19
Start
ابتسم سيهون بخفة حين فتحت سوشيل باب منزلها لتنظر إليه قليلاً ثم زفرت أنفاسها بعمق و سبقته نحو المصعد فلحق بها في هدوء
" لنتناول الإفطار أولاً "
تحدث بهدوء بعدما أوقف السيارة أمام وجهتهما الأولى ثم فتح الباب و خرج أولاً قبل أن تعترض فلحقت به في هدوء بينما كفيها تُحيطان بذراع حقيبتها
سحب مقعداً لها لتجلس ثم وضعت حقيبتها بجانبها لتتابعه بعينيها إلى أن جلس مُقابلاً لها
" ماذا ستطلبين ؟"
دفع القائمة نحوها ما إن وضع النادل أمامهما اثنتين فوضعت أناملها عليها تُعيدها إليه
" سأكتفي بالقهوة ...بدون سكر"
رمقها سيهون بنظرة هادئة لم تُبدي انزعاجه ثم تنهد و همهم ليُشير إلى النادل
" كوبي قهوة دون سكر"
عقدت سوشيل حاجبيها بخفة فنمت ابتسامة بالكاد لاحظتها على شفتي سيهون ليرتخي بظهره على مسند مقعده
"ألن تتناول الطعام ؟"
همهم بالنفي لتضم شفتيها و أدارت عينيها بعدم راحة
" إن كان بسببي فـ..."
"إنه كذلك"
قاطعها بهدوء فأعادت نظراتها إليه بتفاجؤ ليميل نحو الطاولة كي يتكئ عليها بمرفقيه
" أحب التحدث بوضوح و صراحة لذا سأتحدث و أعتذر مُقدماً إن أزعجكِ الأمر "
لم تُبدي ردة فعل لكن عينيها كان التساؤل واضحاً بهما فبلل سيهون شفتيه ثم أكمل بذات نبرته الهادئة
" منذ أن رأيتكِ كراقصة كنت معجباً بما تمتلكينه من موهبة، و إصرار كان واضحاً بملاحقتكِ لي كي تصححي الخطأ الذي وقع أثناء تجربة الأداء "
انزلقت نظراته نحو عنقها حين لاحظ ابتلاعها لريقها بصعوبة ليرفع عينيه نحو خاصتيها مُجدداً
" أتعرفين لمَ عرضت عليكِ تكثيف التدريبات و لماذا نبدأ قبل الآخرين ؟"
همهمت لتومئ بتردد
" كمُدربكِ لا أريد وقوع أي أخطاء قد تؤثر على ثقتكِ بنفسكِ و كسيهون الرجل الذي يمتلك مشاعر نحوكِ فلا أريد رؤية ذاك الحزن بعينيكِ الذي رأيته حين دفعتكِ لتتنافسي دون استعداد مُسبق "
ضمت سوشيل شفتيها بخجل حين لانت نبرته ما إن ذكر امتلاكه مشاعراً نحوها
" لكن هذا ليس كافياً "
همهمت بعدم فهم ليتنهد بعمق
" مازلت غير قادر على الشعور بالراحة و أنا أراكِ لستِ بخير، و أنا أساعد في سوء حالتكِ "
" أنا بخير "
رفعت حاجبيها بتعجب لينفي برأسه بحركة بسيطة
" ربما تعتقدين ذلك لكن هذا ليس ما أراه أنا...سوشيل حالتكِ تُصبح أسوأ ،جسدكِ يُصبح أضعف مع مرور الوقت ،منذ البداية و كتفيكِ كانا ضعيفين و تفقدين توازنكِ بسبب الدوار و الآن بات الأمر يتكرر أكثر "
" إن كنت ستتحدث عن الطعام فرجاءً توقف لأنني لا أشعر بالراحة "
قاطعته بضيق ليومئ
" و أنا لن أتحدث أو أطلب منكِ تناول الطعام أو الإهتمام بصحتك...لقد اتخذت قراري بالفعل "
عقدت حاجبيها بخفة لترتفع زاوية شفتيه بإبتسامة لطيفة
" ما ستتناولينه سأتناوله أنا الآخر... "
" سيهون "
" لقد اتخذت قراري بالفعل "
رفع كتفيه ببساطة ليعود بظهره إلى الخلف مُجدداً دون أن يبعد عينيه عنها فبادلته النظرات في صمت حتى زفرت بعمق
" أنت تضغط عليّ بهذه الطريقة"
" أنا لا أفعل، لم أطلب منكِ شيئاً و أعتقد أنني أمتلك حق الاختيار ،و قد اخترت بالفعل أن أعتمد عاداتك في تناول الطعام"
قلب شفتيه ببراءة زائفة لينعقد حاجبي سوشيل
" و هذا كي تجعلني أشعر بالذنب"
رفعت حاجبيها تؤكد حديثها ليبتسم و لم يجبها إلى أن وضع النادل القهوة أمامهما ثم غادر
" أنا أفعل ذلك لأنني أرغب بمشاركتك كل شيئ حتى و إن لم يكن يصب لصالح كلينا...هذا الحل الوحيد الذي توصلت إليه بعد التفكير طويلاً"
" أنا حقاً بخير "
" إن كنتِ بخير فأنا أيضاً سأكون بخير"
أمسك بفنجان القهوة ليرتشف منه القليل فتجعدت ملامحه بإنزعاج من طعمها المر
" سيهون توقف رجاءً "
" إنها مُرة "
" و لذا يجب أن تتوقف "
اقتربت بجذعها من الطاولة ليهمهم بالنفي و ابتسم بخفة ثم ارتشف من الفنجان مُجدداً لينعقد حاجبيها
" اترك هذه القهوة جانباً و لنتحدث"
مدت يدها نحو فنجان قهوته لتسحبه نحوها فعقد ذراعيه إلى صدره و همهم ينصت إليها
" نحن لسنا معاً طوال اليوم و قد تتناول الطعام دون أن أراك لذا لا داعي لهذه التصرفات التي تُشعرني بالذنب"
"لن أتناول شيئاً حتى تفعلي لذا سيكون من الأفضل أن تخبريني ماذا ستتناولين و بأي كمية كي لا أموت جوعاً"
قهقه يمازحها فبدت غير راضية بحديثه
" أنت تُزعجني "
تنهد بعمق و همس
" آسف "
ثم أشار إلى النادل ليدفع الحساب و غادر بعدها فتابعته بعينيها حتى خرج من المطعم لتلحق به بخطوات واسعة
" سيهون "
هتفت من خلفه حين اقترب من السيارة فالتفت إليها
" هذه المرة الأولى التي أشعر فيها بأنني عاجز عن فعل شيئ حتى التفكير عاجز عنه"
تحدث بنفاذ صبر فتباطأت خطواتها وهي تقترب منه
" لا أشعر بالراحة لرؤية أنكِ لستِ بخير، و لا أريد أن أضغط عليكِ لتقبّل مشاعري نحوك لكن لا يمكنني الانسحاب فحسب و أنا أرى بعينيكِ عكس ما تقولينه، ولا يمكنني التوقف عن التدخل في أموركِ و أنا أراكِ تفقدين طاقتكِ تدريجياً "
زفر بعمق ثم لوّح بكفه بعشوائية
" أنا لا أعرف ماذا أفعل"
وضعت سوشيل سبابتها على شفتيها لتضغط عليهما برفق وهي تُدير عينيها بعدم راحة و بالكاد كانت تُسيطر على دموعها
" حسناً لننسى أمر مشاعري الآن "
أعادت نظراتها إليه ليتنفس بعمق
" لنتبع نظامك الغذائي معاً "
انفلتت منها قهقهة مصدومة
"لم أكن أعرف أنك مزعج هكذا"
" أنا أيضاً اكتشفت الأمر للتو"
عقد حاجبيه بعبوس فزمّت شفتيها ثم اقتربت منه خطوة لينظر نحوها
"لا أحب أن يضع الآخرين تعليقاً حول جسدي"
"لا تخلطي الأمور مُجدداً سوشيل ،لم أضع أي تعليقات حول جسدك أو حول مظهره ولا أهتم كيف تبدين من الخارج "
ضاقت عقدة حاجبيه بغضب طفيف
" مظهر جسدكِ الخارجي لا يهمني كيف يبدو ،إن كنتِ سمينة ،نحيفة أو تقاسيم جسدك مثالية كل هذا لا يهمني بقدر ما يهمني أن يكون جسدكِ صحياً من الداخل ولا أقصد مظهره أبداً "
" إنه صحي "
تمتمت وهي تقلب عينيها إلى الجانب تتجنب النظر إليه فقهقه بلا فكاهة وهو يرفع عينيه نحو الأعلى لوهلة ثم أعاد نظراته إليها مُجدداً
" حين يحل موعد تناولكِ الطعام أخبريني "
مال برأسه حين التفتت لتنظر إليه ثم دار حول السيارة ليفتح الباب و صعد إلى مقعده فبقت هي في مكانها لبعض الوقت قبل أن تصعد إلى المقعد المجاور له
عقدت ذراعيها إلى صدرها بإنزعاج ليُدير السيارة متوجهاً إلى مركز التدريب
و طوال فترة تدريبهما المنفردة و كذلك بعد انضمام الآخرين إليهما كانا ينظران إلى بعضهما بعبوس كلما تلاقت نظراتهما
___________
وقف تشانيول أمام سيارة العمل حيث ستقلهم إلى أحد الموقع لتغطية خبر ما
جميع المقاعد كانت مشغولة غير مقعد في مقدمة السيارة بجوار سوهيون و آخر في الخلف بجوار ووبين - الفتى الأصغر و الوحيد بفريق تشانسوك -
تنهد تشانيول بعمق و التفت برأسه لينظر إلى تشانسوك حين وقفت بجواره فرفعت حاجبيها بتساؤل كونه لم يصعد إلى السيارة بعد
حقيقة أن الجميع أسرع إلى السيارة ليشغلوا المقاعد و يتركوا مقعدين متباعدين لهما كان مزعجاً خاصةً و أن طوال الأعوام الماضية تشانيول كان يتخذ من حقيقة أنه و تشانسوك قائدي فريقيهما سبباً ليجلس بجوارها في مقدمة السيارة
"تنحى جانباً لأصعد"
همست تشانسوك بإستغراب ليعبس تشانيول ثم صعد أولاً ليجلس بجوار سوهيون كأقل الخسائر
ووبين أصغر من تشانسوك، قد يبدو لطيفاً لكن جميع الرجال مخيفين بالنسبة إليها لذا قد يجعل هذا تشانيول أقل غيرة، لكن جلوسها مجاورة إلى سوهيون لن يكون مريحاً لها
تشانيول لم يكن أحمقاً لكي لا يفهم مدى كراهية سوهيون لتشانسوك رغم ادعائها اللطف في كثير من الأحيان
مال برأسه لينظر نحو تشانسوك التي تجلس بجوار ووبين ،و بفخر ابتسم حين رآها تتجنب الفتى بجوارها فاعتدل بجلسته براحة و أغلق عينيه
"الطريق طويل لذا ربما تشعر بالجوع"
بمنتصف الطريق تقريباً أخرجت سوهيون عبوة بسكويت مالح و فتحتها لتمدها إلى تشانيول بإبتسامة فابتسم بزيف ليحمل العبوة منها و ألقى نظرة بداخلها يعد القطع بعينيه
"شكراً"
همس بلطف فابتسمت سوهيون و مدت يدها داخل العبوة كي تتشاركها معه لكنه استدار بجسده ليجلس على المقعد بجانبية قائلاً
" لنتشاركها معاً حتى نصل"
هتف و هو يمد العبوة إلى زملائه بالمقعد المجاور له ثم استقام من مكانه و هو يعطي إلى الآخرين إلى أن وقف بجوار مقعد تشانسوك، و أعين سوهيون كانت تُتابعه بعدم تصديق
"شكراً لك"
ابتسم ووبين بإمتنان ليلتقط واحدة فمال تشانيول نحوه لتحرك تشانسوك عينيها مع وجهه الذي اقترب منها حتى أصبح أمام وجهها بينما ينظر إلى الفتى الأصغر
" أريد أن أتناقش مع تشانسوك بأمر ما ،هل يمكنك أن تجلس في مكاني؟ "
"بالطبع"
ابتسم الأصغر فتحرك تشانيول جانباً لتقف تشانسوك هي الأخرى تسمح لووبين بمغادرة مقعده ثم اقتربت لتجلس حيث كان يجلس هو و تركت مقعدها لتشانيول
ناول تشانيول العبوة إلى تشانسوك ما إن جلس بجوارها فالتقطت واحدة كي تتناولها ثم تساءلت بخفوت
" فيم ترغب أن نتناقش ؟"
ابتسم ليميل برأسه نحوها فانعقد حاجبيها بخفة
"كنت أهرب من سوهيون فهي تتقرب مني كما تعرفين ،لست رجلاً لعوباً لذا تركت مكاني قبل أن يفهمني شخص ما بصورة خاطئة"
أدار عينيه نحو خاصتيها لترفع نظراتها إليه بخجل ثم قلبت شفتيها ببراءة و التفتت برأسها ببطئ تنظر إلى الجانب الآخر حيث النافذة بجوارها فضحك بخفوت
" هل أبدو رجلاً جيداً الآن ؟"
"توقف"
تمتمت بإحراج لترفع نظارتها بسبابتها ثم تحمحمت فبعثر تشانيول شعرها و معه مشاعرها
و ووبين كان يجلس في مكانه بغير راحة بسبب نظرات سوهيون الحاقدة نحوه
____________
"ما خطبكما ؟هل تشاجرتما ؟لا تقل هل انفصلتما ؟"
شهقت ميشا نهاية حديثها ليرمقها سيهون بنظرة حانقة
"و متى ارتبطنا لننفصل ؟"
"لم ترتبط بها بعد ؟ما خطبك يا رجل ؟"
لكمت ذراعه ليزفر و استدار بجسده كي يُقابلها
"و إن كنت أعرف ما خطبي كنت لأكون بهذه الحالة ؟"
ضمت ميشا شفتيها تكتم ضحكتها ثم تمايلت تتراقص بإستفزاز
"ميشا توقفي"
راقصت كتفيها فبلل شفتيه و حاول الحفاظ على ملامحه لكنها تمكنت من رؤية ابتسامته حينها
" انظر كيف اختفى غضبك ،أنت تحبني"
هزت رأسها إلى الجانبين وهي تقترب منه بوجهها فدفع جبينها
" توقفي"
قهقهت و اعتدلت بوقفتها ثم التفتت نحو سوشيل العابسة و التي أدارت عينيها بعيداً عن سيهون ما ان التفت إليها هو الآخر
تنهد سيهون حين سمع قهقهة ميشا بجانبه فأدار عينيه إليها مُجدداً و همس بتحذير
"ميشا"
"آسفة، آسفة"
تحمحمت و حاولت السيطرة على قهقهاتها
"أخبرني ماذا يحدث؟"
"لا شيئ"
أصدرت صوت همهمات ساخرة مزعجة ليزم شفتيه بحنق
"توقفي عن ازعاجي، لا شيئ حقاً"
"سأدّعي تصديقك"
قلبت عينيها لتحمل حقيبتها
" بالمُناسبة هناك شخص ما يبحث عن منزلك الجديد "
" من؟ "
عقد حاجبيها فقهقهت ساخرة
" و من سواها؟ "
أشارت بحاجبيها إلى البقعة التي تقف فيها هيجين
" ظننتها نسيت الأمر"
" لم و لن تفعل...ما رأيك أن تفضح أمرها و تنهي ما..."
"لا"
سيهون قاطعها فعبست ثم لكمت ذراعه بغضب طفيف قبل مُغادرتها
" أراكِ لاحقاً عزيزتي سوشيل"
هتفت وهي تلوّح إلى المقصودة فرفعت سوشيل كفها قليلاً تُشير إليها ثم استرقت نظرة نحو سيهون قبل أن تنظر إلى هاتفها
" سوشيل "
رفعت عينيها نحوه حين وقف أمامها ثم وقفت من مكانها كي تُغادر معه ،كلاهما كانا هادئين طوال الطريق و كذلك كانا منزعجين من بعضهما
فرّقت بين شفتيها كي تتحدث لكنه سار نحو شقته دون أن يُلقي نظرة نحوها فضاقت عقدة حاجبيها و سارت نحو شقتها هي الأخرى لتصفع الباب خلفها بقوة أبدت انزعاجها مما رسم ابتسامة بسيطة على شفتيه
مال بوجنته على كفه بإرهاق وهو يشاهد بعض مقاطع الرقص بأعين ناعسة و معدة تزمجر جوعاً
بينما سوشيل كانت تحاول تجاهل أفكارها حوله ،لربما يتناول شيئاً وهو بمنزله وحده فهي لن تراه، و ربما لن يفعل أيضاً
عدا القهوة التي لم يكملها في الصباح بسببها و طبق السلطة الخضراء الذي تناوله مُقلّداً إياها لم تره يتناول شيئاً آخر
تنهدت بعمق لتسحب جسدها من فوق السرير و سحبت هاتفها
(تناولت العشاء ؟)
عقدت حاجبيها كأنه سيرى مدى انزعاجها من تصرفه ،و هو الآخر ابتسم بخفة كأنه يفعل
( لا)
(أنت تكذب)
(يُمكنكِ سماع صوت معدتي)
حركت عينيها جانباً بعبوس ثم أعادت عينيها نحو هاتفها حين أرسل رسالة أخرى
(تأتين لتسمعي صوتها أم آتي بنفسي؟ )
"لم هذا الرجل أصبح طفولياً فجأة ؟!"
تمتمت بإنزعاج لتمسك هاتفها بكلتا يديها بغيظ
( إن كنت جائعاً فلتتناول الطعام ،أنا لست جائعة)
(إذاً سأتحمل الجوع حتى وجبتكِ المقبلة لنتناولها معاً)
زمت شفتيها لتتصل به و ما أن أجابها صاحت بإنفعال
"لا تكن مزعجاً و لتتناول الطعام ،لم تتناول سوى طبق سلطة طوال اليوم "
همهم بلا مُبالاة و أوقف مقطع الفيديو الذي يشاهده
"هذا ما تناولته أيضاً"
"أنا لا أشعر بالجوع، لقد اعتدت على ذلك لكنك..."
"سأعتاد ذلك أيضاً"
قاطعها بهدوء لتتنهد بعمق ثم التزمت الصمت قليلاً حتى تهدأ
" سيهون...طبيعة أجسادنا مختلفة ،وزني يزداد بسرعة و لهذا أتبع نظاماً يناسبني لذا اتبع أيضاً ما يناسبك"
لوى شفتيه و همهم لتتنهد براحة
" إذاً هل ستتناول الطعام الآن ؟"
التزم الصمت بضعة لحظات ثم همهم بالنفي فهتفت بعدم تصديق
" سيهون"
" هل هناك طبيب أخبركِ أن هذا ما يناسبكِ ؟لأنه إن فعل فيجب أن أقاضيه...أي نظام غذائي هذا الذي يحتوي على وجبة واحدة في اليوم؟ وليس هذا فحسب بل أي نظام صحي مناسب يُضعف جسدكِ يوماً بعد يوم ؟!"
"هذا يخصني وحدي"
همهم ليومئ منزعجاً
"هذا يخصني وحدي أيضاً"
أغلق الهاتف و ألقى به بجانبه ليتكتف فتوسعت أعين سوشيل وهي تنظر إلى الهاتف بعدم تصديق
" افعل ما شئت ،ستتراجع في النهاية "
تكتفت بعبوس بعدما وضعت الهاتف على الطاولة بجانبها لتنظر إليه بإنزعاج
لكن سيهون كان جدياً بهذا الشأن،لم يتراجع رغم مرور ما يقارب الشهر، و من جسده الذي بدأ يفقد طاقته و وزنه فلا يبدو أنه يتناول أي شيئ سراً
____________
" مرحباً سيد كيم "
انحنت هانييل بخفة إلى السيد كيم حين مرت من أمامه لتصعد إلى غرفة جونغ إن كشيء اعتادته كما اعتاد عليه هو الآخر
"جونغ إن في الحديقة؟"
رفع عينيه نحو هانييل التي عادت بعد بضعة دقائق لتقف أمامه فهمهم بالنفي
"كنت في الحديقة للتو ولم يكن هناك"
" ليس في الأعلى أيضاً"
عقدت حاجبيها بإستغراب فأشار لها السيد كيم بإبتسامة
" قد يكون في الحديقة و لم ألحظ ذلك "
همهمت بتفهم و خرجت إلى الحديقة باحثة عن جونغ إن لكن لم يكن له أي أثر
" لم أتيتِ اليوم ؟"
التفتت تنظر نحو جونغ إن الذي بحثت عنه لدقائق طويلة فرأته قادماً من جهة البوابة الخارجية
" كنت فـ...في الخارج؟"
تساءلت بتفاجؤ لتنظر إلى البوابة التي يغلقها الحراس ثم أعادت عينيها نحو جونغ إن ،و من وجهه الشاحب حصلت على إجابتها بالفعل
"لم خرجت ؟"
اقتربت منه فأشاح بعينيه جانباً وهو يسير نحوها إلى أن وقف أمامها
" أردت تجربة ذلك"
ابتسمت بخفة لتومئ إليه
" هذا جيد"
رفعت كفها نحو رأسه لتُربت عليه فأمسك بيدها سريعاً قبل أن تلمس رأسه
"ماذا تفعلين ؟لست طفلاً"
"لم أقل أنك طفل"
رفعت كتفيها و التفتت لتعود إلى الداخل فلحق بها
"تبدو كحيوان شرس"
قهقهت بسخرية فضم جونغ إن شفتيه بحنق و أسرع بخطواته ليدفع كتفها بخاصته وهو يمر من جانبها
"إذاً ابتعدي عن وجهي قبل أن يفترسك هذا الحيوان الشرس "
" ياله من تعليق يُناسب ذوقي "
همست بنبرة عابثة ليرمقها بنظرة جانبية ثم تنهد حين مر من أمام جده
" ها قد وجدته "
هتف السيد كيم بإبتسامة واسعة فأسرع جونغ إن بخطواته إلى الأعلى محرجاً من أن يعرف جده بأمر خروجه
"كان في الخارج وحده "
أشارت هانييل إلى السيد كيم فوسع الأخير عينيه بعدم تصديق و وقف من مكانه سريعاً
"حقاً ؟"
أومأت تؤكد ذلك فقهقه السيد كيم بسعادة و سار نحو الدرج ليلحق بجونغ إن لكن سرعان ما عاد إلى غرفة المعيشة كي لا يحرج حفيده
____________
صوت ضحكات هيبا الصاخب كان يخترق أذني بيكهيون الذي يجلس على مقعد أمام طاولة الطعام حيث يضع حاسوبه هناك ليعمل في هدوء أفسدته زوجته
سحب شعره وهو يعيد مراجعة الملف للمرة الثالثة بسبب صوتها الذي أفقده تركيزه لكن مُجدداً فقد تركيزه فوقف من مكانه وهو يصفع الطاولة بإنزعاج و سار نحوها حيث تجلس على الأريكة بعشوائية
"هل يمكنكِ أن تخفضي الصوت قليلاً ؟أنا أحاول التركيز بعملي"
التفتت لتنظر إليه ثم لوت شفتيها و أعادت عينيها نحو التلفاز لتخفض صوته
"ليس التلفاز بل صوتكِ"
"هذا صوتي فماذا أفعل ؟"
رفعت كتفيها بلا مُبالاة فتنهد بعمق
" هيبا أنا أعمل لذا هل يمكنكِ أن.."
" أبي أنا مستعدة "
هتفت هارين وهي تركض خارج غرفتها فاستدارت هيبا لتجلس على الأريكة بركبتيها و اتكأت على مسند الأريكة بكفيها وهي تنظر إلى الصغيرة
" هل ستخرجان ؟"
مسّد بيكهيون جبينه حين تذكر الأمر و همهم بإيماءة بسيطة فابتسمت هيبا بوسع بينما ترسم خيالات حول قضاء الوقت الذي سيخرج به، عقلها بدأ يحسب الوقت الذي ستستغرقه في الخروج إلى المتجر و كذلك الوقت الذي ستستغرقه في تناول المُقرمشات التي ستُحضرها
عادت لتجلس في مكانها ببراءة زائفة وهي تضم شفتيها فضيّق بيكهيون عينيه بشك حتى جذبت هارين طرف قميصه المنزلي تحثه على تبديل ملابسه
التفتت هيبا لتنظر نحو باب المنزل حين دق الجرس ثم تابعت بعينيها تلك الصغيرة وهي تركض إلى الباب بحماس حتى فتحت الباب وهتفت
" سيهوني "
ابتسم المقصود و انحنى إلى مستواها فعانقته بينما بيكهيون خرج من غرفته وهو يرتدي المعطف بحاجبين انعقدا بإنزعاج
" ما الذي أتى بك إلى هنا بهذا الوقت ؟"
شهقت هيبا و وقفت من مكانها سريعاً لتصفع مؤخرة رأس بيكهيون
" كيف تتحدث بوقاحة مع صديقك الوسيم هذا؟"
أغلق بيكهيون عينيه بقوة ثم أعاد فتحهما ليرمق هيبا بحنق ،و لولا وجود ابنته لنتف شعرها منزعجاً من تصرفها و أنها السبب بأنه لم يكمل عمله بعد
" ألن تأتي معنا ؟"
تساءل سيهون بهدوء بينما يُشير إلى هيبا فنفت الأخيرة برأسها
" يمكنكم الإستمتاع بمفردكم و..."
"سنتناول المثلجات"
سيهون قاطعها بإبتسامة فعقد بيكهيون حاجبيه منزعجاً من صديقه
" سأرتدي معطفي"
هتفت هيبا بحماس و ركضت نحو الغرفة لتحضر معطفها ثم عادت لتتعلق بذراع بيكهيون
"هيا بنا"
"قلتِ لن تأتي"
همس بيكهيون وهو يسير إلى جانبها يتبع صديقه و ابنته التي تتحدث بحماس مع سيهون
" لم تخبرني أنكم ستتناولون المثلجات ،يا إلهي كنت أتساءل إن كنت فضائياً أنت و ابنتك فأي أحمق هذا لا يتناول الحلوى ؟"
أمسك بيكهيون وجنتيها بإنزعاج يوبخها بنبرة خافتة كي لا يلفت انتباه سيهون و هارين إليهما
"ألا يمكن أن تتحدثي بإحترام ؟"
"هذا صعب"
أجابته بكلمات بالكاد فهمها بسبب ضغطه على وجنتيها فرمق شفتيها بنظرة سريعة قبل أن يترك وجنتيها
" مزعجة "
أخرجت لسانها بلا مُبالاة تسخر منه ثم التفتت لتنظر إلى هارين التي تبدو كطفلة طبيعية
ارتفع طرف شفتيها بسخرية حين قهقهت الصغيرة ببراءة ثم هزت رأسها إلى الجانبين
" ماذا تريدون؟"
سأل بيكهيون فابتسمت هيبا بوسع
"أريد جميع النكهات"
وسّعت ذراعيها بحماس لينفي بيكهيون برأسه
"نكهة واحدة تكفي "
"أبي أنا أيضاً أريد ذلك"
هزت هارين قدميها في الهواء بطفولية فرمق بيكهيون هيبا بنظرة حانقة ثم مال نحو ابنته ليُربت على شعرها بلطف
" هارين صغيرتي لا يجب أن تُكثري من تناول المثلجات "
ضم سيهون شفتيه بإبتسامة حين تسللت هيبا من خلف بيكهيون و توجهت إلى طاولة الطلب
" ستُفلس اليوم"
همهم بيكهيون بعدم فهم لينظر إلى صديقه ثم التفت حيث أشار له سيهون بحاجبيه فرأى هيبا تقف خلف طاولة الطلب و عينيها تلتصقان بالثلاجة
" يا إلهي "
تنهد بيكهيون بعدم تصديق و سار نحوها بخطوات واسعة فعقد سيهون ذراعيه إلى صدره يبتسم بخفة بينما عيني هارين لاحقتا والدها بنظرات فارغة تخفي غضبها خلفها
"ماذا تفعلين ؟"
همس بيكهيون بإحراج ما إن وقف بجوار هيبا التي بدأت تُشير إلى البائع نحو النكهة التي ترغب بتجربتها فرفعت كتفيها بلا مُبالاة
"يا رجل أنا لست ابنتك لذا لا تفرض عليّ ما يجب تناوله بخارج المنزل أيضاً"
"لكن اتفاقنا كان أن..."
صوته كُتم حين أقحمت الملعقة بداخل فمه لينعقد حاجبيه بإنزعاج
"هل رأيتني أتناول الحلوى أو أي طعام غير صحي بمنزلك؟..."
عاد برأسه إلى الخلف بعدما أبعد فمه عن الملعقة و كاد يُجيبها لكنها اقتربت منه برأسها و أكملت بإبتسامة زائفة
"بالطبع لا، لكن في المقابل لم تهتم لما أتناوله أنا...في الصباح الباكر تعد الإفطار لطفلتك و تعد الغداء كذلك من أجلها لكنك لم تفكر في فعل المثل لي"
"لستِ طفلة"
رفع حاجبيه لتعبس ثم أشارت بحنق إلى البائع نحو نكهة أخرى و التفتت إلى بيكهيون
"لكنني لا أعرف كيف أعد الطعام، كانت هناك خادمة بمنزل جدتي و كذلك اعتدت تناول الطعام من الخارج كثيراً لذا هل تعتقد أنني قادرة على خدمة نفسي؟ "
فرّق بيكهيون بين شفتيه كي يجيبها فالتفتت نحو البائع لتسحب منه الملعقة و وضعتها بفمها بغضب ثم أخرجتها من فمها و أشارت بها إلى بيكهيون
" كل ما تفعله أنت و ابنتك هو التباهي بعلاقتكما دون احترام مشاعر فتاة يتيمة مثلي و وحيدة و قد تحملت كل ذلك لكن أنت لا ترغب حتى في السماح لي بتناول ما أريده لمرة واحدة"
لانت نبرتها حين ذكرت أنها يتيمة و معها انكسرت نظراتها بدرامية فقضم بيكهيون سُفليته بضيق
" لم...لم أعرف أن...أنا آسف"
تلعثم حين وضعت الملعقة فوق الطاولة و استدارت تُعطيه ظهرها
" انسى الأمر، لا أريد أي مثلجات بعد الآن "
تنهدت بإحباط لينظر بيكهيون إلى كتفيها حين ترهلا و التفتت بجسدها كي تعود إلى الطاولة فأمسك برسغها
" يُمكنكِ تناول ما تريدينه "
التفتت برأسها ببطئ كي تنظر إليه فتنهد حين رؤيته عبوسها و عينيها اللامعتين تنظران إليه بحزن
" لا بأس بتناول المثلجات "
تمتم و ترك يدها ليلتفت إلى البائع ثم تنهد مُجدداً قبل أن يُشير إليه بما يُريده بينما هيبا حرّكت عينيها معه بعبوس، في موقف آخر كانت لتبتسم بإنتصار لكنها لم تشعر بذلك
ربما حديثها الدرامي لامس مشاعرها الحقيقية دون أن تدرك
عاد بيكهيون إلى الطاولة ليضع علبة المثلجات أمام هارين فحركت الصغيرة ساقيها بسعادة
"أنت الأفضل"
رفعت ابهاميها إلى بيكهيون فبعثر شعرها بلطف ثم التفت إلى سيهون ليدفع نحوه علبة مثلجات تحمل ذات النكهات التي طلبها لهارين
" معدتي مضطربة قليلاً"
سيهون همس ليدفع العلبة نحو هيبا فرفعت عينيها نحوه
" يبدو أنكِ تُحبين المثلجات لذا تناوليها أنتِ "
ابتسمت بوسع لتسحب العلبة إليها فرمقت هارين علبة المثلجات الخاصة بسيهون بنظرة سريعة ثم أخفضت عينيها إلى علبتها في صمت
____________
مال جونغ إن برأسه عاقداً ذراعيه إلى صدره وهو ينظر إلى تلك الأوراق التي نثرتها هانييل على الأرض بعشوائية بينما تجلس بينهم على رُكبتيها تتبادل النظرات بينهم بتمعن
مال جونغ إن برأسه أكثر لينظر إلى وجهها ليبتسم بخفة حين رؤيتها تعقد حاجبيها بتركيز ثم مرر عينيه على جلستها حتى لمح جانب خصرها ظاهراً من فتحة بذلتها الأنيقة فجفل ثم تحمحم و أشاح بنظراته نحو الأوراق
"ماذا تفعلين ؟"
"أعمل"
انحنت أكثر نحو إحدى الأوراق و أكملت
"أختار التصميم المناسب ليكون القطعة الرئيسية"
همهم بتفهم ليميل برأسه أكثر
"ألا تخشين أن أسرق عملكِ و أقوم ببيعه ؟لستِ حذرة البتة"
تأتأ ساخراً فتوقفت عن التنقل بين الأوراق و رفعت رأسها نحوه، و بالرغم من المسافة القصيرة بينهما لم يبتعد جونغ إن برأسه و بقى بذات وضعيته برأسه يميل نحوها و عينيه تنظران إلى خاصتيها
تبادلا النظرات لبعض الوقت إلى أن ضمت هانييل شفتيها بقهقهة مكتومة فقلب عينيه
"إن تفوهتِ بما يدور في رأسكِ الآن سأطردكِ"
هددها و هو يقترب من سريره ثم جلس عليه بجانبية تاركاً قدميه تتدلى على الأرض و ظهره يتكئ على المسند بإهمال
"أنت من طرحت سؤالاً غريباً"
رفعت كتفيها فهمهم بلا مُبالاة ليلتزم الصمت تاركاً إياها تعمل في هدوء و عينيه تُراقبانها من الخلف
" لكن بجدية إن سرقتهم فـلمن ستبيعهم ومتى تعرفت عليه؟"
قهقهت بمزاح فسحب الوسادة و ألقاها نحوها لتضحك بخفوت حين ارتطمت بظهرها
" أصبحت مُغتراً بنفسك بعد خروجك وحدك من المنزل"
"هيا غادري غرفتي"
_____________
كانت سويون تقف خلف الطاولة في المقهى الصغير الذي تملكه، منشغلة بتنظيف ماكينة القهوة بعد انتهاء فترة الذروة، الأضواء الدافئة تنعكس على ملامحها الناعسة قليلًا، ورائحة القهوة تعبّئ المكان، مما منحها إحساسًا بالهدوء رغم تعب اليوم
عندما رنّ جرس الباب معلنًا دخول زبون جديد، رفعت رأسها بابتسامة تلقائية، لكنها سرعان ما تحولت إلى نظرة أكثر حنانًا عندما رأت كيونغسو يقف عند المدخل، يخلع معطفه الثقيل ويهزّ كتفيه، كأنه يحاول التخلص من برد المساء العالق به
"مقهى هادئ، صاحبة جميلة... أظن أنني سأصبح زبونًا دائمًا هنا"
قال بصوته العميق وهو يتقدّم نحوها بينما كانت هي تقاوم الابتسامة التي تشكلت على شفتيها
"ألم تملّ من المجيء إلى هنا كل يوم ؟"
سألته بمزاح، لكنها في أعماقها كانت تنتظر قدومه بفارغ الصبر
اقترب كيونغسو حتى أصبح أمامها تمامًا، ثم مال للأمام قليلاً مستندًا على الطاولة، محدقًا في عينيها وكأنها الشيء الوحيد الذي يودّ رؤيته بعد يوم شاق
"ولماذا أملّ؟ زوجتي تصنع أفضل كوب قهوة ، وأفضل مشهد يمكنني رؤيته بعد العمل هو أنتِ"
احمرّت وجنتاها، لكنها سرعان ما أدارت وجهها بخجل، متظاهرة بالانشغال بتحضير كوب من أجله
وضع كيونغسو يده تحت ذقنها، وأجبرها بلطف على النظر إليه مجددًا
"هل تعلمين كم أنتِ جميلة عندما تحاولين إخفاء خجلك؟"
سويون لم تجد ردًا، فكل ما استطاعت فعله هو دفع كوب القهوة إليه بسرعة، محاوِلةً كتم ابتسامتها
ضحك كيونغسو، ثم تناول الكوب وأخذ رشفة منه، ليغمض عينيه باستمتاع
"ممم... هذا طعمه يشبه تمامًا ما أحتاجه بعد يوم طويل"
قال بنبرة هادئة قبل أن ينظر إليها مجددًا، وعيناه تحملان دفئًا نحوها ، ثم أضاف بصوت منخفض
"رؤيتكِ تمدني بالطاقة "
_____________
( أحتاج إلى الحنان في حياتي)
(أفتقده بحق)
عبست هيبا وهي تنظر إلى هاتفها ثم تمددت على الأريكة وهي تنظر إلى التلفاز بملل
(ماذا حدث ؟)
رفعت هاتفها لتقرأ رسالة سوشيل التي بدت قلقة فتنهدت
( تلك العجوز كانت تهتم بي لكن هنا يتم تجاهلي)
(هل بيكهيون فعل شيئاً ما ؟)
سألت هانييل فرفعت هيبا عينيها نحو السقف لتنظر إليه قليلاً ثم أعادت نظراتها إلى هاتفها مرة أخرى
(بل ابنته)
(ماذا فعلت ؟)
أرسلت تشانسوك رسالتها مصحوبة بملصق عابس فركلت هيبا الهواء ثم استقامت بجلستها
(أريدها أن تعتني بي)
بقت الدردشة صامت لبعض الوقت حتى سألت تشانسوك
(عذراً ؟)
(هل فقدتِ عقلكِ؟)
هانييل سخرت منها لتومئ هيبا برأسها كأن الأخرى تراها
( أنا أغار من بيكهيون ،إنها تعتني به، تختار ثيابه وتعبث بشعره وهو يسرد لها أحداث يومه)
استنشقت ماء أنفها
(أريد أن يعبث أحدهم بشعري وهو ينصت إليّ)
( ماذا عن بيكهيون ؟لم يُزعجكِ؟)
سوشيل سألتها بإهتمام فعبست هيبا ثم فتحت المسجل لترسل رسالة صوتية
" قبل يومين خرجنا جميعاً مع سيهون لنتناول المثلجات و لأن بيكهيون لا يسمح لي بتناول أي شيء داخل حدود منزله فطلبت منه أن أحضر جميع النكهات فهل هذا أمر مستحيل؟"
هتفت بحنق نهاية حديثها ثم تنفست بعمق قبل أن تكمل
"رفض ذلك لذا كان يجب أن أخبره كم هو رجل ظالم لا يعتني بأحد سوى ابنته و قد توقعت أن يُلبي رغبتي بطلب جميع النكهات الموجودة لكن ذاك الأحمق طلب خمس نكهات فقط و اختارهم بنفسه و هذا كي لا يضر ابنته...أرغب بقتله هذا اللئيم"
ختمت حديثها بصراخ تجعدت اثره ملامح تشانسوك و سوشيل
عقدت سوشيل حاجبيها بخفة و مالت برأسها بتردد متسائلة
( هل تناول سيهون المثلجات؟)
" لا، كان مريضاً لذا أعطاني مثلجاته، ياله من رجل نبيل وليس كالأحمق القصير الذي تزوجت به "
تذمرت هيبا حين ذكرت بيكهيون بينما سوشيل شردت في الفراغ تُفكر في أمر سيهون
______________
أخفض سيهون صوت التلفاز ليتأكد إن كان ما سمعه هو صوت الجرس وقد تأكد من ذلك حين تردد صوته مجدداً بعد بضعة ثوانٍ فاستقام من مكانه ليفتح الباب
أدارت سوشيل عينيها في الأرجاء بتوتر ما إن ظهر سيهون من خلف الباب في حين رفع الآخر حاجبيه بتفاجؤ لرؤيتها ثم سرعان ما انعقد حاجبيه بقلق
"سوشيل! أنتِ بخير؟"
أومأت بتردد ثم بللت شفتيها و همست بخفوت
" هل ترغب في تناول العشاء؟"
همهم بتساؤل حتى استوعب ما قالته
"ااه...لم تسألين عن ذلك الآن؟"
أدارت عينيها نحو خاصتيه لتتبادل معه النظرات في صمت دام لحظات طويلة قبل أن تتنهد
" أحضر معطفك و لنخرج "
التفتت كي تعود إلى شقتها لتُحضر معطفها هي الأخرى فاستوقفها بنبرة هادئة يتساءل
"هل أنتِ قلقة عليّ؟"
ابتلعت ريقها ولم تلتفت نحوه فأكمل
" إن كان الأمر كذلك فلا تفعلي، لا أريد إجباركِ على شيئ...أنا بخير"
استدارت لتواجهه و حين فرّقت بين شفتيها كي تُجيبه قاطعها بذات هدوئه
" بدأت أعتاد الأمر ،وفي الواقع هو مريح لذا لا بأس"
ضمت سوشيل أناملها حتى قبضت عليها بقوة وهي تتبادل النظرات معه في صمت
تراجعت خطوة مترددة ثم اقتربت منه بضعة خطوات فتابعها بعينيه إلى أن وقفت أمامه
" لا هذا ليس مُريحاً ولا يُمكنك الاعتياد عليه بهذه السهولة، لقد فقدت طاقتك في وقت قصير بسببي "
ألقت حديثها دفعة واحدة فتبادل النظرات بين عينيها حيث ترتجف مُقلتيها بوضوح
"سيهون...توقف عن هذا رجاءً"
اهتزت نبرتها و بالكاد التقطت أذنيه كلمتها الأخيرة قبل أن تخفض رأسها لتخفي دموعها عنه فاقترب منها و برقّة أحاط جسدها بذراعيه ،مرر كفه بلطف على رأسها من الخلف و بين الحين و الآخر كانت تُغادره تنهيدة ثقيلة
" هل يمكنكِ على الأقل مشاركتي بما يُزعجكِ؟ "
همس بنبرة حنونة و ابتعد عنها قليلاً كي يرى وجهها، أمسك بذقنها بين أنامله ليرفعه كي تنظر إليه، و حين تلاقت نظراتهما مسح دموعها بظاهر سبابته و عينيها تتنقلان بين عينيها
" حين يتعلق الأمر بكِ لا أعرف ما الذي يُصيبني، أنا أحب أن أكون واضحاً و صادقاً بمشاعري لذا أخشى أن أجرح مشاعركِ دون قصد فهلّا ساعدتني لأفهم ما يحدث دون أن أسبب لكِ المزيد من الأذى ؟هممم؟ "
رفع حاجبيه بهمهمة متسائلة فانحرف جانبي شفتيها في عبوس
" لا...لا أشعر بالراحة لـ...للتحدث عن... الأمر الآن "
همست بتردد فهمهم سريعاً وهو يومئ
" لا بأس، حين تشعرين بأنكِ مُستعدة للتحدث سأكون هنا لأجلك لكن...على الأقل لنحاول معاً تحسين نظامكِ الغذائي ليس لأجلي أو لأجل أي شخص آخر بل من أجل مستقبلكِ...إن خسر جسدكِ قوته ستخسرين معه حلمكِ...لا أحد يستحق أن تخسري حلمكِ من أجله"
لاطف وجنتها بإبهامه فاستنشقت ماء أنفها بعبوس و أشاحت بوجهها جانباً ليبتسم
" سأتناول العشاء "
أعادت نظراتها نحوه بتردد لتستقر نظراتها على شفتيه الباسمتين
" لأنني لا أريد أن أكون مُزعجاً أكثر من ذلك لكن...عِديني أنكِ ستُفكرين في الأمر "
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top