15

Start

وقفت هانييل من مكانها لتضع الملفات بحقيبتها ثم ألقت نظرة نحو جونغ إن المشغول باللعب

سحبت الوسادة و ألقتها نحوه فعقد حاجبيه و خلع سماعاته ليلتفت إليها بإنزعاج

"سأُغادر"

زم شفتيه في خط مستقيم و أومأ بلا مُبالاة فأشارت اليه بعدها بسخرية

"سيكون رائعاً إن وضعت مكتباً هنا فمراجعة الملفات على السرير غير مريحة"

انفلتت منه قهقهة قصيرة مصدومة ليميل برأسه بتساؤل ساخر

"هل تنوين افتتاح شركة بغرفتي؟"

"ربما"

رفعت كتفيها و أخفضتهما بحركة سريعة ثم حملت حقيبتها لتُغادر الغرفة و عينيه تُتابعها بعدم تصديق إلى حين رؤيته جونميون يدخل إلى الغرفة و هو يُشير إلى الخلف فقلب جونغ إن عينيه

"هل أتخيل أم أنني رأيت امرأة تخرج من غرفتك للتو؟"

رفع جونميون حاجبيه بذهول فتنهد جونغ إن بعمق و أغلق الجهاز ليلتفت بجسده يُقابله

" لم أظنك تحسنت إلى هذا الحد الذي.."

"لا تفكر كثيراً، إنها هانييل"

قاطعه بإنزعاج و تكتف فهمس جونميون بخفوت

"اوه"

و اقترب ليجلس على طرف السرير مقابلاً له

" هذا يجعلني أفكر أكثر"

"هل تريدني أن أطردك الآن؟"

رمقه جونغ إن بحنق فضحك الآخر بخفوت ثم أومأ

"سأتوقف عن إزعاجك لكن قبل بدء الجلسة هلا أخبرتني بهذه القصة ؟يبدو أمراً مشوقاً"

وضع جونميون القدم فوق الأخرى ليتكئ بذقنه على قبضته ينتظر أن يسرد له جونغ إن بينما الآخر رمقه بنظرة فارغة

_____________

لوى بيكهيون شفتيه بضيق و هو يلقي نظرة بين الحين و الآخر نحو غرفة النوم حيث دخلت هيبا منذ الصباح

لم تتناول شيئاً منذ الصباح، و تلك كانت المشكلة الوحيدة التي تعاني منها هيبا

عدا ذلك لم تكن تشعر بالحزن أو أي دراما أخرى نُسجت بخيال بيكهيون

استقام من مكانه حين دق جرس المنزل ليستلم البيتزا ثم توجه إلى المطبخ ليضعها على طاولة الطعام و خرج بعدها متوجهاً إلى الغرفة

طرق الباب و تحمحم بعدها

"هيبا...لم تتناولي شيئاً منذ الصباح"

قضم شفتيه بتوتر حين لم يتلقى رداً بينما الأخرى أومأت من أسفل الغطاء بعبوس وهي تحتضن معدتها

هيبا كانت مستعدة للخروج حتى و إن لم يترجاها، فقط ليعرض عليها تناول الطعام و ستخرج

لذا ما إن طرق الباب مُجدداً قفزت من فوق السرير و ركضت نحو الباب لتفتحه

تحمحم بيكهيون حين قابلته بعبوس ليحك مؤخرة رأسه بتوتر

"أحضرت البيتزا كإعتذار و..."

صرخت بحماس و ركضت باحثة عن البيتزا فجفل بيكهيون من صراخها و بقى في مكانه لبعض الوقت يحاول استيعاب ما حدث

ظن أن الأمر سيكون أكثر صعوبة من ذلك

نفخ وجنتيه ثم زفر بعمق قبل أن يلحق بها حيث كانت قد بدأت تناول الطعام بدونه بالفعل

سحب المقعد ليجلس ثم ألقى نظرة أخرى عليها حيث تلتهم الطعام بإستمتاع و ابتسامة واسعة فابتلع ريقه قبل أن يقول بتردد

"بشأن الصباح... لم أقصد ذكر والدكِ أو شيئاً من هذا القبيل، كنت أتحدث عن نفسي و..."

ضم شفتيه حين ظلت تومئ إليه ولا يبدو أنها تنصت إلى ما يقوله فحرك عينيه جانباً لوهلة و هو يعتدل بجلسته بغير راحة

"آسف"

نكز ذراعها بسبابته كي تنظر إليه فالتفتت إليه برأسها و رمقته بعدم فهم قبل أن تومئ بعدما استوعبت ما يقوله

" حسناً "

رفعت كتفيها بلا مبالاة فانفلتت منه قهقهة خافتة و أمسك بوجنتها بكف ليمد يده الأخرى يمسح بها بلطف على شفتيها

"أنتِ فوضوية أكثر من هارين"

توقفت هيبا عن مضغ الطعام و هي تنظر إليه لعدة لحظات قبل أن تبتلع ما بفمها و عادت برأسها إلى الخلف كي يتركها ثم مسحت هي على شفتيها

"سأُسامحك لكن قم بتنظيف الفوضى من ليلة البارحة، لقد جرحت مشاعري بالفعل لذا قلبي حزين و جسدي مرهق من الحزن "

قلبت شفتيها بعبوس بينما تربت على صدرها بدرامية فضحك بيكهيون ليهز رأسه إلى الجانبين

"أنهيت التنظيف بالفعل"

"رجل جيد"

ربتت على كتفه و التفتت مُجدداً نحو الطعام لتصب كامل اهتمامها عليه فحرك بيكهيون عينيه نحو علبة البيتزا ثم قال بهدوء

" وافقت أن تطلبي طعاماً من الخارج البارحة، و اليوم طلبت البيتزا فقط لأعتذر لكن ما إن تأتي هارين إلى هنا أتمنى أن لا يدخل هذا النوع من الطعام إلى المنزل"

أصدرت صوتاً قصيراً ساخراً وهي تقلب عينيها فضغط بيكهيون فكيه بإنزعاج ثم ابتسم بزيف

"و توقفي عن هذا التصرف، إنه وقح"

نفخت أنفها و قلبت شفتها السُفلى بلا مبالاة و هي تلف بوجهها إلى الجانب الآخر فتنهد بيكهيون ليهز رأسه بيأس

_______________

"اهتم بالأمور هنا"

سيهون أشار إلى جوهيون برأسه قبل أن يلتفت كي يُغادر فاقتربت منه هيجين لتُمسك بذراعه و ابتسمت بوسع

" سأذهب معك"

همهم بالنفي ليزيح يدها بعيداً عن ذراعه بحركة غير ملحوظة كي لا يحرجها ثم وضع كفيه بجيوب بنطاله

"ميشا ستأتي معي"

"دائماً ما نذهب جميعاً فلماذا..."

"انهن ثلاثة متدربات فأين تتوقعين أن تجلسي؟"

قاطعتها ميشا لتقف بجوار سيهون مُتكتفة فرفعت هيجين حاجبيها و ابتسمت بزيف

"يمكنني اللحاق بكم مع إحدى المتدربات..."

قلبت عينيها نحو سيهون ثم أكملت بنبرة ساخرة

" ربما مع سوشيل"

" اسمعيني جيداً هيجين أنا لا أريد أن.. "

اقتربت منها ميشا بإنزعاج فوضع سيهون ذراعه أمامها كي تتوقف لتنظر إليه ،و ما إن هز رأسه بالنفي بحركة بسيطة ميشا زفرت بحنق ثم عادت لتقف بجانبه

" أعطني المفتاح"

ناولها مفتاح السيارة لتُغادر مع المتدربات الثلاثة تسبقه إلى السيارة بينما هيجين أمسكت بيده مُجدداً

" لنتناول الغداء معاً، أريد أن أتحدث معك بأمر ما   ،هل أذهب إلى منزلك؟ "

تنهد سيهون بعمق ليدفع يدها بخفة ثم همهم

"لاحقاً"

تركها ليلحق بميشا و المتدربات، حين صعد إلى السيارة رمقته ميشا بأعين ضاقت بشك فابتسم بخفة ثم دفع جبينها بسبابته

"توقفي عن العبوس"

زمت شفتيها في خط مستقيم تدّعي الانزعاج فهز رأسه إلى الجانبين ثم التفت ليدير محرك السيارة

أمسك بالمرآة الأمامية ليعدلها فتوقف حين رؤيته أعين سوشيل تنظر إليه من الخلف فـمال برأسه قليلاً بينما يرفع حاجبيه

جفلت سوشيل حين اتسعت ابتسامته لتنظر حيث يفعل فرأته ينظر إليها من خلال المرآة فضمت شفتيها و التفتت بخجل تنظر إلى النافذة بجوارها

قاد سيهون نحو وجهتهم إلى أن وصلوا فخرج أولاً ثم سبقهم بخطواته إلى مكان يبدو كموقف سيارات يقع بمنطقة معزولة نوعاً ما و هناك العديد من السيارات تقف في الخارج بعشوائية

دفع سيهون الباب فقابلهم صوت صراخ متحمس يأتي من الداخل يمتزج مع صوت الموسيقى العالية فجعدت سوشيل ملامحها بضيق لتسير بغير راحة خلفهن كي تدخل حين وقف سيهون بجانبية يسمح لهن بالدخول

تقدمتهن ميشا و هي تسير بخطوات حذرة بين تلك الأجساد المتلاصقة تقريباً

بينما سيهون كان يسير خلف سوشيل بخطوة بينما يحيط خصرها بذراعه دون تلامس كحركة تلقائية في حمايتها حتى وصلوا إلى المقدمة حيث أصبح أكثر وضوحاً سبب ذاك الصراخ

كان بالمنتصف مجموعة من الراقصين كفريقين مُتنافسين فتوسعت أعين مينا بحماس لتصرخ بصخب تشجعهم بينما ميشا أشارت من موقعها إلى منسق الموسيقى فأخفض الصوت قليلاً ثم هتف

"ها قد أتى ضيفنا اوه سيهون"

أومأ سيهون بحركة بسيطة و ابتسامة بالكاد تلاحظ حين تعالت أصوات الصراخ ثم انحنى قليلاً نحو مُتدرباته ليقول بهدوء

" ستتنافسن معهم"

التفتن إليه فأشار بعينيه إلى فريق يرتدي ثياباً غلب عليها اللون الأسود و الأحمر بأسلوب شوارع طاغٍ عليها و من بينهم كان هناك اثنين لا يبدوان آسيويين من ملامحهما الغربية الشقراء

"ابذلن ما بوسعكن"

تلقى إيماءة متحمسة من مينا بينما يونا بدت مُترددة، و ملامح سوشيل الهادئة لم تُبدي ما تشعر به من توتر هي الأخرى

" إنها ليست مسابقة رسمية لذا لا بأس بالخسارة"

أشارت إليهن ميشا بعدم اهتمام ثم قهقهت حين رمقها سيهون بجانبية

"هيا ،هيا دوركن "

هتفت ميشا وهي تدفعهن من الخلف فتقدمن من تلك الساحة الصغيرة بالمنتصف أمام الفريق الذي يفترض بهن أن تتنافسن معه ثم التفتن إلى بعضهن تتهامسن حول الرقصة بينما ميشا عادت لتقف بجوار سيهون

" هل كان يجب أن ننتظر قليلاً؟"

تساءل سيهون بقلق بدا بنبرته الهادئة بينما عينيه لم تكن تنظر سوى إلى سوشيل التي لم يغفل عن توترها

"اوه سيهون يطرح هذا السؤال؟ يا ترى لماذا ؟"

رفعت حاجبيها و هي تقترب من كتفه بسخرية فرمقها بنظرة جانبية ثم دفع جبينها بسبابته لتضحك

" لا تقلق بشأن سوشيل، إنها ماهرة"

تنهد بعمق ثم عقد ذراعيه إلى صدره حين عاد الفريق المنافس إلى الخلف يترك لهن الفرصة للبدء

بدأت الموسيقى بإيقاع سريع يضج بالحيوية فتقدمت سوشيل مع مينا و يونا إلى منطقة المنتصف بمظهر متناسق و أعينهن تمركزت على الجمهور، تسلطت عليهن الأضواء لتتخذن وضع الاستعداد

بدأت سوشيل بالتحرك بحركات خفيفة وسريعة للذراعين، بينما تنزل بجسدها نحو الأسفل مع ثني ركبتها، و ببطئ بدأت بالالتفاف والدوران في مكانها، لتجذب انتباه الجمهور فعقد سيهون حاجبيه بخفة وهو يميل برأسه

تقدمتا مينا و يونا خطوة إلى الأمام لتقوما بحركات نقر سريعة بالأقدام  حيث تتحرك أقدامهما بسرعة وإيقاعية في خطوات متناغمة فاقتربت سوشيل تشاركهن بتكرار الحركات ببطء أولاً، ثم أسرعت تدريجياً حتى تتوافق مع إيقاعهن، ليظهرن كفريق واحد

و هتاف الجمهور المتحمس مع رقصتهن كان مريحاً لثلاثتهن حتى اقترب الفريق الآخر يُقلدهن بخطوات ساخرة فتوقفن عن الرقص لتتبادلن النظرات بتوتر ثم بدأن بالتراجع إلى الخلف حين بدأ الآخرين في الرقص بخطوات سريعة

تنفسن بعمق و تبادلن النظرات مُجدداً
قبل أن تتخذ سوشيل خطوة إلى الأمام حيث تبدأ بتحريك ذراعيها بشكل مفاجئ ومتقطع، ثم رفعت إحدى قدميها و دارت بجسدها بطريقة مبتكرة مع الحفاظ على إيقاع متناسق فلحقتا بها يونا و مينا تقومان  بحركات تكميلية، حيث يقمن بتبديل أدوار بينهن في القيادة والوقوف خلف سوشيل، لتُضفن لمسة حيوية للرقصة وتظهرا وكأنهما تدوران حولها

مع وصول الإيقاع إلى ذروته، تراجعت سوشيل بخطوات سريعة إلى الخلف لتأخذ مسافة، ثم ركضت للأمام و قفزت في الهواء ثم دارت حول نفسها بحركة عالية، وعندما هبطت على الأرض توقفت في وضعية ثابتة وجذابة، يديها ممدودتان ورأسها مائل قليلاً، وعينيها مركزة نحو الجمهور بثقة زائفة

دفعتها فتاة من الفريق المنافس فكادت تفقد توازنها لولا أن أسرعتا يونا و مينا لتُمسكان بها فضمت شفتيها المُرتجفتين ثم تشبثت بذراعهما و هي تعود معهما إلى الخلف حين بدأ الفريق الآخر بالرقص من جديد بحركات هزلية ساخرة منهن قبل اتباع خطواتهم الراقصة الخاصة بهم

اقترب سيهون مع ميشا ليقفا أمام المتدربات الثلاثة ثم التفت إليهن برأسه و أشار لهن بحاجبيه أن تتراجعن إلى الخلف ففعلن ذلك بتردد

أمسك سيهون بيد ميشا لتبتسم بثقة ثم تقدمت معه بخطوات سلسة نحو الفريق الآخر تستكملان رقصة المتدربات بسلاسة دون إهتمام للأسلوب الساخر الذي يتبعه الفريق المنافس

في طريق العودة كانت السيارة صاخبة بسبب مينا التي تتحدث بإنبهار تارة و تارة أخرى تتذمر مما حدث بينما أعين سيهون كانت تسترق النظر إلى سوشيل الهادئة حيث تميل بوجنتها على كفها و عينيها اللامعتين تنظران إلى الطريق من خلف النافذة بشرود

تقدم سيهون من المصعد يسبق سوشيل بخطواته ليفتح الباب من أجلها بينما يُتابعها بعينيه بحذر

كانت تحيطها هالة من الحزن و الكآبة رغم ملامحها الهادئة التي لا تُبدي ذلك

وقف بجوارها و عينيه كانت تُمرر على وجهها بقلق حتى فُتح باب المصعد فسبقته نحو شقتها ليسير نحو شقته بخطوات بطيئة دون أن يبعد عينيه عنها

رؤيتها تشوشت بسبب تلك الدموع العالقة بها و بالكاد كانت تسيطر على ارتجاف يدها لكنها لم تتمكن من رؤية مدخل المفتاح فتوقفت عن المحاولة لعدة لحظات و أغلقت عينيها بقوة

ذاك الشعور المرير بداخلها لم تعرف كيف تصفه، كان ثقيلاً ،فارغاً و مؤلماً بالوقت ذاته

شعرت بجسد سيهون خلفها يُحيطها بذراعيه بلطف يحتويها إلى صدره فضمت شفتيها بعبوس

"كُنتِ رائعة"

همس بلطف ثم شعرت به يضع قبلة رقيقة على مؤخرة رأسها

فك عقدة ذراعيه حول كتفيها قليلاً ليُديرها إليه كي تُقابله ففرّقت سوشيل بين جفونها لتنظر إليه بأعين حمراء بالكاد تسيطر عليها كي لا تُسقط دموعها الغزيرة

رفع كفيه نحو وجنتيها ليُعانقها و برقّة لاطفهما بإبهاميه

" آسف إن كان ما حدث قد جرح مشاعركِ، ربما كان يجب أن أخبركِ سابقاً"

ابتلعت غصتها لتهمس بصوتٍ مُختنق و أخفضت نظراتها عنه

"آسفة لأنني فقدت السيطرة على توتري و..."

ابتسم ليُقاطعها بهمس خافت

"هذه ليست سوشيل التي وقفت أمامي بثقة تخبرني أنها تستحق الإنضمام إلى فريقي"

رفعت عينيها نحو خاصتيه لتتسع ابتسامته حين انزلقت دمعة منها فمحاها بإبهامه

"أرغب بدعوتكِ إلى رقصة غداً قبل بدء التدريب "

عقدت حاجبيها بخفة ليجعد أنفه بإبتسامة و هو ينقر أنفها بسبابته بحركة سريعة ثم سحب المفتاح من يدها ليفتح الباب من أجلها

" هيا اذهبي إلى النوم ولا تفكري في أي شيء"

دفعها من الخلف فالتفتت إليه بعدما دخلت إلى الشقة

"يمكنكِ التفكير بي فقط"

مازحها فانفلتت منها ضحكة صامتة جعلته يتنهد

"تُصبحين على خير"

____________

"يا إلهي، هل تزوجت خنزيراً ؟ما هذه الفوضى؟"

تمتم بيكهيون بعدم تصديق وهو ينظر إلى الفوضى التي افتعلتها زوجته بغرفة المعيشة...ربما لم يكن شيئاً جديداً فهذا يحدث منذ اليوم الأول لزواجهما لكن بيكهيون مازال لا يُصدق أن هناك شخصاً قذراً، كسولاً و مُحباً للأكل في الحياة الواقعية

ظن أن تلك الشخصيات خيالية

مسّد جبينه و سار نحو الغرفة ليطرق الباب ثم فتحه فرآها تنام بعشوائية

"إنها الثانية عشر"

قهقه بعدم تصديق و اقترب منها لينكز كتفها لكنها لم تتحرك

"هيبا استيقظي"

نكز كتفها مُجدداً لكنها لم تتحرك فنكز وجنتيها لتتجعد ملامحها بإنزعاج ثم ارتخت سريعاً

"هيبا استيقظي"

هتف بصوت منزعج فانتفضت من نومها

"ماذا لم أفعل شيئاً جـ... ااه هذا أنت؟ "

تحولت نبرتها المفزوعة إلى أخرى أكثر راحة حين كان بيكهيون و ليست جدتها التي ظنتها أتت لتوبيخها

"نظفي غرفة المعيشة"

"أشعر بالنعاس"

تثاءبت و سحبت الغطاء تضعه فوق رأسها لتستلقي مُجدداً فسحب بيكهيون الغطاء بعيداً عنها

" سأذهب إلى الشركة و بعدها سأذهب لإحضار هارين لذا قومي بتنظيف غرفة المعيشة و إياكِ أن تحضري طعاماً غير صحي إلى المنزل منذ هذه اللحظة"

عقدت حاجبيها و كادت تعترض فقاطعها بصرامة

" هذا كان اتفاقنا منذ البداية لذا طوال فترة هذا العقد الزائف عليكِ أن تتبعي الإتفاق ولا تُفسدي النظام الذي وضعته لإبنتي "

رفعت طرف شفتيها بسخرية فصفع جبينها لتتأوه

" لا للوقاحة أيتها الصغيرة "

عقدت حاجبيها بغضب و استقامت بجذعها لترمقه بحنق

"لست صغيرة أيها القصير "

تنفس بيكهيون بعمق ثم استقام من مكانه

" إن عدت و كانت غرفة المعيشة غير نظيفة فلتودعي الدراسة و حياة العزوبية لأنكِ ستكونين عالقة معي"

شخرت ساخرة و كادت تسخر منه بحديثها لكنه تجاهلها و خرج لتقلب شفتيها و هي ترفع عينيها تستكمل سخريتها بعد رحيله

لكنها سرعان ما تذكرت أمراً أكثر أهمية، حربها مع تلك الصغيرة التي ستأتي اليوم و....هيبا ابتسمت بوسع ابتسامة خبيثة

_______________

خلعت سوشيل سُترتها لتضعها فوق الحقيبة ثم التفتت إلى سيهون فأشار لها بعينيه أن تقترب منه

" سأُخبركِ بأمر يجب أن تستعدي إليه جيداً"

وضع باطن كفه على خاصتها ليرفعه إلى الأعلى فحركت سوشيل عينيها مع كفيهما

"بمسابقات الرقص...خلف الكواليس أشبه بكابوس"

حركت عينيها نحو خاصتيه فابتسم ليدفعها إلى الخلف على حين غرة و أمسك بأناملها يجذبها إليه مرة أخرى فوضعت كفها على صدره بتلقائية

أنزل نظراته حيث كفها التي تموضعت فوق صدره لترتفع زاوية شفتيه بإبتسامة بسيطة

" أنتِ، مينا و يونا، ثلاثتكن مُبتدئات لذا ستسمعن الكثير من الكلمات اللاذعة و التي تعبث بجانبكن النفسي كي تفقدن الثقة"

دفعها مُجدداً و ترك يدها ليدور من حولها فلاحقته بعينيها

" الكثير ينسحبون من هذا المجال بسبب ذلك لذا أحاول تهيئة جميع أعضاء الفريق لهذا النوع من المواقف "

وقف أمامها و مد يده نحوها يدعوها إلى الرقص فتحركت معه وعينيها تنظران إلى خاصتيه

" يمكنني الشعور بضعف جسدك..."

فرّقت بين شفتيها كي تتحدث فقاطعها قبل أن تفعل

"لا أقصد نحافته و إنما أشعر بتلك الطاقة السلبية التي تنبعث منه بسبب ما حدث البارحة "

توقفت عن الرقص فقال سريعاً

"لا تتوقفي"

ابتلعت ريقها و حركت جسدها تتبع خطواته

"حدث معي ذلك كثيراً... السخرية أو الدفع من الفريق المنافس"

تبادلت معه النظرات لبعض الوقت في صمت حتى همست

" و ماذا فعلت ؟"

رفع كتفيه و أنفاسه بدأت تتخلل حديثه بسبب رقصه

"الضرب كانت الفكرة التي تسيطر على عقلي بكل مرة أتعرض فيها إلى موقف كهذا"

"أنت تكذب الآن "

همست بعدم تصديق فضحك بخفوت لينفي برأسه

" إنها الحقيقة...أعرف سوء هذا الشعور لذا قبل خوض المسابقات الحقيقية أحرص على أن يكون أعضاء فريقي مستعدين لذلك..."

"هل كنت غاضباً ؟"

قاطعته بتساؤل بدا به شعورها بالضيق مما حدث باليوم السابق فنفى برأسه و اقترب منها ليقف أمامها وهو يلتقط أنفاسه

"أقلق على المتدربين و ليس منهم "

مال نحوها ليتكئ بجبينه على خاصتها و تنفس بعمق

" و أنتِ لستِ مجرد متدربة بالنسبة لي "

ضمت شفتيها بخجل لترفع عينيها نحوه فابتعد عنها قليلاً و رفع كفه ليُمررها على شعرها بلطف

"سأحرص على أن تكوني مستعدة دائماً لهذه المواقف لكن لا أريد رؤيتكِ حزينة كما البارحة"

توقفت حركة كفه بجوار عنقها و تسلل إليه ليُعانق جانبه بينما ابهامه لاطف فكها ليبتسم سيهون

" هل تُريدين أن أذهب لأبرح ذاك الفريق ضرباً؟"

قهقهت سوشيل بخفوت

"لا يمكنني تخيلك تضرب شخص ما "

اتسعت ابتسامة سيهون وهو ينظر إلى ابتسامتها المرهقة ليميل نحو جبينها و ترك عليه قبلة طويلة اقشعر لها بدنها و قلبها تسارعت نبضاته

" أريد رؤية ابتسامتكِ دائماً"

" أنا لا أبتسم كثيراً "

تمتمت بخجل تقصد بحديثها أنها شخص بلا مشاعر كما لمّحت بحديثها من قبل فتجاهل سيهون تلميحها و همس بعبث وهو يميل نحوها أكثر يقلص المسافة بينهما

"أهذا يعني أنني مميز لجعلكِ تضحكين؟"

رفعت حاجبيها لتنظر إليه بتفاجؤ فاتسعت ابتسامته و هو يتبادل معها النظرات

" أنتِ تُفقدينني صوابي"

تمتم بتنهيدة ثقيلة و رفع كفه الأخرى ليحتضن بها الجانب الآخر من عُنقها

تبادلا النظرات لعدة لحظات حتى استرق سيهون نظرة نحو شفتيها ليميل برأسه ببطئ يترك لها الفرصة للرفض إن أرادت في حين ارتبكت هي لكنها لم تدفعه

شعرت بأنفاسه الدافئة تُلاطف وجهها حتى شعرت بشفتيه تُلامسان خاصتيها لكنها دفعته سريعاً و ابتعدت عنه لتعود حيث تركت حقيبتها حين دخل الآخرين إلى الغرفة

تنهد سيهون بعمق و عينيه تتابعان تحركاتها المُتخبطة تُبدي خجلها، كانت هناك تهامسات و ابتسامات بين الآخرين بعد رؤيتهم لتلك الوضعية التي لم تبدو كسوء فهم

في حين وقفت هيجين في مكانها تنظر تارة نحو سيهون، و تارة أخرى نحو سوشيل المُرتبكة

__________

"تشانسوك "

جفلت المقصودة و التفتت إلى تشانيول الذي سار نحوها بخطوات واسعة حتى وقف أمامها

"سأقلكِ إلى المنزل"

نفت برأسها وهي تتلفت حولها بتوتر ليبتسم

"سوهيون غادرت بالفعل لذا لا تقلقي"

جفلت مجدداً لترفع عينيها نحوه ثم تحمحمت و تكتفت تدّعي اللامبالاة

" لست قلقة بالطبع"

ارتجفت قهقهتها الزائفة لتفك عقدة ذراعيها ثم ابتلعت ريقها لتشيح بنظراتها جانباً

" كنت ذاهبة لأشتري البقالة أولاً لذا غادر أنت"

"يالها من صدفة ، أنا الآخر كنت على وشك شراء البقالة"

لوت تشانسوك شفتيها لتنظر إليه تبحث عن كذبة فعاد خطوتين إلى الخلف حيث سيارته ثم فتح الباب من أجلها

"سأشتريها من هنا، المكان قريب و..."

أغلق باب السيارة ثم عاد خطواته إليها

" لا بأس يمكنني أن أسير معكِ "

" ليس هناك داعٍ لذلك "

" اوه "

همس بخفوت ثم أومأ

"حسناً...أردت فقط أن يُساعدني أحد ما لأنني لا أعرف كيف أشتري البقالة لكن لا بأس لا تهتمي لأمري "

أشار إليها و هو يعود إلى الخلف ثم التفت نحو سيارته بحزن زائف فقضمت تشانسوك سُفليتها بتوتر لتنظر في الأرجاء كي تتأكد أن لا أحد يراهما ثم ركضت لتسبقه إلى السيارة قبل أن يراها أحد بينما تقول على عجل

" يمكنك أن تقلني فالمكان ليس قريباً "

ضم تشانيول شفتيه يخفي ابتسامته ثم تنفس بعمق و محى ابتسامته قبل أن يصعد إلى السيارة هو الآخر

لاحق تشانسوك بعربة التسوق خاصته يضع أغراضاً عشوائية لا يدري فيم يستخدمها، لكن كلما وضعت يدها على شيئ يفعل المثل

ابتسم ببلاهة حين تخيلهما كزوجين يتسوقان معاً و لم يستفق سوى حين تعركل بخطواته و كاد يقع فالتفتت لتنظر إليه بإستغراب

استقام بجذعه و ابتسم بوجهها ثم التفت بإحراج يدّعي بحثه عن شيئ ما فرفعت تشانسوك كتفيها ثم أكملت طريقها حتى وقفت أمام طاولة الدفع لتضع أغراضها فوقها ففعل تشانيول المثل و وقف بجوارها عاقداً ذراعيه إلى صدره ينتظر من البائع تعبئة البقالة

"تفضل سيدي"

ابتسم تشانيول بمجاملة ليحمل أغراضه ثم ناول تشانسوك خاصتها

"كلانا"

أشار إلى نفسه ثم تشانسوك و هو يمد ببطاقة الدفع إلى البائع فاعترضت تشانسوك

"سأدفع لنفسي"

نظر إليها كلاهما فعقدت حاجبيها بشدة عابسة تُبدي اعتراضها فقهقه تشانيول بخفوت ثم أومأ

ابتسمت بوسع حين دفع لنفسه فقط ثم مدت بطاقتها هي الأخرى كي تدفع حسابها والتفتت تنظر إلى تشانيول بسعادة فغادرته تنهيدة عميقة خرجت من قلبه الصاخب

"لم قمت بشراء هذه الأغراض؟ أنت لا تعرف كيف تطبخ"

تساءلت و هي تلحق به فتوسعت أعين تشانيول حين أدرك ذلك و أسرع بخطواته يتهرب منها ليضع أغراضه في السيارة ثم ساعدها بوضع أغراضها هي الأخرى على المقاعد الخلفية

" هل تحصل على دورة طبخ؟ أم أن والدتك أتت لزيارتك ؟"

قلبت شفتيها بتفكير ما إن صعدت إلى جانبه تجلس بمقعدها فضم تشانيول شفتيه لوهلة ثم تحمحم كاذباً

"لا وقت لدي للذهاب إلى دورة طبخ أو غيرها لذا كنت أفكر في تعلم الطبخ بنفسي كي لا أُزعجكِ"

أومأت تشانسوك بتفهم ثم وضعت حزام الأمان ليُغلق تشانيول عينيه يصفع نفسه داخلياً فها هو يُفسد فرصته بالحصول على ما تقدمه إليه كي لا يكشف حقيقة أنه ذهب ليكون معها فقط

تنهد بإحباط حين لم تُعلق تشانسوك على الأمر و قلب شفتيه بعبوس ليُدير محرك السيارة ثم قاد بكتفين ترهلا

أوقف السيارة أمام منزلها ثم التفت بجذعه ليُحضر حقائب البقالة من أجلها و ناولها إياها لتبتسم تشانسوك

"إذا لم تنجح بالطبخ يُمكنك أن تخبرني بذلك و لا تتردد، لا أنزعج من تحضير الطعام"

أغلق تشانيول عينيه بقوة و فتحهما في حركة سريعة يحاول السيطرة على ابتسامته البلهاء كي لا تُفزعها ليومئ بجمود

مالت برأسها بإبتسامة قبل أن تخرج من السيارة فتابعها بعينيه حتى دخلت إلى المنزل ثم قهقه ببلاهة ليضع كفه على فمه و تأوه بعدها بصوتٍ عالٍ

رمش بعينيه عدة مرات و أخرج هاتفه ليعبث به بينما يضحك بين الحين و الآخر

(أشعر أنني ثمل رغم أنني لم ألمس أي مشروب ،كيف أقود إلى المنزل الآن؟)

قهقه مُجدداً بعدما بعث بالرسالة إلى غرفة المحادثة الجماعية مع أصدقائه و بعد لحظات أتاه رداً من كيونغسو

(أين أنت؟ هل تريد أن أقلك؟)

قهقه و كاد يُجيبه لكن جونغ إن سبقه

(هناك مخدر ذات نوع قوي يُدعى تشانسوك ،أراهن أنه هو ما تجرعته)

ضحك تشانيول بصخب

(أنت ذكي)

(و أنت مُغفل)

   تنهد كيونغسو ليهز رأسه إلى الجانبين متجاهلاً إياهما ليضع هاتفه فوق الطاولة و تنهد براحة فاقتربت سويون لتجلس بجانبه و تساءلت بقلق

"هل يوجد خطب ما ؟"

نفى برأسه ثم ضحك بخفوت فعقدت حاجبيها بإستغراب و ابتسمت

"ما الأمر؟"

مال بوجنته على كفه لينظر إليها فرفعت حاجبيها ثم أنزلت نظراتها بخجل حين همس

"أحبكِ"

قضمت سُفليتها فاقترب منها ليُقبّل شفتيها بسطحية ثم أمسك بكفها ليُشابك كفيهما معاً

" لنعد إلى المنزل"

أومأت ثم وقفت لتُغادر معه حيث كانا بمقهاها و بإبتسامة واسعة اخذ كيونغسو يحرك كفيهما المتعانقين في الهواء بلطافة فقهقهت سويون بخفوت ليضحك هو الآخر

___________

دخل بيكهيون إلى منزل جده فركضت هارين نحوه لينحني إلى مستواها سريعاً و هو يفرد ذراعيه ليستقبلها بين أحضانه

استقام وهو يحملها ليدور بها فقهقهت بسعادة

"اشتقت إليك"

عبست بطفولية لتبتعد برأسها عنه قليلاً كي تراه فقبّل بيكهيون وجنتها بقوة

"أنا أيضاً اشتقت إلى أميرتي اللطيفة"

ترك قُبلات متتالية على وجنتها فضحكت هارين ثم عانقت وجنتيه كي ينظر إليها

" هل ستتركني مُجدداً؟"

نفى برأسه ثم عانقها بقوة فقهقه السيد كيم وهو يسير نحوهما

"هل اشتقت إلى هارين فقط؟"

التفتت هارين لتنظر إلى جدها ثم حركت قدميها بسعادة بينما بيكهيون اقترب من جده ليُعانقه بجانبية

"بالطبع اشتقت إلى الجميع"

همهم ليرفع رأسه ينظر نحو الدرج ثم أعاد نظراته إلى جده

"سأصعد لرؤية جونغ إن ثم سأعود لنجلس معاً"

"عمي جونغ إن في الحديقة "

هتفت هارين و هي تصفق بحماس فارتفع حاجبي بيكهيون بذهول

" الليل قد حل بالفعل، هل هو في الحديقة وحده؟"

همهم السيد كيم بإيماءة بسيطة قائلاً

"البارحة قرر أن يخرج إلى الحديقة في المساء وحده، لم يتمكن من البقاء لخمس دقائق لكن اليوم ها هو يكاد يكمل الخمسة عشر دقيقة "

عقد بيكهيون حاجبيه بإبتسامة ثم التفت كي يخرج إلى الحديقة لكنه توقف حين رؤيته جونغ إن يدخل من الباب بوجه مرهق يُبدي ما كان يُعانيه وحده بتلك الدقائق المعدودة

" بيكهيون"

تمتم جونغ إن بإبتسامة مرهقة لتتسع ابتسامة بيكهيون و انحنى ليضع هارين أرضاً ثم اقترب من جونغ إن ليُعانقه

" اشتقت إليك"

"كان أسبوعاً فقط"

قهقه جونغ إن ليربت على ظهر بيكهيون بسخرية فابتعد عنه الآخر 

"أعرف أنك اشتقت إليّ أيضاً"

أغلق جونغ إن عينيه و أعاد فتحهما بحركة بطيئة كإجابة ثم مال لينظر إلى هارين

"هل ستتخلين عني الآن ؟"

تمايلت بدلال ثم اقتربت من والدها لتتعلق بكفه فبعثر جونغ إن شعرها

" لنذهب إلى الغرفة و نتحدث قليلاً قبل أن تُغادر"

أومأ بيكهيون و أمال نحو هارين يُقبّل رأسها قبل أن يلحق بجونغ إن إلى غرفته

جلس على طرف السرير ليجلس جونغ إن على الأريكة الدائرية أمامه

"أخبرني، كيف كان كيونغسو حين أتى؟"

سأل بيكهيون بلهفة فضحك جونغ إن بخفوت

" أخبرتك أنه بدا بخير "

" حقاً؟ ربما كان يدّعي بسبب وجود جدي و سويون أو..."

همهم جونغ إن بالنفي يُقاطعه

" كنا وحدنا و بدا بخير لذا لم أذكر أمر سومين، يبدو سعيداً مع سويون و تخطى تلك الخائنة لذا...أشعر بالراحة الآن"

همهم بيكهيون ليتنهد براحة ثم مال برأسه و هو ينظر إلى جونغ إن

" ماذا عنك ؟"

" أفضل مما تتوقع "

ابتسم بخفة و لم يرغب بذكر الكوابيس التي ترهقه مؤخراً، فكلما اتخذ خطوة نحو الشفاء تضاعفت كوابيسه المزعجة

" بيكهيون "

همهم بيكهيون ليُبلل جونغ إن شفتيه ثم ابتلع ريقه

" اعتني بهارين"

"انها ابنتي"

قهقه بيكهيون ليضم جونغ إن شفتيه

" حاول أن لا تتأخر بالعمل كثيراً و تتركها مع تلك الفتاة وحدها"

عقد بيكهيون حاجبيه بخفة ثم ضحك

"هل تعلّقت بهارين بهذا الأسبوع ؟ "

ابتسم جونغ إن ثم أومأ يمازحه

"كنت أنوي الاحتفاظ بها إلى الأبد "

" لا يمكنك فعل ذلك"

جعد بيكهيون أنفه بإنزعاج زائف ثم استقام من مكانه

" لننضم إلى جدي "

أومأ جونغ إن ليلحق به كي ينضما إلى السيد كيم و هارين بغرفة المعيشة

حمل بيكهيون حقيبة ابنته ليدور حول السيارة ثم فتح الباب من أجل هارين و أمسك بيدها ليسيرا نحو باب المنزل

بيكهيون كان سعيداً كأنه الطفل الذي عثر على والدته و ليس هارين من عادت إليه هو والدها

فتح الباب من أجلها كي تدخل فابتسمت هارين في وجهه بزيف تحاول اخفاء شعورها الحقيقي

و رغبتها الحقيقية بأن تبقى بالمنزل الآخر حيث جدها، عمها و والدها

هارين لم ترغب بأن تأتي إلى منزل جديد فيه امرأة غريبة ستشاركها اهتمام والدها ،ستسرق مكانها بسريره، و ستُساعده بإختيار ملابسه

ضمت قبضتيها حين وقفت أمامها هيبا تُشابك كفيها معاً بإحترام زائف

بينما بيكهيون تنهد براحة حين اتبعت الأخرى تعليماته - لا يدري أنها طلبت خادمة لتقوم بالتنظيف بدلاً منها رغم أن الأمر لم يكن يتطلب ذلك -

"مرحباً بكِ هارين"

عقد بيكهيون حاجبيه و ابتسم بإستغراب لتلك النبرة الرقيقة التي خرجت من شفاه زوجته المزعجة

لكن الأمر كان مريحاً فعلى الأقل لن تترك أثراً سلبياً على شخصية ابنته البريئة كما يظن

"أرسل جدي بعض الطعام معي لذا سأدل هارين إلى غرفتها ثم لنتناول العشاء معاً "

اقتربت منه هيبا بخطوات واسعة و أمسكت هي بالحقيبة

"لا، سأصطحب أنا هارين إلى غرفتها"

"لا"

رفع بيكهيون حاجبيه يبتسم بزيف فلا رغبة لديه بأن تتقربا كثيراً كي لا يحدث ما يرفض الزواج من أجله - وهو أن يحصل شخص على مكانة كبيرة لدى هارين تفوق مكانته أو تتساوى معها -

"قلت سأصطحبها أنا إلى غرفتها"

هسهست من بين أسنانها بإبتسامة زائفة فضغط بيكهيون على شفتيه و هو يقبض على الحقيبة بيده يرفض تركها فاتسعت ابتسامة هيبا و اقتربت منه لتهمس بجانب أذنه

"اترك الحقيبة أو سأقوم بتقبيلك أمام ابنتك"

ابتعدت عنه لينظر إليها بعدم تصديق فرمشت عدة مرات ببراءة زائفة...و المشكلة أن بيكهيون يدري أنها وقحة قد تُقدم على فعلها

"هارين اذهبي مع الخالة هيبا إلى الغرفة"

كادت تشخر هيبا ساخرة حين لقبها بالخالة لكنه أشار لها بعينيه بتحذير مُدركاً خطوتها تلك فرفعت طرف شفتيها بإنزعاج ثم ابتسمت بزيف و انحنت إلى مستوى هارين التي تتجنب النظر نحوها

"هيا إلى الغرفة صغيرتي"

ابتسمت هارين بلطف زائف و أمسكت بيد هيبا تتبعها إلى الغرفة فراقبهما بيكهيون إلى أن دخلتا الغرفة

و ما إن أُغلق الباب عليهما تبادلتا نظرات التحدي و تلك البراءة الزائفة لم يعد لها مكاناً بينهما

ضغطت هارين بكفها على خاصة هيبا لكن كف الأخرى كان أكبر لذا هيبا كانت الفائزة بهذه الجولة حتى ضغطت هارين بقدمها على خاصة هيبا

"أيتها الشقية"

صرخت هيبا بهمس و تأوهت مبتعدة عنها فابتسمت هارين بشرٍ ثم أشارت إلى عنقها بتهديد للأخرى فرفعت هيبا طرف شفتيها بإنزعاج

"ستندمين أيتها الشيطانة الصغيرة"

To be continued....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top