقف عن هذه الحماقة...بيكهيون قلت توقف"

تجاهل صراخها ليفتح باب المنزل فأمسكت بالباب

" من تظن نفسك لتفعل هذا بي؟ "

نطقت بنبرة ثقيلة و حاولت إخفاء ارتجافها خلف نظراتها الصارمة فتبادل بيكهيون النظرات معها لوهلة قبل أن يدفعها من كتفها ليُلقي بها خارج منزله بثيابها المنزلية، حذاء المنزل، دون مال أو حتى هاتفها

"افتح هذا الباب"

صرخت لتطرق الباب بعنف حين أغلقه بوجهها لكنه تجاهلها، سار نحو غرفة هارين حيث كانت تقف الصغيرة بأعين لامعة تتمسك بإطار الباب بوجهٍ باكٍ و شفاه عابسة

"لا بأس أميرتي "

همس بلطف و انحنى إلى مستواها ليمسح دموعها ثم عانقها إلى صدره حين انفجرت باكية مُجدداً

مالت هيبا بجبينها على باب المنزل بإرهاق و كتفيها كانا ينتفضان بشهقات مكتومة

بيكهيون طردها بجدية ولا يبدو أنه سيُدخلها ، منتصف الليل يكاد يحل، الطقس بارد و ثيابها المنزلية لم تكن مناسبة لهذا الطقس

ركلت الباب بغضب و التفتت لتُغادر بينما بيكهيون كان يستلقي على السرير بجوار ابنته معانقاً إياها إلى صدره، يعقد حاجبيه بشدة و الغضب كان يحتل صدره مُسيطراً عليه بصورة خانقة فلولا كذبته لما تورطت ابنته مع فتاة غير ناضجة و مؤذية كما هيبا

عقل بيكهيون لم يكن ليشك بأن الأذى الحقيقي يأتي من ابنته 

فبينما هيبا بكل براءة كانت تستعد لرحلة التخييم ،ابنته كانت تُخطط لإفساد الرحلة و إفساد علاقةوالدها بزوجته

________________

عقد سيهون حاجبيه بقلق حين سماعه صوت رنين جرس متواصل و طرق عنيف على باب الشقة المقابلة لخاصته ، كان لتوه يتابع بعض مقاطع الرقص كعادته و ما إن أغلق الشاشة ظهر الصوت صاخباً في الخارج أقلقه

سار نحو باب الشقة بخطوات واسعة ليفتح الباب فظهرت هيبا التي تطرق باب الشقة ببكاء 

"هيبا ؟!"

رفع حاجبيه بتعجب فالتفتت لتنظر إليه قليلاً ثم استنشقت ماء أنفها وهي تقلب شفتيها بعبوس فاقترب منها سيهون و عينيه تنظر إلى ثيابها باستغراب 

" ماذا حدث ؟ لم أنت بهذه  الحالة ؟"

"سيارة الأجرة ...ليس معي نقود"

مسحت دموعها بعشوائية فأومأ سيهون سريعاً 

" لحظة"

دخل إلى شقته ثم عاد بعد ثوان معدودة بينما يرتدي معطفاً و يحمل آخر بيده اقترب من هيبا ليناولها إياه 

" سأُحاسبه و أعود"

همهمت لترتدي المعطف بينما سيهون توجه إلى الأسفل حيث سيارة الأجرة التي تنتظر أمام المبنى 

أوشك على العودة حين رؤيته سوشيل قادمة من بعيد فانتظرها حتى وقفت أمامه 

" هل ستخرج ؟"

تساءلت بهدوء و هي تُدير عينيها 

" أين كنتِ ؟"

" لم أتمكن من النوم لذا خرجت لأتجول "

"وحدكِ بهذا الوقت ؟"

لوت شفتيها بخجل ليتنهد بعمق 

" كان عليك إخباري بذلك "

" فكرت بأنك لربما ذهبت إلى النوم فلم أرغب بإزعاجك"

رفعت كتفيها بتبرير كاذب فهمهم بخفوت 

" في المرة القادمة لا تُفكري في ذلك "
أومأت لتسير نحو الداخل فجاورها 

" هيبا أتت قبل قليل"

"هيبا ؟!"

همهم و أمال ليضغط على زر المصعد ثم التفت برأسه نحو سوشيل حين تساءلت بقلق 

" لماذا؟ماذا قالت؟"

" انها تنتظرك"

أجابها بهدوء ليلتفت كلاهما نحو باب المصعد حين فُتح و بخطوات واسعة اقتربت سوشيل من هيبا فرفعت الأخيرة رأسها نحوها

" سوشيل "

غمغمت ببكاء و اقتربت منها لتُعانقها بقوة فانعقد حاجبي سوشيل في حين وقف سيهون بجانبهما 

" ماذا حدث ؟"

تساءلت بقلق لتدفع هيبا بخفة ثم مررت عينيها على ثيابها بقلق 

" و لم أنتِ بثياب المنزل؟"

" ذاك السافل طردني من المنزل "

هتفت بانفعال لتمسح وجهها بعشوائية ليتبادل سيهون و سوشيل النظرات باستغراب 

" هل تقصدين بيكهيون؟"

رمقت سيهون بحنق ثم صرخت في وجهه

" وهل يوجد سافل غيره؟"

ضمت سوشيل شفتيها باحراج و ربتت على كتف هيبا كي تهدأ ثم اقتربت لتفتح الباب 

" هيا ادخلي لنتحدث في الداخل "

سارت هيبا إلى داخل الشقة بأكتاف مُترهلة كانت تنتفض بشهقات مكتومة بين اللحظة و الأخرى ، و ما ان دخلت اقترب سيهون من سوشيل فهمست بخجل 

" آسفة بشأن ما قالته فهي..."

" لا بأس ، إذا أردتِ شيئاً يُمكنكِ إخباري "

قاطعها بهمهمة مُتفهمة ليعود إلى شقته و دخلت هي الأخرى إلى خاصتها لتتحدث مع هيبا 

(بيكهيون )

سيهون أرسلها بدردشته الخاصة مع بيكهيون حين لم يُجب الآخر اتصالاته، لكن بيكهيون تجاهل هاتفه عن غير قصد حيث كان شارداً بأفكاره 

_________________

أمالت سوشيل بوجنتها على كفها و هي تُراقب هيبا بضيق بينما الصُغرى كانت تتناول طعامها بعبوس 

" سأذهب إلى التدريب ، تشانسوك و هانييل ستأتيان لاحقاً"

همهمت هيبا دون أن ترفع عينيها عن طعامها فربتت سوشيل على رأسها لتحمل حقيبتها و معطف سيهون ثم  غادرت الشقة 

استقام سيهون بوقفته حين خرجت سوشيل لتتنهد بعمق و اقتربت منه لتناوله معطفه 

"هل أخبرتك بما حدث ؟حاولت الإتصال ببيكهيون لكنه لا يُجيب "

" قالت أنها لا تعرف السبب "

همهم بعدم فهم ليضع المعطف على الطاولة القريبة من الباب ثم خرج مُجدداً و سار مع سوشيل نحو المصعد

" كيف لا تعرف؟"

قلبت شفتيها بعدم معرفة ثم رفعت عينيها نحو سيهون لينظر إليها هو الآخر في صمت مُتبادل

________________

(أعتذر عن الرحلة يمكنكم الذهاب بدوني)

رفع تشانيول هاتفه أمام تشانسوك ليتنهد كلاهما بإحباط 

"ربما لهذا السبب اعتذر بيكهيون ،لكن ماذا حدث بينهما ؟"

رفعت تشانسوك كتفيها بعدم معرفة 

" سوشيل لم تقل الكثير لكن سأذهب لرؤية هيبا بعد العمل "

أومأ تشانيول ثم التفت لينظر إليها بجانبية 

" هل أُحضر بيكهيون أيضاً و نحاول إصلاح الأمر بينهما ؟"

" هل تعتقد أن الأمور ستكون بخير؟"

همهم تشانيول بتفكير قبل أن يضحك بخفوت 

" لنتمنى أن لا يقتلا بعضهما "

قهقهت تشانسوك بخفوت ثم  أومأت إليه...هيبا تمتلك سجلاً حافلاً بالعنف فلا يُمكن التنبؤ بما ستفعله 

______________

" سيد بيون "

رفع بيكهيون عينيه عن الملف الذي يُراجعه لتضيق عُقدة حاجبيه حين رؤيته تشانيول يطل برأسه من خلف باب المكتب 

"ماذا تفعل هنا؟"

"أخبرتك أنه وقح "

قلب تشانيول عينيه و هو يدخل فأمال بيكهيون برأسه لينظر إلى من يتحدث و سرعان ما ظهر سيهون و هو يدخل خلفه 

تابعهما بيكهيون بعينيه باستغراب حتى جلسا على المقعدين أمام مكتبه ثم رفع حاجبيه بتساؤل فابتسم تشانيول بوسع

" أتينا لنسأل عن سبب طردك لزوجتك؟"

زفر بحدة و أغلق الملف بعنف فجفل تشانيول و حرك عينيه نحو سيهون  الذي بدا هادئاً

" لا أريد التحدث بهذا الشأن ، كان خطئي أن تزوجت من تلك الحقيرة "

"حقيرة ؟"

شهق تشانيول بتفاجؤ ليعقد سيهون حاجبيه بعدم رضى قائلاً

" لا تكن قاسياً بانتقاء ألفاظك بيكهيون "

" هذا لا شيئ مُقابل ما فعلته بهارين"

رفع  حاجبيه بصرامة فتبادل الآخرين النظرات قبل أن يُشير تشانيول إلى سيهون بأن يتحدث فأعاد الأخير نظراته إلى بيكهيون قائلاً بهدوء

" لربما وقع سوء فهم بين هارين و هيبا لذا هل يمكـ... "

" عن أي سوء فهم تتحدث ؟ ذراع هارين كان متورماً بسببها "

قاطعه بيكهيون بإنفعال ثم تنفس بعمق

"انسى الأمر، تلك الفتاة لن تدخل إلى منزلي مُجدداً ولا أرغب برؤية وجهها فبالكاد تمالكت نفسي كي لا أقتلها "

______________

" أتى من الخارج كالحيوان هائجاً و طردني من المنزلي، فقط ألقى بي دون مبالاة أن الوقت قد تأخر أو أنني فتاة صغيرة بريئة وحيدة قد يتحرش بها أحد الثملين العاطلين عن العمل، هو ليس رجلاً و ليس قريباً من ذلك "

تحدثت هيبا بإنفعال و وتيرة سريعة ثم تنفست بنهاية حديثها لتمسح على شعرها

" لا أرغب بالتحدث عن شخص بالسوء وهو ليس هنا لذا لنغلق هذا الأمر و إن كان وجودي هنا يزعج سوشيل فيُمكنني الذهاب إلى والدتي و زوجها لكن لا أثق ان سمحا لي بالبقاء معهما "

وقفت من مكانها بدرامية فأمسكت سوشيل يدها بلطف

"الأمر ليس كذلك هيبا...نحن قلقين من أجلك ،فماذا ستقولين لجدتي؟ "

عقدت هيبا حاجبيها لتنظر إليها ثم عادت لتجلس في مكانها و انفجرت باكية

" لا أعرف ماذا أفعل "

_____________

توقف تشانيول بسيارته خلف سيارة سيهون و التفت بعدها ينظر إلى بيكهيون المجاور له

"رجاءً كن هادئاً "

" لا تطلب مني الهدوء و لتتحمل النتيجة "

صرخ بوجه تشانيول فضم الآخر شفتيه و أدار عينيه نحو مقبض الباب ليخرج أولاً و بتلكؤ لحق به بيكهيون

وقف بيكهيون خلف سيهون و تشانيول بينما كلاهما كانا يتبادلان النظرات حتى توقف المصعد فخرج سيهون أولاً لينظر تشانيول إلى بيكهيون ثم سحبه من ذراعه حين بقى واقفاً بمكانه يرفض الحركة

أدارت تشانسوك عينيها ببراءة زائفة حين دق الجرس فوقفت سوشيل و بررت لهن

"ربما سيهون أتى ليطمئن على هيبا"

"يطمئن على هيبا ؟"

قهقهت هانييل بعبث فتجاهلتها سوشيل و غادرت لتفتح الباب بينما تشانسوك تحركت قليلاً لتترك المسافة بينها و بين هيبا واسعة كي لا تطلها يديها ما إن تفقد أعصابها

ابتسم سيهون بخفة ليلوّح تشانيول إلى سوشيل بابتسامة واسعة ما ان فتحت الباب فتبادلت النظرات بينهما ثم مالت برأسها قليلاً لتنظر خلفهما حيث كان بيكهيون يعقد ذراعيه إلى صدره بغضب

التفتت لتنظر إلى غرفة المعيشة حيث كانت تجلس هيبا ثم أعادت نظراتها إليهم فلا يبدو لقاء هيبا و بيكهيون بهذا الوقت مناسباً لكنها باستسلام تحركت جانباً لتسمح إليهم بالدخول

توقفت هيبا عن النحيب حين رؤيتها بيكهيون، تكتفت و جلست بجانبية لتضع القدم فوق الأخرى ثم أشاحت بنظراتها إلى الجانب الآخر

"إن أتيت لتعتذر فلتنسى الأمر لأنني لن أعود معك"

قهقه بيكهيون بلا فكاهة و التفت كي يعود فوقف سيهون بوجهه يمنعه عن ذلك ثم دفعه من كتفه فزفر بيكهيون بحنق و جلس على أريكة بعيدة عن هيبا ،عقد ذراعيه إلى صدره واضعاً الساق فوق الأخرى و التفت هو الآخر ينظر بعيداً عنها

ابتسم تشانيول إلى تشانسوك و لوّح بحركة بسيطة فلم يرفع ذراعه كي لا يلحظة الآخرين لتبتسم تشانسوك لكنها حركت عينيها بعيداً بخجل عنه حين نكزه سيهون بخفة

"ااه نعم...لقد أتينا لنتحدث بشأن بيكهيون و هيبـ..."

"مرفوض"

هيبا قاطعته بإنزعاج فالتفت بيكهيون برأسه لينظر إليها

"هل تعتقدين أنني أتيت لأعتذر منكِ؟ هل تعتقدين أنني أحمق؟"

أطلقت هيبا 'ها' عالية ساخرة و مليئة بالغضب ثم التفتت هي الأخرى لتنظر إليه

"أعتقد ؟بل أثق أنك كذلك "

" سأُغادر "

وقف بيكهيون من مكانه فأسرع تشانيول إليه ليُمسك بكتفيه

"يا رفاق إنها المرة الأولى لجونغ إن التي يخرج فيها بعد وقت طويل و دون أن يتدخل أي منا في ذلك"

تبادل تشانيول النظرات مع بيكهيون ليومئ إليه بنهاية حديثه يحثه على العودة إلى مكانه فقضم بيكهيون سُفليته بحنق قبل أن يفعل ذلك

تنفس تشانيول براحة ثم التفت إلى هيبا

"أعرف أن لا علاقة تجمعكِ بجونغ إن لكن هذا أمر هام بالنسبة لنا جميعاً و أتمنى أن تتعاوني معنا "

"قُلتها بنفسك فلا علاقة تجمعني به لذا عدم وجودي لا يعني شيئاً"

ضمت هيبا شفتيها حين ارتجفتا و بخشونة محت دمعتها فزم تشانيول شفتيه في خط مستقيم و التفت لينظر إلى سيهون

" عُذراً لكن هيبا طُردت بقسوة فلماذا تطلب منها أن تُفكر في أمر شخص لا يعنيها وهي حتى لم تحصل على اعتذار لائق "

رفع بيكهيون عينيه لينظر إلى هانييل بحدة فرفعت حاجبيها

" من تظن نفسك لتطردها من المنزل بوقت متأخر و تتركها وحدها ؟"

شخر بيكهيون ساخراً وهو يدير عينيه بعدم تصديق فعقدت هانييل حاجبيها

" أنت حتى لا تُظهر أي ندم على فعلتك "

" هانييل "

همست سوشيل ثم أشارت لها أن تصمت فتكتفت هانييل بإنزعاج في حين علق بيكهيون بعدم تصديق

" لا أدري من أين تأتي هذه الوقاحة؟ هل تتوارثها عائلتكم؟ "

" تشانسوك ليست وقحة"

برر تشانيول فنكزه سيهون كي يصمت ليعبس تشانيول في حين ضمت تشانسوك شفتيها بخجل

" لست هنا للإعتذار أو شيئ من هذا القبيل..."

أشار بيكهيون بكفه بسخرية ثم أشار إلى صديقيه

" يعتقدان أنها تمتلك الحق في تبرير موقفها و لذا أنا أعطيها هذا الحق لذا لتُبرر ما السبب الذي دفعها لتضرب ابنتي ؟"

توجهت النظرات نحو هيبا فأشارت إلى نفسها بتفاجؤ ثم قهقهت بعدم تصديق

" متى فعلت؟ "

ثم توسعت عينيها بعدم تصديق

"هذا أمر قديم وهي من جذبت شعري أولاً حينها فلماذا تطردني الآن بسبب ذلك ؟"

وقفت من مكانها بإنفعال فوقف بيكهيون هو الآخر

" تلك المرة مررتها لأنكما قُلتما أنها أمور نساء ،بالرغم من عدم اقتناعي بالأمر لكن قلت أنه لربما سوء فهم وقع بينكما لكن الآن الأمر مختلف فلا يوجد أي سبب يدفعكِ لضرب ابنتي حتى تورم ذراعها ،يمكنني سجنكِ إن كنتِ لا تعرفين ذلك؟"

همهمت هيبا بعدم فهم وهي تُضيّق عينيها

" ربما... "

حاولت سوشيل التحدث فأشارت لها هيبا بكفها كي تصمت و اقترب بخطواتها من بيكهيون

" أخبرني، هيا أخبرني متى فعلت؟ متى ضربت ابنتك و لماذا ؟"

همهمت بتساؤل نهاية حديثها فعقد بيكهيون حاجبيه و الآخرين كانوا يتبادلون النظرات بينهما

" ألم تفعلي ذلك البارحة؟ "

مالت هيبا برأسها و مررت عينيها عليه من الأسفل إلى الأعلى ثم قهقهت بسخرية و عادت بخطواتها إلى الخلف

" يالك من أحمق "

" تأدبي أيتها الصغيرة"

نهرها بحدة فرفعت حاجبيها بإستفزاز ثم أشارت إليه بسبابتها

"كنت غاضبة للغاية بأنك طردتني بطريقة مهينة لكن رؤيتك بهذه الحماقة و تتلاعب بك ابنتك يجعلني راضية تماماً"

"هيبا توقفي"

سوشيل اقتربت منها و أمسكت يدها بتحذير فدفعت هيبا يدها عنها

" لا لن أتوقف فيجب أن يعرف بأنني لست السيئة بل ابنته ،إنها تدّعي البراءة أمامه لكنها شيطانة صغيرة "

" كيف تتحدثين عن هارين بهذه الطريقة؟ "

صاح بيكهيون بإنفعال فرفعت كتفيها بلا مُبالاة

" هل أخبرتك ابنتك لأي سبب ضربتها ؟"

تخطت سوشيل و اقتربت من بيكهيون لتُكمل

" انها تفعل ذلك لأنها تعتقد أن علاقتنا حقيقية، هل فكرت لماذا قد أفعل هذا بإبنتك؟ كل ما أريده هو الهرب من هنا و استكمال دراستي فهل تعتقد أنني قد أضحي بذلك و أعلق معك بهذا الزواج الغبي فقط لأنني نقضت الاتفاق بيننا؟"

تنفست بعمق و ارتجاف أنفاسها اثر بكائها سابقاً كان واضحاً

" سأعود معك إلى المنزل "

عقد بيكهيون حاجبيه بخفة فنكزت هيبا صدره بسبابتها

" و لا تبكي لاحقاً حين تكتشف الحقيقة "

تخطته فالتفت معها سريعاً قائلاً بجدية

" لم أطلب منكِ العودة "

قهقهت و التفتت إليه ثم تكتفت

"أمتلك حق الدفاع عن نفسي و إثبات براءتي أم أنك خائف من مواجهة الحقيقة؟"

أمالت برأسها لتنظر إلى تشانيول

"لنذهب إلى الرحلة و لا تخبروا جونغ إن بشيئ و لتنسوا ما حدث فهذا شجار زوجين طبيعي"

ابتسمت كشخص مجنون ثم سارت نحو الباب تسبقهم إلى المصعد فلحقت بها سوشيل في حين تبادل الآخرين النظرات بقلق

" هيبا تكره الأطفال... "

هانييل تحدثت بجدية لينظر إليها بيكهيون فوقفت من مكانها و اقتربت منه ثم أكملت بجدية

" لكنها لن تؤذي طفلة إن لم تفعل شيئاً سيئاً في المقابل"

دفعت كتف بيكهيون بخاصتها و خرجت هي الأخرى لتُغادر فقلبت تشانسوك شفتيها لتتبادل النظرات بين الرجال الثلاثة بحذر قبل أن تركض إلى الخارج لتلحق بهانييل

" إن لم ترغبي بالعودة فلا تفعلي، يمكنكِ البقاء معي إلى أن تكوني مستعدة لذلك "

سوشيل ربتت على ذراع هيبا فعبست الأخرى

"ألم تكوني بصفه قبل قليل؟"

" إنها ابنته ،لا يجب أن تكوني قاسية في حديثكِ عنها"

" هو من صدق ابنته"

التفتت سوشيل تنظر إلى هانييل التي هتفت وهي تقترب منهما فبررت سوشيل

" لأنها ابنته، فكيف سيُصدق امرأة غريبة و يُكذّب ابنته ؟"

قلبت هانييل عينيها بلا مبالاة

"هل كنت قاسية للغاية ؟"

تساءلت هيبا بحذر لتنظر إليها هانييل بعدم تصديق

" هل البقاء مع سوشيل ليوم واحد فقط جعلكِ حمقاء؟"

رمقتها سوشيل بنظرة جانبية ثم أومأت إلى هيبا

" عليكِ الإعتذار "

" لن أفعل "

تكتفت هيبا بصرامة فتنهدت هانييل براحة

"مازالت تمتلك عقلاً "

" هل ستعود إلى المنزل أولاً؟"

تشانيول تساءل لينظر إلى بيكهيون الذي يقف خلفهما فنفى بيكهيون برأسه

" سأذهب إلى منزل جدي مباشرةً...أخبرت جونغ إن أنني لا لا أشعر بالراحة في ترك هارين مُجدداً لذا استمتعوا و لتنسوا أمري "

لوى تشانيول شفتيه فربت سيهون على كتف بيكهيون

"افعل ما يحلو لك لكن فكر في الأمر مُجدداً، لابُد أن جونغ إن متحمس و متوتر لذا لا نريد إحباطه"

خرج ثلاثتهم من المصعد و تقدموا من مكان وقوف الفتيات فأشاحت هيبا بنظراتها جانباً

"سأقلهما إلى المنزل اصطحب أنت تشانسوك إلى منزلها"

سيهون وجّه كلماته إلى تشانيول قاصداً بيكهيون و هيبا بحديثه فتركتهم هيبا و اقتربت من سيارة سيهون لتقف بجانبها

" عودي إلى الداخل فالجو بارد هنا"

همس سيهون إلى سوشيل بلطف فرفعت عينيها لتنظر إليه لوهلة ثم همهمت بإيماءة بسيطة لكنها لم تصعد حتى غادروا

بين الدقيقة و الأخرى كان تشانيول يسترق النظر إلى تشانسوك التي بدت شاردة حتى سأل بقلق

"أنتِ بخير ؟"

تنهدت بعمق ثم التفتت برأسها لتنظر إليه قليلاً و أجابته بعبوس

" أردت أن يكون الجميع متواجداً من أجل جونغ إن...لم تكن هذه الخطة أبداً"

"لا تقلقي، ستهدأ الأوضاع و حينها لننظم رحلة أخرى من أجل الجميع "

نفخت وجنتيها بإحباط فابتسم تشانيول و نكز وجنتها بسبابته لتكتم أنفاسها بتلقائية

_______________

أدار سيهون مقود السيارة بعدما ترك بيكهيون و هيبا أمام الشركة حيث ترك بيكهيون سيارته

" لنذهب إلى المنزل أولاً، أرغب بتبديل ملابسي و إحضار حقيبتي "

تحدثت هيبا وهي تنظر إلى النافذة بجانبها متجاهلة بيكهيون فأجابها بحاجبين عُقدا بخفة

"لن نذهب إلى تلك الرحلة لذا لا تذكري أمرها أمام جدي و جونغ إن"

قهقهت بصوتٍ مكتوم ثم أدارت رأسها نحوه

"تعرف أنني قد أذكر الأمر أمامهما لإستفزازك "

أدار بيكهيون عينيه نحوها فرفعت كتفيها بلا مُبالاة

"لكنني لن أفعل"

التفتت لتنظر إلى الطريق أمامها و أكملت بذات النبرة الغير مبالية

" لكنني سأذهب سواء أردت الإنضمام إلينا أو لم تفعل فلا شأن لك بما سأفعله"

زفر بيكهيون ليتجاهلها و إلى أن وصلا إلى منزل جده حيث ترك هارين صباحاً لم يتحدث أي منهما

"أخبرت جدي أنكِ ذهبتِ لزيارة سوشيل لذا لا تُخبريه بالحقيقة حتى ننهي هذا الأمر"

رمقته بنظرة جانبية ثم همهمت بلا مبالاة و خرجت من السيارة لتدور حولها

عانقت ذراعه و ابتسمت بزيف فعقد حاجبيه و كاد يسحب ذراعه لكنها أوقفته

" لا تنسى أن تسأل ابنتك عن سبب شجارنا فأنا فضولية تجاه هذا الأمر "

أمالت برأسها على كتفه بدلال زائف ثم رفعته مُجدداً قبل أن تسير نحو الباب وهي تسحب بيكهيون معها فتبعها مُنزعجاً

"مساء الخير"

هتفت حين دخولها إلى منزل السيد كيم فتوقفت هارين في مكانها بعدما كانت تركض نحو والدها

مررت عينيها على ذراع هيبا الذي يُحيط ذراع والدها ثم رفعت عينيها نحوها و قد تحطمت أحلامها بأن تعود حياتها كالسابق حيث تنتظر عودة والدها من العمل بمنزل الجد، تختار ثيابه من أجله ثم ستبقى معه بالغرفة نفسها و لن تتركه لأن امرأة غريبة قد حصلت على مكانها

ابتلعت ريقها تدّعي محاولة إخفاء خوفها من هيبا ثم اقتربت من بيكهيون لتُعانق ساقه فمرر كفه على شعرها بلطف

"يبدو أن السيد كيم قد نام بالفعل لذا سأذهب إلى الغرفة"

دون أن تمحو ابتسامتها الزائفة أشارت بحديثها إلى بيكهيون ثم صعدت إلى غرفته فتابعها بيكهيون بعينيه حتى صعدت الدرج ليُعيد نظراته إلى هارين

" هل سنعود إلى منزلنا؟"

مالت برأسها بتساؤل فبقى بيكهيون صامتاً لعدة لحظات بينما يُفكر في حديث هيبا ثم جلس القرفصاء أمام هارين

"لقد اعتذرت بشأن ما حدث...قالت أنه مجرد سوء فهم"

كذب ليُمسك كفها بلطف و عبث بأناملها الصغيرة بتردد

"هارين..."

همهمت فأدار بيكهيون عينيه بضيق ثم تنهد بعمق ليسأل بحذر

"ماذا حدث ؟لماذا ضربتكِ ؟"

_____________

فتح بيكهيون باب الغرفة فتربعت هيبا على السرير بعدما كانت تستلقي، كادت تسخر منه و تتحدث بلؤم لكنها لم تفعل

بيكهيون بدا كشخص تعرض للخيانة و كان لايزال في مرحلة الإنكار

لوت شفتيها بعدما استلقى على السرير بجوارها بينما يُعطيها ظهره ثم أدارت عينيها لتميل بجذعها حتى استلقت هي الأخرى خلفه و هي تنظر إليه...و بالرغم من إدراكها أنها لم تخطئ لكنها كانت تشعر بالذنب


To be continued....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top