16
Start
تبادل بيكهيون النظرات بين هيبا و هارين الجالستين على كلا جانبيه بينما يترأس هو الطاولة
ابتسم بتوتر حين لم تتوقفا عن وضع المزيد و المزيد من الطعام أمامه و كل منهما تبتسم بودٍ غفل هو عن زيفه
كانت هناك حرباً مشتعلة بين الفتاتين و بيكهيون لم يدري عنها شيئاً
كل ما كان يُفكر فيه أنه لا يرغب برفض الطعام من هارين فتظن أن والدها قد تبدل من بعد الزواج و لم تعد لها الأولوية في حياته
و من جانب آخر يخشى أن يرفض الطعام المُقدم إليه من هيبا فيقع سوء فهم آخر أو يؤذي مشاعرها و تتحسس فيما يخص والدها الراحل
تنهد بعمق بعدما ابتلع ما بفمه ثم قرب ملعقته من فم هارين
"هيا تناولي القليل لقد امتلأت بالفعل"
استقبلت الطعام من والدها ثم ابتسمت بوسع وهي تمضغ بإستمتاع تُبدي إنتصارها لكن لم يدم هذا الشعور كثيراً حين التفت بيكهيون نحو هيبا
"أنتِ أيضاً"
ضم شفتيه و هو ينظر جانباً كي لا تلتقي نظراته مع هيبا التي اتسعت ابتسامتها و اقتربت منه لتستقبل الطعام و هي تنظر بطرف عينيها نحو هارين
"أنت مُراعٍ للغاية"
اقتربت منه هيبا و قبّلت وجنته على حين غُرّة فتوسعت أعين بيكهيون لينظر إليها فضحكت بخفوت ثم لاطفت بإبهامها وجنته التي قبّلتها
ضمت هارين قبضتيها بغضب مكتوم لترتفع بجذعها هي الأخرى لتعانق وجنتي والدها كي ينظر إليها فرمش بيكهيون عدة مرات وهو ينظر إليها حتى اقتربت منه لتُقبّل وجنته بقوة
"أنت أفضل أب في العالم"
ابتسم بيكهيون بدفء ليُقبّل وجنتها فرفعت هيبا طرف شفتيها بسخرية ثم أمسكت بذقن بيكهيون كي ينظر إليها
" أنت أفضل زوج في العالم"
قهقه بيكهيون بتوتر حين شعر بوجود خطب ما ثم استقام من مكانه
" سأذهب إلى الحمام"
انسحب من هناك سريعاً لتتبادلا الفتاتين خلفه النظرات بتحدٍ حتى شعرتا ببيكهيون يلتفت نحوهما مُجدداً فالتفتتا إليه لتبتسما و هما تلوحان إليه
ارتفعت زاويتي شفتي بيكهيون في ابتسامة مرتجفة ثم استكمل طريقه نحو الحمام يختبئ منهما
"أنا من تُطعم أبي في العادة "
صفعت هارين الطاولة و استقامت بجذعها لتميل به نحو الطاولة فقلبت هيبا شفتيها بلا مبالاة ثم اقتربت لتتكئ بمرفقيها على الطاولة هي الأخرى
"و الآن هو زوجي، لا تقلقي أيتها الصغيرة سأهتم به جيداً"
عقدت هارين حاجبيها لتنظر إلى صحن الحساء بحذر و هي تقترب أكثر من هيبا حتى تلامس أنفها مع أنف الأخرى
"سأطردكِ من هذا المنزل قريباً"
"إنه منزلي أيتها الصغيرة"
راقصت هيبا حاجبيها بإستفزاز فضمت هارين شفتيها بحنق وهي تتبادل النظرات معها
و حين سمعت صوت فتح باب الحمام دفعت صحن الحساء نحو هيبا ثم دفعت يدها من الأعلى لتنزلق من أسفل ذقنها فوقع وجه هيبا في الحساء بينما هارين عادت إلى مكانها ببراءة كأنها لم تفعل شيئاً
هيبا صُدمت لسرعة الصغيرة فيما فعلته حتى أنها لم تعي مدى سخونة الحساء الذي غرق به وجهها
"يا إلهي ماذا حدث ؟"
اقترب منها بيكهيون بخطوات واسعة قلقة حين رؤيته وجه هيبا بداخل صحن الحساء و هارين تنظر إليها بعبوس و أعين لامعة تنذر بالبكاء - مخادعة صغيرة-
أمسك بيكهيون بكتف هيبا و بيده الأخرى كان يسحب صحن الحساء بعيداً عنها لينظر إلى وجهها
"كيف حدث ذلك؟ "
همس بقلق و أمسك بيدها كي تقف فدفعت يده وهي ترمق هارين بحدة، و على حين غرة أطلقت 'ها' - قهقهة - قصيرة ساخرة أفزعت بيكهيون
استدارت هيبا بجسدها ثم رفعت رأسها لتُطلق 'ها' أخرى عالية ساخرة انتفض بيكهيون بسببها فضمت هارين شفتيها تكتم قهقهتها
سارت هيبا بخطوات جامدة نحو الحمام كي تغتسل وبين الخطوة و الأخرى تُطلق تلك الـ 'ها' العالية لتُفزع بيكهيون حتى أغلقت باب الحمام خلفها
التفت بيكهيون لينظر إلى هارين فرفعت عينيها اللامعتين نحوه بالكاد تكتم ضحكتها فأشار لها بيكهيون برأسه إلى الجانبين بخفة لتومئ برأسها بأسف زائف
و...مُجدداً بيكهيون انتفض بفزع حين سمع صوت 'ها' عالية تأتي من داخل الحمام
زوجته تمر بصدمة لن تتخطاها في وقت قريب
______________
التفت جونغ إن برأسه حين لمح انعكاس باب الغرفة يُفتح من خلال الشاشة أمامه، و تنهيدة عميقة غادرته حين دخلت هانييل لتجلس بمنتصف السرير
ثنت كلتا ساقيها إلى الخلف قليلاً ثم أخرجت هاتفها و أشارت إليه دون أن تنظر نحوه
"تجاهل وجودي"
انفلتت منه قهقهة مصدومة لينظر جانباً ثم استدار بجسده ليُقابلها و رفع عينيه نحوها
"هذه غرفة رجل، في المرة السابقة أتيتِ و أنا أستحم، ماذا إن كنت عارياً ؟"
انفعل بنهاية حديثه فرفعت كتفيها ببساطة
"إذاً لا تتعرى"
أغلق جونغ إن عينيه بقوة ثم أعاد فتحهما بعد لحظات
" لا أشعر بالراحة في وجودكِ معي وحدنا، أنا شخص يحب الخصوصية ألا يمكنك احترام ذلك؟ "
استقام من مكانه و هو يُشير إليها فتنهدت هانييل و وقفت هي الأخرى لتقول بهدوء
"هل تعتقد أنني أرغب بترك عملي و المجيئ إلى هنا لأبقى مع رجل غريب ؟"
"أرى أنكِ تستمتعين بذلك، ربما لديكِ نوايا خفية تجاهي فلا أظنكِ نسيتِ تعليقكِ حول جسدي "
تكتف مُنزعجاً فقهقهت هانييل
"كانت مجرد مزحة ليس و كأنني سأتحرش برجل"
"هل يجب أن أذكر بكل مرة كيف التقينا أول مرة؟ "
ضيّقت عينيها بتفكير ثم همهمت
" لا، أذكر ذلك "
سارت بخطوات متلكئة حتى وقفت أمامه و بينهما مسافة آمنة له
" لكنني اعتذرت، و لو أن الأمر بيدي فصدقني لن أضحي بوقتي الثمين من أجل أي شخص لاسيّما إن كان ذكراً و لكن... "
ضمت شفتيها وهي ترفع حاجبيها و تخفضهما بحركة سريعة ثم قالت بأسف
"جدتي و جدك في الأسفل يحظيان بموعد رومانسي و قد جرّتني إلى هنا بتهديد مزعج"
تنهد جونغ إن بعمق ليسحب هاتفه من فوق الطاولة ثم سار نحو الباب بضيق
" إذاً استمتعي بالغرفة "
سحبت هانييل حقيبتها سريعاً لتلحق به بخطوات واسعة فرمقها بنظرة جانبية ثم زفر ليهز رأسه إلى الجانبين و أسرع بخطواته فتحولت خطواتها الواسعة إلى أخرى سريعة أشبه بالركض
"أبطئ خطواتك كي لا تُلاحظنا تلك العجوز"
صرخت بهمس حين اقتربا من مكان جلوس الجد و الجدة سوياً فأبطأ جونغ إن من خطواته بإنزعاج لتتنهد براحة
وقفا أمام غرفة المعيشة ليبتعد السيد كيم عن صديقته سريعاً و التفتا إلى جونغ إن و هانييل اللذان تبادلا النظرات معهما لعدة لحظات قبل أن ينحني كليهما بإحترام، و أكمل بعدها جونغ إن طريقه إلى الحديقة لتلحق به هانييل
"يُمكنكِ أن تجلسي هناك"
أشار نحو طاولة بعيدة دون أن يلتفت نحو أي من الطاولة أو هانييل، و اقترب هو من زهوره ليقف أمامها يحاول تجاهل هانييل التي فعلت ما قاله دون جدال
حاول إقناع نفسه أنه بخير ،و حاول التفكير بشأن زهوره الناعمة لكن أفكاره تشوشت حين وقفت هانييل بجانبه ،و مُجدداً تركت بينهما مسافة آمنة ليلتفت إليها عاقداً حاجبيه فبررت بهدوء
"نحن مُراقبين"
ضاقت عقدة حاجبيه و التفت لينظر حيث أشارت بعينيها فرأى جده و السيدة يون يُراقبان من خلف النافذة لكنهما ابتعدا سريعاً حين وقعت أعين جونغ إن عليهما
مسّد جونغ إن جبينه بعدما أعاد نظراته إلى زهوره و تنهد بضيق ثم استدار بجسده ليُقابل هانييل
"في النهاية لن نرتبط و لا تعتقدي بأنني قد أتبع خطة بيكهيون و أدخل معكِ بعلاقة زائفة لذا لم لا تُخبري جدتكِ أنكِ لا ترغبين بالزواج؟!... الأمر بسيط"
رفع حاجبيه و أخفضهما بحركة سريعة ساخرة بينما يُكمل
"أنتِ لستِ طفلة، صحيح ؟"
ابتسمت بزيف لتتكتف
"و هل تمكنت من رفض ذلك؟ "
همهم و كاد يتحدث لكنها قاطعته
" لم مازال جدك يحيك المؤامرات مع جدتي إذاً؟ "
تبادل معها النظرات بصمت، فإن كان جونغ إن اعترض على الزواج من قبل فهذه حقيقة
لكنه ادّعى موافقة جده بعدما ألقى به بمصحة للأمراض العقلية
"استغل خوفك؟"
عقد حاجبيه مُنزعجاً من تخمينها الذي أصاب الحقيقة فضحكت بخفوت
" إنه صديق جدتي لذا يُمكنني تخمين أفعاله بصورة صحيحة"
التزم كلاهما الصمت ليشيح جونغ إن بنظراته نحو أزهاره ثم فعلت هانييل المثل، و لدقائق طويلة لم ينقطع الصمت بينهما حتى تساءل جونغ إن
" إن كانت الشركة نقطة ضعفكِ فلمَ لمْ تفتتحي شركة خاصة بكِ؟"
حركت رأسها نحوه لتنظر إليه من الجانب قليلاً ثم أجابت
" هل يُمكنك التوقف عن ممارسة ألعاب الفيديو من أجل شخص آخر ؟"
"بالطبع لا، ليست مجرد لعبة بالنسبة لي"
"الشركة أيضاً ليست مجرد مصدر مال بالنسبة لي "
تنهدت بعمق و التفتت لتنظر إلى الأزهار أمامها
" منذ أكثر من عشرة أعوام و أنا أعمل بتلك الشركة ،قبل أن أتخرج كنت قد أصبحت جز....لا بل الشركة التي أصبحت جزءاً مني "
" أنتِ فقط خائفة من الفشل إن حاولتِ البدء من جديد "
ابتسمت بعدم تصديق وهي تميل برأسها نحوه
"يُمكنني أن أقع و أبذل قصارى جهدي لأقف مُجدداً لكن بهذه الشركة فقط...لا أريد شركة أخرى حتى و إن كانت أعلى قيمة من هذه...أنا أُقدّر الذكريات "
رمقها بنظرة صامتة لبعض الوقت ثم أنزل عينيه عنها بإبتسامة و التفت نحو أزهاره
"الآن تبدين كشخص ناضج"
"أنا ناضجة، كما أنني أكبر منك لذا قدم بعض الإحترام "
قهقه بخفوت و عض على سُفليته وهو يهز رأسه إلى الجانبين
" لا توجد امراة ناضجة تُهدد رجلاً بالتحرش"
سخر لتقلب عينيها
"سأفعل أي شيئ كي لا أخسر الشركة"
"هل جونغ إن يبتسم لها؟ "
تساءل السيد كيم بعدم تصديق فقهقهت السيدة يون و هي تُربت على كتفه
" ربما تنجح خطتنا"
ابتسم لها و أمسك بكفها بين خاصتيه بلطف
"شكراً لكِ "
بادلته الإبتسامة لتضغط على كفه و كلاهما يتبادل النظرات
____________
" كنت تضرب قدمي من أسفل الطاولة"
تذمرت تشانسوك فقهقه تشانيول بعدم تصديق ليبتلع ما بفمه ثم أشار إليها بسبابته
" هذا غير مقصود البتة، ساقاي طويلتان و تتخدران كلما طالت جلستي خلف المكتب"
برر كاذباً كي لا يفضح شروده بها خلال ساعات العمل ...لا يدري هذه المرة الكم التي تتحدث بها عن الأمر ذاته، لكن تشانيول في كل مرة كان يُصدم و...ربما كان يقع بحب ملامحها المتذمرة أكثر فأكثر
كلاهما كان يجلس على سطح الشركة فوق السور مُتقابلين بينما قدمي كلاً منهما تتدلى واحدة في الهواء الطلق و الأخرى أعلى أرضية السطح، تكاد تُلامس خاصة تشانيول الأرض على عكس ساق تشانسوك القصيرة
" ماذا عن نظراتك؟ أنت دائماً توسع عينيك كلما نظرت نحوي"
قهقه تشانيول و كاد يختنق بطعامه فوضع كفه على فمه سريعاً بينما يده الأخرى تركت الشطيرة بالعُلبة فهذه لم تكن المرة الأولى التي يختنق فيها بطعامه بسبب تشانسوك
"أمتلك أعين واسعة تشانسوك، أنتِ تتنمرين عليّ الآن"
فرّقت تشانسوك بين شفتيها كي تُبرر لكنها لم تجد ما تقوله
" و ماذا عن..."
"بالمُناسبة أرغب بإخباركِ عن شيئ ما"
قاطعها و تحمحم ليستقيم بجذعه ثم أشار إلى صدره و قال بأحرف واضحة
"أنا لست لعوباً ،و لم أستغل يوماً إعجاب إحداهن نحوي "
ضيّقت عينيها بعدم تصديق لتترك شطيرتها هي الأخرى و تخصرت
"أنت تكذب الآن في أمور رأيتها بعيناي"
رفع حاجبيه بسخرية ليعقد ذراعيه إلى صدره
"حقاً ؟!"
أومأت بثقة فأمال تشانيول برأسه نحوها حتى أصبح وجهه قريباً للغاية من خاصتها لتتوسع عينيها بتفاجؤ و هي تنظر إلى خاصتيه
مالت عينيه بإبتسامة و همس
"هل رأيتني أقترب من أي فتاة هكذا يوماً ؟"
رمشت وهي تتبادل النظرات بين عينيه ثم قضمت سُفليتها حين شعرت بمعدتها تنكمش بشدة
أخفضت نظراتها عنه و مالت برأسها للأسفل كطفلة صغيرة تم توبيخها و تمتمت بصوت بالكاد التقطته أذنيه
"لا"
"رأيتِ؟"
عاد برأسه إلى الخلف و فرق بين شفتيه يتنهد بعمق بصوت مكتوم كي لا يلفت انتباهها إليه...لكن تلك المسافة الصغيرة بينهما منذ لحظات كاد قلبه يتوقف بسببها
تحمحم ثم حمل الشطيرة مُجدداً
"هل تذهبين معي إلى السوق غداً؟"
رفعت تشانسوك عينيها نحوه ليرفع كتفيه و أخفضهما بحركة سريعة
"سيُعقد المهرجان في الغد لذا لنذهب سوياً، الأصدقاء يفعلون هذه الأمور كما تعرفين"
ادّعى انشغاله بالشطيرة نهاية حديثه فمالت تشانسوك برأسها بتفكير
"لا يُمكنني قضاء الوقت مع رجل وحدي لذا سأُخبر هيبا، هانييل و سوشيل أن تأتين معنا"
ابتسمت بوسع فتنهد تشانيول ليرتخي كتفيه بإحباط ثم رمقها بنظرة صامتة و هو يصرخ بداخله - نحن نتناول الغداء وحدنا كل يوم تقريباً -
"تبدو فكرة رائعة"
ابتسم بحماس زائف ثم حرك رأسه جانباً حتى أتته فكرة و التفت إليها مُجدداً
" لكن إن أتت هيبا و هانييل ألن نضطر إلى الإدّعاء بأننا حبيبين؟"
"اوه، هذا صحيح"
جفلت بإدراك فضم تشانيول شفتيه بقهقهة مكتومة ثم تحدث ببراءة زائفة
"لكن يمكن لسوشيل أن تأتي معنا "
أومأت توافقه فمسح تشانيول بقبضته أسفل أنفه يخفي ابتسامته....هو يعرف جيداً كيف يتخلص من سوشيل
___________
سبقت سوشيل سيهون بخطواتها إلى داخل غرفة التدريب فمالت عينيه بإبتسامة بسيطة لم تظهرها شفتيه
بالرغم من أن سيهون لم يذكر تلك القبلة السطحية التي حدثت بينهما إلا أن سوشيل كانت تحاول تجنبه خشية أن يفعل ذلك...و كأنها لا تذهب معه إلى التدريب كل يوم و تعود معه
و كأنها لا تتدرب معه وحدها قبل حضور الآخرين
تنهد سيهون بعمق حين وضعت كفها بخاصته ما إن دعاها لبدء الرقصة
عينيها كانتا تنظران إلى كل مكان عدا وجهه بينما هو كان مُستمتعاً بتفحص أدق تفاصيل وجهها، انفلتت منه قهقهة خافتة حين وعى على أفكاره التي تتغزل بوجهها حتى الهالات حول عينيها كانت جذابة بصورة غريبة فحركت سوشيل عينيها نحوه بإستغراب ليُغلق عينيه و أعاد فتحهما
"ماذا ؟"
همست بتلعثم فنفى برأسه بحركة بسيطة ثم ابتعد عنها ليشرب الماء
"ما الذي يحدث لي؟"
تمتم بإبتسامة ليرفع الزجاجة يرتشف منها القليل بينما سوشيل مالت برأسها بإستغراب وهي تنظر إلى ظهره بعدم فهم
لكن الآخر بالكاد كان يُسيطر على ضحكته، و عقله كان يصعب الحد من أفكاره
سيهون كان مفتوناً بكل ما يخص سوشيل ،هدوئها، رقصها، و حتى تفاصيل وجهها
كلما وقعت عينيه عليها أو مرت صورة سريعة لوجهها أمام عينيه ضربته رغبة قوية في تقبيل كل انش بوجهها
يُمكنه تفهم ذلك لكن....أي شخص عاقل تأتيه رغبة بتقبيل هدوء أو صوت شخص آخر ؟!
مسح على عنقه ليُحرك رأسه بدائرية ثم التفت إليها مُجدداً فجفلت حين تلاقت نظراتهما، و حين تقدم منها بخطواته أشاحت بنظراتها جانباً لتُشابك كفيها خلف ظهرها
"يمكنكِ أن ترتاحي إلى أن يأتي الآخرين"
تخطاها وهو يتحدث بهدوء فهمهمت سوشيل و التفتت كي تجلس حيث تركت حقيبتها لكنها توقفت في مكانها ما إن رأته يجلس هناك بجانب الحقيبة
ربت سيهون على الأرض يدعوها أن تجلس بجانبه فاقتربت سوشيل بتردد لتجلس على يمينه و حملت حقيبتها تضعها فوق ساقيها بعدما عقدتهما معاً و بتوتر أخرجت هاتفها تعبث به تحاول بذلك تجنب الحديث معه فاكتفى هو بمُراقبتها من الجانب
عقدت حاجبيها بإبتسامة حين رأت اسماً غريباً لمجموعة الدردشة الخاصة بفتيات العائلة ففتحت المحادثة و دخلت إليها ثم كان هناك الكثير من الرسائل الصوتية من جانب هيبا
وضعت السماعة بأذنها ثم فتحت الرسالة الأولى لينتفض جسدها بفزع حين قابلها صراخ هيبا
"هل يوجد خطب ما؟"
تساءل سيهون حين لاحظ تبدل ملامحها فنفت برأسها ثم ضحكت بخفوت
"إنها هيبا"
هزت رأسها إلى الجانبين لتُمرر المحادثة حتى وصلت إلى رسالة من هانييل هددت بها هيبا
(إن لم تتحدثي و تتوقفي عن الصراخ سأُخبر جدتي بالحقيقة و لتتورطي بهذا الزواج إلى الأبد)
و كان من الواضح أن الكُبرى لديها مشكلة مع جدتها و العمل بالوقت ذاته... و قد كان
وضعت سوشيل السماعة بأذنها مجدداً لتفتح رسالة هيبا التي تلت رسالة هانييل
"تلك الصغيرة وضعت رأسي بصحن الحساء...أريد العودة إلى المنزل، إنها مخيفة"
عقدت سوشيل حاجبيها بقلق حين سمعت صوت هيبا الباكي والتي لم يبدو بكائها زائفاً فحملت سوشيل هاتفها و انسحبت من الغرفة لتُلاحقها أعين سيهون بإهتمام حتى خرجت من الباب
"سوشيل، أرغب بالعودة إلى المنزل، لا أعرف كيف سأنظر بوجه بيكهيون بعد الآن؟ "
أتاها صوت هيبا الباكي ينتحب ما إن اتصلت بالصُغرى فضاقت عُقدة حاجبي سوشيل
"ماذا حدث ؟أين أنتِ ؟"
"بالمنزل"
استنشقت هيبا ماء أنفها بعبوس فهمهمت سوشيل بعدم فهم
"إذاً كيف تريدين العودة إلى المنزل؟"
"منزلي الحقيقي سوشيل "
صاحت بإنفعال ثم مسحت أسفل أنفها بقبضتها و تمتمت
" تلك الساحرة الشريرة وضعت وجهي بصحن الحساء و...أريد العودة إلى المنزل سوشيل"
انفجرت باكية نهاية حديثها فتنهدت سوشيل بعمق...و الآن فهمت لماذا تغير اسم مجموعة الدردشة إلى 'هيبا بنكهة الحساء'
"من فعل ذلك ؟"
"تلك الطفلة ...لا إنها شيطانة وليست طفلة البتة "
ارتفع حاجبي سوشيل بتفاجؤ
"تقصدين هارين؟"
"لا تنطقي بإسمها كي لا تظهر من اللامكان "
تنهدت سوشيل براحة
" ظننت كارثة حدثت "
" وهل هناك أسوأ من أنها أوقعت وجهي بصحن الحساء؟"
غمغمت هيبا ببكاء
" إنها طفلة هيبا فكيف ستفعل ذلك ؟كما أنها لطيفة و... "
"اللطف ليس شيئاً تعرفه"
اعترضت هيبا بعبوس فتنهدت سوشيل مُجدداً و همهمت
" أين بيكهيون ؟"
"ذهب إلى العمل لذا أختبئ بالغرفة كي لا تقتلني لكنني جائعة...لم أتناول شيئاً منذ الصباح"
غادرت هيبا شهقة خافتة اثر بكائها ثم عبثت بملاءة السرير
" لا أعرف كيف أخرج من الغرفة، الجوع سيقتلني"
"هل هناك شرفة أو نافذة بالغرفة ؟هل تُريدين أن أطلب طعاماً لكِ و تستلمينه من هناك ؟"
رغم عدم اقتناع سوشيل بما قالته هيبا نظراً لتاريخها الحافل بالقصص الدرامية التي نسجها خيال هيبا، إلا أنها سايرتها بالحديث كي لا تشعر هيبا بعدم الإهتمام
" إذا عرف ذاك القصير بذلك سأعلق معه بهذا الزواج إلى الأبد...انه يرفض أن أطلب الطعام من الخارج كي لا يُفسد صحة طفلته البريئة للغاية وهي بالطبع ستُخبره أنني أحضرت طعاماً من الخارج "
أطلقت 'ها' ساخرة نهاية حديثها فجعدت سوشيل ملامحها منزعجة من صوت الأخرى العالي
"أنا بالتدريب الآن لذا هل يُمكنكِ التحمل إلى أن أنتهي ؟"
تحدثت سوشيل على عجل حين رؤيتها بعض من زملائها بالتدريب قد وصلوا بالفعل فهمهمت هيبا وهي تومئ برأسها ثم اختبأت أسفل الغطاء بعد أن أنهت المكالمة
" سوشيل "
هتفت ميشا وهي تركض نحوها ثم تعلقت بعنقها وهي تحاوطه بجانبية
"لا أعرف بدونك كيف سأتحمل هؤلاء الحمقى"
ضحكت سوشيل بخفوت وهي تسير بجوارها فأكملت ميشا بهمس مسموع
"أنتِ السبب الذي يدفعني للمجيئ إلى هنا، إنهم مزعجين "
قضمت سوشيل سُفليتها بخجل بينما الأخرى أخذت تتحدث بعشوائية ،بداخل الغرفة لاحقتهما أعين سيهون بإبتسامة بسيطة ،و خلفهما كانت هناك أعين حاقدة غير معجبة بقُربهما....كارهة لوجود سوشيل
______________
وقفت سويون من مكانها حين رؤيتها كيونغسو يدخل إلى المقهى بينما يجر قدميه بإرهاق، و اقتربت منه ليميل بجبينه على كتفها
" تأخرت اليوم، كان لديك الكثير من المرضى؟"
رفعت أناملها لتعبث بشعره بلطف فأومأ ثم رفع رأسه لينظر إليها
"أكاد أفقد وعيي"
" لنترك السيارة هنا و لنعد إلى المنزل بسيارة أجرة أفضل"
همهم ليُقبّل وجنتها ثم ألقى بجبينه على كتفها مُجدداً فرفعت كفيها لتدفعه بلطف و احتضنت وجنتيه
" هيا لنعد إلى المنزل"
"ألا يُمكننا البقاء هنا ؟"
تذمر بتعب و كاد يُلقي رأسه على كتفها فرفعت رأسه ليُغلق عينيه
" لنعد إلى المنزل "
أصدر شخيراً خافتاً يدّعي النوم فقهقهت سويون لتتركه
"حسناً يُمكنك النوم هنا"
ابتعدت عنه لتحمل حقيبتها ثم سارت نحو باب الخروج فتأوه ليلحق بها
" أنتِ قاسية، كيف تتركين زوجكِ وحده؟"
رفعت كتفيها ببراءة زائفة فوقف كيونغسو خلفها يُعانقها بينما ذقنه اتكأ على كتفها ليُغلق عينيه حتى تصل سيارة أجرة
___________
شهقت هيبا لتركض نحو الباب حين سمعت صوت باب المنزل تلاه صوت بيكهيون
فتحت الباب فرأته يُعانق ابنته لتضم شفتيها بسعادة و الدموع عالقة بعينيها ثم ركضت نحوه ،و ما إن ترك بيكهيون هارين و استقام بوقفته ارتد جسده إلى الخلف حين عانقته هيبا بقوة
"و أخيراً أتيت"
رمش بيكهيون عدة مرات ليرفع يديه كي يُبعدها عنه لكن ما إن لاحظ وجود هارين اكتفى بالتربيت على ظهر هيبا بتردد
" لابُد أنك جائع"
هتفت هيبا وهي تبتعد عنه ثم ركضت نحو المطبخ بينما بيكهيون بقى في مكانه يحاول استيعاب ما حدث
تبادل النظرات مع هارين فأرغمت الصغيرة نفسها على رسم ابتسامة زائفة ليُقابلها والدها بأخرى متوترة
"هل يمكنني مساعدتك؟"
تساءلت هارين بتردد بينما تُشابك كفيها خلف ظهرها بطفولية ،و قلبها أخذ يخفق بوتيرة سريعة حين بقى والدها هادئاً لبعض الوقت
" تقصدين ملابسي؟"
أومأت فقهقه بيكهيون ليُبعثر شعرها بلطف
"بالطبع، و من سيُساعدني غيركِ"
اتسعت ابتسامة هارين لتُمسك بكف بيكهيون و سارت نحو غرفته بينما تسحبه خلفها
عقد بيكهيون ذراعيه إلى صدره حين تركت هارين يده و ركضت نحو الكرسي لتسحبه حيث خزانة ملابس والدها ،و إن كانت هارين اشتاقت إلى اختيار ملابس والدها فهو اشتاق إلى ذلك أضعافاً
تنهدت هيبا براحة و هي تعود إلى الغرفة ومعها تفاحة، بالرغم من انها لا تميل إلى الخضرة و الفاكهة أو أي شيئ قد يكون صحياً لكن بعد يوم طويل دون تناول شيئ...هذا يبدو كقبلة حياة.
تراجعت بخطواتها حين رأت هارين بالغرفة لتختبئ بجانب الحائط
مالت برأسها لتسترق النظر إلى داخل الغرفة و تحديداً حيث تلك الصغيرة و همست بسخرية
"هذه الماكرة الصغيرة تبدو بريئة أمامه "
ضيّقت عينيها وهي تراقب هارين حتى التفتت الصغيرة نحو بيكهيون بإبتسامة واسعة تناوله ملابسه
" شكراً أميرتي "
تمايلت هارين بدلال فارتفع طرف شفتي هيبا ثم حرّكت شفتيها بسخرية تُكرر شكر بيكهيون لإبنته
"شكراً أميرتي"
سحبت هارين الكرسي تُعيده إلى مكانه، و لم تعي هيبا على نفسها وهي تميل برأسها بإهتمام بينما تُراقب كيف تساعد هارين والدها كأنها فتاة ناضجة
" كيف كان يوم عملك؟ "
قهقهت هيبا بصوت مكتوم حين تساءلت هارين و بيكهيون هو الآخر سرد تفاصيل يومه كأنه يتحدث مع شخص يفهم ما يقوله
"ماذا يفعلان ؟"
تمتمت و هزت رأسها إلى الجانبين لتدخل إلى الغرفة فتوقف كلاهما عن الحديث و التفتا إليها
" لن تتناول الطعام؟"
تساءلت فهمهم بيكهيون بالنفي لتتنهد بإحباط...تأملت أن يطبخ لنفسه فتشاركه الطعام
"تناولت الغداء بالعمل ولا أشعر بالجوع"
همهمت وهي تبتسم بزيف ثم حركت عينيها نحو هارين لكن سُرعان ما أشاحت بنظراتها جانباً حين تلاقت نظراتها مع الصغيرة
اقتربت هيبا من السرير لتدفع الغطاء كي تستلقي هاربة من هارين و الجوع لكن صوت رنين الجرس أوقفها فرفعت عينيها تنظر إلى بيكهيون بأعين واسعة
و لم يفهم الأخير لم فُزعت هكذا
"سأفتح الباب؟"
قال بنبرة تميل إلى التساؤل ليعقد حاجبيه نحو هيبا ثم خرج من الغرفة فقفزت مبتعدة عن السرير و كادت تتعثر لولا أنها استعادت توازنها سريعاً وهي تلحق به
من المرعب أن تبقى وحدها مع هارين
فتح بيكهيون الباب فظهرن من خلفه سوشيل ،هانييل و تشانسوك التي تختبئ خلفهما بعبوس
"مرحباً"
ألقت سوشيل التحية بهدوء فهمهم إليها بيكهيون ثم تحرك جانباً يسمح لهن بالدخول
"هيـ..."
كاد يُنادي زوجته لكنها كانت قد اندفعت نحو قريباتها و دفعت كتفه في طريقها حتى تخدر فأغلق بيكهيون عينيه يحاول تمالك أعصابه
عانقتهن هيبا معاً بذراعيها وهي تنتحب فعقد بيكهيون حاجبيه ثم زفر ليُمسك بيد هارين و سحبها معه إلى غرفتها كي تنم
" لم أتوقع أن أقول ذلك لكن تلك العجوز كانت لطيفة معي"
تمتمت هيبا وهي تسحب سوشيل معها نحو غرفة المعيشة بينما هانييل و تشانسوك كانتا تلحقان بهما
" تبدين بخير"
أشارت لها هانييل بملامح تجعدت بإنزعاج فرمقتها هيبا بحدة لبضعة لحظات ثم التفتت لتنظر إلى سوشيل بعبوس
" تلك الصغيرة أغرقت وجهي بصحن الحساء "
برزت سُفليتها بعبوس و ألقت برأسها على كتف سوشيل فربتت الأخيرة على ظهرها
" ألا تشعرين بالخجل و أنتِ تبكين بسبب طفلة؟"
سخرت هانييل فأشارت لها سوشيل برأسها كي تلتزم الصمت ثم دفعت هيبا بلطف كي تبتعد عنها
"لم تشاجرتما ؟ "
" إنها تغار على والدها، ظننتها مجرد طفلة حمقاء حين هددتني سابقاً لكن...يا إلهي لا يُمكنني استيعاب سُرعتها حين دفعت الصحن نحوي و... "
ضمت هيبا شفتيها حين خرج بيكهيون من غرفة هارين فالتفتن نحوه ليومئ إليهن برأسه ثم توجّه إلى غُرفته
" من المفترض أنه حضّر الغداء قبل مغادرته... "
تحدثت هيبا مُجدداً ليلتفتن إليها فمسحت على عينيها الدامعتين
" لكن لم أجد شيئاً حين دخلت، لقد ألقت بما تبقى بسلة المهملات كي لا أتناوله أنا"
عقدت تشانسوك حاجبيها بخفة لتنظر إلى الأرض قليلاً ثم رفعت عينيها نحو هيبا
" هل حقاً هددتكِ؟ هارين فعلت ذلك؟ "
"أخبرتكن من قبل"
صرخت هيبا بهمس لتتبادلن النظرات
"إن كانت تغار على والدها فلتُهدديها به "
رفعت هانييل كتفيها ببساطة فهمست سوشيل بتحذير
" إنها طفلة"
"ولأنها طفلة يجب أن تتصرف وفقاً لسنها ،إن تركتها هيبا تُخيفها فستُصبح أسوأ...و بيكهيون يجب أن يعرف الحقيقة "
رفعت هانييل حاجبيها بصرامة نحو هيبا نهاية حديثها فتنهدت الصغرى بعبوس
" لن يُصدق ذلك...إنها تدّعي البراءة أمام الجميع، لا يُمكنكم تخيل كم هي مخيفة "
احتضنت جسدها الذي اقشعر لتذكر نظرات هارين فربتت سوشيل على فخذها ثم فتحت حقيبتها و أخرجت شطيرة من أجل هيبا لتتوسع أعين الأخيرة
"تناوليها الآن و أنا سأُلقي بغلافها في الخارج كي لا يعرف بيكهيون "
" أنتِ تُدللينها، هذه الصغيرة يجب أن تُصفع لأنها بكت بسبب طفلة بالكاد تصل إلى خصرها "
كشرت هيبا ملامحها وهي تتناول الشطيرة و تجاهلت الرد على هانييل لأنها كانت جائعة بالفعل...و الطعام كان الأهم بهذا الموقف - أو ربما دائماً بالنسبة إلى هيبا -
ودعتهن هيبا بوجه درامي حزين ثم دخلت بخطوات حذرة كي لا تُصدر صوتاً فتستيقظ هارين بسببه و تقتلها
ربما هيبا ستُهددها بوالدها لاحقاً...لكن لتتخطى ما حدث أولاً
استلقت على السرير خلف بيكهيون ثم أغلقت عينيها كي تنم لكن بعد لحظات سمعت صوت بيكهيون قريباً منها
"أشم رائحة مُريبة"
فتحت عينيها على وسعهما فرأت وجهه قريباً من خاصتها لتضع كفها على فمها سريعاً
"لم أتناول طعاماً سريعاً صدقني"
"طعام ماذا ؟"
عقد حاجبيه بعدم فهم ثم استقام بجذعه ليُبعثر شعره بنعاس و التفت بجسده كي يُقابلها فاعتدلت هى الأخرى بتردد و التفتت لتُقابله
" ما الذي تُخططن إليه ؟"
"من؟"
ضيّقت عينيها بعدم فهم ثم هتفت بـ'ااه' حين فهمت مقصده
" اشتقن إلى رؤيتي، لا يمكنهن البقاء على قيد الحياة دون رؤية هذا الوجه الجميل"
احتضنت وجنتيها لترمش بوتيرة سريعة تدّعي اللطافة فتجعدت ملامح بيكهيون بتقزز
أغلقت هيبا عينيها بقوة ثم أعادت فتحهما و هسهست من بين أسنانها بإبتسامة زائفة
" أتمنى أنك لا تقصد أنني قبيحة لأنني سأقوم بتقبيلك حينها "
قهقه بعدم تصديق و سحب الوسادة الصغيرة ليضرب بها وجهها
"أيتها الوقحة الصغيرة"
"لست صغيرة أيها القصير"
زفر بيكهيون بنفاذ صبر ليستلقي على السرير بإنزعاج ثم عقد ذراعيه إلى صدره و أغلق عينيه فضربت هيبا وجهه بالوسادة لينتفض مفزوعاً لكنها استلقت بلا مبالاة و التفتت لتُعطيه ظهرها
"إن اكتشفت أن هناك رهاناً آخر بينكن صدقيني ستعلقين معي بهذا الزواج "
" اذهب إلى النوم قبل أن أخرسك بطريقتي"
هددته فأمسك بيكهيون بالوسادة و رفعها رغبةً بضرب رأسها من الخلف لكنه تراجع عن تلك الفكرة و استلقى مُجدداً كي ينم
انتفضت هيبا من نومها صباحاً، بوقت باكر عن عادتها حين سمعت صوتاً بالغرفة يدل على استعداد بيكهيون للذهاب إلى العمل
رمقها بنظرة جانبية ثم تنهد و التفت لينظر إليها وهو يعقد ربطة عنقه
"سأرتدي ملابسي بغرفة هارين إن كان نومك خفيفاً هكذا"
"لا، لا"
نفت سريعاً و أرادت أن تصرخ بوجهه أن نومها ليس خفيفاً لكن خوفها من ابنته قوي ،إلا أنها اكتفت بالعبوس و كتمت صراخها بداخلها
" هل يجب أن تذهب إلى العمل اليوم؟ ربما اشتاقت هارين إلى رؤيتك و..."
"هارين ذهبت إلى المدرسة "
قاطعها بإستنكار ثم تنهد بعمق
" أعرف أنكِ تكرهين الأطفال لكن هارين لطيفة لذا لن يُزعجك وجودها"
قهقهت هيبا بصخب وهي تومئ إليه فتجعدت ملامح بيكهيون يشعر بالغرابة منها ،هز رأسه إلى الجانبين ثم التفت نحو المرآة مُجدداً، و ما إن انتهى حمل حقيبته ثم غادر إلى عمله
بينما هيبا عادت إلى النوم براحة فلا توجد شيطانة صغيرة قد تُعكر نومها
استيقظت بوقت متأخر لتتمدد ، اغتسلت ثم توجهت إلى المطبخ وهي تتمايل بنعاس كأنها شخص ثمل
بحثت بالمطبخ لكن لا يبدو أن بيكهيون قد حضّر شيئاً اليوم
" هذا القصير، ألا يطبخ سوى لإبنته ؟"
رفعت طرف شفتيها بإنزعاج ثم رفعت كتفيها ببراءة زائفة
"للأسف لا أعرف كيف أطبخ ؟"
قهقهت بشرٍ ثم ركضت إلى هاتفها كي تطلب طعاماً من الخارج
جلست على الأريكة بعشوائية ،مددت ساقيها على الطاولة أمامها بينما ذراعها كان يُحيط بعلبة دجاج مقرمش
كانت تشاهد فيلماً بإستمتاع وهي تتناول الدجاج إلى أن سمعت صوت رنين الجرس فمسحت على شفتيها بعشوائية و لململت الطعام لتركض به نحو الباب كي ترى من هذا الذي وضع اصبعه على زر الجرس و لم يتركه
"ااه انها المشعوذة"
همست بفزع لتركض إلى غرفتها ثم أغلقت الباب و أوصدته خلفها تاركة هارين تدق الجرس في الخارج دون توقف
To be continued...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top