18
Start
حرّكت تشانسوك عينيها بحذر بين جونغ إن و هانييل المقابلين لبعضهما بينما هي تجلس على مقعد يتوسطهما حول الطاولة بالحديقة
"لم أتيتِ إلى هنا؟"
سألت هانييل فجأة فجفلت تشانسوك لتنظر إليها قليلاً ثم تحمحمت و اعتدلت بجلستها بينما ترفع نظارتها بسبابتها و أجابتها
"أتيت للعمل كما أن جونغ إن صديقي...أنتِ ماذا تفعلين هنا ؟"
مالت برأسها بنهاية حديثها فقلبت هانييل عينيها و تكتفت
"جدتي مُجدداً "
ضمت تشانسوك شفتيها تزامناً مع تحريكها عينيها نحو جونغ إن ثم ضحكت ممازحة إياهما
"جدتي لديها نظرة ثاقبة ،أنتما متناسبين"
" مستحيل "
هتفا سوياً لينظرا إليها فرمشت عدة مرات و بتوتر قهقهت لتحمل حقيبتها وهي تقف من مكانها
"حسناً يجب أن أغادر "
كاد أن يقف جونغ إن كي يصطحبها إلى الباب لكنها أشارت له أن لا بأس ثم لوّحت إليهما قبل مغادرتها ،و ما إن غادرت التفت جونغ إن ليتبادل النظرات مع هانييل لعدة لحظات ثم تنهد و تكتف
"أظنني سأفتتح لكِ مكتباً هنا "
"تبدو فكرة رائعة "
قلبت شفتيها بإعجاب فرفع حاجبيه ساخراً
"كنت أمزح"
مالت برأسها نحوه و ابتسمت بجانبية
"مازالت فكرة رائعة"
قهقه بعدم تصديق وهو يشيح بنظراته إلى الجانب الآخر، و بعد دقائق معدودة غلّفها الصمت التفت إليها مُجدداً و تساءل
" هل تُعانين من مشكلة عاطفية أثرت على عقلك ؟"
رفعت عينيها نحوه لتنظر إليه قليلاً ثم قهقهت و مالت على الطاولة بجذعها بينما تسأل بمزاح
" لماذا ؟هل ستكون طبيبي النفسي ؟"
"سأوصي لكِ بطبيب أكرهه ،إن قدمتكما إلى بعضكما سيكون هذا أفضل انتقام منكما"
ضحكت لتعود بظهرها إلى الخلف لتقول بإبتسامة واسعة
"لسوء حظك حياتي مثالية أكثر مما تتخيل"
"و لهذا أنتِ مجبرة على التواجد معي هنا بدلاً من مزاولة عملكِ؟"
مال برأسه إلى الجانب قليلاً وهو يرفع حاجبيه بنبرة ساخرة فهمهمت بتفكير وهي تدير عينيها
" حسناً...ربما هذه مشكلتي الوحيدة"
رفعت كتفيها بلا مُبالاة فرمقها بنظرة هادئة لعدة لحظات قبل أن يومئ
" مشكلة واحدة قد تُعكر حياتك المثالية بأكملها "
" تقصد بذلك المشكلة التي تعاني منها أنت"
أشارت إليه بحاجبيها فتنهد بعمق ثم أدار عينيه إلى الجانب الآخر
" ما رأيك بالمساومة ؟سري مقابل سرك"
"أخبرتك من قبل...هذا ليس سراً لكننا لسنا مقربين لنتحدث بهذا الأمر "
قلبت شفتيها بعدم اهتمام ثم مالت بكفها فوق وجنتها حيث تتكئ بمرفقيها على الطاولة بإهمال
"سري ليس سراً أيضاً لكن غالباً ما تضع الصحف و الأخبار بهارات حارة فوق الأخبار لجذب الانتباه فلا تدري ماهو الحقيقة وما الكذب ؟"
أدار جونغ إن عينيه نحوها فابتسمت
" هل ترغب بالتحدث ؟"
تنهد بعمق و انفلتت منه قهقهة خافتة حين نفى برأسه
"هل يُمكنكِ التزام الصمت إلى أن تُغادري؟ "
زمت شفتيها في خط مستقيم ثم مالت برأسها على الطاولة و أغلقت عينيها ،لكن صمتها لم يدم طويلاً حين رفعت رأسها عن الطاولة و ابتسمت في وجهه ببراءة زائفة جعلته يُضيّق عينيه بشك
" اصنع لي كوب قهوة"
ابتسم بعدم تصديق ليرفع حاجبيه بتساؤل
" ألا تخجلين ؟"
" سأخجل لاحقاً أما الآن فأنا أرغب بكوب من القهوة كالذي صنعته سابقاً"
مال برأسه رافعاً حاجبيه فراقصت حاجبيها بعبث ليزفر ثم وقف من مكانه و توجّه إلى المطبخ كي يحضر القهوة لعله يتخلص من ازعاجها لبعض الوقت...لكن ما ان التفت ليضع الكوبين فوق بار المطبخ رآها تجلس على المقعد بينما ترسم دوائر وهمية فوق البار
فتح ماكينة القهوة ثم اقترب من البار ليقف مُقابلاً إلى هانييل و بسخرية تحدث
" يُمكنكِ الراحة كأنه منزلك"
"شكراً لك"
هز رأسه إلى الجانبين ما ان ابتسمت في وجهه كأنه لم يسخر منها للتو
" لم تحب العاب الفيديو؟"
"و لم قد أخبرك بذلك ؟"
نكزت صدره بسبابتها ليعقد حاجبيه
"ألا يمكنك أن تجيب سؤالاً دون المماطلة ؟"
"آنسة هانييل...نحن لسنا صديقين "
شهقت لتضع كفيها امام فمها تُخفيه لوهلة ثم مدت يديها لتُمسك بوجنتيه لكنه صفع يديها قبل أن تفعل
" انظر لهذا الصغير متى تعلم التحدث إحترام؟"
"أنا أحاول احترام أنكِ أنثى لذا هل يمكنكِ التزام الصمت قبل أن أفقد أعصابي ؟"
تحدث من بين أسنانه يُبدي انزعاجه فضمت شفتيها بإبتسامة ثم علّقت
" تبدو مثيراً و أنت منزعج"
"يا إلهي"
تمتم بتنهيدة عميقة ثم ابتعد عنها ليحضر القهوة، وضع كوباً أمامها ثم حمل خاصته و سبقها إلى الحديقة لتلحق به
وقفت بجواره أمام زهوره لتلمس أوراقها بإبتسامة فالتفت جونغ إن لينظر إليها من الجانب قليلاً قبل أن يسأل بهدوء
" كان مُدللاً ؟"
همهمت دون أن تلتفت إليه فابتسم بخفة ثم ارتشف القليل من كوب القهوة قبل أن يقول بذات نبرته الهادئة
"كنت أتساءل لم قد تخشى تشانسوك الرجال لكن أرى أن جميع من حولها مر بتجربة تجعلها تخشى البشر جميعاً"
قهقهت و التفتت إليه برأسها لينظر إليها مُجدداً
" لا رجاءً لا تُلقي باللوم علينا فهذه شخصية تشانسوك منذ الصغر، قبل حتى أن يخدعها زميلها و يسرق مشروعها بالجامعة "
" آه يا إلهي "
ابتسم بعدم تصديق فرفعت حاجبيها تؤكد ذلك و التفتا بعدها نحو زهوره ليلتزما الصمت من جديد حتى سأل جونغ إن يدّعي عدم الإهتمام
"الأمر سبب لكِ صدمة كأي دراما ؟...أقصد تلك العلاقة "
همهمت بتفكير ثم تأتأت بالنفي
" ليست صدمة لكن ربما جعلني أدرك الحقيقة.. "
توقفت لينظر إليها فالتفتت برأسها تُبادله النظرات ثم ارتشفت القليل من قهوتها قبل أن تكمل بثقة
"لن يقبل رجل بأن تكون حبيبته ناجحة "
قهقه بعدم تصديق ليهز رأسه إلى الجانبين
" تمتلكين نظرة سطحية مزعجة"
شرب هو الآخر من قهوته بإنزعاج واضح ثم أشاح بنظراته نحو زهوره
"إذاً...أخبرني بسرك"
"أخبرتكِ أنه ليس سراً لكن لا أرغب بالتحدث معكِ"
تمتم بهدوء فاقتربت منه برأسها مما جعله يجفل ليعقد حاجبيه منزعجاً من وجهها الذي بات قريباً من خاصته
" ماذا تفعلين ؟"
"صدقني إن تعرضت للإغتصاب فلن أحكم عليك ،بعد كل شيء أنت الضحية"
ضاقت عقدة حاجبيه ليدفع جبينها بسبابتها كي تبتعد عنه
" فكري قليلاً قبل أن تتفوهي بالهراء"
رفعت كتفيها بلا مُبالاة ثم رفعت كوب القهوة نحو شفتيها و تمتمت قبل أن ترتشف منه
" لم أجد سبباً آخر يجعلك تفقد وعيك لأن امرأة قامت بتقبيلك "
" مشكلتي لم تكن أن امرأة قامت بتقبيلي بل عدم احترام مساحتي الشخصية"
التفت بجسده نحوها منزعجاً يُبرر موقفه فهمهمت بإيماءة بسيطة ليزفر بعمق قبل أن يعود إلى وضعيته السابقة، لكن هذه المرة لم يدم الصمت طويلاً فقطعه جونغ إن مجدداً
" ماذا حدث ؟"
قهقهت كونه بدا فضولياً رغم ادعائه العكس
" قبل الزفاف بساعات معدودة و بأمر من والدته خيّرني بين التنازل عن الشركة و ضمها إلى أعمال والدته أو إنهاء علاقتنا"
عقد جونغ إن حاجبيه بينما هي قهقهت لتنظر إليه كما التفت إليها هو الآخر
"ثقته بنفسه كانت مضحكة"
" اخترتِ الشركة ؟"
"أليست الإجابة واضحة؟"
انحرفت شفتيها بعبوس بالكاد لمحه جونغ إن و أشاحت بنظراتها نحو زهوره تتجنب النظر نحوه كي لا يرى حقيقة ما تشعر به، لكن جونغ إن رأى بالفعل لمعة عينيها من الجانب حين أجابته تدّعي القوة
" قد يبدو الموقف الذي وُضعت به سيئاً لكن لا تنظر لي بشفقة...لقد تخطيت الأمر بالفعل"
خفتت نبرتها نهاية حديثها ،و حين اعتقدت أنه لن يقطع الصمت هذه المرة خالف توقعها حين قهقه و عينيه تنظر إلى زهوره
"عائلتينا أعداء...استغلتني و حاولت قتلي"
قلب عينيه نهاية حديثه فالتفتت هانييل تنظر إليه بعدم تصديق حينها أشار بعينيه إلى الأسفل قليلاً
" تركت لي ندبة تُذكرني بالأمر دائماً"
"هذا أسوأ"
علّقت ثم رفعت كوب قهوتها نحوه ليضرب خاصته به بخفة و التفتا نحو زهوره بعدها
وقفا هادئين قليلاً ثم ضحكا بخفوت لينظرا إلى بعضهما
______________
جلست تشانسوك خلف مكتبها ما ان عادت من مكتب مُديرتها فتوجهت إليها النظرات جميعها لتبتلع ريقها بتوتر
حرّكت عينيها نحو مكتب تشانيول لكنه لم يكن هناك فقضمت سُفليتها بعبوس ثم حركت عينيها نحو حاسوبها تحاول تجاهل همسات الجميع حتى شعرت بركلة قوية على مقعدها من الأسفل فالتفتت تنظر إلى الفاعل
كانت فتاة من قسم آخر لذا هي كانت واثقة أنها أتت لتوبيخها كما يفعل الجميع منذ الصباح
"كيف حصلتِ على المقابلة ؟"
" لا يهم كيف حصلت عليها و لكن لمَ لمْ تشارك تشانيول معها ؟لقد ساعدها كثيراً وهي لم تهتم سوى لنفسها"
هتفت إحدى الفتيات من فريق تشانيول لتتنهد سوهيون بإنزعاج ثم أشارت إلى تشانسوك
" أنتِ تسعين دائماً إلى التفوق على تشانيول لذا تركتِ كل شيئ و بحثتِ خلف كيم جونغ إن لأن تشانيول لم ينجح بالتوصل إلى إتفاق معه...أنتِ لئيمة "
" أنا لم أقصد هذا "
تمتمت تشانسوك بتبرير لترفع نظارتها بتوتر حين استقامت سوهيون من مكانها و سارت نحوها ،لكن خطوات الأخيرة توقفت ما إن رأت تشانيول يدخل إلى المكتب بعد أن عاد من الخارج
" ماذا يحدث ؟"
تبادل النظرات بينهم بإستغراب حتى وقعت عينيه على تشانسوك فأنزلت عينيها بعبوس
" أخبرتك من قبل أن لا تُساعدها...إنها لئيمة"
الفتاة بنهاية حديثها أشارت نحو تشانسوك لتنظر إليها تشانسوك بأعين لامعة
"تشانسوك ؟ماذا حدث ؟"
رفع حاجبيه بعدم فهم و اقترب من تشانسوك ليميل برأسه نحوها كي ينظر إليها فأشاحت بنظراتها إلى الجانب الآخر
اقتربت سوهيون لتُمسك بذراعه بمواساة فاستقام بجذعه و التفت برأسه كي ينظر إليها
" ألم ترى مُقابلتها مع كيم جونغ إن ؟لقد نشرتها هذا الصباح و لم يعرف أحد بأنها ستلتقيه...لا أحد بفريقها عرف بذلك"
أشارت إلى فريق تشانسوك الواحد تلو الآخر فهمهم تشانيول بعدم فهم
" رأيتها...كانت رائعة"
دفع سوهيون بعدم راحة ثم اتكأ بكفه على مكتب تشانسوك لينظر إلى الآخرين
" لا نُخبر بعضنا عن أي عمل غير مشترك فما الذي يجعلها لئيمة ؟لا أفهم ما المشكلة هنا؟ "
" لقد فعلت هذا لتتفوق عليك و لـ..."
"مهلاً، مهلاً"
قاطع سوهيون بقهقهة غير فكاهية وهو يشير إليها بكفه أن تتوقف
" نحن نعمل معاً...جميعاً بجريدة واحدة نجاحها يعني نجاح الجميع و ان طالتها مشكلة سيقع الجميع في ورطة، لا أحد بحاجة إلى التفوق على الآخر "
تنهد ليُمسد جبينه بإنزعاج
" و ما تفعلونه الآن مزعج و مهين بالنسبة لي فلست طفلاً لتدافعن عني...هذا ان كان لي حق فيما تقولونه، إن كنتم تغارون من تشانسوك فلا تقحموني بهذا الأمر ؟"
دار حول المكتب ليجلس على مقعده ثم وضع السماعات بأذنيه يتجاهل الآخرين فمالت تشانسوك تخفي دموعها خلف شاشة حاسوبها و لم تلتفت إلى الآخرين كي لا ترى نظراتهم الحانقة بعدما اتهمهم تشانيول بالغيرة منها
صعد تشانيول ليجلس على السور بجوار تشانسوك فالتفتت برأسها إلى الجانب الآخر و رفعت كفها الحرة تمحو بها دموعها بعشوائية
"لم تبكين ؟"
سأل بقلق ليميل برأسه كي ينظر إليها لكنها أخفضت رأسها تتجنب النظر نحوه
"هل هذا بسبب ما قاله زُملائنا ؟"
"آسفة"
همست بنبرة مختنقة ثم استنشقت ماء أنفها فهمهم بعدم فهم لتنظر إليه بتردد و سرعان ما أخفضت عينيها عن خاصتيه
" لقد اتفقت مع جونغ إن قبـ...قبل أن نصبح صديقين لكنني لم أخبرك لاحقاً بعد أن أصبحت صديقي ...إنهم مُحقين كنت لئيمة معك و فكرت بنفسي فقط "
" لا تبكي "
همس بلطف و رفع كفه نحو وجنتها ليمحو دموعها بإبهامه ثم تنهد بعمق
" لا أعرف ما خطبهم و من أين ظهرت تلك الشائعة بأنني حاولت التواصل مع جونغ إن و رفض "
قهقه نهاية حديثه فاستنشقت ماء أنفها لترفع عينيها الدامعتين لتنظر إليه قليلاً ثم تساءلت بتردد
"ألست غاضباً ؟"
"و لم قد أفعل ؟"
رفع كتفيه بعدم فهم لتُتابع بعينيها كفه التي ارتفعت لتُربت على رأسها
" أنا سعيد لما قاله جونغ إن ،و سعيد أيضاً أنه قام بتلك المقابلة معكِ أنتِ"
قلبت شفتيها بعبوس ليتنهد بعمق و أشاح بعينيه جانباً لعدة لحظات قبل أن ينظر إليها مُجدداً
" أتعرفين فيم فكرت حين قرأت المقابلة ؟"
رفعت نظارتها لتنمو ابتسامة تلقائية على شفتيه
"كنت مُمتناً أن الأسئلة لم تكن شخصية و لم تهتمي بجذب الانتباه عن طريق ذكر تلك الحادثة لذا فكرت أن لا أحد آخر مناسب لإجراء مقابلة كهذه مع جونغ إن سواكِ "
همهم ليرفع كتفيه
"لم أشعر بشيء سوى السعادة لذا أنا حقاً لا أفهم تلك الدراما التي افتعلوها بالمكتب...الغيرة ستقتلهم"
"لم سيغارون مني ؟"
محت دموعها بعبوس فمال برأسه بإبتسامة و لاطف وجنتها بإبهامه لتبتلع ريقها و لعدة لحظات كتمت أنفاسها بتلقائية حتى ابتعدت يده عن وجهها
" لأنكِ تهتمين لعملكِ و...لأنكِ لطيفة و جميلة "
جفلت تشانسوك لتنظر إليه فتحمحم و تحرك في مكانه بعدم راحة قبل أن يضحك بتوتر يمازحها
"هل الكيمباب بنكهة الدموع لذيذ؟"
عبست تدّعي الانزعاج ثم دفعت نحوه علبة الطعام ليبتسم
مال برأسه لينظر إلى العلبة الصغيرة بجيبه ثم أخرجها من جيبه و وضعها على السور بجانب تشانسوك
"هذه لكِ"
رمقت العلبة بنظرة سريعة قبل أن ترفع عينيها نحوه فتحمحم ليدّعي اهتمامه بالطعام بينما يتجنب النظر نحوها
" كان لدي لقاء هذا الصباح مع صانع للقلائد اليدوية و هذه ذكرتني بكِ لذا..."
رفع كتفيه وهو يدير عينيه فحملت تشانسوك العلبة كي تفتحها ليسترق تشانيول النظر إليها من الجانب
مررت تشانسوك عينيها على القلادة الرقيقة تحمل شكل كرزتين صغيرتين لتبتسم بخفة ثم التفتت إلى تشانيول ليشيح بنظراته بعيداً عنها
" لمَ...تُعطيني هذه؟ "
" أخبرتكِ أنها ذكّرتني بكِ"
استدار بجسده ليقفز من فوق السور ثم نفض ثيابه
" تشانيول"
همهم بينما يرفع حاجبيه و التفت إليها بتساؤل
"شكراً لك و آسفة لأنني كنت أنانية"
همهم بالنفي ثم اقترب منها ليُربت على رأسها بإبتسامة لطيفة
" لستِ كذلك"
همس بخفوت و عينيه تتابع حركة كفه على رأسها بينما عينيها كانتا تنظران إلى وجهه القريب، و معدتها أخذت تنكمش بشعور محبب غير مألوف لتشانسوك
____________
" سنبقى الليلة بمنزل جدي لذا رجاءً ليس هناك داعٍ لمناقشة أي أمور نسائية و لتكونا هادئتين"
تحدث بيكهيون بهدوء لم يخفي سخريته من هيبا و هارين فتبادلتا النظرات ثم التفتتا إلى بيكهيون و ابتسمتا ببراءة زائفة
"أحسنتِ أميرتي"
انحنى نحو هارين ليُقبّل جبينها لتنظر إليه هيبا بجانبية ثم أبعدت عينيها عنه حين استقام بوقفته لينظر إليها
" هيبا "
" فهمت"
دفعت كتفه بخاصتها لتسبقه إلى السيارة فأغلق عينيه بقوة يحاول الحفاظ على هدوئه ثم أعاد فتح عينيه و أمسك بكف هارين ليخرجا من المنزل
____________
" كلما سألت عن ما حدث بينهما أحصل على الإجابة نفسها...أمور نساء ؟بجدية متى أصبحت هارين من النساء ؟و تلك الوقحة الصغيرة هي الأخرى مازالت طفلة"
هتف بيكهيون بعدم تصديق وهو يجلس على السرير مُتربعاً يعانق الوسادة إلى صدره، جونغ إن و تشانيول ضحكا دون أن يلتفتا إليه حيث كانا مشغولين باللعب
كيونغسو اكتفى بقهقهة خافتة بينما سيهون الذي يجاوره على الأريكة كان هادئاً لا يعطي أي ردة فعل
" من الجيد أن كيونغسو لم يعلق معها أو كان سيقتلها بلا شك"
جونغ إن قهقه بمزاح ليدفعه تشانيول من كتفه
" ألا ترى كيف يبدو عزيزنا كيونغسو سعيداً و لطيفاً ؟"
" هذا لأنه غارق بالحب، الجميع يقع بالحب و يعترف بينما تشانيول لايزال يسترق النظر خلسة إلى تشانسوك "
ضحك كيونغسو على حديثهما ثم سحب وسادة من خلفه و ألقاها نحوهما فارتطمت برأس جونغ إن
" هذا هو اللطيف؟ "
علّق جونغ إن بسخرية ليضحك تشانيول ثم أوقف اللعبة و التفت إلى أصدقائه بجسده
"لا أريد التسرع بعلاقتي مع تشانسوك لذا أنا حذر و بالرغم من ذلك...هذه المرة قد اتخذت خطوة جدية نحوها لذا توقف عن السخرية مني أيها الأحمق "
لكم كتف جونغ إن ثم أكمل
"البارحة لمّحت إلى تشانسوك بمشاعري نحوها "
عقد جونغ إن حاجبيه بخفة و التفت هو الآخر نحو أصدقائه ليتبادل معهم النظرات
"حقاً ؟و ماذا حدث ؟لا أظنك ستبقى هادئاً هكذا إن كانت حقيقة "
لوى تشانيول شفتيه بعبوس ثم أشار بيديه بعشوائية يشكو حبيبته إليهم
"أعطيتها قلادة لكن لا يبدو أنها فهمت التلميح "
" أيها الأحمق ظننتك تتحدث بجدية "
تنهد جونغ إن ليدفعه فعبس تشانيول و ابتعد ليجلس على السرير بجوار بيكهيون
"أنا أتحدث بجدية ،كانت قلادة كرز فكيف لم تفهم التلميح ؟"
"و ما التلميح بالقلادة ؟"
عقد كيونغسو حاجبيه بعدم فهم فهمهم بيكهيون هو الآخر بتساؤل
"كانت قلادة كرز ؟"
أجابهم تشانيول بنبرة تميل إلى التساؤل وهو يتبادل النظرات بينهم
"لا تقولوا أنكم لا تفهمون التلميح أيضاً"
وسع عينيه بعدم تصديق فأشار إليه كيونغسو
" انسى أمر التلميح ،ماذا فعلت هي ؟"
"أظنها اعتقدت أنها مجرد هدية من صديق"
"ربما لأن الأصدقاء يتبادلون الهدايا كأمر طبيعي ؟"
تكتف جونغ إن رافعاً حاجبيه بسخرية لينظر إليه تشانيول
" لكنها قلادة كرز...اتخذت هذه الخطوة المحرجة و بالنهاية لم تفهم التلميح "
" صدقني لا يوجد ماهو محرج أكثر من أفكارك، ما التلميح بالكرز أيها الأحمق ؟"
قهقه جونغ إن بعدم تصديق فتأتأ تشانيول هو الآخر مصدوماً
"كيف لا تفهمون ذلك ؟سيهون أنت تفهم أليس كذلك؟"
التفت نحو سيهون نهاية حديثه لكن المقصود بدا شارداً فضم تشانيول شفتيه ،و الواحد تلو الآخر التفتوا نحو سيهون حين لم يقل شيئاً
" أنت بخير ؟"
كيونغسو ربت على فخذ صديقه يتساءل بإهتمام فجفل سيهون لينظر إليه قليلاً ثم همهم كإجابة
" سوشيل لم تتحدث معك حول ما حدث؟"
جونغ إن تساءل بجدية لينظر إليه سيهون قليلاً ثم نفى برأسه
"تجاهلتني في البداية ثم بدأت تتصرف و كأن شيئاً لم يحدث بيننا "
" ربما أنت بحاجة لتعتذر منها ،للأسف قد يكون جونغ إن مُحقاً و هي قلقة أن يؤثر هذا على انضمامها إلى الفريق "
بيكهيون تحدث بحذر ليتنهد سيهون بعمق
"الأمر ليس كذلك"
غادرته تنهيدة أخرى عميقة ثم مال بجذعه إلى الأمام عاقداً أنامله معاً
" في كل مرة رفضتني بها ألقت اللوم على نفسها و ليس أنا...ربما تعتقدون أنني أقول ذلك لأنني معجب بها و أرفض تقبل حقيقة رفضها لي لكن الأمر ليس كذلك أبداً"
تجعدت ملامحه بضيق واثقاً من حديثه فتبادل الآخرين النظرات
"سيهون.."
همس تشانيول بحذر فقاطعه جونغ إن بهدوء
" سيهون محق فالأمر لا يتعلق به "
رفع سيهون عينيه نحو جونغ إن كما التفت إليه الآخرين فوضّح
" المشكلة لها علاقة بإنفصالها عن حبيبها السابق وليس سيهون كما أنها ليست فتاة قد تسمح لرجل لا تمتلك نحوه أي مشاعر أن يقوم بتقبيلها بالإضافة إلى أن سيهون لا يخلط بين حياته الخاصة و العملية فـهيجين مازالت جزءاً من فريقه رغم انفصالهما لذا لا أظن أن هذا ما يخيف سوشيل "
"من أين لك هذه الثقة؟"
رفع كيونغسو حاجبيه بإستغراب فرفع جونغ إن كتفيه و أخفضهما بحركة سريعة
"لست واثقاً لكن تشانسوك من قالت ذلك و أرى حديثها مقنعاً فسوشيل لم تُقبّل سيهون في الحانة أليس كذلك ؟"
أشار بعينيه نحو سيهون نهاية حديثه فالتزم سيهون الصمت لعدة لحظات قبل أن يُهمهم بخفوت كإجابة
"أراك أصبحت مُقرباً من تشانسوك"
حكّ تشانيول مؤخرة رأسه لينظروا إليه فعلّق بيكهيون ممازحاً
" أتشعر بالغيرة ؟"
" أعرف أنهما صديقين لذا لا أشعر بالغيرة أبداً "
ضم تشانيول قبضتيه في الهواء وقهقه بصوتٍ عالٍ مهزوز يُبدي كذبته و مدى شعوره بالغيرة
"أنا من سألتها لذا أخبرتني بذلك "
جونغ إن برر ثم أعاد نظراته إلى سيهون الذي بدا على وجهه الضيق حين ذكر جونغ إن سبب رفض سوشيل له
" لا تقلق فلا يتعلق الأمر بمشاعرها نحوه لكنه خانها مع صديقتها"
ضم كيونغسو شفتيه ليخفض عينيه نحو الأرض بعدم راحة ليتنهد جونغ إن حين لاحظ ذلك كما لاحظ الآخرين
"لم يوجد الكثير من الخونة حولنا ؟"
تشانيول تكتف بغضب طفيف ثم زفر منزعجاً ليعلّق
" بالطبع أمر كهذا سيُفقدها ثقتها بنفسها و بمن حولها "
"فكرت في ذلك لذا ربما معرفة ما حدث بينها وبين حبيبها السابق قد يُساعد سيهون في معالجة المشكلة"
رفع جونغ إن كتفيه ببساطة
" لكن تشانسوك لا تعرف ما حدث ،لا أحد يعرف سوى هيبا و يبدو أمراً سيئاً"
أشار جونغ إن نحو بيكهيون نهاية حديثه فتوجهت الأنظار نحو الأخير فاستقام جذعه بتفاجؤ
" لا أرغب بالتدخل في خصوصيات سوشيل "
سيهون تحدث بهدوء رافضاً الفكرة قبل طرحها فأشار له تشانيول
"أنت لا تتدخل في خصوصيتها لكنك تحاول مساعدتها لأنك تحبها "
" تشانيول مُحق، هذا أفضل من أن تكون لديها مشاعر نحوك ترفض الإعتراف بها بسبب الخوف من تكرار الأمر"
رفع بيكهيون حاجبيه نهاية حديثه يؤكد موافقته لما قاله تشانيول
"و هل ستقبل تلك المزعجة أن تخبرنا بما حدث ؟"
تساءل كيونغسو يُبدي انزعاجه من ذكر هيبا فالتفتوا جميعاً نحو بيكهيون عدا سيهون الذي اكتفى بتنهيدة عميقة لينظر في بقعة عشوائية...بعد كل شيئ سيتجاهلون حديثه
"لم تنظرون إليّ كُلما ذكرتم أمرها ؟"
تمتم بيكهيون وهو يتبادل النظرات بينهم
" لا تفكروا في أنها ستُخبرني بالأمر ،ألم تسمعوا حديثي قبل دقائق ؟"
مال جونغ إن برأسه و لم تبتعد أعينهم عن بيكهيون ليتنهد الأخير بعمق
___________
" صممته بنفسي العام الماضي لم أرتديه سوى مرة واحدة لأن وزني زاد بعدها لذا هو بحاجة لبعض التعديلات"
قهقهت هيبا و هي تشير إلى فستان صممته لنفسها فابتسمت سويون بخفة لتسترق نظرة نحو وجه الأخرى فهيبا تبدو راضية تماماً عن كُلاً من أعمالها الخاصة و كذلك جسدها
رفعت هيبا عينيها لوهلة نحو الدرج حين لمحت ظلاً لحركة هناك ثم أعادت عينيها نحو الهاتف بعد أن تعرفت على أصحاب ذاك الظل و لم يكن سوى زوجها المزيف و أصدقائه
"هذا مكانه المتحف لذا أخشى لمسه"
نثرت هيبا شعرها بغرور بينما تشير إلى فستان آخر فلاحظت اقترابهم منها وهي تحرك رأسها إلى الجانبين لتتوقف ،ضيّقت عينيها وهي تنظر إليهم ثم حركت عينيها نحو سويون
"هل ينظرون إلي أم أنني أتخيل ؟"
حكّت هيبا رأسها وهي تميل نحو سويون بإبتسامة متوترة ثم رفعت عينيها نحو أولئك الرجال كما التفتت سويون إليهم
كانت أعينهم جميعاً موجهة نحو هيبا كما خطواتهم تقترب منها هي بوضوح فهمهمت سويون بإستغراب
"ينظرون إليكِ"
أكدت بإيماءة بسيطة من رأسها لتتابعهم بعينيها حتى وقفوا أمام هيبا ،جونغ إن وقف بجوار الأريكة التي تجلس عليها هيبا بينما سيهون وقف خلفهم واضعاً كفيه بجيوب بنطاله
"لم أكن أتوقع أن تكون نظرات مجموعة من الرجال الوسيمين لي مخيفة هكذا"
قهقهت بمزاح لترفع عينيها نحو بيكهيون حين مال نحوها فأدارت عينيها وهي تهمس ببراءة
"لم أفعل شيئاً"
"نرغب بسؤالكِ عن أمر ما"
تحدث بجدية لتتبادل النظرات بين عينيه ثم دفعت صدره بسبابتها بتوتر
" حسناً لكن من بعيد فهذه المسافة ليست آمنة "
تنهد بيكهيون و استقام بجذعه ليقلب كيونغسو عينيه و تكتف فمالت سويون برأسها من خلفهم بإستفهام ،و بلطف ابتسم تشانيول متسائلاً
" نرغب بمعرفة ما حدث بين سوشيل و حبيبها السابق ،كيف انفصلا ؟"
ضيّقت عينيها تستوعب ما قاله ثم انقلبت نظراتها إلى أخرى غاضبة لتهتف بغضب
"ذاك الـ..."
تفوهت بالعديد من الألفاظ القذرة ليضم تشانيول شفتيه في حين جعّد جونغ إن ملامحه
انحنى بيكهيون نحوها سريعاً ليمسك بمؤخرة رأسها بكف بينما كفه الأخرى كانت تلثم فمها لعلها تتوقف لكن همهماتها المكتومة أسفل كفه لم تهدأ
"من أين تأتي بهذه الألفاظ ؟"
همس تشانيول بصدمة بينما بيكهيون كان ينظر إلى عينيها برجاء كي تهدأ لكنها لم تفعل، بدت منفعلة و غاضبة أكثر مما تخيلوا أن تكون
"اقتلوها فحسب"
التفتوا إلى كيونغسو الذي تحدث بلا مبالاة كما نكزته زوجته كي يصمت فبرر
"إنه الحل الوحيد لتصمت "
تنهد بيكهيون و أعاد نظراته نحو هيبا التي بدأت تهدأ تدريجياً بإرهاق فتبادل النظرات مع عينيها الغاضبتين قبل أن يهمس بنبرة هادئة حنونة كأنه يتحدث مع ابنته
"كوني فتاة جيدة ولتبقي هادئة"
عقدت حاجبيها لتخفض عينيها حيث كفه الذي بدأ يسحبه بحذر ثم تكتفت بحنق
" لم تسألون عن ذاك السافل ؟"
رفعت عينيها نحو سيهون الذي بدا هادئاً غير مهتم لما يحدث
"من أجلك أنت أليس كذلك؟"
رفع عينيه نحوها دون إجابة فقهقهت بعدم تصديق
" كدت أنسى أنكما لا تتواعدان بسبب نظراتكما و انسياقها خلفك كأنها زوجتك"
هزت رأسها إلى الجانبين ثم تكتفت حين أشاح بعينيه بعيداً عنها
"سيهون يرغب بالتقرب من سوشيل فهي رفضته لذا ..."
"رفضته ؟"
هيبا وسعت عينيها تقاطع تشانيول ثم أطلقت 'ها' عالية أفزعتهم
"تلك الحمقاء هل رفضتك ؟لماذا ؟لا تقل أنه بسبب ذاك الأحمق لأنني سأذهب لأقتله و أكسر رأسها "
رفعت قبضتيها وهي تقف من مكانها بإنفعال فأغلق بيكهيون عينيه حين ارتطمت بصدره ثم تنهد ليُمسك كتفيها بلطف
"اهدئي"
رمقته بنظرة جانبية ثم تحمحمت و هزت كتفيها كي يتركها ففعل ذلك
" هناك العديد من الطرق للتقرب من سوشيل فهي أكثر بساطة مما تتخيل فكل ما عليك فعله هو أن تكون صادقاً بمشاعرك و لتكن حريصاً على أن لا تجرح مشاعرها فهذا لصالحك لأنك ستضطر إلى مواجهتي..."
أشارت بحاجبيها إلى سيهون بتحذير ثم ابتسمت بتهديد بدت مخيفة حينها
"لن أخبرك بأي شيئ يخص ذاك السافل لكن ما سأخبرك به أنني كدت أقتله لو لم تخلّصه الشرطة من يداي "
دفعت كتف بيكهيون بخاصتها و سارت نحو الأعلى بخطوات واسعة ليتبادل الآخرين النظرات فأومأ جونغ إن يؤكد أنها لم تكن تمزح
"تشانسوك قالت ذلك"
تأوه بألم لينظر إلى تشانيول الذي قرص باطن ذراعه فقلب الأخير شفتيه بعبوس عاجز عن إخفاء غيرته
" لم أتوقع ذلك لكن هذه الصغيرة أعجبتني"
التفتوا نحو كيونغسو فرفع كتفيه ببساطة
"رفضت إفشاء أمر يخص من تحب و هذا...جيد و ان لم يكن ما نريده "
أومأ تشانيول يوافقه فأشار جونغ إن إلى سيهون
" على الأقل ليس سيهون وحده من يظن أن سوشيل تبادله مشاعره"
همهم بيكهيون لينظر نحو الدرج حيث صعدت هيبا قائلاً بهدوء
" لتكن إشارة بأن لا يستسلم حتى و إن كان لا يعرف ما حدث معها"
تنهد سيهون بعمق ليهز رأسه إلى الجانبين
"ما كان يجب أن تتحدثوا معها، هذا غير مريح"
_____________
مال بيكهيون يضع قُبلة طويلة على جبين هارين ثم خرج بحذر من غرفة جده حيث أصر الأخير على انضمام هارين إليه بالغرفة
فتح باب غرفته و أطل برأسه من خلفه ليجفل حين تقابلت عينيه مع خاصتي هيبا التي لم تنم بعد...و كما يبدو مازالت غاضبة فتنهد بعمق قبل أن يدخل بينما هي استدارت لتنام على جانبها الآخر
" لا يُمكنكِ النوم؟"
تساءل بهدوء و اقترب ليستلقي على الطرف الآخر من السرير فاستدارت بجسدها كي تُقابله و ضمت كفيها أسفل رأسها كوسادة كما فعل بيكهيون
"أفسدتم مزاجي ما كان يجب أن تذكروا ذاك السافل لأنني بكل مرة أتذكره أندم على عدم قتله"
انفلتت من بيكهيون قهقهة خافتة لينظر إليها بأعين ناعسة فعقدت حاجبيها بإنزعاج
"لا تضحك فأنا لا أمزح"
ضم شفتيه و أغلق عينيه لعدة لحظات ثم أعاد فتحهما
" في الواقع...سيهون لم يرغب بمعرفة ما حدث ،كنا نحاول مساعدته فقط...إنه معجب بسوشيل "
بيكهيون برر لصديقه فقلبت هيبا شفتيها
" هذا واضح و ما يزعجني أن إعجاب سوشيل به واضح فما خطبها هذه الحمقاء ترفضه بسهولة ؟"
استقامت بجذعها و تربعت بإنزعاج لتعقد ذراعيها إلى صدرها فاستقام بيكهيون بكسل و جلس مقابلاً لها
" إنه رجل ناجح ،طويل و وسيم كما أنه معجب بها وهي معجبة به فلماذا قد ترفضه ؟"
عقدت حاجبيها غاضبة من سوشيل فابتسم بيكهيون بخفة
" ماذا فعل حبيبها السابق لتحاولي قتله ؟"
"لقد...."
هتفت بإنفعال وهي تشير بكفها بعشوائية لكن سرعان ما استوعبت الموقف و أشارت إلى بيكهيون بسبابتها
" فهمت ما تحاول فعله "
ارتفع حاجبي بيكهيون دون أن يمحو ابتسامته فضيّقت عينيها
"حتى و إن قدمت لي أكبر بيتزا في العالم فلن أخبرك لذا لا تحاول "
"يا إلهي،هذا أمر كبير"
شهق بتفاجؤ زائف ثم قهقه حين أومأت ليُبعثر شعرها قبل أن يستلقي مُجدداً
" لطيفة"
نفخت وجنتيها ثم تحمحمت و ألقت بجسدها على السرير بينما تمسح على الغطاء بخجل إلى أن سمعا صوت طرق خفيف على الباب تلى ذلك صوت المقبض كأن شخصاً يحاول فتحه
" من هذا؟ "
همست لينظر إليها بيكهيون ثم التفت ينظر إلى الباب
"هل جدك أتى ليتأكد أننا معاً ؟"
سألت بغباء فتوسعت أعين بيكهيون ثم التفت لينظر إليها ،تبادلا النظرات لعدة لحظات حتى فُتح الباب فتعانقا سريعاً و أغلقا أعينهما يدّعيان النوم
مرت بضعة ثوانٍ صامتة إلى أن سمعا صوت الباب يُغلق بخفة فانتظرت هيبا ثوانٍ أخرى قبل أن تفتح عينيها بحذر فقابلتها أعين بيكهيون التي تنظر إليها في هدوء ليتبادلا النظرات
"هل خرج ؟"
همست هيبا فاسترق بيكهيون نظرة نحو شفتيها القريبتين من خاصتيه ليبتلع ريقه وهو يضم شفتيه ثم همهم بخفوت
"هل أبتعد ؟"
همست مُجدداً ليتبادلا النظرات بصمت وتّرهما فقضمت هيبا شفتيها و كادت تتغزل بعينيه لولا رؤيتها رأساً تظهر تدريجياً من خلف بيكهيون
ارتفعت عينيها مع تلك الرأس حتى تقابلت عينيها مع أعين هارين ،
شعرها الطويل يُغطي وجهها ولا يبدو منه سوى عينيها اللتان ترمقانها بغضب
صرخت هيبا بفزع لتدفع بيكهيون سريعاً فوقع أرضاً ليتأوه بألم
"ماذا فعـ..."
صاح بيكهيون بإنفعال و هو يستقيم بجذعه عن الأرض لكن هذا الرجل الغاضب تحول إلى شخص آخر حين لمح طفلته تقف بجانبه
"اوه هارين..."
همس بلطف و رفع ذراعيه يُشير إليها بأن تقترب منه ففعلت ذلك لتميل برأسها على كتفه
"حظيت بكابوس"
"ماكرة صغيرة"
هسهست هيبا من بين أنفاسها فمتى ذهبت هارين إلى النوم ليراودها الكابوس؟!
" لا بأس، يُمكنك النوم بجانبي صحيح؟"
"ألن أُزعجك؟"
ارتفع طرف شفتي هيبا بسخرية فكيف لها أن تبدو بريئة في حضرة والدها و هي تكشف عن أنيابها كحيوان مفترس ما أن تُصبحا وحدهما
استقام بيكهيون عن الأرض و رمق هيبا بحدة كونها دفعته فقلبت عينيها تدّعي الغباء و اختبأت أسفل الغطاء سريعاً فأعاد نظراته إلى ابنته و ابتسم نحوها بلطف ثم أشار إليها بأن تصعد إلى السرير لتفعل ذلك
نامت هارين بالمنتصف بينهما تحتضن والدها بينما جزء جسدها السُفلي كانت تدفع به مؤخرة هيبا من حين إلى آخر حتى وقعت قدميها أسيرتين بين فخذي هيبا لتشهق بتفاجؤ
"لا بأس صغيرتي"
بيكهيون همس بلطف و هو يُربت على شعرها من الخلف كي يُطمئنها ظناً منه أنها خائفة بسبب الكابوس لكنها أسفل الغطاء كانت تُعاني مع فخذي زوجته
بينما هيبا مُغلقة الأعين ابتسمت بخبث حين فشلت الصغيرة بدفعها عنها حتى توقفت عن ذلك و استسلمت لها
____________
وضع سيهون المفتاح بباب شقته ليميل برأسه على الباب بإرهاق، تنهد بعمق ثم التفت لينظر إلى باب شقة سوشيل فغادرته تنهيدة أخرى عميقة
اقترب من باب شقتها و بحذر رفع كفه نحو زر الجرس لكن باللحظة الأخيرة توقف
زفر بعمق ثم أخرج هاتفه و أرسل إليها رسالة
( سأنتظركِ غداً لنغادر إلى التدريب سوياً فيجب أن نستكمل تدريبنا المنفرد )
استرق نظرة نحو باب منزلها ثم أعاد عينيه إلى هاتفه مرة أخرى
( أتمنى لكِ أحلاماً سعيدة)
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top