14

Start

ضغط جونغ إن بكفيه على السور و هو يُتابع مغادرة ضيوف الحفل بينما هانييل كانت تنظر إليه من الجانب بعدم فهم

ملامح وجهه و نظرات عينيه، كل شيئ تغير مع ظهور تلك المرأة التي توجهت الأعين نحوها بنظرات غير معجبة رغم وجهها البريئ كما ابتسامتها

غادر الجميع و لم يبقى سوى السيد كيم و أبنائه، و السيدة يون التي لم يغادر من حفيداتها سوى المتزوجة حديثاً

بالكاد تماسك جونغ إن كي لا يفتعل شجاراً في وجود العروسين الحقيقيين بهذا الحفل

و ما إن غادر كلاهما توجّه إلى الأسفل بخطوات سريعة منفعلة فلحقت به هانييل تنادي بإسمه لكنه لم يتوقف حتى أصبح بالدور السفلي ليقطع بذلك الصمت المتوتر بين الجميع

"لم أدخلتها إلى حياتنا مُجدداً ؟"

رفع الجميع أعينهم نحو جونغ إن فأكمل بإنفعال حين وقف أمام جده

"ما الذي تحاول إثباته ؟"

تنهد السيد كيم بعمق و مد كفه نحو جونغ إن يُلامس كتفه بأسف

"لم أقم بدعوتها أو حتى زوجها"

"نعم و بالطبع يجب أن أصدق هذا"

قهقه جونغ إن بلا فكاهة ليزيح كف جده بعيداً عن كتفه بإنزعاج

"نعم جونغ إن يجب أن تصدقني فأنا لن أفسد حياة كيونغسو مُجدداً ولن أكرر ذات الخطأ"

هز جونغ إن رأسه إلى الجانبين بعدم تصديق و فرّق بين شفتيه مُجدداً كي يتحدث لكن تشانيول اقترب من الجد ليقف بجواره قائلاً بجدية

"توقف عن ذلك جونغ إن ،لا حق لك بأن تصب غضبك على جدي "

رفع جونغ إن عينيه نحوه بغضب و بنبرة أقل انفعالاً تحدث

" لست مستعداً لرؤية كيونغسو تعيساً مُجدداً"

كاد يعتذر منه الجد لكن سيهون تحدث بهدوء جاذباً أنظار صديقه نحوه

"و كيونغسو ليس طفلاً، لا يمكنك أن تلقي اللوم على جدي بإختيار كيونغسو الخاطئ "

" بلى جونغ إن مُحق"

أخفض الجد رأسه بأسف ليعقد جونغ إن حاجبيه و أعاد نظراته إليه

" كان يجب أن أكون أكثر حذراً"

زم جونغ إن شفتيه بينما يقضم باطن وجنته بضيق ليرمق جده بصمت لبضعة لحظات ثم صعد إلى الأعلى بخطوات واسعة

تبادل الآخرين النظرات بصمت بينما أعين هانييل كانت تنظر نحو الأعلى حيث اختفى جونغ إن

غادر الجميع الواحد تلو الآخر حتى بقى السيد كيم وحيداً بغرفة المعيشة يجلس على الأريكة بإرهاق بينما ينظر إلى الأرض بشرود إلى أن شعر بكف صغيرة تعانق إحدى وجنتيه بلطف فرفع عينيه نحو هارين

"لا تحزن"

همست بلطف فارتخت ملامح الجد لتنمو ابتسامة لطيفة على شفتيه

" أحبك"

همست مُجدداً و اقتربت منه لتُعانقه فأحاطها السيد كيم بذراعيه و تنفس بعمق...كلما حاول تصحيح الأمور تظهر مشكلة من حيث لا يدري

أوقف تشانيول السيارة أمام منزل تشانسوك فعبثت بأناملها بتردد ثم التفتت لتنظر إليه حين شعرت بنظراته المُتسائلة نحوها

"هل سيكون...جونغ إن بخير ؟"

تمتمت مترددة فابتسم تشانيول بخفة و أومأ إليها فأومأت هي الأخرى ثم غادرت سيارته بخطوات حذرة

لكن بعد خطوتين توقفت في مكانها و انحنت لتخلع حذائها فانفلتت منه ضحكة خافتة و هو يراقبها تسير نحو منزلها بخطوات أسرع

حين أغلقت باب المنزل تنفس بعمق ثم رفع هاتفه لينظر إلى رقم كيونغسو قليلاً، أراد الإتصال به لكنه تراجع كي لا يفسد يوم الآخر أكثر مما هو و لكي لا تشعر سويون بما يدور حولها

تسللت هارين إلى غرفة جونغ إن بحذر لتقف أمامه ،لوت شفتيها حين رأته نائماً ثم صعدت إلى جانبه لتُعانقه فضغط جونغ إن جفونه بقوة يدّعي النوم

وضعت هارين قبلة رقيقة على جبينه بينما كفها الصغيرة أخذت تُربت على ظهره بلطف و مواساة

بينما بيكهيون كان يجلس بغرفة المعيشة في منزله الجديد، كان لايزال يرتدي بذلته الرسمية و عينيه تنظر إلى هاتفه بقلق

بيكهيون كان قلقاً على كيونغسو، و من جانب آخر لا يشعر بالراحة في ابتعاد هارين عنه

حاول الإتصال بجونغ إن لكن هاتف الآخر كان مُغلقاً فاتصل بسيهون و بعد بضعة ثوانٍ أجابه الآخر ليستقيم جذع بيكهيون بلهفة

"سيهون، هل غادرت؟"

همهم سيهون و هو يسير بجوار سوشيل نحو المصعد

"هل حدث شيئ ما؟ أعني كيونغسو و...هارين هي لم تبكي أو شيئ من هذا القبيل"

"لم يحدث شيئاً لا تقلق"

رفعت سوشيل عينيها نحو سيهون فابتسم إليها لتشيح بنظراتها جانباً بخجل

"أنت! لمَ لمْ تُبدل ثيابك؟ "

عقدت سوشيل حاجبيها بخفة حين سمعت صوت هيبا العالي في حين تنهد بيكهيون

" سأغلق المكالمة الآن، إذا حدث شيئاً فلتُخبرني فلا يمكنني الإتصال بجدي أو كيونغسو الآن"

همهم سيهون و أغلق المكالمة ليلتفت بيكهيون ينظر إلى هيبا

"و ما دخلكِ أنتِ؟ "

" هيا بدّل ثيابك حتى أطلب الطعام و لنشاهد فيلماً معاً"

ضيّق بيكهيون عينيه بعدم فهم فزفرت هيبا بحنق و اقتربت منه حتى وقفت أمامه

" حصلت على نوم كافٍ لأن تلك العجوز أرادت أن أتمكن من السهر اليوم من أجل أمور الكبار التي ستحدث بيننا لذا عليك تحمل المسؤولية فبالطبع لن أسهر وحدي "

وقف بيكهيون من مكانه لترتفع رأسها معه

"ألا تفكرين قبل أن تتحدثي؟ ألا تشعرين بالخجل؟"

شخرت ساخرة لتقلب عينيها و تكتفت

" لا تدّعي البراءة فإبنتك تكاد تصل إلى طولي و بعد بضعة سنوات فقط ستتزوج فعن أي براءة تتحدث "

" زواج ماذا؟ هارين مازالت طفلة و تكاد تصل إلى طولكِ لأنكِ قصيرة لذا لا تلقي باللوم عليّ"

قهقهت هيبا بصخب وهي تتكئ بوجهها على كفها حيث تلامس سبابتها جبينها و ابهامها تموضع أسفل ذقنها

" دعنا لا نتحدث عن الطول رجاءً، فهل هذا طول رجل حتى؟ "

ضم بيكهيون شفتيه بحنق ليجذبها من ياقتها فتوسعت عينيها بخفة

" ماذا تفعل أيها الأحمق؟ "

" إذا لم ترغبِ بأن تقضي الليلة في الخارج التزمي الصمت"

قلبت شفتيها بلا مُبالاة لتدير رأسها جانباً

" أرغب بتناول البيتزا "

همهم بيكهيون بعدم فهم فتنهدت بعمق لتنظر إليه مُجدداً

"سأختار لك ،لا تتأخر"

ابتسمت بزيف لتدفع يده بعيداً عن ياقتها ثم ألقت بجسدها فوق الأريكة بإهمال لينظر إليها بيكهيون بعدم تصديق

"لا تتأخر لأنني لن أنتظرك إن وصل الطعام"

أشارت إليه بلا مبالاة و رفعت قدميها القصيرتين تضعهما على الطاولة أمامها في جلسة غير أنثوية البتة فرمق بيكهيون ساقيها بحنق ثم دفعها في طريقه حتى كادت تسقط

"هذا ليس تصرفاً مُتحضراً"

هتفت من خلفه بتوبيخ فتجاهلها لتقول بنبرة مسموعة

" ألا تعرف كيف تتعامل مع النساء سوى في الأمور القذرة؟"

تأتأت بدرامية فتجمد بيكهيون في مكانه لوهلة ثم التفت لينظر إليها لكنها قابلته بإبتسامة واسعة تدّعي بها البراءة، و رغم رغبته في صفع تلك الشفاه الباسمة لكنه انسحب إلى الغرفة متجاهلاً إياها فليس بمزاج يسمح له بالدخول في نقاش معها و الإنصات إلى وقاحتها

______________
سويون pov

قلبي كان يرتجف منذ الصباح و حتى هذه اللحظة

كانت هذه أمنيتي الصعبة منذ أُعجبت بكيونغسو...أن نتزوج ،لكن حين وصل الأمر إلى الزواج شعرت بأن فترة الخطبة كان يجب أن تكون أطول من ذلك

وقفت بجواره طوال الحفل أحاول السيطرة على توتري و هو الآخر حاول تهدئتي بإبتسامته اللطيفة حتى شعرت أنني لربما مستعدة حقاً للزواج لكن توتري فقط لأنها مرحلة جديدة بحياتي

مع الوقت بدأت أتناسى شعوري بالتوتر حتى تغير كيونغسو بشكل مفاجئ

كيونغسو... لا أعرف لكن لم أرى تلك النظرة بعينيه منذ ارتبطنا

ظل شارداً و لم يبتسم بوجهي ، بدا مشوشاً للغاية و غير مدرك لما يدور من حوله

حين دخلنا إلى منزلنا أشار لي نحو الغرفة كي أبدل ثيابي ثم سار نحو الشرفة تاركاً إياي أقف خلفه قلقة عليه

قد يكون متوتراً هو الآخر!

تنهدت بعمق و سرت نحو الغرفة لأخلع فستاني ثم ارتديت قميصاً طويلاً يعلوه الروب الخاص به و التفت بعدها أنظر إلى باب الغرفة بترقب

لكن الدقائق التي انتظرته بها كانت طويلة...كادت تصل إلى النصف ساعة و أنا بمكاني أنظر إلى الباب

ابتلعت ريقي لأخرج من الغرفة بتردد باحثة عنه حتى وجدته يقف بالشرفة فوقفت أمام الباب من الداخل أنظر إليه في صمت لكنه لم يلحظ وجودي

بدا شارداً من جديد و عينيه فارغتين بينما تُحيط به هالة كئيبة ،لا أدري إن كان هذا بسبب الدخان الذي يحيط برأسه

حرّكت عيناي مع لفة التبغ التي تعانقها أنامله بينما يسحب منها أنفاساً طويلة كأنه يرغب بأن يملأ بها فراغ قلبه

و هذه...إنها المرة الأولى التي أشعر فيها بالضيق من مراقبة كيونغسو

اقتربت منه بحذر لأقف بجانبه لكنني كنت لا أزال غير مرئية بالنسبة إليه فمددت يدي نحو كفه التي تُمسك بسور الشرفة لأُربت عليها بلطف و حينها أخفض عينيه ينظر إلى يدي بصمت

"هل حدث ما أزعجك؟"

همستُ بتردد فتنهد بعمق ليهتز حاجبيه بعقدة سريعة لاحظتها

"هذه المرة الأولى التى أراك تُدخن بها لذا...لم أتوقع أن تفعل هذا بأول يوم لنا"

قهقهت بإحراج و سحبت يدي بعيداً عن خاصته حين لم أتلقى منه أي ردة فعل فأمسك بكفي سريعاً قبل أن تبتعد عنه كثيراً

تنفس بعمق ثم أطفأ السيجار و رفع عينيه نحوي ،كان ينظر لعنقي بتردد و كأنه يتهرب من النظر إلى عيناي لكنني تجاهلت شعوري هذا حين تلاقت نظراتي مع خاصته

"هل وجودي معك لا يُشعرك بالراحة ؟"

تساءلت بما دار بعقلي فأنا أعرف منذ البداية أننا تعرفنا بموعد مُدبر من قِبل جده، و أبي من عرض عليه ذلك

ربما كيونغسو أدرك فجأة أنه تسرع بأمر الزواج

"هل تعتقد أن هذا الزواج ما كان يجب أن..."

"ألا تشعرين بالبرد ؟"

قاطعني بنبرة هادئة و اقترب مني ليُعانقني فارتجف جسدي حينها ،للتو أدركت أن ثيابي الخفيفة لا تتناسب مع هذا الطقس لأقف بها في الشرفة

"أنت لا تشعر بالراحة بهذا الزو..."

مُجدداً قاطعني حين مال برأسه يترك قبلة على عنقي و ابتعد بعدها قليلاً لينظر إليّ فرأيت ملامحه قد بدأت ترتخي قليلاً و تعود الحياة لها من جديد

" آسف، أعتقد أن رائحة السجائر تُزعجكِ"

"كيونغسو"

رفعت كفي أعانق وجنته بلطف فمال برأسه مع حركتي تلك

" ما الخطب؟"

همهم بالنفي ثم تنفس بعمق و أمسك بكفي ليميل نحوها أكثر تاركاً قبلة عميقة بباطنها و رفع عينيه نحوي مُجدداً

ما باله يسحب قلبي إليه بنظراته و يدفعه بتصرفاته بآن واحد

يُقلقني و يُرفرف مشاعري بالوقت ذاته ؟

____________

"دعينا ندخل ،الجو بارد هنا "

أنزل كفها عن وجنته ليُعانقها بأنامله ثم أحاط كتفها بذراعه الأخرى و دفعها برفق كي يدخلا

"هل ترتدين هذا من أجلي؟"

تساءل بنبرة هادئة تحمل المزاح فتوسعت عينيها بخجل و التفتت إليه برأسها فابتسم بخفة

" هـ هذا..."

تمتمت بخجل و توقفت في مكانها فضحك ليدفعها نحو الغُرفة

"كُنت أمزح"

أمسك بكتفيها لتجلس على السرير فرفعت عينيها معه بتوتر ثم أغلقتهما حين انحنى نحوها و ترك قبلة طويلة على جبينها شعرت سويون خلالها بنفسه العميق الذي سحبه

استقام بوقفته ففرقّت بين جفونها لترفع نظراتها إليه

"لم تتناولي شيئاً بالحفل لذا لنتناول العشاء "

" سأُجهّـ.."

كادت تقف من مكانها فهمهم بالنفي و هو يدفعها من كتفها كي تجلس مُجدداً

"سأفعل ذلك"

لاطف وجنتها بإبهامه و انحنى ليُقبّل شفتيها بسطحية قبل أن يخرج إلى المطبخ

وقف خلف طاولة المطبخ لينظر نحو باب الغرفة لبضعة لحظات ثم زفر بعمق يطرد أنفاسه الثقيلة و معها أفكاره السلبية قبل البدء بحياة جديدة سعيدة مع زوجته بعيداً عن الماضي و ما يحمله من أمور عالقة

___________

"صباح الخير"

ابتسم تشانيول بوسع حين تصادف دخوله إلى المكتب مع تشانسوك فابتسمت هي الأخرى في المقابل ثم همست بردها عليه كي لا يسمعها الآخرين

"صباح الخير"

ثم سبقته بخطواتها و هي ترفع نظارتها بسبابتها فقهقه بخفوت قبل أن يلحق بها غير آبه لنظرات الآخرين التي لم يبدو بعضها راضياً عن قربه من تشانسوك مؤخراً

لكن...تشانيول لم يهتم يوماً لأحد بهذا المكان عدا تشانسوك

و بوقت الغداء بعدم اكتراث للآخرين اقترب منها ليحمل حقيبة الطعام لكنه تشانسوك جذبتها منه بفزع و سبقته نحو السطح ليلحق بها بإستغراب

"لم هربتِ ؟"

تساءل و صعد ليجلس بجوارها فلكمت كتفه بقوة توسعت عينيه على اثرها و أمسك بكتفه مصدوماً من هوية الفاعل أكثر من حقيقة أن اللكلمة لم تكن ضعيفة

"هل فقدت عقلك ؟كيف تتصرف بهذه الطريقة أمام الجميع؟ هل رأيت نظرات سوهيون؟"

عقدت حاجبيها بينما توبخه فرفع حاجبيه و هو ينفي برأسه بتيهٍ

" الجميع يعرف أننا نتناول الغداء هنا معاً كل يوم، سيكونوا حمقى إن لم يلحظوا ذلك"

"ستقتلني سوهيون"

تمتمت بفزع وهي تهز رأسها إلى الجانبين

"لن أسمح بأن يُصيبكِ مكروهاً "

" إنها تُحبك و تكره أن يقترب منك أحد و تظل ترمقني بنظرات مُخيفة أكثر من خاصتك"

"نظراتي ليست مُخيفة "

تمتم يُقاطعها فأكملت هي

" لم تعد كذلك لأنني اكتشفت أنك لست شخصاً سيئاً لكنني واثقة أن سوهيون مخيفة لذا ما كان يجب أن تتصرف بلا تفكير أمامها "

تنهد تشانيول بعمق ثم أمال برأسه نحو عينيها كي يدخل إلى مجال رؤيتها

"لكنني لا أحبها "

حركت عينيها نحو خاصتيه فأكمل بمزاح

"أنا أحاول التخلص من عادتي كرجل لعوب لذا إن كنت حذراً تجاه مشاعرها سيمنحها هذا تفسيراً خاطئاً لتصرفاتي، ألم تقولي هذا من قبل؟"

" اوه "

همست بإدراك ثم أومأت بتفهم ليضحك بخفوت كونها لازالت تظنه لعوباً

"لم أكن أعرف أنكِ تمتلكين قبضة قوية"

رفعت حاجبيها بعدم فهم فأمسك بكتفه بدرامية

" ضربتني بقوة "

شهقت بفزع لتنظر إلى ذراعه ثم مسحت بلطف حيث لكمته بينما تقول بأسف

" أنا حقاً آسفة لم أقصد ذلك لكنني كنت متوترة بسبب سوهيون"

ضحك تشانيول بخفوت لتتبادل النظرات بينه وبين ذراعه ثم سحبت يديها بعيداً عنه

"هل كنت تكذب ؟"

"لا، كانت مؤلمة حقاً "

أجابها بإبتسامة واسعة فلوت شفتيها و همست

"آسفة"

"سأكون بخير بعد تناول الطعام، ماذا أحضرتِ اليوم؟ "

__________

" ارفعي ذراعك قليلاِ"

جيهون تحدث و هو يدور حول سوشيل ليقف خلفها بينما يُساعدها بالرقص فتوقف سيهون عن الحديث لوهلة مع ميشا بينما ينظر إليهما ثم تحمحم و أشاح بنظراته بعيداً عنهما ليُكمل حديثه معها

لكن صوت قهقهات جيهون الذي صدر بعدها لم يُساعده بالتركيز

أعاد عينيه نحوهما دون مقاومة لينعقد حاجبيه بخفة و هو يُراقب أعين سوشيل كيف تلاحق تحركات جيهون كي تُكرر خلفه فلم يعي على نفسه حين توقف عن الحديث مُجدداً

"سيهون ركز معي قليلاً"

أمسكت ميشا بذقنه و حركت رأسه نحوها لينظر إليها

"انهما يتدربان"

همهم يدّعي اللامُبالاة و تكتف ليلتفت إليها بكامل جسده يتجاهل ما يحدث مع الراقصين

لكن ما إن فرّقت ميشا بين شفتيها كي تستكمل نقاشها مع سيهون سمعا صوت جيهون الصاخب وهو يضحك في الخلف فأغلق سيهون عينيه بقوة لتضم ميشا شفتيها حين تركها و سار نحوهما

" جيهون"

التفت المقصود مع سوشيل ينظران إلى سيهون فمسد الأخير جبينه قائلاً بينما ينظر بعيداً عنهما

" ركز مع مينا قليلاً و اترك أمر سوشيل لي"

قلب الآخر شفتيه ليرفع كتفيه ثم التفت نحو سوشيل

"حظاً موفقاً"

قهقه بمزاح فابتسمت سوشيل نحوه ثم رفعت عينيها نحو سيهون حين غادر الآخر لكنه بقى لعدة لحظات في مكانه ينظر إلى بقعة أخرى حتى زفر بعمق

مد يده نحو خاصتها و أمسك بها ثم مرر عينيه على ذراعها قبل أن يزفر مُجدداً

"أخبرتكِ من قبل أن ذراعيكِ ضعيفتين "

ابتلعت ريقها فعقد حاجبيه بإنزعاج

" لا أحب ذلك"

"آسفة سـ.. سأتدرب على..."

همست بأسف و ارتجفت نبرتها فجذبها إليه لتقترب أكثر ثم تنهد

"ليس ذلك"

همهمت بعدم فهم فاسترق نظرة سريعة نحو شفتيها ثم رفع عينيه نحو خاصتيها

" لا أحب أن تبتسمِ إلى رجل آخر أو أن تراقبه عينيكِ"

"كنا نرقص"

عقدت حاجبيها بضيق حين فهمت حديثه بصورة خاطئة فهمهم هو

"أعرف...لكنني مازلت أشعر بالغيرة ولا أعرف ما خطبي، لم أشعر بالتملك هكذا؟"

رمشت مرتين ثم أشاحت بعينيها عنه بخجل فتنفس سيهون بعمق

"ماذا تفعلين بي ؟"

" لم أفعل شيئاً "

تمتمت بخجل ثم عضت على سُفليتها لتسحب كفها من خاصته و عقدت كفيها خلف ظهرها لتقول على عجل

" سأطلب من ميشا المساعدة "

و ابتعدت عنه بخطوات واسعة تسير نحو المقصودة فالتفت معها ليُلاحقها بعينيه حتى وقفت أمامه هيجين

"ألست واضحاً للغاية ؟"

أخفض عينيه نحوها ثم ضحك بخفوت

"وتضحك!"

"لم أحاول إخفاء أي شيئ"

كادت أن تتحدث مُجدداً فهتف سيهون

"جيهون ارقص مع هيجين سأتابع أنا مينا"

____________

مال كيونغسو بوجنته على كفه بينما يتكئ بمرفقه على الوسادة بجانب رأس سويون ،و بلطف كان يعبث بشعرها حتى تحركت في مكانها تعلن عن بدء استيقاظها

فرّقت بين جفونها بنعاس ليبتسم كيونغسو حين تلاقت نظراتهما ثم قبّل شفتيها بسطحية

" صباح الخير "

ضمت شفتيها بخجل و جذبت الغطاء لتختبئ أسفله فقهقه ثم وضع قبلة على الجزء الظاهر من رأسها

" سأحضر الإفطار إلى أن تغتسلي، هيا كي لا نتأخر على موعد الطائرة"

وضع قبلة أخرى على رأسها قبل أن يخرج من الغرفة لتبعد الغطاء عن رأسها بتردد ثم حركت عينيها في الأرجاء تتأكد من خروجه

"يا إلهي"

انتحبت بخجل و هي تدفن رأسها بالوسادة بينما كيونغسو كان يعبث في المطبخ باحثاً عن ما يمكنه تحضيره و هو يُدندن بخفوت و ابتسامة واسعة تعلو شفتيه

_____________

حك بيكهيون جانب عنقه بألم و هو ينظر من حوله ،غرفة المعيشة كانت في حالة من الفوضى

لا يذكر متى ذهب إلى النوم لكنه واثق أنه لم ينهي ذاك الفيلم غريب الأطوار مع هيبا

عقد حاجبيه حين رآها تنام على الأريكة بإهمال فوقف من مكانه و سار نحو الغرفة ليحضر غطاءً ثم وضعه عليها و ذهب ليغتسل

كانت الساعة تشير إلى التاسعة و بضع دقائق حين جلس بيكهيون على طرف سريره يتجول بين جهات اتصاله حتى استقر على رقم جونغ إن ليتصل به، و بعد عدة مرات أتاه رداً من الآخر

"مرحباً"

"مازلت نائماً؟"

تساءل بإستغراب فهمهم إليه جونغ إن ،فبالكاد نام لعدة ساعات بعدما قضى ليله يُفكر في أمر كيونغسو

"أردت الاطمئنان على هارين"

"بربك بيكهيون ،هي ليست وحدها"

تأوه جونغ إن وهو يستقيم بجذعه ليبحث بعينيه عن هارين بينما بيكهيون ضم شفتيه

" كانت نائمة بغرفتي، أظنها استيقظت بوقت باكر فهي ليست هنا"

"أريد أن أتحدث معها"

همهم جونغ إن ليجر ساقيه بثقل و خرج من الغرفة باحثاً عن هارين حتى لمحها تجلس بغرفة بيكهيون بينما تضم ساقيها إلى صدرها وهي تبكي بصمت

تراجع جونغ إن عدة خطوات ليعود إلى غرفته

" ااه إنها في الحديقة مع جدي، لا تتحدث معها الآن كي لا يتذمر أو يشك بأمرك فهذا يومك الأول مع زوجتك كما تعرف"

سمع تنهيدة بيكهيون العميقة ليضم شفتيه لوهلة ثم همس

"حين تكون وحدها سأتصل بك"

"حسناً و اعتني بها رجاءً"

"بالطبع لا تقلق"

همهم جونغ إن ليُغلق الهاتف ثم خرج من الغرفة و عاد إلى غرفة بيكهيون، دفع الباب و أطل من خلفه قائلاً بمزاح

" هل ركلتكِ أثناء نومي؟"

التفتت هارين سريعاً لتمحو دموعها ثم ابتسمت بزيف لكن آثار البكاء كانت واضحة على وجهها

" عمي متى استيقظت؟ "

" والدكِ المزعج اتصل ليسأل عنكِ و أفسد نومي"

قلب شفتيه بإنزعاج زائف ليجلس بجوارها ثم عانق ساقيه إلى صدره

"هل تبكين لأنكِ تكرهين البقاء معنا؟ تعرفين أنني أحبكِ"

نفت هارين برأسها سريعاً

"لا، لقد أذيت اصبعي انظر"

رفعت سبابتها أمامه كاذبة فادّعى جونغ إن تصديقها و أمسك بكفها الصغيرة لينظر إلى اصبعها بعبوس

"هل يؤلمكِ ؟"

أومأت بعبوس فقبّل اصبعها ثم حملها و أخفض ساقيه لتجلس على فخذيه

" ما رأيكِ أن نخفف هذا الألم ببعض الحلوى؟"

توسعت عينيها بلمعة حماس فغمزها جونغ إن

"و لنلعب أيضاً العاب الفيديو سوياً لكن لا تُخبري بيكهيون، حسناً؟"

أومأت بحماس فحملها جونغ إن ليقف ثم وضعها أرضاً

"سأغتسل أولاً ثم لنبدأ يومنا الفاسد"

ضحكت بطفولية وهي تضع كفيها أمام شفتيها فبعثر شعرها ثم دفعها من الخلف كي تذهب معه إلى غرفته

"هيا اختاري ثياباً لأجلي"

بينما والدها كان بمنزله الجديد مع زوجته المزيفة، وقف بمنتصف غرفة المعيشة مُتخصراً بينما ينظر إلى الفوضى التي لا يعرف كيف حلت على الغرفة

كانا شخصين فقط و لم يقوما بتصرف غير لائق قد يُسبب هذه الفوضى

"سأطلب طعـ..."

تحدثت وهي تمر من جانبه أثناء تجفيفها شعرها بمنشفة فأمسك بيكهيون بياقتها و سحبها لتقف أمامه مما جعلها تتنهد بحنق و رفعت عينيها نحوه

"ماذا تريد منذ الصباح يا هذا؟"

"أُدعى بيكهيون لذا لا تتحدثي بوقاحة فأنا أكبر منك ،لا طعام من الخارج و ستقومين بتنظيف هذه الفوضى "

أشار لها بتحذير فزمت شفتيها بلا مبالاة وهي تومئ بعدم اكتراث

"حسناً أبي"

قهقهت ساخرة ليعقد حاجبيه

"لست والدك"

"هل تذلني لأنني يتيمة؟"

رفعت حاجبيها بدرامية و لانت ملامحها تُنذر بالبكاء فارتبك بيكهيون و ابتلع ريقه و هو يترك ياقتها سريعاً

" لم...لا آسف لم أقصد ذلك"

قلبت شفتيها بعبوس زائف و بدأت تطلق شهقات مكتومة فنفى بيكهيون برأسه سريعاً

"لا، لا أنا حقاً آسف ،لا تبكي حسناً؟ "

أخفت وجهها خلف كفيها و التفتت لتسير نحو الغرفة فجعد بيكهيون ملامحه مُنزعجاً من نفسه بينما يتخصر بذراع و الأخرى بعثر بها شعره في حين دخلت هي الغرفة ثم اغلقت الباب لتضحك بصوتٍ مكتوم

"ااه هذا ينجح مع الحمقى"

استلقت على السرير تُكمل المسرحية التي بدأتها في حين قام بيكهيون بتنظيف غرفة المعيشة لعله يكون اعتذاراً مقبولاً عن حديثه الغير مقبول من وجهة نظره

_____________

جلست هانييل على طرف السرير بغرفة جونغ إن لتضع حقيبتها بجانبها ثم رفعت القدم تضعها فوق الأخرى بتوتر حاولت إخفائه

ما حدث بالحفل أظهر جانباً آخر من جونغ إن، جانباً مُخيفاً لا تُحبه هي

هانييل تكره الصراخ بتلك الطريقة لذا مجرد التفكير أنه قد يلقي بما تبقى من غضبه عليها الآن كان يجعل البرودة تتسلل إلى أطرافها

زفرت بعمق لتخرج هاتفها تعبث به حين فتح جونغ إن باب الحمام بينما الآخر كان يضع المنشفة فوق رأسه يجففه فلم يلحظ وجودها سوى بعد بضعة لحظات

جفل حين رؤيته إياها و تجمد في مكانه لعدة ثوانٍ فرفعت عينيها نحوه ثم أخفضتها نحو هاتفها مُجدداً بلا مُبالاة زائفة

"ماذا تفعلين هنا ؟"

تساءل بإنزعاج و سحب قميصه من جانبها ليرتديه سريعاً ثم ابتعد عنها بخطواته

"هذه غرفة نوم رجل، ألا تخجلين؟"

جعد ملامحه بإنزعاج و عاد بظهره إلى الخلف ليتكئ به على الحائط عاقداً ذراعيه إلى صدره بينما يترك بينهما مسافة آمنة لقلبه الذي بدأ يخفق بتوتر

" أعرف أنك لن تنزل خاصة إن كنت أنا لذا لا أحب الإنتظار"

أشاح بعينيه عنها بتنهيدة عميقة ثم أعاد نظراته نحوها

"بأي عذر أتيتِ ؟"

"أرسلتني جدتي لأطمئن عليك بعد ما حدث البارحة"

عض وجنته من الداخل ثم همهم وهو يومئ بخفوت

"بخير ،غادري"

فك عقدة ذراعيه ليفتح الباب فتنهدت هي

" أنت تعرف أن هذا يعني موعداً نوعاً ما بالنسبة إلى جدتي و جدك ، كلانا هدفهما"

"أنا لا أهتم، غادري "

أشار بحاجبيه نحو الباب فقضمت سُفليتها بضيق ثم استقامت من مكانها و اقتربت من الباب فتحرك جونغ إن بتلقائية يبتعد عن طريقها لكنها أغلقت الباب و عادت إلى مكانها في هدوء

" لن أقترب منك ،بالغت بتصرفاتي من قبل و أنا آسفة لذلك "

قطب حاجبيه بشك فرفعت عينيها نحوه بعدما جلست على طرف السرير مُجدداً

"أحضرت معي بعض الملفات لأعمل عليها لذا لن أزعجك، سأغادر ما إن أنتهي و كأننا قضينا الوقت سوياً"

رمقها بصمت و لم يبدو راضياً عن ذلك

" إن أزعجتك يمكنك إخبار جدتي بذلك "

" هل أنتِ طفلة ؟"

رفع طرف شفتيه في ابتسامة جانبية ساخرة فأدارت هانييل عينيها

" الشركة التي أتولى أمرها هي رئيستها، لن تتردد في طردي إن عاندتها مُجدداً "

تلاشت ابتسامته فأكملت هي بهدوء

"لذا أخبرك هذا بمقابل السماح لي بالبقاء هنا، هذه الفترة مشغولة للغاية ولا وقت لدي لأهدره على رجل"

"يبدو هذا كإهانة"

عقد حاجبيه منزعجاً فضمت شفتيها لوهلة ثم همهمت

" أعني رجل قد أضطر إلى الخروج في مواعيد غرامية معه "

وضّحت ثم أشارت إليه

"بالنسبة إلى تقبيلك من قبل فلست آسفة بالكامل فلم أخسر الرهان و بالوقت ذاته أنت وسيم "

فرّق جونغ إن بين شفتيه كي يتحدث فقاطعته

"لكنني آسفة لأنني نعتك بالطفل، ظننتك مُدللاً فحسب"

" ليس مُبرراً لتنعتيني بالطفل "

تكتف مُجدداً فقلبت شفتيها بلا مبالاة ثم زحفت بجسدها إلى الخلف حتى استقر ظهرها ضد مسند السرير و ثنت ساقيها إلى الخلف قليلاً

" عُذراً أتحسس من المُدللين"

"ااه دعيني أخمن... "

همهم يدّعى التفكير ثم همس ساخراً

" تم التخلي عنكِ من مُدلل ما "

رفعت هانييل عينيها لتنظر إليه قليلاً ثم ابتسمت بزيف

"يمكنك أن تتدرب كما تشاء لن أترك مكاني إلى حين مغادرتي"

زم شفتيه لينظر إليها قليلاً ثم تنهد و اقترب ليجلس في مكانه حيث يتدرب

" لدي موعد في الثانية مساء لذا أتمنى أن تنتهي وتغادري قبلها "

" هل تخرج من المنزل الآن؟"

رفعت حاجبيها بتفاجؤ فهمهم بالنفي و أمال ليفتح الجهاز

" لا ،الطبيب يأتي إلى هنا "

_____________

ضغط سيهون على زر المصعد بعدما وقف بجوار سوشيل ثم رمقها بنظرة جانبية قبل أن يتساءل بهدوء

" أنتِ و جوهيون مقربين؟ "

رفعت عينيها نحوه ليُبرر

" رأيته يقترب منكِ كثيراً"

همهمت بالنفي لتنظر أمامها

" ميشا طلبت منه ذلك كي لا أكون وحدي "

أعادت نظراتها إليه مُجدداً

" إنه يتحدث معي كما يفعل مع الجميع"

خرجت من المصعد حين فُتحت أبوابه و اقتربت من باب منزلها فلحق بها سيهون حتى وقف أمامها

"لكنني لا أهتم سوى بكِ "

التفتت إليه فرفع ذراعيه ليتكئ بهما على الباب على جانبي رأسها

"لا أهتم كيف يقترب من الآخرين لكن رؤيته يقترب منكِ تُزعجني خاصة وإن حدث تلامس كما اليوم"

"نحن راقصين و من الطبيعي أن تكون هناك رقصات كهذه"

همست بهدوء ليتنهد

"أعرف لكن لا أستطيع منع غيرتي"

ضمت شفتيها بخجل و حركت عينيها جانباً لتتقوس عينيه بإبتسامة بسيطة

" لنخرج في موعد "

زمت سوشيل شفتيها و همهمت بالنفي دون أن تنظر نحوه فأغلق عينيه بقوة وهو يضم شفتيه بإبتسامة ثم همهم هو الآخر ليُتمتم

" حسناً هذا رفض"

ضحكت سوشيل دون صوت فتنهد بعمق وهو يسترق نظرة نحو شفتيها

" لم ألاحق أي فتاة من قبل"

همس بجدية لتتلاشى ابتسامة سوشيل تدريجياً فأمسك بذقنها بلطف و حركه إلى الأعلى قليلاً كي تنظر إليه

"لا أعلم لم أتصرف على غير طبيعتي لكنكِ بطريقة ما مميزة بالنسبة لي "

انحنى نحوها قليلاً فارتجفت مُقلتيها و هي تتابعه بعينيها

" لذا لا أظن أن الرفض سيجعلني أتراجع"

نقر أنفها بسبابته لتجفل فابتسم ثم استقام بوقفته

" و أتمنى أن يتم دعوتي على العشاء قريباً من جارتي العزيزة "

رفع حاجبيه و أخفضهما بحركة سريعة ممازحاً إياها و هو يعود بظهره إلى الخلف حتى وصل إلى شقته فالتفت ليفتح الباب ثم غمزها قبل أن يدخل في حين بقت هي في مكانها لبعض الوقت تنظر إلى باب شقته بعدما أغلقه

تنهدت بعمق ثم دخلت إلى شقتها و توجهت إلى غرفتها بإرهاق، وضعت حقيبتها جانباً قبل أن تقترب من المرآة لتنظر إلى نفسها قليلاً

مررت عينيها على وجهها الشاحب و المرهق، عظامه كانت واضحة كما عظام جسدها النحيف

لم تبدو مميزة بنظرها ولا يوجد ما هو جذاب كي يلاحقها شخصاً كـسيهون الذي تحلم به الكثير من النساء

عقدت حاجبيها لتنظر إلى ثيابها، أمسكت بطرف كنزتها بتردد لترفعها قليلاً لكنها أنزلتها بسرعة و ابتعدت عن المرآة

___________

" أنصت إليّ لمرة واحدة"

تذمر جونغ إن و ما حصل عليه كان صوت زميله بالفريق يصرخ بذهابه إلى الحمام ثم انسحب فتنهد جونغ إن و خلع سماعات رأسه

مال برأسه يميناً ثم يساراً و استقام بعدها يُمدد جسده لكنه أدرك وجود هانييل معه...كاد ينسى ذلك لانشغاله باللعب لوقت طويل، وهي الأخرى كانت هادئة كما وعدته

"ألا تشعرين بالإرهاق ؟"

بعد ثوانٍ رفعت عينيها نحوه بتشوش و كأنها تستوعب ما قاله بعدما كانت تلقي كامل اهتمامها على الملفات التي تحملها

" ألا يؤلمكِ عنقكِ أو ربما عينيكِ ؟"

همهمت بالنفي و أعادت نظراتها إلى الملف الذي تحمله فلوى شفتيه ثم خرج من الغرفة و توجّه إلى الأسفل

دخل إلى المطبخ فانحنت إليه الخادمة بإحترام ثم عادت إلى الخلف خطوتين تفسح له الطريق لتخرج من المطبخ ما إن رأت السيد كيم يقترب

وقف خلف البار بينما ينظر إلى جونغ إن الذي يصنع كوبين من القهوة و بأسف قال

" آسف بشأن البارحة"

توقف جونغ إن لوهلة ثم عاد ليكمل ما كان يفعله

"واليوم أيضاً لم أكن أنا من دعوت هانييل"

رفع جونغ إن عينيه نحوه و قال بهدوء

" سأتعامل مع ذلك كوسيلة للعلاج"

ضم السيد كيم شفتيه بضيق ثم أسرع ليُمسك بذراع جونغ إن حين خرج من المطبخ وهو يحمل كوبي القهوة

" أنا لست عدوكم جونغ إن ،ربما طريقتي خاطئة بالنسبة لكم ولا تناسب أفكاركم لكن حديثي اللين من قبل هو ما أوصلنا إلى هذه المرحلة"

تنهد جونغ إن ثم التفت إليه برأسه

"و أنا تغاضيت عن كل شيئ بما في ذلك وضعي في المصحة و أنت تعرف جيداً كيف أكره الظلام و الوحدة لكن سومين؟ لا يمكنني التغاضي عن ذلك "

" أقسم أنني لم أقم بدعوتها هي أو زوجها، ليس من أجل كيونغسو فقط و لكن من أجل سويون أيضاً لم أكن لأرغب بأن تدخل إلى حياتهما أبداً "

مرر جونغ إن عينيه على وجه جده بتفكير فضغط الآخر على ذراعه برجاء ليومئ جونغ إن بحركة بسيطة

" لنرى ما سيحدث لاحقاً ،أتمنى أنها لن تظهر مُجدداً "

همهم السيد كيم ليتبع جونغ إن بنظراته حتى صعد إلى الأعلى بينما حفيده عاد إلى غرفته

وقف في مكانه لبعض الوقت ينظر إلى هانييل، الطاولة كانت مجاورة لها تماماً ولوهلة تخيل أنها قد تُنفذ تهديدها السابق له ما إن يقترب منها

و جونغ إن رغم تحسن حالته النفسية قليلاً لكنه لم يكن مستعداً لأن يتعرض لصدمة أخرى و تعتدي عليه امرأة ما

هز رأسه إلى الجانبين يطرد تلك الأفكار التي وجدها مُهينة نوعاً ما ثم اقترب منها بتردد ووضع كوب القهوة على الطاولة الصغيرة بجوارها

و دون أن يتحدث عاد ليجلس في مكانه بينما هانييل رمقت كوب القهوة بنظرة جانبية و التفتت لتنظر إلى جونغ إن من الخلف

بينما هو عانق كوبه بكفيه و ابتسامة فخورة علت شفتيه

To be continued....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top