2
Start
التفتتا هانييل و هيبا تنظران إلى تشانسوك بترقب
الأخرى كانت تقف بمنتصف الحانة تائهة و خائفة، إن تعاملت تشانسوك بصورة طبيعية مع بعض الرجال فعددهم كان محدوداً للغاية
ربما رجال العائلة فقط و صديقها منذ الطفولة، عدا ذلك هي لطالما امتلكت خوفاً غير مبرر تجاه البشر بشكل عام، الرجال بشكل خاص و بارك تشانيول كان له مكانة أكثر خصوصية من الرجال جميعاً
زفرت بعمق و سارت نحو تلك الطاولة حيث بدوا جميعاً جديين بأحديثهم الجانبية
بيكهيون كان يتحدث مع جونغ إن و تشانيول، بينما كيونغسو و سيهون كانا يتناقشان بأمر ما
قلب تشانسوك كان يُصبح أكبر صخباً كلما اقتربت أكثر، و حين توقفت أمامهم و لم يلتفت إليها أي منهم عادت بضعة خطوات لتبتعد عنهم و وضعت كفها على صدرها بفزع
" يا لها من مسكينة، ستتزوج قريباً"
قهقهت هانييل حين مسحت هيبا دموعها الوهمية ثم رفعت كفها تُشير إلى تشانسوك بالعودة لكن الأخرى هزت رأسها إلى الجانبين ترفض ذلك
تشانسوك منذ البداية فهمت أن هذا كان مقصدهما من وضع هذا الرهان و هي لن تسمح لهما بالتفوق عليها
" مجرد قبلة، إنها مجرد قبلة، تلامس شفاه و تلامس الشفاه ليس بشيء...يُذكر"
تنفست بعمق قبل كلمتها الأخيرة تحاول تهدئة نفسها
استدارت مُجدداً نحو تلك الطاولة لتقترب منهم بتردد ثم وقفت أمام الطاولة و شابكت كفيها خلف ظهرها لا تدري كيف تبدأ ذلك
مستحيل أن تجذبه كما فعلت سوشيل مع الرجل الشاحب ،و مستحيل أن تقترب منه بشكل مفاجئ لتقوم بتقبيله أمامهم و لن تفعل ذلك خلف ظهرهم
جفلت لتتسع عينيها حين رفع جونغ إن عينيه نحوها و بتلقائية أمسك بذراع بيكهيون فالتفت إليه بيكهيون و تشانيول ثم حركا أعينهما حيث ينظر
و للحظات معدودة كان الوقت و كأنه توقف بالنسبة إلى تشانيول، ربما كان ليظن أنه يتخيل لولا نظرات جونغ إن المفزوعة
انتفض جسد تشانسوك حين توجهت إليها أعين الرجال الثلاثة لتتبادل النظرات بينهم بإرتباك ثم التفتت لتُغادر لكنها عادت مُجدداً إلى مكانها
بدت مُترددة للغاية فهي لوهلة تلتفت كي تُغادر ثم تعود مُجدداً تلتفت إليهم فوقف تشانيول من مكانه
"تشانسوك"
همس بحذر كأنه يتأكد أنها أمامه فقضمت سُفليتها لتُحرك عينيها اللامعتين بتوتر تحاول لملمة شتاتها
و صوت تشانيول جذب انتباه سيهون و كيونغسو كذلك إليه لينظرا إليه ثم التفتا نحو تلك الفتاة التي لم تبدو مألوفة بالرغم من أن اسمها كان كذلك
"هل...أريد أن..."
حكّت جبينها بكف ترتجف فاقترب منها تشانيول لتعود إلى الخلف خطوتين ثم عقدت حاجبيها تحاول السيطرة على دموعها كي لا تبكي
"نتحدث...في الخارج"
"هل تمادينا؟"
تساءلت هيبا بقلق حين لاحظت خوف تشانسوك فالتفتت إليها هانييل لتتبادلا النظرات قليلاً قبل أن تهمس هيبا
"لنُنادي عليها كي تعود"
همهمت هانييل و التفتتا نحو تشانسوك لكنها كانت تُغادر الحانة مع تشانيول الذي يسير خلفها تاركاً بينهما مسافة ملحوظة
" تباً، هل ستقوم بتقبيله؟"
تمتمت هيبا و التفتت إلى هانييل فرفعت هانييل حاجبيها بتأكيد
"الشاب الأسمر لي"
قلبت هيبا عينيها ثم التفتت تنظر إلى الطاولة تتبادل النظرات بين الرجال هناك بينما تقوم بلعبة عقلية تحاول الاختيار بين الرجلين الأقصر بينهما
"تبدئين أم أبدأ أنا ؟"
وقفت هانييل من مكانها لتنثر شعرها خلف ظهرها فوقفت هيبا من مكانها و ابتسمت بثقة
" لنفعلها سوياً"
أومأت هانييل بإبتسامة جانبية لتتصافحا قبل أن تسيرا نحو تلك الطاولة، بينما في الخارج
تشانيول كانت يسير بجوار تشانسوك واضعاً كفيه بجيوب سُترته بينما يُنصت إلى نبرتها المُختنقة بهدوء حتى توقفت عن السير فتوقف هو الآخر
"أعرف أن هذا قد يبدو سخيفاً بالنسبة لك لكن أعدك أنني سأفعل لك شيئاً بالمُقابل...سأُغطي الأخبار مكانك لأسبوع أو..هل تريد أن..."
"لا أرى هذا سخيفاً تشانسوك "
قاطعها بهدوء فارتفع حاجبيها تدريجياً
" حقاً؟ "
همهم وهو يُغلق عينيه و يفتحهما بحركة بطيئة ثم ابتسم بخفة
"كما أنني لا أريد أن تُغطي أي أخبار بدلاً عني...هل يُمكنني أن أطلب شيئاً آخر ؟"
أمال برأسه قليلاً نحوها فانكمشت على نفسها و هي تضم ثيابها من جانب صدرها بخوف فاتسعت ابتسامة تشانيول حين لاحظ ذلك
"لنُلقي التحية على بعضنا في العمل"
همهمت تشانسوك بعدم فهم لتخفض نظراتها عنه لبضعة لحظات تحاول استيعاب ما قاله ثم رفعت نظراتها نحوه مُجدداً
"هذا فقط؟"
أومأ ثم استقام بجذعه
"لن تطلب شيئاً آخر لاحقاً ؟"
"لا"
نفى برأسه فقضمت تشانسوك شفتيها بتفكير قبل أن تومئ إليه
" لن تُخبر أحداً في العمل عن..."
" لم يحدث شيئ لأتحدث عنه"
ابتلعت تشانسوك ريقها لتُدير عينيها بتفكير ثم أشارت له إلى طريق العودة
"حسناً، يُمكنك أن تعود إلى أصدقائك "
" لن تعودي إلى الحانة؟"
همهمت بالنفي
"يجب أن أعود إلى المنزل"
" سأقلك إلى المنزل فلا يجب أن تعودي وحـ... "
" اااه نسيت حقيبتي في الحانة"
قاطعته بفزع لتعود إلى طريق الحانة بخطوات واسعة فقهقه بخفوت ليلحق بها
" لم تكرهين فكرة الزواج؟ "
رفعت تشانسوك عينيها نحوه ثم أخفضت نظراتها عنه
"لا أحب أن يتدخل الآخرين في شؤوني الخاصة "
مرر لسانه على شفته السُفلى ثم همهم بتفهم
" مهلاً.. "
عقد حاجبيه و توقف لتنظر إليه بقلق ظناً منها أنه غيّر رأيه لكنه تساءل بحذر
"هل الرهان يتضمن جونغ إن...أعني الشاب الذي كان يجلس بجواري هل هو ضمن الرهان ؟"
عقدت تشانسوك حاجبيها بتفكير ثم حرّكت رأسها بعدم تذكر
" هل كان طويلاً و.. شاحباً أو..."
"لا، يمتلك بشرة سمراء"
قاطعها ثم تنهد براحة ليعود إلى السير مُجدداً فتحدثت تشانسوك بقلق
"هل لديه حبيبة أو ربما زوجة ؟كانت هانييل و هيبا تتناقشان حول من ستقوم بتقبيل الطويل الشاحب و الطويل الأسمر"
"اااه يا إلهي"
تمتم تشانيول بقلق ليُمسك بذراعها و أسرع بخطواته نحو الحانة فأسرعت تشانسوك بخطواتها معه بفزع
"قُلت أن لا أحد سيقترب مني"
هسهس جونغ إن بتوتر حين رأى فتاتين تقفان أمام طاولتهما ثم استقام بفزع حين رأى إحداهما تقترب منه
وقف بيكهيون من مكانه و فرد ذراعه أمام جونغ إن ثم فرّق بين شفتيه و كاد يعتذر من الفتاتين كي تبتعدا لكن القصيرة السمينة أحاطت عُنقه لتجذبه إليها تُقبّله فصرخ جونغ إن بفزع و تحرك كي يبتعد عنهما لكن هانييل جذبته من ياقته
"توقفي"
صرخ تشانيول من خلفها و هو يلتقط أنفاسه و بجانبه تشانسوك التي لا تفهم ما يحدث لكن كل شيئ حدث سريعاً
بدءاً من تطفل فتاتين غريبتين على تلك الطاولة، تقبيل بيكهيون بواسطة إحداهما ،تلامس شفاه جونغ إن مع فتاة غريبة ثم وقوعه فاقداً الوعي
____________
"بدا رجولياً و جذاباً لم أعتقد أنه جبان"
قلبت هانييل عينيها بسخرية فضحكت هيبا بصخب بينما تشانسوك كانت تنظر إليهما بإنزعاج ،و سوشيل كانت تتدرب أمام المرآة بغرفة منزلها الواسعة متجاهلة حديثهما حيث كان أربعتهن يتحدثن بمكالمة فيديو
" هل قُمتِ حقاً بتقبيل تشانيول؟ لا أصدق أنكِ فعلتها "
جفلت تشانسوك من نظرات هيبا الغير مقتنعة فهزت هانييل رأسها إلى الجانبين
"لولا أنهما عادا مُتشابكين الأيدي لما صدقت ذلك...ما الذي حدث بينكما هااا؟"
"رجاءً قولي أنكما ستتزوجان"
هتفت هيبا ببكاء زائف فتوسعت أعين تشانسوك بفزع لتتوقف سوشيل عن الرقص و اقتربت لتحمل هاتفها
" توقفا عن إزعاج تشانسوك ،لقد تماديتما كثيراً هذه المرة لكنها فعلت ما تُريدان لذا هي من ستضع شروط المرة القادمة "
أُغلقت المكالمة لتعبس هيبا
" لم هي غاضبة الآن؟ "
" لدي عمل صباحاً لذا سأذهب إلى النوم"
"مهلاً، ماذا عن الموعد المدبر؟"
هتفت هيبا بإنفعال لكن هانييل انسحبت من المكالمة بالفعل ثم لحقت بها تشانسوك
"لا، ليس مُجدداً "
_______________
فرّق جونغ إن بين جفونه فقابله وجهاً لطيفاً ينظر إليه بعبوس غاضب، و هذا الوجه لم يرغب جونغ إن برؤيته في أي وقت قريب
زفر و أغلق عينيه مُجدداً فصفع الآخر جبينه ليستقيم جونغ إن بجذعه
"ما الذي أتى بك إلى هنا؟"
تلقى نظرات حادة من كيونغسو الذي أدرك وجوده بالغرفة للتو، و لم يكن هناك وحده
بيكهيون، هارين و حتى الجد كانوا جميعاً بغُرفته
" إنه طبيبك جونغ إن"
كيونغسو رفع حاجبيه يؤكد ذلك فقلب جونغ إن عينيه و تكتف
"لا أريد رؤيته"
"لماذا ؟هل اكتشفت أنك تخشى جميع من يحمل اسم جونميون أم أنك تخشى الأطباء جميعاً؟"
تساءل جونميون بإبتسامة بسيطة فصرخ به جونغ إن
" لا تبتسم بوجهي يا هذا أو سأشوّه وجهك"
"ستكون خطوة رائعة في العلاج"
رفع جونميون كتفيه فاقترب منه جونغ إن بتهديد لكن لم يتحرك الآخر من مكانه و لم يرمش فعاد جونغ إن إلى مكانه و سحب الغطاء يضعه فوق رأسه
" ألا تخجل من نفسك ؟قامت فتاة بتقبيلك و أنت من فقدت وعيك، ليتها كانت هي حفيدتي "
قهقه السيد كيم ساخراً فوضعت هارين كفها أمام شفتيها تضحك بخفوت لكن بيكهيون هز رأسه إليها أن لا تفعل فضمت شفتيها سريعاً و أخفضت عينيها بأسف
" اتركونا وحدنا رجاءً"
جونميون أشار لهم ليُغادروا ففعلوا ذلك
" هيا هارين، وصلت الحافلة "
حمل بيكهيون حقيبة طفلته فأومأت لتركض نحوه و أمسكت بيده لتؤرجحها في الهواء بحماس
" سأذهب إلى العمل"
انحنى كيونغسو إلى جده فاستوقفه الآخر
" لقد دبرت لك موعداً مع حفيدة إحدى سيدات الجمعية لذا لا تحاول الهرب"
التفت كيونغسو لينظر إلى جده قليلاً قبل أن يومئ ثم غادر بعدها
____________
"آنسة سويون ،وصل الطبيب"
جيسونغ أخبر مديرته بذلك بينما يبتسم بوسع فابتسمت هي الأخرى لتخلع مئزرها ثم خرجت من المطبخ لتسير نحو طاولة الطلب و وقفت خلفها تدّعي انشغالها بشيئ ما بينما تسترق النظر نحو كيونغسو الذي ينتظر اكتمال طلبه
الفتاة العاملة لديها تركت لها توصيل الطلب فحملت سويون قهوة كيونغسو و كعكته ثم سارت نحو طاولته لتضعهما أمامه
"طلبك سيدي"
همهم كيونغسو و رفع عينيه نحوها ثم ابتسم
" أخبرتني أنكِ قمتِ بتحضير كعكة الجبن لأجلي البارحة"
أشار بعينيه نحو الفتاة التي تقف خلف طاولة الطلب فابتسمت سويون بلطف
" لم تقم بتغيير طلبك أبداً لذا ظننت أنه سيكون من غير اللائق أن لا يجد أحد زبائننا طلبه لدينا"
"شكراً لإهتمامكِ"
أومأت بخفة ثم عادت لتقف خلف طاولة الطلب تُراقبه بإبتسامة حتى انتهى من تناول كعكته و غادر يحمل كوب قهوته معه
"أنتِ ثرثارة بورا"
همست بتوبيخ إلى الفتاة بجوارها فقهقهت الأخرى لترفع كتفيها ببراءة
_____________
اعتاد بيكهيون على نظرات موظفيه نحوه طوال طريقه إلى مكتبه، المدير لديه احترامه الخاص لكن هذا اليوم....
تلك النظرات صحبتها همسات مثيرة للريبة جعلته يعقد حاجبيه بإنزعاج
ضغط على زر الإتصال يطلب مُساعده و سرعان ما لبى الآخر نداءه ليطرق بابه ثم دخل
"أمرك سيدي"
" ماذا يحدث في الشركة ؟لا يقوم الموظفين بأعمالهم و يبدو أن لديهم الكثير من الأحاديث الجانبية"
طرق بسبابته على الطاولة بغضب فرفع الآخر حاجبيه بإستدراك
"ااه ربما هذا بسبب الأخبار التي انتشرت صباحاً"
"أي أخبار ؟"
ضاقت عُقدة حاجبي بيكهيون فاقترب منه الآخر و هو يفتح هاتفه ثم ناوله إلى بيكهيون
( العديد من التساؤلات حول تبادل مدير شركة كيم للألعاب الإلكترونية القُبلات الحميمية مع فتاة مجهولة بإحدى الحانات)
أغلق بيكهيون عينيه بقوة بينما يشتم تحت أنفاسه ثم ناول الهاتف إلى مساعده
"لا أريد أي أثر لهذه المقالات خلال ساعة"
"أمرك سيدي"
انحنى إليه ثم خرج لتنفيذ أوامره
______________
"جونغ إن أنت لا تمتلك أي خوف من البشر، أنت فقط لا تُريد تخطي تلك الحادثة و لا تُريد مواجهة العالم و هذا قد يُصيبك بالأمراض حقاً"
جونميون تحدث بهدوء يحاول إقناع الآخر فهمهم جونغ إن بلا مُبالاة و هو يصب كامل تركيزه على اللعبة أمامه فتنهد جونميون
"فقدانك الوعي يعني أنك بدأت بالفعل تستجيب إلى خيالاتك، جونغ إن أنت تضع نفسك بمأزق حقيقي "
" إذا انتهيت يُمكنك المُغادرة "
تحدث بلا مُبالاة فخلع جونميون معطفه ثم جلس بجوار جونغ إن
"لنلعب سوياً"
"ستخسر، إن لم تكن تعرف فأنا بطل الألعاب الإلكترونية، لقد فزت بالمركز الأول العديد من المرات "
رفع جونغ إن حاجبيه بثقة فهمهم جونميون
" أعرف ذلك كما أعرف أنك لم تحضر يوماً لتحصل على الجائزة بنفسك"
عقد جونغ إن حاجبيه فابتسم جونميون ليكشف عن ساعديه
" لنبدأ اللعبة "
______________
" يون هيبا "
انتفضت لتقع من فوق سريرها بفزع حين سمعت صوت صراخ جدتها ثم استقامت لتنظر نحو الباب بأعين واسعة
" ماذا فعلت ؟"
تمتمت ثم تحركت تحاول الهرب حين دخلت جدتها إلى الغرفة لكنها تقيدت بغطاء السرير الذي يلتف حول ساقها، و ببكاء مزيف تجعدت ملامحها حين أمسكت جدتها بساقها
" من هذا؟"
جلست جدتها فوق ظهرها لتضع الهاتف أمامها فعقدت هيبا حاجبيها و هي تنظر إلى الهاتف
" لا أعرف"
رفعت كتفيها ثم صرخت بألم حين صفعت جدتها مؤخرتها بقوة
"هل تقومين بتقبيل شخص لا تعرفينه؟"
"تقبيل؟ أنا فتاة خجولة لن تفعل ذلك، إنها ليست أنا"
هتفت بإعتراض ثم استقامت من مكانها حين ابتعدت عنها جدتها
" كم فتاة تمتلك هذه المؤخرة و هذه السيقان المُمتئلة؟"
تأوهت هيبا بألم حين تلقت صفعة على ذراعها لتحتضنه بعبوس
" يوجد الكثيرات جدتي ،إنها ليست أنا "
" ألم يكن هذا الزي الذي صممته بنفسك و تباهيتِ به كثيراً؟"
وضعت الهاتف أمامها مُجدداً لتنظر إليه هيبا قليلاً ثم نفت برأسها
" يا إلهي لا بُد أن أعمالي سُرقت، سأذهب لرفع قضية على الفاعل"
تأتأت بدرامية ثم ركضت من أمام جدتها فصرخت من خلفها
" أقسم أنني سأجعلكِ تتزوجين هذا العام يون هيبا "
أغلقت هيبا باب الحمام لتتكئ عليه بظهرها ثم وضعت يدها ببنطال سروالها المنزلي تبحث عن هاتفها لكنها لم تجده فأغلقت عينيها بضيق
_____________
أطلت تشانسوك برأسها بحذر من خلف باب المكتب تنظر إلى الداخل باحثة عن تشانيول بعينيها ،و بداخلها تتمنى لو أصابه أي مكروه كي لا يحضر هذا اليوم، ربما حادث صغير أفقده ذاكرته
بينما الذي تبحث عنه كان يميل فوقها ينظر إلى داخل المكتب حيث تفعل هي حتى رآها تتنهد براحة فأخفض نظراته نحوها يتساءل بإبتسامة بسيطة
"تبحثين عن شخص ما؟"
رفعت رأسها بحذر لتنظر إليه فرفع حاجبيه بتساؤل لتنتفض مُبتعدة عنه، و هو الآخر استقام بوقفته ليضع كفيه بجيوب بنطاله
"كـنت..."
تمتمت لتحك كفيها معاً ثم اقتربت منه كثيراً ،و بعد أن وعت على نفسها عادت خطوة إلى الخلف لتقول على عجل
"آسفة لما حدث لصديقك ،هانييل ستذهب لتعتذر منه و أعدك أن هذا لن يتكرر لذا لا تُخبر أحداً بما.."
"صباح الخير تشانسوك"
قاطعها بإبتسامة فهمهمت بعدم فهم ليرفع حاجبيه
"اا.. ااه صباح الخير"
أجابته بتلعثم ليومئ بحركة بسيطة ثم تخطاها ليتوجه إلى مكتبه يجلس خلفه فعقدت تشانسوك حاجبيها قبل أن تقترب من مكتبها هي الأخرى و جلست خلفه
و على غير عادتها هي كانت تُلقي النظرات نحو تشانيول بين الحين و الآخر تشعر بالغرابة من تصرفه بينما تُفكر...هل ينوي استغلال الأمر ضدها لاحقاً؟
"هذا من أجلك"
ألقى تشانيول نظرة جانبية نحو كوب القهوة الذي وُضع بجانب يده ليتوقف عن النقر فوق لوحة المفاتيح لوهلة قبل أن يستكمل عمله مُجدداً و همس بخفوت
"شكراً"
انحنت نحوه زميلته تلك بينما تحيط مسند مقعده بذراعها ما جعل من المسافة بينهما قصيرة فالتفت إليها تشانيول برأسه
" فيم تحدثت معك غريبة الأطوار هذه صباحاً ؟"
أشارت بحاجبيها نحو تشانسوك فحرك تشانيول عينيه نحو تشانسوك التي أخفضت عينيها عنه سريعاً و ادّعت انشغالها بحاسوبها فأعاد تشانيول عينيه إلى زميلته
"هل تتودد إليك ؟ إنها.."
مد تشانيول يده نحو كوب الماء خاصته و صفع به الطاولة لتجفل تشانسوك كما تلك الفتاة بجواره ثم استقام من مكانه ليسير نحو مبرد الماء فلاحقته أعين تشانسوك
" إلام تنظرين ؟"
جفلت تشانسوك حين صُفع كتفها من تلك الفتاة فرفعت عينيها نحوها
"أ أعمل "
عدّلت نظارتها لتقترب بمقعدها من المكتب و هي تنقر على أزرار حاسوبها بعشوائية ثم سحبت علبة طعامها هاربة من المكان ما إن حل موعد الغداء
____________
" لذا طلبت مني أن أدّعي أننا تبادلنا القبلات، كما أنها تعتذر عما حدث لجونغ إن ،لم يكن ذلك مقصوداً "
رفع تشانيول كتفيه نهاية حديثه بينما ينظر إلى الشاشة أمامه حيث يلعب مع جونغ إن إحدى الألعاب الإلكترونية
بيكهيون كان يجلس على طرف السرير يُشاهد المباراة بينهما
و سيهون كان يجلس بجوار كيونغسو على الأريكة بجانبهما
" هذا طفولي "
كيونغسو علّق بإنزعاج فأومأ جونغ إن يوافقه حينها أوقف تشانيول اللعبة و التفت إليهما
" إنه أمر مهم بالنسبة إلى تشانسوك لذا لا حق لك في قول ذلك و التقليل من مشاعرها"
" لكن لا دخل لأحد في هذا فلماذا تقوم بتقبيل شخص غريب؟"
رفع كيونغسو حاجبيه بإقتناع فأومأ جونغ إن مُجدداً يوافقه
"لم تفعل"
" هلا توقفتما عن ذلك ؟"
قاطعهما سيهون بهدوء ثم عقد ذراعيه إلى صدره
" ما حدث قد حدث بالفعل و هي اعتذرت لذا لننسى الأمر"
"كدت أموت رعباً و أنت تقول أن ننسى الأمر ؟"
توسعت أعين جونغ إن بعدم تصديق فتنهد سيهون بعمق ثم استقام من مكانه
"سأعود إلى المنزل أولاً فلدي عمل صباحاً "
عبس جونغ إن فلوّح إليهم سيهون و غادر ليترك تشانيول جهاز التحكم و استقام هو الآخر
" أنا أيضاً سأُغادر "
" لا تنزعج، لم أقصد الإساءة إلى تشانسوك"
تنهد كيونغسو بأسف فابتسم تشانيول
"أعرف، لكن يجب أن أغادر"
همهم كيونغسو بتفهم ليُغادر تشانيول هو الآخر ثم التفت كلاً من كيونغسو و جونغ إن نحو بيكهيون
"جدي تحدث معك بشأن الأخبار؟"
هز بيكهيون رأسه إلى الجانبين ينفي ذلك... و هذا كان غريباً بالفعل
"آسفة"
صوتها الهامس و هي تعتذر تردد بأذني سيهون ،لتمر لمحة سريعة برأسه لما حدث حينها، ابهامها الذي وضعته حاجزاً بين شفتيهما كان صغيراً ذا لمسة رقيقة تركت أثرها على شفتيه
ابتسم بخفة ليتوقف بسيارته في مكانها المعتاد ثم سار نحو باب منزله ليعقد حاجبيه حين سمع صوت موسيقى مألوفة تأتي من الداخل
فتح باب المنزل و تقدم خطوتين ليرى حبيبته السابقة تجلس على الأريكة بينما تُشاهد أحد مقاطع الفيديو التي حفظها بحاسوبه
التفتت إليه حين لمحت انعكاسه على الشاشة ثم استدارت بجسدها لتجلس على الأريكة برُكبتيها بشكل معكوس كي تُقابله
"هل هذه من تُريد استبدالي بها؟"
تنهد و اقترب منها ليحمل الحاسوب فتحركت معه بحركة سريعة تمنعه عن ذلك
"هيجين"
" لا يُمكنك إنهاء كل شيئ بهذه الطريقة سيهون، هذا الفريق هو جهد كلينا فلا..."
همست بعبوس و هي تحيط عنقه بذراعيها فقاطعها بجدية
" أنا من أسست الفريق، و أنتِ مجرد عضوة تحت إشرافي"
"لكن شهرة الفريق ساهمت بها لأنني الراقصة الأساسية معك..."
تركت قبلة على جانب شفتيه ليعقد حاجبيه
" كنت مشهوراً قبل انضمامكِ لي و لم تهتز شهرة الفريق بعد تغيير موقعكِ"
رفعت عينيها نحوه لتبتسم
"لكننا معاً أقوى سيهون "
اقتربت من شفتيه تنوي تقبيله فأشاح برأسه جانباً لتقع قُبلتها على وجنته
" غادري "
أمسك بذراعيها يُبعدهما عن عنقه فزفرت بحدة ثم ابتعدت عن الأريكة لتلحق به
" ألا يمكنك نسيان الأمر؟ إنه خطأ واحد ارتكبته و أنت مازلت مُصرّاً على عقابي عليه "
صفع سيهون باب الغرفة بوجهها ثم أوصده من الداخل فطرقت الباب بعنف و هي تصرخ عليه بإنفعال
" لننسى الأمر سيهون، دعنا نعيد علاقتنا كما كانت..."
زفرت بحدة حين لم تتلقى رداً منه ثم طرقت الباب مُجدداً
" على الأقل لا تخلط حياتك العملية و الشخصية معاً "
فتح الباب بعدما بدّل ثيابه لينظر إليها قليلاً ثم تحدث بهدوء
" علاقتنا لا مجال لعودتها، أما بشأن العمل فلو أنني خلطت بينه و بين حياتي الخاصة لا أظنكِ كُنتِ ستمتلكين الجرأة على الخروج من منزلكِ و مواجهة العالم "
رفع حاجبيه نهاية حديثه ثم تخطاها بينما ينظر إلى هاتفه فلحقت به لتجذبه من مرفقه كي يلتفت إليها ثم صاحت في وجهه بإنفعال
" لم تُلقي اللوم عليّ؟ الخطأ الأكبر يقع على عاتقك أنت بتدمير هذه العلاقة "
" مرحباً "
تجاهلها حين تلقى إجابة من الجانب الآخر ثم وضع كفه الحُرّة بجيب بنطاله و هو يسير نحو غرفة المعيشة
" أريد تغيير مفاتيح منزلي و وضع نظام أمن قوي عليه...همم ليكن غداً هذا أفضل، حسناً "
همهم ليُغلق الإتصال ثم حمل حاسوبه فاقتربت منه هيجين
" إذا انضمت هذه الفاشلة إلى الفريق فسأنسحب منه"
التفت سيهون لينظر إليها لوهلة ثم أعاد عينيه نحو الشاشة التي تُشير إليها بغضب
" سيفقد فريقنا احترامه إن انضمت إليه فتاة قبيحة و سمينة كهذه، هل قرأت التعليقات أسفل مقاطع الفيديو خاصتها؟"
"لديها العديد من المُعجبين "
رفع كتفيه بلا مُبالاة فقهقهت ساخرة لتتكتف
"و الكارهين أكثر"
التفت لينظر إليها ثم أومأ بحركة بسيطة
" إن كنت مُعجبها الوحيد فهذا يكفيني لأضمها إلى فريقي "
" أنت مجنون "
صرخت بغضب ثم غادرت بخطوات واسعة فزفر بعمق و التفت بعدها لينظر إلى الشاشة أمامه حيث تلك الفتاة
"لمَ لمْ تُلبي دعوتي ماريا ؟"
____________
دخل بيكهيون إلى المنزل يجر قدميه بإرهاق تبدد حين لم يجد هارين تنتظره كعادتها
صعد الدرج سريعاً متوجهاً إلى غرفته حيث وجد طفلته نائمة تختبئ بين الأغطية فاقترب منها ليسحب الغطاء عن رأسها بحذر ثم وضع كفه على جبينها يطمئن عليها
" لا توجد حرارة"
تمتم بخفوت ثم حرّك جسدها بحذر ليحتضنه بقلق
"أنتِ بخير صغيرتي؟"
همس بخفوت و هو يُمرر كفه على شعرها فتحركت بحضنه لتُحيطه بذراعيها بقوة جعلته يتنهد براحة
"لا بُد أن يومكِ كان طويلاً أميرتي"
ترك قبلة طويلة على رأسها قبل أن يميل برأسه على خاصتها ثم أغمض عينيه هو الآخر بإرهاق، لكن النوم بالنسبة إلى الصغيرة لم يكن قريباً
رأسها لم يتوقف عن التفكير حول تلك الصور التي تحدث عنها زملائها بالمدرسة
هارين لم ترغب برؤية تلك الصور لأنها خائفة أن تكون الإشاعات حول والدها حقيقية
______________
"يجب أن نقضي على أفكار شباب هذه الأيام"
هتفت السيدة يون و خلفها ردد جُملتها أعضاء الجمعية قبل أن يُصفّقوا إليها
نزلت عن المنصة ليقترب منها السيد كيم يُصافحها
"أنا حقاً مُمتن لتعاونك معنا سيدتي"
"هذا واجبي، أنا أتفهمك و أتفهم جميع الأعضاء فها أنا أعاني مع حفيداتي كذلك، لا أصدق أن أربعتهن يمتنعن عن الزواج، هل هي موضة رائجة بهذا الجيل ؟"
ختمت حديثها بإنفعال طفيف فتنهد السيد كيم
"لا أدري، حتى أحفادي كذلك، ظننت أن لتجاربهم السابقة تأثير كبير على أفكارهم لكن برؤية الكثير بهذا الجيل يرفضون الزواج فلا بد أنه شيئ رائج لا علاقة له بتجارب الماضي "
همهمت توافقه فأشار لها بأن تسير معه إلى طاولته لتفعل ذلك
" أنتِ المسؤولة الوحيدة عن حفيداتكِ ؟"
ناولها كأس عصير فالتقطته لترتشف منه القليل قبل أن تومئ
" بالكاد أرى أبنائي فكل منهم مشغول بحياته الخاصة، أصغرهم كان الوحيد الذي يمكث معي لكن دخل بحرب خاسرة مع المرض"
"آسف لذلك"
همس بأسف فأومأت بإبتسامة بسيطة ثم أشارت إليه
" ماذا بشأن أبنائك؟ "
" ألقوا عليّ مسؤولة أحفادي و أنا ممتن لذلك، من الصعب البقاء وحدي بالمنزل بهذا العمر "
" لا تبدو كبيراً سيد كيم "
أمالت بوجنتها على كفها فرفع عينيه نحو خاصتيه يتبادل معها النظرات لبضعة لحظات ثم تحمحم و اعتدل بجلسته
"بشأن موعد حفيدينا، هل تعتقدين أن الموعد سينتهي بشكل جيد؟ "
" صدقني ستسعى هيبا لإفساد الأمر "
____________
" تباً لكبار السن و للزواج و للأطفال و لكل شيئ بهذا العالم يقف أمام أحلامي الثمينة"
هسهست هيبا بحنق و هي ترتدي ثيابها، و لم تتوقف عن لعن كل شيئ طوال طريقها إلى المطعم حيث يفترض بها أن تلتقي شاباً غريباً عنها اضطرت إلى مقابلته
و لماذا ؟
لأن سوشيل لا تُجيب اتصالات أحد ،هانييل لديها عمل بالشركة، تشانسوك بعملها و هي الوحيدة التي تقع تحت يدي جدتها كلما فشلت في التواصل مع الأخريات
لذا....حتى بعد أن وضعت رهاناً مضموناً به خسارة تشانسوك مازالت هي من ستحضر ذاك الموعد المدبر
"طاولة السيد كيم يونمين"
ابتسمت إلى النادل بزيف فدلّها إلى الطاولة المقصودة لتقلب عينيها بإنزعاج
"إنه قصير"
تمتمت بعدم رضى حين مررت عينيها على جسد ذاك الشاب من الخلف و الذي بإمكانها إدراك أنه لم يصل إلى المئة و ثمانون سنتيمتراً على الأقل
جلست مقابلة له فرفع عينيه ينظر إليها ثم رفع يده لينظر إلى ساعته
" تأخرتِ أربعون دقيقة عن موعدكِ"
ألقت نظرة نحو ساعة هاتفها ثم رفعت كتفيها
"ليس و كأنه موعد عمل...هل تناولت شيئاً بعد؟ أنا جائعة"
مدت يدها تُشير إلى النادل بالإقتراب ثم سحبت قائمة الطعام و بعشوائية اختارت الكثير من الأطباق الغير مناسبة ليتناولها شخصاً طبيعياً معاً في وجبة واحدة
" تُريد شيئاً؟"
أشارت إليه نهاية حديثها فعقد حاجبيه...هل كان الطلب لها وحدها؟
" فقط...بعض الماء "
تحدث إلى النادل بتنهيدة عميقة تخللت حديثه ثم أعاد نظراته إليها بعدما غادر النادل
"آنسة..."
"هيبا...تُدعى يونمين ؟"
قهقهت كأنها تسخر منه فرمقها بفراغ ثم أشاح بنظراته بعيداً عنها و بلل شفتيه يحاول تهدئة أعصابه
"كيونغسو، دو كيونغسو...كيم يونمين يكون جدي"
"ااه فهمت"
أومأت بلا مُبالاة ثم التزم كلاهما الصمت حتى يصل الطعام
و بينما هيبا تنظر إليه بتفكير في طريقة تُفسد بها هذا الموعد..كيونغسو كان يُفكر أن هذه الفتاة تبدو مألوفة
عقد حاجبيه ليخفض نظراته نحو هاتفه ثم سحبه من فوق الطاولة باحثاً عن شيئ ما قبل أن تنمو ابتسامة جانبية ساخرة على شفتيه
"إنها هي"
محى ابتسامته ليُعيد الهاتف فوق الطاولة ثم شابك أنامله معاً أسفل ذقنه فرفعت هيبا حاجبيها بسخرية ليبتسم بزيف
أثناء تناول الطعام كيونغسو كان يرمقها بتقزز و هي فقط مشغولة بإلتهام كل ما هو أمامها بإستمتاع
"حين أتناول طعامي أُصبح فوضوية لذا آمل أنك لا تشعر بالتقزز"
تحدثت بفم مليئ بالطعام ليبتسم كيونغسو بزيف ثم مد أنامله نحو شفتيها يمسح عليها برقّة مُصطنعة
"لا بأس، يُمكنني تنظيف فوضاكِ"
جفلت هيبا و توقفت عن المضغ لبعض الوقت تستوعب ما قاله...ألن يهرب الآن ؟
ابتلعت ما بفمها ثم تحمحمت لتمسح على شفتيها بعشوائية ثم شابكت أناملها فوق الطاولة أمامها
"تبدو شخصاً لطيفاً و لا أرغب بخداعك"
عقدت حاجبيها بأسف لتُخرج هاتفها على عجل ثم وضعت أمام عينيه صورتها مع بيكهيون
"أنا بالفعل أواعد شخصاً آخر ،كما ترى إنه مشهور و حياته معقدة لذا عائلتي ترفضه"
ضم كيونغسو شفتيه بأسف زائف فأعادت هاتفها إلى الحقيبة مُجدداً
" لا بُد أنك تشعر بالشفقة علينا الآن ،حياتنا مُعقدة و..."
"لنتزوج.."
قاطعها فهمهمت بعدم فهم
"إذا تزوجنا فحينها ستختفي الشائعات من حوله و بإمكانكما أن تلتقيا حينها "
" مهلاً، هل لا مانع لديك بأن تكون زوجتك على علاقة برجل آخر ؟"
همهم بالنفي و هو يهز رأسه إلى الجانبين ببراءة زائفة فقهقهت هيبا بعدم تصديق ثم سرعان ما محت ملامحها الضاحكة و حلّت أخرى جدية محلها
" أنا حامل بطفله "
" هدا جيد ستجدين رجلاً مناسباً لتغطية هذه الفضيحة "
اقترب بجذعه من الطاولة فاقتربت منه هي الأخرى
" لدي مرض مُعدي و سيئ للغاية لذا لا يمكنك الزواج بي"
"مسكينة"
شهق بتفاجؤ مصطنع فضمت شفتيها بدرامية ليبتسم هو
"عائلتي ثرية و أنا طبيب أسنان مشهور، أكسب الكثير من المال لذا بإمكاني علاجك في أي مشفى بداخل أو خارج كوريا"
فرقت بين شفتيها كي تُجيبه لكنها عجزت عن التحدث مع هذا الرجل أمامها، هي فكرت في أنه أحمق و بلا كرامة، بينما كيونغسو كان مُستمتعاً برؤيتها في حيرة و مذعورة من اكتمال هذا الموعد كما تريده جدتها
" في الواقع أنا لن أخسر الوزن أبداً و لن أمارس الرياضة أو أقلل من كميات طعامي "
" هل أبدو كرجل رياضي يهتم لهذه الأمور؟"
"لدي الكثير من العلاقات مع الرجال و مع النساء أيضاً، أنا شخصية شهوانية وقذرة"
وضعت كفها بجانب شفتيها وهي تهمس بنهاية حديثها فمسح كيونغسو بأنامله بين حاجبيه يحاول كتم ضحكته ثم تحمحم ليُبعد يده عن وجهه و همهم إليها
" لا مشكلة بذلك، إنها علاقات عابرة "
قهقهت هيبا بصخب كشخص فقد عقله، و نوعاً ما هذا كان حقيقياً
" هذا الرجل لا يُصدق"
تمتمت بعدم تصديق وهي تلتفت برأسها بعيداً عنه فلمحت شخصاً مألوفاً يجلس على طاولة أخرى
نمت ابتسامة جانبية على شفتيها ثم التفتت لتنظر إليه
" ااه انظر ،أعرف أنك شخص جيد و تبدو مُثقفاً و مُتفتحاً... للغاية"
رفعت حاجبيها بقهقهة مصدومة نهاية حديثها ثم نثرت شعرها و هي تقترب منه بجذعها
"لكن أتذكر حبيبي الذي تحدثت عنه ببداية حديثنا؟"
همهم كيونغسو فجعدت أنفها بأسف
"نحن لسنا مجرد حبيبين، نحن متزوجان سراً...نعم إنه زوجي "
شهق كيونغسو واضعاً كفه أمام شفتيه فأومأت تؤكد ذلك
"إنه مهووس بي و قد يقتلك إن أتممت هذا الزواج"
أومأ كيونغسو ثم رفع حاجبيه بإبتسامة ساخرة
" هل يجب أن أصدق هذا؟"
"ألم تصدق كل ما قلته قبل قليل؟ "
صفعت الطاولة بغضب طفيف جعله يبتسم فاستقامت من مكانها ثم سارت نحو تلك الطاولة حيث الشاب الذي قامت بتقبيله قبل بضعة أيام
" هاااي أنت "
توقف بيكهيون عن التحدث مع العميل الذي معه و رفع عينيه نحوها ليعقد حاجبيه ثم تدريجياً توضح الغضب بملامح وجهه و استقام يهتف
" أنتِ؟"
"حبيبي أعرف أنك غاضب ،لكنني مضطرة إلى هذا الموعد"
تشبثت هيبا بقميص بيكهيون و هي تتحدث بدرامية و صوتٍ عالٍ كي يسمعها كيونغسو فتكتف الأخير و ابتسم بعدم تصديق...إنها تفعل أي شيئ لإيقاف هذا الزواج
"ماذا تفعلين ؟"
أمسك بيكهيون بيديها يحاول دفعها عنه فتشبثت به بقوة ترفض تركه
" إنها جدتي من أرسلتني إلى هنا لكنني أخبرته أننا زوجين ،صدقني"
"يااا عن أي زوا.."
صاح بيكهيون بإنفعال فجذبته من قميصه إلى الأسفل لتُقبّل شفتيه بقوة و... الكثير من الصور التُقطت لمدير شركة كيم
مُجدداً
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top