17

Start

دارت هيبا حول نفسها وهي تقضم أظافرها بتوتر، كانت محاطة بالكوارث من كل جانب فهناك رائحة الدجاج لاتزال عالقة بغرفة المعيشة

و الآن أصبحت بغرفة النوم كما علبة الطعام و العظام المتبقية معها

و أخيراً هناك هارين التي تدق الجرس منذ وقت طويل و يبدو أنها لا تمتلك أي مفاتيح للمنزل لذا هيبا كانت مضطرة لفتح الباب من أجلها

ابتلعت ريقها بتوتر ثم سحبت نفساً عميقاً لتخرج كي تفتح الباب

وقفت خلف الباب لتُغلق عينيها عدة لحظات قبل أن تفتح للصغرى

"اسمعيني جيداً أيتها الصغيرة أنا لا..."

تحدثت هيبا بشجاعة زائفة و كادت تُهدد هارين لكنها تخطتها و سارت نحو غرفتها لتصفع باب الغرفة خلفها فانتفضت هيبا

"ما بها هذه؟"

تمتمت ثم أدارت عينيها قبل أن تركض إلى غرفتها هي الأخرى كي تخفي آثار جريمتها قبل أن يكتشفها أي من بيكهيون و ابنته

خرجت من المنزل على أطراف أناملها بحذر لتُلقي بعلبة الطعام و عظام الدجاج بسلة المهملات المتواجدة على بُعد خطوات معدودة من المنزل

تنفست براحة ثم عادت إلى المنزل تقفز بخطوات مرحة سعيدة أن الأمر قد مر على خير لكن...باب المنزل كان مُغلقاً ولا تذكر أنها أغلقته حين خروجها

"هل طردتني تلك الماكرة ؟"

توسعت عينيها بفزع حين أتتها تلك الفكرة و أخذت تدق الجرس بكف بينما الأخرى كانت تطرق الباب بقوة إلا أن هارين قد تجاهلتها و عادت إلى غرفتها مُجدداً وهي تعقد حاجبيها بغضب

______________

فتحت هانييل باب غرفة جونغ إن فالتفت بجسده ليُقابلها حيث كان يجلس أمام حاسوبه يقرأ مقالة

تابعها بعينيه حتى جلست بمقدمة سريره لتتكئ بجذعها على المسند ثم أخرجت زجاجة نبيذ من حقيبتها

"بالطبع لن أتناول معكِ هذا الشيئ"

أشار بسبابته نحو زجاجة النبيذ فقلبت عينيها بملل

"إنها غالية ،بالطبع لن أتشاركها معك"

فتحت الزجاجة فضحك بعدم تصديق حين رفعتها لتشرب منها الكثير دفعة واحدة، ثم ترك حاسوبه جانباً وعقد ذراعيه إلى صدره بينما يُراقبها في صمت حتى تساءلت وعينيها تنظران إلى ملاءة السرير كأنها شاردة

"ماذا حدث لتخشى اقتراب الآخرين منك؟ "

انعقد حاجبيه لوهلة لكن ملامحه ارتخت سريعاً، لم يُجب سؤالها و لم تبتعد عينيه عنها...فقط كأنها لم تطرح هذا السؤال فرفعت عينيها نحوه لتتبادل معه النظرات

و مرة أخرى حل الصمت بينهما لتكسره هانييل من جديد

"ظننتك مُدلل، ربما تكره أن يقترب منك شخص أقل مكانة أو أنك تحب جذب الانتباه إليك"

ارتفع طرف شفتي جونغ إن في ابتسامة ساخرة و هز رأسه إلى الجانبين بعدم تصديق

"نظرتكِ سطحية"

"لم أفكر أنك تعاني من مشكلة ما فقد بدوت طبيعياً حين رأيتك أول مرة...هل هي مشكلة طفولة أم..."

تنهد جونغ إن بعمق فضمت شفتيها لوهلة ثم ضيّقت عينيها بتساؤل

" هل هو أمر شخصي؟"

"كانت هناك فترة لم تتوقف الأخبار عن بث ما حدث لي لذا لا أعتقد أنه سر...لكنه ليس بشيء أرغب بالتحدث به معكِ "

ضم ساقيه إلى صدره و اتكأ عليهما بذقنه

" متى ستُغادرين؟ "

رفعت زجاجة النبيذ كإجابة ليتنهد جونغ إن مُجدداً فمازالت الزجاجة لم تصل إلى المنتصف حتى

______________

اقترب موعد عودة بيكهيون لذا ببراءة زائفة خرجت هارين من غرفتها لتفتح الباب من أجل هيبا التي أرهقها الطرق على الباب و الصراخ تترجى الصغيرة بأن تُدخلها فانتهى بها الأمر تجلس بجوار الباب تتكئ عليه برأسها

رفعت رأسها قبل أن تفقد توازنها ما إن فتحت هارين الباب، و استقامت بعدها لتدخل سريعاً بينما الصغيرة سارت نحو غرفتها بلا مبالاة

"ألم تسمعيني طوال الساعات الماضية؟"

تكتفت هيبا بإنزعاج لكنها حاولت أن تكون هادئة كي لا تعض وجه هذه الصغيرة المستفزة فالتفتت إليها هارين و تكتفت مثلها

"سمعت"

رفعت كتفيها بلا مبالاة فأطلقت هيبا 'ها' عالية وهي تفك عقدة ذراعيها ثم سارت نحو هارين بخطوات واسعة حتى وقفت أمامها

رفعت هيبا كفها و أرادت صفع هارين لكنها لم تفعل خشية أن تجرح الصغيرة

" اسمعيني أيتها الصغيرة "

همست بهدوء بالكاد تلبّسته ثم زفرت بعمق و رسمت ابتسامة زائفة على شفتيها لتنحني بعدها إلى مستوى هارين و تحدثت بعقلانية لا تليق بها

"أعرف أنكِ تغارين على والدكِ لكن هو زوجي لذا أنا و أنتِ مُختلفتين و..."

تأوهت نهاية حديثها حين أمسكت هارين بشعرها ،أغلقت هيبا عينيها بقوة ثم قهقهت بلا فكاهة و همست من بين أسنانها

"هل يمكنك أن تتركِ شعري و لنتحـ..."

تأوهت مُجدداً حين ضغطت هارين على خصلاتها ببعض القوة و بتهديد تحدثت

" إنه أبي أنا ولا مكان لكِ بحياته لذا اخرجي من هذا المنزل الآن"

"أنا أحاول احترام أنكِ طفلة لذا اتركي شعري و..."

رفعت هارين حاجبيها بسخرية و رفعت كفها الأخرى لتسحب بها شعر هيبا فزفرت الأخيرة بعمق ثم رفعت يديها لتُمسك بشعر هارين

"اتركيني"

جذبت هارين شعرها بينما تتحدث بتهديد فصرخت هيبا بألم دون أن تترك شعر الصغيرة

" اتركيني أولاً "

"لا، ابتعدي عني "

" أنتِ من تمسك بشعري"

مع كل كلمة كانت أنامل كلاً منهما تتشبث بشعر الأخرى أكثر ،و بالرغم من محاولات هيبا في مراعاة صغر سن الصغرى إلا أن هارين كانت حاقدة و تجذب شعرها بكامل قوتها

صوت صراخهما كان يصل إلى خارج المنزل لكن بيكهيون الذي يجر قدميه على الدرج بثقل و إرهاق لم يلحظ ذلك حتى فتح الباب و أدرك أن هذا الصوت لم يكن صوت التلفاز

توسعت عينيه حين رؤيتهما تسحبان شعر بعضهما كقطتين تتشاجران فركض نحوهما وهو يهتف بتفاجؤ

"ماذا يحدث هنا ؟"

انحنى إلى مستواهما و رفع يديه ثم أخفضهما عدة مرات مُتردداً

"توقفا الآن"

تحدث بحذر و مد يديه إحداهما تمسك بإحدى كفي ابنته فوق رأس هيبا ،و الآخر أمسك كف هيبا فوق رأس ابنته

"توقفا عن هذا و أخبراني بما يحدث هنا"

حاول بيكهيون جذب أيديهما لكن صوت صراخهما جعله يجفل بفزع و ابتعد عنهما بينما يتبادل النظرات بينهما بعدم فهم

ثم تدريجياً استوعب أنه حين حاول إبعادهما جذبتا شعر بعضهما رفضاً بإنهاء هذا الشجار

" هارين اتركي شعرها"

بلطف تحدث إلى ابنته فعقدت هارين حاجبيها و لم تبعد عينيها عن خاصتي هيبا

"أخبرها أن تتركني أولاً"

تنهد و التفت نحو هيبا

"هل يُمكنكِ أن تتركيها؟"

"لا أثق بهذه الصغيرة، فلتتركني أولاً"

أغلق بيكهيون عينيه بقوة يحاول تمالك أعصابه و لمرة أخيرة تحدث بهدوء

"ابتعدا عن بعضكما الآن"

لكن حين فتح عينيه لم يتغير شيئاً فصرخ عليهما بغضب

" قلت ابتعدا...الآن"

ضاقت عُقدة حاجبيهما لتنظرا إلى بعضهما بحقد قبل أن تبتعدا، صوت 'ها' ساخرة منزعجة خرجت منهما و التفتتا مُتكفتين تُعطي كل منهما ظهرها إلى الأخرى

"ماذا حدث ؟"

تساءل بيكهيون بإنزعاج فهزتا كتفيهما ليُقهقه بيكهيون بلا فكاهة

"ماذا حدث هيبا ؟"

" أمور نساء"

أجابته دون أن تلتفت إليه فمرر بيكهيون عينيه على جسدها بحركة سريعة ثم هز رأسه إلى الجانبين و التفت لينظر إلى ابنته

"ماذا حدث هارين ؟"

"أمور نساء "

تلقى ذات الإجابة فقهقه بعدم تصديق و هو يمرر عينيه على جسد ابنته ثم استقام من مكانه

" أي نساء ؟كلاكما طفلتين"

قلبت هيبا عينيها و هي ترفع رأسها نحوه - حيث كانت لاتزال تجلس أرضاً- لتقول بسخرية

" الزواج بطفلة أمر غير قانوني لذا لا تضع نفسك بمأزق"

عض بيكهيون على سُفليته ثم تخصر

" لتذهب كل منكما إلى غرفتها"

استقامت هيبا من مكانها ثم مسحت على شعرها لتسير نحو غرفتها كما فعلت هارين، تسيران بإعتدال حتى سارتا بموازاة بعضهما فبدأتا تتدافعان

"إلى غرفتيكما "

صرخ بيكهيون من خلفهما فنظرتا إلى بعضهما ثم قلبتا أعينهما و كل منهما توجهت إلى غرفتها ليتنهد بيكهيون بعمق

مسّد جبينه ثم تلفت حول نفسه يحاول استيعاب ما حدث

"أمور نساء ؟!"

قهقه بعدم تصديق وهو يجذب شعره إلى الخلف ثم تخصر

____________

توقفت سيارة الأجرة أمام السوق فخرجت سوشيل أولاً ثم تشانسوك التي اقتربت منها لتُعانق ذراعها بإبتسامة واسعة

"يبدو أن تشانيول لم يصل بعد"

همهمت سوشيل بإبتسامة ثم مررت عينيها على السوق الذي يبدو مُزدحماً بالفعل

" متحمسة لتذوق جميع الأطعمة اليوم معكِ"

هزت تشانسوك ذراع سوشيل بحماس فتلاشت ابتسامة سوشيل تدريجياً ثم تنهدت

"آسفة لكنني تناولت الغداء بوقت متأخر لذا لست جائعة "

" ااه "

همست بها تشانسوك بخفوت ثم أومأت بإبتسامة تدّعي تصديقها

"تشانسوك"

التفتت تشانسوك حين سمعت صوت تشانيول و حين رأت أنه لم يأتي وحده أدارت عينيها نحو سوشيل

"سأذهب مع تشانيول"

ابتعدت عن سوشيل سريعاً قبل أن تعترض ثم سارت نحو تشانيول بخطوات واسعة و أمسكت برسغه قائلة و هي تسحبه معها

" لقد تأخرت و الآن أنا جائعة "

همهم تشانيول بتيهٍ وهو ينظر إلى كفها التي تحيط رسغه ثم ابتسم ببلاهة حتى وقفت تشانسوك فرفع عينيه ينظر إليها

التفتت تشانسوك تنظر حيث تركت سوشيل فالتفت تشانيول هو الآخر ينظر حيث تفعل

"ااه سيهون حين..."

أوشك على الكذب مُبرراً اصطحابه لصديقه معه لكن تشانسوك قاطعته بإبتسامة واسعة

"لنتركهما معاً"

همهم تشانيول وهو يرفع حاجبيه بتساؤل فقهقهت تشانسوك

" أعرف أنه أتى معك حين علم بوجود سوشيل.."

"ااه نعم"

قهقه ليحك مؤخرة رأسه بتوتر فرفعت تشانسوك نظارتها بسبابتها ثم أشارت له

"لا تقلق، أنا ذكية لذا فهمت الأمر بسرعة، لنتركهما وحدهما"

شابكت كفيها خلف ظهرها بسعادة و التفتت لتسبقه بخطواتها فتنهد بهيام قبل أن يلحق بها وهو يُتمتم بخفوت

" لم لا يعمل معي هذا الذكاء؟ "

سيهون و سوشيل تبادلا النظرات بصمت لبعض الوقت حتى تحدثت سوشيل بهدوء

" لم تُخبرني تشانسوك بأنك قادم "

همهم ليضع كفيه بجيوب سترته ثم اقترب منها بخطوات صغيرة إلى أن وقف أمامها يُبدي فارق الطول بينهما

" تشانيول أخبرني قبل مجيئنا مباشرةً و في الواقع لم أرفض حين عرفت بوجودكِ"

ابتسم نهاية حديثه فقضمت سوشيل شفتيها بخجل ثم أشاحت بنظراتها جانباً لتبحث عن تشانسوك بعينيها

" لنلحق بهما قبل أن..."

أمسك بيدها حين أوشكت على اللحاق بتشانسوك فالتفتت لتنظر إليه

" بالطبع تشانيول لم يدعوني إلى هنا كي يتجول معي"

نقر أنفها بسبابته ثم اقترب منها و أشار لها بحاجبيه أن تتحرك ليسيرا متجاورين دون وجهة محددة فليس من الصعب عليها هي الأخرى تخمين سبب دعوة تشانيول لصديقه

تجولا في هدوء ،كانت تُتابع بعينيها المهرجان و ما به من أنشطة مختلفة، بينما سيهون كان رأسه ملتف نحوها وعينيه وجدت ملامح وجهها الهادئ جذابة أكثر من هذا المهرجان

تأوه تشانيول حين تلقى صفعة على ذراعه من تشانسوك و التفت إليها حيث كانت تركض في مكانها بحماس وهي تشير بفم ممتلئ نحو إحدى الألعاب، و ياله من محظوظ وجد فرصته في التباهي أمامها بقدراته

ابتسم بثقة ليسبقها بخطواته فلحقت به حتى وقفا أمام كشك صغير به العديد من البالونات، وعلى الطاولة أمامهما بعض الأسهم البلاستيكية

"خذ"

مدت تشانسوك الكوب الذي تحمله حيث قطع اللحم المشوي بها فنفى تشانيول برأسه و نفخ صدره قبل أن يتكئ بكفه على الطاولة بثقة بينما بيده الأخرى أشار بعشوائية

"اختاري الدمية التي ترغبين بها و سأتولى هذه المهمة"

أومأت تشانسوك بقوة ثم أشارت نحو الدمية التي تُعجبها والتي كانت دمية بطريق ذات وجنتين منتفختين و شفاه بارزة لطيفة

ربتت تشانسوك بكفها الحرة على الكوب بتصفيق مُشجع لصديقها فحمل تشانيول خمسة أسهم بين أنامله و بدأ التصويب على تلك البالونات

" هل تريدين تجربة شيئ ما؟"

تساءل سيهون فهمهمت سوشيل بالنفي دون أن تلتفت إليه

" لا أميل كثيراً إلى هذه الأجواء"

تنفست بعمق ثم التفتت إليه و أكملت بإبتسامة فهم سيون مغزاها

"كشخص ممل أميل إلى الهدوء"

انفلتت من سيهون ضحكة خافتة و أخرج يده من جيب سترته ليُمسك بيدها

" إذاً لنجد مكاناً مُناسباً"

رفعت حاجبيها بعدم فهم و كادت تتحدث لكنه سحبها معه فلحقت به حيث يقودها إلى أن توقف في مكان أكثر هدوءاً حيث جسر صغير يعلو بحيرة محاطة بالأضواء

" يمكننا انتظارهما هنا"

همهمت لتسحب يدها من خاصته لكنه ضغط عليها بخفة يمنعها عن ذلك

" الجو بارد هنا "

رفع كتفيه ببساطة ليقف بجانبها و ترك أنامله تتشابك مع خاصتها فأنزلت سوشيل عينيها تنظر إلى يديهما ثم رفعت عينيها تنظر إليه من الجانب

"أريد تجربة هذه ؟"

أشارت تشانسوك نحو كشك المثلجات فأومأ تشانيول

"أي نكهة تريدين ؟"

تساءل لتقلب عينيها بتفكير ثم ابتسمت بوسع

"أريد تجربة جميع النكهات"

ضحك بخفوت ثم حمل عنها تلك الدمية الضخمة التي تحملها و سبقها بخطواته إلى كشك المثلجات

" قمت بعرض داخل بحيرة من قبل"

تحدث سيهون بهدوء لتنظر سوشيل إليه لعدة لحظات ثم حركت عينيها نحو البحيرة و ابتسمت

"بالطبع شاهدته...كان صعباً؟ "

تساءلت نهاية حديثها لتتسع ابتسامة سيهون كونها لم تكتفي بجملة تختتم الحديث

" لا بل الماتشا"

نفى تشانيول برأسه ليشير بحاجبيه إلى المثلجات بنكهة الماتشا، و بالرغم من أنه كان قادراً على احتضان الدمية بذراع ،و استخدام الأخرى في تناول المثلجات إلا أنه ادّعى عكس ذلك كي تُطعمه تشانسوك بنفسها

وضعت الملعقة بفمه فهمهم تشانيول بإعجاب ثم أشار إليها

" ماذا أيضاً ؟"

"جرّب هذه، لا أذكر ماذا قال اسمها لكنها لذيذة"

أجابته بحماس ليضم تشانيول شفتيه يكتم صراخه المتحمس حين التفتت تشانسوك لتملأ الملعقة بنكهة أوصت بها بنفسها من أجله

"ماذا عن السباحة ؟"

همهم سيهون بتفكير قبل أن يطرح سؤاله فهمهمت سوشيل بالنفي وهي تهز رأسها إلى الجانبين

" ألا تمارسين أي رياضة؟ "

قضمت سوشيل شفتيها بإحراج فقهقه سيهون بخفوت و اقترب منها أكثر لترفع عينيها نحو خاصتيه

"من دواعي سروري مساعدتكِ"

تبادلا النظرات لبعض الوقت حتى أخفضت سوشيل عينيها عنه و كادت تلتفت برأسها فأحاط وجنتيها يُعيد رأسها حيث كان ثم مال نحوها يلتقط شفتيها بين خاصتيه في قبلة رطبة ليست سطحية كسابقتها

لم يُفكر سيهون في شيئ عدا أنه يرغب بتقبيلها - وهي رغبة تراوده نحوها طوال الوقت - لربما يكون ذلك وسيلة لتلمس مشاعره التي يعجز عن وصفها

أغلقت سوشيل عينيها بقوة و تشبثت بطرفي سُترته حين مال برأسه نحوها أكثر وهو يجذبها إليه بينما يتنقل بقُبلته الرقيقة بين شفتيها بسلاسة و دون ملل...فقط كأنه وجد بئر ماء بعد السير لساعات طويلة في صحراء جافة

توقف تشانيول عن الحديث حين توقفت أقدام تشانسوك عن الحركة فالتفت إليها ليعقد حاجبيه بخفة حين رآها تنظر بأعين متوسعة إلى بقعة لم تكن قريبة ولم تكن بعيدة كذلك

حرك عينيه حيث تنظر فارتفع حاجبيه بذهول ثم قهقه دون صوت حين رؤيته صديقه يتبادل القبلات مع سوشيل ليُخرج هاتفه كي يلتقط لهما صورة و من ثم تحولت وجهته إلى تلك المجاورة إليه، تعلو شفتيها إبتسامة دافئة عبثت بقلبه كأي فعل يصدر من تشانسوك ولو كان بسيطاً

غادرته تنهيدة عميقة ثم أمسك بيد تشانسوك فأنزلت عينيها حيث يده التي تمسك بخاصتها و بعدها رفعت نظراتها إليه

"لنتركهما قليلاً"

همهمت لتومئ إليه بإبتسامة و التفتا كي يبتعدا عن مكان وجود سيهون و سوشيل

" هل نلتقط صورة للذكرى ؟"

تساءل تشانيول بتردد و هو يدّعي اهتمامه بشفتي البطريق الذي يحمله فرفعت تشانسوك عينيها نحوه ثم توقفت في مكانها قليلاً

"قد تقتلني إحدى معجباتك إن عرفت بذلك"

زم شفتيه و كتم تنهيدته بداخله فقهقهت تشانسوك

"لتكن سراً بيننا"

شفتيه انفرجتا بإبتسامة بلهاء وهو يومئ فحملت عنه الدمية و عانقتها إلى صدرها بقوة ليرفع هاتفه كي يلتقط إليهما صورة ،و تلك الدمية كانت بمخيلة تشانيول طفلهما الأول

" ماذا تفعل ؟"

هتفت تشانسوك حين خلع عنها نظارتها ثم قهقهت حين ارتداها ليثبت تشانيول النظارة على جسر أنفه

"هيا احمله أنت"

ناولته الدمية ثم سحبت الهاتف من يده لتلتقط هي الصور بدلاً منه فانحنى كي يصل إلى مستواها

"كيونغسو هاتفك سينفجر"

قهقهت سويون حين أصدر هاتف زوجها صوتاً للكثير من الإشعارات التي أتته، كيونغسو أراد فقط تجاهل الهاتف و قضاء وقت مريح مع زوجته بينما يشاهدان التلفاز في هدوء بيوم عطلته

رفع يده إلى سويون كي تناوله الهاتف حيث كانت تجلس على الأريكة و رأسه يستريح على فخذيها،فناولته الهاتف ليفتحه و جميع الإشعارات كانت من الدردشة الجماعية الخاصة بأصدقائه

كانت هناك العديد من الصور لتشانيول يرتدي نظارات طبية بنهايتها رسالة كتبها بحماس تصرخ بها أحرف كلماته

(صورة مع نظارات حبيبتي)

ثم العديد من الصور التي يحمل بها دمية بطريق تلتهم رسالة توضيحية أخرى

(أنا و طفلنا الذي تركته هدية مع حبيبتي ،ربما تعانقه الآن ولا أريد التفكير في ذلك كي لا أفقد وعيي)

( فلتقلق بشأن عقلك أولاً)

بيكهيون سخر منه و سرعان ما سخر جونغ إن هو الآخر

(فقده بالفعل)

قهقه كيونغسو بخفوت و تشانيول كان يبتسم بوسع كالأحمق يتجاهل سخريتهم منه بينما يتجول بين الصور التي التقطها مع تشانسوك

( الآن أشاهد صوري معها و التي لن أرسلها لكم لأنها سر بيني و بينها )

(يالك من رجل نبيل)

كيونغسو مازحه فأومأ تشانيول برأسه وتقلب في سريره بينما يضرب قدميه في الهواء بحماس حتى رأى صورة سيهون التي نسي أمرها لإنشغاله بصور تشانسوك

(لدي صورة أخرى مثيرة للإهتمام)

راقص حاجبيه و انتظر قليلاً ليتأكد أن الجميع قد رأى رسالته ثم أرسل تلك الصورة التي التقطها لصديقه

و لبعض الوقت كانت مجموعة الدردشة هادئة بالرغم من أن الجميع قد رأى الصورة بالفعل

(هذا الرجل يشبه سيهون)

كيونغسو أرسلها فضحك تشانيول بصخب

(ظننتك أذكى من ذلك)

(مهلاً هل سيهون يواعد سوشيل الآن؟)

تساءل بيكهيون بإستغراب لينعقد حاجبي جونغ إن بإعتراض

(لا يمكنك ذلك سيهون ،يجب أن تكون واثقاً من مشاعرك و كذلك تضع بإعتبارك ما ستكون عليه ردة فعل هيجين حين تعرف لأنك ستكسر قلبها بلا أدنى شك)

(لا تقتل المزاج يا رجل)

تشانيول اعترض ليسخر كيونغسو يحاول تغيير مجرى الحديث كي لا يتشاجروا

(إذاً تشانيول ذهب بالموعد و سيهون من انتصر و حصل على فتاة، يالها من مآساة)

(يالك من مزعج، الآن تأكدت أنك و جونغ إن تتشاركان الدماء حقاً)

تشانيول قلب عينيه بإنزعاج زائف و كاد يجيبه لولا رؤيته رسالة سيهون

(لم ينتصر أحد)

(ماذا تقصد ؟)

تساءل بيكهيون عاقداً حاجبيه فتنهد سيهون بعمق

(لا أذكر هذه المرة الكم التي ترفضني بها)

تلاشت ابتسامات الجميع تدريجياً و تلك الرسالة الغير مسموعة كان الإحباط يُغلّف كلماتها

استقام كيونغسو فحركت سويون عينيها معه بقلق حين رأت كيف تبدلت معالم وجهه لكنها لم تتحدث كونه كان لايزال مشغولاً بالحديث مع رفاقه

(أنت بخير ؟)

بادر كيونغسو بالسؤال الذي أراد الجميع الحصول على اجابته رغم وضوحها فتنهد سيهون بعمق ولا يدري لم يشعر بحرقة بعينيه لذا التزم الصمت لبعض الوقت قبل أن يجيب

(لا أعرف، لا يمكنني تحديد ماهية مشاعري بهذا الوقت)

( لا تُفكر في الأمر كثيراً، ربما لأنك لم تتعرض للرفض من قبل لذا ينتابك هذا الشعور الغريب لكن بإمكانك تخطيها)

بيكهيون حاول مواساته لكن ذلك لم يجدي نفعاً

(لا أرغب بتخطيها ولا يُزعجني رفضها بقدر ما تزعجني رؤية تلك النظرة بعينيها)

زفر سيهون بضيق و أغلق عينيه حين مرت ذكرى سريعة لنظرات سوشيل بعدما وضعت كفيها على صدره لتدفعه بعيداً عنها كي تنهي تلك القبلة

لم تتجنب النظر إلى عينيه بخجل كما اعتقد أنها ستفعل ،بل تبادلت معه النظرات بأعين لامعة تُبدي انكسار قلبها و ذاك الحزن الذي يحمله

سيهون كان قادراً على رؤية قبولها له بعينيها لكن ذاك القبول كان مسجوناً خلف قضبان الخوف و الإنكسار لا الرفض

تنهد مُجدداً و أعاد فتح عينيه ثم بصراحة بعث برسالة أخرى

( لست مستعداً لقول أن ما أحمله نحوها هي مشاعر حب لكنني واثق بأنني تخطيت مرحلة الإعجاب)

مُجدداً التزموا الصمت فالأمر بدا جدياً على أن يُبدي أحدهم رأيه به أو يمزح

(ماذا عنها ؟)

جونغ إن سأل بإهتمام

( لو رأيت أن مشاعري مرفوضة لإبتعدت لكن لا تبدو كارهة لهذه المشاعر)

تنهيدة أخرى ثقيلة غادرت ثغر سيهون ثم أكمل

(أرى بعينيها شيئاً يناقض كلماتها التي تدفعني بعيداً)

(ربما هي قلقة من أن تطردها من الفريق؟)

بهذه اللحظة أراد الجميع صفع رأس جونغ إن الذي يتفوه بأي شيئ دون التفكير، لكنه كان يفكر بواقعية أكثر منهم

( لم نلتقي منذ فترة، ما رأيكم أن نلتقي و نتحدث عن الأمر؟)

تشانيول تساءل حين بقت الدردشة هادئة لدقائق طويلة

(تعرفون أين تجدونني)

جونغ إن أجابه لينظر إلى الرسالة قليلاً ثم تنفس بعمق

(نائمة؟)

أرسل جونغ إن رسالته ثم انتظر قليلاً حتى أتاه الرد

(من؟)

(هذا أنا جونغ إن ،أردت أن اسأل متى يمكننا أن نلتقي من أجل مُقابلتي)

استقامت تشانسوك بجلستها و توسعت عينيها بحماس

(وقتما تريد)

( لا بأس بالغد ؟)

عقدت حاجبيها بتفكير ثم همهمت

(حسناً، لنلتقي عند الثانية مساءً)

ابتسمت بوسع لتخلع نظاراتها و وضعتها فوق الطاولة بجوار السرير قبل أن تستلقي كي تنم لكنها استقامت مُجدداً حين وصلتها عدة رسائل متتالية

( صور اليوم)

مرر تشانيول أنامله على الأحرف يكتب المزيد لكنه مسحها مُجدداً يخشى أن يظهر حماسه فتظن به ظن السوء

ضم شفتيه وهو يميل بجذعه إلى الأمام و الخلف بتوتر ينتظر رداً منها بينما تشانسوك كانت تمرر الصور بإبتسامة حتى انفلتت منها قهقهة خافتة

"لم أرسل صوره ؟"

تمتمت بخفوت و توقفت أمام إحدى صوره لتمرر اصبعيها على الشاشة تقوم بتكبيرها

"عينيه واسعتين للغاية"

تمتمت مُجدداً و عينيها تنظر إلى خاصتيه اللامعتين، رغم انغلاقهما قليلاً و انحراف طرفي عينيه بسبب ابتسامته الواسعة إلا أن حجم عينيه كان لايزال كبيراً يبرز لمعتهما

قضمت سُفليتها بإبتسامة خجولة لتحك عنقها طولياً عدة مرات ثم أغلقت الهاتف و ألقت به على الطاولة بعشوائية قبل أن تختبئ أسفل الغطاء

"لم عينيه تبدوان هكذا ؟"

انتحبت لتتقلب وهي تلتف بغطائها محرجة من نفسها و من ذاك الشعور الغريب الذي يراودها فقط لأنها أطالت النظر بعينيه من خلال صورة

بينما تشانيول كان يتقلب على سريره بغير راحة فلماذا لم يحصل على رد منذ ساعة و هي قد رأت رسالته بالفعل

______________

وقف سيهون في مكانه حين سمع صوت المصعد، و لم يكن بحاجة إلى الخروج و التأكد من أن سوشيل هي من غادرت لتوها هاربة من لقائه

تنهد بضيق و التفت لينظر إلى حاسوبه الذي تركه بغرفة المعيشه ثم اقترب منه و أغلقه، لا طاقة له لمشاهدة أي مقاطع رقص الآن

و بإحباط استلقى على الأريكة ينظر إلى السقف بأعين شاردة و رأس مشوش

حملت تشانسوك حقيبتها ثم وقفت من مكانها فرفع تشانيول عينيه يُلاحقها بنظراته بإستغراب فلم يحن وقت الغداء بعد

مرر عينيه على زملائه و بدا أن الجميع كان مشغولاً بعمله فرفع كتفيه و أخفضهما بحركة سريعة حين فكر بأنها لربما لديها عمل لا علاقة له به

استرق نظرة نحو هاتفه حين وصلته رسالة منها فرفع عينيه ينظر إلى باب المكتب ثم سحب هاتفه ليرى تلك الرسالة

(أنتظرك أمام المصعد)

جعّد أنفه بإبتسامة فحبيبته هنا تتصرف بحذر شديد كأنهما يتواعدان حقاً

دفع مقعده ليضع هاتفه بجيب بنطاله و خرج من هناك متوجهاً إلى المصعد حيث كانت تشانسوك تقف أمامه

اقترب ليقف بجانبها فمدت نحوه حقيبة دون أن تلتفت إليه ليفتحها

"ما هذا؟"

ابتسم بإستغراب فأدارت عينيها بخجل

"لدي عمل في الخارج و لن أصل بوقت الغداء لذا..."

رفعت كتفيها نهاية حديثها فقضم سُفليته بإبتسامة و همهم يكتم حماسه

"أين ستذهبين ؟"

تساءل فابتسمت بوسع و التفتت لتنظر إليه ثم رفعت نظارتها

"إنه سر"

ضحك بخفوت ليومئ إليها ثم بعثر شعرها فوضعت كفها على شعرها بتفاجؤ

" أتمنى لكِ التوفيق إذاً "

لوّح بيده التي تحمل حقيبة الطعام ليعود إلى المكتب فتابعته بعينيها حتى اختفى بإحدى الطرقات لتلتفت بعدها إلى المصعد ثم أخذت تتمايل بخجل وهي تنتظره

دخلت تشانسوك إلى غرفة المعيشة بمنزل السيد كيم تتبع الخادمة و يديها تحيطان بذراع حقيبتها بحذر حتى وقفت أمام السيد كيم لتنحني إليه بإحترام

"مرحباً صغيرتي، جونغ إن في غرفته"

قضمت سُفليتها بخجل و التفتت تنظر نحو الدرج فقهقه السيد كيم ثم أشار إلى الخادمة أن تصطحبها إلى الغرفة

"سيدي، الآنسة وصلت"

"مرحباً تشانسوك، تفضلي بالدخول"

هتف و أوقف اللعبة ليقف من مكانه و اقترب من الباب فأطلت تشانسوك برأسها من خلف الخادمة لترفع نظارتها بسبابتها

"مرحباً"

همهم بإبتسامة بسيطة و أشار إلى الخادمة أن تغادر ثم تنحى جانباً يسمح لتشانسوك بالدخول

" رأيت هذه الحقيبة مع تشانسوك صباحاً "

التفت تشانيول لينظر إلى زميلته حين علّقت على الحقيبة التي يحملها فهمهم ثم سار نحو الباب فلحقت به

"هل تتواعدان؟ بدوتما مقربين في الفترة الأخيرة"

" من سيواعد غريبة الأطوار تلك ؟"

عقدت سوهيون ذراعيها إلى صدرها وهي تمر من جانبهما فوقف تشانيول لينظر إليها قليلاً ثم سار نحو المصعد ليتجاهلهما لكن قبل أن تُغلق أبواب المصعد لحقت به سوهيون و انضمت إليه

" هل ستتناول غدائك على السطح وحدك؟ "

همهم ليضع كفه الحرة بجيب بنطاله فتعلقت بذراعه وهي تبتسم بوسع

" سأشاركك كي لا تشعر بالوحدة"

ابتسم بزيف ليسحب ذراعه بعيداً عنها و تحرك يبتعد عنها بخطوتين

" هذا يخصني وحدي"

قهقهت سوهيون بتوتر لتعيد خصلاتها خلف أذنها بإحراج

" لا تكن بخيلاً، أنا لا أتناول الكثير"

"أحضرته تشانسوك من أجلي لذا لا أرغب بمشاركته مع شخص آخر سواها "

مال برأسه يبتسم بلطف زائف ثم محى ابتسامته ليخرج من المصعد و التفت بعدها ينظر إلى سوهيون التي بادلته النظرات بصدمة حتى أغلقت أبواب المصعد تقطع بذلك نظراتهما

" ستقتلني تشانسوك "

تمتم ثم أنزل نظراته إلى حقيبة الطعام التي يحملها و ضحك بخفوت

______________

جهاز التسجيل وُضع فوق دفتر تشانسوك بجوارها على الأرض ما إن أنهت المقابلة، بينما هي و جونغ إن كانا يلعبان بحماس أثناء تبادل أحاديث عشوائية

استرق جونغ إن نظرة جانبية نحوها ثم سأل يستغل انشغالها باللعبة

"هل سوشيل مرتبطة برجل ما ؟"

تحمحم حين همهمت تشانسوك بتساؤل حتى استوعبت سؤاله فالتفتت إليه بفزع و وسعت عينيها

"لماذا ؟هل أنت معجب بها؟ لا يمكنك ذلك يجب أن تتوقف "

أدار عينيه وهو يهمهم ثم سأل مُجدداً دون أن يلتفت إليها

"لماذا ؟"

سحبت تشانسوك أذرع اللعب من يده كي ينظر إليها ففعل

" أليس صديقك معجباً بها ؟لا يمكنكما أن تتقاتلا من أجل فتاة"

ضحك جونغ إن بخفوت ثم التفت بجسده ليُقابلها

" و أنا اسأل من أجل صديقي ،لست معجباً لها"

تنهدت تشانسوك براحة ثم ابتسمت بوسع

" أتعرف ؟سوشيل هي أفضل شخص رأيته في حياتي، إنها مسؤولة و لطيفة...أحبها كثيراً "

ابتسم جونغ إن و مال برأسه بتساؤل

" هي الألطف بينكن؟"

أدارت عينيها بتفكير ثم قهقهت

"هيبا أيضاً لطيفة لكنها مزعجة، إن غفلت عنها لوهلة ستعود إليك بكارثة"

طرقت ذقنها بسبابتها بتفكير ثم ضيّقت عينيها

" هانييل أيضاً لطيفة لكنها تبدو كشخص يعاني من الإنفصام فلا أدري أي شخصية سأتعامل معها اليوم "

" أنتِ أيضاً لطيفة"

أدارت عينيها بخجل لترفع نظارتها ثم رفعت ساقيها تعانقهما إلى صدرها

" لماذا تسأل عن سوشيل؟ "

تنفس جونغ إن بعمق ثم همهم بتفكير قبل أن يرفع ساقيه هو الآخر يعانقهما إلى صدره

" في الواقع.. "

ضم شفتيه فرفعت تشانسوك حاجبيها تحثه على الحديث

" نحن صديقين أليس كذلك؟ يمكنك أن تخبرني بصراحة"

ابتسم جونغ إن ليخفض نظراته عنها ثم رفع عينيه نحوها مُجدداً

" أعتقد أن الأمور بين سيهون و سوشيل ليست على ما يرام، ربما لا تبادل سيهون مشاعره و..."

التزم الصمت مجدداً ثم تنهد

"لا دخل لي بذلك لكن لا يعجبني الأمر، أن تكون مجبرة بسبب رغبتها في الإنضمام إلى فريقه، ولا يعجبني رؤية إحباط صديقي لأنني لم أره معجباً هكذا بإحداهن من قبل "

" اوه "

همست تشانسوك بخفوت لتومئ

" أفهم ذلك "

حركت عينيها نحو بقعة بعيدة عنه بتفكير قبل أن تومئ

" في بعض الأحيان أفكر في أمور خاصة بسوشيل و هانييل رغم أن الأمر لا يخصني...هذا لأننا نحبهم "

أعادت نظراتها نحوه نهاية حديثها

" لكن سوشيل إن لم تكن تبادله مشاعره فلن تسمح له بتقبيلها حتى و إن كان من أجل الانضمام إلى فريقه"

"لكنها قامت بتقبيله من قبل"

تمتم وهو يرفع كتفيه ببساطة فضحكت تشانسوك لتصفع كتفه بخفة

" بالطبع لم تفعل "

مال جونغ إن برأسه بتفاجؤ

"هل أخبرتكِ بذلك ؟"

همهمت بالنفي ثم أشارت إلى رأسها بثقة

" لا، لكنني ذكية بما يكفي لكي أعرف ذلك"

قهقه جونغ إن فاتسعت ابتسامة تشانسوك

" هيبا متهورة، و هانييل ستفعل أي شيء كي لا تتزوج و لتنقذ الشركة وعملها لكن سوشيل ليست متهورة أو عشوائية لذا لن تُقبّل رجلاً لأي سبب كان طالما لا تمتلك مشاعر نحوه"

"أنتِ تعرفينهن بشكل جيد "

أومأت تشانسوك بسعادة

" نحن أقارب، صديقات و أخوات لذا نعرف الكثير عن بعضنا "

ضحكت ثم اقتربت منه برأسها وهي تضيّق عينيها

" أنت طلبت رؤيتي اليوم لتسأل عن سوشيل من أجل صديقك وليس لأنك تريد إجراء المقابلة؟ "

رفع جونغ إن حاجبيه بإحراج

" إن لم تكن مستعداً فلن أنشرها بالوقت الحالي "

" لا بأس بذلك "

نفى برأسه ثم حك جانب عنقه

" آسف لم أقصد استغلالك"

"عن أي استغلال تتحدث ،نحن صديقين "

همهم جونغ إن فتساءلت تشانسوك بإهتمام

" هل نخرج جميعاً في رحلة ليتقربا من بعضهما؟"

ضحك جونغ إن ليشير إلى نفسه بسبابته

" لا يمكنني الخروج من المنزل تشانسوك "

" نعم ،أردت استغلال الأمر لجعلك تخرج أنت أيضاً "

قهقهت ببلاهة ليهز رأسه إلى الجانبين

" هل تريدين مني أن أفقد وعيي مجدداً ؟"

"لا، سنذهب إلى مكان نكون فيه نحن فقط ،لن يكون هناك غرباء من حولنا"

قلب جونغ إن شفتيه يدّعي التفكير مُضيّقاً عينيه

" سيكون الأمر محرجاً إن فقدت وعيي أمامكم "

" سأفقد وعيي معك لذا لنتشارك الإحراج سوياً"

انفلتت منه قهقهة عالية لتضحك تشانسوك ثم أشارت إليه

" فكر في الأمر حسناً؟ "

همهم ليومئ ثم استقام من مكانه

" لنخرج إلى الحديقة"

"يبدو أنك أصبحت بخير الآن"

وقفت بينما تتحدث بحماس فعقد جونغ إن ذراعيه إلى صدره وهو يسير بجوارها متوجهين إلى الأسفل حيث الحديقة

" أخرج إلى الحديقة وحدي ليلاً لذا نعم...الآن أفضل من السابق "

" أنت رائع"

رفعت ابهاميها إليه بإعجاب فضحك جونغ إن ليُبعثر شعرها بينما أعين جده كانت تراقبهما من خلف النافذة

" هل تعتقدين أن سيهون يمتلك فرصة مع سوشيل ؟"

همهمت تشانسوك بتفكير ثم رفعت كتفيها بعدم معرفة

" ربما"

" ألم تقولي أنها لن تسمح له بتقبيلها إن لم تكن معجبة به؟"

رفع حاجبيه حين وقفا أمام زهوره فمدت تشانسوك أناملها تتلمس أوراقها الناعمة

" معجبة به أمر و القبول به أمر آخر"

" لم أفهم "

عقد حاجبيه بإستغراب فتنهدت تشانسوك و التفتت بجانبية لتقابله فالتفت إليها هو الآخر

" سوشيل منذ أن انفصلت عن حبيبها السابق و هي ترفض الدخول بأي علاقة أخرى"

"هل كانت تحبه لهذه الدرجة؟"

جعد ملامحه بضيق فهمهمت تشانسوك بالنفي

" كانا معاً لأعوام طويلة، لكن الأمر لا يتعلق بإنفصاله عنها أو خيانته لها مع صديقتها المقربة..."

"يا إلهي، هذا سيئ "

تمتم فأومأت توافقه

" لكن ما الأسوأ من أن تخونها صديقتها و حبيبها معاً ؟"

" هذا أمر لا يعرفه سوى هيبا، كادت تسجن بتهمة الاعتداء عليهما حينها "

توسعت أعين جونغ إن بتفاجؤ لتكمل تشانسوك

" ما إن يذكر اسمه أمام هيبا تنفعل و تفقد صوابها لذا لم نهتم بمعرفة ما حدث فما يهم أن سوشيل تخلصت منه...لكن يبدو أن الأمر لازال يؤثر بها طالما ترفض القبول برجل تميل إليه لذا قلت انه سيكون جيداً لو حاولنا مساعدتهما فسوشيل تستحق الأفضل "

همهم جونغ إن بتفهم ليسترق نظرة نحو الباب الذي يؤدي إلى داخل المنزل ثم تنهد و أعاد نظراته إلى تشانسوك

" لأُساعد نفسي أولاً فهناك امرأة مخيفة تطاردني "

تحدث بصوتٍ مسموع فشهقت تشانسوك بقلق

" لم لا تبلغ الشرطة؟ قد تؤذيك "

" ليس و كأنني أرغب برؤية وجهك"

جفلت تشانسوك و التفتت إلى مصدر الصوت المألوف فرفعت هانييل حاجبيها و تكتفت لتقف على بُعد خطوات منهما فقهقهت تشانسوك بتوتر ثم أعادت نظراتها إلى جونغ إن

"هانييل هي تلك المخيفة ؟"

همهم ليضع كفيه بجيوب بنطاله فضمت تشانسوك شفتيها وهي تغلق عينيها بإحراج بينما جونغ إن استدار نحو هانييل ليتبادلا النظرات

To be continued....

  

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top